المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ((آيـة و تـفـسـيـر )) .. دعوة للمشاركة ..



دموع الصمت
02-12-2003, 06:01 AM
أجب بنفسك على هذا السؤال ؟


أين أنت من القــــرآن؟؟



عن أبِي أمـَامـَة رضي اللهُ عنه قال : سـَمـِعتُ رَسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :

" اقرؤوا القرآن فـَإنهُ يـَأتيِ يَومَ القِيامةِ شـَفيعاً لأصْحَابه " ..

ـ رواه مسلم ـ

عن عـَثمان َ بن ِ عفانَ رضيّ الله عنه قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم :

" خـَيْرُكم من تـَعـَلـمَ القُرْآن وعَلـَّمه" ..

ـ رواه البخاري ـ

عنِ ابنِ عباس ٍ رضيَ الله عنهما قال : قال رسول ُ الله صلى الله عليه وسلم :

" إنَّ الَّـذي لـَيسَ في جـَوفهِ شـَيء من َ القرآن ِ كالبـَيْتِ الخـَرِبِ " ..

ـ رواه الترمذي ـ

عـَنِ ابنِ مسعودٍ رضي َ الله ُ عـَنه ُ قالَ : قال َ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم :

مـَنْ قـَرأ حـَرْفـَاً مـِنْ كـِتابِ الله ِ فـَلـَهُ حـَسـَنـَة والحـَسـَنـَةُ بـِعـشر ِ أمثالِها لا أَقولُ ،

ألم حـَرْفٌ ، ولـَكـِنْ ألـفٌ حـَرْفٌ ، ولامٌ حـَرْفٌ ، ومـِيمٌ حـَرْفٌ " ..

ـ رواه الترمذي ـ


ومن هذه الأحاديث أحببت أن أقوم بذكر سورة قصيرة أو آية ثم أقوم بتفسيرها ..

وأسأل الله أن ينفعني وإياكم بما أكتب ..

إنــه ولي ذلك والقادر عليه سبحانه وتعالى ..

دموع الصمت
02-12-2003, 06:06 AM
. * . سورة الإخلاص . * .




( قل هو الله أحد (1) الله الصمد (2) لم يلد ولم يولد (3) ولم يكن له كفواً أحد (4) ) ..


التفسير :

أي : ( قل ) قولاً جازماً به , معتقداً له , عارفاً بمعناه ..

( هو الله أحد ) أي : قد انحصرت فيه الأحدية , فهو الأحد المنفرد بالكمال , الذي له الأسماء الحسنى , والصفات الكاملة العليا , والأفعال المقدسة , الذي لا نظير له ولا مثيل ..

( الله الصمد ) أي : المقصود في جميع الحوائج , فأهل العالم العلوي والسفلي مفتقرون إليه غايةالافتقار , يسألونه حوائجهم , ويرغبون إليه في مهماتهم , لأنه الكامل في أوصافه , العليم الذي قد كمل في علمه , الحليم الذي قد كمل في حلمه , الرحيم الذي كمل في رحمته الذي وسعت رحمته كل شيء , وهكذا سائر أوصافه ..

ومن كماله أنه ( لم يلد ولم يولد ) لكمال غناه ..

( ولم يكن له كفواً أحد ) لا في أسمائه ولا في أوصافه , ولا في أفعاله , تبارك وتعالى ..

فهذه السورة مشتملة على توحيد الأسماء والصفات ..

الشيخ محمد العويد
02-12-2003, 06:36 AM
مشاركة

سورة الفاتحة

تعليمُ العبادِ كيفيةَ الحمد

طلب حقيقة العون والاستعانة والهداية من الله تعالى

خاتمــــــة في بَيَان الأسرَار القُدْسِيّة في فاتِحَة الكِتاب العَزيز


أعُوذُ باللهِ مِنَ الشَّيطَانِ الرَّجيم

تَفْسِيرُ الاسْتِعَاذَة: المعنى: أستجير بجناب الله وأعتصم به من شر الشيطان العاتي المتمرد، أن يضرني في ديني أو دنياي، أو يصدني عن فعل ما أُمرت به، وأحتمي بالخالق السميع العليم من همزه ولمزه ووساوسه، فإِن الشيطان لا يكفه عن الإِنسان إِلا الله رب العالمين .. عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إِذا قام من الليل، استفتح صلاته بالتكبير ثم يقول: (أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، من همزه ونفخه ونفثه) [أخرجه أصحاب السنن: أبو داود والترمذي، والنسائي وابن ماجه].



بســــمِ اللهِ الرحمنِ الرَّحيمِ



تَفْسِيرُ البَسْمَلَة: المعنى: أبدأ بتسمية الله وذكره قبل كل شيء، مستعيناً به جلَّ وعلا في جميع أموري، طالباً منه وحده العون، فإِنه الرب المعبود ذو الفضل والجود، واسع الرحمة كثير التفضل والإِحسان، الذي وسعت رحمته كل شيء، وعمَّ فضله جميع الأنام.



