نون.كووم
25-07-2012, 01:09 PM
http://up.hawahome.com/uploads/13432107481.jpg
في ليله من احلى الليالي السعيده تم عقد قران عبدالله بإبنة خالته وجدان وسط فرح وأهازيج الاهل والاصحاب
كان عبد الله شابا متدينا خلوقا وكذالك وجدان كانت تتحلى بأجمل الاخلاق وأعذب الصفات اللتي تناسب الاناث وتميزهن
عاش الزوجان في اهنئ حال وأطيب مآل إلى انه كان هناك امراأصبح ينغص عليهم بهجتهم بعض الشيئ هو تأخر حمل وجدان فقد مضى على زواجهما أكثر من ثلاث سنوات ولم ترزق وجدان بطفل
بدأ القلق يدب حياتهما والملل يقتحم البيت ويلقي بضلاله البائس في أرجائه
توجه عبد الله ووجدان للمشفى وخضعا لإجراء بعض الفحوص الطبيه وبعد عدة ايام والخوف يجثم على قلوبهما والقلق يقبع بين حنايا روحيهما قالت لهم الطبيبه جميع الفحوصات سليمه ولله الحمد ولاكن مجرد وقت
صرفت لهم الطبيبه بعض الادويه ومن ثم عادا للمنزل
نظر عبد الله لإبنة خالته وجدان باعثا لها بصيص امل يحمله على جذوة من قبس حنانه ومحبته وعطفه الكبير لها قائلا
لاتقنطي ياعزيزتي من روح الله فالله رحيم حكيم بعباده اوصيك ونفسي بالاستغفار وعل كلام الطبيبه اليوم لنا فيه تنبيه رائع كي نستثمر وقتنا باللجوء للكريم الرازق كي يرزقنا وقبل ذالك نتقرب منه ونبتهل اليه
هزت وجدان رأسها ثم وضعت عينيها بعيني عبد الله وقالت :
والله انني لأبصر أملا قادما من بعيد ...ولن اقنط من روح الله ابدا وسأطلبه وأشكره وأحمده في كل حين
مرت ايام قلائل حتى رأت وجدان في ذات ليله رؤيا استأنست بها وأخذت تعيد احداثا في مخيلتها كشريط ذكريات جميله
وفي اليوم التالي أسرعت كي تتصل بأحد مفسري الاحلام الثقات ممن عرف عنه الصدق والورع وروت له حلمها فأجاب
هناك امر سعيد سيمر بك قريبا وستتوالى من بعده البشارات
استفسرت وجدان ماهو هذا الامر ياشيخ ....
اجابها لااعلم يابنتي ولاكن ضاهر الرؤيا خير بإذن الله
انهت وجدان مكالمتها ورفعت يدها سائلة ربها ان يحقق أمانيها وان يفرح قلبها برؤية طفل تضمه لصدرها
مرت أسابيع قلائل فقط بعد رؤيتها لذالك الحلم وفي يوم من الايام أحست وجدان بألم بسيط في بطنها رافقه دوار شديد وشعور بالغثيان
بقيت وجدان في سريرها ايام عده ولاكن حالتها تزيد
لم تستطع وجدان الإحتمال فتوجهت مع زوجها إلى المشفى وما ان انهت الطبيبه عملية الكشف حتى تبسمت وقالت مبارك ياوجدان انت حامل
تلعثمت وجدان وأخذت تردد امتأكدة انت ايتها الطبيبه ؟!! ارجوك تأكدي
ردت عيها نعم انا متأكده جدا انت حامل في اسبوعين فقط
نزلت وجدان من على سرير الكشف وارتدت عبائتها ومن شدة السرعه ارتدتها بالمقلوب وايضا خمارها كان مقلوبا وتوجهت مسرعه للخارج بحثا عن عبد الله وأخبرته بالمفاجئه
قالت له وهي تتحسس بطنها بيدها انا حامل ياعبد الله انا حامل ياعزيزي خر عبدالله من شدة الفرحه مكانه ساجدا شكرا لله وتناول جهازه الخلوي وهاتف والده ووالدته مبشرا إياهم
عاد عبدالله ووجدان للبيت وقالت وجدان ما رأيك ان تقيم وليمه كبيره بهذه المناسبه وندعو فيها جميع اقاربنا وأحبابنا
رد عليها عبد الله لا بأس ياعزيزتي ولاكني ارى ان نشكر الله بهذا المال افضل وأولى ما رأيك ان نقوم بالتصدق بمال الوليمه شكرا لله فالفقراء والمحتاجين بأمس الحاجه لهذا المال
