المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل هذا من الإبتداع في الدين



سنا البرق
11-12-2003, 12:37 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد / شيخنا الفاضل أحسن الله اليك

لو قلت لرجل في فلسطين صل لي ركعتين في المسجد الأقصى ؟
أو قلت لرجل في الحرم المكي أو في الحرم المدني صل لي ركعتين ؟

والقاعدة الأصوليه المتعارف عليها ( الأصل في العبادة التحريم الا مادل عليه دليل ) فهذا الفعل لا يوجد عليه دليل عن الرسول ولا عن الصحابه فما الحكم فيه
أليس هو من البدع المحدثه ...

وجزاك الله خيراً

همام
11-12-2003, 05:37 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ...
بارك الله فيك أختنا ونفع بك ..

نعم ما تفضلتِ به صحيح ، والقاعدة صحيحة ؛ فإن الأصل في العبادات أنها محظورة إلا ما دل الدليل على كونها مشروعة ، قال تعالى : { أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله } .

والصورة التي تفضلتِ بها : والتي يطلب فيها أحد أن يصلي عنه في المسجد الحرام أو المسجد الأقصى ... هذه مسألة تتعلق بالنيابة عن الغير في أداء العبادة أو إهداء ثوابها له ..
والصورة المذكورة في السؤال بدعة لا أساس لها من الشرع ، ولم يرد بها دليل فتبقى على الأصل في المنع .

إلا أنه قد جاءت صور من العبادات مما تدخلها النيابة ؛ كالحج والعمرة عن الغير إذا توفر فيه شرط الاستطاعة المالية و كان عاجزاً ، وكذا الصدقة عن المتوفى ، وكالصيام عمن كان عليه صوم واجب ومات قبل أن يقضيه بلا عذر .. ، وكالأضحية ..
فهذه الصور تدخلها النيابة ، ويصح فعلها بالنية عن الغير ، أما غيرها من العبادات كالصلاة وقراءة القرآن ونحوها فتبقى على الأصل في المنع ، وأنه لا تصح أن يقوم بها أحد نيابة عن أحد .

فإن قيل : وما الدليل على تخصيص هذه الصور بجواز النيابة وإهداء الثواب دون غيرها ؟
قلنا : الدليل هو ما جاء في السنة الشريفة ، ولو لم يرد بها دليل لكانت في حيز المنع للقاعدة الشرعية المعروفة ..
فالحج والعمرة قد جاء فيها حديث ابن عباس عند مسلم في المرأة الخثعمية التي سألت النبي صلى الله وقالت : بأن أباها رجل كبير لا يثبت على الراحلة ، أفأحج عنه ؟ قال صلى الله عليه وسلم : (( نعم)) .

وأما الصدقة فقد جاء فيها حديث أبي هريرة عند مسلم : (( إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث : صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له)) .

وأما الصوم فقد جاء في الصحيح من حديث عائشة : (( من مات وعليه صيام صام عنه وليه)) .

وأما الأضحية فقد جاء فيها قوله صلى الله عليه وسلم وقد ضحى : ((اللهم هذا عن محمد وآل محمد)) .

والله تعالى أعلم .

سنا البرق
12-12-2003, 03:42 PM
أحسن الله اليك وبارك فيك

لدي سؤال آخر ولا أدري إن كنتَ تشترط لكل سؤال فتح صفحه جديدة
إن كنتُ خالفت شرطاً فأنا اعتذر ولك الخيار في الإجابه ..

سؤالي هذه أدله من القرآن
قال تعالى " الم , أحسب الناس أن يقولوا امنا وهم لا يفتنون "
ويقول " أم حسبتم ان تدخلوا الجنه ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين امنوا معه متى نصر الله آلا ان نصر الله قريب "
ويقول " ام حسبتم ان تدخلوا الجنه ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين "

ويقول " ولنبلونكم بشئ من الخوف والجوع ونقص من الأموال والانفس والثمرات وبشر الصابرين "

وغيرها ما لا يحضرني الآن ....

ومن السنه :
يقول عليه الصلاة والسلام " إن الله اذا احب عبد اصاب منه "
و " ان الله اذا احب قوم ابتلاهم "
و " اشد الناس بلاء الانبياء ثم الذين يلونهم يبتلا المرأ على قدر دينه فإن كان في دينه صلابه زيد في بلائه حتى يترك العبد يمشي على الارض وما عليه خطيئه "
وقوله " الدنيا جنه الكافر وسجن المؤمن "

وغيرها .............

