المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بمن نقتدى



امة الاسلام
23-10-2008, 10:27 AM
كنا صديقتان حميمتان لا نتفا رق إلا ساعة النوم بيتنا مقابل لبيتهم مد أن وعينا على الدنيا ونحن نلعب وندرس سويا إلى أن انتقلنا إلى المرحلة الثانوية حيث فرقنا التخصص فهي علمية وأنا أدبية وقد اخترت علوم شرعية لانبهاري الشديد بالداعية نواره هاشم وكذلك نسيبة المطوع حنان القطان وغيرهن من اللاتي أتابع حصصهن مع امى باستمرار وتحثني أن اقتدى بهن وتدعو لي أن أكون مثلهن في قوة الإيمان وسعة الثقافة والتفقه في الدين والأخلاق الفاضلة رسخت هده الأمنية في رأسي وشققت طريقي لتحقيقها وكل يوم أرى الدنيا تضحك لي بشرا وإعجابا ...عكس صديقتي التي ما إن تفرقنا حتى التمت على شلة من صاحبات السوء اللاتي جعلن منها مهزلة تمشى على الأرض فغيرت طريقة لبسها وأصبحت سافرة مخلة للحياة غير مبالية بكل من حولها حتى والديها ونزعت خمار الوقار وصارت تبتكر كل يوم تسريحة مقلدة بدلك إحدى المغنيات التي سلبت عقول الشابات والشباب بدلالها وتمايلها وإظهار مفاتنها ........
حاولت مرارا نصحها لكنها تصدني بالتهكم والاستهزاء وتنعتني بالمتخلفة وتقول لي – أنت لست على الموضة و إن بقيت هكذا لن يلتفت إليك اى شاب
يا معقدة ها ...ها ...ها... وتبقى تتمايل أمام المرآة وترقص تدندن اغانى مغنيتها التي سلبت لبها .....اخرج من غرفتها والألم يعصر فؤادي عصرا وأدعو الله لها بالهداية من صميم افلبى وارجع إلى البيت والحنين يحملني إلى أيام زمان أيام البراءة والطهارة وأتمنى أن تعود كما كانت ..
وفى يوم ممطر بينما كنت أتنقل بين الكتب احضر بحثا قيما حول الإسلام بين الأصالة والمعاصرةوأذابرنات متواصلة لجرس بيتنا مع دقات قوية للباب
خرجت من غرفتي أتحرى من الطارق في هدا الوقت المتأخر من الليل وبهده الطريقة غير المعتادة ..فتحت امى الباب ردا على نداء جارتنا أم لميس متسائلة .؛ مابك يا جارتي العزيزة خير انشاءالله ؟
أم لميس وهى تجهش بالبكاء ابنتي–لميس .....
اقتربت منها قلقة وسألتها ما بها لميس هل أصابها مكروه ؟
أم لميس – لقد خرجت مند الصباح تاركة رسالة بأنها لن تعود للبيت أبدا...مادا افعل يا الهي ؟
الأم – هكذا بدون سبب تغادر البيت ..ألم يحدث شيء بينكم ؟
أم لميس – في الأيام الأخيرة كانت تشكو باستمرار من رأسها ولما اصريت أن أخدها إلى الطبيب غادرت كما ترين .
الأم – لا تخافي بما أنها خرجت بإرادتها ستندم وتعود لمحالة ادهبى ونامي وفى الصباح سنبحث عنها جميعا أو لعلها تتصل بابنتي نور الإيمان .
ذهبنا للنوم وأي نوم لم يغمض لى جفن تلك الليلة ولم استطع أن أكمل بحثي .....وعند طلوع النهار اتصلنا بكل صديقات لميس لكنهن لا يعرفن عنها اى شيء فزاد قلق الجميع واضطررنا للبحث عنها في المستشفيات وأقسام. الشرطة لكن دون جدوى ووالديها حالتهما يرثى لها .
مر ذلك اليوم والدى بعده ولا خبر عن لميس .....حتى اليوم الخامس تفاجات برقم مجهول يتصل بى ترددت في البداية لكنى تذكرت لميس فضغطت على الزر الأخضر وأنا أدعو أن تكون هي وقلت من المتكلم ؟
فسمعت صوتا مختنقا يقول – أنا لميس هل تسمعينني يا نور ؟
-نعم نعم أسمعك أين أنت نحن قلقون عليك ؟
لميس -لاتدكرى اسمي أرجوك ولا تخبري احد اننى كلمتك أريد أن أراك ممكن ؟
نور - طبعا ممكن فانا متلهفة لرايتك لكن أين بالضبط؟
لميس--في الحديقة العامة عند مسبح البط كما قلت لك لاتنسى الكتمان فثقتي بك ليس لها حدود .
