المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ذابت رجولته في سحر أنوثتها



أنات حائرة
22-10-2008, 08:10 PM
بسم الله الرحمن الرحيم




ذابت رجولته في سحر أنوثتها




الزجاج يُخدش ويتكسر ... والورد ربما يشوهه الشوك ..
ولكن نقاء الأنثى لايُخدش ولا يفنى ...
سواد الليل قد ينجلي ..وركام الغضب قد يختفي ..
ولكن عبرة الأنثى تشتد ولاتنحني ...والفجر يقتل سواد الليل
والحنان قد يذيب جمود القلب ...
هكذا حينما يختلط حب المرأة الطاهر بغيرتها !!
(1)
صوت الدفوف يعلو ويعلو الكل يهني ويبارك...
ثمة ملاك تقبع هناك لتأخذ الأنظار الأنظار إليها .. تقف بجانبها أخت زوجها أروى .
أروى: تغريد ألف مبروك .
تغريد : بارك الله فيك

و........ تمت مراسيم الزفاف .
*****
مرّ شهر العسل على تغريد وكأنها فراشة تنتقل من زهرة لأخرى وكأي عروس كل يوم يمر تهيم في خالد حبا
وتزداد له قربا ...
وكل يوم تكتشف شئيا جديد في الحياة الزوجية فهو عالم ملئ بالأحداث .
*****
أما هو فيذوب في حبه لتغريد وزاد من حبه لها خجلها الأنثوي الساحر ..
*****
انتهى شهر العسل .. وغدا أول أيام دوام خالد ..
خالد / تغريدي تصبحين على خير قلبي ..
تغريد بدلع / وأنت من أهله ( يا قلبو )
وتضع يدها في يده .. لينام بعمق .. سحبت يدها من يده بهدوء .. قامت بهدوء .. نظرت ( لثوبه ) ؟؟!
أوه أنه متسخ قليلا .. لما لم يخبرني .. لعله لازال ينحرج ..
غسلته ... ثم كوته ..جهزت باقي أغراضه .. ثم عادت لسريرها وهي مبتسمة بإنجازها ..
وفرحة لأنها ستكون بقرب من تحب ..
غطت في نوم عميق ..
*****
بنعومة تضع يدها على خده ...
/ خالد حان وقت الصلاة ..
يستيقظ خالد ويتوضأ ويذهب للمسجد ...
تغريد أعدت القهوة .. والفطور .. وفي صالة المنزل .. وضعت وجبتها الأولى لخالد ..
****‘***
ارتدى ملابسه .. وخرج لصالة المنزل ..
خالد / ( ايش الحركات هذي ).. سلمت لي يداك! _ آآسف أيقظتك معي !
تغريد بابتسامة / يسعدني يا قلبي ..
***********
خالد عند باب المنزل / تغريدي مع السلامة
تغريد / لحظة خالد !!والعطر بيدها .. تناثر في الهواء رشاشات العطر ..
ثم تسحب خالد تجاهها .. هكذا لن تذهب منك رائحة العطر ..
خالد وهو يبتسم / ولماذا هل رائحتي قبيحة ..؟!
تغريد بخجل / لم أقصد .. وإنما هذه طريقتي في رش العطر ..
خالد يذوب في خجل تغريد ..
ثم يتجه للباب / السلام عليكم
تغريد : وعليكم السلام .. استودعك الله .
خالد بدأ دوامه الأول بعد زواجه بابتسامه تشرق على محياه ..
عادت تغريد لسريرها تقلبت قليلا ثم استيقظت لتقوم بأعمال المنزل..
*******
بدأت بتنظيف المنزل .. وأخذت تفكر في طعام الغداء ...
ربما أجهدها المنزل قليلا .. تمتمت في داخلها .. "يا آلله كل يوم
هكذا ؟!
صدقت والداتي إن عمل المرأة في منزلها جهاد عظيم .."
*****
في ثنايا شغلها رنّ هاتفها .. تنظر إذا بوالدة خالد
/ أهلا خالتي..
أم خالد / السلام عليكم
تغريد / وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أم خالد / كيف حالك يا بنتي ؟!
تغريد / سلمك لله كيف حالك أنتِ يا خالة وكيف أروى ؟!
أم خالد / الحمدلله .. كيف خالد ؟!
تغريد / بخير يا خالة ... مداوم ..
أم خالد / وفقكم الله .. أردت أن أطمئن عليكم؟!
تغريد / جزاك الله خيرا .. لم تقصري ياخالتي...
وصليّ سلامي لأروى
أم خالد / حفظك الله يا ابنتي ...
"يا آلله والدتي لم أكلمها منذ أسبوع ..
الوقت مناسب الآن ... "
***

