المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رفقة السوء



عاشقة (s)
17-10-2008, 03:13 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



رفقة السوء

بطلة قصتنا تدعى لمى فتاة عاقلة مجتهدة ومثابرة من كل النواحي
كانت لمى تعيش في قرية صغيرة مع أهلها وأقربائها
وكان أبوها يعمل في المدينة ، فأصبح التنقل بين القرية والمدينة صعباً عليه فقرر أن يشتري لهم بيتاً في المدينة
ويعيشوا دائماً هناك وفي وقت الإجازات يذهبون للقرية
كان من الصعب على لمى أن تترك المكان الذي عاشت فيه كل حياتها وأن تترك الناس والأصدقاء الذين عرفتهم منذ طفولتها
ولكن نشاط وصخب المدينة كانوا مشجعين لها على الذهاب اشترى والد لمى بيتاً في المدينة وبدؤوا بترتيب أغراضهم لينتقلوا للبيت الجديد
ذهبت لمى لمدرستها لإنهاء أوراقها ، صعب عليها وداع معلماتها وصديقاتها اللواتي طالما وقفوا بجانبها وساعدوها وشجعوها على أن تكون من المميزات
ولكنها في نفس الوقت متشوقة لترى أناساً جدداً وتتعرف على بنات المدينة اللاتي بحد زعمها متحررات ومنفتحات أكثر من بنات القرية
وصلوا لبيتهم الجديد وتساعدوا على تطبيق أغراضهم وأخذوا فكرة عن المدينة وأحوالها والجيران والناس المحيطين بهم
وحان وقت الذهاب للمدرسة وكانت لمى تضج بالنشاط والحيوية والشوق لتتعرف على عالمها الجديد
ذهبت لمى إلى المدرسة وكانت مذهولة بالأعداد الهائلة للطالبات
فرحت بما رأته وكان كل ما تفكر به متى سيكون عندها صديقات وكأن كل همها الصداقة والصحبة
كان في المدرسة مجموعة من البنات معروفات بانحرافهن وبأفكارهن واهتماماتهن التافهة وأخلاقهن السيئة
وعندما رأوا لمى فرحوا بها لأنها جديدة ولا تعرف عنهم شيئاً فحاولوا أن يضموها لمجموعتهم
ذهبوا إليها وتعرفوا عليها وعرفوها بأنفسهم وأظهروا لها المحبة والطيبة والصدق واتفقوا أن يكونوا أصدقاء دائماً
فرحت بهم وأعطتهم عنوانها وطلبت منهم زيارتها في بيتها
وفي عطلة الأسبوع اتصلوا بها وأخبروها بأنهم يرغبون في زيارتها
رحبت بهن وكانت سعادتها لاتوصف باهتمامهن بها وجهزت لهن الضيافة ولبست أجمل ماعندها بينما حضرن
استقبلتهن خير استقبال واصطحبتهن إلى غرفة الضيوف ، جلسوا وتسامروا وقضوا مع بعضهم وقتاً ممتعاً
وفي نهاية زيارتهم قالوا لها سنخبرك بشيء ولكن لا تخبري به أحداً
أجابتهم لمى بكل براءة من المؤكد لن أخبر أحداً وكيف أفعل ذلك ألم نصبح أصدقاء والأصدقاء لا يبوحون بأسرار بعضهم
فرحوا بطيبتها واستغلوها وهي لا تعرف ولم يخطر ببالها ما يدبرونه لها
أخبروها بأن لا تستمع لكلام الطالبات وأن لا تصدق ما يقولونه عنهن وأن لاتستمع لمن يقول لها بأنهن غير مهذبات
لأن الفتيات بالمدرسة كلما جاءت إليهم طالبة جديدة أخبروها ذلك لأنهم يغارون من صحبتهم وبقيت الاتصالات بينهم