تـــنبيـــه:

{بسـمِ اللهِ الرحمنِ الرَّحيمِ} افتتح الله بهذه الآية سورة الفاتحة وكل سورة من سور القرآن - ما عدا سورة التوبة - ليرشد المسلمين إلى أن يبدءوا أعمالهم وأقوالهم باسم الله الرحمن الرحيم، التماساً لمعونته وتوفيقه، ومخالفةً للوثنيّين الذين يبدءون أعمالهم بأسماء آلهتهم أو طواغيتهم فيقولوا: باسم اللات، أو باسم العزى، أو باسم الشعب، أو باسم هُبَل.

قال الطبري: "إِن الله تعالى ذكره وتقدست أسماؤه، أدَّب نبيّه محمداً صلى الله عليه وسلم بتعليمه ذكر أسمائه الحسنى أمام جميع أفعاله، وجعل ذلك لجميع خلقه سنّةً يستنّون بها، وسبيلاً يتبعونه عليها فقول القائل: بسم الله الرحمن الرحيم إِذا افتتح تالياً سورة ينبئ عن أن مراده: أقرأ باسم الله، وكذلك سائر الأفعال".



بَين يَدَي السُّورَة



هذه السورة الكريمة مكية وآياتها سبعٌ بالإِجماع، وتسمى "الفاتحة" لافتتاح الكتاب العزيز بها حيث إِنها أول القرآن في الترتيب لا في النزول، وهي - على قصرها ووجازتها - قد حوت معاني القرآن العظيم، واشتملت على مقاصده الأساسية بالإِجمال، فهي تتناول أصول الدين وفروعه، تتناول العقيدة، والعبادة، والتشريع، والاعتقاد باليوم الآخر، والإِيمان بصفات الله الحسنى، وإِفراده بالعبادة والاستعانة والدعاء، والتوجه إِليه جلَّ وعلا بطلب الهداية إِلى الدين الحق والصراط المستقيم، والتضرع إِليه بالتثبيت على الإِيمان ونهج سبيل الصالحين، وتجنب طريق المغضوب عليهم والضالين، وفيها الإخبار عن قصص الأمم السابقين، والاطلاع على معارج السعداء ومنازل الأشقياء، وفيها التعبد بأمر الله سبحانه ونهيه، إلى غير ما هنالك من مقاصد وأغراض وأهداف، فهي كالأم بالنسبة لبقية السور الكريمة ولهذا تسمّى "أم الكتاب" لأنها جمعت مقاصده الأساسية.



فضـــلهَــا: أ- روى الإِمام أحمد في المسند أن "أبيَّ بن كعب" قرأ على النبي صلى الله عليه وسلم أم القرآن فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (والذي نفسي بيده ما أُنزل في التوراة ولا في الإِنجيل ولا في الزَّبور ولا في الفرقان مثلها، هي السبعُ المثاني والقرآنُ العظيمُ الذي أوتيتُه) فهذا الحديث الشريف يشير إلى قوله تعالى في سورة الحجر {وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنْ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ} [الحجر: 87].

ب- وفي صحيح البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأبي سعيد بن المعلَّى: (لأعلمنَّك سورة هي أعظم السور في القرآن: الحمد لله رب العالمين، هي السبعُ المثاني والقُرآن العظيم الذي أُوتيتُه).



التسِمَيــــة: تسمى "الفاتحة، وأم الكتاب، والسبع المثاني، والشافية، والوافية، والكافية، والأساس، والحمد" وقد ذكر العلامة القرطبي عددها لهذه السورة اثني عشر اسماً.



تعليمُ العبادِ كيفيةَ الحمد



{الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ(2)الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ(3)مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ(4)}



علمنا الباري جلّ وعلا كيف ينبغي أن نحمده ونقدسه ونثني عليه بما هو أهله فقال {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} أي قولوا يا عبادي إِذا أردتم شكري وثنائي الحمد لله، اشكروني على إِحساني وجميلي إِليكم، فأنا الله ذو العظمة والمجد والسؤدد، المتفرد بالخلق والإِيجاد، رب الإِنس والجن والملائكة، ورب السماوات والأرضين، فالثناء والشكر لله رب العالمين دون ما يُعبد من دونه {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} أي الذي وسعت رحمته كل شيء، وعمَّ فضله جميع الأنام، بما أنعم على عباده من الخَلْق والرَّزْق والهداية إِلى سعادة الدارين، فهو الرب الجليل عظيم الرحمة دائم الإِحسان {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} أي هو سبحانه المالك للجزاء والحساب، المتصرف في يوم الدين تصرّف المالك في ملكه {يَوْمَ لا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئًا وَالأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ} [الإنفطار: 19].