ارتدت ملابسها ووضعت مكياج خفيف .. ناثرت حبيبات العطر
( أوه ,لا ) تذكرت كلماته صباح اليوم ..ثم انحرجت !...
رفعت شعرها وأنزلت خصلات .. لتكون قمرا في وسط الظهيرة ..
استقبلت خالد بابتسامة عريضة ..
/ حياك الله .. (نوّر البيت ).
خالد / بنورك يا " لغالية "..
جهزت له الغداء ..
شكر لها حسن طهيها .. وذهب لينام .. أكملت غسل الأواعي
وأعدت صينية الحلا.. وجلست على التلفاز قليلا .. وعلا صوت أذان العصر ..
******
خالد وهو يحتسي القهوة :أعدي نفسك سنذهب لوالدتي
تغريد :حسنا ..
***
قبلت رأسها ويدها ..: كيف حالك ياخالتي !
أم خالد : بخير مادام أنك بخير يا ابنتي
(2)
أروى تقبع في حجرتها .. تقضي وقتها على الأنترنت ...
مر الوقت سريعا ... جهزت تغريد العشاء ..
أم خالد : نعم التربية ياابنتي ,,
ربت والدتك فأحسنت ...
أما أروى فهي لاتحسن صنع شيئ !
تغريد :لاعليك ستتعلم ..
أم خالد: وكيف تتعلم وهي طوال الوقت أمام هذا الجهاز !
تغريد : هوني عليك ياخالتي .. جميع الفتيات هكذا !
***
أروى وملامحها تنقبض : ملحه كثير !
أم خالد : لما لم تقومي بإعداده أم أنك متفوقة في النقد فقط!
تغريد لتلطف الجو: ستكون أفضل مني لو أعدته هي !
أروى تنظر لها : من قال أني سأعد لكم !لست خادمة !
استغربت رد أروى .. وفضاضة أسلوبها فأخذت تنحى بالحديث منحى آخر
لتصرف انتباه خالتها ...
***
مرت الأيام ونُقل عمل خالد إلى منطقة أخرى
تغريد : ووالدتك وأروى ؟!
وأنت تعلم أنك أنت من يعولهم ؟!
خالد :لاعليكابن خالتي هنا .. وسأعمل على أن أعود
في أقرب وقت ممكن !
***
أم خالد تمسح دمعاتها ...
أروى تنظر لتغريد : أمتأدة أنك لست من أدخل فكرة النقل إلى رأسه !
تغريد : أروى ماهذا الكلام ؟! هل يعقل أن أجعله يبتعد عن امه وأخته!
أروى لتغيظها : وهاقد فعلتي !
ثم تقترب من والدتها :صدقيني أنها هي من حشى رأسه بهذه الأفكار !
تريد أن يكون خالد لها ولها فقط !
لما لم يأتي النقل إلا عندما تزوج ؟! وقبل ذلك لم تكن هناك أدنى فرصة لذلك !؟
أم خالد : لا أظن أن تغريد تفعلها !
بالرغم من أن أروى تحاول تشويه صورة تغريد بشتى الأنواع إلا أن أم خالد لم يكن يدخل رأسه شئ من هذا وذاك!
****
ودعت خالتها وهي تطلب الدعاء لهم بالخير
: خالتي أرجو أن لاتكوني غاضبة علينا ...
ذهبت لحجرة أروى.. طرقت الباب ... وعلى عجل
: تغريد خالد ينتظرني .. اعتني بخالتي جيدا ,وكوني معنا على وصل ..
لن نطيل بحول الله ! سنأتي في أقرب فرصة!
أروى : هاه , أقرب فرصة ! بالتأكيد لن تكون كهذه الفرصة في سرعتها
وفرحتك بها !
تغريد : أروى أسألي أخيك عن النقل, أعتقد أنك لاتصدقيني !أروى : لن تفرحي طويلا !
ثم أغلقت الباب خلفها !