وأعدك ان نقيم وليمة كبيره بعد ولادتك بالسلامه
هزت وجدان رأسها قائلة اصبت يازوجي رأيك موفق بإذن الله
مرت التسعة اشهر وكأنها دهرا كيف لا وهما ينتظران بفرح قدوم طفلهما
الحبيب وفي كل يوم يرسمون له طريق السعاده والهناء
حانت ساعة الصفر وبوادر الضيف المنتظر لاحت أخيرا
في أحد الليالي احست وجدان بآلام المخاض الشديده تبدأ
نادت زوجها من عمله كي يأتي بسرعه ..كان مقر عمل عبد الله بعيدا جدا ولاكنه اسرع في طريقه كالريح وكان كل وهله يتصل بوجدان كي يطمئن عليها
كانت وجدان تتألم بشده ولاكنها لم تقلق زوجها ابدا حتى وصل اخيرا وحملها إلى المشفى القريبه
عانت وجدان كثيرا من الم الولاده ..ولاكن كلما إشتد الكرب ذكرت الله وسبحته باسمه الأعلى ؛
مضى الوقت طويلا على عبدالله اللذي كان منشغلا بالدعاء ان يهون الله على زوجته ويسلم إبنه من كل مكروه وبعد ساعات طويله صدح صوت المولود المنتظر مدويا في ارجاء الحجره
لم يستطع عبدالله البقاء خارجا وهو يستمع لصوت ابنه فتوجه مسرعا ناحية غرفة الولاده وفتح الباب وأخذ يقلب النظر حوله باحثا عن صغيره ومشتاقا لرؤية زوجته
توجه اولا لوجدان ومسح رأسها وبارك لها
ثم تناول ابنه فقد رزق بمولد ذكر اكمل ما يكون جمالا وعافيه حمله عاليا وقبله ودنى منه بكل حنان وقام بالأذان في اذنه اليمنى والاقامه في اذنه اليسرى
راقبت فعله ممرضه نصرانيه تدعى مايا وما ان انتهى من عمله حتى تقدمت منه وقالت
لقد اخذت في بلدي دورات عده عن التواصل وفن التخاطب ولي شهاده ايضا في علم النفس
وحين رأيت صنعك سيدي رأيت امرا فاق فنون التواصل الإيحائيه بين الاشخاص وتعدى اسرار علم النفس جميعها فطريقة إقترابك من طفلك ومخاطبة حواسه بهذه الآليه المتناغمه اكبر سبب للتواصل الحسي والبدني والمعنوي بين الطفل وابيه
تبسم عبدالله وقال لها هذا ديننا وهذه سنة حبيبنا بل سأتواصل معه داخل جوفه حين اقوم بتحنيكه بقليل من التمر الممزوج بلعابي
تبسمت الممرضه إبتسامة إعجاب وقالت دينكم دين عظيم
رد عليها عبدالله اسأل الله ان يشرح قلبك للإسلام
دمعت عين الممرضه وقالت قريبا اعدك بذالك
نادت وجدان عبدالله وقالت ماذا سنسمي إبننا
رد عبد الله قائلا ما رأيك ان نسميه "انساً"
هزت وجدان رأسها وقالت انس ياله من اسم جميل
إذا من اليوم نادينيي ياعزيزتي ابا انس ...تبسمت وجدان وقالت وانا ام انس
http://up.hawahome.com/uploads/13432107483.gif
مرت الشهور وبلغ عمر انس الان ستة اشهر
عاشت وجدان وعبدالله وانس اجمل ايام حياتهما فقد ملئ انس البيت فرحا وأنسا وسعاده فقد كان له من إسمه نصيب
في يوم من الايام احست وجدان بألم في اسفل بطنها ناحية اليمين حاولت تخفيفه بالمسكنات والاعشاب ولاكن دون جدوى او منفعه مكثت اياما تصارع الالم وتصبر ولاكن الالم في إزدياد
حتى جاء ذاك اليوم اللذي كان عبد الله فيه نائما ...أما وجدان فكانت تجلس في الحجرة المجاوره مع انس ترتقب سكون الالم كي تنام ولو لدقائق قليله
لاكن لافائده فحدة الالم زادت وبلا شعور اخذت وجدان تمسك بطنها وتصرخ
فزع عبدالله من نومه وأخذ يجري ويتعثر حتى وصل لمكان الصوت
