المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أرجوكن 00 ساعدوني الآن



أَلـَـقْ
19-12-2005, 08:00 PM
السلام عليكن ورحمة الله وبركاته


أخواتي


أريد منكن تزويدي بمقالات أو كلمات عن الووووطن


لأنني غداً سأقوم بتقديم إذاعة عن الوطن


فأرجوكن ساعدوني عاجلاً اليوووووم


وليس لدي الوقت للبحث ..



انتظركن بارك الله فيكن

ضي المهنا
19-12-2005, 08:31 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

ابشري..


المحور الأول :
التأصيل الشرعي لمفهوم الوطنية



المحور الأول : التأصيل الشرعي لمفهوم الوطنية .
أولاً : تعريف الوطن لغة واصطلاحاً :
في اللغة قال ابن منظور في لسان العرب الوطن : المنزل تقيم فيه ، وهو موطن الإنسان ، ومحله يقال : أوطن فلان أرض كذا ، وكذا أي اتخذها محلاً ومسكناً يقيم فيه (1) . وقال : الزبيدي : الوطن منزل الإقامة من الإنسان ، ومحله وجمعها أوطان (2) .
أما في الاصطلاح :
1. عرف الجرجاني الوطن في الاصطلاح بقوله : الوطن الأصلي هو مولد الرجل ، والبلد الذي هو فيه (3) .
2. وعند الرجوع إلى كتب المعاجم ، والموسوعات ، وخاصة السياسية منها نجد أنها لا تختلف عن المعنى اللغوي .
(أ‌) ففي المعجم الفلسفي يقول : الوطن بالمعنى العام منزل الإقامة ، والوطن الأصلي : هو المكان الذي ولد فيه الإنسان ، أو نشأ فيه (4) .
(ب‌) في معجم المصطلحات السياسية الدولية : الوطن هو البلد الذي تسكنه أمة يشعر المرء بارتباطه بها ، وانتهائه إليها (5) .
من هذه التعريفات توصل الدكتور زيد العبد الكريم الزيد إلى أن الوطن المراد هنا هو الوطن الخاص ، الذي يلد الشخص فيه ولادة ونشأة ، أو نشأة فقط .
وتعارف الناس عليه في العصر الحاضر بالحصول على الجنسية ، أو رابطة الجنسية ، وهو لبنة متماسكة في بناء الوطن العام الذي يحد بالعقيدة الإسلامية ولا يحد بالحدود الجغرافية (6) .

ثانياً : المفهوم العام للوطنية :
اختلفت تعريفات الوطنية عند الباحثين باختلاف المناهج الفكرية لديهم فمنهم من جعلها عقيدة يوالي عليها ، ويعادي ، ومنهم من جعلها تعبيراً عاطفياً وجدانياً يندرج داخل إطار العقيدة الإسلامية ويتفاعل معها ،ومن ضمن التعاريف :
1. تقديس الوطن بحيث يصير الحب فيه ، والبغض لأجله ، والقتال في سبيله ، حتى يطغى على الدين ، وحتى تحل الرابطة الوطنية محل الرابطة الدينية .
2. العاطفة التي تعبر عن ولاء الإنسان لبلده .
3. انتماء الإنسان إلى دولة معينة يحمل جنسيتها ، ويدين بالولاء لها .
4. تعبير عن واجب الإنسان نحو وطنه .
5. الوطنية تعبير قومي يعني حب الشخص ، وإخلاصه لوطنه . ( الموسوعة العربية العالمية ) .
6. قيام الفرد بحقوق وطنه المشروعة في الإسلام .
والتعريف الأخير يضمن لنا عدم طغيان الوطنية على رابطة الدين ، وعلى اعتبار الحقوق المطلوب تحققها من الفرد مشروعة ، وضمن إطار الدين .
ومن المفاهيم العامة للوطن المفهوم العاطفي ( حب الوطن ) الذي قال عن الأصمعي : ( سمعت أعرابياً يقول : إذا أردت أن تعرف الرجل ، فانظر كيف تحننه إلى أوطانه وتشوقه إلى إخوانه ، وبكاؤه على ما مضى من زمانه ) .
وكأنه يصف هذه العاطفة بأنها : ارتباط بالوطن الذي فيه احتياجات روحية وعاطفية من تعلق الإنسان بأرضه التي عاش عليها وترعرع بين جنبيها ، وشرب من مائها ، وأكل من خيراتها .
وارتباط وثيق بمن حوله ممن عاش بينهم ، فتعلق قلبه بحبهم ، وصدق أخوتهم وخالطهم حتى صار معهم لحمة واحدة ، وجسداً متكاملاً !


فالأصل في الإنسان أن يحب وطنه ، ويتشبث بالعيش فيه ، ولا يفارقه رغبة منه وحب الوطن غريزة متأصلة في النفوس تجعل الإنسان يستريح إلى البقاء فيه ويحن إليه إذا غاب ويدفع عنه إذا هوجم ، ويغضب له إذا انتقص . والوطنية بهذا

التحديد الطبيعي شيء غير مستغرب .. وهذه هي السعادة بالعيش في الوطن وحصول الكآبة لتركه ، كل ذلك مشاعر إنسانية لا غبار عليها ، ولا اعتراض ) ومهما اضطر الإنسان إلى ترك وطنه فإن حنين الرجوع إليه يبقى معلقاً في ذاكرته لا يفارقه ولذا يقول الأصمعي : (( قالت الهند : ثلاث خصال في ثلاثة أصناف من الحيوانات ، الإبل تحن إلى أوطانها ، وإن كان عهدها بها بعيداً ، والطير إلى وكره ، وإن كان موضعه مجدباً ، والإنسان إلى وطنه ، وإن كان غيره أكثر نفعاً )) .

ثالثاً : حدود الوطن :
من خلال التعاريف السابقة للوطن نستطيع أن نقول أن هناك وطن خاص ووطن عام ، فالوطن العام هو الذي يحد بالعقيدة ، وهو كل بلد يذكر فيه اسم الله كما قال الشاعر :
وأينــــما ذكـــــر اسم الله في بـــلد عددت ذاك الحمى من صلب أوطاني .
ولكن المقصود هنا هو الوطن الخاص ، والذي تكمن فيه الإشكالية عند كثير من الناس ، ولعلنا في الأسطر التالية نوضح آراء العلماء حول مثل هذه الظاهرة ، وهي اختلاف بلاد العالم الإسلامي ، وتنوعها واستقلاليتها عن بعضها .
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ( والسنة أن يكون للمسلمين إمام واحد ، والباقون نوابه فإذا فرض أن الأمة خرجت عن ذلك لمعصية من بعضها ، وعجز الباقين ، أو غير ذلك ، فكان لها عدة أئمة لكان يجب على كل إمام أن يقيم الحدود ، ويستوفي الحقوق ) ، وفي غاية المنتهى ( لو تغلب كل سلطان على ناحية ، فإن كلاً منهم يأخذ حكم الإمام في ناحيته ) ، ويقول الشيخ محمد بن
عبد الوهاب رحمه الله تعالى ( الأئمة مجمعون من كل مذهب على أن من تغلب على بلد ، أو بلدان له حكم الإمام في جميع الأشياء ، ولو لا هذا ما استقامت الدنيا ، لأن الناس منذ زمن طويل قبل الإمام أحمد إلى يومنا هذا ما اجتمعوا على إمام واحد ، ولا يعرفون أحداً من العلماء ذكر أن شيئاً من الأحكام لا يصح إلا بالإمام الأعظم ) ، ويقول الإمام الشوكاني رحمه الله تعالى ( وأما بعد انتشار الإسلام ، واتساع رقعته ، وتباعد أطرافه ، فمعلوم أنه قد صار في كل قطر أو أقطار الولاية إلى إمام أو سلطان ، وفي القطر الآخر ، أو الأقطار الأخرى كذلك ، ولا ينفذ لبعضهم أمر ولا نهي في قطر الآخر وأقطاره التي رجعت إلى ولايته ، فلا بأس بتعدد الأئمة والسلاطين ، ويجب الطاعة لكل واحد منهم بعد البيعة له على أهل القطر الذي ينفذ فيه أوامره ، ونواهيه ).
وعلى هذا فالوطن الخاص للإنسان هو البلد الذي يحكمه والٍ واحد ، ولا يلغي هذا المعنى العام للوطن الإسلامي كله لكن الفرد يجد نفسه ، وعاطفته ووجدانه تجاه بلده ، وطنه الخاص .

رابعاً : مفهوم الوطنية من منظور شرعي .
أ ــ النصوص الشرعية من القرآن الكريم .
1. يقول الله تعالى  قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين  . فنهى الله عن تقديم محبة هذه الأمور التي هي بمفهومها العام ــ الوطن ــ على محبة الله ورسوله ، وهذا يعني وجود الحب لمثل هذه الأمور ، لكن الممنوع أن تقدم على محبة الله ورسوله .
2. يقول تعالى :  وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا بلداً آمناً وارزق أهله من الثمرات من آمن منهم بالله واليوم الآخر ....  وقال سبحانه  وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا البلد آمناً واجنبني وبني أن نعبد الأصنام  . وهنا حكى الله عن خليله إبراهيم عليه السلام هذا الدعاء بالأمن ، والسلام ورغد العيش ، لهذا البلد الحرام ، ويتضح منه ما يفيض به قلب إبراهيم عليه السلام من حب لمستقر عبادته ، وموطن أهله .
3. يقول سبحانه وتعالى  ولو أنا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم أو اخرجوا من دياركم ما فعلوه إلا قليل منهم  . وهنا اقترن حب الديار ، مع حب النفس ، وأن كلا منهما متأصل في نفس الإنسان عزيز عليه .
4. يقول سبحانه  لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين  . وهنا اقترن حب الوطن ، مع الدين فالبر ، والعدل مأمور بهما لمن لم يقاتل المسلم على دينه ، أو يخرجه من بلده ، وفيه دليل على مكانتها في الدين وفي نفس الإنسان .
5. يقول تعالى :  إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد  . قال ابن عباس رضي الله عنهما : إلى مكة . وقال القرطبي رحمه الله ( قال مقاتل : خرج النبي  من الغار ليلاً مهاجراً إلى المدينة في غير الطريق مخافة الطلب فلما رجع إلى الطريق ونزل الجحفة عرف الطريق إلى مكة فاشتاق إليها فقال جبريل عليه السلام : إن الله يقول ( إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد ) أي إلى مكة ظاهراً عليها ) .
6. يقول الله تعالى  ولو أنا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم أو اخرجوا من دياركم ما فعلوه إلا قليل منهم ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيراً لهم وأشد تثبيتا  . فالإخراج من الديار معادل ومساو للقتل الذي يخرج الإنسان من عداد الحياة ..
7. قال الله تعالى :  وإذ أخذنا ميثاقكم لا تسفكون دماءكم ولا تخرجون أنفسكم من دياركم ثم أقررتم وأنتم تشهدون   ثم أنتم هؤلاء تقتلون أنفسكم وتخرجون فريقاً منكم من ديارهم تظاهرون عليهم بالإثم والعدوان وإن يأتوكم أسارى تفادوهم وهو محرم عليكم إخراجهم ... الآية (85)  البقرة . فتشير الآية إلى أن الإخراج من الديار ، والحرمان من الوطن معادل لسفك الدماء . كما أن الخروج من الوطن لا يفعله الإنسان إلا مضطراً ، كما خرج إبراهيم ، ولوط عليهما السلام من وطنهم بعد إحراق إبراهيم الأصنام ، وطرده من البلاد ، وخروج موسى عليه السلام من مصر ( فخرج منها خائفاً يترقب ) ، وخروج محمد  من وطنه مكة إلى المدينة مهاجراً في سبيل الله ( إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين .... ) . وكان للمهاجرين فضيلة الهجرة ، وترك الأوطان على إخوانهم الأنصار ، وقد مدحهم الله بقوله  للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلاً من الله ورضواناً وينصرون الله ورسوله أولئك هم الصادقون  .