: خالتي سأتركك في حفظ الله ..
لاتنسينا من صالح دعائك ..
أم خالد :حفظك الله يا ابنتي
***
بدأت أروى تغار من تغريد .. ربما لأن والدتها تمتدحها كثيرا
ولأنها شعرت بأن تغريد أقرب إلى والدتها منها !
فأصبحت والدتها تقارن بينهما !فأشتعل في داخل نار للغيرة ,, نار لاتخبو ,, بل تتأجج مع كل لحظة
يذكر فيها ذلك الاسم !
(تغريد)
***
تعرّف خالد على أصدقاء كثْر..
أما تغريد فحاولت أن تتعرف .. ولكن
خالد لايحبذ لها الزيارات فلاتزور ولا تزار !!
مرت الأيام وربما بدأ يتسلل لحياة خالد وتغريد
الروتين الممل رغم محاولة تغريد التجديد
إلا أن خالد بدأ ينغمس في أمور بشركته أكثر وأكثر .. ونسي أن هناك في المنزل من هي بحاجته ..
يترك تغريد بمفردها بالساعات الطوال .. لم يكن من السهل عليها الصبر فهي في مدينة بعيدة عن أهلها ..
لكن حاولت أن تضحي بسعادتها من أجل أن يحصل زوجها على ما يريد .. بل أصبحت تفرع أوقات وجوده
في المنزل من أجل راحته ..
كانت تجعل من بيته جنة إذا دخلها لم يتمنى أن يخرج لكنه
انغمس كثيراً في شركته وازداد بعدا ..
******
عاد خالد من دوامه كالمعتاد ... ووقفت تغريد مستقبلة إياه .. فدخل متجهّم غاضب ..
بادل ابتسامتها بنظرة قتلت سعادتها بعودته .. فتبعته للغرفة ..
حملت منه شماغه .. ثم التفت
وضعت يدها على كتفه بحنان / خالد ما بك ؟!
فثار خالد واستشاط غضباً وأصبح يفرّغ كل ما بداخله :
ما الذي بي ؟! .. منذ أن تزوجتك وأنا في دمار لدمار ..
نقل ثم تدني في مستويات الدخل ثم مااذا؟!
ما الحظ الذي جمعني بك ؟!
وتغريد لازالت تنظر للأرض ولا تجيب فسكن بركانه الثائر
.. فخرجت بهدوء .. عادت ومعهاعصير الليمون..
فرفضه .. فابتسمت وقالت
/ هدئ أعصابك ..

******
(3)

جهزت الغداء .. ولازال في داخلها قلقا عليه .. ما الذي حصل ؟!
ولما قال كل هذا الكلام ؟! أحقا أنا مزعجة له .. وسبب لتعاسة حظه..
ما عدتُ أفهم !!ربما يكون ضغوط العمل ..
ووضعت له الغداء بجانب سريره
/ خالد الغداء جاهز ..
خالد /لا أريد