ومن آثار الانبياء والصالحين التي تظهر فيها تقلبهم في البلاء ما لا يتسع المقام بذكرها
...
هذا السابق من الأدله في قطب
والقطب الآخر
يقول الله تعالى " وأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون "
ويقول عليه السلام
" من كانت الدنيا اكبر همه فرق الله عليه ضيعته وجعل فقره بين عينيه ولم يأته من الدنيا إلا ماكُتب ومن كانت الآخره همه جمع الله عليه ضيعته وجعل غناه في قلبه واتته الدنيا وهي راغمه "

وفي الأثر
أن زياتاً فقيراً يهودياً مر بأبو الوزير المظفر في موكبه فقال له " انتم تقولون ان الدنيا سجن المؤمن وجنه الكافر " وانا فيما انا فيه وانت فيما انت فيه
فقال له ابو الوزير رحمه الله " انا بالنسبه لما اعده الله لي في الآخره في سجن وانتم بالنسبه لما اعدة الله لكم في الآخره في جنه " ... فألقى الزيات بالزيت وأسلم ..

ويقول ابن القيم كان ابن تيميه رغم الإرهاق والمطارده والسجن أشرح الناس صدراً

الآن مر بي قطبين القطب الأول من الأدله أن المؤمن يبتلا وتضيق عليه الدنيا بالهموم والمصائب
والقطب الثاني ان المؤمن هو السعيد في الدنيا والآخرة

والقاعدة الأصوليه
((((((( لا تعارض بين النصوص القطعيه إن لم يكن أحدها منسوخ بل نجمع بينها إن أمكن الجمع )))))))))
والسابق لم ينسخ منه شئ
والجمع فيه ممكن لكنني لم أستطع أن أجمع بينها أبداً

أحسن الله اليك اود ان تبين لي الجمع بينها لا حرمك الله الأجر؟؟؟
كيف المؤمن يحزن بالبلاء وهو مع ذلك سعيد
انا اعلم ان النقل صحيح صريح لكن العله عندي في العقل فهو اقل من فهم هذا بكثير
ولا اقول ذلك تشككاً لا والله , لكن ليطمأن قلبي واكون على يقين

سنا البرق
12-12-2003, 04:18 PM
المعذرة ما أنتبهت فيه أخطاء إملائيه
ليطمأن = ليطمئن

همام
20-12-2003, 12:45 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...

بارك الله فيك أختنا ونفع بك ، وأوصيك ببذل المزيد في تحصيل العلم ، فيظهر لي -ما شاء الله- من خلال مشاركاتكم بأن عندك اطلاعاً وحباً للعلم ، وهذا من فضل الله عليك ؛ لأن ((من يرد الله به خيراً يفقه في الدين)) .. فأسال الله تعالى أن يزيدك من العلم النافع وأن يسبغ عليك ثوب التقوى والستر والعافية ..

أما ما يتعلق بسؤالك ، فلا تعارض ولله الحمد بين ما تفضلتِ بذكره ؛ فالجواب عن ذلك في قوله صلى الله عليه وسلم لابن عباس : (( يا غلام إني أعلمك كلمات ، احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله ، واعلم ان الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه لك ، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك ، رفعت الأفلام وجفت الصحف)) أخرجه الترمذي ، وفي لفظ عند الإمام أحمد : (( تعرف على الله في الرخاء يعرفك في الشدة ، واعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطئك لم يكن ليصيبك))
وجاء في الصحيح : (( عجباً لأمر المؤمن أن أمره كله له خير ، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن ، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له ، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له)) .
وقال تعالى : { يثبت الله الذين آمنوا في الحياة الدنيا وفي الآخرة ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء} .
وجاء عن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه في قوله تعالى : { ومن يؤن بالله يهد قلبه} ، قال : هو المؤمن يعلم أن المصيبة من قدر الله فيرضى ويسلم .

من هذه النصوص نعلم بأن البلاء واقع على الناس عموماً بالنعماء والضراء ، ولكن الله تعالى يوفق من شاء من عباده إلى أن يبصروا طريقهم في هذا البلاء فتنشرح صدورهم ، ويعلمون بأن العاقبة للتقوى وأن ما عند الله خير وأبقى وأن مع العسر يسراً ، ولن يغلب عسر يُسْرَين ..، كما جاء في النصوص السالفة ..

نعم .. ينجي الله تعالى المؤمنين ويشرح صدورهم باليقين بموعوده ، وينير بصائرهم في أوقات البلاء والفتن ... وهذا فضل الله يؤتيه من يشاء .. ولا يحصله إلا من تعرف على الله في الرخاء -كما في حديث ابن عباس- ، ومن لزم داء الله تعالى بالثبات على الأمر


أسأل الله تعالى أن يثبتنا وإياكم على الحق حتى نلقاه .

سنا البرق
21-12-2003, 02:39 PM
ولك المثل وزيادة
شكر الله لك هذا التوضيح وأسأله أن يبارك في علمك وعملك