المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خصائص رسول الله صلى الله عليه وسلم



زهور 1431
31-03-2010, 09:47 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

اختص الله تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم بخصائص لم تكن لاحد من الخلق قبله ولا بعده , ولا عجب

فهو اكرم مخلوق على الله تعالى , وهو خير نبي بعثه وارسله للعالمين اجمعين .

هنا ستكون لنا وقفات على كثير من خصائصه صلى الله عليه وسلم التي اختص بها دون غيره .

جعلنا الله واياكم من المهتدين بهديه صلى الله عليه وسلم الى يوم الدين




,,, الوقفة الأولى ,,,


مقدمة عن الخصائص



إنَّ الله –تعالى- قد اختصَّ عبدَهُ ورسولَهُ مُحمَّداً-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-دُونَ غيرِه مِنَ الأنبياءِ -عليهم

السلام- بخصائصَ كثيرةٍ، تشريفاً له وتكريماً مما يدلُّ على جليلِ رُتبتِهِ وشَريفِ منزلتِهِ عندَ ربِّهِ. ففي

الدُّنيا آتاهُ اللهُ القُرآنَ العظيمَ المعجزةَ المحفوظةَ الخالدةَ، ونصرَهُ بالرُّعبِ، وأرسلَهُ إلى الخلقِ كافَّة، وخَتَمَ به

النَّبيِّينَ... إلى غيرِ ذلكَ مِن الخصائصِ. وفي الآخرةِ أكرمَهُ بالشَّفاعةِِ العُظْمى، والوسيلة، والفضيلة،

والحوض المورود، والمقام المحمود... وغيرها ، وأكرمه بخصائصَ في أمتِهِ لم تُعطَها غيرُها من الأُممِ

السَّابقةِ. ففي الدُّنيا أحلَّ لهم الغنائمَ ,وجعلَ لهم الأرضَ مسجداً وطَهُوراً، وجعلَهم خيرَ الأممِ، إلى غيرِ ذلكَ

من الخصائصِ. وفي الآخرةِ جعلَها شاهدةً للأنبياءِ على أُممهم،وجعلَها أولَ الأُممِ دُخُولاً الجَنَّةَ... إلى غيرِ

ذلكَ من الخصائصِ التي ستأتي –باذن الله تعالى.

وقد وردتْ الآياتُ القُرآنيةُ والأحاديثُ النبوية تُصرِّحُ بعُلو منزلتِهِ الكريمة- صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ- وأنه

أعلى النَّاسِ قدراً، وأعظمهم محلاً, وأكملهم محاسنَ وفضلاً. وستذكر باذن الله مع ذكر الخصائص .



التعريف اللغوي للخصائص:

قال في القاموس المحيط (خصَّهُ بالشيء خَصَّاً وخُصُوصاً وخُصُوصيّةً، والفتح أفصح).

وقال في لسان العرب (واختصه: أي أفرده دون غيره)

وقال في المعجم الوسيط: (خُصوصية الشيء خاصيته، والخَصِيْصة الصفة التي تميِّز الشيء وتحدده،

والجمع خصائص)


التعريف الاصطلاحي:

هي الفضائل والأمور التي انفرد بها النَّبيُّ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-وامتاز بها، إما عن إخوانه الأنبياء، وإمَّا

عن سائر البشر. راجع :"خصائص المصطفى بين الغلو والجفاء". الصادق بن مُحمَّد بن إبراهيم ص24.

وقيل: هي ما اختصَّ اللهُ –تعالى- نبيَّهُ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-وفضَّله به على سائرِ الأنبياءِ والرُّسلِ-

عليهم الصلاة والسلام-،وكذلك سائر البشر. راجع" نضرة النعيم (1/447)".



أقسام الخصائص النبوية:

للخصائص النبوية قسمان رئيسان:

الأول: خصائص تشريعية: وهي ما اختص به النَّبيّ -صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ -من التشريعات الإلهية.

الثاني: خصائص تفضيلية: وهي الفضائل والتشريفات التي كرَّم الله بها نبيَّنا مُحمَّداً- صَلَّى اللهُ عليهِ

وسَلَّمَ- دون غيره.


فوائد معرفة الخصائص:


قد يقول قائل، أو يسأل سائل: لماذا الكلام في خصائص الرَّسُول صلى الله عليه وسلم؟ وما الفائدة منها؟


الجواب: هناك فوائدُ كثيرة في دراسة الخصائص وتذاكرها ، فمن ذلك : الوقوف على ما انفرد به نبينا -

صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ -عن غيره من الأنبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام، وما أكرمه الله به من المنح،

و الهبات تشريفاً له وتعظيماً وتكريماً مما يدل على جليل منزلته عند ربه. فمعرفة ذلك تجعل المسلم يزداد

إيماناً مع إيمانه، ومحبةً وتبجيلاً لنبيه، وشوقاً له ويقيناً به. وتدعو غيرَ المسلم لدراسة أحوال هذا النَّبيِّ

الكريمِ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-، ومِن ثَمَّ الإيمانُ والتصديق به، وبما جاء به إن كان من المنصفين. ويُضمُّ

إلى ذلك فوائد ذكر ما اختصَّ به عن أمته من الأحكام. فمنها: تمييز تلك الخصائص ومعرفتها وثمرة ذلك

بيان تفرده واختصاصه بها ,وأن غيره ليس له أن يتأسى به فيها.1 ,قال الحافظ ابن حجر العسقلاني -

رَحِمهُ اللهُ-عند ذكره لفوائد حديث: (نهى رسولُ اللهِ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ -عن الوصال) قالوا: (إنك

تُواصلُ...)), قال ابن حجر : " فيه ثبوتُ خصائصِهِ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-,وأنَّ عمومَ قولِهِ-تعالى-:

((لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة)). مخصوصٌ ". فتح الباري (4/242).

يتبع

زهور 1431
31-03-2010, 10:12 PM
,,, الوقفة الثانيه ,,,

$$$ خصائص الرسول صلى الله عليه وسلم دون جميع الانبياء عليهم الصلاة والسلام في الحياة الدنيا :


1- اختصاصُهُ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-بأنَّ آيتَهُ العُظمى في كتابِهِ:

عن أبي هُرَيْرة-رَضيَ اللهُ عنهُ- قالَ: قال النَّبيُّ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-: (ما من الأنبياءِ إلا أُعطيَ من الآياتِ ما مثله آمنَ عليه من البشرُ، وإنما كانَ الذي أُوتيتُهُ وحياً أوحاه اللهُ إليَّ، فأرجو أنْ أكونَ أكثرَهُم تابِعاً يومَ القيامةِ) البُخاريُّ- الفتح (8/619),رقم الحديث 4981كتاب فضائل القرآن – باب كيف نزل الوحي أول ما نزل.

قال ابنُ حَجَرٍ: "إنه المعجزة العظمى التي اختصَّ بها دُونَ غيرِهِ ". الفتح (8/623)

لذا فالقرآن الكريم أخصُّ معجزات النَّبيِّ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-.

قالَ الإمامُ الماورديُّ -رَحِمهُ اللهُ-والقرآنُ أوّلُ مُعْجزٍ دعا به مُحمَّدٌ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-إلى نبوتِهِ فصدعَ فيه برسالتِهِ،وخُصَّ بإعجازِهِ من جميعِ رُسُلِهِ). أعلام النُّبوَّة ص57-58.



2- اختصاصُهُ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ- بختمِ النُّبوَّة:

قالَ اللهُ–تعالى-: {ما كان مُحمَّدٌ أبا أحدٍ من رجالكم , ولكن رسول الله وخاتم النَّبيّين} الآية 40 الأحزاب.

قال ابن كثير -رَحِمهُ اللهُ-عند الكلام على هذه الآية الكريمة:" فهذه الآيةُ نصٌّ في أنه لا نبيَّ بعده، وإذا كان لا نبيَّ بعده فلا رسولَ بعده بالطريق الأولى والأحرى؛لأنَّ مقامَ الرِّسالة أخصُّ من مقامِ النُّبوَّة، فإنَّ كلَّ رسولٍ نبيٌّ, ولا ينعكس ". تفسير ابن كثير (3/542)

وعن أبي هُرَيْرة-رَضيَ اللهُ عنهُ-أنَّ رسولَ اللهِ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-قال مَثَلي ومَثَل الأنبياء من قبلي، كمثل رجلٍ بنى بيتاً فأحسنه وأجمله إلا موضع لبنة من زاوية، فجعل النَّاس يطوفون به ويعجبون له ويقولون: هلاّ وضعت هذه اللبنة؟! قال: فأنا اللبنةُ وأنا خاتمُ النَّبيّين) البُخاريُّ– الفتح (6/645) رقم الحديث 3534 كتاب المناقب- باب خاتم النَّبيِّين -صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ -.