ب ــ النصوص الشرعية من السنة النبوية :
1. عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال (( كان رسول الله  إذا قدم من سفر فأبصر درجات المدينة ، أوضع ناقته ــ أي أسرع بها ــ وإذا كانت دابة حركها )) رواه البخاري ، قال أبو عبد الله : زاد الحارث بن عمير عن حميد ( حركها من حبها ) صححه الألباني . قال ابن حجر في الفتح ، والعيني في عمدة القارئ ، والمبار كفوري في تحفة الأحوذي ( فيه دلالة على فضل المدينة ، وعلى مشروعية حب الوطن ، والحنين إليه ) .
2. عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن الرسول  لما قدم من خيبر ، حتى إذا أشرفنا على المدينة نظر إلى أحد فقال ( هذا جبل يحبنا ، ونحبه ) متفق عليه . قال ابن حجر رحمه الله في الفتح ( قيل : هو على الحقيقة ، ولا مانع من وقوع مثل ذلك بأن يخلق الله المحبة في بعض الجمادات ، وقيل هو على المجاز ، والمراد به أهل أحد على حد قوله تعالى  وسئل القرية  . وقال الشاعر : وما حب الديار شغفن قلبي ولكن حب من سكن الديار
3. عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله  لمكة : (( ما أطيبك من بلد ، وما أحبك إلي ، ولو لا أن قومي أخرجوني منك ما سكنت غيرك )) رواه الترمذي ، وصححه الألباني . فهو  يحب مكة حباً شديداً كره الخروج منها لغير سبب ، ثم لما هاجر إلى المدينة ، واستوطن بها أحبها وألفها كما أحب مكة ، بل كان  يدعو أن يرزقه الله حبها كما في صحيح البخاري ( اللهم حبب إلينا المدينة ، كحبنا مكة ، أو أشد ) ودعا بالبركة فيها ، وفي بركة رزقها كما دعا إبراهيم لمكة . ونلاحظ أن حب النبي  متأثراً بالبيئة التي عاش فيها ، فقد كان يحب مكة ، ويحن إليها ثم لما عاش في المدينة ، وألفها أصبح يدعو الله أن يرزقه الله حباً لها يفوق حبه لمكة ، وصار بعد ذلك يصرح بحبها ، ويحن إليها ، ويفرح إذا أقبل عليها .
4. عن عائشة رضي الله عنها قالت : لما قدم رسول الله  المدينة ، وعك أبو بكر ، وبلال فكان أبو بكر إذا أخذته الحمى يقول :
كل أمـــرئ مصبح في أهـــله والمــوت أدنى من شراك نـــــــعله
وكان بلال إذا أقلع عنه الحمى يرفع عقيرته يقول :
ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة بــــــواد ، وحولي اذخر، وجليل
وهل أردن يــوماً مياه مجنـــــة وهل يبدون لي شامة ، وطفيل
وقال : اللهم العن شيبة بن ربيعة ، وعتبة بن ربيعة ، وأمية بن خلف ، كما أخرجونا من أرضنا إلى أرض الوباء ، ثم قال رسول الله  ( اللهم حبب إلينا المدينة ، كحبنا مكة ، أو أشد ) رواه البخاري . فبلال رضي الله عنه يتمنى الرجوع إلى وطنه من حبه لهذا الوطن ، ويظهر ذلك في مشاعره وأحساسيه عندما تأخذه الحمى ، فيتمنى يوماً ، أو ليلة يقضيها في الوطن ثم يعقب ذلك بلعن من أخرجوهم من وطنهم . قال ابن حجر رحمه الله تعالى (( وقوله ( كما أخرجونا ) أي أخرجهم من رحمتك ، كما أخرجونا من وطننا )) ولم ينكر عليه الرسول  ، بل دعا الله في تحبيب المدينة لهم .
5. عن ابن شهاب الزهري رحمه الله تعالى قال : ( قدم أصيل الغفاري رضي الله عنه قبل أن يضرب الحجاب على أزواج النبي  ، فدخل على عائشة رضي الله عنها ، فقالت له : يا أصيل كيف عهدت مكة ؟ قال : عهدتها قد أخصب جنابها ، وابيضت بطحاؤها . قالت : أقم حتى يأتيك رسول الله  فلم يلبث أن دخل النبي  فقال له : يا أصيل كيف عهدت مكة ؟ قال : والله عهدتها قد أخصب جنابها ، وابيضت بطحاؤها ، وأغدق إذخرها وأسلت ثمامها ، وأمش سلمها . فقال : حسبك يا أصيل لا تحزنا ). فالحديث عن الوطن أثار المشاعر ، وحرك المحبة في القلوب .
6. قال الأزرقي في أخبار مكة (( حدثني جدي قال : حدثنا داود بن عبد الرحمن قال : سمعت طلحة بن عمر يقول : قال ابن مكتوم رضي الله عنه وهو آخذ بخطام ناقة رسول الله  وهو يطوف :
حبذا مكـــــة واد بها أرضي ، وعوادي
بها ترسخ أوتادي بها أمشي بلا هــادي
قال أبو داود : ولا أدري يطوف بالبيت ، أو بين الصفا والمروة ) .

خامساً : من خصائص وطننا ( المملكة العربية السعودية ) ..
أ ــ شرفُها باحتضان الكعبة المشرفة يستقبلها المسلمون كل يوم خمس مرات في صلاة الفريضة ، ويؤمها المسلمون كل عام لإقامة شعائر الحج ، ومكة هي أم القرى فليس لها في القرى عديل ، ومن همّ فيها بإحداث فتنة ، أو سيئة ، أو ظلم فضحه الله ، وبادره بالعقوبة ، وأذاقه العذاب الأليم . قال تعالى  ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم  الحج 25 .
ب ــ شرفُها بوجود المدينة النبوية مهاجر النبي  ، وعاصمة الإسلام الأولى ، ومنها خرج الصحابة رضي الله عنهم يفتحون القلوب بالإيمان .
ج ــ أن الإسلام حين يضطهد في خارجها فإنه ينحاز إلى هذه البلاد ، ويأوي إليها فيجد كرم الوفادة بعد الغربة وطول المحنة ، فعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله  قال (( بدأ الإسلام غريباً ، وسيعود غريباً كما بدأ ، وهو يأرز بين المسجدين كما تأرز الحية إلى جحرها )) [ المسجدين ] المسجد الحرام ، والمسجد النبوي .
د ــ قامت على أساس متين من دعوة ربانية قام بها الإمامان محمد بن عبد الوهاب ، ومحمد بن سعود رحمهما الله تعالى .
هـ ــ تميزها بأحكام الشريعة الإسلامية ، والأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر .
و ــ حباه الله عز وجل بنعم كثيرة ، وخيرات وفيرة ، سواء الاقتصادية منها أو البشرية ، أو الجغرافية .

سادساً : من الحقوق الشرعية للمواطنة تجاه وطننا ( المملكة العربية السعودية ) .
1 ــ حق الاجتماع ، والتكاتف بين أفراده .
الجماعة لغة من الاجتماع ضد التفرق ، وضد الفرقة ، وهي : من الجمع وهو اسم لجماعة الناس ، ومن الإجماع ، وهو الاتفاق والإحكام .
ومن معاني الجماعة في الاصطلاح الشرعي : الاجتماع على الحق ، وعدم الفرقة . قال رسول الله  (( عليكم بالجماعة وإياكم والفرقة ، فإن الشيطان مع الواحد ، وهو من الاثنين أبعد ، ومن أراد بحبوبة الجنة فعليه بالجماعة )) أخرجه الإمام أحمد في المسند (4/375 ــ 278) ــ قال الألباني إسناده حسن ، ورجاله ثقات .
يقول الشيخ د. ناصر بن عبد الكريم العقل : ( أكثر نصوص الجماعة إنما تنصرف إلى جماعة المسلمين إذا اجتمعوا على أمر من أمور دينهم ، أو دنياهم ممثلين بأغلبهم ، وبعلمائهم وأهل الفضل والصلاح والاستقامة ، وأهل الحل والعقد ، وذلك كله مشروط باتباع السنة والمعروف ) مفهوم أهل السنة والجماعة ( ص 62) .
فتوثيق الصلة بالوطن توثيق للصلة بالجماعة التي حث عليها الإسلام ، وتنفيذ لشروط البيعة التي ارتضى لها الإمام .
يقول النبي  : ( يد الله مع الجماعة ) رواه ابن أبي عاصم في السنن (1/40) . ومن مقتضيات محبة الوطن ، والانتماء إليه الاجتماع والتكاتف ، فمن صفات المجتمع المسلم التآزر ، والتعاون فيما بينهم .
ولن يجد العدو ثغرة ينفذ منها أقوى من إيقاع الشحناء ، والفرقة ، والنزاع ولن يجد أنكى فيه من التلاحم ، والتكاتف .
2 ـــ حق الدفاع عن الوطن .
لقد جعل الله تعالى الإخراج من الديار ( الوطن ) ، والفتنة في الدين .. جماع أسباب الجهاد القتالي في الإسلام . فعندما شرع الجهاد في جميع مراحله كان من أسباب تشريعه ( الإخراج من الديار ) مع الفتنة في الدين ، وتقييد حرية الدعوة ومن ذلك قوله تعالى  أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير   الذين أخرجو من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله ....  . فقد جعل الإخراج من الديار من أسباب الإذن بالقتال .
وقوله تعالى  وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك ..  الأنفال ، وقوله تعالى :  فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض فالذين هاجروا وأخرجوا من ديارهم وأوذوا في سبيلي وقاتلوا وقتلوا لأكفرن عنهم سيئاتهم ولأدخلنهم جنات تجري من تحتها الأنهار ثواباً من عند الله والله عنده حسن الثواب  آل عمران (195) .
فالجهاد من ضمن ما شرع له حماية الوطن ، وتحقيق حريته ، وتحريره وتحذير كل القوى الطامعة من أن المساس بأرض الوطن إنما هو مساس لمبدأ عظيم ، وتحريك لفريضة يهابها الأعداء ، ويحسبون لها ألف حساب !!
والدفاع عن الوطن حق له ينبع من عقيدة إسلامية راسخة ، وانتماء للوطن عظيم .




