المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : التوازن الغذائي والرياضة يحدان من انتشار السمنة



بنت نجد
01-11-2003, 01:07 AM
يكاد لا يخلو مجلس نسائي من الحديث عن الحمية الغذائية أو تجربة أنظمة غذائية جديدة لإنقاص الوزن، فقد أصبحت زيادة الوزن أو السمنة هاجساً يلاحق السيدات في المملكة الى حد قد يكون مبالغا فيه. و لكن الاحصائيات التي نشرت مؤخراً كشفت حقيقة لا يمكن مبالغا فيه. ولكن الاحصائيات التي نشرت مؤخراً كشفت حقيقة لا يمكن تجاهلها، وهي زيادة نسبة الإصابة بالسمنة ليس فقط بين النساء، ولكن ايضاً الرجال والأطفال وحتى الرضع، ليس فقط في المملكة العربية السعودية ولكن على نطاق الخليج بشكل عام. صحيح أن هذه الظاهرة لم تصل الى ما وصلت اليه الولايات المتحدة الأمريكية وبعض دول غرب أوروبا، ولكن سرعة انتشار هذه الظاهرة في المجتمعات الخليجية، خاصة بين الأجيال الجديدة، يدعو الى القلق ويحتاج الى ضوابط للسيطرة عليه. فعلى سبيل المثال، أشار الدكتور عبدالرحمن مصيقر، رئيس المركز العربي للتغذية في مملكة البحرين، بأن آخر دراسة احصائية نشرت عن السمنة لدى الطلبة في مدارس الخليج أظهرت أن ما بين 20الى 27% من تلاميذ المرحلة الابتدائية و 28الى 35% من طلبة المرحلة المتوسطة، وحوالي اكثر من 35% من تلاميذ المرحلة الثانوية يعانون من زيادة في الوزن والسمنة. وهي نسب
مرتفعة فيما لو قورنت بالسنوات الماضية. وفيما يخص المملكة العربية السعودية، فقد أظهرت الاحصائيات الميدانية أن 52% من اجمالي البالغين في المملكة مصابون بالسمنة، فيما تشتكي 66% من السيدات السعوديات من زيادة في الوزن.
اما بين المراهقين والأطفال فالأرقام ما تزال مرتفعة، حيث أن 18% من المراهقين و12% من الأطفال دون سن المدرسة و7% من الرضع يعانون من السمنة. وقد أرجعت الدراسة اسباب زيادة ظاهرة السمنة في المجتمع السعودي لأسباب عديدة في مقدمتها ارتفاع القوة الشرائية بين شرائح المجتمع وانتشار مطاعم الوجبات السريعة، والتغير الملحوظ في العادات الغذائية بالاضافة الى انخفاض المجهود الحركي والنشاط البدني للأفراد، وهو من أهم الأسباب.

دون الإحساس بالجوع
من ناحية أخرى فقد وجد الدكتور خالد المدني استشاري التغذية والمشرف العام على ادارة التغذية التابعة لوزارة الصحة في منطقة مكة المكرمة وجد أن من اسباب حدوث السمنة هو عدم التوازن ما بين كمية الطعام التي نتناولها والطاقة التي تستهلكها أجسامنا، فعلى سبيل المثال، تميل بعض النساء في مجتمعاتنا إلى الإفراط في تناول الطعام حتى وان كان من دون الإحساس بالجوع بسبب عوامل نفسية وثقافية واجتماعية وعاطفية.
سوء التغذية
احدى اهم الحقائق التي يجهلها بعض الناس هي أن السمنة تمثل شكلاً من أشكال سوء التغذية، فليس صحيحا أن سوء التغذية مرتبط بنقص الغذاء والنحافة. فزيادة ونقص الغذاء يتسببان بنفس الدرجة من ظهور الأمراض الخطيرة والإعاقة وتدني متوسط الأعمار وبالتالي تأثيرهما على معدلات الإنتاج وعرقلة حركة التنمية.
وما يثير الانتباه أن آخر التقارير التي صدرت من عدة جهات صحية عالمية على نطاق الولايات المتحدة الأمريكية ودول غرب أوروبا أظهرت ان هناك تساوي في عداد المصابين بالسمنة والنحافة المرضية على مستوى العالم، وهي حقيقة يمكن التعرف على الكثير من أسبابها والكامنة في حدوث تغير كبير في العادات الغذائية لدى الناس بسبب الانفتاح الفضائي والاعتماد على الكمبيوتر في إنجاز الأعمال وتعدد وسائل الراحة مما تسبب في تقليص دور الحركة الجسدية في الانشطة اليومية والميل للجلوس لمدد طويلة، سواء كان ذلك على نطاق العالم، أو منطقة الخليج او المملكة العربية السعودية بشكل خاص. حيث بات اهتمام المستهلكين على نوعية ومذاق الغذاء الذي يتلاءم مع نمط الحياة العصرية على حساب قيمته الغذائية، وهو بالطبع سينعكس على الصحة وتظهر بسببه أمراض سوء التغذية.

