المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بنات الرسول صلى الله عليه و سلم



الساجدة لله وحده
01-01-2006, 07:01 PM
بنات الرسول "عليه الصلاة و السلام" و أحفاده
بسم الله الرحمان الرحيم

للأمانة هذا الموضوع منقول من أحد المنتديات

السيدة زينب بنت محمد عليه السلام

(23 ق هـ ـ 8 هـ)

هي زينب بنت محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم القرشية الهاشمية، أبوها محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ووالدتها أم المؤمنين السيدة خديجة بنت خويلد الأسدية القرشية رضي الله عنها، وهي كبرى بنات النبي صلى الله عليه وسلم وأولاده، ولدت في مكة المكرمة قبل البعثة النبوية بعشر سنوات، ولما بلغت سن الزواج ـ وكانت النساء يتزوجن صغيرات دون العاشرة ـ طلبتها خالتها هالة بنت خويلد من أختها خديجة لابنها أبي العاص بن الربيع العبشمي القرشي، وكان أحد رجالات مكة المعدودين: مالاً وأمانة وتجارة، فزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم له وذلك قبل البعثة، فلما بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أسلمت زينب، وبقي زوجها على شركه، وكان أبو الربيع يحبها ويكرمها، وكانت هي تبادله مشاعره.

ولدت له ولداً اسمه: علي، وبنتاً اسمها: أمامة، تزوجها فيما بعد علي بن أبي طالب بعد وفاة زوجته السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها، ولم تكن السيدة زينب فيمن حوصر في شعب أبي طالب مع قومها من بني هاشم، ولكن أخبارهم كانت تصل إليها فتروعها بالذي يكابده أهلها هناك، ولما خرج أهلها من الحصار، توفيت والدتها رحمها الله فآلمها ذلك ألماً شديداً، ثم جاءت الهجرة فهاجر الرسول عليه السلام ثم أختيها فاطمة وأم كلثوم، وبقيت في مكة في بيت زوجها إذ لم يكن الإسلام فرّق بينهما بعد، وفي السنة الثانية للهجرة حدثت معركة بدر الكبرى بين المسلمين وفيهم أبوها وبعض أهلها، وبين كفار قريش وفيهم زوجها، فكانت تنظر إلى المعركة من جانبين مختلفين فإما اليتم وإما الترمل، وجاءت الأخبار بانتصار المسلمين وقتل عدد من صناديد قريش، وأسر عدد آخر وفيهم زوجها أبو العاص، ولما بعثت قريش بالأموال في فداء أسراهم، بعثت السيدة زينب مع أخي زوجها عمرو بن الربيع بمال ووضعت فيها قلادة من جزع كانت أهدتها لها أمها يوم عرسها، فلما رأى الرسول عليه السلام القلادة رقّ لها رقّة شديدة، وقال لأصحابه: (إن رأيتم أن تطلقوا لها أسيرها وتردوا عليها مالها فافعلوا) فقالوا: نعم يا رسول الله، وامتثلوا لطلبه، فاستدعى الرسول صلى الله عليه وسلم أبا العاص وأخذ عليه عهداً بإرسال زينب إليه في المدينة في أقرب فرصة، ولما وصل أبو العاص إلى مكة كان أول ما فعله هو: تجهيز السيدة زينب للسفر إلى المدينة بمرافقة زيد بن حارثة، ورجل أنصاري بعثهما رسول الله صلى الله عليه وسلم لهذه المهمة، وخرج معها للقاء الرجلين أخو زوجها كنانة بن الربيع، فلحقه نفر من قريش لمنعها من السفر وفيهم هبار بن الأسود الأسدي وكانوا موتورين بسبب معركة بدر، فنخس بعير السيدة زينب فسقطت على صخرة، وكانت حاملاً في شهرها الرابع فأجهضت، فعاد بها كنانة إلى زوجها يمرّضها، وبعد أيام خرجت السيدة زينب برفقة الرجلين ووصلت إلى المدينة لتعيش مع أسرتها بعيداً عن زوجها.

