نجمة خراسان
27-12-2011, 12:32 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/e/e3/Ottoman_Flag.svg/800px-Ottoman_Flag.svg.png
تحرص معظم المطاعم في إسطنبول المتخصصة في المأكولات التركية التقليدية أو الشعبية على إضافة لمسات من الطراز العثماني إلى التصميم الداخلي لها، لتضفي نكهة تاريخية على الأجواء تتناغم مع الأطعمة التركية، ولكن داخل مطعم "دار الضيافة" تنبعث روح التاريخ العثماني من أروقته وجدرانه، فهو قطعة حية من تاريخ تركيا، حيث كان قاعة ولائم الإمبراطورية العثمانية.
http://www.bintnet.com/thumbnail.php?file=food/DaruzziyafeRestaurant_Istanbul_848189101.jpg&size=article_medium
واستغلت الحكومة التركية الكثير من المناطق التاريخية في إسطنبول وحولتها إلى مطاعم سياحية تشرف بلدية إسطنبول عليها مثل "كشك مالطة" و"قصر الخديو عباس حلمي" وغيرها، وبذلك اكتسبت هذه الأماكن شهرة مزدوجة كأماكن تاريخية وكمطاعم تقدم أطباق المطبخ التركي.
تستقبلك "دار الضيافة" بظلال من الفخامة التاريخية بداية من المدخل الذي يشبه أبواب الحصون، ثم طرز القباب والشرفات الصيفية حتى الأجواء التي تخيم على المكان، من زي العاملين إلى الموسيقى التركية القديمة. والمطعم مصمم بشكل مربع كبير، زواياه الأربع مغطاة بقباب تعرف بالقباب القانونية، نسبة إلى سليمان القانوني، وفي الوسط توجد حديقة كبيرة يتوسطها نافورة من الرخام.
ومطعم "دار الضيافة" جزء من مجموعة تحف معمارية متجمعة بجادة السليمانية، أحد أعرق المعالم التاريخية بإسطنبول، وشيده أحد أبرع وأشهر مهندسي العمارة العثمانية، وهو "معمار سنان آغا"، وكان يعد المهندس الخاص للسلطان سليمان القانوني والسلطان سليم الثاني والسلطان مراد الثالث، وسنان آغا هو الذي شيد مسجد السليمانية أيضا - ثاني أكبر مساجد إسطنبول بعد مسجد السلطان أحمد - بناء على أوامر السلطان سليمان القانوني، ليكون بمثابة تكية عامة تابعة لمسجد السليمانية تخدم طلاب العلم القادمين للدراسة بجامع السليمانية.
http://up.hwaro7i.com/uploads/13064192646.jpg
وانتهى معمار سنان من بناء "دار الضيافة" في عام 1555 بمناسبة مرور مائة عام على قيام محمد الفاتح بفتح القسطنطينية، التي أصبحت لاحقا تسمى إسطنبول، واستخدم طوال سنوات حكم الإمبراطورية العثمانية كمكان لعقد المآدب الضخمة، وبعد ذلك تحول المكان في عام 1913 إلى "متحف الفن الإسلامي التركي" ليكون مركزا ثقافيا لعدة سنوات، ثم انتقل المتحف إلى قصر إبراهيم باشا في عام 1983 وأغلق المكان حتى عام 1987.
وبعد فترة وجيزة استخدم المكان كمقر للمؤسسة التركية للأبحاث العلمية، وبعد ذلك تم تغطية المكان للترميم ليكشف عن مشروع إعادة المكان إلى سيرته الأولى ليصبح مطعما تركيا تاريخيا تقام فيه الولائم الضخمة في عام 1992، وأصبح مطعم "دار الضيافة" منذ ذلك الوقت أحد معالم المطبخ التركي في إسطنبول في الوقت الحالي.
البنية الأساسية للمطعم من الحجر وأسقفه مصنوعة من الرخام، وتم ترميم وعمل الزجاج المعشق والمنمنمات والإبر لتصبح صورة من الأصل. والمبنى من الداخل به خمس قاعات كبرى، وهي التي تقع تحت القباب وتستوعب قاعة القانوني، وهي كبرى القاعات، ما يقرب من 350 فردا، بينما تستوعب قاعة سنان نحو 250 فردا، وباقي القاعات تستوعب قرابة 150 فردا، ويفخر العاملون بالمطعم أنهم يستطيعون تقديم المأكولات التركية لأكثر من ألف شخص في نفس الوقت.