وجد وجدان ملقاة على الاريكه ممسكة بطنها وتتلوى من الألم
انحنى عبد الله بالقرب من وجدان وأخذ يناديها بصوت عالٍ
وجدان وجدان مابك
لم تستطع وجدان الكلام من شدة الالم
قام عبدالله وارتدى ثيابه بسرعه وحمل وجدان للمشفى
وما ان كشف عليها الطبيب حتى امر بعمل اشعه سريعه
خضعت وجدان للأشعه وهي خائفة تترقب
اما عبدالله فكان يجلس بالخارج حاملا بين يديه ابنه انس
خرج الطبيب وطلب من عبدالله الحضور اليه وحده
شعر عبد الله بالخوف والإرتباك وتوجه مسرعا ناحية حجرة الطبيب وعاجله بالسؤال خير يادكتور
طمنني ارجوك
هز الطبيب رأسه متأسفا وقال
زوجتك تعاني من ورم على مبيضها الايمن
دهش عبد الله وقال كيف ذالك ايها الطبيب
انه قدر الله يا اخي وقد وصلت زوجتك لمرحله متأخره بعض الشيئ وسنقوم بأخذ مسحه وبعض التحاليل ونرسلها المانيا قد يستغرق الامر شهرا واحدا ومن ثم سنبدأ معها خطة العلاج بالكيماوي اولا ومن ثم سنقوم بإستإصال المبيض وربما سنستأصل المبيض الاخر كإجراء إحترازي لااكثر ولا اقل
صمت عبد الله من هول الصدمه وقال هل حياة وجدان في خطر يادكتور
اجابه الطبيب لا يا اخي بإذن الله إذا خضعت لخطه علاجيه متقنه لاكنها بلا شك ستفقد القدره تماما على الإنجاب
رد عبد الله لايهم يادكتور اهم شيئ لدي الآن هو سلامتها
كان انس في هذه الاثناء نائما في حضن ابيه وما ان انهى الطبيب كلامه حتى استيقض وأخذ بالبكاء حينها انفجرت مشاعر عبد الله واحتضن انس وأخذ يبكي هو الاخر
سأل عبد الله الطبيب
زوجتي ايها الطبيب ترضع ابني من نفسها فهل في ذالك ظررعليها او على الطفل؟؟
أجابه الطبيب حاليا لا ولاكني انصحها ان تبدأ من اليوم على فطامه لأن خطة العلاج القادمه تستلزم فطامه نهائيا
**********
قام الطبيب بكتابة بعض المسكنات لوجدان لحين تأتي نتائج التحاليل
ومن ثم توجها الى البيت
تسبق عبد الله خطوات الحزن الشديد
أما وجدان فتسبقها خطوات الشك والخوف
في اليوم التالي تحسنت قليلا صحة وجدان ولاكن بدأ وجهها بالإصفرار
كان عبد الله يشاهد التلفاز بجسده ولاكن فكره كان غائبا عنه
توجهت وجدان لغرفة نومها وبدلت ثيابها ووضعت على وجهها بعض المساحيق كي تخفي شحوبها وآلامها
تقدمت صوب زوجها وجلست بجانبه ومدت يدها ووضعتها على كفه وقالت عزيزي لم اسألك بعد عما قاله الطبيب لك البارحه
اجابها عبدالله لاشيئ ياعزيزتي
شدت وجدان قبضتها على يد عبدالله وقالت اسألك بالله ان تصدقني القول
أشاح عبدالله بوجهه عن مرأى حبيبته كي لاترى دموعه وتمتم لها مخاطبا بصوت مخنوق
اتضح من الاشعه ان بك ورما على مبيضك الايمن وبعد شهر ستبدأين العلاج الكيميائي وربما سيتم إستأصال المبيض الايمن مع الايسر
صمتت وجدان قليلا وقالت حسبنا الله ونعم الوكيل
إنا لله وإنا اليه راجعون اللهم اجرني في مصيبتي واخلفني خيرا منها
نهضت وجدان من مكانها وتوجهت للحجرة المجاوره وأخذت تبكي بصوت مكبوت
*********
أما عبدالله فقد تسمر مكانه صامتا لايلوي على شيئ ابدا
اصبح محتما على وجدان ان تتوجه للمشفى كل اسبوع مره لكي تقوم ببعض الفحوص ليتم صرف الدواء المناسب لها وبعض المسكنات لحين تأتي نتيجة التحاليل