وفي أواخر سنة ست للهجرة خرج زوجها أبو العاص تاجراً إلى الشام، ولما رجع ماراً قرب المدينة لقيته سرية رسول الله صلى الله عليه وسلم بقيادة زيد بن حارثة ومعه مائة وسبعون رجلاً فأصابوا البضاعة، وفر أبو العاص منهم تحت جنح الظلام، والتجأ إلى بيت السيدة زينب واستجار بها، ولما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى صلاة الصبح وكبّر للصلاة وكبّر الناس، صرخت زينب من صُفّة النساء: أيها الناس إني قد أجرت أبا العاص بن الربيع، فلما سلّم الرسول عليه السلام من الصلاة، أقبل على الناس فقال: أيها الناس هل سمعتم ما سمعت؟ قالوا: نعم، قال: أما والذي نفس محمد بيده ما علمت بشيء حتى سمعت منه ما سمعتم، إنه يجير على المسلمين أدناهم، ثم انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم، فدخل على ابنته فقال: أي بنيه أكرمي مثواه ولا يخلص إليك، فإنك لا تحلين له ما دام مشركاً، ومن هذا اليوم أسلم أبو العاص واستأذن من الرسول للذهاب إلى مكة لأداء الحقوق إلى أصحابها، ثم عاد إلى النبي في المدينة مهاجراً في شهر محرم سنة (7) للهجرة. فرد عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم زينب بالنكاح الأول وفي رواية: بنكاح جديد، وبعد نحو عام من عودة أبي العاص مرضت السيدة زينب ثم توفيت على إثر ذلك، فصلى عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم، ودفنت في البقيع رحمها الله تعالى ورضي الله عنها.

الساجدة لله وحده
01-01-2006, 07:02 PM
السيدة رقية رضي الله عنها

ميلادها رضي الله عنها
هي ثانية بنات رسول الله صلى الله عليه و سلم المهاجرة العظيمة صاحبة الهجرتين بنت محمد رضي الله عنها و أمها خديجة خير النساء صاحبة الفضل العظيم و المقام الرفيع

اسلامها رضي الله عنها
أسلمت رقية رضي الله عنها مع ال بيت النبي صلى الله عليه و سلم مع أمها خديجة عليها السلام واخواتها جميعا

زواجها رضي الله عنها
لما بلغت رقية رضي الله عنها وأختها أم كلثوم عليهما السلام مبلغ الزواج خطبهما أبو طالب لابني أخيه عبد العزى (أبي لهب) عتبة و عتيبة فوافق رسول الله صلى الله عليه و سلم لما لأبو طالب من مكانة عنده صلى الله عليه و سلم ولان الخاطبين ابنا عمه

طلاقها رضي الله عنها
ما كاد رسول الله صلى الله عليه و سلم يتلقى رسالة ربه تعالى ويدعو الى دين الحق حتى بدأت قريش حربها ضده صلى الله عليه و سلم فاجتمع سادة قريش وقالوا : انكم قد فرغتم محمدا من همه فردوا عليه بناته فاشغلوه بهن

وذهب سادة قريش الى اصهار رسول الله صلى الله عليه و سلم الثلاثة وقالوا لهم واحدا بعد الاخر : فارق صاحبتك ونحن نزوجك أي امرأة من قريش شئت فأبى أبو العاص زوج زينب الكبرى رضي الله عنها وعنه اما اغبنا ابي لهب فاستجابا على الفور وكان ابو لهب قد قال لابنيه : رأسي من رأسيكما حرام ان لم تطلقا ابنتي محمد

زواجها رضي الله عنها من عثمان رضي الله عنه
تحملت السيدة رقية في صبر و يقين في الله هذا الطلاق الظالم وكثت في بيت ابيها تشاركه هموم الدعوة وما يلاقيه في سبيل الله تعالى فعوضها الله تعالى وابدلها زوجا صالحا كريما عظيما مبشرا بالجنة وسيم الطلعة من أعرق فتيان قريش نسبا هو عثمان بن عفان رضي الله عنه وقد انشد النساء في عرسها

رقية و بعلها عثمان أحسن شخصين رأي انسان

وقد ازداد غيظ قريش لهذا الزواج فقد ارادوا ان يشغلوا محمد صلى الله عليه و سلم ببناته فاذا رقية تتزوج زوجا خيرا ممن طلقها
الهجرة الى الحبشة
لما اشتد ايذاء الكفار للمسلمين امرهم رسول الله صلى الله عليه و سلم بالهجرة الى الحبشة فكان عثمان بن عفان رضي الله عنه وزوجته رقية أول من هاجر على قرب عهدهما بالزواج