وتضمنت أعمال ترميم وصيانة الأسطح أعمال صوت وضوء تضفي على المكان جوّا ساحرا مع بداية الغروب، إلى جانب الاستمتاع بنغمات الموسيقى التركية التقليدية على أوتار العود والبزق، وهي مستوحاة من التراث العثماني، وعادة في المساء يرتدي النادلون بالمطعم أزياء من التراث التركي لاستقبال الضيوف، وتقام عروض لفرق تركية شعبية بالذات من راقصي التنورة التركية في حديقة المطعم الشاسعة وساحة الشرفات الصيفية.
http://farm5.static.flickr.com/4028/4284210523_1dfc60c76d.jpg
يتبع مطعم "دار الضيافة" فلسفة خاصة تتمثل في دمج طقوس المطبخ العثماني العريق بخبرة المطبخ التركي الحديث، وأهم ما يميز المطبخ التركي التقليدي هو استخدام الفاكهة والخضراوات في مواسمها، ولهذا السبب فمطعم "دار الضيافة" يقوم بتحضير قوائم الطعام الخاصة به وفقا لتغير المواسم، وتم إدخال بعض التعديلات على وصفات الطعام العثماني التقليدي لتتماشى مع مفاهيم "دار الضيافة" مثل "شوربة السليمانية" التي يشتهر بها المكان، والتي تحضر من الخضراوات الطازجة واللحم المفروم، إلى جانب عدد من وصفات مختلفة لحساء العدس التي يشتهر به المطعم التركي، وهي من أساسيات الطعام لدى المواطن التركي، وأيضا حساء "الترخانه" بالزبادي، ويشتهر المكان أيضا بطبق لحم العجل بالبهارات الملفوف بالخبز العثماني.
ولا يمكن أن يذكر المطعم التركي دون ذكر أطباق الكباب، فيقدم مطعم "دار الضيافة" أنواعا متعددة من الكباب التركي وأطباق الكباب الخاصة بالمطعم مثل كباب "أبانت" بالزبادي أو كباب "علي نازك"، ويفضل الأتراك شرب "العيران"، لبن رائب مع وجبات الكباب، ويقدم الشراب طازجا في أكواب من المعدن ويتميز برغوة على سطحه، مثل الكثير من محلات الكباب في القرى التركية والضواحي، على عكس محلات الكباب في إسطنبول التي تقدم عبوات العيران التي تباع في الأسواق.
وأيضا يشتهر المكان بتقديم أطباق زيت الزيتون المشهورة في بلدان البحر المتوسط، خصوصا في اليونان وقبرص، مثل طبق الدجاج بالجوز بزيت الزيتون، إلى جانب عدد كبير من أطباق الخضراوات بزيت الزيتون مثل الفاصوليا والكوسة والباذنجان.
http://media-cdn.tripadvisor.com/media/photo-s/01/e9/61/4c/muhtesem-masa.jpg
ويشتهر "دار الضيافة" بقائمة حلويات تعد الأكثر تنوعا في مطاعم إسطنبول، فهناك مجموعة مختلفة من أنواع البقلاوة والكنافة إلى جانب الأرز باللبن والعاشوراء والمهلبية وأطباق الحلوى المسخنة في أطباق من الفخار في الفرن، بالإضافة إلى حلويات "لاظ"، وهي عبارة عن مزيج من الحليب والسكر والزبد والفانيليا مع رقائق فطائر، وحلوى "ريفاني" المصنوعة من الكعك المغطى بالعسل والشربات الساخن، وهي شبيهة بحلوى "عيش السراية".