طلب حقيقة العون والاستعانة والهداية من الله تعالى



إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ(5)اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ(6)صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ(7)}.



{ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} أي نخصُّك يا الله بالعبادة، ونخصك بطلب الإِعانة، فلا نعبد أحداً سواك، لك وحدك نذلُّ ونخضع ونستكين ونخشع، وإِيَّاك ربنا نستعين على طاعتك ومرضاتك، فإِنك المستحق لكل إِجلال وتعظيم، ولا يملك القدرة على عوننا أحدٌ سواك .

{ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} أي دلنا وأرشدنا يا رب إِلى طريقك الحق ودينك المستقيم، وثبتنا على الإِسلام الذي بعثت به أنبياءك ورسلك، وأرسلت به خاتم المرسلين، واجعلنا ممن سلك طريق المقربين {صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ} أي طريق من تفضّلت عليهم بالجود والإِنعام، من النبييّن والصدّيقين والشهداء والصالحين، وَحَسُنَ أولئك رفيقاً {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ} أي لا تجعلنا يا الله من زمرة أعدائك الحائدين عن الصراط المستقيم، السالكين غير المنهج القويم، من اليهود المغضوب عليهم أو النصارى الضالين، الذين ضلوا عن شريعتك القدسية، فاستحقوا الغضب واللعنة الأبدية، اللهم آمين.



خاتمــــــة :في بَيَان الأسرَار القُدْسِيّة في فاتِحَة الكِتاب العَزيز



لا شك أن من تدبَّر الفاتحة الكريمة رأى من غزارة المعاني وجمالها، وروعة التناسب وجلاله ما يأخذ بلبه، ويضيء جوانب قلبه، فهو يبتدئ ذاكراً تالياً متيمناً باسم الله، الموصوف بالرحمة التي تظهر آثارها رحمته متجددة في كل شيء، فإِذا استشعر هذا المعنى ووقر في نفسه انطلق لسانه بحمد هذا الإِله {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} وذكّره الحمد بعظيم نعمه وكريم فضله، وجميل آلائه البادية في تربيته للعوالم جميعاً، فأجال بصيرته في هذا المحيط الذي لا ساحل له، ثمّ تذكر من جديد أن هذه النعم الجزيلة والتربية الجليلة، ليست عن رغبةٍ ولا رهبة، ولكنها عن تفضل ورحمة، فنطق لسانه مرة ثانية بـ {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} ومن كمال هذا الإِله العظيم أن يقرن الرحمن بـ "العدل" ويذكّر بالحساب بعد الفضل فهو مع رحمته السابغة المتجددة سيُدين عباده ويحاسب خلقه يوم الدين {يَوْمَ لا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئًا وَالأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ}.

فتربيته لخلقه قائمة على الترغيب بالرحمة، والترهيب بالعدالة والحساب {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} وإِذا كان الأمر كذلك فقد أصبح العبد مكلفاً بتحري الخير،والبحث عن وسائل النجاة، وهو في هذا أشد ما يكون حاجة إِلى من يهديه سواء السبيل، ويرشده إِلى الصراط المستقيم، وليس أولى به في ذلك من خالقه ومولاه فليلجأ إِليه وليعتمد عليه وليخاطبه بقوله {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}.

وليسأله الهداية من فضله إِلى الصراط المستقيم، صراط الذين أنعم عليهم بمعرفة الحق واتباعه، غير المغضوب عليهم بالسلب بعد العطاء، والنكوص بعد الاهتداء، وغير الضالين التائهين، الذين يضلون عن الحق أو يريدون الوصول إِليه فلا يوفقون للعثور عليه، آمين. ولا جرم أن "آمين" براعة مقطع في غاية الجمال والحسن، وأي شيء أولى بهذه البراعة من فاتحة الكتاب، والتوجه إِلى الله بالدعاء؟ فهل رأيت تناسقاً أدق، أو ارتباطاً أوثق، مما تراه بين معاني هذه الآية الكريمة؟

وتَذَكَّر وأنت تهيم في أودية هذا الجمال ما يرويه رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ربه في الحديث القدسي : (قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ولعبدي ما سأل ..) الحديث وأدم هذا التدبير والإِنعام، واجتهد أن تقرأ في الصلاة وغيرها على مكث وتمهّل، وخشوع وتذلَل، وأن تقف على رؤوس الآيات، وتعطي التلاوة حقها من التجويد أو النغمات، من غير تكلف ولا تطريب، واشتغال بالألفاظ عن المعاني، فإِن ذلك يعين على الفهم، ويثير ما غاض من شآبيب الدمع، وما نفع القلب شيء أفضلُ من تلاوة في تدبرٍ وخشوعٍ".

