المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : & في يوم وليلة ..&



صــرير القلــم
28-01-2010, 11:50 PM
& في يوم وليلة ..&


غادة .. غادة ..ألم تنتهي بعد من زينتكِ ؟؟

هكذا خاطبتها أمها ـ وهي تنظر وجلة ـ إلى وجه ابنتها الذي علاه صفرة
وقد أوعزت السبب إلى فقدها الشهية للطعام منذ إعلان موعد خطوبتها ..
هكذا هن الفتيات قالت الأم في نفسها !

ردت غادة : أمهليني دقائق ، وأكون على أهبة الاستعداد..هل عقدتم قراني ؟
قالت الأم : ليس بعد .. وطبيعي سيأتي المأذون بنفسه لسماع موافقتك ..

قالت غادة : آه .. إذا الأمر كذلك !!
انطلقت الأم مهرولة لبعض شأنها ، وقد طلبت من العروس أن تكون جاهزة حال عودتها إليها!

تهاوت غادة في مقعدها الوثير .. وقد قبضت بين يديها على وريقة صغيرة ـ تنظر إليها بين فينة وأخرى
يا إلهي : هل أفعلها ؟؟
ليتني لم أكن هناك في تلك الليلة ـ قبل عامٍ من الآن !!

في تلك الليلة نعم ...هناك على شاطئ نصف القمر ..
خرجت غادة من كابينتها المستأجرة مع عائلتها
لتستنشق هواء البحر العليل ... كم هو جميل القمر الليلة وهو ينسج خيوطه الفضية على طول الشاطئ..

نام أهلها مبكرا ، ولكن النوم قد جافاها ، لعلها تفكر في ابن عمها ا( مؤيد ) خطيبها المنتظر..
هي بالكاد تعرف ملامح وجهه ، لكنها التقاليد والأعراف ... لايهم هذا هو الوضع المتعارف عليه !

وأشرأبت بعنقها إلى بناء يقف متلألئ على الشاطئ ومخالفا باقي الكبائن ...
سارت بقدميها الحافيتين على الرمال الناعمة ، وقد دفعها الفضول أن ترى ذاك البناء من قرب..

لكن واعجبا .. كأنه خالٍ من قاطنيه .. نظرت من خلال الباب الزجاجي المتحرك إلى الصالة الخاوية
لا أحد ... فقط يعلو صوت أم كلثوم ( في يوم وليلة ) ..

مازال الفضول يخامرها تقدم رجلا ، وتؤخّر أخرى ..
تقدمت ، ثم تراجعت ..
ولكن الفضول يقتلها ...قامت باللف من الخلف حيث الشاطئ الخاص
الممتد إلى البحر ..

أوه ..أرجوحة هناك .. نظرت يمنة ويسرة ، ولما لم تجد أحدا جلست على الأرجوحة التي انطلقت تهدهدها
غفت عيناها ، وقد لعب النسيم بشعرها المتطاير ...

ومن بعيد تغني أم كلثوم ( في يوم وليلة ..ليلة جميلة ..)
نعم ..جميلة ..أليس كذلك ؟؟

هبت غادة مذعورة من ذاك الصوت المتسائل ، وإذا بها أمام شخص ماثل أمامها يتأملها بتعجب !!

قامت مسرعة تود الهرب ... ولكنها تعثرت وسقطت على الرمال !
قال الرجل : مهلا .. هل أفزعتك ؟؟

ردت : ألا تظن أنك فعلت ذلك ـ لقد باغتني ؟؟
رد بتعجب : أعتقد أن المباغتة هي من نصيبي باعتباري صاحب البيت .. حين آتي وأجد بعض الدخلاء!

ردت غادة بكبرياء : هل تظنني جئت أسطو على دارك ؟؟
رد بتهكم : العفو ـ أظنك جئتِ تستلفين إناءً فقط من مطبخي ..
ياهذا ـ كفى سخرية ... فأنا ..؟؟ هكذا أجابت ثم توقفت ...
أصغى باهتمام .. نعم ؟؟ من أنتِ ؟؟ هذا مايثير اهتمامي الآن !!

استدارت غادة مولية إياه ظهرها ، وحاولت أن تتراجع للخلف ..
ولكنه يقف حائلا دون ذلك..