3 ـــ حق الطاعة والعقد والبيعة للإمام .
ومن معانيها أنها تطلق على مجموع المسلمين الأعظم ، الذين اجتمعوا على السنة إذا اجتمعوا على إمام ، أو أمر من أمور الدين التي لها أصل في الشرع ، أو أمر من مصالح الدنيا .
يقول  لحذيفة بن اليمان رضي الله عنه موجهاً له : ( تلزم الجماعة المسلمين وإمامهم ... ) متفق عليه .
وفي حديث ابن عباس أيضاً قال : قال  : (( من رأى من أميره ما يكره فليصبر عليه فإنه من فارق الجماعة شبراً فمات إلا مات ميتة جاهلية ) رواه البخاري (2/7054) كتاب الفتن ، ونحن بحمد الله تعالى نعيش في بلد قام على شريعة الإسلام ، ولإمامه بيعة في أعناق من ينتمي إليه ، وهذا مما يوثق مفهوم المواطنة لبلد كريم على أساس متين ، ويسير على نهج قويم .
وذلك كله يعصم من الفتن ، ويحفظه من شرِّ الفرقة . يقول الإمام النووي : ( وأما الخروج عليهم فحرام بإجماع المسلمين ، ... وقد تظاهرت الأحاديث بمعنى ما ذكرته ... وسبب ... تحريم الخروج عليه ما يترتب على ذلك من الفتن ، وإراقة الدماء ، وفساد ذات البين ... ) شرح مسلم 12/229 .
إن هذا الوطن قد تميز بوجود منبع الرسالة ، ومهبط الوحي ، ومنشأ الدولة الإسلامية . فالمواطنة فيه حق لازم يقوم على المنتمين إليه شرعاً واجب الطاعة وواجب البيعة ، والنصرة ، وواجب العمل .
4 ـــ التكاتف والتعاون على الخير ، وذلك بأن يقوم أبناء هذا الوطن بواجبهم بأمانة وإخلاص على اختلاف مواقعهم ، ومراكزهم .
5 ـــ العمل الجاد لمصلحة الوطن ، فالجميع عليه أن يعمل لمصلحة هذا الوطن ، فليس هناك جنود مسؤولون عن أمن الوطن ، والبقية ينعمون بخيراته ، ولا يتحملون المسؤولية تجاهه .
6 ـــ المحافظة على مرافق الوطن العامة ، كموارد المياه ، والطرقات ، والمباني وموارد الثروة .
7 ـــ إبراز خصائص المملكة العربية السعودية الدينية ، ومكانتها الرفيعة باعتبارها القلب النابض للعالم الإسلامي ، وقبلتهم ، ومنها بدأ نور الإسلام يشع سناه في أصقاع العالم .
8 ـــ إيقاظ معاني الغيرة ، والفداء والمروءة في نفوس الطلاب على مكتسبات الوطن بحيث يشعر أن كل ما في الوطن هو ملك له ، ولغيره ، ولا يسمح له ، أو لغيره بالعبث بمقدرات الوطن .
9 ـــ تفعيل غاية التعليم في المملكة على شكل برامج عملية نافعة ، والعمل على جعل سياسة التعليم في المملكة العربية السعودية المرجعية لترسيخ الانتماء الوطني وحفز المربين إلى تعميقه ، وذلك لسلامة اتجاهاتها ، ومنطلقاتها .
10 ـــ تحذير الطلاب من الأفكار الهدامة التي يبثها مروجوها عبر القنوات المختلفة والتي تؤدي إلى زعزعة الانتماء الوطني في النفوس ، وخصوصاً أن هذا العمر تتكون فيه الاتجاهات والقيم ويمكن ذلك عن طريق :
‌أ- استضافة العلماء الموثوق في علمهم لبيان المنهج الصحيح في تلقي الأفكار والموقف الصحيح منها .
‌ب- إقامة برنامج حواري مع الطالب للوصول إلى الشبهات التي تساور عقله ، والسعي إلى إبطالها .
ملحوظة مهمة :
جمعت المادة العلمية لهذا المحور من أوراق العمل المقدّمة من أقسام التوعية الإسلامية من الإدارات التعليمية الآتية :
الباحة ، حائل ، الرياض ، صبياء ، عسير ، القنفذة ، النماص

ضي المهنا
19-12-2005, 08:32 PM
المحور الثاني : وسائل تنمية حب الوطن لدى الطلاب .
أولاً : المقدمة :
الحمد لله الذي جعلنا خير أمة أخرجت للناس ، وجعل خير الناس أنفعهم لخلقه في دنياهم وأخراهم ، والصلاة والسلام على خير البرية المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد ، وعلى آله ، وصحبه أجمعين نجوم الدجى ، ومنارات الهدى ، وأوعية الخير ، وبعد :
فإن الانتماء هو شعور لدى كل فرد يشعر من خلاله أنه جزء من المجتمع الذي يعيش فيه ويفتخر بارتباطه بمجتمعه ، وحيث تربطه بأهله أواصر كثيرة تأتي في مقدمتها آصرة العقيدة الإسلامية إلى جانب الروابط الأخرى التي تعزز الولاء والانتماء لهذا المجتمع ، وفي الوقت الذي ترتفع فيه شعارات كثيرة تنادي بالتغريب للمجتمعات الإسلامية فإنه جدير بنا أن نعتز بهويتنا الإسلامية ، وأن نفاخر بها ، ونحن في هذا البلد الحبيب الذي قام على أساس ديني رافعاً شعار التمسك بالكتاب ، والسنة ، ومحققاً لأهدافها ، منذ أن تأسس الكيان الطاهر على يد الملك عبد العزيز رحمه الله إلى جانب ما يضمه هذا البلد من البقاع الطاهرة ، والأماكن المقدسة التي تتجه إليها أفئدة المسلمين في كافة بقاع المعمورة .
كما أن للوطن مكانة عالية في النفوس فهو المكان الذي ولدنا فوق ترابه وعشنا تحت سمائه ، وذقنا الأمن والأمان في رحابه ، وترعرعنا في كنفه . ولا شك أن المسئولية تجاه مسئولية عظيمة ، ومن ذلك الحفاظ على أمنه ، وعلى ثرواته وعلى ثقافته كل تلك الأمور وغيرها مما هو واجب علينا تجاه وطننا نعتبرها مسؤولية عظيمة .
وللأوطان في دم كل حر يد سلفت ، ودين مستحق
ولذلك كان من الأسس العامة التي يقوم عليها التعليم ما نصه ( شخصية المملكة العربية السعودية متميزة بما خصها الله به من حراسة الإسلام ، وحفاظها على مهبط الوحي واتخاذها الإسلام عقيدة ، وعبادة ، وشريعة ، ودستور حياة واستشعار مسئوليتها العظيمة في قيادة البشرية بالإسلام ، وهدايتها إلى الخير ) بل تعدى الأمر أكثر من ذلك فقد جاء في الأهداف الإسلامية العامة التي تحقق غاية التعليم ما نصه ( تنمية إحساس الطلاب بمشكلات المجتمع الثقافية والاقتصادية والاجتماعية ، وإعدادهم بالإسهام في حلها ) .

ثانياً : أهداف تنمية حب الوطن :
1. الشعور بأهمية هذه البلاد ومكانتها العظيمة والخاصة ، حيث إنها تضم أعظم البقاع ، وأشرفها عند المسلمين : مكة المكرمة ، والمدينة المنورة .
2. المحافظة على تماسك المجتمع ، وترابطه .
3. الإحساس بمشكلات المجتمع ، والمساهمة في حلها.
4. غرس روح الولاء ، والانتماء .

ثالثاً : وسائل التنمية حب الوطن لدى الطالب :
‌أ- الوسائل العلمية :
1. البحوث العلمية : تهدف إلى بيان إنجازات المملكة ، والتعريف بالأماكن المهمة ، ومكانة المملكة بين دول العالم الإسلامي .
2. المعارض : وتهدف إلى التعريف بإنجازات المملكة في خدمة الحرمين والتعريف بالأماكن التي تعرضت للتخريب خلال الأحداث الأخيرة .
3. المسابقات : وتشمل كتابة تقارير عن بعض المناطق ، ومسابقة أعرف بلدك .
4. الدورات التدريبية : تهدف إلى تدريب الطلاب على المهارات التي تعزز روح الولاء ، والانتماء ، والشعور بأهمية المجتمع الذي يعيش فيه ، والحرص على تحقيق تماسك المجتمع ، وترابطه .
5. اختيار بعض الدروس العلمية مما له شأن بموضوع المواطنة الصالحة وواجب الطالب تجاهها، وإلقائها أثناء فسحة الفطور بإشراف التوعية الإسلامية ، ويعدها المعلمون والطلاب .
6. استغلال أوقات الطلاب بالأنشطة المسائية المفيدة .
7. إقامة مسابقات ثقافية ، وبحوث تعنى بتنمية حب الوطن لدى الطلاب .
8. ربط ما يقدم للطالب سواء في المواد الدراسية ، أو الأنشطة والبرامج بواقع الطلاب الذي يعيشونه .
9. إيجاد قاعدة بيانات مركزية تحوي مواد شتى عن الوطن .