نور--ثقي بى ولا تخشى شيء سأكون عندك بعد نصف ساعة من الآن مع السلامة .
لبست بسرعة واستا ذنت امى بالخروج ولأنها.تثق بى لم تسالنى أين اذهب مما سهل من مهمتي .
وعند مسبح البط وجدتها مطأطئة الرأس مكسورة ذابلة كأوراق الخريف المتناثر نظرت إلى واغرورقت عيناها بالدموع وارتمت في حضني تبكى وتشهق وكأن
هموم الدنيا كلها محشوة في هدا الجسد الهزيل....مسحت دموعها وهدأت من روعها ثم سألتها عن سر مغادرتها البيت فتنهدت وبدأت تحكى بحرقة عن الحقيقة المرة والفاجعة الطامة اللتى لم تكن على البال ولا على الخاطروانها حامل في شهرين من ابن خالتها الدى كان يتردد على بيتهم باستمرار واغتنم وجودها في البيت بمفردها ذات يوم ولم يتمالك نفسه أمام إغراءاتها ودلالها ولبسها الفتان كذلك عطرها الفواح الدى تضعه عمدا للإغواء وجلب الانتباه ولم تكن تتوقع أنها ستقع ذات يوم في فخ أي شاب خاصة ابن خالتها الدى كانت تستغفله وتتمرن أمامه ما تعلمته من مغنيتها المحبوبة من تمايل وانحلال ....الخ لكنه كاى رجل يمارس عليه الإغراء ويثار يفقد صوابه وينقض على ضالته دون رحمة إلى أن يحقق إشباع غريزته ويهرب من مواجهة ما اقترف من ذنب –نور- ألم تخبريه ما أستجد في الأمر اقصد الجنين الدى في بطنك ؟
- لميس -اتصلت به مرارا لكنه يصدني ويضع السماعة في وجهي مؤكدا لي بأنه لن يتزوج واحدة سهلة مثلى .
- نور-كل اللوم يقع عليك وكل ما جرى نتيجة الطريق الخاطئ الدى سلكت لقد اخترت الضلال بينما كنت تنعمين بالنور واخترت القدوة السيئة فأغرقتك ولوثتك بعدما أبعدتك عن الله ورمت بك في الحضيض بينما كنت في رفعة ألا تعلمين أن الله سبحانه وتعالى يحشرنا يوم القيامة مع من نحب فان نحن اخترنا أتباع الشيطان الفجرة سنحشر معهم وان اخترنا الأتقياء البررة سنحشر معهم أيضا ونربح دنيا ودين وقد نصحتك أكثر من مرة بالابتعاد صاحبات وقدوات السوء اللاتي افسدن عقلك وغسلن مخك وصرت ضحية كغيرك من الضحايا الكثر لقد كرمنا الله سبحانه بالستر ليحفظنا كالدر المكنون غاليات معززات لكنك جعلت من جسدك سلعة رخيصة سهلة المنال وجعلك الشيطان تنظرين لي ولمثيلاتي باحتقار ودونية وتنعتينا بالمعقدات المتخلفات ...انظري إلى أين أوصلك التطور المزيف والموضة المشبوهة والتقليد الأعمى ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
- لميس- يكفى يكفى لا أريد المزيد اعترف بخطئي الجسيم وأنا الآن في قمة الندم ليتنى سمعت كلامك . وتصرخ باكية .
- نور- الندم الآن لا ينفع المهم أن نجد حلا لهده المعضلة وبما انك اعترفت بخطاك وتبت إلى الله سيغفر لك حتما فهو الغفور الرحيم وسيجعل لك مخرجا.-لميس- كيف كيف ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
- -نور- لكل عقدة حل ثقي بالله .
- رجعنا إلى البيت وشرحنا لهم الموضوع تدخل والدى لحل ا لقضية بحكمة وروية فهو يعتبر لميس كابنته تماما وقبل أن يعلم والداها استطاع أن يقنع ابن خالتها بتصحيح خطيئته وانتهت الأمور بستر وتستر والحمد لله لكن الدرس الدى تعلمته لميس كان قاسيا جدا وتيقنت بان اختيار قدوة في الحياة يعنى جنة أو نار نور أو ظلام هداية أو ضلال وبمن نقتدي سنحقق إما سعادة سرمدية أو تعاسة أبدية ..

لؤلؤة2005
29-09-2012, 03:34 AM
بارك الله فيك