المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شرح حديث اتقوا النار ولو بشق تمره



التجاره الرابحه
21-05-2010, 08:46 PM
بسم الله الرحمن الرحيم


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


عن عدي بن حاتم رضي الله عنه قال: قال رسول الله ‏صلى الله عليه و سلم : "ما منكم من أحد إلا ‏


سيكلمه ربه، ليس بينه وبينه تَرْجمان فينظر أيمن منه، فلا يرى إلا ما قدم. وينظر أشأم منه، ‏فلا يرى
الا ما قدم، وينظر بين يديه فلا يرى إلا النار تِلقَاءَ وجهه، فاتقوا النار ولو بِشِقِّ ‏تمرة. فمن لم يجد


فبكلمة طيبة" متفق عليه.‏
هذا حديث عظيم. تضمن من عظمة الباري ما لا تحيط به العقول ولا تعبر عنه ‏الألسن.‏


أخبر ‏‏صلى الله عليه و سلم ‏ فيه: أن جميع الخلق سيكلمهم الله مباشرة من دون ترجمان ولا واسطة


يسألهم عن جميع أعمالهم: خيرها وشرها، دقيقها وجليلها، سابقها ولاحقها، ما علمه العباد ‏وما نسوه


منها. وذلك أنه لعظمته وكبريائه كما يخلقها ويرزقهم في ساعة واحدة، ويبعثهم في ‏ساعة واحدة، فإنه


يحاسبه جميعهم في ساعة واحدة. فتبارك من له العظمة والمجد، والملك ‏العظيم والجلال.‏


وفي هذه الحالة التي يحاسبهم فيها ليس مع العبد أنصار ولا أعوان ولا أولاد ولا ‏أموال. قد جاءه فرداً


كما خلقه أول مرة. قد أحاطت به أعماله تطلب الجزاء بالخير أو الشر، ‏عن يمينه وشماله، وأمامه


النار لابد له من ورودها. فهل إلى صدوره منها سبيل؟ لا سبيل ‏إلى ذلك إلا برحمة الله، وبما قدمت يداه


من الأعمال المنجية منها.‏


ولهذا حث النبي ‏صلى الله عليه و سلم أمته على اتقاء النار ولو بالشيء اليسير، كشق تمرة، فمن لم


يجد ‏فبكلمة طيبة.‏
وفي هذا الحديث: أن من أعظم المنجيات من النار، الإحسان إلى الخلق بالمال ‏والأقوال، وأن العبد لا


ينبغي له أن يحتقر من المعروف ولو شيئاً قليلاً، والكلمة الطيبة تشمل ‏النصيحة للخلق بتعليمهم ما


يجهلون، وإرشادهم إلى مصالحهم الدينية والدنيوية.‏


وتشمل الكلام المسر للقلوب، الشارح للصدور، المقارن للبشاشة والبشر.‏


وتشمل الذكر لله والثناء عليه، وذكر أحكامه وشرائعه.‏


فكل كلام يقرب إلى الله ويحصل به النفع لعباد الله. فهو داخل في الكلمة الطيبة. قال ‏تعالى: {إِلَيْهِ يَصْعَدُ


الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ}(1)، وقال تعالى: {وَالْبَاقِيَاتُ ‏الصَّالِحَاتُ} [وهي كل عمل وقول


يقرب إلى الله، ويحصل به النفع لخلقه] {خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ‏ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلاً}(2) والله أعلم
.‏



منقول من كتاب بهجة قلوب الأبرار وقرة عيون الأخيار في شرح جوامع الأخبار

لمؤلفه الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي

زهور 1431
21-05-2010, 11:56 PM
نقل موفق ومبارك
احسن الله اليك و وفقك لكل خير

samia10
22-05-2010, 06:57 PM
جزاكي الله خير

الضباب22222
26-05-2010, 05:25 PM
جزاك الله خير