ضي المهنا
19-12-2005, 09:03 PM
تــوطين التربيـة..إلى أين ؟!

الرياض - سعد أحمد الزهران الفئات الرئيسية للموضوع
(41)



تلك الكلمة الرائعة المعاني، السامية المفهوم، الصغيرة لفظاً الكبيرة معنى، السهلة في نطقها والتغني بها، الصعبة في إدراكها والعمل بها. الكل من هنا وهناك ينادي بالوطنية، وحب الوطن، والدفاع عن الوطن، والعمل من أجل الوطن، وكلها دعوات جميلة لمبادئ عظيمة. ولكن! رغم ذلك هل استطعنا أن نصل إلى إدراك مفهوم الوطنية وتبعاتها؟ هل أدركنا دلالاتها ومضامينها؟ هل أدركنا المسؤولية الملقاة على عواتقنا بحمل اسم هذا الوطن؟ وهل أدركنا الحمل الثقيل والجميل والأمانة العظيمة التي أنيطت بنا كرجال تربية وتعليم لتثبيت هذه المبادئ العظيمة في صدور أبناء هذا الوطن؟ وتنشئة رجال يحملون في صدورهم حباً عظيماً لوطنهم، تظهر آثاره على سلوكهم ومبادئهم في داخل الوطن وخارجه؟. من هنا كان لزاماً علينا أن نعرف ما هي الوطنية، وما هي المواطنة؟ مفهوم الوطنية الوطنية سلوك نابع من الفرد لا انتماء فقط، فليس كون الفرد يحمل هوية الوطن يدل ذلك على أنه وطني أو يدرك معنى المواطنة الحقيقية، وكذلك فإن حصول الفرد على كم هائل من المعلومات عن وطنه، ليس دليلاً على المواطنة الصادقة أو أنه مواطن صالح ويعرف حق الوطن. بل هو في الواقع يملك ثقافة وطنية ، وهذا يدعونا إلى القول أن مادة التربية الوطنية إنما هي في الواقع مادة «الثقافة الوطنية» إذا كان دورنا فقط هو حشو ما ورد من معلومات وحقائق وأرقام عن الوطن ومنجزاته في أذهان طلابنا، ولكن التربية الوطنية أن نجعل من الثقافة الوطنية مدخلاً للتأثير في سلوك طلابنا خلال سني أعمارهم الدراسية، فنخلق فيهم سلوك المواطنة الصادقة، لنستطيع أن نقول بعد ذلك إننا قمنا بتدريس مادة «التربية الوطنية» وأوجدنا في نفس طالبنا حب الوطن والدفاع عنه، وفي سلوكه المواطنة الصادقة المتمثلة في الأخذ بأسباب الحضارة والتقدم والرقي الاجتماعي، وفي أفكاره البحث عن الجديد والمفيد لخدمة وطنه وأبناء وطنه من إبداعات واقتراحات بناءة، والبعد به وبفكره عن الأفكار الهدامة والغريبة عن عقيدتنا ووطننا والسمو به عن رذائل الأخلاق وتبعاتها. وفي هذا المضمار يحدد الدكتور حمد المرزوقي مفهوم الوطنية بما يأتي (1): (إن مفهوم الوطنية مجال واسع للخلط والتشويش والكثير من الناس يستخدمه مجازاً ويخرجه عن إطاره الصحيح، فمثلاً من هو الوطني؟ هل كون فلان من الناس ينتمي إلى مجتمع يعطيه معنى أو صفة (الوطنية)؟ هل الوطنية كشعور أو سلوك مرادفة لمعنى (الهوية) الحضارية؟ بكلمات أخرى هل الوطنية شيء يكتسب بشهادة الميلاد؟ هل هي تتصل بمفهوم (الحب) و(الكره) لوطن ما؟ أعتقد أن مفهوم الوطنية يرتبط بالانتماء إلى آمال وهموم وطموحات قطاع أوسع من الناس، وهذا «الانتماء» لا يكفي فيه مجرد الشعور بالتضامن مع هذه الآمال ولكن يتعداه إلى معنى الفعل في الحدث الاجتماعي وتحريكه باتجاه خيارات وأهداف ذلك «القطاع» وفي الزمن نفسه رفض أي ممارسة سلوكية أو تبني مواقف تتعارض مع تلك الأهداف والآمال. و(الوطنية) هنا ترادف معنى (الضمير) فهي من جهة إحساس وانفعال بقضايا الناس وخصوصاً أولئك الذين نرتبط بهمومهم وآمالهم وأهدافهم» .أ.هـ. وعن أهمية رجال التربية والتعليم لترسيخ هذه المبادئ الوطنية جاء في كتاب «أفكار تربوية» للدكتور إبراهيم عباس نتو (2) ما يأتي: «إن شيئاً من الشعور الوطني غير المتطرف، ودرجة من الارتباط العاطفي بين المواطن ووطنه ومقداراً من الحاجة إلى الانتماء، لهو أمر ضروري وصحي، وعلى المؤسسات التعليمية والإعلامية الإقدام بفاعلية على ترسيخ ذلك الشعور وتوطيد الالتحام بين الطالب وإخوانه المواطنين، وبينهم والوطن، بترابه وتراثه، بماضيه وحاضره وآماله. فالإنسان كائن حي اجتماعي يميل إلى التعلق والمعاشرة والاجتماع، ويلزمنا الحرص على تهيئة النواحي والعناصر الإيجابية كافة التي تجعل من مواطني البلد لبنات متراصة، لبنة تعضد لبنة، والعمل على محو النعرات وتقريب الفجوات، وتوجيههم إلى أهداف عليا، وطنية المستوى، ذات أهداف عمومية لمصلحة جميع الجهات الجغرافية والتجمعات البشرية في أنحاء البلاد. وعلينا أن نتحاشى منزلقات الشطط والتزمت بالشعوبية والتعصب» أ.هـ. وبعد هذا كله نكرر القول أن الواجب أن نترجم ما يدرسه طلابنا في مادة «التربية الوطنية» إلى سلوك يفيض بالوطنية وحب الوطن والتغني باسم الوطن قولاً وفعلاً وهذا ما هدفت إليه وزارة المعارف من وضعها مادة «التربية الوطنية» الواضحة من خلال الأهداف التي حددتها الوزارة حسب التعميم الوزاري الخاص بمادة «التربية الوطنية» والمرفق به خطة تدريس المادة «التعميم الوزاري رقم 611 في 21 / 3 / 1417 هـ». لقد كنا في أمس الحاجة إلى إدراج هذه المادة ضمن مناهجنا الدراسية منذ أمد طويل للأسباب الآتية: 1- ما تشهده هذه البلاد من تقدم في جميع المجالات والتطور الحضاري الكبير، وحسن التكيف مع متطلبات ومتغيرات الحضارة والتقدم العلمي، مع تمسكها بعقيدتها ومبادئها على أسس ثابتة وراسخة، فجمعت بين العلم والإيمان، وسخرت أساليب الحضارة الحديثة لخدمة عقيدتها ومواطنيها. 2- ما تمثله هذه البلاد للعالمين العربي والإسلامي حيث تتعلق قلوب الملايين من أبناء العالم الإسلامي بالحرمين الشريفين، اللذين تتشرف هذه البلاد برعايتهما والدفاع عنهما. وكذلك ما لهذه البلاد من ثقل سياسي، وحضور مميز في المحافل الدولية. 3- ما تتعرض له هذه البلاد من افتراءات ومزاعم وأحقاد يبثها بين الحين والآخر الحاسدون لأبناء هذه البلاد وما يتمتعون به من خير وأمن وأمان، والطامعون في هذه الأرض وما كرمها الله به من قداسة وما وهبها من خير وعطاء. 