رفعت تغريد الملعقة وقربتها لفيـّه طاشت يد خالد ودفع الملعقة
/ قلت لا أريد
تغريد/ خالد أنت بإفطارك ..
لا بد أن تأكل قليلا..
فمدت بالملعقة مجدداً.. فأكل على مضض ..
وأطعمته ثانية وثالثه إلى أن ناصفت الصحن ..
ثم شعرت بأنه الآن أفضل ..
***
جلست على الأريكة تقلب عينيها في السقف ...وتسبح بفكرها
في بحار عميقة ..
قلبها يتصدع من أجله .. ومن أجلها !ما أن أتى المغرب حتى تلقى اتصالا من صديقه وخرج وهو يحادثه
دون أدنى حروف توضح المبهم .. ! أو تزيل الألم !
أتى الليل متأخرا ... تمنت أن تجلس معه وتعلم سبب ضيقته
وتغير من نفسها إن كان هناك من شئ ليس بمكانه الصحيح ..!
لكنه لاذ بسريره وتركها تلوذ بغموضه!
ما أصعب أن يلوذ من نحب للصمت
فنلوذ نحن إلى دقائق الأمور في يومياتنا
نبحث عن منابع
الخلل!
********
جهزت الأفطار ..
: لا أريد شيئا
رحل وخلف ورءاه فراغا كبيرا بحجم ذاك الجفاء !
********
في منزل أهل خالد
أروى / والدتي منذ متى آخر مرة كلمك خالد فيها ..
والدة خالد / قبل أسبوعين تقريبا ..
أروى / ألم أقل لك أن تغريد تريد ان تنسيه أمه وأخته!
أم خالد : دعي عنك هذا الكلام
أروى : أنت يا أمي لن تستيقظي حتى !
أم خالد تقاطعها : لم نرى منها إلا كل خير !
*******
رن جوال خالد .. نظر .. أروى ؟!
خالد / نعم
أروى / السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
خالد / وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أروى / كيف حالك يا خالد ؟
خالد / الحمدلله بخير .
أروى / لما لاتتصل ولا تسأل أم أنك نسيتنا !
خالد / مشغول .. هل أردتي شيئا؟!
أروىباستغراب / ! لا كنت فقط أريد أن أطمئن على حالك , ويبدو
أن تغريد أنستك من نحن !؟
خالد / كأني لم أسمع شيئا ,
وصلي سلامي للوالدة أنا مشغول قليلاً
تغلق هاتفها وهي تمط شفتيها "فعلا جعلتك تتغير كما أرادت هي ؟!"
********
تقرأ في مصحفها بتمعن ..بصوت عذب
(بداية سورة النساء)
يا آلله وجعلنا بينكم مودة ورحمة .
يا آلله اختفت من خالد تماماً فأفرغ علي صبرا..
يقطع صوتها العذب نغمة هاتفها .. تنظر إذ هي أروى
سلمت عليها وسألت عن حالها ومن ثم قالت
أروى / أحببت أن أسأل خالد لم نعد نسمع صوته
تغريد / مشغول قليلا ولكن سأخبره أن يتصل بك عندما يتفرغ من شغله
أروى / لم نعتقد أنك ستنسينه أمه وأخته !
تغريد/ بالأصل هل يبقى في المنزل !؟
فقط يعوود للنوم !
أروى: على كلٍ انتظر اتصاله
تغريد: بإذن الله
أرادت أن تستشف الخبر منها ..
ربما هناك من الناس من يخفي بداخله مكر الثعالب ..
لم يعلم أنه يدبر مكائد لنفسه!!
*********
خالد يدخل المنزل متجهم الوجه عابس .. وتغريد تقف عند الباب مستقبلة
إياه بابتسامة أذبلتها الأيام مع خالد , يصفع تلك الابتسامة كل يوم
وكأنه لم يروي ظمأه من تلك النظرة الحزينة التي يخلفها في كل مرة !
جهزت له العصير
تغريد بعبرة الملتاع / خالد لما تأخرت اليوم ؟!
خالد / نلعب !!
تغريد / لم أقصد لكن (البيت مظلم بدونك) , احتاج لوجودك بجانبي .
خالد / مارأيك ادع أشغالي وأتفرغ للكلام الفارغ الذي تتفوهين به !تُصدم تغريد بكلامه.. وتلقي بنظراتها الأرض ..
وبصوت حزين / خالد تغديت ؟!
خالد / لا أريد شئ
تغريد / خالد أروى ....
خالد يقاطعها / وماذا بعد ؟! ماذا تريد أروى ويقوم من مكانه

********
(4)
عند المغرب خرج خالد كعادته ...
أمسكت تغريد بدفترها الذي تركته منذ زمن وتذكرت حينما
قالت ~لا أحتاجك الأن فمشاعري سأدونها
في صدر خالد ~...
"وها أنا أعود إليك بعد غياب لم يطول " ...
أمسكت بقلمها .. وكتبت ..

{... ما كنت إلا فرحي .. ولازلت .. لكن قد تولد الأفراح أحزاني ..
كلما ازددت منك قربا ابتعدت ..
وكلما توددت إليك تجبرت ..
وكلما ابتسمت لك تجهمت ..
ولكن مادمت قربي .. فارجوا أن لا يفارقني الفرح ..
رغم قسوتك .. أتمنى لك الفرح يغمر قلبك ولو على حساب حزني أنا ...}

ثم أغلقت دفترها وسقطت دمعة كابرت عليها أشهر .. "لا عليك يا دمعتي ..
الأنثى لن تجف دموعها مادامت أنثى .."
***********
يجلس مع أصحابه ويسمر معهم ويضحك مع هذا .. ويتحدث مع الآخر وكالعـــــــــادة لا مبـــاالي ..أصبح خروجه من المنزل أكثر من أيام عزوبيته ..
وكأنما يعود للمنزل ليفرغ شحنات توتره الزائده في قلب
تغريد ..! ليخرج بصفاء ذهنه مع أصحابه!
إن لم يكن عمل اضافي في الليل ذهب مع أصحابه ..!
***********
عاد خالد من سهرته متأخر دخل المنزل فوجدها.. تضع يدها تحت خدها وتغط في نوم
عميق . وهي تجلس على الأريكة . خطى بخطواته إلى الحجرة فانتبهت له
: تصبح على خير ..تأخرت !فنمت هنا ..! كنت في انتظـ...
خالد : قلت لك إذا كنت في الاستراحة سأتأخر!
تغريد : تعلم أني بمفردي وأخاف نوعا ما !
خالد تعلوه علامات الضجر :تخافين وماذنبي أنا لأحرسك طوال اليوم !
********
هكذا استمرت حياة تغريد مع خالد حياة يشوبها الجفاء ويعكر صفوها البعد ..
كلما اقتربت منه .. ازداد بعدا ونفورا .. وكلما أغدقت عليه حنانها ازداد قسوة وجفاء ..
وكلما احتاجت إليه صدّ عنها وأعرض . . ليكسر شموخ الأنثى بداخلها ..
لازالت تغريد تفكر ما الذي حلّ بخالد .. وتعيد حساباتها ... هل أخطأت بحقه .. هل ؟! .. هل ؟!
لم يكن هكذا الشهور الأول من زواجي .. هل هذا ما تتحدث عنه كل امرأة عن برود مشاعر
الزوج بعد الزواج بفترة ؟!
" ليس برود بل أنه جموود "
ثم اسندت رأسها إلى الأريكة
آه أم أن خالد مختلف وحالته شاذة ؟! لا أعلم .؟!
ربما ظروف عمله تجبره على ذلك فهو خارج المنزل .. آه تذكرت