3- اختصاصُهُ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-بالنصر بالرُّعبِ مسيرةَ شهرٍ،وجُعلتْ له الأرضُ مسجداًً وطهوراً،وأُحِلَّتْ له الغنائمُ:

عن جابرِ بن عبدِ اللهِ-رَضيَ اللهُ عنهُ-أنَّ النَّبيَّ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-,قالَ: (أُعطيتُ خمساً لم يُعطهنَّ أحدٌ قبلي، نُصرتُ بالرُّعب مسيرةَ شهرٍ، وجُعلتْ لي الأرضُ مسجداً وطهوراً, فأيما رجلٍ مِن أُمَّتي أدركتْهُ الصَّلاةُ فليُصلِّ، وأُحلتْ لي الغنائمُ، ولم تحلَّ لأحدٍ قبلي، وأُعطيتُ الشفاعةَ، وكان النَّبيُّ يُبعثُ إلى قومِهِ خاصَّة, وبُعثتُ إلى النَّاسِ عامَّة) البُخاريُّ– الفتح (1/519), رقم الحديث335, كتاب التيمم.

4- اختصاصُهُ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-بإرسالِهِ إلى الثَّقلينِ:

كان الأنبياءُ من قبله-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ- يُرسَلُ كلُّ نبيٍّ إلى قومِهِ خاصَّة،وأُرسِلَ رسولُنا مُحمَّد-عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ- إلى الثَّقلينِ (الجنِّ والإنس)،وهذه من خصائصِهِ التي اختصَّه اللهُ-عَزَّ وجَلَّ-بها.

قالَ اللهُ–تعالى-لنبينا مُحمَّدٍ-عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ-:{قل يا أيها النَّاس إني رسولُ الله إليكم جميعاً} الأعراف: 158. وفي حديث جابرٍ-رَضيَ اللهُ عنهُ-:قال-عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ-أُعطيتُ خمساً لم يُعطهنَّ أحدٌ من النَّاس– وذكر منها-وكان النَّبيُّ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-يُرسَلُ إلى قومِهِ خاصَّة, وبُعثتُ إلى النَّاس عامَّة). وقالَ اللهُ-عَزَّ وجَلَّ-مُبيِّناً أنَّ الرَّسُولَ مُحمَّداً-عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ-قد أُرسِلَ إلى العالمين،وهم الجِنُّ والإنسُ,فقالَ –تعالى-:{تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيراً}. الفرقان: 1. قالَ الإمامُ القرطبيُّ-رَحِمهُ اللهُ-عن هذه الآيةِ والمراد بالعالمين هنا الإنسُ والجنُّ؛لأن النَّبيَّ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ --كانَ رَسُولاً إليهما ونذيراً ,وأنَّهُ خاتمُ الأنبياءِ،ولم يكنْ غيرُهُ عامَّ الرِّسالة إلا نوح فإنه عمَّ برسالته جميعَ الإنس بعد الطوفان؛ لأنه بدأ به الخلق). راجع:" الجامع لأحكام القرآن"( 13/2).


5- اختصاصُهُ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-بإمامةِ الأنبياءِ في بيتِ المقدس:

عن أبي هُرَيْرة-رَضيَ اللهُ عنهُ-,قالَ: قالَ رسولُ اللهِ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-لقد رأيتني في الحِجْر وقريش تسألني عن مسراي، فسألتني عن أشياء من بيت المقدس لم أُثبتها فكربت كربةً ما كربت مثلها قط، قال: فرفعه الله لي أنظر إليه ما يسألوني عن شيء إلا أنبأتهم به، وقد رأيتني في جماعة من الأنبياء، فإذا موسى قائمٌ يصلي ,وإذا رجل ضرب جعد كأنه من رجال شنوءة، وإذا عيسى ابن مريم- عليه السلام- قائم يصلي, أقرب النَّاس به شبهاً عُروة بن مسعود الثقفي، وإذا إبراهيم- عليه السلام- يصلي أشبه النَّاس به صاحبكم، يعني نفسه، فحانت الصلاة فأممتهم، فلما فرغت من الصلاة قال قائل: يا مُحمَّد! هذا مالك صاحب النار فسلِّم عليه فالتفتُّ إليه فبدأني بالسلام) صحيح مسلم. كتاب الإيمان باب ذكر المسيح بن مريم والمسيح الدجال .

6- اختصاصُهُ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ -بكونه أمياً لا يقرأ ولا يكتب:

لقد أُرسل نبينا مُحمَّد-عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ -أُمياً لا يقرأُ ولا يكتبُ،قالَ اللهُ-عَزَّ وجَلَّ-: {الذين يتبعون الرَّسُول النَّبيّ الأمي} الأعراف: 157. وقالَ اللهُ-عَزَّ وجَلَّ-: {وما كنت تتلوا من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك إذاً لارتاب المبطلون}. العنكبوت: 48. وعن ابنِ عمرَ-رَضيَ اللهُ عنهُما- أنه-عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ-,قال: (إنَّا أمة أميَّة لا نكتب ولا نحسب، الشهر هكذا وهكذا يعني مرة تسعةً وعشرين ومرةً ثلاثين). البُخاريّ– الفتح 4/151. رقم الحديث 1913. كتاب الصوم، باب: قول النَّبيِّ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-لا نكتب ولانحسب.



7- اختصاصُهُ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-بأنه أُوتي مفاتيحَ خزائنِ الأرضِ:

عن أبي هُرَيْرة-رَضيَ اللهُ عنهُ- قال: قالَ رسولُ اللهِ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-بُعثتُ بجوامعِ الكَلِمِ ونُصرتُ بالرُّعبِ, وبينا أنا نائمٌ أُوتيت بمفاتيح خزائن الأرض، فوُضعت في يدي) قال أبو هُرَيْرة: فذهب رسولُ الله-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ- وأنتم تنتثلونها).صحيح مسلم (1/371), رقم الحديث (523), كتاب المساجد ومواضع الصلاة.

قالَ النَّوويُّ:" (تنتثلونها) يعني تستخرجون ما فيها، يعني خزائن الأرض، وما فتح الله على المسلمين من الدُّنيا". شرح النووي لمسلم( 5/5).

وعن أبي هُرَيْرة-رَضيَ اللهُ عنهُ-عنْ رسولِ اللهِ- صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ- أنه قال: (نُصرتُ بالرُّعب على العدوّ وأُوتيت جوامع الكلم، وبينما أنا نائم أُتيتُ بمفاتيح خزائن الأرض، فوُضعت في يديَّ)



8- اختصاصُهُ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-بأنَّ ما بين بيتِهِ ومِنْبرِهِ رَوضةٌ من رِياضِ الجَنَّةِ:

عن عبد الله بن زيد المازني-رَضيَ اللهُ عنهُ- أن رسول الله-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ- قال: (ما بين بيتي ومنبري رَوضةٌ من رِياض الجَنَّة) البُخاريّ- الفتح (3/84) رقم الحديث (1195), كتاب فضائل الصلاة في مسجد مكة والمدينة- باب فضل مابين القبر والمنبر.

وعن أبي هُرَيْرة -رَضيَ اللهُ عنهُ- عن النَّبيِّ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-,قال ما بين بيتي ومنبري رَوضةٌ من رياض الجَنَّة، ومنبري على حوضي) البُخاريّ – الفتح (3/84) رقم الحديث (1196) كتاب فضائل الصلاة في مسجد مكة والمدينة – باب فضل مابين القبر والمنبر.


9- اختصاصُهُ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ -بأنه ذُكِرَ في الكُتُبِ السَّابقةِ:

بشَّرت الكُتُبُ السابقةُ التي أُنزلت على الأنبياء من قبل رسولنا مُحمَّد بأنه في آخر الزَّمان سيظهر نبي اسمه أحمد، وكان أهل الكتاب يعرفونه من خلال ما وصفته الكُتُب المنزلة من عند الله، كما يعرفون أبناءهم قالَ اللهُ-تعالى-: {الذين يتبعون الرَّسُول النَّبيّ الأمي الذي يجدونه مكتوباً عندهم في التوراة والإنجيل} الأعراف: 157. وقالَ اللهُ–تعالى-: {وإذ قال عيسى ابن مريم يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقاً لما بين يدي من التوراة ومبشراً برسولٍ يأتي من بعدي اسمه أحمد فلّما جاءهم بالبينات قالوا هذا سحرٌ مبين} الصف: 6.10



10- اختصاصُهُ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ -بأنَّ الطَّاعونَ لا يدخلُ مدينتَهُ الشَّريفةَ :

عن أبي هُرَيْرة -رَضيَ اللهُ عنهُ- قال: قالَ رسولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-: (على المدينة ملائكة لا يدخلها الطاعونُ ولا الدجالُ) البُخاريّ مع الفتح (13/109) رقم 7133 كتاب الفتن – باب لا يدخل الدجال المدينة .

وعن أنس بن مالك عن النَّبيِّ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ- قال: (المدينة يأتيها الدجال فَيجِدُ الملائكة يحرُسونها فلا يقربها الدجالُ، ولا الطاعونُ إن شاء الله). البُخاريّ- الفتح (13/109) رقم (7134) كتاب الفتن – باب لا يدخل الدجال المدينة.



فائدة: لا يُقال لمدينة الرَّسُول (يثرب): روى مسلمٌ في صحيحِهِ عن أبي هُرَيْرة-رَضيَ اللهُ عنهُ- ,قال: قالَ رسولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-:" أُمرتُ بقريةٍ تأكل القرى يقولون يثرب وهي المدينة تنفي النَّاس كما ينفي الكير الحديد". صحيح مسلم مع الشرح. المجلد الثالث- الجزء الثاني ص154.

