المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : االشيخ أحمد القطان (خطيب الأقصى) يروي قصة توبته..!!



هدير الموج
12-01-2006, 05:49 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الشيخ أحمد القطان من الدعاة المشهورين ، والخطباء المعروفين ، يروي قصة توبته فيقول :

إن في الحياة تجارب وعبراً ودروساً .. لقد مررت في مرحلة الدراسة بنفسية متقلبة حائرة .. لقد درست التربية الإسلامية في مدارس التربية – ولا تربية – ثمانية عشر عاماً ..



وتخرجت بلا دين .. وأخذت ألتفت يميناً وشمالاً : أين الطريق ؟ هل خلقت هكذا في الحياة عبثاً ؟ .. أحس فراغاً في نفسي وظلاماً وكآبة .. أفر إلي البر .. وحدي في الظلام لعلي أجد هناك العزاء ، ولكني أعود حزيناً كئيباً .

وتخرجت في معهد المعلمين سنة 1969 م ، وفي هذه السنة والتي قبلها حدث في حياتي حدث غريب تراكمت فيه الظلمات والغموم ، إذا قام الحزب الشيوعي باحتوائي ونشر قصائدي في مجلاتهم وجرائدهم ، والنفخ فيها ، وأخذوا يفسرون العبارات والكلمات بزخرف من القول يوحي به بعضهم إلي بعض ؛ حتي نفخوا في نفخة ظننت أنني أنا الإمام المنتظر !

وما قلت كلمة إلا وطبلوا وزمروا حولها .. وهي حيلة من حيلهم إذا أرادوا أن يقتنصوا ويفترسوا فرداً : ينظرون إلي هويته وهوايته : ماذا يرغب ؟ ثم يدخلون عليه من هذا المدخل.

رأوني أميل إلي الشعر والأدب فتعهدوا بطبع ديواني ونشر قصائدي وعقدوا لي الجلسات واللقاءات الأدبية الساهرة .. ثم أخذوا يدسون السم في الدسم .

يذهبون بي إلي مكتبات خاصة ثم يقولون : اختر ما شئت من الكتب بلا ثمن ! فأحمل كتباً فاخرة .. أوراقاً مصقولة .. طباعة أنيقة .. عناوينها :
أصول الفلسفة الماركسية ، المبادئ الشيوعية ، وهكذا بدأوا بالتدريج يذهبون بي إلي المقاهي الشعبية العامة ، فإذا جلست معهم علي طاولة قديمة تهتز أشرب الشاي بكوب قديم وحولي العمال .. فإذا مر رجل بسيارته الأمريكية الفاخرة قالوا : انظر ، إن هذا يركب السيارة من دم آبائك وأجدادك ، وسيأتي عليك اليوم الذي تأخذها منه بالثورة الكبري التي بدأت وستستمر ، إننا الآن نهيئها في ظفار ونعمل لها ، وإننا نهيئها في الكويت ونعمل لها ، وستكون قائداً من قوادها !

وبينما أنا أسمع هذا الكلام أحس أن الفراغ في قلبي بدأ يمتلئ بشيء ، لأنك إن لم تشغل قلبك بالرحمن أشغله الشيطان ، فالقلب كالرحي ... يدور .. فإن وضعت به دقيقاً مباركاً أخرج لك الطحين الطيب ، وإن وضعت فيه الحصي أخرج لك الحصي .

ويقدر الله – سبحانه وتعالي- بعد ثلاثة شهور أن نلتقي برئيس الخلية الذي ذهب إلي مصر وغاب شهراً ثم عاد .

وفي تلك الليلة أخذوا يستهزئون بآذان الفجر .. كانت الجلسة تمتد من العشاء إلي الفجر .. يتكلمون بكلام لا أفهمه مثل التفسير المادي للتاريخ ، و الاشتراكية والشيوعية في الجنس والمال .. ثم يقولون كلاماً أمرره علي فطرتي السليمة التي لا تزال .. فلا يمر .. أحس أنه يصطدم ويصطك ، ولكن الحياء يمنعني أن أناقش ، فأراهم عباقرة .. مفكرين .. أدباء .. شعراء .. مؤلفين .. كيف أجرؤ أن أناقشهم ! فأسكت !

ثم بلغت الحالة أن أذن المؤذن لصلاة الفجر ، فلما قال الله اكبر أخذوا ينكتون علي الله ! ثم قال لما قال المؤذن أشهد أن محمداً رسول الله أخذوا ينكتون علي رسول الله صلي الله عليه وسلم !

وهنا بدأ الانفعال الداخلي والبركان الإيماني الفطري يغلي ، وإذا أراد الله خيراً بعد أن أراه الظلمات يسر له أسباب ذلك ، إذ قال رئيس الخلية : لقد رأيت الشيوعية الحقيقية في لقائي مع الأبنودي الشاعر الشعبي بمصر ، وهو الوحيد الذي رأيته يطبقها تطبيقاً كاملاً .