لما لا أكمل دراستي لأساعده .. سأفتحه بالموضوع ..
الساعة تشير العاشرة صباحا .. سأرسل له الأن رسالة لأهيئه لموضوعي حتى لا يغضب كالعادة ..
أمسكت بهاتفها الجوال " صباح الورد .. خالد حبيبي أريد أن أفاتحك بموضوع هذا اليوم فهلا
تفرغت لي قليلا" سأرى ماذا يرد الآن ؟!!

************
أعدّت الغداء .. نظرت للساعة تشير للواحدة والنصف .. / لم يردّ بعد ولا أعتقد سيرد ....
سأجهز نفسي الآن .. ارتدت ملابسها ووضعت مكياجها .. وتعطرت .. أسدلت خصلات تواري
حزنها الدفين .. وقسوة حبيبها القريب ..
سمعت صوت المفتاح..فأسرعت لتستقبله ..
بابتسامه/ حياك الله
خالد/ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تغريد / وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .. (أنرت منزلك )
خالد بجمله اعتادها ولا يعني مغزاها / بنورك
تغريد / أعدّيت لك حماما باردا..
لا تتأخر فالغداء جاهز ...
*************
على وجبة الغداء
خالد / قرأت رسالتك .. ما الموضوع الذي أردتي مفاتحتي به ..
تغريد / بلا مقدمات أريد أن أكمل دراستي وأصبح معيدة فهذه أمنيتي منذ الصغر .... ولأساعدك
في الضائقات .. فأنت تعمل طوال ـ......
خالد يقاطعها / الآن هذا الموضوع الذي ( أقلقتنا ) من أجله! .. إن كنت محتاجة أي أمر فأنا مستعد
لتقديمه .. ولا تتعللي بانشغالي .. أنتم هكذا ~ يعني النساء~
لا تحبذن البقاء في منازلكم ..
وإن كانت مواضيعك كهذه فرجاء دعي عقلي يرتاح قليلا من التفكير!
يكفيني العمل بما حوى !
صمتت تغريد قليلا وكادت تغص في لقمتها ( شربت قليلا من الماء ) وأنزلت ملعقتها
شعرت بأنه حطمّ آخر أحلامها ..
وقتلها وهي تنتشي أملاً ..
قالت بحزن : تمنيت ان احقق آخر أحلامي و أن أساعدك
أنزل ملعقته بغضب وقام وهو يتمتم
/ وتريدين أن أجلس معك طوال اليوم لتعكري مزاجي في كل لحظة ..بقيت واجمة لساعات ثم لملمت شموخها المتناثر وقامت ..
*********
(5)
" ياآلله لما تغير خالد هكذا ؟ " وهنا تذكرت ذلك الاهتمام منه !
ذلك الحب .. ذلك الدلال ..تذكرت مواقفهما الجميلة في فترة الملكه !" أصبح جوّ المنزل ملئ بالشدة مهما أرخيت
يا رب يسر لي أمري .. لا جيران .. ولا أقارب .. ولا أحد سواي في هذه الديار ..
خالد الآن ذهب لأصحابه سينساني إلى منتصف الليل ثم يعود وليس من أجلي بل لينام ..
تعبت .. يا آلله يسّر أمري .. فلا شكوى إلا إليك "
فتحت مصحفها وأخذت تتلو منه لتهدأ نفسها ..
أغلقته .. طرأت صديقتها على بالها ..
" آخر مرة كلمت قبل أن أنقل "
***
تغريد / السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هند / هلا وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته سررتُ بسماع صوتك
تغريد / جزاك الله خيرا .. كيف حالك "غاليتي"؟!
هند / الحمدلله ما أخبارك أنتِ ؟! و"بضحكة" أكيد بخير دامك مع ( حبيب الألب )
تغريد / تضحك " مجاملة " أرايتي؟!
هند / طمئنيني عن أخبارك ؟! .. هل ستعودين قريباً ؟!