قالَ النَّوويُّ -رَحِمهُ اللهُ-" قوله -صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-: (يقولون يثرب وهي المدينة), يعني أنَّ بعضَ النَّاس من المنافقين وغيرهم يُسمُّونها( يثرب)، وإنما اسمها (طابة) و(طيبة)، ففي هذا كراهةُ تسميتِها (يثرب)، وقد جاء في مسند أحمد حديثٌ عن النَّبيِّ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-في كراهة تسميتها (يثرب)، وحُكيَ عن عيسى بن دينار أنه قال: مَن سمَّاها (يثرب) كُتبتْ عليه خطيئةٌ، قالوا: وسببُ كراهةِ تسميتها (يثرب), لفظُ التَّثريبِ الذي هو التَّوبيخ، والملامة. وسُمِّيتْ (طيبة) و(طابة)؛ لحسن لفظِها،وكان-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ -يُحبُّ الاسمَ الحسَنَ، ويكره الاسَمَ القبيحَ.وأمَّا تسميتُها في القرآنِ (يثرب)، إنَّما هو حكايةٌ عن قولِ المنافقين الذين في قلوبِهم مرضٌ. شرح النووي على مسلم, المجلد الثالث, الجزء الثاني (154-155), وكذلك أشار إلى هذا الحافظُ ابن حجر في فتح الباري (4/106), فليُراجع.



11- اختصاصُهُ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ -بأنَّ الصَّلاةَ في مَسْجدِهِ بألفِ صلاةٍ فيما سِواهُ:

عن ابن عَبَّاسٍ-رَضيَ اللهُ عنهُما- أنه قال: (إنَّ امرأة اشتكت شكوى فقالت: إنْ شفاني الله لأخرجنَّ فلأصلينَّ في بيت المقدس، فبرأت ثم تجهزت تريد الخروج، فجاءت ميمونة زوج النَّبيّ- صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ- تسلِّم عليها، فأخبرتها ذلك، فقالت: اجلسي فكلي ما صنعت ,وصلِّ في مسجد الرَّسُول -صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ -فإني سمعتُ رسولَ اللهِ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ- يقول:" صلاة فيه أفضل من ألف صلاة فيما سواه من المساجد ,إلا مسجد الكعبة". صحيح مسلم (1/1014) رقم الحديث (1396) كتاب الحج- باب فضل الصلاة بمسجد مكة والمدينة.

وعن أبي هُرَيْرة-رَضيَ اللهُ عنهُ- قالَ: قالَ رسولُ اللهِ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-: (صلاةٌ في مسجدي هذا، خير من ألف صلاةٍ فيما سواه، إلاّ المسجد الحرام) صحيح مسلم (2/1012) رقم الحديث (1394) كتاب الحج – باب فضل الصلاة بمسجدي مكة والمدينة، والموطأ (1/196).

وعن ابن عمر عن النَّبيِّ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ- قال: (صلاةٌ في مسجدي هذا، خيرٌ من ألف صلاةٍ فيما سواه، إلا المسجد الحرام) صحيح مسلم (2/1013) رقم الحديث (1395) كتاب الحج – باب فضل الصلاة بمسجدي مكة والمدينة.



12- اختصاصُهُ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ- بتعهدِ اللهِ–تعالى- بحفظِ الكتابِ المنزَّلِ عليهِ:

قالَ اللهُ -عَزَّ وجَلَّ-: {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون} الحجر: 9., وقال- تعالى-: {إنه لكتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه} فصلت: 41-42.

وقال- عزَّ مِن قائل-: {قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا} (88) سورة الإسراء.



13-اختصاصُهُ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-بيومِ الجُمُعةِ:

وعن أبي هُرَيْرة-رَضيَ اللهُ عنهُ- أنه سمع رسولَ اللهِ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-يقول: (نحن الآخرون السابقون يوم القيامة، بَيْدَ أنهم أُوتوا الكتاب من قبلنا، ثمَّ هذا يومُهمُ الذي فُرِض عليهم فاختلفوا فيه، فهدانا الله، فالنَّاس لنا فيه تَبعٌ: اليهود غداً، والنصارى بعد غد). البُخاريُّ – الفتح (2/412) (876) كتاب الجمعة – باب فرض الجمعة. ومسلم (2/585) (855) كتاب الجمعة, باب هداية هذه الأمة ليوم الجمعة.

وعن حُذيفة-رَضيَ اللهُ عنهُ- قال: قالَ رسولُ اللهِ- صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-: (هُدينا إلى الجمعة ,وأضل الله عنها من كان قبلنا...), وذكر الحديث صحيح مسلم (2/586) (856) كتاب الجمعة- باب هداية هذه الأمة ليوم الجمعة.



14-اختصاصُهُ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ -بأنَّ كتابَهُ فُضِّلَ بالمُفصَّلِ:

عن واثلة بن الأسقع-رَضيَ اللهُ عنهُ- أنَّ النَّبيَّ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-,قال: (أُعطيت مكان التوراة السبع (أي السبع الطوال من البقرة – التوبة) ,وأُعطيت مكان الزبور المئين (وهي السور التي بلغ عدد آياتها المائة أو قاربها), وأُعطيت مكان الإنجيل المثاني (أي السور التي بعد المئين إلى المفصل), وفُضِّلت بالمفصل (وهي من سورة (ق) إلى (النَّاس} أخرجه أحمد (4/107), وقال الألباني: (صحيح بمجموع طرقه) السلسلة الصحيحة (3/469).


15-اختصاصُهُ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ -بأنَّ الله أرسلَهُ رحمةً للعالمينَ:

قالَ اللهُ -عَزَّ وجَلَّ-: {وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين} الأنبياء: 107.

وعن أبي هُرَيْرة-رَضيَ اللهُ عنهُ-,قال: (قيل: ادعُ على المشركين, قال: إني لم أُبعثْ لعَّاناً وإنما بُعثتُ رحمةً) صحيح مسلم (4/2007) رقم الحديث (2599) كتاب البر والصلة: باب النهي عن لعن الدواب وغيرها.

وقال-عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ-إنَّما أنا رَحْمةٌ مُهْدَاةٌ) صححه الألباني في "السلسلة الصحيحة" (490).



16- اختصاصُهُ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-بتسليمِ الحَجَرِ عليهِ قبلَ البِعْثةِ:

عن جابرِ بن سمُرة قالَ: قالَ رسولُ اللهِ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-إني لأعرفُ حَجَراً بمكةَ كان يُسلِّمُ عليَّ قبلَ أنْ أُبعثَ,إنِّي لأعرفُهُ الآنَ) صحيح مسلم (4/1782), رقم الحديث (2277), كتاب الفضائل: باب فضل نسب الرَّسُول, وتسليم الحجر عليه قبل النُّبوَّة. قال العزُّ بن عبد السَّلامِ في كتابِهِ "بداية السول": (ولم يثبتْ لواحدٍ من الأنبياءِ مثلُ ذلكَ)



17. اختصاصُهُ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ -بأواخرِ سُورةِ البقرةِ:

عن أبي ذر-رَضيَ اللهُ عنهُ- قال:قالَ رسولُ اللهِ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-: (إني أُوتيتهما (يعني الآيتين من أواخر سورة البقرة) من كنز من بيت تحت العرش، ولم يُؤتهما نبيٌّ قبلي( يعني الآيتين من أواخر سورة البقرة) أخرجه أحمدُ (5/15),وصححه الألبانيُّ في" السلسة الصحيحة " (3/471), وقال :صحيحٌ على شرطِ مُسلمٍ.



18- اختصاصُهُ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ- بنداءِ ربِّه لَهُ بأعزِّ أوصافِهِ :

قالَ اللهُ- تعالى-:{يَا أَيُّهَا الرَّسُول بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاس إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ} (67) سورة المائدة.

وقال- تعالى-:{يَا أَيُّهَا الرَّسُول } (41) سورة المائدة.

قال العزُّ بن عبد السَّلامِ في كتابه"بداية السول": (وهذه الخصيصةُ لم تثبتْ لغيرِهِ, بلْ إنَّ كلاً منهم نُوديَ باسمِهِ،فقالَ –تعالى-:{وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الجَنَّة وَكُلاَ مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الْظَّالِمِينَ}(35) سورة البقرة .

وقال-تعالى-:{إِذْ قالَ اللهُ يَا عِيسى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ }(110) سورة المائدة . وقال: {وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ} (104-105) سورة الصافات.وقال: {أَن يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} (30) سورة القصص. وقال- تعالى-: {قِيلَ يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلاَمٍ مِّنَّا وَبَركَاتٍ عَلَيْكَ وَعَلَى أُمَمٍ مِّمَّن مَّعَكَ وَأُمَمٌ سَنُمَتِّعُهُمْ ثُمَّ يَمَسُّهُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ} (48) سورة هود.



19- اختصاصُهُ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-بأنَّ الله –تعالى-نهى النَّاسَ أنْ يُنادوه باسمِهِ العَلَمِ(مُحمَّد):

فقال تعالى:{لَا تَجْعَلُوا دُعَاء الرَّسُول بَيْنَكُمْ كَدُعَاء بَعْضِكُم بَعْضًا, قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنكُمْ لِوَاذًا فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}(63) سورة النــور.