قالت : بالإذن ..هل تسمح لي بالمغادرة ؟؟
ضحك قائلا : الهرة قد شذّبت مخالبها أخيرًا .. فهي تستأذن للخروج ..
فهلاّ فعلتها عند الدخول!

صاحت غادة : من أنت ـ حتى تسمح لنفسك بالتطاول علي؟
قال : مازلت أقول أنا صاحب المكان ، وأنتِ متسللة إليه ..
ولاأعرف نواياكِ !

ياهذا ـ أنا لم أقصد السوء ...فقط ...فقط !! هكذا جعلت غادة
تكرر عبارتها..
قال : نعم ؟؟ فقط ..ماذا ؟؟ الفضووووول ؟؟ قوليها ، ولاتكابري ،
فلعلي أصفح عن جرأتكِ..

حركت غادة قدميها في الرمال ،وقالت : لا أعلم لعل الأمر كما تقول ..
وحينها ابتعد عن طريقها ، وقال : تعجبني الشجاعة والجرأة وأحترمها !

ولكن لحظة .. هل ؟؟ هل ... أنت مرتبطة ؟
قالت ممتعضة : ومايعنيك من أمري ـ أيها الغريب ؟
قال : فقط ...أردت أن أبعث برسالة رثاء ومواساة لمن كنتِ من نصيبه ..

أيها المأفون .. هكذا تمتمت ـ غادة ..
قال: قد أكون كما ذكرتِ ، ولكني سأكون أفضل من ذلك في حال
وافقتِ على الاقتران بي ..

ذهلت غادة من ذاك العرض الغريب .. قالت : هل طلب الزواج لديك هو بمثابة طلب وجبة سريعة؟؟
تململ قائلا : بل ثقة مفرطة في قدرتي على تقييــم الأشياء والأشخاص..


ابتعد عن طريقي .. هكذا كان ردها ـ محتدة !
لحظة ... انتظري خذي هذه الوريقة بها اسمي ومن أكون ورقمي..
ولعله يعن لكِ يومًا ..أن تعطيه أهلك ..لأني لاأطمع في أن تهاتفيني ..
فقط عديني احتفظي بالرقم ، وفكري بالأمر .. واسألي عن الشخص
المكتوب اسمه لديكِ
وحينها لاترددي .. إذا وافقتِ على عرضي ـ فأنا جاد تمامًا فيه !!

مدت غادة يدها على مضض ، وقالت سأحتفظ بالرقم فقط حتى تتأكد
أنه لم يسرق شئ منك..

وانطلقت مهرولة ..لاتلوي على شئ ..
ولم تنظر خلفها ، ولو فعلت لرأت عينين تائهتين تتبعانها ..


مضى على الحادثة عام ، وخلال تلك الفترة مافتئت ـ غادة تخرج
الورقة بين فينة وأخرى تطالعها..
وتفكر .. وتفكر .. ولكن انتهى الأمر الآن !!


سمعت طرقًا على الباب هاهو أبوها يخاطبها ويسألها الموافقة على
الزواج من ابن عمها
وبجانبه المأذون يتطلع لسماع الإجابة منها ـ ترددت هنيهة ..
ثم قالت : نعم موافقة !

وشدت قبضتها على تلك الورقة المخبأة بين أصابعها .. لقد اختارت ..

أمسكت بالورقة المهترئة وكتبت في ظهرها

في يوم وليلة ...التقينا .. وانتهينا في وقت ماابتدينا !!

قامت بطي الورقة في شكل طائرة ورقية ، وفتحت نافذة غرفتها
ونفخت الورقة
فحملتها نسمات الرياح .. وذهبت بها بعيدًا.. تجاه عرض البحر !!

(( صرير القلــم ))

طالبة النجاح
29-01-2010, 08:05 AM
http://m002.maktoob.com/alfrasha/ups/u/12758/27561/347966.gif

توووولين
22-02-2010, 01:10 AM
رووووووووووووعه

زهرة البيت
22-02-2010, 01:46 AM
قصة جميلة بارك الله فيك

زهرات شذيه
27-02-2010, 02:05 AM
قصه جميله اختى
مشكووووووووووووووووووره