4- ما يحتاج إليه أبناء هذا الوطن من تنمية روح الولاء لوطنهم وبث روح الحماس فيهم للدفاع عن أرضه المقدسة وترابه الطاهر، وتنشئتهم على حب العمل والتفاني فيه والبحث عن طرائق الإبداع والابتكار، ومسايرة ما يشهده وطنهم من تقدم ونمو، والسير به نحو المكانة اللائقة به. وكذلك بث روح التعاون فيهم، ومشاركة مجتمعهم في قضاياه وهمومه، وإعطاؤهم الثقة في أنفسهم للنقاش والمشاركة وإعداد البحوث العلمية ووضع الحلول لقضايا المجتمع ومشكلاته، لنزيد من ارتباطهم به والتعلق به. التربية الوطنية وأهدافها وضّح التعميم الوزاري «المشار إليه سابقاً» الأهداف العامة لمادة التربية الوطنية وهي أهداف شاملة وجيدة، وتحقق ما نصبو إليه من إدراج هذه المادة ضمن مناهجنا، ولكن السؤال الذي يلح علينا بطرحه للنقاش، هو «من هو المعلم الذي سيقوم بتدريس هذه المادة؟» والذي يستطيع أن يحقق الأهداف العامة للمادة، ويستطيع بقدراته الإبداعية أن يُكسب الطلاب السلوكيات التي تدل على المواطنة الصادقة والصالحة، قبل أن يحشو أدمغتهم بالمعلومات الواسعة عن وطنهم؟ لقد ورد في التعميم الوزاري- الفقرة الثالثة- ما نصه: «يسند تدريس هذه المادة إلى المدرسين السعوديين الذين تبدو عليهم أمارات الاستعداد والحماس والقدرة على القيام بهذه المسؤولية ويبدون فهماً واضحاً لها». فالواضح من الفقرة السابقة أن المعلم المطلوب لهذه المادة معلم يمتاز بقدرات خاصة وإبداعية، وصاحب جهد ونشاط مميز، حتى يكون لديه القدرة على التأثير في نفوس الطلاب، والخروج بالنتائج المرجوة من تدريسنا هذه المادة. وللأسف فإن مديري المدارس أو الأغلبية منهم قد أوكلوا مهمة تدريس هذه المادة إلى معلمي التربية البدنية والفنية أو من تقل أنصبتهم عن النصاب المحدد بأربع وعشرين حصة. وهذا في حد ذاته يعد مخالفة لنص التعميم وتضييعاً للجهود المبذولة لإنجاح هذه المادة وما تهدف إليه. وتيسيراً لإخواني معلمي مادة التربية الوطنية، سنحاول هنا استعراض الأهداف العامة للمادة- كما وردت في التعميم الوزاري- بشرحها وشرح بعض الأساليب التي تمكننا من تحقيق شيئاً من أهداف هذه المادة. الهدف الأول «إعداد مواطنين صالحين متمسكين بعقيدتهم الإسلامية الصحيحة، لهم من المعرفة الرصينة، والأخلاق الحميدة،والاتجاهات السليمة، ما يعينهم على القيام بواجباتهم على أحسن وجه مدركين ما لهم وما عليهم». لو تأملنا هذا الهدف لوجدناه مكملاً لأهداف التربية الإسلامية بجميع فروعها، بل ويعتبر من الأهداف العامة للتعليم في بلادنا ولله الحمد. حيث نسعى من تعليم طلابنا إلى زرع العقيدة الإسلامية في وجدانهم والتمسك بها والذود عنها، ونحث الطالب على السير على عقيدته الصحيحة النقية البعيدة عن التطرف والتداخلات المرفوضة شرعاً وعرفاً. ومن خلال إيمان الطالب بدينه وعقيدته ومن خلال تمسكه بأخلاق الإسلام فإنه بطبيعة الحال سيكون مواطناً صالحاً بإذن الله، لإدراكه ما يمثله كونه أحد أبناء هذا الوطن الذي يحمل لواء الإسلام، وما يناط به كونه من أبناء هذا البلد الطاهر والأرض الطيبة، مهبط الوحي وحاضنة الحرمين الشريفين، أطهر بقعة على وجه المعمورة، وكونه القدوة الحسنة والمثل الأعلى لمسلمي الأرض جميعاً. فيجب علينا وقد أنيطت بنا مهمة الأنبياء والرسل أن ننمي في الطالب مبدأ الدفاع عن وطنه ودولته التي تحكم بشريعة الله سبحانه وتعالى، ونوضح له بالأرقام والبيانات ما تقدمه هذه الدولة من مساعدات معنوية ومادية للشعوب الإسلامية والأقليات المسلمة في العالم، وما تدعو إليه من تضامن إسلامي، ودعمها غير المحدود لرابطة العالم الإسلامي ومنظمة المؤتمر الإسلامي والبنك الإسلامي للتنمية وجميع المنظمات والهيئات التي تدعم الشعوب الإسلامية، وما لها من أيادٍ بيضاء في إنشاء المراكز الإسلامية ودعمها في جميع دول العالم. وكذلك ما تم التخطيط له والتنفيذ من تطوير للحرمين الشريفين ولبيوت الله جميعاً في داخل المملكة وخارجها، وخصوصاً في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز. الهدف الثاني « تنمية روح الولاء للكيان السعودي عند الطلاب وتعريفهم بكفاح الرواد من الأئمة والملوك من آل سعود وما بذلوه من جهود لتوحيد البلاد وإعلاء شأنها وتنميتها والذود عن مصالحها وخصوصاً في الحقبة الأخيرة منذ حقق جلالة الملك عبدالعزيز آل سعود- رحمه الله- هذا الإنجاز العظيم في تأسيس الدولة العصرية على أسس ثابتة وراسخة». هذا الهدف ينطبق عليه ما ذكرناه في الهدف السابق في كيفية تحقيقه لارتباطه بمفهوم واحد، لأن جميع ما تقدمه هذه الدولة من دعم معنوي ومادي خارجي وداخلي لا يتم إلا عن طريق ولاة الأمر فيها. وما تقوم به هذه الدولة من تحكيم شريعة الله سبحانه وتعالى وخدمة العقيدة الإسلامية إنما هو أمر من قادتها، وهذا يقودنا إلى الاعتراف بفضلهم بعد الله سبحانه وتعالى، وتوضيح ذلك لطلابنا كخطوة أولى لتحقيق الهدف الذي نحن بصدده الآن. ولو استعرض المعلم تاريخ الدولة السعودية منذ إنشائها عام 1157هـ إلى يومنا هذا من خلال مفردات المادة أو من خلال مفردات المواد الأخرى، فإنه ينمي معلومات الطالب ويطورها في مجال «الثقافة الوطنية» كما سبق أن ذكرنا ذلك، فيحصل على كم هائل من المعلومات عن التاريخ السياسي للدولة السعودية بجميع أدوارها. ولكن كيف نعزز وننمي روح الولاء لقادة هذا الكيان؟ ولمن كان له الدور الرئيس بعد الله سبحانه وتعالى فيما ننعم به في هذه البلاد من خير ونعيم ورخاء؟ يجب على المعلم عند مروره بالتاريخ السياسي للدولة السعودية وتاريخ الملك عبدالعزيز رحمه الله خصوصاً، أن ينقل الطالب إلى تلك الحقبة من الزمن ويبين الأوضاع السائدة في ذلك الوقت سواء كانت الدينية منها أو السياسية أو الاجتماعية أو الاقتصادية، بحيث يستطيع الطالب أن يقارن بين ما يشاهده اليوم في وطنه من تطور ورخاء وأمن وبين تلك الفترة الزمنية حيث الصراعات القبلية على أشدها، والأمن ينعدم تماماً ناهيك عن سوء الأحوال الاقتصادية وانتشار الجوع وما يتبعه من نهب وسلب وغير ذلك، فيدرك الطالب ويستنتج أنه لولا الله سبحانه وتعالى ثم ظهور الملك عبدالعزيز على السطح السياسي لهذه البلاد، وما تبع ذلك من جهود وتضحيات ومخاطرات لما تحقق جمع شتات هذه البلاد ولم شملها والسير بها إلى مزيد من الأمن والرخاء والتقدم تحت غطاء من النهج الإسلامي الصحيح.



