المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فوائد إيمانية : القناعة



SHIDEDA
29-05-2011, 12:24 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ( وأعتذر للانقطاع ) سأكتب لكم اليوم عن بعض الفوائد الإيمانية في سلسلة متتابعة بإذن الله تعالى وأرجو أن تنال رضاكم وأول هذه الفوائد :
القناعة
وللقناعة فوائد كثيرة تعود على المرء بالسعادة والراحة والأمن والطأنينة في الدنيا ، وكما قيل أنها كنز لا يفنى فلنبدأ وبالله التوفيق مع :
الفائدة الأولى :
امتلاء القلب إيمانا بالله سبحانه وتعالى والثقة به ، والرضى بما قدَّر وقسم ، وزيادة قوة اليقين بما عنده جل وعلا - ذلك أن من قنع بما عنده رزقه الله وفتح عليه لإيمانه ويقينه بأن الله قد ضمن أرزاق العباد وقسمها بينهم حتى وإن كان ذلك القانع لا يملك شيئا . قال الإمام أحمد رحمه الله : أسرُّ أيامي إليَّ يوم أصبح وليس عندي شيء . وقال الفضيل بن عياض رحمه الله : ( أصل الزهد الرضى من الله جل وعلا ) وقال الحسن رحمه الله : إن من ضعف يقينك أن تكون بما في يدك أوثق منك بما في يد الله جل وعلا .
الفائدة الثانية :
الحياة الطيبة : قال تعالى ( من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون ) [النحل:97] وقد فسَّر علي وابن عباس والحسن رضي الله عنهم الحياة الطيبة بأنها القناعة ، وقال ابن الجوزي رحمه الله :من قنع طاب عيشه ، ومن طمع طال طيشه .
الفائدة الثالثة :
تحقيق شكر المنعم سبحانه وتعالى : ذلك أن من قنع برزقه شكر الله تعالى عليه ، ومن تقالَّه قصَّر في الشكر وربما جزع وتسخط ـ والعياذ بالله ـ ولذا قال صلى الله عليه وسلم : كن ورعا تكن أعبد الناس وكن قنعا تكن أشكر الناس ( أخرجه ابن ماجه ) ، فمن تسخط من رزقه فإنما هو يتسخط على من رزقه ، ومن شكا قلته فإنما هو يشكو خالقه سبحانه إلى خلقه ، وقد شكا رجل إلى قوم ضيقا في رزقه فقال له أحدهم : شكوت من يرحمك إلى من لا يرحمك .
الفائدة الرابعة :
الفلاح والبشرى لمن قنع : عن فضالة بن عبيد رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " طوبى لمن هدي إلى الإسلام وكان عيشه كفافا وقنع " . أخرجه أحمد والترمذي
وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قد أفلح من أسلم ورزق كفافا وقنعه الله بما آتاه " أخرجه مسلم والترمذي
الفائدة الخامسة :
الوقاية من الذنوب التي تذهب الحسنات : كالحسد والغيبة والنميمة والكذب وغيرها من الخصال الذميمة والآثام العظيمة ـ ذلك أن الدافع إلى كثير من تلك الكبائر غالبا ما يكون استجلاب دنيا أو دفع نقصها . فمن قنع برزقه ورضي بما قسم له لا يحتاج إلى الإثم ولا يدخل قلبه حسد لإخوانه على ما رزقوا من ربهم . قال ابن مسعود " اليقين ألا ترضي الناس بسخط الله ، ولا تحسد أحدا على رزق الله ، ولا تلم أحدا على ما لم يؤتك الله ، فإن الرزق لا يسوقه حرص حريص ، ولا يرده كراهة كاره ، فإن الله تبارك وتعالى بقسطه وعلمه وحكمته جعل الروح ( أي الراحة ) والفرح في اليقين والرضى ، وجعل الهم والحزن في الشك والسخط . " أخرجه ابن أبي الدنيا في اليقين
قال بعض الحكماء : أطول الناس غما الحسود ، وأهنأهم عيشا القنوع .
الفائدة السادسة :
القناعة هي حقيقة الغنى : لذا رزقها الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم وامتن عليه بها فقال
( ووجدك عائلا فأغنى ) فقد فسرها بعض العلماء بأنه غنى النفس ، لأن الآية مكية قبل أن تفتح خيبر ولا يخفى ما كان فيه النبي صلى الله عليه وسلم من قلة المال ، وذهب مفسرون آخرون إلى أن الله تعالى جمع له الغنائين : غنى القلب ، وغنى المال بما تيسر له من تجارة خديجة رضي الله عنها ، وقد بين صلى الله عليه وسلم : أن حقيقة الغنى غنى القلب فقال " ليس الغنى عن كثرة العرض ولكن الغنى غنى النفس " أخرجه البخاري
الفائدة السابعة :
العز في القناعة والذل في الطمع : ذلك أن القانع لا يحتاج إلى الناس فلا يزال عزيزا بينهم ، أما الطماع فيذل نفسه من أجل المزيد . جاء في حديث سهل بن سعد مرفوعا : شرف المؤمن قيامه بالليل ، وعزه استغناؤه عن الناس . وكان محمد بن واسع رحمه الله ـ يبل الخبز اليابس بالماء ويأكله ويقول : من قنع بهذا لم يحتج إلى أحد . وقال الحافظ ابن رجب رحمه الله : . . . وقد تكاثرت الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم بالأمر بالاستعفاف عن مسألة الناس والاستغناء عنهم ، فمن سأل ما بأيدي الناس كرهوه وأبغضوه لأن المال محبوب لنفوس بني آدم ، فمن طلب منهم ما يحبونه كرهوه لذلك . جامع العلوم والحكم
فالإمامة في الدين والسيادة والرفعة لا ينالها المرء إلا إذا استغى عن الناس ، واحتاج الناس إليه في العلم والفتوى والوعظ ، قال أعرابي لأهل البصرة : من سيد أهل هذه القرية ؟ قالوا : الحسن
قال : بم سادهم ؟ قالوا : احتاج الناس إلى علمه ، واستغنى هو عن دنياهم ـ جامع العلوم والحكم .
أسأل الله جل وعلا أن ينفع بها

} هدية {
29-05-2011, 02:37 PM
جزاك الله خيرااااااااا

انسكابة أمل
30-05-2011, 03:07 AM
جزاك الله خيرا وجعلها في موازين حسناتك

زهور 1431
31-05-2011, 02:45 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

جزيتي الجنان ورضوان الرحمن على جميل طرحك اخيتي

SHIDEDA
03-06-2011, 12:04 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد :
لم أكن على علم بأن هذا الموضوع قد كتب في منتديات إسلامية إلا بعد اطلاعي الآن على
الموضوع وردودكم عليه ، وأشكركم جميعا بناتي على مروركم وتعليقاتكم على الموضوع
وأحيطكم علما بأني قد انتقيت الموضوع من كتاب المنتقى من الفوائد الإيمانية
لمؤلفه : مصطفى شيخ حقي
وفي هذا الكتاب فوائد جمة أحببت أن أنقلها لكم تباعا على شكل فوائد أسبوعية في كل أسبوع فائدة إيمانية
فإن كانت الفوائد من هذا الكتاب قد كتبت في منتديات أخرى أرجو إفادتي بذلك ( لأبين أنه منقول )
ولكم مني جزيل الشكر والامتنان