تغريد / لا أعتقد .. فخالد لازال منشغل ..
هند / أعانك الله .. هل تعرفتي على جيران أم لا ؟!
تغريد / أبدا .. تعلمين يا ( هنوده) أنني لا أحب أن أقتحم علاقاتي بسرعة ومما لا يحمسني على ذلك
طبيعة شخصيته ..
هند / تقصدين خالد ؟!
تغريد / نعم فهو لا يحب أن استقبل زوار كثير . وأنا أفعل ما يحلو له ..
هند / لماذا ..
تغريد / لا أعلم .. لكنني أفهم منه أنه لا يحبذ ذلك ..
هند / غريب .
تغريد في داخلها "فعلا غريب لكن الشكوى لله ".
تغريد / أين أنتي افتقدك "هنودتي."
هند/ وأنا أكثر ولكن خشيت أن أحرجك باتصالاتي
تغريد / لا يوجد إحراج .. انتظرك دوما فلا تقاطعيني
هند / بإذن الله .. أهل زوجك ساكنين عندكم ..؟؟!
تغريد / لا .. هم يسكنون في منطقتكم
هند بضحكه / تبرئتي منها ,,منطقتكم !!..
تغريد بضحكة / أقصد عندكم ..
هند / ( أفااا ) لقد بعتنا بثمن بخس!
تغريد / وهل نستطيع ؟!
بالثمن الغالي لانستطيع فكيف بغيره !
يعلم الله كم انا في شوق إليك
هند / تشتاق لك الجنة يا قلبي .. كيف المطاعم والمنتزهات عندكم ؟لربما سأسكن عندكم بعد زواجي
تغريد / بحكم عمله نادر أخرج لها..
هند / (أووووف ملل)
تغريد / ييسرها الله .. هل حُدد موعد زواجك؟
هند/ ليس بعد!
تغريد/ وفقك الله لما هو خير لك ..فقط أحببت أن أطمئن عليك , حفظك الله
هند / أشكر لك اتصالك استودعك الباري
**************
أغلقت الهاتف .. يا آلله أشعر بأي الآن أفضل ..أراحت قلبي من أثقاله قليلا !
ولو أني لم أنفض شيئا من دماءه المتخثره إلا أنها أزالت بعضها ..!
**********
سمعت صوت المفتاح !
فرحت .. هاقد عاد مبكرا ..منذ فترة لم يتعشى معها !
لكنه دخل متجهما.. استقبلته بابتسامه كعادتها تواري خلفها انكسارا عظيما ..
ولكن من أجل أن تجعله سعيداً ..
خالد لم يلتفت إليها ...
ناولته كوب عصير .. وأخذت منه شماغه ..!
بدلعها الذي يذيب الصخر / خالد كيف العمل معك ؟!
خالد بغضب / دعي عنك هذا ؟! لماذا لم تخبريني أن أروى والوالدة اتصلوا من قبل أيام .!تريدين أن تتملكيني لوحدك .. وتسيطرين عليّ هذا الشئ ألغيه من حياتك فهو لن يحصل !..

تغريد رفعت حاجبها من الدهشة / خالد أردت أن أخبرك لكنك أسكتني حينها وغضبت مني
وبعدها لم تجلس معي ..خالد بصوت مرتفع / لأنك ( يا سيده ) لا تفكرين كيف تختارين الوقت المناسب للحديث
تغريد:خالد أنت لاتجلس معي إلا على الغداء !
فأكمل كلامه متجاهلا لردها :( وحضرتك ) تتكلمين بأسلوب غير لائق وكأنهم مرغومين عليك ..
وأنا أعود للنوم فندق هاه؟!
تغريد منزلي ولي الحرية أن أعود متى أشاء .. أتفهمين ما أعني !
ودعي عنك كثرة السؤال !
ساعديني بصمتك فقط !
ثم ابتسم بسخرية : فندق!!
صعقت تغريد / من الذي أخبرك بهذا ؟!
خالد / لا أعلم .. اسألي نفسك .
تغريد وبدموع / خالد لا تتهمني ظلما .. كفى أرجوك .. كفى
تمتد يد خالد ليصفع تغريد صفعه تطيح بها أرضاً ..
نظرت تغريد لخالد بحزن عميق وقامت بهدوء وخرجت من الحجرة ..!

