المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حوار أزاح الغبار



امة الاسلام
23-10-2008, 10:08 AM
كانت أنفال تشغل وقت فراغها بالمطالعة والرسم. تميل إلى العزلة والانفراد . حاولا والداها التقرب منها وإخراجها من عزلتها وإدماجها مع إخوتها والمجتمع لكن دون جدوى ............ فهي تعشق الهدوء والتأمل وكأنها تعيش وحيدة في هذا العالم.
لا تشارك عائلتها في أي شيء . حاول والدها مرارا أن يرغمها على التنزه معهم فتخرج مكرهة وتبقى جالسة صامتة لا تستمتع معهم
وعندما يحاول احد أخوتها المزاح معها أو جلبها للعب تصرخ في وجهه غاضبة وتختلق المشاكل...................
إلى أن أصبح كل إخوتها يتفادون التحدث معها أو التقرب إليها.
وفي إحدى المرات بينما كانت ترسم في حديقة البيت شاهدت منظرا شد انتباهها . مجموعة من النمل نازلة من حائط الحديقة صفا واحدا وأخرى صاعدة صفا واحدا وكلما التقت اثنتان اقتربتا من بعضهما ويلتصقان وكأنهما يتعانقان أو يقبلان بعضهما البعض ....
تركت اللوحة وجلبت من البيت مكبرا صغيرا كي تتحقق مما يفعلونه بالضبط يا الهي ولا أروع ما هذا الحب والتعاون ......
إنهم فعلا مجتمع فريد من نوعه . ولأول مرة أفاقت أنفال من غفلتها وشعرت أن هذا المظهر الرائع ل لايجب أن لا تستمتع به لوحدها . نادت أمها بلهفة أماه ... أماه أسرعي .. أسرعي ... جاءت الأم مهرولة تخشى أن سوءا قد أصاب ابنتها لكنها تفاجأت حين رأت ابتسامة عريضة على وجه ابنتها نادرا ماتراها وقالت / ماذا هناك ياابنتي العزيزة ؟؟
أنفال / أنظري يا أمي إلى هذا المنظر الجميل ألا تلاحظين شيئا
الأم / هدا صحيح أنهم لايخطئون أبدا فالعناق ضروري عندهم .ماهذا النشاط والحيوية ...... شيء مذهل؟
أنفال / مؤكد أن له تفسير علمي يا أمي ؟؟؟؟؟؟
الأم / بل له تفسير رباني يا ابنتي .
أنفال / كيف ذلك ؟؟
الأم / إن مجتمع النمل نموذج مصغر وضعه الله سبحانه وتعالى لنقتدي به ولنعتبر من هذا الترابط والتعاون والتكاتف والحب بينهم والاجتهاد اللامتناهي رغم حجمهم الصغير جدا وضعفهم إلاانهم صنعوا لأنفسهم مكانة مقدسة عند الله حتى أن سورة كاملة من القرءان الكريم سميت باسم هذا المجتمع تكريما له لأنه فريد ومتميز من نوعه . وكذلك سيدنا سليمان عليه السلام عندما كان يسير بجيشه وسمع نملة تحذر زميلاتها كي يبتعدوا حتى لا يدوسهم هو وجنوده بأقدامهم انبهر عليه السلام من شعور ها بالمسؤولية تجاه زميلاتها دون أنانيةأوتقصير . مما جعله يبتسم ويأمر جيشه بتغيير اتجاهه احتراما وإجلالا لهم .
أنفال / يا الله لكن لماذا نحن البشر لا نكون مثلهم ؟
الأم/ .يا ابنتى العزيزة إن الشيطان يسرى فينا مثل الدم في العروق وقد وقد توعد بني ادم أن يغوينهم ويحنكنهم إلى يوم يبعثون
لدا نجد القليل ممن يتغلبون على وساوسه ويعيشون حياة سعيدة ونقية كمملكة النمل والبقية وهم الكثرة وفى خضم هدا الزمان نجد البغض الأنانية حب الدنيا وتملكها الشر والجشع هم المسيطرون على حياتهم والتي تجعلها يائسة تعيسة .
أنفال/ وكيف نجعل حياتنا سعيدة دائما يا امى ؟
الأم/ ان السعادة يا بنيتى تكمن في الإيمان والحب والتعاون والدليل ما كنا نراه قبل قليل عند النمل فلا القوة ولا المال ولا اى شيء يحقق السعادة الحقيقية
أنفال/ ليتنى أصبح نملة واستمتع بالسعادة ....
الأم/ مبتسمة مهلا لمادا تتمنى أن تصبحي نملة وقد كرمنا الله نحن بني ادم عن خلقه أجمعين قال تعالى ( وقد كرمنا بني ادم