ولما علم رسول الله صلى الله عليه و سلم بهجرتهما قال : انهما لأول من هاجر الى الله بعد لوط وقد ولدت لعثمان ابنهما عبد الله الذي كان يكنى به

العودة الى مكة
سرت الشائعات ان قريشا قد اسلمت فاشتاق المهاجرون الى العودة الى البلد الحرام ولم يقو بعضهم على مغالبة ذلك الحنين المستثار فتهيئوا للرحيل على عجل على حيت اثر اخرون ان يابثوا في مهجرهم ريثما يستيقنون مما قيل عن مهادنة قريش لرسول الله صلى الله عليه و سلم وكانت السيدة رقية و زوجها الصحابي الجليل عثمان بن عفان من العائدين

لما وصلت السيدة رقية رضي الله عنها الى مكة علمت ان أمها وامنا جميعا أم المؤمنين السيدة العظيمة خديجة قد توفيت ولما جاء رسول الله صلى الله عليه و سلم ووجد ابنته في قمة الالم والحزن لفراق أمها احتضنها وخفف عنها حتى هدأت نفسها وثابت الى الصبر والسكينة

الهجرة الى المدينة
ولم يطل بها في مكة فهاجرت الى المدينة وكانت قد ولدت ابنها عبد الله بن عثمان وفي المدبنة مات ابنها عبد الله وهو صبي في السادسة من عمره بنقرة من ديك

وفاتها رضي الله عنها
ما ان توفي ابنها عبد الله حتى اصابتها رضي الله عنها حمى شديدة حزنا على فراق قرة عينها ومكث الزوج العظيم بجوارها يمرضها ويرعاها الى ان خرج المسلمون لغزوة بدر فاراد عثمان رضي الله عنه ان يلبي نداء الجهاد ولكن رسول الله صلى الله عليه و سلم رخص له البقاء بجوار زوجته التي كانت تعالج ما يشبه سكرات الموت وقد ضرب رسول الله صلى الله عليه و سلم له بسهم في الغنائم وعد ممن حضرها وتوفيت رضي الله عنها وقد جاء بشير النصر العظيم في بدر

وجاء الاب الثاكل صلى الله عليه و سلم فودع ابنته وصلى عليها وشيعت المدينة كلها رقية رضي الله عنها

رحم الله السيدة رقية نعم الزوجة لنعم الزوج وجمعنا واياها في الجنة ان شاء الله تعالى

الساجدة لله وحده
01-01-2006, 07:04 PM
السيدة أم كلثوم رضي الله عنها
ميلادها رضي الله عنها
هي أم كلثوم بنت محمد رضي الله عنها و أمها خديجة خير النساء صاحبة الفضل العظيم و المقام الرفيع

اسلامها رضي الله عنها
أسلمت أم كلثوم رضي الله عنها مع ال بيت النبي صلى الله عليه و سلم مع أمها خديجة عليها السلام واخواتها جميعا

زواجها رضي الله عنها
لما بلغت أم كلثوم رضي الله عنها وأختها رقية عليهما السلام مبلغ الزواج خطبهما أبو طالب لابني أخيه عبد العزى (أبي لهب) عتيبة وعتبة فوافق رسول الله صلى الله عليه و سلم لما لأبو طالب من مكانة عنده صلى الله عليه و سلم ولان الخاطبين ابنا عمه وقد خطبت أم كلثوم لعتيبة

طلاقها رضي الله عنها
ما كاد رسول الله صلى الله عليه و سلم يتلقى رسالة ربه تعالى ويدعو الى دين الحق حتى بدأت قريش حربها ضده صلى الله عليه و سلم فاجتمع سادة قريش وقالوا : انكم قد فرغتم محمدا من همه فردوا عليه بناته فاشغلوه بهن

وذهب سادة قريش الى اصهار رسول الله صلى الله عليه و سلم الثلاثة وقالوا لهم واحدا بعد الاخر : فارق صاحبتك ونحن نزوجك أي امرأة من قريش شئت فأبى أبو العاص زوج زينب الكبرى رضي الله عنها وعنه اما اغبنا ابي لهب فاستجابا على الفور وكان ابو لهب قد قال لابنيه : رأسي من رأسيكما حرام ان لم تطلقا ابنتي محمد

ولم يكتف عتيبة بل تمادى فاذى رسول الله صلى الله عليه و سلم ولم تمنعه حمية القرابة فدعا عليه رسول الله صلى الله عليه و سلم قائلا : اللهم سلط عليه كلبا من كلابك فعدا عليه السبع في تجارة له وأكل رأسه من بين الناس واستجاب الله تعالى لدعوة نبيه صلى الله عليه و سلم

