المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سعر خيالي لدواء ضروري



سوار
13-11-2003, 06:53 PM
أنتجت مجموعة روش للأدوية والكيميائيات عقارا جديدا ضد مرض نقص المناعة المكتسب ـ الايدز. يستهدف دواء فوزيون المرضى ممن لم يستجيبوا للأدوية الموجودة حاليا، لكن سعره المرتفع يثير علامات استفهام كبيرة!
ويقول موقع سولي أنفو أن سعر شراء الدواء سنويا يبلغ نحو 28 ألف فرنك سويسري «أي نحو 19 ألف يورو»، وبحسبة بسيطة يعني هذا أن التكلفة اليومية لاستخدام عقار فوزيون الجديد سُتكبد المريض مبلغ 75 فرنكاً سويسرياً.
بررت مجموعة روش السعر الخيالي للدواء المنتظر «والذي يصل الى ضعف سعر أي دواء مضاد للايدز متواجد في السوق حاليا» بأنه يعكس التعقيد الكبير الذي يسم تصنيع هذا المنتوج، حيث يتضمن اكثر من مئة خطوة انتاجية.
كما أقرت المجموعة في الوقت ذاته بان تكاليف العلاج الباهظة ستعني عمليا أن المرضى في دول العالم النامي لن يتمكنوا من استخدامه أو الانتفاع به. عقار فوزيون هو الأول ضمن سلسلة من العقاقير المعروفة باسم «الكابح الاندماجي»، والتي تستهدف مرضى الايدز الذين لم يستجيبوا لأصناف العلاج الموجودة حاليا.
وعلى خلاف الأدوية المتوافرة في الوقت الراهن والتي تعمل ضمن الخلية المريضة، فان عقار فوزيون يمنع فيروس ضةب من دخول خلايا المناعة البشرية السليمة.
ربما لذلك فان تصنيعه يتسم بتعقيد مضاعف. اذ يوضح هورست كرايمر المتحدث باسم مجموعة روش في حديث مع سويس انفو قائلا: «انه من أكثر العقاقير تعقيدا الذي تم انتاجه حتى الآن من قبل صناعات الأدوية. فهو يتضمن 106 خطوات انتاجية، ولكي ننتج كيلوجراما واحدا منه نحتاج الى 45 كيلوجراما من المواد الأولية».
ويخلص كرايمر الى القول: «تعقيدات المواد الأولية وتكاليف انتاجه الباهظة هي التي أدت الى ارتفاع سعره في المقابل».
كلف انتاج عقار فوزيون نحو 840 مليون فرنك سويسري، وهو مبلغ لا يشمل نفقات تسويقه. أنفقت مجموعة روش نصف ذلك المبلغ على الاختبارات الطبية، على حين استثمرت النصف الثاني في تمويل أدوات انتاجه المتخصصة.
وفي الوقت الذي رفض فيه كرايمر التعليق على هامش الربح الذي ستجنيه مجموعة روش من مبيعاتها للعقار الجديد، فانه أعرب عن أمله في أن تتمكن شركته من جني ما بين نصف مليار أو مليار فرنك سويسري سنويا سبب طرح عقار فوزيون في الأسواق وبهذا السعر الخيالي في فتح باب الجدل من جديد حول ما يعنيه انتاج مثل هذه الأدوية والمستفيد منها.
ففي ردة فعله على اعلان مجموعة روش، صرح السيد كريستوف شلاتر المتحدث باسم الاتحاد السويسري للايدز في حديث مع سويس انفو قائلا: «نحن لسنا مندهشين لأننا كنا نعرف مسبقا بأن سعره لن يكون رخيصا. لكن يتوجب علينا القول بان هذا العقار سيمثل أمرا جيدا لمجموعة صغيرة من الأشخاص في البلدان الغنية».
في المقابل، أظهر المحللون الماليون دهشة كبيرة تجاه سعر العلاج. ووصل الأمر بباتريك بورجرمايستر من بنك كانتون زيورخ الى القول: «هذا السعر تجاوز توقعاتنا. فهو يظهر قناعة بأن الكمية المحدودة التي يمكن انتاجها يجب بيعها بأعلى سعر ممكن في الدول الصناعية».
من جهته، اقر كرايمر بأنه لا يتصور امكانية استخدام عقار فوزيون في افريقيا «التي تشهد أعلى معدل اصابة بوباء الايدز في العالم» نظرا لتكاليف انتاجه الباهظة.
لكنه يردف قائلا: «لدينا في البلدان المتقدمة نسبة كبيرة من الحالات التي أظهرت مقاومة للأدوية الموجودة في الأسواق، وعدد كبير من الأشخاص ممن تقل فرص امكانية علاجهم لهذا السبب. ومن أجل هؤلاء كنا في حاجة ماسة الى البحث عن عقار جديد مثل فوزيون».
«من جانب أخر، نواجه تحدي مرض نقص المناعة المكتسب في الدول النامية، حيث هناك حاجة الى النظر في مدى توفر الرعاية الصحية الأساسية والخطوات الأولى من العلاج المضاد للايدز». «وفي هذا المجال كنا نشطين منذ التسعينات في تعاوننا مع المنظمات الأممية، كمنظمة الصحة العالمية، من أجل تحسين فرص توفر الرعاية للناس من الفقراء».
الجدير بالذكر أن مجموعة روش وغيرها من الشركات المنتجة للأدوية اضطرت في السنوات الأخيرة الى الخضوع للضغوط التي مارستها المنظمات التنموية والبلدان النامية، وتهديدات الأخيرة بتجاهل حقوق الملكية الفكرية وانتاج أدوية بديلة، وعمدت لذلك الى تخفيض أسعار العقاقير العلاجية ضد مرض السيدا.