قال أبو نُعيم الأصبهاني: (فخصَّه الله –تعالى- بهذه الفضيلة من بين رسله وأنبيائه، وأخبر –سبحانه- عن سائر الأمم أنهم كانوا يخاطبون رسلهم وأنبياءهم بأسمائهم، كقول قوم موسى له:{قَالُواْ يَا مُوسَى اجْعَل لَّنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ} (138) سورة الأعراف. وقول قوم عيسى له:{يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَن يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَآئِدَةً مِّنَ السَّمَاء قَالَ اتَّقُواْ اللّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} (112) سورة المائدة. وقول قوم هود{يَا هُودُ مَا جِئْتَنَا بِبَيِّنَةٍ وَمَا نَحْنُ بِتَارِكِي آلِهَتِنَا عَن قَوْلِكَ وَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ} (53) سورة هود.



20- اختصاصُهُ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-بأنَّ الله–تعالى-أَقسَمَ بحياتِهِ:

قالَ اللهُ–تعالى-:{لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ} (72) سورة الحجر.

وعن ابنِ عَبَّاسٍ-رَضيَ اللهُ عنهُما-قال:ما خلق اللهُ-عَزَّ وجَلَّ-وما ذرأ نفساً أكرمَ عليه مِن مُحمَّد-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-،وما سمعتُ الله-عَزَّ وجَلَّ-أقسمَ بحياةِ أحدٍ إلا بحياتِهِ،فقالَ:" لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون". دلائل النُّبوَّة ص12.

وقال ابنُ كثير-رَحِمهُ اللهُ-أقسمَ–تعالى-بحياةِ نبيِّهِ-صلواتُ اللهِ وسلامُه عليه-،وفي هذا تشريفٌ عظيمٌ ومقامٌ رفيعٌ وجاه عريضٌ) تفسير ابن كثير (2/575).وقال العزُّ بن عبدِ السَّلامِ-رَحِمهُ اللهُ-و الإقسام بحياة المُقْسَم يدلُّ على شرفِ حياتِهِ، وعزتها عند المُقْسِم بها،ولم يثبتْ هذا لغيرِهِ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-)"بداية السول" ص37.



21- اختصاصُهُ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-بانشقاقِ القَمَرِ آيةً لَهُ:

قال–تعالى-:{اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ} (1) سورة القمر.

عن ابن مسعود-رَضيَ اللهُ عنهُ-قال انشق القمرُ على عهد رسول الله -صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-فرقتين فرقة فوق الجبل،وفرقة دونه، فقالَ رسولُ اللهِ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-اشهدُوا). البُخاريُّ–الفتح (8/483) رقم الحديث (4864) كتاب التفسير–باب وانشق القمر,وإنْ يروا آيةً يُعرضوا .

وعنه –أيضاً- قال انشق القمرُ مع النَّبيِّ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-فصار فِرْقتين،فقال لنا: اشهدُوا،اشهدُوا). البُخاريُّ – الفتح (8/484) رقم الحديث (4865) كتاب التفسير– باب وانشق القمر ,وإن يروا آية يعرضوا.



22- اختصاصُهُ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-بحنينِ الجِذْعِ إليهِ:

عن ابنِ عمرَ-رَضيَ اللهُ عنهُما-،قال: "كان النَّبيُّ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ- يخطب إلى جذعٍ، فلمَّا اتخذَ المنبرَ (تحوَّل إليه) فَحَنَّ الجذعُ، فأتاه فمسحَ يدَهُ عليهِ". البُخاريُّ – الفتح كتاب المناقب (6/696) رقم الحديث (3583) كتاب المناقب – باب علامات النُّبوَّة في الإسلام .

وقالَ العِزُّ بن عبد السَّلامِ-رَحِمهُ اللهُ-ولم يثبتْ لواحدٍ من الأنبياءِ مثلُ ذلكَ)" بداية السول" ص39-40.



23- اختصاصُهُ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-ببيانِ أمرِ الدَّجَّالِ بَيَاناً لم يُبيِّنُهُ نبيٌّ قبلَهُ لأمتِهِ:

عن ابن عمر- في حديث طويل -قال: (ثم قام النَّبيُّ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ- في النَّاس فأثنى على الله بما هو أهله، ثم ذكر الدجالَ، فقال: إني أُنذركموه, وما من نبيٍّ إلا قدْ أنذره قومَهُ: لقد أنذرهُ نوحٌ قومَهُ، ولكن سأقولُ لكم فيه قولاً لم يقلْهُ نبيٌّ لقومِهِ: تعلمون أنَّهُ أعورُ، وأنَّ الله ليسَ بأعور). البُخاريُّ –الفتح – (6/199) رقم الحديث (3057)كتاب الجهاد والسير- باب كيف يُعرض الإسلامُ على الصَّبيِّ,ومسلم :كتاب الفتن، وأشراط الساعة – باب ذكر ابن صياد (4/2244) رقم الحديث (2931).



24- اختصاصُهُ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ -بأنَّ الله أخذَ العهدَ والميثاقَ على الأنبياءِ أنْ يُؤمنُوا بِهِ:

قالَ اللهُ-تعالى-:{وَإِذْ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ النَّبيّيْنَ لَمَا آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَالِكُمْ إِصْرِي قَالُواْ أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُواْ وَأَنَاْ مَعَكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ} (81) سورة آل عمران . قال ابن كثير -رَحِمهُ اللهُ-: " يقول الله- تعالى-: مهما آتيتكم من كتابٍ وحكمة ثم جاءكم رسولٌ بعد هذا كله، فعليكم الإيمانُ به ونصرتُهُ. وإذا كان هذا الميثاقُ شاملاً لكلٍ منهم تضمن أخذه لمُحمَّد- صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ- من جميعهم، وهذه خُصوصيةٌ ليست لأحدٍ منهم سواه)



25- اختصاصُهُ-صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ- بأنَّ الله-عَزَّ وجَلَّ- أحلَّ له مكةَ ساعةً مِنْ نهارٍ:

عن ابن عَبَّاسٍ -رَضيَ اللهُ عنهُما- قال: قالَ رسولُ اللهِ- صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ- يوم الفتح فتح مكة: (لا هجرة بعد الفتح, ولكن جهاد ونية، وإذا استُنفرتم فانفروا، وقال يوم الفتح فتح مكة: إنَّ هذا البلد حرَّمه الله يومَ خلق السماوات والأرض, فهو حرامٌ بحرمة الله إلى يوم القيامة، وإنه لم يحل القتال فيه لأحدٍ قبلي، ولم يحل لي إلا ساعة من نهار) صحيح مسلم – كتاب الحج. باب تحريم مكة (2/986) رقم الحديث (1353)

قدوتي رسول الله
31-03-2010, 11:02 PM
اسمح لي ابدي اعجابي بقلمك وتميزك واسلوبك الراقي وتالقك

زهور 1431
31-03-2010, 11:21 PM
اخيتي ,,, قدوتي رسول الله ,,, كل الشكر لك على مرورك الطيب

لاهنت بارك الله فيك

السماح دائما
02-04-2010, 11:57 PM
جزاك الله كل خير

سعادتي طاعة ربي
03-04-2010, 12:15 AM
http://www.alamuae.com/gallery/data/media/123/0638.gif

زهور 1431
03-04-2010, 05:07 PM
الاخت ,, السماح دائما ,,, الاخت ,, سعادتي طاعة ربي ,, كل الشكر لكن على مروركن الكريم

بارك الله فيكن

زهور 1431
03-04-2010, 05:21 PM
,,, الوقفة الثالثه ,,,

خصائص رسول الله صلى الله عليه وسلم دون جميع الانبياء عليهم الصلاة والسلام في الحياة الاخره
^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^
1 - اختصاصُهُ - صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ - بأنه أولُ مَن تنشقُّ عنه الأرضُ، وبإعطائِهِ لواءَ الحَمدِ، وأنَّهُ أولُ مَنْ يدخلُ الجَنَّةَ يومَ القيامةِ:

عن أنس بن مالك - رَضيَ اللهُ عنهُ - قال: سمعتُ رسولَ اللهِ - صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ - يقول: ( إني لأول مَن تنشق الأرضُ عن جمجمتي يوم القيامة ولا فخر، وأعطى لواء الحمد ولا فخرَ، وأنا سيدُ النَّاس يومَ القيامة ولا فخرَ، وأنا أول مَن يدخل الجَنَّة ولا فخرَ، وإني آتي باب الجَنَّة فآخذ بحلقها فيقولون: مَن هذا؟ فأقول: أنا مُحمَّد!! فيفتحوا لي، فأدخل, فإذا الجبارُ متقبلي، فأسجد له فيقول: ارفع رأسك يا مُحمَّد، وتكلَّم يُسمع منك...) الحديثَ في مسند أحمد (3/144), وأورده الألبانيُّ في"السلسلة الصحيحة" (4/100) وقال: سنده جيد, ورجاله رجالُ الشيخين.