جهادها رضي الله عنها
بعد ان طلقها عتيبة عاشت السيدة أم كلثوم رضي الله عنها مع والديها ثم تزوجت اختها السيدة رقية وهاجرت الى الحبشة وبقيت السيدة ام كلثوم مع اختها الصغرى فاطمة وهكذا عاشت رضي الله عنها في صميم معركة الاضطهاد الاولى ثم أسلم حمزة بن عبد المطلب و عمر بن الخطاب رضي الله عنهما فطار صواب قريش وقاطعوا بني هاشم وحاصروهم في شعب ابي طالب وعاش المسلمون وقد بلغ بهم الجوع مبلغه وكانت أم كلثوم رضي الله عنها صابرة محتسبة تراعي امها السيدة خديجة رضي الله عنها و ارضاها التي كانت قد انهكتها الاحداث وأحست دنو أجلها

ثم توفيت المجاهدة العظيمة خديجة رضي الله عنها وصبرت ابنتيها المجاهدتان أم كلثوم وفاطمة ووقف الاب الحزين والزوج المكلوم صلى الله عليه و سلم يواسي بناته

ويتمادى كفار قريش في ايذاء النبي صلى الله عليه و سلم وذات يوم يعترض طريقه احد الاوغاد فنثر على رأسه الشريف ترابا فدخل رسول الله صلى الله عليه و سلم الى بيته فأقبلت عليه أم كلثوم لتغسل عنه التراب وهي تبكي فقال لها رسول الله صلى الله عليه و سلم : لا تبكي يا بنية ان الله مانع اباك

ثم هاجر رسول الله صلى الله عليه و سلم الى المدينة وترك ابنتيه ام كلثوم و فاطمة عند زوجته السيدة سودة رضي الله عنها حتى وصل رسول الله صلى الله عليه و سلم الي المدينة ثم ما لبث زيد بن حارثة ان أقبل ليصحب أم كلثوم و فاطمة و ال ابي بكر الى دار الهجرة

زواجها رضي الله عنها من عثمان رضي الله عنه
شهدت أم كلثوم عودة ابيها منتصرا من بدر ثم وفاة اختها رقية يوم النصر وفي أحد الايام رأى رسول الله صلى الله عليه و سلم صاحبه عثمان مهموما فقال له : مالي اراك مهموما؟
فقال : يا رسول الله وهل دخل على أحد ما دخل علي ماتت ابنة رسول الله صلى الله عليه و سلم التي كانت عندي وانقطع ظهري وانقطع الصهر بيني و بينك
فبينما هو يحاوره اذ قال النبي صلى الله عليه و سلم :يا عثمان هذا جبريل عليه السلام يأمرني عن الله عز و جل أن أزوجك أختها أم كلثوم على مثل صداقها وعلى مثل عشرته فزوجه اياها فكانت تانور الثاني لعثمان –ذي النورين-رضي الله عنه وبقيت عنده ست سنوات ولم تنجب له

وفاتها رضي الله عنها
ثم داهم المرض بنت رسول الله صلى الله عليه و سلم فلزمت الفراش حينا ثم ماتت في شهر شعبان سنة تسع من الهجرة وتألم الاب صلى الله عليه و سلم وحزن حزنا شديدا وأمر رسول الله صلى الله عليه و سلم أم عطية ان تغسلها وترا واعطاها ازاره لتكفنها به

وقد قال رسول الله صلى الله عليه و سلم حين اراد انزالها قبرها : لا ينزل قبرها أحد قارف أهله الليلة أفيكم أحد لم يقارف أهله الليلة ؟
فقال أبو طلحة رضي الله عنه : أنا يا رسول الله
فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم : انزل

وبعد ان دفنها رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لذي النورين الحزين لموت زوجته الحبيبة ولانقطاع نسبه من رسول الله صلى الله عليه و سلم : لو كانت عندنا ثالثة لزوجناكها يا عثمان

رحم الله السيدة أم كلثوم رضي الله عنها نعم الزوجة والمجاهدة وجمعنا واياها في الجنة ان شاء الله تعالى ورزقنا جميعا حب ال بيت النبي صلى الله عليه و سلم

&&دلوووعه&&
01-01-2006, 07:12 PM
مشكوره

بااارك الله فيك ..

