المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من كتب على نفسه عملا لم يشرعه الله اصلا



أزهار عبدالرحمن
12-05-2011, 02:35 PM
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بـســم الله الـــرحـمــن الرحيـــــم

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



السؤال: قال الله تعالى ( ثُمَّ قَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِم بِرُسُلِنَا

وَقَفَّيْنَا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَآتَيْنَاهُ الْإِنجِيلَ وَجَـعَـلْنَا فِـي


قُلُوبِ الَّذِيــنَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا

مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغَاء رِضْوَانِ اللَّهِ فَمَـا رَعَوْهَا

حَقَّ رِعَايَتِهَا فَآتَيْـنَا الَّذِينَ آمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ وَكَثِــيرٌ


مِّنْهُمْ فَاسِقُـونَ ) مـا المراد بالبـدع في الآية الكريمة

وحكم رعايتها ؟ ومــن كتب عـلى نفسه أن يستغفر

الله وأن يحمد الله والصـلاة القائمة وكل ذلك مائة

مرة صباحا ومساء ولم يلتزم به بعد ذلك ؟



الجــــواب : أولا : المراد بالبدعة فــي هــذه الآيـة :

الرهبانية وهي الانقطاع لعبادة الله واعتزال الناس ؛

ابتغاء التقرب إلى الله تعالى وطلبها لرضـاه سبحانه


بالمبالغة في طاعته ، سواء كان هذا الانقطاع بلزوم

الجبال أو الكنائس أو البيع والصوامع أو غير ذلك ،

وهذه البدعة لم يكتبها الله علـيهم ولم يشرعها لهـم


بل هم الذين أحدثوها من عند أنفسهم رجاء رضوان

الله في زعمهم ، شأنهــم فــي ذلك شــأن مــن سلك

سبيلهم مـن مبتدعة هذه الأمة ، فإنهم ابتدعوا فــي


الإسـلام بدعا لـم يأذن بها الله كاجتماعهم لذكـر الله

صفوفا أو حلقات مــع الترنح والتمايل يمنة ويسرة

ومن أعـلى لأسفل بأصوات مرتفعة وصياح وعويل


ممـن يسمونهم (المجاذيب) وكبدعة الاحتفال بمولد

النبي صلى الله عليه وسلم وموالد الصالحين رجاء

الثواب مـن الله تعالى بتعظيم الأنبـياء والصالحين


بهذه الاحتفالات ، إلى أمثال ذلك من الاحتفالات

التي لم يشرعها لعباده .



ثانيـا : هــؤلاء الــذين ابتــدعوا الرهبانية لم يراعوا

هــذه الرهبانية ، أي : أنهـم قصروا على مدى الأيام


في العمل بما ابتدعوا تقـــربا إلى الله فــي زعمهم ،

فأنكر الله علـيهــم ابتداعهم فـي دين الله ما لم يأذن

به وعدم قيامهم بما التزموه مما زعموا أنــه قربة


تقربهم إلى الله عز وجـــل ، ولو كـانــــوا تركـوها

إنكارا لها ورجوعا إلى الحق لأثيبوا على تركها.



ثالــثـا : مـن كتب على نفسه عبادة مشروعة لكـنـها

غيـــر مفروضة وأداها عــلــى الكيفية التــي شرعت

عليهــا عـددا ووقتا مطلقة أو مقيدة فقـــد أحســـن ،


وليــس هذا ببدعة في الإسلام ؛ لأنه مشروع بأصله

وكيفيته، ومثاله التزام عبد الله بن عمرو بن العاص

التهجد وصيــام يوم وإفطار يــوم ، ومداومته عــلى


ذلك رضــي الله عنه حتى ضعف ، ولمــا أشير عليه

بالتخفيف عن نفسه قال: ما كنت لأترك شيئـا فعلته

زمـن النبي صلى الله عليه وسـلم فمــن وفــى بمــا


التزم ممـا شرع الله فقد أحسن ، ومــــن ترك شيئا

من ذلك لضعف فقد أخذ بالرخصة ولا حرج عليه ،

ومن تركه تهاونا وكسلا فقد ارتكب خلاف الأولى.



أما مـن كتب على نفسه عملا لم يشرعه الله أصلا ؛

كالاحتفـال بعيد الميلاد ، وبـأول العــام الهــجــري ،

وبالموالد ونحـو ذلك ، أو التزام ما شـرع الله أصله


لكــن كان فعله له على غير الكيفية التي شرعه الله

عليها فالتزامه بدعة منكرة ؛ لمخالفته الكيفية التي

شـرع الله عليها العبادة ، مثاله : ما تقدم من الذكر


جماعة بصوت واحد مرتفع ... إلى آخره ، فـإن الله

لــم يشرعه بهذه الكيفية ، ولا ذكره رسوله صلـــى

الله عليـه وسلم بهذه الكيفية ، ولا عملها أصـحابه


رضي الله عنهم ولا عملوا بها ، ولو كان فيها خير

لشرعها الله ولعمل بهــــا رسوله صلى الله عليـــه


وسلم وأصحابه رضي الله عنهم ، ولـو فعلوا لنقل

إلينـا نقلا ثابتا فــدل ذلك عــلى أنهــا مـــن البدع

المحدثة التي يجب اجتنابها .



ومــن هذا يتبين أنــه ليــس للإنسان أن يكتب عــلى

نفسـه عددا محدودا فـي كل من الاستغفار وحمد الله،

وليــس له أن يخــص الذكر بذلك بزمن معين ، بـــل


يحـرص عـــلى الذكر بذلك وبغيره مما ثبت الذكر به

بمـا يتيسر مــن العدد في أي وقت ؛ لأن النبي صلى

الله عليه وسلم لم يقيد ذلك بمائة مرة ولا بخصوص


الصباح والمساء ، ومـــن رجــع عن هذا الالتزام ؛

اتباعا للنبي صلى الله عـليه وسلــم في التقرب إلى

الله بمـا ذكر من غير تحديد عدد أو زمــان فـــهـــو


مأجور . أمــا ما ورد من الأذكار محــددا بعـــدد أو

وقت أو كيــفية فيـؤدى كما ورد . وبالله التوفيق .

وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.



اللـجــنـــة الـدائمــة للبحــوث العــلـمــيــة والإفــتـــــاء


الشيـــخ عبد الله بن قعود ،الشيخ عبد الله بن غديان

الشيخ عبدالعزيز بن باز ، الشيخ عبد الرزاق عفيفي


كتاب : فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء


المجموعة : 1 ، الجزء : 4 ، الصفحة : 322 ،

الفتوى : 5961



ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

انسكابة أمل
12-05-2011, 03:56 PM
نسأل الله السلامة من البدع

جزاك الله خيرا وكتب لك الأجر

طموح يعانق السماء
12-05-2011, 06:09 PM
http://www.abuaseel.net/dam3at_7ozn/ekccwarat/jzakalah.gif

sho3a3
13-05-2011, 01:38 AM
http://www.galele.com/up//uploads/images/galele-78a4db5164.gif

زهور 1431
13-05-2011, 02:03 AM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

جزيتي الجنان ورضوان الرحمن اخيتي ,,