>>>>>>يتبع

ضي المهنا
19-12-2005, 09:09 PM
ويفضل لو طلب المعلم من طلابه مقالات صغيرة ومتنوعة توضح الأوضاع السائدة في الجزيرة العربية قبل ظهور الملك عبد العزيز، ويتم الاستعانة على كتابتها من المراجع المتوفرة أو من كبار السن، حيث مازال هناك من أبناء هذا الوطن ممن عاصروا فترة ما قبل ظهور الدولة السعودية الثالثة أو سمعوا ممن سبقهم عن ذلك. نستطيع في الوقت نفسه تحقيق هدف مهاري يكتسبه الطالب من خلال إعداده هذه المقالات وكتابتها حيث يتم تعويده على أسلوب جديد من أساليب جمع المعلومات وهو ما يعرف بالمقابلات الشفهية، حيث يجريها الطالب ثم يصوغها بعد ذلك بأسلوب أدبي مناسب لكتابة المقالات والبحوث. الهدف الثالث « غرس حب الوطن في نفوس الناشئة والشباب ليزدادوا اعتزازاً به مع العمل من أجل تقدمه وإعلاء شأنه والذود عن حياضه». لا يختلف اثنان أن حب الوطن والأرض جبلّة الإنسان منذ أن خلق الله الخلق. فتعلق الإنسان بوطنه ومسقط رأسه فطرة فطر الله الناس عليها، وخير شاهد على ذلك كتب التاريخ والسير المليئة بالقصص والروايات التي تنقل لنا مشاهد وفصولاً تروي طبيعة تعلق الإنسان بوطنه ودفاعه عنه وبذل الغالي والنفيس في سبيل ذلك، وصدق الشاعر حين قال: وطني لو شغلت بالخلد عنه نازعتني إليه في الخلد نفسي ومهما كان يعاني الإنسان في وطنه جوعاً أو فقراً أو خوفاً أو جميعها، فإنه رغم ذلك نجده يسعى في البحث عن نقائض ذلك في وطنه. فما هو الرأي لو وجد الإنسان في وطنه نقيض ذلك تماماً حيث ينعم بالرخاء والأمن والسلام والحرية، وحيث يجد التكافل الأسري والتضامن الاجتماعي، ويسبق ذلك كله ما يقدمه ذلك الوطن من خدمة جليلة وعظيمة لدينه وعقيدته، حيث يجد الجو الروحي والإيماني. كيف لا؟ ووطنه يحتضن أعظم بقاع الأرض وأجلها وأقدس المدن على وجه المعمورة مكة المكرمة والمدينة المنورة. فالأجدر بنا أن يكون ردنا لجميل هذا الوطن جميلاً وعظيماًَ وأن نقوم على خدمته ليلاً ونهاراً، وفوق كل أرض وتحت كل سماء. ولنوضح لطلابنا أن محبة الوطن تلزمنا العمل على تقدمه وعلو شأنه كلاً من موقعه، فالمعلم في مدرسته، والمهندس في مكتبه، والطبيب في مستشفاه والضابط في معسكره، فالكل مطالب بالعمل لخدمة الوطن والدفاع عنه بكل الوسائل الممكنة بالقلم وبالخطاب وبالسلام. الهدف الرابع «تعريف الناشئة والشباب أن بلادهم المملكة العربية السعودية مهد العروبة والإسلام وأرض البطولات والأمجاد، وأن لها منزلة خاصة في العالمين العربي والإسلامي إذ عليها رعاية الحرمين الشريفين وحمايتهما، وأن شعبهم السعودي جزء لا يتجزأ من الأمتين العربية والإسلامية وأن مصيرهم واحد وأن هذا المصير المشترك يوجب عليهم التعاون والتضامن والاتحاد عملاً بقوله تعالى {واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا}». هناك مزايا تتمتع بها المملكة العربية السعودية جعلت لها هذه المكانة العالية بين دول العالمين العربي والإسلامي، بل وبين دول العالم أجمع. وهذه المزايا يجب أن يعرفها النشء ويدرك جوانبها وما تمثله تلك المزايا لوطنه، وليكون قادراً على التصدي والدفاع ضد تلك الأصوات والأقلام الحاسدة المأجورة والتي تردد أن المكانة العالية التي وصلت إليها المملكة العربية السعودية مردها -فقط- إلى القوة المالية والإمكانات المادية التي أنعم الله بها عليها. وقد لخص الدكتور سليمان بن عبدالرحمن الحقيل هذه المزايا والمعالم الشخصية للمملكة العربية السعودية فيما يلي (3) .. أولاً: أن المملكة العربية السعودية دولة إسلامية في المقام الأول، يحكم الإسلام جميع جوانب الحياة فيها ومجالات العمل باعتبارها مهبط الوحي ومنشأ الرسالة وتقوم على حراسة المقدسات الإسلامية، التي تهفو إليها قلوب أكثر من مليار مسلم في أنحاء المعمورة. وأن الملك القائم بالأمر فيها يلقب بلقب خاص هو «خادم الحرمين الشريفين» وأنها راعية التضامن العربي والإسلامي. ثانيا: أنها دولة عريقة في العروبة وهي مركز الثقل في العالم العربي وأنها عضو بارز وفعال في جامعة الدول العربية. وإنها تعمل كل ما في إمكانها لجمع كلمة العرب وإصلاح ذات البين بين المسلمين. ثالثا: أنها دولة خليجية وعضو فعال في مجلس التعاون لدول الخليج العربي، وهي ترتبط مع جاراتها القريبات بروابط خاصة تفرضها عليها البيئة الخليجية. رابعاً: أنها دولة بترولية أولى تحتل مكان الصدارة في منظمة «الإوبك» وأن بها ربع احتياطي العالم من البترول، وأنها توجه سياسة الطاقة توجيهاً متزناًَ تتطلع إليه الدول الصناعية الكبرى في العالم وبذلك تعمل جاهدة على تحقيق توازن في المصالح العالمية بين الدول المنتجة للبترول والدول المستهلكة. خامساً: أنها دولة تعمل على تعزيز الثقة الكاملة بمقومات الأمة الإسلامية التي هي خير أمة أخرجت للناس والإيمان بوحدتها على اختلاف أجناسها وألوانها وتباين ديارها {إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون}. سادساً: أنها دولة تدعو وتعمل من أجل تحقيق التضامن الإسلامي في سبيل جمع كلمة المسلمين وتعاونهم ودرء الأخطار عنهم. سابعاً: أنها دولة ألزمت نفسها تمشياً مع تعاليم الإسلام بالدعوة إلى الإسلام في مشارق الأرض ومغاربها بالحكمة والموعظة الحسنة، وذلك هداية للعالمين وإخراج لهم من الظلمات إلى النور وارتفاعاً بالبشر في مجال العقيدة إلى مستوى الفكر الإسلامي. ثامناً: أنها دولة تؤمن بأن الجهاد في سبيل الله فريضة محكمة وسنة متبعة وضرورة قائمة وهو ماض إلى يوم القيامة. تاسعاً: أنها دولة توجه العلوم والمعارف بمختلف أنواعها ومواردها منهجاً وتأليفاً وتدريساً وجهة إسلامية في معالجة قضاياها والحكم على نظرياتها وطرائق استثمارها حتى تكون منبثقة من الإسلام ومنسجمة مع التفكير الإسلامي السديد. عاشراً: أنها عضو بارز وفعال في هيئة الأمم المتحدة، وهي تعمل في تحقيق السلام والأمن بين شعوب العالم. الهدف الخامس « تدريب رجال الغد على كيفية التصدى لمشكلات مجتمعهم ليتعرفوا من ناحية على طبيعة هذه المشكلات، وليألفوا من ناحية أخرى، أساليب البحث العلمي، (في معالجة القضايا الاجتماعية)». لا يخلو أي مجتمع من المجتمعات من المشكلات والقضايا الاجتماعية التي تصبح شغله الشاغل، وحديث مجالسه ويتفاعل معها المجتمع سلباً وإيجاباً. ومجتمعنا كغيره من المجتمعات يظهر ويبرز على سطحه الكثير من المشكلات والقضايا الاجتماعية مما أفرزته المدنية الحديثة، وتشعب وسائل الاتصال والاختلاط بالمجتمعات والشعوب الأخرى وغير ذلك. وعلى سبيل المثال لا الحصر من هذه المشكلات والقضايا الاجتماعية التي كثر حديث المجالس ومقالات الصحف عنها مشكلات حوادث الطرق، ومشكلات العمالة السائبة، ومنها القضايا العالقة كقضية غلاء المهور، وقضية توظيف السعوديين وغيرها من القضايا التي حلت أو التي لم تحل أو التي في طريقها إلى الحل. مما لا يتسع المجال لذكره، وليس هنا وقته وموضعه. فهنا ومن خلال مادة «التربية الوطنية» يجب علينا كرجال تربية وتعليم أن نقتحم بطلابنا إلى صلب هذه المشكلات -وخصوصاً في المراحل الدراسية المتقدمة- ونزج بفكر الطالب إلى عمق هذه المشكلات، وإلى مداخلها ومخارجها، ونطلب منه المشاركة والمساهمة الفعالة في وضع الحلول للقضاء على نتائجها السيئة في الوسط الذي نشأت فيه وفي الوطن عموماً. ونستطيع تحقيق ذلك بطريقتين كل واحدة منهما تدعم الأخرى وتحققان سوياً الهدف الذي نسعى إليه من التدارس والتباحث في المشكلات والقضايا الاجتماعية للوطن: أولاً: المناقشة الصفية: وتقوم على طرح إحدى المشكلات أو القضايا العالقة بالمجتمع داخل الصف وحبذا لو تم الاستعداد لذلك مبكراً، وذلك باختيار أحد المواضيع ليكون موضوع النقاش للحصة القادمة مثلاً، حتى يتمكن المعلم وطلابه من التحضير لذلك، ولتتوارد الأفكار والخواطر التي تم التحضير لها مسبقاً، لتتم دراسة الموضوع وتغطيته من جميع جوانبه. وعند الموعد المحدد لمناقشة إحدى هذه المشكلات، يأتي دور المعلم ليكون ربان السفينة وقائدها في هذا الميدان، وكلما كان المعلم متمكناً من معلوماته، واسع الثقافة والاطلاع ، قادراً على إدارة الفصل وعلى استخدام الأساليب العلمية في المحاورة والنقاش، كلما كان النقاش ناجحاً وخرج منه بالنتائج المرجوة. ونؤكد هنا على دور المعلم في هذا المضمار، ومن هذا المنطلق كان وجوب اختيار معلم هذه المادة من المعلمين المتميزين. حيث يستطيع بأسلوبه ومهاراته الذاتية أن يوجد المدخل الصحيح للموضوع المراد التناقش فيه، ومن ثم طرح التساؤلات، والفرضيات، والسلبيات، وغيرها حتى يستوفي الموضوع حقه من النقاش. ثم ينتقل هو وطلابه إلى وضع الحلول المناسبة، والبدائل الصحيحة، وطرق الحيلولة دون تفاقم هذه المشكلة أو القضية. ويستطيع المعلم الماهر أن يجعل من النقاش مادة حية في أذهان الطلاب، ويستحوذ على انتباههم ويشغل تفكيرهم، ويشعرهم بأهمية الموضوع، وقدرتهم على المساهمة في إيجاد الحلول المناسبة له. ثانياً: البحث العلمي: ويعمد المعلم في هذه الطريقة إلى اختيار المشكلات أو القضايا الاجتماعية التي يرى المعلم أنها جديرة بالبحث والاهتمام من قبل طلابه، ومن ثم يقوم بتوزيع الطلاب على مجموعات، وإعطاء كل مجموعة أحد هذه المواضيع، ليقوموا بدراستها والبحث فيها من جميع الجوانب، كأصل المشكلة أو القضية، وأضرارها على المجتمع، ودواعيها، وأسباب وجودها، والأخذ بآراء العلماء أو الأشخاص المعنيين فيها. وحبذا لو أعطى المعلم طلابه فكرة كاملة عن أساليب البحث العلمي، كطرائق جمع المعلومات من المصادر وعمل استبانة، وإجراء المقابلات الشفهية والتحريرية، وطرائق كتابة البحث العلمي وإعداده. وحين ننفذ ما سبق بشكل جيد وعملي، نحقق ونخرج من ذلك بأربعة أهداف عامة ذات مردود إيجابي على الطالب، الذي هو محور العملية التربوية وهدفها وثمرة زرعها، وهذه الأهداف كما يلي: أ- تنمية روح المواطنة وحب الوطن لدى الطالب، حيث يتلمس حاجات مجتمعه ووطنه، فيشعر بانتمائه إلى هذا الوطن عند معايشته لمشكلاته وقضاياه، وإسهامه في دراسة هذه القضايا، والبحث عن الحلول المناسبة لها. ب- إشعار الطالب بأهميته، ودوره الفعال في مجتمعه، من خلال مشاركته بالنقاش والبحث ووضع الحلول وطرائق العلاج لمشكلات مجتمعه وقضاياه، حيث يشعر الطالب بأن هناك من يستمع لرأيه ويأخذ بأقواله، ويقدر ما يقول ويكتب، وينعكس ذلك على تصرفاته وأقواله، ويعطيه الثقة في نفسه ومجتمعه ومن حوله. ج- إكساب الطالب مهارة إعداد البحث العلمي، والإلمام بأساسيات البحث العلمي، من اختيار موضوع البحث، وحصر المراجع والمصادر، والاقتباس وتدوين المعلومات، وتوثيق المصادر، والإلمام بأدوات البحث العلمي كالاستبانة، والمقابلات الشخصية، والملاحظات، والقياس، وغيرها من أدوات البحث العلمي. د- إكساب الطالب مهارة المناقشة العلمية