وفي احد المرات كان ذالك اليوم يوما مميزا جدا في حياة وجدان وعبدالله
http://up.hawahome.com/uploads/13432107483.gif
ذهبت وجدان زيارتها الأولى الى المشفى ومعها انس تحمله قامت بجميع الفحوص اللازمه واثناء تواجدها في قسم الصيدليه تنتظر صرف الدواء شعرت وقتها بملل شديد فأخذت تداعب ابنها انس وتغني له وتقبله حتى قطع انسها بصغيرها صوت جلبه غريبه في قسم الطوارئ لقربه الشديد من الصيدليه
توجهت وجدان ناحية الباب فرأت عددا كبيرا من الاطباء والمسعفين وعلى وجوههم نظرات الوجل والإرتباك
وفي تلك الاثناء كان هناك صوت بكاء لايتوقف لطفل صغير
سبب بكاء الطفل الإرتباك لطاقم المشفى
مرت دقائق والبكاء لم يتوقف بل مرت نصف ساعه والبكاء لم يتوقف بل يزيد
تناولت وجدان جهازها الخلوي وهاتفت زوجها قائلة مالامر ماسرهذه الجلبه الشديده بالخارج
رد عليها عبد الله قائلا :
وصل للمشفى حاله طارئه لزوجين قضيا في حادث سياره وهذا البكاء بكاء طفلتهم اللتي نجت من الموت بأعجوبه الاطباء الان وجميع الممرضات يحاولون تهدئتها بلافائده كأن الطفله شعرت بموت والديها
صمتت وجدان وقالت كم هي مسكينه هذه الصغيره كم ستعاني في حياتها
اعادت وجدان جهازها إلى حقيبة يدها ثم عاودت مداعبة صغيرها انس علها تنسى مأساه هذه العائله المسكينه
نظرت وجدان لعيني انس وقبلتهما وقالت وهي تبكي
حبيبي انس غدا ربما اموت لاتبكي علي ياحبيبي ارجوك
تأملت وجدان كثيرا في عيني انس حتى تبسم لها وكأنه يبعث لها برساله مفادها امي لاتيأسي فالله معنا
http://up.hawahome.com/uploads/13432107483.gif
آآه مازال صوت الصغيره يعلو بالبكاء حينها كاد قلب وجدان ان يتمزق وأخذت تحظن انس وتبكي وفجأة رن جهازها
نظرت للمتصل فكان زوجها
ردت عليه وقالت مالامر يازوجي هل انتهيت من صرف الدواء اشعر بالاعياء الشديد
رد عليها عبد الله نعم انتهينا هيا يا عزيزتي توجهي للخارج فأنا بانتظارك
حملت وجدان صغيرها وأثناء مشيها بالممر لمحت شيئا لم تره في حياتها
رأت سريرين مقابل بعضهما والدماء قد صبغت اجزاءً من الغطاء الابيض .... عرفت ان هذان السريران يتبعان اصحاب الحادث اللذي اخبرها به زوجها
سقطت من عين وجدان دمعه تلتها دمعات وبكاء ودعوات للميتين بالرحمه
واثناء مشيها كان بجوارها زوجها حاملا ابنهما انس حتى مرا بجانب حجرة الفحص الاوليه فسمعت ذات الصوت الباكي الحزين مرةً أخرى ياااه إنها الطفله المسكينه مازالت تبكي
توقفت وجدان فجأه ناحية الحجره
لم ينتبه عبدالله ان وجدان لاتسير بجانبه إلا بعد ان ابتعد عنها بمسافه ....عاد عبدالله ونادى وجدان قائلا لها هيا ياعزيزتي تحركي الا تريدين العودة للمنزل
هيا ردي علي مابك
وجدان
وجدان
شعر عبدالله بالقلق واقترب اكثر من زوجته ورفع صوته وجدان ماللذي اصابك الا تسمعينني
التفتت اخيرا اليه وقالت اسفه يازوجي ولاكني كنت افكر في امر هذه الصغيره
قال آه ياوجدان اريحي بالك ففيك مايكفيك
ردت وجدان وهي تتنهد بحزن اني والله اعلم مايبكي هذه الصغيره
رد عبد الله كيف ذالك
أجابته وجدان !!
ارجوك يا عزيزي ولأجل خاطري تحدث مع الطبيب فهو يعرفك واجعله يأذن لي بالدخول وحمل هذه الصغيره
دهش عبد الله من طلبها وقال
ماذا تريدين منها!!!
