المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : 3- قصة المتزوجات : بداية النهاية



ام يحيى
27-10-2008, 03:37 PM
قصة إجتماعية للزوجات
بداية النهاية

لم تستطع سلوى حتى تلك اللحظة تفسير ما تشعر به من قلق بل لم يعد مجرد قلق، و لتكن صريحة مع نفسها، أنه الشك الذي بدأ يأكل قلبها، لم يعد شكاً لقد أصبح يقيناً، ماذا يعني تغيبه خارج المنزل في غير مواعيد عمله ؟ أين شوقه و لهفته ؟ أين كلمات الحب و لمساته ؟، أين إهتمامه حتى بالتحدث معها ؟، لقد تغير كثيراً، بل أنه أصبح رجل آخر غير أحمد الذي كانت تعرفه و تعاشره، لقد مضى على زواجهما 20 عاماً كانت نتيجتها أثنين من الأولاد و أبنتين، و العام المنصرم الأبنة الكبرى و سافرت مع زوجها إلى بلد عمله.
كان زواج سلوى من أحمد زواجاً ناجحاً بكل المقاييس، سبقته فترة حب قصيرة، و ظلا بعد الزواج عاشقين محبين، لم يكدر صفو حياتهما أمر يذكر، نعم لم تخلو عشرتهما من بعض المشاكل الصغيرة التي لا تخلو منها حياة زوجية لكنهما كانا يتغلبان عليها، كان يحاول أن يلبي كل طلباتها بكل حب و إحترام و كانت تجتهد في تهيئة جو الحب و السكينة في عش الزوجية، لم تشغلها مسؤوليتها كأم و لم تغير من طريقة معاملتها له كحبيب مدلل، لقد مرت السنون سريعاً و لقد نما عمل زوجها و أصبح يمتلك شرقة مقاولات متوسطة، و أنشغل بعض الشيء في السنوات الأخيرة بشركته، و كان أحمد بجانب عمله يخطب كل جمعة في أحد المساجد و هي أيضاً كانت تلقي دروسها الدينية في بعض المساجد، و زاع صيتهما لكنهما يريدا أكثر من ذلك، لا بد أن يكون رجل أعمال ناجح أسمه يوضع في قائمة رجال الأعمال، و أشارت عليها إحدى صديقاتها أن تشترك في إحدى الجمعيات الأهلية لتكون بداية الإنطلاق لها و لزوجها، و فعلاً أشتركت بجمعية لتنمية المرأة و أنشغلت جداً بعملها الجديد و فرح الزوج بزوجته الحنون التي تتمنى له الترقي و النجاح، و بذلت سلوى جهداً كبيراً خاصة أنها أوشكت أن تدخل في العقد الخامس من عمرها، تعلمت سلوى من هذا العمل أشياء كثيرة أهمها أنها بدأت تصنع بمساعدة العاملات بعض الأعمال اليدوية و بيعها بثمن بخس، و هي تأمل أن ينمو عملها هذا و يصبح مصنعاً، و أستمرت في عملها ذاك و تلك بجانب عملها في المنزل كطاهية لطعام أسرتها و كانت تحضر إلى المنزل عاملة النظافة يومياً لتنظف المنزل و ترتبه، أما سلوى فعليها تحضير طعام الغداء، و أصبحت هي و زوجها يتناولا طعام الغداء مع أولادهما و يسرعا للفراش للراحة.
و حان موعد ولادة الإبنة للحفيد و سافرت سلوى إلى أبنتها لكي تحضر ولادتها و طال غيابها فقد جلست عند أبنتها شهر كامل يومياً تكلم زوجها الحبيب و الأولاد إما بالتليفون أو بجهاز الكمبيوتر، و مرت الثلاثون يوماً و رجعت سلوى إلى المنزل و قد عم السرور على المنزل كله، كان الزوج قد حجز ليقوم برحلة عمرة إلى بيت الله الحرام و عند موعد السفر بتجهيز شنطة سفر زوجها و هي تدعو له ثم لبست كي توصله إلى المطار، و فعلاً ركب السيارة التي سوف توصله إلى الطائرة بعد أن أوصى السائق أن يسرع بالرجوع إلى المنزل، جلست سلوى في المنزل تتصل بزوجها و يرد التليفون غير متاح، و مر أسبوع بدون إتصال، أخذ الشك يتسرب إلى قلبها حتى غزاه و أستوطن به، هل سافر أم لا، و لم تجد وسيلة سوى الإتصال بالمطار.