>>>>>يتبع

ضي المهنا
19-12-2005, 09:11 PM
الموضوعية، وحسن الحديث والاستماع والإصغاء، وتعويده تقبل نقد وآراء الآخرين. الهدف السادس «غرس حب العمل أياً كان نوعه -ما لم يكن منافياً للدين- في نفوس الناشئة والشباب ليس لأهميته في نهضة الأمم ورفاهية أبنائها فحسب، بل لأنه مطلوب شرعاً وسبيل إلى مرضاة الله تعالى لقول الرسول ص «طلب الحلال جهاد»ü». يجب علينا أن نوضح لأبنائنا الطلاب أن خدمة الوطن شرف، وشرف عظيم، وأن خدمته تتمثل في الإخلاص في العمل النافع والتفاني فيه، وهذه ركيزة أساسية ومهمة وأمانة عظمى ومطلوبة -أولاً- شرعاً قبل كل شيء، قال تعالى {وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون}. ومطلوبة كخدمة للوطن ثانياً، حيث نتشرف بحمل اسم هذه البلاد، فلزاماً علينا أن نكون القدوة الحسنة في الصدق والإخلاص في العمل، وأن يشار إلينا بالبنان كأكفاء عند إدارة الأعمال المنوطة بنا، وأن نبحث عن التطور والمفيد والجديد ليكون ما نقدمه من عمل مواكباً لما تعيشه بلادنا من تطور وازدهار . ولأننا نحمل اسم هذا الوطن فلزاماً علينا أن نخدمه بأن نجعل أبناءه يحملون صفات المواطن الصالح المخلص في عمله ، ذي السمعة العالية الحسنة في التفوق وحسن الأداء. وما نشاهده اليوم في بلادنا من عمالة من جميع دول العالم لأكبر شاهد لنا، حيث نلاحظ أن أغلب مواطني تلك الدول -خصوصاً الدول الأوروبية والأمريكية- قد غلبت عليهم سمة التفوق في الأداء وحب العمل والتفاني فيه والبحث عن المثالية في الإنجاز، مما يعطي سمعة حسنة عن نفسه، ومن ثم يعطي انطباعاً مماثلاً عن وطنه وأبناء وطنه جميعاً. الهدف السابع «تعريف الناشئة والشباب بمؤسسات بلدهم وتنظيماته الحضارية، وأن هذه لم تأت محض مصادفة، بل ثمرة عمل دؤوب وكفاح مرير، وأنها في لبابها مرآة صادقة لشخصية الأمة وأخلاقها، ومن ثم فواجب المواطنين والوافدين دون استثناء احترامها ومراعاتها». أن إطلاع شباب وناشئة هذا الوطن على ما تم إنجازه من مشاريع تنموية وإنجازات حضارية، وما سيتم إنجازه من خلال الخطط المستقبلية القادمة يسهم إسهاماً كبيراً في تقديرهم واعتزازهم بما قدمه ويقدمه وطنهم لهم في هذا الجانب. فيجب علينا أن نعرض لطلابنا وشبابنا وناشئتنا الخطوات الواسعة والقفزات الجبارة التي تم إنجازها داخل أرض الوطن وخارجه، لخدمة أبناء الوطن والمقيمين فيه، أو لخدمة أبناء الأمتين العربية والإسلامية. وما يشاهد في مدينتي الجبيل وينبع -مثلاً-، وما تقوم به جامعاتنا السبع.. بل الثمان، وما يملأ أسماعنا وأبصارنا من توسعات عظيمة للحرمين الشريفين، وما يقوم به مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف من خدمة لكتاب الله العظيم، وما تم إنجازه من مشاريع محلية لخدمة المواطنين والمقيمين كمحطات تحلية المياه، ومشاريع خارجية لخدمة الإسلام والمسلمين، كالمراكز الإسلامية المنتشرة في دول العالم أجمع، وغيرها الكثير من الإنجازات العظيمة التي يجب أن يطلع عليها شباب هذه الأمة، ليقدروا الجهود التي بذلت حتى تم تشييد هذه المشاريع والاستفادة منها، ومما تقدمه من خدمات داخل الوطن وخارجه. ويمكن أن ننمي في نفوس طلابنا الفخر والاعتزاز بمنجزات هذا الوطن من خلال اتباع الخطوات التالية: أولاً : التعريف بهذه المنجزات، وما تقدمه حاضراً ومستقبلاً من خدمة لأبناء هذا الوطن ورفع مستواه الحضاري والمكاني بين دول العالم، وما تم صرفه من ملايين الريالات على هذه الإنجازات والمشاريع من بدء إنشائها إلى تشغيلها، ومن ثم صيانتها والمحافظة عليها، حيث كلفت الكثير من أموال الدولة وخزينتها، والجهد الكبير من رجالها وشبابها. ثانياً: أن نعمل على جعل الطالب يساهم في التعريف بهذه المنجزات، من خلال مشاركات الطالب الداخلية والخارجية في المعسكرات واللقاءات الكشفية والرياضية والثقافية والاجتماعية وغيرها. ومن خلال مساهمات الطالب التحريرية عبر الصحف الحائطية والمجلات المدرسية. ونوضح له أنه يجب عليه أن يسهم في خدمة هذا الوطن وذلك بالتعريف بما يقدمه وطنه من خدمات لأبناء هذا الوطن والمقيمين فيه وما يقدمه من خدمات للأمة الإسلامية جمعاء في مشارق الأرض ومغاربها. ثالثاً:أن نشعر الطالب بوجوب المحافظة على هذه المنجزات، وذلك بعدم العبث بها أو بمرافقها وبتجنب الاستخدام السيىء لها ولخدماتها، وكذلك ملاحظة من يحاول العبث بها أو يسيء استخدام مرافقها وخدماتها وتنبيهه إلى ذلك، بل إشعار المسؤولين عنه، لكي نحافظ على هذه المنجزات وهذه المشاريع وما تقدمه لنا من خدمات عظيمة وجليلة حاضراً ومستقبلاً. الهدف الثامن «غرس حب النظام واحترام القانون في نفوس الناشئة والشباب لكون التقيد بهاتين الفضيلتين من مظاهر التمدن والرقي». سئل رفاعة الطهطاوي بعد عودته من زيارة بعض دول أوروبا عن ملاحظاته عما رآه هناك، فأجاب الإجابة المشهورة عنه «وجدت هناك إسلاماً ولم أجد مسلمين، وهنا وجدت مسلمين ولم أجد إسلاماً». والذي لاحظه الطهطاوي أن الناس في دول أوروبا يطبقون كثيراً من مبادىء الإسلام عملاً بلا روح، وذلك في تعاملهم مع النظام وتعاملهم مع الآخرين وعدم التعدي على حقوق الغير، وعدم المساس بالحرية الشخصية للآخرين وانتهاك حقوقهم المادية والمعنوية. ولو تأملنا الصفات والخصال السابقة لوجدنا الإسلام قد أقرها، بل إنه دعا إليها، وإلى التمسك بها، وهناك المئات من الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة التي تدعو المسلمين إلى محاسن الأخلاق وإلى حسن التعامل والمعاشرة، فالإسلام دين يدعو ويقوم على النظام في العبادات والمعاملات وفي جميع الأمور التي وضع الإسلام مبادئها وقواعدها. فحري بنا -وبلادنا مهد الإسلام وموطنه - أن نكون أول من يدعو إلى النظام واحترام الأنظمة والقوانين التي تنظم شؤون المواطنين والمقيمين وتحافظ على حياتهم وحقوقهم المادية والمعنوية، وتسيّر شؤونهم الدنيوية، وأن نغرس في نفوس أبنائنا حب النظام والعمل به والتقيد به. ونشعرهم بوجوب الأخذ بأسباب التقدم والرقي والنمو، التي من مظاهرها حب النظام والعمل والتقيد به واحترام القوانين، بعيداً عن الفوضى وخرق الأنظمة واللامبالاة بالغير، والاستهتار بحقوقهم المادية والمعنوية. ونؤكد لهم أن هذه الأنظمة ما وضعت إلا للحفاظ على سلامتنا والحفاظ على حرياتنا وحقوقنا وتيسير شؤون أمورنا اليومية، حيث ينعكس ذلك إيجابياً على مجتمعنا وتظهر آثاره الحسنة والجميلة المظهر والمضمون على حياتنا اليومية. ولنضرب مثالاً على ذلك نظام المرور، فلو التزم الجميع به، وطبقت جميع أنظمته وقوانينه بشكل صحيح، لسلمت بلادنا ومجتمعاتنا من الكثير من المشكلات والحوادث المروية التي تروعنا كل يوم وليلة، والتي يذهب ضحيتها الآلاف من أبناء وطننا والمقيمين فيه، ناهيك عن الخسائر المادية المصاحبة لهذه الحوادث. الهدف التاسع «تنشئة الطلاب على العادات الصحية وقواعد الأمان والسلامة العامة وحب الرياضة والألعاب البدنية المناسبة». من الواجب زرع الصفات السابقة في نفوس شبابنا الصغار منهم والكبار، بل من الأفضل زرع هذه الصفات منذ المراحل الدراسية الأولى، ولعل مادة السلوك والتهذيب التي تدرس بالصف الأول الابتدائي تكون نواة أساسية لتثبيت هذه الصفات في نفوس الناشئة لتظهر نتائجها على أقوالهم وأفعالهم وسلوكهم في مجتمعهم الصغير وهو الأسرة ومجتمعهم الكبير بدءاً من المدرسة إلى بقية فئات المجتمع. وبما أن مادة التربية الوطنية يبدأ تدريسها من الصف الرابع الابتدائي، فإنها تعتبر مادة مكملة لمادة السلوك والتهذيب في هذا الجانب، وتستكمل ما تم زرعه من سلوك وآداب سليمة في نفوس طلابنا، ولنحاول استغلال هذه المادة في وضع القواعد الصحيحة والسليمة والصحية في جميع جوانب حياة طلابنا، ولنبين لهم ضرورة اتباع العادات الصحية واتباع أنظمة الأمن وتحري السلامة وممارسة الرياضة في الوقت المناسب والمكان المناسب، كذلك الأمر في جميع الأنشطة التي يمارسها الفرد في حياته اليومية. الهدف العاشر «تنمية اتجاهات الأخوة والتفاهم والتعاون التي يجب أن تسود المواطنين والناس أجمعين لقوله تعالى {يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم}». يتمتع مجتمعنا ولله الحمد بميزة التعاون والتكاتف والألفة والمحبة، ويظهر ذلك واضحاً في ترابط المجتمع. وأثبتت الأحداث التي مر بها مجتمعنا في السنوات الأخيرة، عظم ذلك الترابط ومساندة أبناء هذا الوطن بعضهم بعضاً، ومساندتهم دولتهم ووقوفهم جنباً إلى جنب مع بعضهم بعضاً مما أشعر الجميع بالغبطة والسعادة، وأن الله سبحانه وتعالى أنعم على هذه البلاد بهذه الخاصية إضافة إلى نعمة الأمن والسلام والخير الوفير فلله الحمد والمنة. ويبدأ ترابط المجتمع وتعاونه من ترابط الأسرة وتعاونها، ومن ثم ترابط الأقارب وتعاونهم. لذا فمن الواجب علينا ومن خلال مفردات هذه المادة أن ننمي هذه الخاصية والغريزة، ونوضح لطلابنا فوائد ومزايا تعاون المجتمع وتكافل أفراده، سواء كان هذا التعاون والتكافل في نطاق الأسرة الواحدة، أو على مستوى المجتمع. وسواء كان هذا التعاون والتكافل في شؤون الحياة العامة أو في المجال الوظيفي أو غير ذلك مما يجعل للتعاون أكبر الأثر في نجاحه وترابط أفراده. ومن المجالات التي يجب أن نوضح لطلابنا ميزة التعاون فيها ما يأتي: 1- التعاون مع أفراد الأسرة في قضاء حاجياتها وحل مشكلاتها والعمل على ترابطها. 