المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصة (( الحقيقة المرة))



haf
26-03-2006, 08:56 PM
--------------------------------------------------------------------------------



الحقيقة المرة..



سيده عجوز أرمل تطل من نافذة حجرتها على الشارع المقام فيه فرح ثم تعود بذاكرتها إلى حفله زفافها التي لم تتم بسبب أحداث مؤسفة مؤلمة..ذرفت دموعها دمعة تلو الدمعة..وهي تستعيد في ذاكرتها شريط حياتها المؤلم الذي توقف للحظات عند ذكرى زفافها المؤلم..سرحت لمدة قصيرة وتوقف سرحانها على صوت زغاريط ..


عاودت نظرتها إلى النافذة فرأت العروس مرتدية فستان الفرح الأبيض..والفرحة تعم المكان.. الكبير والصغير مبتسم ..وبينما هي غارقة في حزنها سمعت صوت باب الممر يفتح..عادت بسرعة إلى السرير..وتصنعت النوم..


تسمع صوت الخطوات منقاد إلى حجرتها..دخلت الممرضة غرفتها قائلة:مساء الخير يا جدتي حان موعد الحقنة..


تظاهرت السيدة العجوز بأنها تستيقظ من النوم..خجلت الممرضة وقالت:آسفة يا جدتي لم أكن أعلم انك نائمة ولكنه موعد الحقنة..مدت العجوز ذراعها..ووضعت الممرضة الحقنة على آثار الحقن القديمة..وابتسمت بعد ذلك الممرضة قائلة:سيأتي أخاك ليزورك غداً..همست العجوز:لولاه لما كنت في دار العجزة هذا..




انطوى الليل ببطء على السيدة العجوز..الذي لم تنطبق عيناها فيه..وأعلن الفجر بدأه مع صياح الديك..تذكرت السيدة العجوز أن أخاها سيزورها ..نهضت من السرير استعداداً للزيارة.. وتوجهت إلى حجرة الزيارة..انتظرت لمدة طويلة..لا أحد..ومن ثم دخل الحجرة رجل مسن..لا يبدو انه من الدار..سلم عليها وسألها


-زوجة المرحوم حمد..


أخفضت رأسها قائلة:ن..ن..نعم..


- لقد جئت اليوم لأبلغك الحقيقة..


- أي حقيقة؟؟وهل تعرفني؟؟


- نعم أعرفك وأعرف حمد جيداً..


- وكيف تعرفه؟؟


سكت قليلاً ثم قال:


-أنا زميله من أيام الجامعة..تعرفت عليه و..


ثم تعثرت الكلمات في فمه وأخذ يقول عبارات غير مفهومة..وهو خافض رأسه..طلبت العجوز من أحدى العاملات أن تحضر له عصير ليمون..أحضرت العاملة العصير..ورفع المسن رأسه الذي بدا كالجمر في حمرته..شرب العصير وهدأت نفسه ثم تابع حديثه قائلاً:


-الكل يعتقد أن حمد توفي بسبب حادث سير..


-نعم..هذا ما حدث..


-ولكن الحقيقة غير ذلك..


نظرت إليه العجوز قائلة:


- عن ماذا تتحدث؟؟


- عن قصة وفاة حمد الحقيقية..


نظرت إليه العجوز نظرة استغراب..وتابع الرجل المسن قائلاً:


-نعم..قصته التي ظللت أكتمها في صدري لمدة 45 سنه..إني كما قلت لكِ زميل حمد في الجامعة..وكنت حينها أخبئ على الجميع قصة بدايتي في عالم إدمان المخدرات..وبعد بضعة أسابيع بدت علي ملامح الإرهاق والإعياء..وهو مظهر المدمن عادة..فعندما سألني حمد عن هذا الإرهاق الذي يحل بي كنت أقول له بأنني مرهق بسبب نقص النوم..




سكت المسن قليلاً..والعجوز أعصابها مشدودة تريد معرفة البقية..


تابع المسن:


-وفي يوم وياليته لم يأتي لكِ اليوم شعر حمد بصداع قوي وسألني إن كان لدي مهدئ لذلك الصداع..


فسولت لي نفسي أن أعطيه حبة تجعله يبدأ في الإدمان..ومن دون تردد أعطيته..قال لي أن شكلها غير مألوف..قلت له:إنها حبة من نوع جديد ..وشربها لسذاجته..ولأنه كان يثق بي..ولكنني لم أكن أستحق الثقة..


ومرت الأيام والأسابيع وهو يطالبني بتلك الحبة وأنا أعطيه..حتى بحت له بأنها ليست حبوب مهدئة بل هي سم قاتل..


وفي لحظة ضعف إيمانه فيها طالبني بها ولو كانت بمال..فعلمته استخدام الحقن..وبدأ معاناته من بعد الحقنة الأولى..وبدأ ماله يقل حتى أفلس..




نظرت إليه العجوز مذهولة لما تسمع..ثم تابع المسن:


-وبعد إفلاسه أراد الحصول على مال..ففكر حتى توصل إلى حل..وهو الزواج بامرأة غنية..


تقدم أهله لخطبتك ومرت الأشهر..وهو يحقن نفسه بهذا السم الهاري..يحصل على المال من الذهب الذي سرقه من أمه..حتى جاء اليوم الموعود..استيقظ حمد صباحاً ككل عريس..أخذ يعد التجهيزات اللازمة إلى أن جاء موعد الزفاف..


وصل العريس إلى القاعة..وقبل أن يدخل إلى القاعة..ذهب إلى الحمام وحقن نفسه بالسم..وهي الحقنة الأخيرة التي حقنها..انه حقن نفسه بالسم نفسه ولكنها جرعة زائدة..وبعد ذلك أخذ يبحث عن مكان يخفي فيه الحقنة..حتى أحس بالتعب الشديد..اتصل بي من الهاتف المحمول..ولن أنسى ما قاله لي..لقد


قال:إلحقني ..أرجوك..سألته عن مكانه فقال لي:إنني في الحمام..توجهت مباشرة إلى حمام الفندق المجاور للقاعة..ولم أجد سوى حمام واحد مغلق..أدركت أنه الحمام الذي فيه حمد..دفعت الباب الذي لم يغلق جيداً فوجدته ملقاً على الأرض..ووجهه مزرق..ومن ذلك اليوم أصبحت أذهب إلى مستشفى الأمل للإقلاع عن المخدرات..وأقلعت عن الإدمان فعلاً..




امتلأت عيني العجوز بالدموع..وقالت:إذن لم يكن حادثاً كما علمنا جميعاً..


ثم عم السكون أرجاء الغرفة..فقطع ذلك الصمت صوت الممرضة:ألم يزرك أخاك بعد؟؟!!وكانت توجه الكلام للسيدة العجوز..




ابتسم المسن ابتسامة خفيفة وقال:أنا ادعيت بأنني أخاها لتقبل الزيارة..




توجهت السيدة العجوز إلى غرفتها بعد أن ودعت الرجل المسن..




ونامت وعيناها تدمعان..وكانت هي آخر ليلة تبقى فيها السيدة العجوز على قيد الحياة..



وتوته توته خلصت الحتوته حلوه ولا فتفوته؟؟
بانتظار ردودكم


منقول

جوهرة1429
29-03-2006, 12:29 PM
0
0

كم في هذا الزمان مظاليم

ولا حول ولا قوة الا بالله

نسأل الله ان يرحم كل مسلم ومسلمة


بوركت


0
0