فالسعادة نصنعها بأيدينا ومار أيتيه اليوم الا رسالة ربانية لك بالدرجة الأولى .
أنفال / لي أنا ؟؟؟
الأم / نعم يا عزيزتي لك أنت ليريك كيف يعيش مجتمع النمل بسعادة وهم متحابين متعاونين فما بالك بالمجتمع البشري
أنفال/ لم افهم يا أمي ؟
الأم / ان الانسان بطبعه كائن اجتماعي لايستطيع العيش بمفرده وان حاول مثل ما أنت تفعلين فلن يستشعر نعم الله العديدة التي تحيط به كالتمتع بحضن العائلة ومشاركتهم أفراحهم وأتراحهم والاستمتاع باللعب والمرح والإحساس بهم في كل الظروف والمشاركة في أعباء المنزل والمساهمة بقدر المستطاع سواء بجهد أو مشورة أو حتى الاستماع لما يجري داخل البيت و.......
أنفال / هل هذا كل السعادة ؟؟؟؟؟؟
الأم / طبعا لا هذا جزء من السعادة فالكائن الاجتماعي ليس في البيت وحسب بل وحتى في الخارج مع زملائه وأصدقائه وأقربائه وكل من يتعامل معهم وأي خصلة حميدة أو سلوك إيجابي يطبقه لأنفسنا (إن الله لايغير مابقوم حتى يغير مابأنفسهم ) سنكون قدوة لغيرنا وهذا نؤجر عليه ويحقق لنا بعض السعادة ومثلما تأثرنا بالنمل ستتأثر بنا الناس وبما نفعل وهذا ما خلقنا من أجله
أنفال .هل تصدقين يا أماه إن قلت بأني أشعر اليوم وكأني تلقيت صفعة كبيرة أيقظتني من سبات عميق وقد قررت من الآن و صاعدا أن أصبح نملة نشيطة اقصد طفلة نشيطة مثل النمل وعنصرا بشري فعال في المجتمع حتى يرضى عنى الله وهذه هي السعادة أليس كذلك يا أمي؟
الأم / بفرحة كبيرة ... أحسنت يا عزيزتي لقد أدركت المعنى الحقيقي للسعادة والتي تندرج منها عدة معاني يجب أن نطبقها بصدق حتى نصل إلى الأصل فنحققها دنيا ودين
أنفال / أشعر وكأنني ولدت من جديد وأحمد الله أن جعلني أرى منظر النمل واعتبرمنهم لأغير بعض المفاهيم الخاطئة التي كانت تسود حياتي ولم تعلمني سوى الأنانية والتكبر .....
الأم / والآن ماذا أرى في عينيك وكأن فكرة تراودك
أنفال / كعادتك يا أعظم أم في الدنيا تفهميني قبل أن أكلم فعلا خطرت لي فكرة سأكون شاكرة لك أن وافقت عليها
الأم / هات ماعندك كلي آذان صاغية
أنفال / أفكر في إقامة حفلة يوم الاثنين القادم بمناسبة قدوم المولد النبوي الشريف وأدعو كلل زميلاتي وصديقاتي وبنات جيراننا ونجعل منه حفلا متميزا فيه المتعة والفائدة حيث نختمه بدرس أحضره عن حياة وسيرة رسولنا الكريم ثم نذهب جميعا لحضور الحفل الإنشادي الذي تحييه فرقة فداك يارسول الله في دار الثقافة
الأم / فكرة رائعة سنبدأ الإعداد لها وبرمجتها في التو واللحظة طبعا بعد عرضها على والدك وإخوتك ونرى ما سيقترحونه من أفكار فالمشورة واجبة يا ابنتي فهكذا علمنا ديننا ونبينا الكريم (وأمرهم شورى ببينهم )
أنفال / هيا بنا نحو العلا لنرتقي نحو السماء
لنرضي ربنا الكريم ونحي ذكر المصطفى

لؤلؤة2005
29-09-2012, 03:36 AM
بارك الله فيك