ويعد الشربات من أساسيات طقوس المطعم العثماني لترطيب طعم الحلق بين الوجبات، لذلك يحضر "دار الضيافة" قائمة متنوعة من الشربات معدة من الفواكه الموسمية مثل الكرز الحامض والتفاح والكمثرى والرمان والبرتقال، أو من الورود والعسل.
http://img101.imageshack.us/img101/2971/25664262.jpg
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/e/e3/Ottoman_Flag.svg/800px-Ottoman_Flag.svg.png
تحرص معظم المطاعم في إسطنبول المتخصصة في المأكولات التركية التقليدية أو الشعبية على إضافة لمسات من الطراز العثماني إلى التصميم الداخلي لها، لتضفي نكهة تاريخية على الأجواء تتناغم مع الأطعمة التركية، ولكن داخل مطعم "دار الضيافة" تنبعث روح التاريخ العثماني من أروقته وجدرانه، فهو قطعة حية من تاريخ تركيا، حيث كان قاعة ولائم الإمبراطورية العثمانية.
http://www.bintnet.com/thumbnail.php?file=food/DaruzziyafeRestaurant_Istanbul_848189101.jpg&size=article_medium
واستغلت الحكومة التركية الكثير من المناطق التاريخية في إسطنبول وحولتها إلى مطاعم سياحية تشرف بلدية إسطنبول عليها مثل "كشك مالطة" و"قصر الخديو عباس حلمي" وغيرها، وبذلك اكتسبت هذه الأماكن شهرة مزدوجة كأماكن تاريخية وكمطاعم تقدم أطباق المطبخ التركي.
تستقبلك "دار الضيافة" بظلال من الفخامة التاريخية بداية من المدخل الذي يشبه أبواب الحصون، ثم طرز القباب والشرفات الصيفية حتى الأجواء التي تخيم على المكان، من زي العاملين إلى الموسيقى التركية القديمة. والمطعم مصمم بشكل مربع كبير، زواياه الأربع مغطاة بقباب تعرف بالقباب القانونية، نسبة إلى سليمان القانوني، وفي الوسط توجد حديقة كبيرة يتوسطها نافورة من الرخام.
ومطعم "دار الضيافة" جزء من مجموعة تحف معمارية متجمعة بجادة السليمانية، أحد أعرق المعالم التاريخية بإسطنبول، وشيده أحد أبرع وأشهر مهندسي العمارة العثمانية، وهو "معمار سنان آغا"، وكان يعد المهندس الخاص للسلطان سليمان القانوني والسلطان سليم الثاني والسلطان مراد الثالث، وسنان آغا هو الذي شيد مسجد السليمانية أيضا - ثاني أكبر مساجد إسطنبول بعد مسجد السلطان أحمد - بناء على أوامر السلطان سليمان القانوني، ليكون بمثابة تكية عامة تابعة لمسجد السليمانية تخدم طلاب العلم القادمين للدراسة بجامع السليمانية.
http://up.hwaro7i.com/uploads/13064192646.jpg
وانتهى معمار سنان من بناء "دار الضيافة" في عام 1555 بمناسبة مرور مائة عام على قيام محمد الفاتح بفتح القسطنطينية، التي أصبحت لاحقا تسمى إسطنبول، واستخدم طوال سنوات حكم الإمبراطورية العثمانية كمكان لعقد المآدب الضخمة، وبعد ذلك تحول المكان في عام 1913 إلى "متحف الفن الإسلامي التركي" ليكون مركزا ثقافيا لعدة سنوات، ثم انتقل المتحف إلى قصر إبراهيم باشا في عام 1983 وأغلق المكان حتى عام 1987.
وبعد فترة وجيزة استخدم المكان كمقر للمؤسسة التركية للأبحاث العلمية، وبعد ذلك تم تغطية المكان للترميم ليكشف عن مشروع إعادة المكان إلى سيرته الأولى ليصبح مطعما تركيا تاريخيا تقام فيه الولائم الضخمة في عام 1992، وأصبح مطعم "دار الضيافة" منذ ذلك الوقت أحد معالم المطبخ التركي في إسطنبول في الوقت الحالي.
البنية الأساسية للمطعم من الحجر وأسقفه مصنوعة من الرخام، وتم ترميم وعمل الزجاج المعشق والمنمنمات والإبر لتصبح صورة من الأصل. والمبنى من الداخل به خمس قاعات كبرى، وهي التي تقع تحت القباب وتستوعب قاعة القانوني، وهي كبرى القاعات، ما يقرب من 350 فردا، بينما تستوعب قاعة سنان نحو 250 فردا، وباقي القاعات تستوعب قرابة 150 فردا، ويفخر العاملون بالمطعم أنهم يستطيعون تقديم المأكولات التركية لأكثر من ألف شخص في نفس الوقت.