اجابت بعد اذنك ياعزيزي سأقوم بإرضاعها ...المسكينه فقدت امها فجأه وربما هي جائعه ولن يسكتها إلا الإحتضان الدافئ كحضن والدتها
إقترب عبدالله من زوجته ووضع يده على كتفها وضمها اليه مرحبا بفكرتها وقال كنت اود مفاتحتك بهذا الامر ولاكني احجمت خوفا على صحتك ولعلمي بقلة لبنك فهو بالكاد يكفي ابننا انسا
اجابته وجدان بكل ييقين
عزيزي الله وحده سبحانه اللذي رزقنا انساً ووهب له غذائه وقسم له رزقه وكسائه والله لن ينال انس إلا ماكتبه الله له
ارجوك تحرك بسرعه فقلبي لم يقدر على الاحتمال أكثر
في ليله من احلى الليالي السعيده تم عقد قران عبدالله بإبنة خالته وجدان وسط فرح وأهازيج الاهل والاصحاب
كان عبد الله شابا متدينا خلوقا وكذالك وجدان كانت تتحلى بأجمل الاخلاق وأعذب الصفات اللتي تناسب الاناث وتميزهن
عاش الزوجان في اهنئ حال وأطيب مآل إلى انه كان هناك امراأصبح ينغص عليهم بهجتهم بعض الشيئ هو تأخر حمل وجدان فقد مضى على زواجهما أكثر من ثلاث سنوات ولم ترزق وجدان بطفل
بدأ القلق يدب حياتهما والملل يقتحم البيت ويلقي بضلاله البائس في أرجائه
توجه عبد الله ووجدان للمشفى وخضعا لإجراء بعض الفحوص الطبيه وبعد عدة ايام والخوف يجثم على قلوبهما والقلق يقبع بين حنايا روحيهما قالت لهم الطبيبه جميع الفحوصات سليمه ولله الحمد ولاكن مجرد وقت
صرفت لهم الطبيبه بعض الادويه ومن ثم عادا للمنزل
نظر عبد الله لإبنة خالته وجدان باعثا لها بصيص امل يحمله على جذوة من قبس حنانه ومحبته وعطفه الكبير لها قائلا
لاتقنطي ياعزيزتي من روح الله فالله رحيم حكيم بعباده اوصيك ونفسي بالاستغفار وعل كلام الطبيبه اليوم لنا فيه تنبيه رائع كي نستثمر وقتنا باللجوء للكريم الرازق كي يرزقنا وقبل ذالك نتقرب منه ونبتهل اليه
هزت وجدان رأسها ثم وضعت عينيها بعيني عبد الله وقالت :
والله انني لأبصر أملا قادما من بعيد ...ولن اقنط من روح الله ابدا وسأطلبه وأشكره وأحمده في كل حين
مرت ايام قلائل حتى رأت وجدان في ذات ليله رؤيا استأنست بها وأخذت تعيد احداثا في مخيلتها كشريط ذكريات جميله
وفي اليوم التالي أسرعت كي تتصل بأحد مفسري الاحلام الثقات ممن عرف عنه الصدق والورع وروت له حلمها فأجاب
هناك امر سعيد سيمر بك قريبا وستتوالى من بعده البشارات
استفسرت وجدان ماهو هذا الامر ياشيخ ....
اجابها لااعلم يابنتي ولاكن ضاهر الرؤيا خير بإذن الله
انهت وجدان مكالمتها ورفعت يدها سائلة ربها ان يحقق أمانيها وان يفرح قلبها برؤية طفل تضمه لصدرها
مرت أسابيع قلائل فقط بعد رؤيتها لذالك الحلم وفي يوم من الايام أحست وجدان بألم بسيط في بطنها رافقه دوار شديد وشعور بالغثيان
بقيت وجدان في سريرها ايام عده ولاكن حالتها تزيد
لم تستطع وجدان الإحتمال فتوجهت مع زوجها إلى المشفى وما ان انهت الطبيبه عملية الكشف حتى تبسمت وقالت مبارك ياوجدان انت حامل
تلعثمت وجدان وأخذت تردد امتأكدة انت ايتها الطبيبه ؟!! ارجوك تأكدي
ردت عيها نعم انا متأكده جدا انت حامل في اسبوعين فقط
نزلت وجدان من على سرير الكشف وارتدت عبائتها ومن شدة السرعه ارتدتها بالمقلوب وايضا خمارها كان مقلوبا وتوجهت مسرعه للخارج بحثا عن عبد الله وأخبرته بالمفاجئه
قالت له وهي تتحسس بطنها بيدها انا حامل ياعبد الله انا حامل ياعزيزي خر عبدالله من شدة الفرحه مكانه ساجدا شكرا لله وتناول جهازه الخلوي وهاتف والده ووالدته مبشرا إياهم