للتغلب على أمراض سوء التغذية
هناك الكثير من الطرق التي يستطيع معها الشخص المحافظة على صحته بشكل عام وتحقيق التوازن الغذائي، فقد وجد عدد من خبراء التغذية ان مزاولة الرياضة الخفيفة وبصورة منتظمة تساعد الى درجة كبيرة في الحفاظ على الصحة، كما أن التوازن ما بين الكم والكيف والتركيز على "الكيف" في التغذية أمر ضروري ايضا. فقد تحدثت الدكتورة شادية محمد متبولي، وهي استشارية طب الأسرة والمجتمع ورئيسة قسم التثقيف الصحي في جامعة الملك عبدالعزيز بجدة، تحدثت عن كيفية تحقيق التوازن الغذائي وتحسين مستوى الصحة العامة، حيث ذكرت بأن التركيز على نوعية الغذاء وليس الكمية هو من أهم العوامل التي تساعد على خلو الجسم من الأمراض وضبط كافة العمليات الحيوية داخله. ومعنى الغذاء المتوازن حسب ما فسرته الدكتورة شادية هو الغذاء الذي يحتوي على كافة العناصر التي يحتاجها الجسم مثل المواد البروتينية والدهنية والسكرية المأخوذة عن طريق الأغذية الطبيعية.
فمثلاً اللحوم والبقول تحتوي على البروتينات، لذا فإن أكلها ضروري للجسم ولكن الإفراط في تناولها قد يتسبب في حدوث أمراض دموية.

المكسرات مهمة
ككما أشارت الدكتورة شادية على أهمية المكسرات للجسم نظراً لأنها ترفع من مستوى الكوليسترول المفيد في الدم، وتحد من احتمالات الاصابة بأمراض القلب، على عكس الوجبات المشبعة بالدهون، فكل وجبة تحتوي على ما يزيد عن 900سعرة حرارية مما يشكل خطورة على القلب بسبب عصوبة حرقها بين الصغار والكبار على حد سواء، لذا نرى ظهور السمنة بين الأطفال نتيجة تناولهم الأغذية المشبعة بالدهون وابتعادهم عن الطعام المتوازن بالاضافة الى حركتهم القليلة والتي ينتج عنها تخزين الشحوم وعلى أساس ذلك، تأتي أهمية اللياقة البدنية وضرورة ممارستها بشكل منتظم ومدروس لتحقيق افضل النتائج الصحية، كما دعت الدكتورة البالغين الى اهمية التركيز على الصحة الذهنية والروحية التي تنعكس ايجابا على الصحة الجسدية، ويكون الحفاظ على الصحة الذهنية والروحية بالتقرب الى الله ومراعاة الواجبات الدينية والخلقية مع مراعاة الاعتدال في كل شيء.
وتشير الدكتورة شادية الى حديث الرسول صلى الله عليه وسلم عندما قال "ما ملأ ابن آدم وعاءً شراً من بطنه، حسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه، فان لم يفعل فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه"، فالمعدة بين الداء، لذا فمن الضروري الالتزام بتنوع الطعام مع الابتعاد عن الأكل الدسم، وعدم الإفراط في تناول أي نوع من الطعام حتى وان كان صحيا، لأن كل شيء يزيد عن الحد، ينقلب الى الضد. فمثلا الفيتامينات مفيدة للجسم ولكافة الأعمار، ولكن يجب الاعتدال فيها لأن الإفراط في تناولها تؤدي الى مشاكل صحية بسبب صعوبة امتصاصها، كما إنها يمكن ان تعيق امتصاص عناصر اخرى مفيدة في الجسم.
ة

د.عبدالمحسن
02-11-2003, 10:01 PM
بنت نجد ....... بارك الله فيك

هديل
03-11-2003, 10:46 AM
مشكورة اختي على هذه اللفتة المهمة