وهذا الرابط فيه تفسير كل سور القرآن
http://www.islampedia.com/MIE2/tafsir/Tafsirmid.html

دموع الصمت
02-12-2003, 07:53 AM
اللهم بعدد من سجد لك احبه
واسعد حاله
ويسر امره
وفرج كربه
وجزاه خير الجزاء على هذه المشاركه وعلى هذا المرور.........

الشهد
02-12-2003, 08:29 AM
موضوع رااااائع

بارك الله فيك اختي

ولي عودة باذن الله

وسأثبته لاهميته :)

دموع الصمت
03-12-2003, 06:39 AM
**سورة الفلق **




( قل أعوذ برب الفلق (1) من شر ماخلق (2) ومن شر غاسق إذا وقب (3) ومن شر النفاثات في العقد (4) ومن شر حاسد إذا حسد (5) )



.*. التفسير .*.


أي : ( قل ) متعوذاً ..

( أعوذ ) أي : ألجأ وألوذ , واعتصم ..

( برب الفلق ) أي : فالق الحب والنوى , وفالق الإصباح ..

( من شر ما خلق ) وهذا يشمل جميع ما خلق الله , من إنس , وجن , وحيوانات , فيستعاذ بخالقها من الشر الذي فيها , ثم خص بعدما عمّ ..

فقال: ( ومن شر غاسق إذا وقب ) أي : من شر ما يكون في الليل , حين يغشى الناس , وتنتشر فيه كثير من الأرواح الشريرة , والحيوانات المؤذية ..

( ومن شر النفاثات في العقد ) أي : ومن شر السواحر , اللاتي يستعن على سحرهن بالنفث في العقد , التي يعقدنها على السحر ..

( ومن شر حاسد إذا حسد ) والحاسد : هو الذي يحب زوال النعمة عن المحسود فيسعى في زوالها بما يقدر عليه من الأسباب , فاحتاج إلى الاستعاذة بالله من شره , وإبطال كيده , ويدخل في الحاسد العاين , لأنه لا تصدر العين إلا من حاسد شرير الطبع , خبيث النفس ..

فهذه السورة تضمنت الاستعاذة من جميع أنواع الشر , عموماً وخصوصاً ..
ودلت على أن السحر له حقيقة يخشى من ضرره , ويستعاذ بالله منه ومن أهله ..

دموع الصمت
05-12-2003, 03:58 AM
ووووووووووين الهمّـــــــــــــــه
ياعااااااااالــــــــــــــــم







آية الكرسي



أعوذ بالله من الشيطان الرجيم :


( الله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم له مافي السماوات ومافي الأرض من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه يعلم مابين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بماشاء وسع كرسيه السماوات والأرض ولا يؤوده حفظهما وهو العلي العظيم (255) لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها والله سميع عليم (256) الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون (257) )



## التفسير ##



( الله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم له مافي السماوات ومافي الأرض من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه يعلم مابين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بماشاء وسع كرسيه السماوات والأرض ولا يؤوده حفظهما وهو العلي العظيم (255) )



هذه الآية الكريمة أعظم آيات القرآن وأفضلها وأجلها , وذلك لما اشتملت عليه من الأمور العظيمة والصفات الكريمة , فلهذا كثرت الأحاديث في الترغيب في قراءتها وجعلها ورداً للإنسان في أوقاته صباحاً ومساءً وعند نومه وأدبار الصلوات المكتوبات , فأخبر تعالى عن نفسه الكريمة بأنه ..

( لا إله إلا هو ) أي : لا معبود بحق سواه , فهو الإله الحق الذي تتعين أن تكون جميع أنواع العبادة والطاعة والتأله له تعالى , لكماله وكمال صفاته وعظيم نعمه , ولكون العبد مستحقاً أن يكون عبداً لربه , ممتثلاً أوامره مجتنباً نواهيه , وكل ما سوى الله تعالى باطل , فعبادة ما سواه باطلة , لكون ما سوى الله مخلوقاً ناقصاً مدبراً فقيراً من جميع الوجوه , فلم يستحق شيئاً من أنواع العبادة ..

وقوله: ( الحي القيوم ) هذان الاسمان الكريمان يدلان على سائر الأسماء الحسنى دلالة مطابقة وتضمناً ولزوماً ..
فالحي : من له الحياة الكاملة المستلزمة لجميع صفات الذات , كالسمع والبصر والعلم والقدرة , ونحو ذلك ..
والقيوم : هو الذي قام بنفسه وقام بغيره , وذلك مستلزم لجميع الأفعال التي اتصف بها رب العالمين من فعله ما يشاء من الاستواء والنزول والكلام والقول والخلق والرزق والإماته والإحياء , وسائر أنواع التدبير ..
كل ذلك داخل في قيومية الباري , ولهذا قال بعض المحققين : إنهما الاسم الأعظم الذي إذا دعي الله به أجاب , وإذا سئل به أعطى , ومن تمام حياته وقيوميته أنه ..