ألو، لو سمحت م. أحمد ... كان مسافر من أسبوع، هل سافر أم لا ؟
لا، لم يسافر و لكنه حاجز هو و زوجته باكر الساعة السادسة مساءاً.
و لم تتمالك الزوجة نفسها و ألقت بالسماعة على الأرض و هي تقول حرااااام !!! حرااااام، جهزت له حقيبة زواجه بيدي، أدخلت فيها ملابسه الجديدة بيدي، وصلته للمطار و خرج منه بعدما أنصرفنا، قالتها بحسرة صاحبتها دموع الحزن و اليأس و الألم.
من هي تلك المرأة يا ترى ؟، لا بد أنها فائقة الجمال، كيف أستطاعت أن توقع به ؟ أين تعرف عليها ؟، هل هي موظفة عنده ؟ هل يمكن أن تكون إحدى قريباته ؟، و مرت الساعات و جاء الموعد و طارت إلى المطار، و فعلاً وجدت أحمد من بعيد يضع حقيبته على العربة و حقيبة أخرى، و سألته من هذة يا أحمد ؟، قال هذة زوجتي، قالت أنا أعرف أنها زوجتك و لكني أسألك من هذة ؟، قلت لك هذي زوجتي، أرجعي يا سلوى إلى المنزل، لكنها رفضت قائلة طلقني يا أحمد، قال حاضر، عندما أرجع سأعمل كل ما تريدي، و أنهمرت سلوى في بكاء و نحيب و هو يصطحب زوجته الجديدة إلى الطائرة.
عاشت سلوى أحلك أيام عمرها، عشرة أيام مرت و كأنها عشرة قرون، و عاد أحمد من السفر و حضر إلى بيته و قد عرف الأولاد ما فعله الأب، و جلس الزوجان يتحاسبان، قالت سلوى الكذب و النفاق، أين القيم ؟ أين الحب ؟، بعد هذة العشرة الطويلة تعمل هكذا ؟، يا لك من ممثل بارع، أقنعتني أنك مسافر و أنت ذاهب لعرسك، كيف هانت عليك العشرة ؟ ماذا سنقول لزوج أبنتك ؟، و إنتابتها حالة بكاء شديدة، و أخذ يهديء من حالتها بقوله ماذا تريدي يا سلوى ؟، قالت أريد الطلاق، فقال أنا لن أستغنى عنكِ و الله أنا أحبك، فقالت إذا طلقها، أجاب حاضر، أمهليني خمسة عشر يوماً.
بعد أسبوع ذهب أحمد مع سلوى إلى العمرة، و هناك هدأت نفس الزوجة، و بعد عودتهم قال لها هل تريدين أن تعلمي لماذا فعلت هذا ؟، قالت يا ريت، قال : أنتِ زوجة وفية و جميلة و بكِ جميع المحاسن التي أحبها فيكِ، و لكنكِ يا حبيبتي منذ عملتي خارج المنزل لم أر منك سوى جالباب المنزل و غطاء الرأس و النظارة، طوال جلوسي معك و أنتِ تلبسين النظارة لتصنعي ما تصنعينه من الأشغال اليدوية، نفسي أرى عينيك على طبيعتها، نفسي أرى شعرك بعد تصفيفه، نفسي أراك ترتدين ملابسك الجميلة المعلقة بالدولاب، كم من مرة كنت أبدي عدم رضائي بما تفعلين بلا جدوى، هل تتذكرين أخر مرة وضعتي أحمر شفاه ؟ و أخر مرة سشورتي شعرك ؟ نترك هذا و ذاك، هل تتذكرين آخر مرة جلسنا على الفراش في حجرتنا نتسامر، أنا الذي أقول لك يا سلوى لماذا ؟، و طأطأت الزوجة رأسها و أخذت تستعيد ذاكرتها مع نفسها أربع سنوات، حتى العطور رائحتها تغيرت و أدوات المكياج مدة صلاحيتها أنتهت، ما هذا الذي صنعته ؟!!، و متى سأرفع وجهي في وجه زوجي، لماذا لم تنصحني صديقاتي اللاتي أشرن علي بالعمل لكي أساوي زوجي و أرتفع معه، وقفت الزوجة أمام المرآة و هي تقول يا له من غباء، هدمت بيتي و أضعت زوجي، و مدت يدها لتخلع غطاء رأسها و النظارة، لتبدأ مشوار إسترجاع ما فقدته بغباءها.

فريق المتابعة
22-09-2012, 01:15 PM
قصة رائعة جزاك الله خيرا

تبارك العاني
22-09-2012, 07:10 PM
روعه جزاك الله خيرا