الساجدة لله وحده
01-01-2006, 07:14 PM
فاطمة الزهراء "رضي الله عنها"

مولدها ونشأتها

هي فاطمة بنت محمد بن عبدا لله بن هاشم - سيد المرسلين وخاتم النبيين سيد ولد آدم - عليه صلوات الله وسلامه وصغرى بناته وهي أيضا ابنة خديجة أول النساء إيمانا بالإسلام وهي زوج علي بن أبي طالب، أول من أسلم من الصبيان فما سجد لصنم، وما انحنى لوثن وهو المجاهد مع النبي منذ صغره، وهو خليفة المسلمين الرابع، وهي أم الحسنين سيدا شباب أهل الجنة .

ولقد شاء الله أن يقترن مولد فاطمة في يوم الجمعة الموافق للعشرين من جمادى الآخرة في السنة الخامسة قبل البعثة (1)بقليل بالحادث العظيم الذي ارتضت فيه قريش (محمدا) حكما لما اشتد الخلاف بينهم حول وضع الحجر الأسود بعد تجديد بناء الكعبة، وكيف استطاع عليه الصلاة والسلام برجاحة عقله أن يحل المشكلة وينقذ قريش مما كان يتهددها من حرب ودمار وإسالة دماء وعداوة بين الأهل والعشيرة.

حمل الأب الحاني ابنته المباركة يهدهدها ويلاطفها، وكانت فرحة خديجة كبيرة ببشاشته ، وهو يتلقى الأنثى الرابعة في أولاده، ولم يظهر عليه غضب ولا ألم لأنه لم يرزق ذكرا وكانت فرحة خديجة اكبر حين وجدت ملامح ابنتها تشبه ملامح أبيها، وقد استبشر الرسول بمولدها فهي النسمة الطاهرة التي سيجعل الله نسله منها . (2)

وعن أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها قالت : كانت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم أشبه الناس وجها برسول الله صلى الله عليه وسلم . (3)

وعن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أنها قالت :ما رأيت أحدا من خلق الله أشبه برسول الله صلى الله عليه وسلم من فاطمة.(4)

وقد كان تسميتها فاطمة بإلهام من الله تعالى فقد روى الديلمي عن أبى هريرة رضي الله عنه عن علي أنه عليه السلام قال :"إنما سميت فاطمة؛ لأن الله فطمها وحجبها من النار ". والفطم هو القطع والمنع . (5)

ترعرعت فاطمة في بيت النبوة الرحيم، والتوجيه النبوي الرشيد، وبذلك نشأة على العفة وعزة النفس وحسن الخلق ،متخذتا أباها رسول الله صلى الله عليه وسلم المثل الأعلى لها والقدوة الحسنة في جميع تصرفاتها. وما كادت الزهراء أن تبلغ الخامسة حتى بدأ التحول الكبير في حياة أبيها بنزول الوحي عليه، وقد تفتحت مداركها على أبيها ويعاني من صد قريش وتعنت سادتها، وشاهدت العديد من مكائد الكفار واعتدائهم على الرسول الكريم، وكان أقسى ما رأته فاطمة عندما ألقى سفيه مكة عقبة بن أبي معيط الأذى على رأس أبيها وهو ساجد يصلي في ساحة الكعبة ويبقى الرسول صلى الله عليه وسلم ساجدا إلى أن تتقدم فاطمة وتلقي عنه القذر.(6)

وكان من أشد ما قاسته من آلام في بداية الدعوة ذلك الحصار الشديد الذي حوصر فيه المسلمون مع بني هاشم في شعب أبى طالب ، وأقاموا على ذلك ثلاثة سنوات ، فلم يكن المشركون يتركون طعاما يدخل مكة ولا بيعا إلا واشتروه ، حتى أصاب التعب بني هاشم واضطروا إلى أكل الأوراق والجلود ، وكان لا يصل إليهم شيئا إلا مستخفيا، ومن كان يريد أن يصل قريبا له من قريش كان يصله سرا.(7)

وقد أثر الحصار والجوع على صحة فاطمة فبقيت طوال حياتها تعاني من ضعف البنية، ولكنه زادها إيمانا ونضجا . وما كادت الزهراء الصغيرة تخرج من محنة الحصار حتى فوجئت بوفاة أمها خديجة - رضي الله عنها - فامتلأت نفسها حزنا وألما،ووجدت نفسها أمام مسؤوليات ضخمه نحو أبيها النبي الكريم، وهو يمر بظروف قاسية خاصة بعد وفاة خديجة رضي الله عنها وعمه أبى طالب. فما كان منها إلا أن ضاعفت الجهد وتحملت الأحداث في صبر ، ووقفت إلى جانب أبيها لتقدم له العوض عن امها الغاليه واكرم الزوجات ولذلك كانت تكنى بأم أبيها.