فقلت : عجباً .. ما علامة ذلك ؟!!
قال : إذا خرجنا في الصباح الباكر عند الباب فكما أن زوجته تقبله تقبلني معه أيضاً ! وإذا نمنا في الفراش فإنها تنام بيني وبينه .. هكذا يقول .. والله يحاسبه يوم القيامة ، فلما قال ذلك نزلت ظلمة علي عيني وانقباض في قلبي وقلت في نفسي : أهذا فكر ؟!! أهذه حرية ؟!! أهذه ثورة ؟!! لا ورب الكعبة إن هذا كلام شيطاني إبليسي !!

ومن هنا تجرأ أحد الجالسين فقال له : يا أستاذ ! ما دمت أنت تري ذلك فلماذا لا تدع زوجتك تدخل علينا نشاركك فيها ؟! قال : إنني ما أزال أعاني من مخلفات البرجوازية وبقايا الرجعية ، وسيأتي اليوم الذي نتخلص فيه منها جميعاً .. .

ومن هذه الحادثة بدأ التحول الكبير في حياتي ، إذ خرجت أبحث عن رفقاء غير أولئك الرفقاء ، فقدر الله أن ألتقي بإخوة في ديوانية ..

كانوا يحافظون علي الصلاة .. وبعد صلاة العصر يذهبون إلي ساحل البحر ثم يعودون ، وأقصي ما يفعلونه من مأثم أنهم يلعبون الورقة .

ويقدر الله أن يأتي أحدهم إلي ويقول : يا أخ أحمد يذكرون أن شيخاً من مصر اسمه حسن أيوب جاء إلي الكويت ، ويمدحون جرأته وخطبته ، ألا تأتي معي ؟ قالها من باب حب الاستطلاع .

فقلت : هيا بنا .. وذهبت معه وتوضأت ودخلت المسجد وجلست وصليت المغرب ، ثم بدأ يتكلم ، وكان يتكلم واقفاً لا يرضي أن يجلس علي كرسي ، وكان شيخاً كبيراً شاب شعر راسه ولحيته ، ولكن القوة الإيمانية البركانية تتفجر من خلال كلماته لأنه كان يتكلم بأرواح المدافع لا بسيوف من خشب .

وبعد أن فرغ من خطبته أحسست أني خرجت من عالم إلي عالم أخر .. من ظلمات إلي نور ، ولأول مرة أعرف طريقي الصحيح ، وأعرف هدفي في الحياة ، ولماذا خلقت ، وماذا يراد مني ، وإلي أين مصيري .

وبدات لا أستطيع أن أقدم أو أؤخر إلا أن أعانق هذا الشيخ وأسلم عليه .
ثم عاد هذا الأخ يسألني عن انطباعي ، فقلت له : اسكت وستري انطباعي بعد أيام ..
عدت في الليلة نفسها واشتريت جميع الأشرطة لهذا الشيخ وأخذت أسمعها إلي أن طلعت الشمس ووالدتي تقدم لي طعام الإفطار فأرده ثم طعام الغداء وأنا أسمع وأبكي بكاءً حاراً وأحس أني قد ولدت من جديد ودخلت عالماً آخر وأحببت الرسول صلي الله عليه وسلم ، وصار هو مثلي الأعلي وقدوتي ، وبدأت أنكب علي سيرته قراءة وسماعاً حتي حفظتها من مولده إلي وفاته صلي الله عليه وسلم ، فاحسست أنني إنسان لأول مرة في حياتي ، وبدأت أعود فأقرأ القرآن فأري آيه فيه كأنها تخاطبني أو تتحدث عني ( أومن كان ميتاً فأحييناه وجعلنا له نوراً يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها ... ) [ الأنعام : 122 ]
نعم .. لقد كنت ميتاً فأحياني الله .. ولله الفضل والمنة .. ومن هنا انطلقت مرة ثانية إلي أولئك الرفقاء الضالين المضلين وبدأت أدعوهم واحداً واحداً .. ولكن .. ( إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء وهو أعلم بالمهتدين ) [ القصص : 56 ] .. أما أحدهم فقد تاب بإذن الله وفضله ، ثم ذهب إلي العمره فانقلبت به السيارة ومات وأجره علي الله .

وأما رئيس الخلية فقابلني بابتسامة صفراء وأنا أناقشه .. أقول له : أتنكر وجود الله ؟!! وتريد أن تقنعني بأن الله غير موجود ؟!! فابتسم ابتسامة صفراء وقال : يا أستاذ أحمد .. إنني أحسدك لأنك عرفت الطريق الآن .. أما أنا فاتركني .. فإن لي طريقي ولك طريقك .. ثم صافحني وانصرفت وظل هو كما هو الآن .

وأما البقية فمنهم من أصبح ممثلاً ومنهم من أصبح شاعراً يكتب الأغاني وله أشرطة فيديو يلقي الشعر وهو سكران .. وسبحان الذي يخرج الحي من الميت .. ومن تلك اللحظة بدأت أدعو إلي الله رب العالمين ..

العائدون إلي الله .
محمد بن عبد العزيز المسند

البنت المشاغبه
12-01-2006, 08:59 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

«®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»سبحان الله الله يثبتنا واياه«®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»

هنـــد
14-01-2006, 08:02 AM
بوركتِ أخيتي على القصة :)