وكانوا حريصين على البقاء بقربها وعدم الابتعاد عنها كي لا يفسحوا مجالاً لأحد بأن يخبرها بحقيقتهم
وفي أحد الأيام جاءتها طالبة من المدرسة اسمها مها وطلبت منها اصطحابها للاستراحة وافقت وذهبت معها
وأثناء استراحتهم قالت لها مها لقد أحببتك مثل أختي ولا أستطيع أن أرى أختي تقع في الخطأ ولا أردعها
خافت لمى من كلامها وسألتها ما الخطأ الذي أقع فيه
قالت مها :هل أنت مستعدة لتسمعيني دون أن تغضبي وتقاطعيني أجابتها : نعم قولي ماعندك وأنا أسمعك
قالت لها بأن تلك الفتيات طباعهم سيئة وتصرفاتهم معيبة وأن لهن أصدقاء من الشباب
صرخت لمى في وجه مها وقالت لها أنت كاذبة وتقولين هذا الكلام لأنك تغارين منهن وتركتها وذهبت لصديقاتها حاولت مها أن تلحق بها ولكنها لم تستطيع
وصلت لمى لجانب صديقاتها فسمعت واحدة منهن تروي للبقية ما كان يقول لها صديقها في مكالمتها الأخيرة له
وعندما لاحظو وجود لمى غيروا حديثهم فسألتهم عما كانوا يتحدثون فأجابوها بارتباك كنا نتحدث عن واجبات الأمس
أدركت وقتها كذبهم ولكنها كانت تفضل أن تنصحهم على أن تتركهم وتمشي
فكرت بأسلوب لطيف لتنصحهم به فلم تر إلا أن تصارحهم وتكلمهم وجهاً لوجه
فطلبت منهم أن يجتمعوا عندها في البيت بعد العودة من المدرسة فوافقوا من دون تردد ولم يعرفوا ما تخططه لهم
انتهى دوام المدرسة وذهبوا معها لبيتها وعندما وصلوا للبيت استأذنت منهم وذهبت لتغيير ملابسها
ذهبت وغيرت ملابسها وأحضرت معها مجموعة نصائح دعوية وجلست وأخبرتهم بأنها تريد أن تكلمهم في موضوع يهمهم
فكان أول ما تبادر لذهنهن بأنه أحداً أخبرها بحقيقتهن فحاولوا أن يبعدوهاعن ما تنوي إليه وكن متأملات بأن يجروها لنفس الطريق
ولكن لم يفلحن في ذلك لأنها -ومع كل هذا الحب للصحبة- عقلها أكبر من أن يتحايل عليها أحد
بدأت كلامها وحاولت أن تنصحهن ولكن سرعان ما هاجموها بقولهن بأنها معقدة مثل بقية البنات ورفضن أن يستمعن لكلامها
فقالت لهن خذوا هذه البطاقات واقرؤها وفكروا في كلامي وإذا رأيتم فيه الصواب وتركتم ما أنتم فيه فأهلاً بكن وأعدكن أن نبقى أصدقاء
ولكن ما دمتم على هذه الأخلاق فأنا آسفة لا أستطيع أن أكون صديقة لمن يهدد أخلاقي والتزامي بديني في الانهيار
تركنها وغادرن البيت مسرعات وهم يتأففون من التعقيد والتشدد
أما هي فذهبت لمها واعتذرت لها وأخبرتها بأنهم هم من قالوا لها بأن لاتصدق مايقال عنهن ولكنها رأت وسمعت منهن ما لم تتوقعه
وأصبحت مها من صديقاتها المفضلات وأدركت بعدها بأن الإنسان يستطيع أن يعيش دون أصدقاء إذا كان هؤلاء الأصدقاء بهذه الأخلاق
ولكن لا يستطيع أن يعيش من دون مبادئ وأخلاق وقيم تربى عليها
وأصبحت تردد دائماً :
صادق صديقاً صادقاً في صدقه فإن صدق الصداقة في صديق صادق





تم بفضل الله

لؤلؤة2005
29-09-2012, 02:29 AM
بارك الله فيك .