وتضمنت أعمال ترميم وصيانة الأسطح أعمال صوت وضوء تضفي على المكان جوّا ساحرا مع بداية الغروب، إلى جانب الاستمتاع بنغمات الموسيقى التركية التقليدية على أوتار العود والبزق، وهي مستوحاة من التراث العثماني، وعادة في المساء يرتدي النادلون بالمطعم أزياء من التراث التركي لاستقبال الضيوف، وتقام عروض لفرق تركية شعبية بالذات من راقصي التنورة التركية في حديقة المطعم الشاسعة وساحة الشرفات الصيفية.
http://farm5.static.flickr.com/4028/4284210523_1dfc60c76d.jpg
يتبع مطعم "دار الضيافة" فلسفة خاصة تتمثل في دمج طقوس المطبخ العثماني العريق بخبرة المطبخ التركي الحديث، وأهم ما يميز المطبخ التركي التقليدي هو استخدام الفاكهة والخضراوات في مواسمها، ولهذا السبب فمطعم "دار الضيافة" يقوم بتحضير قوائم الطعام الخاصة به وفقا لتغير المواسم، وتم إدخال بعض التعديلات على وصفات الطعام العثماني التقليدي لتتماشى مع مفاهيم "دار الضيافة" مثل "شوربة السليمانية" التي يشتهر بها المكان، والتي تحضر من الخضراوات الطازجة واللحم المفروم، إلى جانب عدد من وصفات مختلفة لحساء العدس التي يشتهر به المطعم التركي، وهي من أساسيات الطعام لدى المواطن التركي، وأيضا حساء "الترخانه" بالزبادي، ويشتهر المكان أيضا بطبق لحم العجل بالبهارات الملفوف بالخبز العثماني.
ولا يمكن أن يذكر المطعم التركي دون ذكر أطباق الكباب، فيقدم مطعم "دار الضيافة" أنواعا متعددة من الكباب التركي وأطباق الكباب الخاصة بالمطعم مثل كباب "أبانت" بالزبادي أو كباب "علي نازك"، ويفضل الأتراك شرب "العيران"، لبن رائب مع وجبات الكباب، ويقدم الشراب طازجا في أكواب من المعدن ويتميز برغوة على سطحه، مثل الكثير من محلات الكباب في القرى التركية والضواحي، على عكس محلات الكباب في إسطنبول التي تقدم عبوات العيران التي تباع في الأسواق.
وأيضا يشتهر المكان بتقديم أطباق زيت الزيتون المشهورة في بلدان البحر المتوسط، خصوصا في اليونان وقبرص، مثل طبق الدجاج بالجوز بزيت الزيتون، إلى جانب عدد كبير من أطباق الخضراوات بزيت الزيتون مثل الفاصوليا والكوسة والباذنجان.
http://media-cdn.tripadvisor.com/media/photo-s/01/e9/61/4c/muhtesem-masa.jpg
ويشتهر "دار الضيافة" بقائمة حلويات تعد الأكثر تنوعا في مطاعم إسطنبول، فهناك مجموعة مختلفة من أنواع البقلاوة والكنافة إلى جانب الأرز باللبن والعاشوراء والمهلبية وأطباق الحلوى المسخنة في أطباق من الفخار في الفرن، بالإضافة إلى حلويات "لاظ"، وهي عبارة عن مزيج من الحليب والسكر والزبد والفانيليا مع رقائق فطائر، وحلوى "ريفاني" المصنوعة من الكعك المغطى بالعسل والشربات الساخن، وهي شبيهة بحلوى "عيش السراية".
ويعد الشربات من أساسيات طقوس المطعم العثماني لترطيب طعم الحلق بين الوجبات، لذلك يحضر "دار الضيافة" قائمة متنوعة من الشربات معدة من الفواكه الموسمية مثل الكرز الحامض والتفاح والكمثرى والرمان والبرتقال، أو من الورود والعسل.
http://img101.imageshack.us/img101/2971/25664262.jpg