ثم جاءت هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى يثرب بعد أن لم يبق له في مكة مكان وعلى أثره هاجر علي رضي الله عنه وكان قد تمهل ثلاثة أيام في مكة ريثما أدى عن النبي الودائع التي كانت عنده للناس وبقيت فاطمة وأختها أم كلثوم حتى جاء رسول من أبيها e فصحبهما إلى يثرب ،ولم تمر هجرتهما بسلام فما كادتا تودعان مكة حتى طاردهما اللئام من مشركي قريش ونخس أحد سفهاء مكة يدعى "الحويرث بن نقيذ" بعيرهما فرمى بهما إلى الأرض ،وكانت فاطمة يومئذ ضعيفة نحيله الجسم ، وتركهما يسيران بقية الطريق إلى أن وصلا إلى المدينة، وقد اشتد غضب الرسول صلى الله عليه وسلم على من آذى ابنتيه ،فأهدر دمه. (8)

زواج السيدة فاطمة الزهراء وحياتها في بيتها:

بعد أن تزوج الرسول صلى الله عليه وسلم من السيدة عائشة- رضي الله عنها- تقدم كبار الصحابة لخطبة الزهراء، بعد أن كانوا يحجمون عن ذلك سابقا لوجودها مع أبيها صلى الله عليه وسلم وخدمتها إياه. فقد تقدم لخطبة الزهراء أبو بكر وعمر وعبدالرحمن بن عوف - رضي الله عنهم- ولكن النبي e اعتذر في لطف ورفق، وتحدث الأنصار إلى علي بن أبي طالب – رضي الله عنه - وشجعوه على التقدم لخطبة فاطمة، واخذوا يذكرونه بمكانته في الإسلام وعند رسول الله e حتى تشجع وذهب إلى الرسول صلى الله عليه وسلم خاطبا، وعندما حضر مجلس النبي غلبه الحياء فلم يذكر حاجته ، وأدرك رسول الله ما ينتاب علي من حرج فبادره بقوله :ما حاجة ابن أبي طالب ؟

أجاب علي :ذكرت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : مرحبا وأهلا ..(9)

وكانت هذه الكلمات بردا وسلاما على قلب علي فقد فهم منها، وكذلك فهم أصحابه أن رسول الله يرحب به زوجا لابنته . وكانت تلك مقدمة الخطبة ،عرف علي t أن رسول الله يرحب به زوجا لأبنته فاطمة ،فلما كان بعد أيام ذهب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وخطب فاطمة … وكان مهرها رضي الله عنها درعا أهداها الرسول صلى الله عليه وسلم إلى علي في غزوة بدر،(10)وقد دعا لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : "اللهم بارك فيهما وبارك عليهما وبارك لهما في نسلهما ".(11)

لم تكن حياة فاطمة في بيت زوجها مترفة ولا ناعمة، بل كانت أقرب للخشونة والفقر، وقد كفاها زوجها الخدمة خارجا وسقاية الحاج وأسنده لأمة، وكان علي رضي الله عنه يساعدها في شؤون المنزل. قال علي رضي الله عنه : لقد تزوجت فاطمة وما لي ولها فراش غير جلد كبش ننام عليه بالليل ونجلس عليه بالنهار،ومالي ولها خادم غيرها ، ولما زوجها رسول الله بي بعث معها بخميلة ووسادة أدم حشوها ليف ورحائين وسقاء وجرتين، فجرت بالرحى حتى أثرت في يدها،واستقت بالقربة بنحرها ،وقمّت البيت حتى اغبرت ثيابها . (12) ولما علم علي – كرم الله وجهه - أن النبي صلى الله عليه وسلم قد جاءه خدم قال لفاطمة :لو أتيت أباك فسألتيه خادما ،فأتته فقال النبي ما جاء بك يا بنيه؟ قالت :جئت لأسلم عليك،واستحيت أن تسأله ورجعت ،فأتاها رسول الله من الغد فقال :ما كانت حاجتك ؟فسكتت فقال علي :والله يا رسول الله لقد سنوت حتى اشتكيت صدري،وهذه فاطمة قد طحنت حتى مجلت يداها وقد أتى الله بسبي فأخدمنا.