2 - اختصاصُهُ - صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ - بأنَّ الله يبعثُهُ يومَ القيامةِ مَقَاماً محمُوداً:

قال المولى - عَزَّ وجَلَّ -: {وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَّحْمُوداً}(79) سورة الإسراء، وعن ابنِ عُمَرَ - رَضيَ اللهُ عنهُما - قالَ: ( إنَّ النَّاسَ يصيرون يوم القيامة جُثاً، كلُّ أمةٍ تتبعُ نبيَّها، يقولون: يا فلان اشفعْ، حَتَّى تنتهي الشفاعةُ إلى النَّبيِّ - صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ -، فذلك يومَ يبعثُهُ اللهُ المقامَ المحمودَ) البُخاريُّ - الفتح - كتاب التفسير في قوله - تعالى-: (عسى ربك...) 8/251, رقم الحديث (4718).

وعن ابن عمرَ - رَضيَ اللهُ عنهُما - قالَ: قالَ رسولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ -: ( إنَّ الشمسَ تدنو يوم القيامة حَتَّى يبلغ العرقُ نصف الأذن، فبينا هم كذلك استغاثوا بآدم، ثم بموسى، ثم بمُحمَّد - صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ - ), وزاد عبدُ الله: حدثني الليث حدثني ابنُ أبي جعفر (فيشفع ليُقضى بين الخلقِ، فيمشي حَتَّى يأخذَ بحلقةِ الباب، فيومئذٍ يبعثه الله مقاماً محموداً يحمده أهلُ الجمعِ كلُّهم) البُخاريُّ - الفتح - كتاب الزكاة - باب من سأل النَّاس تكثيراً (3/396) رقم الحديث (1474) والرواية الأخرى (1475).



3 - اختصاصُهُ - صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ - بأنَّهُ أولُ شفيعٍ في الجَنَّةِ, وأولُ مَنْ يقرعُ بابَها:

عن أنسِ بن مالكٍ - رَضيَ اللهُ عنهُ - قالَ: قالَ رسولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ -: (أنا أولُ النَّاسِ يشفعُ في الجَنَّة، وأنا أكثرُ الأنبياءِ تابِعاً) صحيح مسلم كتاب الإيمان (1/188) رقم الحديث (196)، وفي لفظٍ آخر: (أنا أكثرُ الأنبياءِ تابِعاً يومَ القيامة، وأول مَن يَقرعُ بابَ الجَنَّة) صحيح مسلم رقم (196) باب قول النَّبيّ - صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ -: ( أنا أول النَّاسِ يشفع في الجَنَّة، وأنا أكثر الأنبياء تابعاً).

وعنه - أيضاً - قالَ: قالَ رسولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ -: ( آتي بابَ الجَنَّةِ يوم القيامة, فأستفتح، فيقول الخازنُ: من أنت؟ فأقول: مُحمَّد, فيقول: بك أمرت أن لا أفتح لأحدٍ قبلك) صحيح مسلم رقم (197) كتاب الإيمان - باب قول النَّبيِّ - صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ -: أنا أول النَّاسِ يشفع في الجَنَّةِ, وأنا أكثرُ الأنبياءِ تابِعاً.



4 - اختصاصُهُ - صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ - بأنَّ أمتَهُ ستشهدُ على الأُممِ يومَ القيامةِ:

وعن أبي سعيد الخُدريِّ - رَضيَ اللهُ عنهُ - قالَ: قالَ رسولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ -: (يُجاء بنوح يومَ القيامة فيُقال له: هل بلّغت الرِّسالة؟ فيقول: نعم!! فتُسأل أمته: هل بلَّغكم؟ فيقولون: ما جاءنا من نذيرٍ!! فيقول: مَن شهودك؟ فيقول: مُحمَّد وأمته، فيُجاء بكم فتشهدون، ثم قرأ رسولُ الله - صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ -: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً - قال: عدولاً - لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاس وَيَكُونَ الرَّسُول عَلَيْكُمْ شَهِيداً}(143) سورة البقرة. البُخاريّ - الفتح (13/328) رقم (7349) كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة - باب: وكذلك جعلناكم أمة وسطاً، قال العز بن عبد السلام - رَحِمهُ اللهُ -: (نزّل الله - تعالى- أمته منزلَ العُدُولِ من الحُكَّامِ، فإن الله - تعالى- إذا حكم بين العباد فجحدت الأممُ بتبليغ الرِّسالة أحضرت أمة مُحمَّد - صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ - فيشهدون على النَّاس بأنَّ رسلهم أبلغتهم، وهذه الخصيصة لم تثبت لأحدٍ من الأنبياء) "بداية السول" ص69.



5 - اختصاصُهُ - صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ - بأنَّهُ أولُ مَنْ يجوزُ الصِّراطَ مِنَ الرُّسلِ بأمتِهِ:

عن سعيد بن المسيب وعطاء بن يزيد الليثيّ أنّ أبا هُرَيْرة - رضي الله عنه - أخبرهما: ( أنّ النَّاس قالوا: يا رسولَ الله هل نرى ربَّنا يومَ القيامة؟ قال: هل تُمارون في القمر ليلة البدر ليس دونه سحابٌ؟ قالوا: لا يا رسولَ الله!! قال: فهل تمارون في الشمسِ ليس دونها سحابٌ؟ قالوا: لا!! قال: فإنكم ترونه كذلك، يحشر النَّاس يوم القيامة فيقول: مَن كان يعبد شيئاً فليتَّبعه، فمنهم مَن يتبع الشمسَ، ومنهم مَن يتبع القمرَ، ومنهم مَن يتبع الطواغيت، وتبقى هذه الأمةُ فيها منافقوها، فيأتيهم الله فيقول: أنا ربُّكم، فيقولون: أنت ربنا، فيدعوهم بضرب الصراط بين ظهراني جهنم، فأكون أول مَن يجوز مِن الرسل بأمته، ولا يتكلمُ يومئذٍ أحدٌ إلا الرسل، وكلامُ الرسلِ يومئذٍ: اللهم سلِّم سلِّم...) الحديث في البُخاريّ - الفتح كتاب الإذن - باب فضل السجود - (2/341) رقم الحديث (806).



6 - اختصاصه - صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ - بالكوثر:

قالَ اللهُ - تعالى-: {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ}(1) سورة الكوثر.

عن أبي عبيدة عن عائشة - رَضيَ اللهُ عنهُا - قال: سألتها عن قوله - تعالى-: {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ} قالت: "هو نهرٌ أُعطيه نبيكم - صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ -، شاطِئاه عليه درٌّ مجوَّفٌ، آنيتُهُ كعَدَدِ النجومِ".



7 - اختصاصُهُ - صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ - بمنزلةِ الوسيلةِ:

عن عبد الله بن عمرو بن العاص - رَضيَ اللهُ عنهُما - أنه سمع النَّبيَّ - صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ - يقول: (إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثلَ ما يقول، ثم صلُّوا عليَّ، فإنه مَن صلَّى عليَّ صلاة صلَّى الله عليه بها عشراً، ثم سلُوا الله لي الوسيلةَ فإنها منزلةٌ في الجَنَّة لا تنبغي إلا لعبدٍ من عباد الله، وأرجو أن أكون أنا هو، فمَن سأل لي الوسيلةَ حلَّت له الشفاعةُ) صحيح مسلم (1/288) كتاب الصلاة - باب استحباب القول مثل قول المؤذن. رقم الحديث (384).



8 - اختصاصه - صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ - بأنه أكثرُ الأنبياءِ تابعاً يومَ القيامة, ويدخلُ من أمته الجَنَّة سبعون ألفاً بغير حسابٍ ولا عذابٍ:

عن أبي هُرَيْرة - رَضيَ اللهُ عنهُ - قال: قال النَّبيّ - صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ -: (ما مِن الأنبياءِ نبيٌّ إلا أُعطي من الآيات ما مثله آمن عليه البشر، وإنما كان الذي أُوتيته وحياً أوحاه الله إليّ، فأرجو أن أكون أكثرهم تابعاً يوم القيامة) البُخاريّ - الفتح (8/619) رقم الحديث (4981) كتاب فضائل القرآن - باب كيف نزل الوحي أول ما نزل.

وعن عمران بن حُصين - رَضيَ اللهُ عنهُ - قال: قالَ رسولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ -: (عُرضت عليَّ الأممُ، فجعلَ النَّبيّ والنَّبيّان يمرون معهم الرهط، والنَّبيّ ليس معه أحدٌ، حَتَّى رُفع لي سوادٌ عظيم، قلتُ: ما هذا؟ أمتي هذه؟ قيل: بل هذا موسى وقومه، قيل: انظرْ إلى الأفق!! فإذا سوادٌ يملأ الأفقَ، ثم قيل لي: انظر هاهنا وهاهنا - في آفاق السماء - فإذا سوادٌ قد ملأ الأفقَ، قيل: هذه أمُّتُك، ويدخُلُ الجَنَّة من هؤلاء سبعون ألفاً بغير حسابٍ) البُخاريّ - الفتح (10/163 - 164) رقم الحديث (5705) كتاب الطب - باب من اكتوى أو كوى غيره وفضل من لم يكتو.