خالد " ما الذي فعلته ؟! يا الهي لقد مددتُ يدي عليها ..."

***********
تعد العشاء ودمعاتها تتساقط ..غسلت وجهها .. لتحفظ بقايا شموخها ..
جهزّت له العشاء ..دخلت الحجرة بهدوء
تغريد / العشاء جاهز ..
وجهها قد لُطخ بالحزن العميق ..لكنها وارت دموعها تماما..!
تعجب خالد أي إنسانة هذه وأي روح تحملها بين جوانحها هذه الأنثى ..
أعتقد أنه لن يراها لأيام متتالية !
لكن حب الأنثى النقي أكبر من أن يتخيله !
حب الأنثى الطاهر يطنع من النساء معجزات لم يسمع
بها الرجال يوما !
مضت يبكي لخطواتها الفرح في قمته ... ويذوب في دموعها جبال ..ويتفتت في انكسارها صخور ..
ذهبت لحجرة منعزلة في آخر المنزل ... وأغلقت عليها الباب ..
واستسلمت للدموع .. وعلى ذهنها يمر شريط
الذكرى وكل الصور التي ترد لخالد متهجم الوجه ...
لن تأتي تلك التي ابتسم فيها لأنها منذ زمن بعيد!
وإن كانت من قريب فهي ليست المعنية بها !
وربما لأن الحزن إذا داهم قلب انسان استفرد بصور عالمه فقط!
**********
خالد ينظر للعشاء وبداخله حرقه لقد أخطأت بمدّ يدي عليها ..
هل ستخبر والدها؟!
ثم قطع تفكيره بقوله " ستغضب .. وغدا ستعود ! هكذا هن النساء"
*************
(6)
ترفع خصلات شعرها التي تلتصق بدموعها .. وتبكي بكاءً مرا ..
يا آلله أنت تعلم أني لم أقصر ولكنه كسرني فماذا أفعل ؟! ياارب ..
جلست تسترجع كلماته التي صفعتها وأحرقتها أكثر من تلك الصفعة ..
تردد في ذهنها " أم أنك تريدين أن تتملكيني لوحدك "
وابتسمت بسخرية "أي تملك يا خالد !!
أما أن تكون في المنزل متجهم وتلسعني بكلماتك وأما أن تكون في الخارج ..
لم أتملكك ولم يتملكك أهلك .."
فازدادت دموعها انحدارا .. ونامت والدمع على وجنتيها ..
**************
ذهب للنوم في غرفته .. وفي هذه المرة دون حبيبته التي أرهقها كثيرا
وأستنزفها حتى انحنت من التعب ثم ركلها ..
************
استيقظت الثالثة فجرا وصلت ركعتين ودعت الله أن يفرج ما بها ..
نظرت للساعة
/ أنها تشير لثالثة يا آلله لم يتبقى على الأذان سوى قلائل ..
خرجت من الحجرة وذهبت لحجرة النوم وجدت خالد يغط في نوم عميق والحجرة
تتجمد من البرد ..
نظرت له قليلا .. رفعت الغطاء .. وغطّت جسده الذي أزرق من البرد .. أخذت ثوبه بهدوء ..
نظرت له وجدته متسخ غسلته وكوته وأعدته له ..جهزت حاجياته ..عادت لتقرأ في مصحفها قليلا .. وأخذ التفكير بها وشعرت بأنها في حلم ,,
لم تتخيل أن يحصل هذا ؟! لماذا فعلت أروى ذالك ؟!
أتعتقد أني حاولت الاعتذار لكيلا تكلّمه .. صحيح أنني كلمتها بصوت غريب
ربما لم تعتاده لكنني كنت متعبة ..! وليس مبررا أن تتقول علي مالم أقوله!
آه ياأمي أخبرتني كثيرا عن الحياة الزوجية و قلتِ لي "لا تغضبي مهما فعل زوجك "
ولكنه الآن يا أمي مدّ يده ... ماذا سوف تفعلين لو كنت مكاني ... لقد كسر شموخ
أنوثتي يا والدتي وفضح ضعفي .... وهتك أستار الصمود بداخلي التي تتوشحها كل أمرآة لتقاوم الحياة ..
آه يا أمي لقد اتخذته شريكا كما قلتِ لي لكنني أراه شريكا مجحفا بحقي ..
شريكا يرى معنى رجولته في فضح ضعفي ...
تغير كثيرا .. كثيرا ..
لم تخبريني عن شئ من ذلك ... هل نسيتي ؟!
أم أن خالد مختلف ؟! أم أنك تركتني للأيام لأجرب بنفسي ...
أخذت تلعب بخصلات شعرها ..
السؤال ماذا أفعل الآن ؟!
هل أخبر والدتي ؟! لكنها قالت لي ذالك اليوم أن حصل بينك وبين زوجك أمر
فلا تخبري أحد وإن فعلتي ستكونين زوجة لاتحفظ الاسرار فلا يثق بها... حيرتني يا والدتي أغلب الأمور
حدثتني عنها وإن لم تطيلي في بعضها بل جعلتِها ألغاز ولكن فهمتها بعد تفكير ولكن في بعضها
جعلتني تائهة ..
ياارب رحماك ..
يا آلله هل أنا مخطئة إن تركته لوحده وابتعدت ..
رغم خطأه الذي ارتكبه وتلك الجريمة التي هتك فيها أستار كل أمرأه
وفي وسط الليل برهن على ضعفها بتلك الصفعة إلا أنها لازالت تخشى
ان ترتكب في حقه مايغضب الله!!
صوت الأذان يعلو وينساب في السحر .. ليجلي الهموم و الغموم..
***********
>> خالد ..... خالد .... صلاة الفجر ..
استيقظ خالد .. فتح عينيه .. تغريد تقف أمامه !! ويبتسم قلبه ويقول في نفسه
( كما ذكرت النساء بسرعة يرضين )
يلفت انتباهه ذبول عينيها .. ازدادت جمالا بحزنها ..
بهمس / خالد تسمعني ..!
خالد / سأستيقظ الآن .