عاد عبدالله ووجدان للبيت وقالت وجدان ما رأيك ان تقيم وليمه كبيره بهذه المناسبه وندعو فيها جميع اقاربنا وأحبابنا
رد عليها عبد الله لا بأس ياعزيزتي ولاكني ارى ان نشكر الله بهذا المال افضل وأولى ما رأيك ان نقوم بالتصدق بمال الوليمه شكرا لله فالفقراء والمحتاجين بأمس الحاجه لهذا المال
وأعدك ان نقيم وليمة كبيره بعد ولادتك بالسلامه
هزت وجدان رأسها قائلة اصبت يازوجي رأيك موفق بإذن الله
مرت التسعة اشهر وكأنها دهرا كيف لا وهما ينتظران بفرح قدوم طفلهما
الحبيب وفي كل يوم يرسمون له طريق السعاده والهناء
حانت ساعة الصفر وبوادر الضيف المنتظر لاحت أخيرا
في أحد الليالي احست وجدان بآلام المخاض الشديده تبدأ
نادت زوجها من عمله كي يأتي بسرعه ..كان مقر عمل عبد الله بعيدا جدا ولاكنه اسرع في طريقه كالريح وكان كل وهله يتصل بوجدان كي يطمئن عليها
كانت وجدان تتألم بشده ولاكنها لم تقلق زوجها ابدا حتى وصل اخيرا وحملها إلى المشفى القريبه
عانت وجدان كثيرا من الم الولاده ..ولاكن كلما إشتد الكرب ذكرت الله وسبحته باسمه الأعلى ؛
مضى الوقت طويلا على عبدالله اللذي كان منشغلا بالدعاء ان يهون الله على زوجته ويسلم إبنه من كل مكروه وبعد ساعات طويله صدح صوت المولود المنتظر مدويا في ارجاء الحجره
لم يستطع عبدالله البقاء خارجا وهو يستمع لصوت ابنه فتوجه مسرعا ناحية غرفة الولاده وفتح الباب وأخذ يقلب النظر حوله باحثا عن صغيره ومشتاقا لرؤية زوجته
توجه اولا لوجدان ومسح رأسها وبارك لها
ثم تناول ابنه فقد رزق بمولد ذكر اكمل ما يكون جمالا وعافيه حمله عاليا وقبله ودنى منه بكل حنان وقام بالأذان في اذنه اليمنى والاقامه في اذنه اليسرى
راقبت فعله ممرضه نصرانيه تدعى مايا وما ان انتهى من عمله حتى تقدمت منه وقالت
لقد اخذت في بلدي دورات عده عن التواصل وفن التخاطب ولي شهاده ايضا في علم النفس
وحين رأيت صنعك سيدي رأيت امرا فاق فنون التواصل الإيحائيه بين الاشخاص وتعدى اسرار علم النفس جميعها فطريقة إقترابك من طفلك ومخاطبة حواسه بهذه الآليه المتناغمه اكبر سبب للتواصل الحسي والبدني والمعنوي بين الطفل وابيه
تبسم عبدالله وقال لها هذا ديننا وهذه سنة حبيبنا بل سأتواصل معه داخل جوفه حين اقوم بتحنيكه بقليل من التمر الممزوج بلعابي
تبسمت الممرضه إبتسامة إعجاب وقالت دينكم دين عظيم
رد عليها عبدالله اسأل الله ان يشرح قلبك للإسلام
دمعت عين الممرضه وقالت قريبا اعدك بذالك
نادت وجدان عبدالله وقالت ماذا سنسمي إبننا
رد عبد الله قائلا ما رأيك ان نسميه "انساً"
هزت وجدان رأسها وقالت انس ياله من اسم جميل
إذا من اليوم نادينيي ياعزيزتي ابا انس ...تبسمت وجدان وقالت وانا ام انس
http://up.hawahome.com/uploads/13432107483.gif
مرت الشهور وبلغ عمر انس الان ستة اشهر
عاشت وجدان وعبدالله وانس اجمل ايام حياتهما فقد ملئ انس البيت فرحا وأنسا وسعاده فقد كان له من إسمه نصيب
في يوم من الايام احست وجدان بألم في اسفل بطنها ناحية اليمين حاولت تخفيفه بالمسكنات والاعشاب ولاكن دون جدوى او منفعه مكثت اياما تصارع الالم وتصبر ولاكن الالم في إزدياد
حتى جاء ذاك اليوم اللذي كان عبد الله فيه نائما ...أما وجدان فكانت تجلس في الحجرة المجاوره مع انس ترتقب سكون الالم كي تنام ولو لدقائق قليله
لاكن لافائده فحدة الالم زادت وبلا شعور اخذت وجدان تمسك بطنها وتصرخ
فزع عبدالله من نومه وأخذ يجري ويتعثر حتى وصل لمكان الصوت
وجد وجدان ملقاة على الاريكه ممسكة بطنها وتتلوى من الألم