( لا تأخذه سنة ولا نوم ) والسنة النعاس ..

( له مافي السماوات ومافي الأرض ) أي : هو المالك وما سواه مملوك وهو الخالق الرازق المدبر وغيره مخلوق مرزوق مدبر لا يملك لنفسه ولا لغيره مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض فلهذا قال ..

( من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه ) أي : لا أحد يشفع عنده بدون إذنه , فالشفاعة كلها لله تعالى , ولكنه تعالى إذا أراد أن يرحم من يشاء من عباده أذن لمن أراد أن يكرمه من عباده أن يشفع فيه , لا يبتدىء الشافع قبل الإذن , ثم قال ..

( يعلم مابين أيديهم ) أي : مامضى من جميع الأمور ..

( وماخلفهم ) أي : مايستقبل منها , فعلمه تعالى محيط بتفاصيل الأمور , متقدمها ومتأخرها , بالظواهر والبواطن , بالغيب والشهادة , والعباد ليس لهم من الأمور شيء ولا من العلم مثقال ذرة إلا ماعلمهم تعالى , ولهذا قال ..

( ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء وسع كرسيه السماوات والأرض ) وهذا يدل على كمال عظمته وسعة سلطانه , إذا كان هذه حالة الكرسي أنه يسع السماوات والأرض على عظمتهما وعظمة من فيها , والكرسي ليس أكبر مخلوقات الله تعالى , بل هناك ماهو أعظم منه وهو العرش , وما لا يعلمه إلا هو , وفي عظمة هذه المخلوقات تحير الأفكار وتكل الأبصار , وتقلقل الجبال وتكع عنها فحول الرجال , فكيف بعظمة خالقها ومبدعها , والذي أودع فيها من الحكم والأسرار ماأودع , والذي قد أمسك السماوات والأرض أن تزولا من غير تعب ولا نصب , فلهذا قال ..

( ولا يؤوده ) أي : يثقله ..

( حفظهما وهو العلي ) بذاته فوق عرشه , العلي بقهره لجميع المخلوقات , العلي بقدره لكمال صفاته ..

( العظيم ) الذي تتضائل عند عظمته جبروت الجبابرة , وتصغر في جانب جلاله أنوف الملوك القاهرة , فسبحان من له العظمة العظيمة والكبرياء الجسيمة والقهر والغلبة لكل شيء ..

فقد اشتملت هذه الآية على توحيد الإلهية وتوحيد الربوبية وتوحيد الأسماء والصفات , وعلى إحاطة ملكه وإحاطة علمه وسعة سلطانه وجلاله ومجده , وعظمته وكبريائه وعلوه على جميع مخلوقاته ..
فهذه الآية بمفردها عقيدة في أسماء الله وصفاته , متضمنة لجميع الأسماء الحسنى والصفات العلا ..



(( يتبع بإذن الله تعالى ))

الشيخ محمد العويد
10-12-2003, 09:00 AM
( ‏وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ )
التوبة آية 31

هذا أمر من الله تعالى للنساء المؤمنات وغيرة منه لأزواجهن عباده المؤمنين وتمييز لهن عن صفة نساء الجاهلية وفعال المشركات.
سبب النزول : ما ذكره مقاتل بن حيان قال: بلغنا والله أعلم أن جابر بن عبدالله الأنصاري حدث أن أسماء بنت مرثد كان في محل لها في بنى حارثه فجعل النساء يدخلن عليها غير متزرات فيبدو ما في أرجلهن من الخلاخل وتبدو صدورهن وذوائبهن فقالت أسماء: ما أقبح هذا فأنزل الله تعالى "وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن" الآية

"وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن"

أي عما حرم الله عليهن من النظر إلى غير أزواجهن ولهذا ذهب كثير من العلماء إلى أنه لا يجوز للمرأة النظر إلى الرجال الأجانب بشهوة ولا بغير شهوة أصلا واحتج كثير منهم بما رواه أبو داود والترمذي من حديث الزهري عن نبهان مولى أم سلمة أنه حدثه أن أم سلمة حدثته أنها كانت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وميمونه قالت: فبينما نحن عنده أقبل ابن أم مكتوم فدخل عليه وذلك بعدما أمرنا بالحجاب فقال رسول الله "احتجبا منه" فقلت يا رسول الله أليس هو أعمى لا يبصرنا ولا يعرفنا؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أوعمياوان أنتما؟ أو ألستما تبصرانه؟ " ثم قال الترمذي هذا حديث حسن صحيح