وعن أبي هُرَيْرة - رَضيَ اللهُ عنهُ - قال: (يدخل من أمتي الجَنَّة سبعون ألفاً بغير حسابٍ) فقال رجل: يا رسول الله! ادعُ الله أن يجعلني منهم!! قال: (اللهمّ! اجعلْه منهم) ثم قام آخرُ، فقال: يا رسولَ الله ادعُ الله أن يجعلْني منهم!! قال: (سبقك بها عكَّاشةُ) صحيح مسلم (1/197) رقم الحديث (216) كتاب الإيمان - باب دخول طوائف من المسلمين الجَنَّة بغير حساب ولا عذاب.



9 - اختصاصُهُ - صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ - بأنه سيِّدُ ولدِ آدمَ، وأنَّهُ صاحبُ الشَّفاعةِ العُظمى يومَ القيامةِ:

عن أبي هُرَيْرة - رَضيَ اللهُ عنهُ - قال: أُتي رسولُ الله - صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ - بلحمٍ، فرُفع إليه الذراع - وكانت تعجبه - فنهَسَ منها نهسة، ثم قال: (أنا سيُّدُ النَّاس يومَ القيامةِ، وهل تدرونَ ممَّ ذلك؟ يجمع الله النَّاس - الأولين والآخرين - في صعيدٍ واحدٍ، يُسمعهُم الداعي، وينفذهم البصر، وتدنو الشمسُ فيبلغ النَّاس من الغم والكرب ما لا يطيقون ولا يحتملون، فيقول النَّاس: ألا تَرون ما قد بلغكم؟ ألا تنظرون مَن يشفع لكم إلى ربكم؟ فيقول بعضُ النَّاس لبعضٍ: عليكم بآدم!!, فيأتون آدم - عليه السلام - فيقولون له: أنت أبو البشر، خلقك الله بيده، ونفخ فيك من روحه، وأمر الملائكة فسجدوا لك، فاشفعْ لنا إلى ربك، ألا ترى إلى ما نحنُ فيه؟ ألا ترى ما قد بلغنا؟ فيقول آدم: إن ربي قد غضبَ اليومَ غضباً لم يغضب قبله مثلَه، ولن يغضب بعده مثلَه، وإنه نهاني عن الشجرةِ فعصيته، نفسي نفسي نفسي اذهبُوا إلى غيري، اذهبُوا إلى نوح!! فيأتون نوحاً فيقولون: يا نوحُ، إنك أنتَ أوّل الرَّسلِ إلى أهل الأرضِ، وقد سمَّاك الله عبداً شكوراً، فاشفعْ لنا إلى ربك، ألا ترى إلى ما نحنُ فيه؟ فيقول: إن ربي - عَزَّ وجَلَّ - قد غضبَ اليوم غضباً لم يغضب قبله مثلَه, ولن يغضب بعده مثلَه، وإنه قد كانت لي دعوةٌ دعوتها على قومي نفسي نفسي نفسي، اذهبوا إلى غيري، اذهبوا إلى إبراهيم!! فيأتون إبراهيم فيقولون: يا إبراهيمُ أنت نبيُّ الله وخليلُه من أهل الأرض، فاشفعْ لنا إلى ربك، ألا ترى إلى ما نحنُ فيه؟ فيقولُ لهم: إنَّ ربي قد غضبَ اليومَ غضباً لم يغضب قبله مثلَه، ولن يغضبَ بعدَهُ مثلَهُ، وإني قد كنت كذبت ثلاث كذبات - فذكرهن أبو حيان في الحديث(أي أحد رواة الحديث) - نفسي نفسي نفسي، اذهبوا إلى غيري اذهبوا إلى موسى!! فيأتون موسى فيقولون: يا موسى أنتَ رسولُ الله، فضَّلك الله برسالته وبكلامه على النَّاس، اشفعْ لنا إلى ربك، ألا ترى ما نحنُ فيه؟ فيقول: إنَّ ربي قد غضبَ اليومَ غضباً لم يغضبْ قبله مثله، ولن يغضبَ بعده مثله، وإني قد قتلتُ نفساً لم أُومر بقتلها نفسي نفسي نفسي، اذهبُوا إلى غيري، اذهبُوا إلى عيسى!! فيأتون عيسى فيقولون: يا عيسى أنتَ رسولُ الله، وكلمته ألقاها إلى مريم، وروح منه، وكلمتَ النَّاس في المهد صبياً، فاشفعْ لنا، ألا ترى ما نحنُ فيه؟ فيقول عيسى: إنَّ ربي قد غضبَ اليومَ غضباً لم يغضبْ قبله مثله، ولن يغضبَ بعده مثله - ولم يذكر ذنباً - نفسي نفسي نفسي، اذهبُوا إلى غيري، اذهبوا إلى مُحمَّد - صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ -!!، فيأتون مُحمَّداً - صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ - فيقولون: يا مُحمَّد، أنتَ رسولُ الله، وخاتمُ الأنبياءِ، وقد غفر الله لك ما تقدَّم من ذنبك وما تأخَّر، فاشفعْ لنا إلى ربك، ألا ترى إلى ما نحنُ فيه؟ فأنطلق، فآتي تحت العرش فأقعُ ساجداً لربي - عَزَّ وجَلَّ -، ثمّ يفتح الله عليَّ من محامده وحُسن الثناءِ عليه شيئاً لم يفتحه على أحدٍ قبلي، ثم يقال: يا مُحمَّد، ارفعْ رأسك، وسلْ تُعطه، واشفعْ تشفَّع، فأرفع رأسي فأقول: أمتي يا ربّ، أمتي يا رب!!، فيقال: يا مُحمَّد، أدخل من أمتك من لا حسابَ عليهم من الباب الأيمن من أبواب الجَنَّة، وهم شركاءُ النَّاس فيما سوى ذلك من الأبواب، ثم قال: والذي نفسي بيده إنَّ ما بين المِصراعين من مصاريع الجَنَّة كما بين مكةَ وحِميَر، أو كما بين مكة وبُصرى) البُخاريّ - الفتح (8/348 - 348) رقم الحديث (4712) كتاب التفسير باب (ذرية من حملنا مع نوح).



10 - اختصاصُهُ - صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ - بالشَّفاعةِ لتخفيفِ العذابِ عنْ عمِّه أبي طالبٍ:

فعن العَبَّاسٍ بن عبد المطلب - رَضيَ اللهُ عنهُ - أنه قال: يا رسولَ الله هل نفعتَ أبا طالبٍ بشيءٍ، فإنه كان يحوطُك ويغضبُ لك؟ قال: ( نعم، هو في ضَحْضَاحٍ من نارٍ، ولولا أنا لكان في الدرك الأسفلِ من النار) صحيح مسلم (1/194) رقم (209) كتاب الإيمان, باب شفاعة النَّبيّ - صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ -، قال الحافظُ ابنُ حَجَرٍ ما معناه: "الشفاعة لأبي طالب معدودةٌ في خصائصِ النَّبيِّ - صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ - ". فتح الباري (11/ 439

خطوات هادئه
11-04-2010, 06:33 AM
جزاك الله خير

زهور 1431
11-04-2010, 11:57 AM
وجزيت بالمثل اختي خطوات هادئه
شرفني مرورك الكريم

زهور 1431
24-04-2010, 12:14 AM
,,, الوقفه الرابعه ,,,

جوانب الخصوصيه في زواجه وزوجاته صلى الله عليه وسلم

كثيرةٌ هي الخصائص التي ميّز الله بها نبيّه محمداً - صلى الله عليه وسلم -على غيره من البشر ، إظهاراً لقدره ومكانته ، وإعلاءً لمرتبته وشأنه، ومع جانب مهم من تلك الخصوصيات ، وهو الجانب المتعلّق ببشريّته - صلى الله عليه وسلم - وحاجته إلى الزواج من النساء والسكن إليهنّ كغيره من بني البشر ، تلبيةً لنداء الفطرة ، وتحقيقاً للراحة النفسية والطمأنينة القلبية .
ومن تلك الخصائص ..........

الزواج بأكثر من أربع

فمن خصائصه - صلى الله عليه وسلم - ، إباحة الزواج بأكثر من أربع ، وذلك أنه معصوم من الجور الذي قد يقع فيه غيره في جانب النساء ، إضافةً لما في زيجاته المتعدّدة من مصالح عامة دعت إليها الحاجة واقتضتها ظروف الدعوة ، وفي ظلّها تحقّقت الكثير من الأهداف المهمة ، والتي كان منها : نشر الدعوة الإسلامية ، ونقل جوانب حياته الخاصة داخل إطار بيته إلى الأمة من بعده ، وبيان بطلان الحقوق المقرّرة للتبنّي – من خلال زواجه بزينب بنت جحش رضي الله عنها - ، والارتباط بعدد من القبائل ورجالها بالمصاهرة مما يعطي الدعوة قوة ومنعة .

ومن المعلوم أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تزوّج إحدى عشرة امرأة ، توفي عن تسعٍ منهنّ : عائشة وحفصة وزينب بنت جحش ، وأم سلمة وصفية وأم حبيبة ، وميمونة وسودة وجويرية .. رضوان الله عليهن..، كما ذكر ابن حجر في "فتح الباري" وابن القيم في "زاد المعاد" .