انحنى عبد الله بالقرب من وجدان وأخذ يناديها بصوت عالٍ
وجدان وجدان مابك
لم تستطع وجدان الكلام من شدة الالم
قام عبدالله وارتدى ثيابه بسرعه وحمل وجدان للمشفى
وما ان كشف عليها الطبيب حتى امر بعمل اشعه سريعه
خضعت وجدان للأشعه وهي خائفة تترقب
اما عبدالله فكان يجلس بالخارج حاملا بين يديه ابنه انس
خرج الطبيب وطلب من عبدالله الحضور اليه وحده
شعر عبد الله بالخوف والإرتباك وتوجه مسرعا ناحية حجرة الطبيب وعاجله بالسؤال خير يادكتور
طمنني ارجوك
هز الطبيب رأسه متأسفا وقال
زوجتك تعاني من ورم على مبيضها الايمن
دهش عبد الله وقال كيف ذالك ايها الطبيب
انه قدر الله يا اخي وقد وصلت زوجتك لمرحله متأخره بعض الشيئ وسنقوم بأخذ مسحه وبعض التحاليل ونرسلها المانيا قد يستغرق الامر شهرا واحدا ومن ثم سنبدأ معها خطة العلاج بالكيماوي اولا ومن ثم سنقوم بإستإصال المبيض وربما سنستأصل المبيض الاخر كإجراء إحترازي لااكثر ولا اقل
صمت عبد الله من هول الصدمه وقال هل حياة وجدان في خطر يادكتور
اجابه الطبيب لا يا اخي بإذن الله إذا خضعت لخطه علاجيه متقنه لاكنها بلا شك ستفقد القدره تماما على الإنجاب
رد عبد الله لايهم يادكتور اهم شيئ لدي الآن هو سلامتها
كان انس في هذه الاثناء نائما في حضن ابيه وما ان انهى الطبيب كلامه حتى استيقض وأخذ بالبكاء حينها انفجرت مشاعر عبد الله واحتضن انس وأخذ يبكي هو الاخر
سأل عبد الله الطبيب
زوجتي ايها الطبيب ترضع ابني من نفسها فهل في ذالك ظررعليها او على الطفل؟؟
أجابه الطبيب حاليا لا ولاكني انصحها ان تبدأ من اليوم على فطامه لأن خطة العلاج القادمه تستلزم فطامه نهائيا
**********
قام الطبيب بكتابة بعض المسكنات لوجدان لحين تأتي نتائج التحاليل
ومن ثم توجها الى البيت
تسبق عبد الله خطوات الحزن الشديد
أما وجدان فتسبقها خطوات الشك والخوف
في اليوم التالي تحسنت قليلا صحة وجدان ولاكن بدأ وجهها بالإصفرار
كان عبد الله يشاهد التلفاز بجسده ولاكن فكره كان غائبا عنه
توجهت وجدان لغرفة نومها وبدلت ثيابها ووضعت على وجهها بعض المساحيق كي تخفي شحوبها وآلامها
تقدمت صوب زوجها وجلست بجانبه ومدت يدها ووضعتها على كفه وقالت عزيزي لم اسألك بعد عما قاله الطبيب لك البارحه
اجابها عبدالله لاشيئ ياعزيزتي
شدت وجدان قبضتها على يد عبدالله وقالت اسألك بالله ان تصدقني القول
أشاح عبدالله بوجهه عن مرأى حبيبته كي لاترى دموعه وتمتم لها مخاطبا بصوت مخنوق
اتضح من الاشعه ان بك ورما على مبيضك الايمن وبعد شهر ستبدأين العلاج الكيميائي وربما سيتم إستأصال المبيض الايمن مع الايسر
صمتت وجدان قليلا وقالت حسبنا الله ونعم الوكيل
إنا لله وإنا اليه راجعون اللهم اجرني في مصيبتي واخلفني خيرا منها
نهضت وجدان من مكانها وتوجهت للحجرة المجاوره وأخذت تبكي بصوت مكبوت
*********
أما عبدالله فقد تسمر مكانه صامتا لايلوي على شيئ ابدا
اصبح محتما على وجدان ان تتوجه للمشفى كل اسبوع مره لكي تقوم ببعض الفحوص ليتم صرف الدواء المناسب لها وبعض المسكنات لحين تأتي نتيجة التحاليل
وفي احد المرات كان ذالك اليوم يوما مميزا جدا في حياة وجدان وعبدالله
http://up.hawahome.com/uploads/13432107483.gif
ذهبت وجدان زيارتها الأولى الى المشفى ومعها انس تحمله قامت بجميع الفحوص اللازمه واثناء تواجدها في قسم الصيدليه تنتظر صرف الدواء شعرت وقتها بملل شديد فأخذت تداعب ابنها انس وتغني له وتقبله حتى قطع انسها بصغيرها صوت جلبه غريبه في قسم الطوارئ لقربه الشديد من الصيدليه