وقوله ( "ويحفظن فروجهن" قيل عن الفواحش وقيل : عما لا يحل لهن وقيل عن الزنا

وقوله ( "ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها" )أي لا يظهرن شيئا من الزينة للأجانب إلا ما لا يمكن إخفاؤه قال ابن مسعود: كالرداء والثياب يعني على ما كان يتعاطاه نساء العرب من المقنعة التي تجلل ثيابها وما يبدو من أسافل الثياب فلا حرج عليها فيه لأن هذا لا يمكنها إخفاؤه ونظيره في زي النساء ما يظهر من إزارها وما لا يمكن إخفاؤه

وقوله ("وليضربن بخمرهن على جيوبهن" )يعني المقانع يعمل لها صفات ضاربات على صدورهن لتواري ما تحتها من صدرها وترائبها ليخالفن شعار نساء أهل الجاهلية فإنهن لم يكن يفعلن ذلك بل كانت المرأة منهن تمر بين الرجال مسفحة بصدرها لا يواريه شيء وربما أظهرت عنقها وذوائب شعرها وأقرطة آذانها فأمر الله المؤمنات أن يستترن في هيئاتهن وأحوالهن كما قال تعالى "يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين" وقال في هذه الآية الكريمة "وليضربن بخمرهن على جيوبهن" والخمر جمع خمار وهو ما يخمر به أي يغطي به الرأس وهي التي تسميها الناس المقانع.

منقول من
http://www.lakii.com/islamic.php?doWhat=showarticle&topicid=14&articleid=139

دموع الصمت
13-12-2003, 12:24 AM
بـــــــــارك الله فيك أبا ابراهيم وجعل ذلك في ميزان حسناتك ....

نكمل ما بدأنا به

وهي تفسير (( آية الكرسي ))



أعوذ بالله من الشيطان الرجيم


( لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها والله سميع عليم (256) الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون (257) )



.*. التفسير .*.


يخبر تعالى أنه لا إكراه في الدين لعدم الحاجة إلى الإكراه عليه , لأن الإكراه لا يكون إلا على أمر خفية أعلامه , غامضة أثاره , أو أمر في غاية الكراهة للنفوس , وأما هذا الدين القويم والصراط المستقيم فقد تبينت أعلامه للعقول , وظهرت طرقه , وتبين أمره , وعرف الرشد من البغي , فالموفق إذا نظر أدنى نظر إليه آثره واختاره , وأما من كان سيىء القصد فاسد الإرادة ,
خبيث النفس يرى الحق فيختار عليه الباطل , ويبصر الحسن فيميل إلى القبيح , فهذا ليس لله حاجة في إكراهه على الدين , لعدم النتيجة والفائدة فيه , والمكره ليس إيمانه صحيحاً , ولا تدل الآية الكريمة على ترك قتال الكفار المحاربين , وإنما فيها أن حقيقة الدين من حيث هو موجب لقبوله لكل منصف قصده اتباع الحق , وأما القتال وعدمه فلم تتعرض له , وإنما يؤخذ فرض القتال من نصوص
أخر , ولكن يستدل في الآية الكريمة على قبول الجزية من غير أهل الكتاب , كما هو قول كثير من العلماء , فمن يكفر بالطاغوت فيترك عبادة ما سوى الله وطاعة الشيطان , ويؤمن بالله إيماناً تاماً أوجب له عبادة ربه وطاعته ..

( فقد استمسك بالعروة الوثقى )
أي : بالدين القويم الذي ثبتت قواعده ورسخت أركانه , وكان المتمسك به على ثقة من أمره , لكونه استمسك بالعروة الوثقى التي ..

( لا انفصام لها )
وأما من عكس القضية فكفر بالله وآمن بالطاغوت , فقد أطلق هذه العروة الوثقى التي بها العصمة والنجاة , واستمسك بكل باطل مآله إلى الجحيم ..

( والله سميع عليم )
فيجازي كلاً منهما بحسب ما علمه منهم من الخير والشر , وهذا هو الغاية لمن استمسك بالعروة الوثقى ولمن لم يستمسك بها , ثم ذكر السبب الذي أوصلهم إلى ذلك فقال ..

( الله ولي الذين آمنوا )
وهذا يشمل ولايتهم لربهم , بأن تولوه فلا يبغون عنه بديلاً ولا يشركون به أحداً , قد اتخذوه حبيباً وولياً , ووالوا أولياءه , وعادوا أعداءه , فتولاهم بلطفه ومنّ عليهم بإحسانه, فأخرجهم من ظلمات الكفر والمعاصي والجهل إلى نور الإيمان والطاعة والعلم , وكان جزاؤهم على هذا أن سلمهم من ظلمات القبر والحشر والقيامة إلى النعيم المقيم والراحة والفسحة والسرور ..

( والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت )
فتولوا الشيطان وحزبه , واتخذوه من دون الله ولياً ووالوه وتركوا ولاية ربهم وسيدهم , فسلطهم عليهم عقوبة لهم فكانوا يؤزونهم إلى المعاصي أزّاً , ويزعجونهم إلى الشر إزعاجاً , فيخرجونهم من نور الإيمان والعلم والطاعة إلى ظلمة الكفر والجهل والمعاصي , فكان جزاؤهم على ذلك أن حرموا الخيرات , وفاتهم النعيم والبهجة والمسرات , وكانوا من حزب الشيطان وأولياءه في دار الحسرة , فلهذا قال تعالى ..

( أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون ) ..



(( يتبع بإذن الله تعالى ))

فتون
16-12-2003, 05:01 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(::) سورة المسد (::)

( تبت يدآ أبي لهب وتب (1) ما أغنى عنه ماله وما كسب (2) سيصلى ناراً ذات لهب (3) وامرأته حمالة الحطب (4) في جيدها حبل من مسد (5) )


.*. التفسير .*.


أبو لهب هو عم النبي صلى الله عليه وسلم , وكان شديد العداوة والأذية للنبي صلى الله عليه وسلم , فلا فيد دين , ولا حمية للقرابة - قبحه الله - فذمه الله بهذا الذم العظيم , الذي هو خزي عليه إلى يوم القيامة فقال :

( تبت يدا أبي لهب ) أي : خسرت يداه , وشقي ..

( وتب ) فلم يفلح ..

( ما أغنى عنه ماله ) الذي كان عنده وأطغاه , ولا ما كسبه فلم يرد عنه شيئاً من عذاب الله إذ نزل به ..

( سيصلى ناراً ذات لهب ) أي : ستحيط به النار من كل جانب ..

هو ( وامرأته حمالة الحطب ) وكانت أيضاً شديدة الأذية لرسول الله صلى الله عليه وسلم , تتعاون هي وزوجها على الإثم والعدوان , وتلقي الشر , وتسعى غاية ما تقدر عليه في أذية الرسول صلى الله عليه وسلم , وتجمع على ظهرها من الأوزار بمنزلة من يجمع حطباً , قد أعد له في عنقه حبلاً ..

( من مسد ) أي : من ليف ..

أو أنها تحمل في النار الحطب على زوجها , متقلدة في عنقها حبلاً من مسد , وعلى كل , ففي هذه السورة , آية باهرة من آيات الله , فإن الله أنزل هذه السورة , وأبو لهب وامرأته لم يهلكا , وأخبر أنهما سيعذبان في النار ولا بد , ومن لازم ذلك أنهما لا يسلمان , فوقع كما أخبر عالم الغيب والشهادة .

.أسأل الله أن يجعله في ميزان حسناتك

ويانتظار المزيــــــــد

الشيخ محمد العويد
20-12-2003, 05:02 PM
سئل فضيلة الشيخ: عن المعية في قوله: ( وهو معكم أينما كنتم ) ؟ هل هي معية ذاتية أو معية علم وإحاطة؟

الجواب بتاريخ 2003-05-19 04:59 م
فأجاب بقوله: نحن نعلم أن الله فوق كل شيء، وأنه استوى على العرش فإذا سمعنا قوله سبحانه: (وهو معكم أينما كنتم) فلا يمكن أن يفهم أحد أنه معنا على الأرض، لا يتصور ذلك عاقل فضلاً عن مؤمن ولكنه معنا سبحانه وهو فوق العرش فوق سماواته.
ولا يستغرب هذا فإن المخلوقات وهي لا تنسب للخالق تكون في السماء ونقول : إنها معنا. فيقول : شيخ الإسلام: تقول العرب :ما زلنا نسير والقمر معنا. ومع ذلك فالقمر مكانه في السماء. فالله مع خلقه، ولكنه في السماء، ومن زعم بأنه مع خلقه في الأرض كما تقول الجهمية فأرى أنه كافر يجب أن يتوب إلى الله، ويقدر ربه حق قدره، ويعظمه حق تعظيمه، وأن يعلم أنه سبحانه وسع كرسيه السماوات والأرض فكيف تكون الأرض محلاً له.

وقد جاء في الحديث: " ما السماوات السبع والأرضون السبع في الكرسي إلا كحلقة ألقيت في فلاة من الأرض" . والحلقة الصغيرة. مع أن العرش مخلوق والكرسي مخلوق، فما بالك بالخالق سبحانه. فكيف يقال : إن الأرض تسع الله سبحانه أو أنه في الأرض، ومن مخلوقاته سبحانه ما وسع السماوات والأرض، ولا يقول : عن رب العزة مثل هذه المقولات إلا من لا يقدر الله حق قدره، ولم يعظمه حق تعظيمه. بل الرب عز وجل فوق كل شيء مستو على عرشه وهو سبحانه بكل شيء عليم.