قبول الواهبة نفسها له.. صلى الله عليه وسلم

ومن خصائصه - صلى الله عليه وسلم - أن الله تعالى أباح لنبيّه أن يتزوّج بمن تهب نفسها له من غير صداقٍ ، وذلك في قوله تعالى { وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبي إن أراد النبي أن يستنكحها خالصة لك من دون المؤمنين } ( الأحزاب , 50 ) ، وقوله { ترجي من تشاء منهن وتؤوي إليك من تشاء } ( الأحزاب , 51 ).

فإذا فوّضت المرأة نفسها للنبي – صلى الله عليه وسلم – وأرادها لنفسه فلا يجب عليه أن يعطيها صداقاً ، بخلاف ما لو فوّضت نفسها إلى رجل آخر فإنه متى دخل بها وجب لها مهر مثلها ، كما حكم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بروع بنت واشق الأشجعية رضي الله عنها لما فوّضت رجلاً فتوفي قبل أن يدخل بها .

ومن النساء اللاتي وهبن أنفسهنّ له - صلى الله عليه وسلم - أم شريك خولة بنت حكيم بن أمية السلمية رضي الله عنها ، إذ جاءت إليه - كما في صحيح البخاري - فقالت : يا رسول الله ، جئت لأهب لك نفسي ، فنظر إليها - صلى الله عليه وسلم -فصعّد النظر إليها وصوّبه ، ثم انصرف عنها ولم يقبلها .

ومنها تلك المرأة التي جاءت أمها إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -تعرضها عليه ، فقالت : يا رسول الله ، ابنة لي صفاتها كذا وكذا -وذكرت من حسنها وجمالها - فآثرتك بها ، ولم تزل تمدحها حتى ذكرت أنها لم تمرض ولم تشتك شيئا قط ، فقال لها : ( لا حاجة لي في ابنتك ) رواه أحمد .

ومع تخيير النبي - صلى الله عليه وسلم -في قبول الواهبات أو ردّهن ، وجعل مردّ ذلك إلى مشيئته ورغبته ، إلا أنه لم يقبل واحدة منهنّ ، كما قال ابن عباس رضي الله عنهما " لم يكن عند النبي - صلى الله عليه وسلم -امرأة وهبت نفسها له ، ولم يكن عنده امرأة إلا بعقد النكاح " ، سوى ما يُذكر من كون زينب بنت خزيمة الهلالية إحدى تلك الواهبات ، فإن صحّت تلك الرواية فتكون هي الوحيدة من الواهبات التي قبلها النبي - صلى الله عليه وسلم - زوجة له .

تحريم أزواجه من بعده صلى الله عليه وسلم

أجمع العلماء قاطبة على تحريم الزواج ممن توفي عنهن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من أزواجه تحريماً مؤبداً ، لأنهن أزواجه في الدنيا والآخرة ، وفي ذلك تطييبٌ لخاطره عليه الصلاة والسلام ، وصيانةٌ لجنابه ومقامه ، وحمايةٌ له من الأذى في عرضه بعد موته ، قال تعالى { وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبدا إن ذلكم كان عند الله عظيما } ( الأحزاب:53 ) .

ثم إن الله سبحانه وتعالى جعل زوجاته في مقام الأمهات للمؤمنين ، فقال سبحانه { وأزواجه أمهاتهم } ( الأحزاب : 6 ) ، فاقتضى ذلك أن يكون الزواج منهنّ بمنزلة الزواج من الأمهات .

وبذلك تجب لهنّ – بموجب هذه الأمومة – جملة من الحقوق كالاحترام والطاعة ، ولزوم التوقير والتبجيل ، دون أن يعني هذا الوصف ثبوت أحكام أمومة النسب وما تستلزمه من جواز الخلوة بهنّ ، أو انعقاد المحرميّة أو تحريم الزواج من أخواتهن وغير ذلك من الأحكام .

تحريم زواجه صلى الله عليه وسلم من غير المسلمات

حرّم الله على نبيّه صلى الله عليه وسلم الزواج من غير المسلمات ، وذلك لقول الله تعالى { يا أيها النبي إنا أحللنا لك أزواجك اللاتي آتيت أجورهن وما ملكت يمينك مما أفاء الله عليك وبنات عمك وبنات عماتك وبنات خالك وبنات خالاتك اللاتي هاجرن معك وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبي إن أراد النبي أن يستنكحها خالصة لك من دون المؤمنين } ( الأحزاب : 50 ) ، وقال ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير الآية " حرم عليه كل ذات دين غير الإسلام " . رواه الترمذي .

ثم إن زوجات النبي - صلى الله عليه وسلم -في الدنيا يرافقنه في الجنّة ، وذلك لا يكون إلا لمن كانت مؤمنة بالله ربّا وبالإسلام دينا وبمحمد - صلى الله عليه وسلم - نبيّا ورسولاً

زهور 1431
13-05-2010, 03:00 PM
,,,الوقفة الخامسه,,,

قتل سابه وشاتمه ومنتقصه ومؤذيه صلى الله عليه وسلم



جعل الله لنبيه صلى الله عليه وسلم مكانة عظيمة بين العباد، ومنزلة رفيعة في شريعة الإسلام، ولا يخالف في ذلك أحد - فضلاً عن أن ينكره - إلا جاحد أومبغض، فتعظيمه صلى الله عليه وسلم وتوقيره جزء من عقيدة الإسلام ,,,وركن من أركانه العظام, فهو رسول الله إلى الناس أجمعين, وهو خاتم الأنبياء والمرسلين.

ونظراً لهذه المهمة وتلك المكانة اختصه الله عز وجل بأحكام لم تكن لغيره من البشر, كحرمة سبه وشتمه, وحرمة الانتقاص من قدره ومكانته, وحرمة إيذائه بالقول أو الفعل, أو ما شابهه مما ينافي منزلته التي أنزله الله بها, ويعارض مكانته التي أقامه الله عليها.......

وقد أجمع أهل العلم كافة على حرمة سبه صلى الله عليه وسلم, أو وصفه بصفة لا تليق به, عليه الصلاة والسلام, من إلحاق عيب أو نقص به , في نفسه , أو نسبه , أو دينه , أو خصلة من خصاله , أو ازدرائه , أو التعريض به , أو لعنه , أو عيبه , أو قذفه , أو الاستخفاف به , واتفقوا كذلك على ردة فاعل ذلك , ووجوب قتله , واختلفوا في قبول توبته , فحين يرى البعض قبولها إن ظهر صلاحه وحسنت توبته , يرى الآخرون عدم قبول توبة من أقدم على ذلك الفعل الشنيع , سواءٌ أكانت توبته قبل القدرة عليه أم بعدها... لأنه كما ذكر ابن القيم "بفعله ذلك قد حارب الله ورسوله وسعى في الأرض فسادا , ووقع في الزندقة , ولو قُبلت توبته لكان تسليطاً له على بقاء نفسه بالزندقة والإلحاد , وكلما قُدر عليه أظهر الإسلام , وعاد إلى ما كان عليه , ولا سيما وقد علم أنه أمن بإظهار الإسلام من القتل , فلا يمنعه خوفه من المجاهرة بالزندقة , والطعن في الدين , ومسبة الله ورسوله , فلا ينكف عدوانه عن الإسلام إلا بقتله" .

وقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قضى بإهدار دم أم ولد الأعمى لما قتلها مولاها بسبب سبها رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقتل كذلك جماعة من اليهود على سبه وأذاه , وأمّن الناس يوم الفتح إلا نفراً ممن كان يؤذيه ويهجره , وهم أربعة رجال وامرأتان , وأنه قال : من لكعب بن الأشرف , فإنه قد آذى الله ورسوله , وأهدر دمه ودم أبي رافع .

ومما يدل على خصوصية هذا الحكم بالنبي صلى الله عليه وسلم ما قاله أبو بكر الصديق رضي الله عنه لأبي برزة الأسلمي , وقد أراد قتل من سبه : ليس هذا لأحد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم , فهذا قضاؤه صلى الله عليه وسلم وقضاء خلفائه من بعده , ولا مخالف لهم من الصحابة.

وقد وردت عدة أحاديث ما بين صحاح وحسان تدل على ذلك , ناهيك عن إجماع الصحابة رضي الله عنهم , كما ذكر ذلك ابن القيم في زاد المعاد .

وجاء في زاد المعاد عن مجاهد أنه قال : أُتي عمر رضي الله عنه برجل سب النبي صلى الله عليه وسلم فقتله , ثم قال عمر رضي الله عنه : من سب الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - , أو سب أحداً من الأنبياء فاقتلوه.

وروى الإمام أحمد عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه مر به راهب , فقيل له : هذا يسب النبي صلى الله عليه وسلم , فقال ابن عمر رضي الله عنه : لو سمعته لقتلته , إنا لم نعطهم الذمة على أن يسبوا نبينا .