فقال الرسول صلى الله عليه وسلم :"لا والله ،لا أعطيكما وأدع أهل الصفة تتلوى بطونهم ،لا أجد ما أنفق عليهم ولكن أبيع وأنفق عليهم بالثمن “ فرجعا إلى منزلها ،فأتاهما رسول الله صلى الله عليه وسلم ليخفف عنهما عناءهما وقال لهما برفق وحنان :ألا أخبركما بخير مما سألتماني ؟ قالا: بلى: فقال :"كلمات علمنيهن جبريل :تسبحان الله دبر كل صلاة عشرا، وتحمدان عشرا ، وتكبران عشرا ،وإذا أويتما إلى فراشكما تسبحان ثلاثة وثلاثين ،وتحمدان ثلاثة وثلاثين ،وتكبران أربعا وثلاثين " .(12)

وخيمت السعادة على بيت فاطمة الزهراء عندما وضعت طفلها الأول في السنة الثالثة من الهجرة ففرح به النبي فرحا كبيرا فتلا الآذان على مسمعه، ثم حنكه بنفسه وسماه الحسن ،فصنع عقيقة في يوم سابعه، وحلق شعره وتصدق بزنة شعره فضة . وكان الحسن أشبه خلق الله برسول الله صلى الله عليه وسلم في وجهه، وما أن بلغ الحسن من العمر عاما حتى ولد بعده الحسين في شهر شعبان سنة أربع من الهجرة ، وتفتح قلب رسول الله e لسبطيه (الحسن والحسين)،فغمرهما بكل ما امتلأ به قلبه من حب وحنان وكان صلى الله عليه وسلم يقول:"اللهم أني أحبهما فأحبهما وأحب من يحبهما " وتتابع الثمر المبارك فولدت الزهراء في العام الخامس للهجرة طفلة اسماها جدها صلى الله عليه وسلم (زينب ).وبعد عامين من مولد زينب وضعت طفلة أخرى اختار لها الرسول اسم (أم كلثوم ) . (13)

وبذلك آثر الله فاطمة بالنعمة الكبرى ،فحصر في ولدها ذرية نبيه صلى الله عليه وسلم ،وحفظ بها أفضل سلالات البشرية . وقد بلغ من حب رسول الله صلى الله عليه وسلم لابنته فاطمة رضي الله عنها- أنه لا يخرج من المدينة حتى يكون آخر عهده بها رؤية فاطمة، فإذا عاد من سفره بدأ بالمسجد فيصلي ركعتين ،ثم يأتي فاطمة ،ثم يأتي أزواجه، وقد قال عليه الصلاة والسلام :" إنما فاطمة بضعة فمن أغضبها فقد أغضبني"(14) . ولم يرض رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يراها تلبس الحلي وأمرها ببيعها والتصدق بثمنها ؛ وما ذلك إلا لأنها بضعة منه وأنه يريدها مثلا أعلى في الزهد والصبر والتقشف كما كان هو صلى الله عليه وسلم،ولتتبوأ بجدارة منزلة سيدة نساء العالمين يوم القيامة.(15)

ولقد هم علي كرم الله وجهه بالزواج من بنت أبى جهل - لعنه الله، على السيدة فاطمة رضي الله عنها،وفي حسبانه أنه يجوز على بنات النبي صلى الله عليه وسلم ما يجوز على سائر النساء فيما أحله الشرع للمسلمين من تعدد الزوجات، وعندما بلغ رسول الله ذلك خرج إلى المسجد مغضبا حتى بلغ المنبر فخطب الناس فقال:"إن بني هشام بن مغيرة استأذنوني أن ينكحوا ابنتهم علي بن أبي طالب فلا آذن لهم ،ثم لا آذن لهم، ثم لا آذن لهم،إلا أن يريد علي بن أبي طالب أن يطلق ابنتي وينكح ابنتهم، وإني لست أحرم حلالا،ولا أحل حراما ،لكن والله لا تجتمع بنت رسول الله ،وبنت عدو الله أبدا. فترك علي الخطبة. (16) وهذا دليل على حبه صلى الله عليه وسلم لبناته في بيئة وأدت بناتها .