الشيخ محمد بن صالح العثيمين

منقول من
http://www.sahab.com/go/showthread.php?threadid=256

دموع الصمت
22-12-2003, 06:42 AM
.....اثاااااااااااابكم المنان ......


http://www.************/pic-vb/50.gif

......تفسيـــــــــــير.....

.........خواتيم سورة البقرة.........



أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

( لله مافي السماوات ومافي الأرض وإن تبدوا مافي أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء والله على كل شيء قدير (284) آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير (285) لا يكلف الله نفساً إلا وسعها لها ماكسبت وعليها ما اكتسبت ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ربنا ولا تحمل علينا إصراً كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين
(286) )



*/ التفسير /*


( لله مافي السماوات ومافي الأرض وإن تبدوا مافي أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء والله على كل شيء قدير (284) )


هذا إخبار من الله أنه له مافي السماوات ومافي الأرض , الجميع خلقهم ورزقهم ودبرهم لمصالحهم الدينية والدنيوية , فكانوا ملكاً له وعبيداً , لا يملكون لأنفسهم ضراً ولا نفعاً ولا موتاً ولا حياةً ولا نشوراً , وهو ربهم ومالكهم الذي يتصرف فيهم بحكمته وعدله وإحسانه , وقد أمرهم ونهاهم وسيحاسبهم على ما أسروه وأعلنوه ..

( فيغفر لمن يشاء ) وهو لمن أتى بأسباب , المغفرة , ويعذب من يشاء بذنبه الذي لم يحصل له مايكفره ..

( والله على كل شيء قدير ) لا يعجزه شيء , بل كل الخلق طوع قهره ومشيئته وتقديره وجزائه ..





( آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير (285) )


يخبر تعالى عن إيمان الرسول صلى الله عليه وسلم والمؤمنين معه , وانقيادهم وطاعته وسؤالهم مع ذلك المغفرة , فأخبر أنهم آمنوا بالله وملائكته وكتبه ورسله , وهذا يتضمن الإيمان بجميع ماأخبر الله به عن نفسه , وأخبرت به عنه رسله من صفات كماله ونعوت جلاله على وجه الإجلال والتفصيل , وتنزيهه عن التمثيل والتعطيل وعن جميع صفات النقص , ويتضمن الإيمان بالملائكة الذين نصت عليهم الشرائع جملة وتفصيلاً , وعلى الإيمان بجميع الرسل والكتب , أي : بكل ماأخبرت به الرسل وتضمنته الكتب من الأخبار والأوامر والنواهي , وأنهم لا يفرقون بين أحد من رسله , بل يؤمنون بجميعهم , لأنهم وسائط بين الله وبين عباده , فالكفر ببعضهم كفر بجميعهم بل كفر بالله ..


( وقالوا سمعنا ) ما أمرتنا به ونهيتنا ..

( وأطعنا ) لك في ذلك , ولم يكونوا ممن قالوا سمعنا وعصينا , ولما كان العبد لا بد أن يحصل منه التقصير في حقوق الله تعالى وهو محتاج إلى مغفرته على الدوام , قالوا ..

( غفرانك ) أي : نسألك مغفرة لما صدر منا من التقصير والذنوب , ومحو ما اتصفنا به من العيوب ..

( وإليك المصير ) أي : المرجع لجميع الخلائق فتجزيهم بما عملوا من خير وشر ..


http://www.************/pic-vb/50.gif


(( يتبع إن شاء الله تعالى ))

جهادية
08-01-2004, 07:24 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بوركت يا دموع الصمت على موضوعك القيم ..

وفقك ربي اختي الطيبة..

ابوالجود
09-01-2004, 09:44 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
اما بعد ....
اللهم اجمعني بأحبتي في الجنان وجعل عملنا خالص لوجهك ياملك ياديان
اللهم اعشنا سعداء وامتنا شهداء امين

الله يبارك لكم جميعاً على هذ الطرح المتميز
وأتمنى ان اشارككم في الأيام القادمة لكني على سفر وأتمنى ان التقي بكم
قـــــــــر يـــــــــــــــــــــــــــــبـــــــــــــــــــ اً

wegdan
10-01-2004, 10:32 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خير على هذا الطرح
أسال الله أن يجعل ذلك في ميزان حسناتكم

الخزامى
10-01-2004, 11:03 PM
غاليتي دموع الصمت

بارك الله فيك على الطرح القيم والمفيد
جزاك الله خير وجعله في ميزان حسناتك لكي ولكل مشارك


والله لا يحرمكم الأجر جميعا

جندية مجهولة
25-01-2004, 11:12 AM
اثابك الله وجعله في موازين حسناتك :)