وأما تركه صلى الله عليه وسلم قتل من قدح في عدله بقوله : اعدل فإنك لم تعدل , وفى حكمه بقوله : إن كان ابن عمتك, وفي قصده بقوله : إن هذه قسمة ما أريد بها وجه الله , وغير ذلك , فتعليل ذلك أن يقال :
1- إن الحق له صلى الله عليه وسلم، فله أن يستوفيه , أو يتركه, وليس لأحد ترك استيفاء حقه صلى الله عليه وسلم.
2- إنه كان يعفو عن حقه لمصلحة تأليف القلوب وجمع الكلمة , لئلا ينفر الناس عنه , ولئلا يتحدثوا أنه صلى الله عليه وسلم يقتل أصحابه , وكل هذا يختص بحياته صلى الله عليه وسلم.



وفي الختام نقول أن السبَّ والشتم والإيذاء من الأخلاق المذمومة , التي لا تليق بأصحاب الفطر السليمة , ولا مسوغ لها بين الأشراف الكرام في تعاملهم , فكيف بها مع رسل الله عليهم السلام , بل كيف بها مع أفضلهم وخاتمهم , فالوقوع في مثل ذلك دليل على الخلل في الدين والانحراف في الفطرة , والله المستعان.

زهور 1431
31-05-2010, 02:50 AM
الوقفة السادسه

خصوصيات الرسول صلى الله عليه وسلم في الحرب



في الوقت الذي يظنّ فيه البعض أن أسباب النصر مقتصرة على من ملك القوّة والعتاد، في الأسلحة والرجال ، وغيرها من الأسباب الحسّية ، تأتي السنّة لتكشف عن جانب آخر من أسباب النصر ، ألا وهو النصر بالأمور المعنوية كالرعب والهيبة ، وهي إحدى الخصوصيّات التي منحها الله لنبيّه – صلى الله عليه وسلم - ، وأسهمت بشكلٍ فعّال في نشر الدعوة ، والدفاع عن الملّة ، وقذف الرعب في قلوب الأعداء .

فقد روى الإمام البخاري عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال ( أعطيت خمسا لم يعطهنّ أحد قبلي : نصرت بالرعب مسيرة شهر... ) .

ويظهر أثر هذه الهيبة بجلاء على الصعيدين الفردي والجماعي ،

فأما الفردي

فقد كان فيها عصمةٌ للنبي - صلى الله عليه وسلم - من الناس ، ووقايةٌ له من مكائدهم ، تحقيقاً لقوله تعالى { والله يعصمك من الناس } ( المائدة , 67 ) .

ولو استعرضنا سيرته عليه الصلاة والسلام لوجدنا عدداً من الحوادث التي تؤكّد هذه القضيّة على المستوى الشخصي ، فعلى الرغم من صولة قريشٍ وجبروتها ، وقسوتها وطغيانها ، إلا أن ذلك لم يكن ليقف أمام شخصيّة النبي – صلى الله عليه وسلم – المهيبة، والتي كان وقعها على أهل الكفر والعناد أشدّ من وقع الأسنّة والرماح ، فقد اجتمعت قريش تسخر من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وتستهزيء به ، فقال لهم ( تسمعون يا معشر قريش , أما والذي نفس محمد بيده ، لقد جئتكم بالذبح ) فبلغ بهم الرعب مبلغاً عظيماً ، ووقعت هذه الكلمة في قلوبهم وكأنّ على رؤوسهم الطير ، حتى أن أشدّهم جرأة عليه يحاول أن يسترضيه بأحسن ما يجده من القول ، فيقول له " انصرف يا أبا القاسم راشداً ؛ فوالله ما كنت جهولاً " رواه أحمد .

ولمّا سمع عتبة بن ربيعة النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - يقرأ قوله تعالى { فإن أعرضوا فقل أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود} ( فصلت , 13 ) أصابه الرعب وقال : حسبك حسبك .

وفي غزوة ذات الرقاع ، نزل جيش النبي - صلى الله عليه وسلم – في وادٍ كثير الشجر ، وتفرّق الناس يبحثون عن الظلّ ، وانفرد عليه الصلاة والسلام بشجرة ليرتاح تحتها ، فعلّق بها سيفه وافترش الأرض ، وبينما هو نائم جاءه أعرابيٌّ يريد قتله ، فأخذ السيف المعلّق وقال للنبي - صلى الله عليه وسلم - من يمنعك مني ؟ فأجابه بقوله ( الله ) ، فارتعد الرجل وسقط السيف من يده ، وسرعان ما تحوّل الاستكبار والتهديد إلى توسّل ورجاء حين أخذ النبي - صلى الله عليه وسلم – السيف وقال له : ( من يمنعك مني ؟ ) ، والقصّة في صحيح البخاري .

وحين دار الحوار المشهور بين هرقل وبين أبي سفيان ، عن النبي – صلى الله عليه وسلم – ودعوته ، قال هرقل " ليبلغنّ ملكه ما تحت قدميّ " ، فلما سمع ذلك أبو سفيان قال لأصحابه بعد خروجهم " إنه ليخافه ملك بني الأصفر " .

وأما على الصعيد الجماعي ،

فقد انتصر النبي - صلى الله عليه وسلم – في غزوة بدر بعد أن قذف الله الرعب في قلوب أعدائه ، كما قال الله تعالى { إذ يوحي ربك إلى الملائكة أني معكم فثبتوا الذين آمنوا سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب } ( الأنفال , 12 ) .

ولما انتهت غزوة أحد ، وتوجّه المشركون إلى مكّة ، ندموا حين لم يقضوا على المسلمين قضاءً تامّاً ، وتلاوموا فيما بينهم ، فلما عزموا على العودة ألقى الله في قلوبهم الرعب ، ونزل في ذلك قوله تعالى { سنلقي في قلوب الذين كفروا الرعب } ( آل عمران , 151 ) أخرجه ابن أبي حاتم .

وتحدّث القرآن الكريم في سورة كاملة ، عن الهزيمة الكبرى التي لحقت بيهود بني النضير، عندما أجلاهم النبي - صلى الله عليه وسلم - عن أراضيهم ، فكانت الدائرة عليهم وتخريب بيوتهم بسبب ما أصابهم من الرعب ، كما قال الله عنهم { فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا وقذف في قلوبهم الرعب يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين } ( الحشر , 2 ) .

ولما ضرب المؤمنون الحصار على بني قريظة ، سارع أهلها بالاستسلام ، وفتحوا أبواب حصونهم ، ونزلوا على حكم رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فيهم ، بعد أن انهارت معنويّاتهم وقذف الله الرعب في قلوبهم ، قال سبحانه { وأنزل الذين ظاهروهم من أهل الكتاب من صياصيهم وقذف في قلوبهم الرعب فريقا تقتلون وتأسرون فريقا ، وأورثكم أرضهم وديارهم وأموالهم وأرضا لم تطئوها وكان الله على كل شيء قديرا } ( الأحزاب , 26 – 27 ) .

وفي غزوة تبوك تسامع أهل الروم ومن معهم من القبائل العربية الموالية بقدوم النبي - صلى الله عليه وسلم - لقتالهم ، فتفرّقوا من بعد اجتماعهم ، وآثروا السلامة في نفوسهم وأموالهم وأراضيهم ، مما دفعهم إلى مصالحة النبي - صلى الله عليه وسلم - ودفع الجزية ، على الرغم من تفوّقهم العددي والحربي ، وهو جزءٌ من الرعب اللذي يقذفه الله في قلوب أعدائه .

ولم يكن هذا الأمر هو الوحيد من خصوصيّاته - صلى الله عليه وسلم – الحربيّة ، فقد كانت له خصوصيّاتٌ أخرى تتعلّق بهذا الجانب ، منها :

إحلال الغنائم له دون من سبقه من الأمم

فقد كان الناس في السابق يعتبرون الغنائم كسباً خبيثاً لأنها أُخذت من العدو، وكان مصيرها أن تُجمع ثم تنزل نارٌ من السماء فتحرقها ، كما في قصة نبي الله يوشع عليه السلام التي رواها البخاري .

أما الأمة المحمّدية ، فقد أباح الله لها الغنائم رحمة بها ، وتخفيفاً عنها ، وكرامةً لنبيّها - صلى الله عليه وسلم – ، قال عليه الصلاة والسلام ( ... ذلك بأن الله تبارك وتعالى رأى ضعفنا وعجزنا فطيّبها لنا ) رواه مسلم .

ومن خصوصيّاته - صلى الله عليه وسلم – الحربية ،

أن الله تعالى أحلّ له مكة ساعةً من نهار ، وذلك يوم الفتح ، فأباح له القتال فيها ، ولم يبح ذلك لأحد قبله ولا لأحدٍ بعده ، فقد حرّم الله هذا البلد يوم خلق السماوات والأرض ، فهو حرام بحرمة الله إلى يوم القيامة، كما في حديث البخاري .

وبذلك يتّضح كيف كان لخصوصيّاته عليه الصلاة والسلام أثرٌ بالغٌ في تمكين المؤمنين ونصرتهم من جهة ، وهيبة جانبهم من جهة أخرى .

ضياءالقمر
06-10-2010, 02:25 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


جزاك الله خيرا
وبارك الله فيك

ღاسيــلღ
06-10-2010, 03:28 PM
جزاك الله خير اخيتي
اثابك ربي الجنه وسلمت اناملك
موضوع جد متميز وقيم
مشكوره على المجهود