توجهت وجدان ناحية الباب فرأت عددا كبيرا من الاطباء والمسعفين وعلى وجوههم نظرات الوجل والإرتباك
وفي تلك الاثناء كان هناك صوت بكاء لايتوقف لطفل صغير
سبب بكاء الطفل الإرتباك لطاقم المشفى
مرت دقائق والبكاء لم يتوقف بل مرت نصف ساعه والبكاء لم يتوقف بل يزيد
تناولت وجدان جهازها الخلوي وهاتفت زوجها قائلة مالامر ماسرهذه الجلبه الشديده بالخارج
رد عليها عبد الله قائلا :
وصل للمشفى حاله طارئه لزوجين قضيا في حادث سياره وهذا البكاء بكاء طفلتهم اللتي نجت من الموت بأعجوبه الاطباء الان وجميع الممرضات يحاولون تهدئتها بلافائده كأن الطفله شعرت بموت والديها
صمتت وجدان وقالت كم هي مسكينه هذه الصغيره كم ستعاني في حياتها
اعادت وجدان جهازها إلى حقيبة يدها ثم عاودت مداعبة صغيرها انس علها تنسى مأساه هذه العائله المسكينه
نظرت وجدان لعيني انس وقبلتهما وقالت وهي تبكي
حبيبي انس غدا ربما اموت لاتبكي علي ياحبيبي ارجوك
تأملت وجدان كثيرا في عيني انس حتى تبسم لها وكأنه يبعث لها برساله مفادها امي لاتيأسي فالله معنا
http://up.hawahome.com/uploads/13432107483.gif
آآه مازال صوت الصغيره يعلو بالبكاء حينها كاد قلب وجدان ان يتمزق وأخذت تحظن انس وتبكي وفجأة رن جهازها
نظرت للمتصل فكان زوجها
ردت عليه وقالت مالامر يازوجي هل انتهيت من صرف الدواء اشعر بالاعياء الشديد
رد عليها عبد الله نعم انتهينا هيا يا عزيزتي توجهي للخارج فأنا بانتظارك
حملت وجدان صغيرها وأثناء مشيها بالممر لمحت شيئا لم تره في حياتها
رأت سريرين مقابل بعضهما والدماء قد صبغت اجزاءً من الغطاء الابيض .... عرفت ان هذان السريران يتبعان اصحاب الحادث اللذي اخبرها به زوجها
سقطت من عين وجدان دمعه تلتها دمعات وبكاء ودعوات للميتين بالرحمه
واثناء مشيها كان بجوارها زوجها حاملا ابنهما انس حتى مرا بجانب حجرة الفحص الاوليه فسمعت ذات الصوت الباكي الحزين مرةً أخرى ياااه إنها الطفله المسكينه مازالت تبكي
توقفت وجدان فجأه ناحية الحجره
لم ينتبه عبدالله ان وجدان لاتسير بجانبه إلا بعد ان ابتعد عنها بمسافه ....عاد عبدالله ونادى وجدان قائلا لها هيا ياعزيزتي تحركي الا تريدين العودة للمنزل
هيا ردي علي مابك
وجدان
وجدان
شعر عبدالله بالقلق واقترب اكثر من زوجته ورفع صوته وجدان ماللذي اصابك الا تسمعينني
التفتت اخيرا اليه وقالت اسفه يازوجي ولاكني كنت افكر في امر هذه الصغيره
قال آه ياوجدان اريحي بالك ففيك مايكفيك
ردت وجدان وهي تتنهد بحزن اني والله اعلم مايبكي هذه الصغيره
رد عبد الله كيف ذالك
أجابته وجدان !!
ارجوك يا عزيزي ولأجل خاطري تحدث مع الطبيب فهو يعرفك واجعله يأذن لي بالدخول وحمل هذه الصغيره
دهش عبد الله من طلبها وقال
ماذا تريدين منها!!!
اجابت بعد اذنك ياعزيزي سأقوم بإرضاعها ...المسكينه فقدت امها فجأه وربما هي جائعه ولن يسكتها إلا الإحتضان الدافئ كحضن والدتها
إقترب عبدالله من زوجته ووضع يده على كتفها وضمها اليه مرحبا بفكرتها وقال كنت اود مفاتحتك بهذا الامر ولاكني احجمت خوفا على صحتك ولعلمي بقلة لبنك فهو بالكاد يكفي ابننا انسا
اجابته وجدان بكل ييقين
عزيزي الله وحده سبحانه اللذي رزقنا انساً ووهب له غذائه وقسم له رزقه وكسائه والله لن ينال انس إلا ماكتبه الله له
ارجوك تحرك بسرعه فقلبي لم يقدر على الاحتمال أكثر