2- التعاون مع المدرسة في المحافظة على النظام بها، والمشاركة في نشاطات المدرسة وإسهاماتها في خدمة المجتمع بالمشاركة في الأسابيع التي تدل على تعاون المجتمع، كأسبوع الشجرة وأسبوع مكافحة التدخين وأسبوع المرور، وأسبوع العناية بالمساجد وغيرها من المناشط المدرسية. 3- التعاون مع بقية أفراد المجتمع بجميع فئاته، ومشاركة الآخرين أفراحهم وأتراحهم. 4- التعاون مع الأجهزة الأمنية بجميع فئاتها كجهاز المرور والشرطة ومكافحة المخدرات وغيرها من الأجهزة التي تحافظ على حياة المواطن وحقوقه المادية والمعنوية، وذلك بالإبلاغ عن مرتكبي الحوادث المرورية والجنائية بأنواعها وإرشادهم إلى الفارّين من وجه العدالة وإلى العمالة السائبة التي تشوه وجه المجتمع وتضر باقتصاده، والتعاون معهم في الإدلاء بأي معلومات يطلبونها، لأن نجاح الأجهزة في عملها إنما هو نجاح لتعاون المجتمع وترابطه ومن ثم سلامة الوطن ومواطنيه. 5- التعاون في الدفاع عن وطننا ومقدساتنا سواء كان ذلك بالقلم أو بالسلاح وبجميع ما يمكن لنا المساهمة فيه بالدفاع عن هذا الوطن الغالي، والحفاظ على مقدساته وثرواته من العابثين والطامعين والحاسدين. 6- التعاون مع الناس جميعاً ومختلف جنسياتهم سواء داخل البلد أو خارجه في مجال الخير والدعوة إليه، وتقديم الخدمة لمن يحتاج إليها من الآخرين بغض النظر عن جنسياتهم وألوانهم. الهدف الحادي عشر «تأصيل بر الوالدين في نفوس الناشئة واحترام الأقارب، والمحافظة على كيان الأسرة بوصفها النواة الأساسية في بناء المجتمع السليم. قال تعالى في كتابه الكريم {وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً. إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريماً}». وهناك العديد من الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة التي تحث على البر بالوالدين والإحسان إليهما والدعاء لهما بالمغفرة والرحمة. يجب التوضيح لطلابنا أن من أعظم نعم الله سبحانه وتعالى علينا ما ننعم به من ترابط أسري، يمتد أثره إلى الصغير والكبير، والبعيد والقريب، والسليم والمريض. وأن من خصائص المجتمع المسلم - كمجتمعنا ولله الحمد - العطف على كبار السن سواء كانوا من الوالدين أو من الأقارب، وأن هذه ميزة يمتاز بها مجتمعنا، دعاه إلى ذلك أولاً عقيدته، وعاداته وتقاليده ثانياً، وتعاون أفراده وترابطهم ثالثاً. ولنبين لطلابنا ما يعانيه المجتمع الغربي وغيره من المجتمعات التي أخذت بأسباب الحضارة والتقدم والرقي المادي وأهملت الجانب الروحي والترابط الأسري، نبيّن ما تعانيه تلك المجتمعات من تخلف في هذا الجانب حيث نجد دور كبار السن والعجزة قد فاضت، ناهيك عمن تركهم أولادهم وأقاربهم في الشوارع والطرقات عرضة للفقر والجوع والمرض، وهي مشكلة اجتماعية تعانيها تلك المجتمعات ولم تجد لها حلاً ولن تجد لها طالما كان هدف هذه المجتمعات هو المادة، وإهمال الجانب الروحي في حياتهم. ولنكرر الحديث ونسهب فيه عن معاناة الأب والأم من أجلنا. فكم من الليالي سهراها من أجلنا، وكم من المتاعب النفسية والجسدية تحملاها وكابداها من أجلنا. لكي نزيد من غريزة المحبة والعطف لدى الطالب على والديه، وننمي داخله العاطفة والحنان والتقدير والاحترام والإكبار لوالديه، ولكل من هو في حكمهما من كبر السن. ولنبين لناشئتنا وطلابنا أنه يجب علينا المحافظة على هذه النعمة بشكر الله عليها والمداومة عليها، والدعوة إلى المحافظة عليها بالكلمة والقلم والنصح والإرشاد. الهد ف الثاني عشر «غرس روح المبادرة للأعمال الخيرية والتطوعية التي تسهم في تأصيل معنى المواطنة الحقة». ما أجمل أن نغرس في فلذات أكبادنا منذ الصغر حب التقدم لأعمال الخير والمساهمة فيها والمبادرة إلى الأعمال التطوعية، ونعمل على نشر هذه الفضائل بين طلابنا في مجتمعهم الصغير (المدرسة) بعد أن نعمل على نشرها داخل مجتمعهم الأصغر (الأسرة) ليكون دورهم بعد ذلك نشرها والتشجيع عليها في المجتمع كافة، وخصوصاً أن هذه المبادىء السامية، والأعمال الحسنة من الأعمال التي حث عليها ديننا الإسلامي، قال تعالى في كتابه الكريم: {وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان} وقال رسول الله ص «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى». ونستطيع تحقيق ذلك بعدة طرائق وأساليب تهدف إلى مانصبو إليه، ونحتاج فقط إلى النية الصادقة والعزيمة الخالصة. ومن هذه الطرائق: 1- استغلال مفردات هذه المادة التي تبين فضائل هذه المبادىء وتدعو إليها مباشرة، أو من خلال التعرض لها أو لبعضها، لنبين لطلابنا كيف نستطيع المساهمة في أعمال الخير، وكيف نشارك في الأعمال التطوعية ولنضرب لهم مثلاً على تعاون أبناء الوطن وتطوعهم للدفاع عنه بشكل يدعو للفخر والإعجاب بما حدث أيام «حرب الخليج» حيث مُلئت ثكنات الجيش وإدارات الدفاع المدني وجمعيات الهلال الأحمر السعودي وغيرها بالآلاف من أبناء الوطن. 2- زيارة بعض الجهات التي تدعو إلى أعمال الخير، مثل جمعيات البر الخيرية المنتشرة في بلادنا، ومكاتب هيئة الإغاثة الإسلامية. وكذلك زيارة الجهات الحكومية التي تقوم بدور رئيس في أعمال الإغاثة والإنقاذ كالدفاع المدني وجمعية الهلال الأحمر السعودي، وأقسام الطوارىء بالمستشفيات. 3- عقد دورات لطلابنا- في المرحلتين المتوسطة والثانوية- للتدريب على أعمال الإنقاذ والإسعافات الأولية والطوارىء، وذلك بالتنسيق مع المشرف الاجتماعي الذي يقوم بدوره بالاتصال بالجهات المعنية لعقد مثل هذه الدورات، حتى يكون شبابنا على أهبة الاستعداد للأعمال التطوعية، ولتقديم العون والمساعدة لكل محتاج، ولو تيسر لنا الاطلاع على نُظم التعليم في الدول المتقدمة والصناعية لوجدناها تولي هذا الموضوع عناية خاصة جداً، وتدخله ضمن مناهجها الدراسية منذ المراحل الدراسية المبكرة. 4- إنشاء صناديق خاصة بالمدرسة للتبرعات الخيرية، وإعطاء فكرة عنها وعن الجوانب التي سيصرف عليها من خلال هذه الصناديق، كمساعدة الطلاب الفقراء، وصيانة المرافق العامة للمدرسة وغيرها، مما ينبغي للطالب معرفته ومعرفة فوائد المساهمة في هذه الأعمال الخيرية، وذلك بحصول الأجر من الله سبحانه وتعالى أولاً، وخدمة للوطن ولأبناء هذا الوطن ثانياً. هذا الوطن الذي قدم ويقدم لنا الكثير والكثير إذا نحن استطعنا أن نعمل على أن نرقى بمفاهيمنا وسلوكياتنا، ونعمل بجد وإخلاص وتفان، نراقب الله عز وجل، ثم نراقب أبناء هذا الوطن ونبذل الجهد المصحوب بالسعادة والرضا، وحب الوطن لننشىء أجيالاً مؤمنة بربها، مثالية في سلوكياتها، صادقة في أعمالها، محبة لأوطانها، لنكون بذلك حققنا ما نهدف إليه من تدريسنا لمادة التربية الوطنية. الهوامش 1- حمد المرزوقي- أوراق وطنية- دار العلوم (1980- 1401هـ). 2- إبراهيم عباس نتو، أفكار تربوية- تهامة للنشر والتوزيع- جدة - الطبعة الأولى (1401هـ- 1981م). 3- سليمان بن عبدالرحمن الحقيل- في آفاق التربية الوطنية في المملكة العربية السعودية- دار الشبل للنشر والتوزيع- الرياض - 1414هـ- 1993م. ü نص الحديث (طلب الحلال جهاد وإن الله يحب المؤمن المحترس) حديث ضعيف ورد في (سلسلة الأحاديث الضعيفة للألباني) «رقم 1301»، مكتبة المعارف- الطبعة الأولى- 1408هـ. وكان الأفضل الاستدلال بالآية الكريمة (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ررسوله والمؤمنون) سورة «التوبة» الآية رقم «103». نشر في مجلة (المعرفة) عدد (43) بتاريخ (شوال 1419هـ -فبراير 1999م)

ضي المهنا
19-12-2005, 09:12 PM
مما نقلت لكِ اقتصي منه مايناسب الاذاعة..

وفقك الله..

أَلـَـقْ
21-12-2005, 03:20 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



الله يجزيك الجنة ويبارك فيك وينفع بك الأمة يالغالية


مجهووووووود تشكرين عليه