وقد مرت السيدة فاطمة رضي الله عنها بأحداث كثيرة ومتشابكة وقاسية وذلك منذ نعومة أظفارها حيث شهدت وفاة أمها،ومن ثم أختها رقية، وتلتها في السنة الثامنة للهجرة أختها زينب ،وفي السنة التاسعة أختها أم كلثوم . (17)

وفاة فاطمة رضي الله عنها:

أوصت الزهراء رضي الله عنها علي بن أبي طالب بثلاث وصايا في حديث دار بينهما قبل وفاتها. وقالت الزهراء يا ابن عم، انه قد نعيت إلي نفسي ، وإنني لا أرى حالي إلا لاحقة بأبي ساعة بعد ساعة، وأنا أوصيك بأشياء في قلبي. فقال كرم الله وجهه : أوصيني بما أحببت يا بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ،فجلس عند رأسها وأخرج من كان في البيت . فقالت رضي الله عنها :يا ابن العم ما عهدتني كاذبة ولا خائفة، ولا خالفتك منذ عاشرتني .

فقال رضي الله عنه : معاذ الله ! أنت أعلم بالله تعالى ، وأبر واتقى وأكرم وأشد خوفا من الله تعالى، وقد عز علي مفارقتك وفقدك إلا أنه أمر لابد منه، والله لقد جددت علي مصيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم وجل فقدك، فإنا لله وإنا إليه راجعون.

وقد أوصت الزهراء رضي الله عنها عليا كرم الله وجهه بثلاث:

أولا:أن يتزوج بأمامة بنت العاص بن الربيع،وبنت أختها زينب رضي الله عنها .وفي اختيارها لأمامة رضي الله عنها قالت :أنها تكون لولدي مثلي في حنوتي ورؤومتي. وأمامه هي التي روى أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحملها في الصلاة .

ثانيا : أن يتخذ لها نعشا وصفته له ، وكانت التي أشارت عليها بهذا النعش أسماء بنت عميس رضي الله عنها، وذلك لشدة حياءها رضي الله عنها فقد استقبحت أن تحمل على الآلة الخشبية ويطرح عيها الثوب فيصفها، ووصفه أن يأتى بسرير ثم بجرائد تشد على قوائمه ، ثم يغطى بثوب .

ثالثا :أن تدفن ليلا بالبقيع .(27)

لم يطل مرض الزهراء رضي الله عنها الذي توفيت فيه ، ولم يطل مقامها في الدنيا كثيرا بعد وفاة المصطفى صلى الله عليه وسلم ،وقد اختلفت الروايات في تحديد تاريخ وفاتها ، فقيل في الثالث من جمادى الآخرة سنة عشرة للهجرة وقيل توفيت لعشر بقين من جمادى الآخرة، أما الأرجح فإنها توفيت ليلة الثلاثاء يوم الاثنين من شهر رمضان سنة إحدى عشرة من الهجرة .(28)

وتوفيت وهي بنت تسع وعشرين سنة . وقيل كانت قبل وفاتها فرحة مسرورة لعلمها باللحاق بأبيها الذي بشرها أن تكون أول أهل بيته لحاقا به وقيل لبثت الزهراء بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة اشهر وفي رواية أخرى ستة اشهر.(29) وقد نفذ علي كرم الله وجهه وصيتها ،فحملها في نعش كما وصفته له ودفنت بالبقيع ليلا ، وهي أول من حملت في نعش وأول من لحقت بالنبي صلى الله عليه وسلم من أهله. (30)

حملت فاطمة بين دموع العيون وأحزان القلوب ،وصلى عليها علي كرم الله وجهه ونزل في قبرها،فضم ثرى الطيبة الطاهرة فاطمة الزهراء رضي الله عنها كما ضم جثمان أبيها المصطفى صلى الله عليه وسلم وأخواتها الثلاث :زينب، ورقيــة وأم كلثوم رضي الله عنهن .

منقووووووووووول

الساجدة لله وحده
01-01-2006, 07:15 PM
مشكوره

بااارك الله فيك ..

مشكورة اختي على الرد تسلمين

¤ حنين الشوق¤
01-01-2006, 07:31 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
بارك الله بكي أختي الاسلام الحق جزاكي ربي الجنة علي هذا الموضوع الاكثر من رائع ...