جلس على سريره قليلا .. افتقد دفأ يديها عندما توقظه .. هذه المرة اكتفت بصوتها ..
لكن صوتها أشد دفأ ْ~هكذا يعزي نفسها ..ْ~
*************
انشغلت بمنزلها .. أتتها رسالة من "هند"
تدعو لها ومن ثم ذيلتها بـ
(طمئنيني عن أخبارك ؟! )
ابتسمت تغريد .." دوما يا "هنودتي" تقفين في لحظة الطعون لتساعديني
لكن لن أخبرك .. سامحيني غاليتي ... لا أريد إزعاجك بحياتي ...
ولا أريد أن أشوه عليك الحياة الزوجية وأنت على وشك دخولها .."
.. ( هنوده ... أنا بخير أشكر لك اهتمامك )

الساعة تشير للتاسعة هذا موعد رسالتي له دائما .. هل أرسل له أم أدعه ؟!
لن أقصر في حقه فأنا مجاهدة ولن أكون صادقة أن تخليت عن بعض الأشياء لغضبي عليه ..
حياة المرأة جهاد منذ الطفولة حتى الهرم ولابد أن تضحي حتى آخر قطرة ..
فلتصبر ولنحتسب الأجر ..
رسالة جديدة ( لو جاءت من غيرك كان هانت .. أما تجي منك يا هي قوية ..
كذبت فيك إحساس وناس قالت... ما كنت أطن أن حبك خطية )
~ ماذا تتمنى أن يكون غداءاك؟! ~
***********
أخذ التفكير به بعيدا .. ما الذي حصل البارحة .. أشعر أن كل شئ كان كالحلم ...
لكن رغم ذلك وجدتها أعدت ملابسي... متى حصل ذلك وهي كانت في حجرتها !..
أن هذه الأنثى لعجب عجاب .. روحها أشد إخلاصا من أي أنثى غيرها ..هل يمكن أن تتصل والديها وتخبرهما ؟!

لينتبه من تفكير على صوت الرسالة .. قرأها .... ثم قال يا آلله إني لفي أمر عجيب من تغريد ؟!
هل هي بلا شعور أم ماذا ؟!
وكأنه كان ينتظر لحظة الإنتصار في كل مرة !
ماعلم أنه منتصر مادامت تحبه !
أرسل له
ا .. .قائمة بالأصناف وتعمد تطويلها ليعجزها ..
وليفهم إلى أي حد طاقتها ..!!

***********
(7)
تلقت رسالته .. ابتسمت وتمتمت لم تطلب شيئا .."سأعّد لك ما تمنيت ...
فربما تحتاج لطاقة أكبر لتصفعني مرة أخرى .."
رغم محاولتها لنسيان ما جرى لم تستطع ..
فلم يكن بالسهل ..فكل لحظة تجدد النزف ..!
**********
أعدت الأصناف كاملة وجهزت الغداء .. وصل خالد .. استقبلته هذه المرة وقد ابتلعت
ابتسامتها في جوفها .. لم تكن غاضبة ولا مكشرة عن أنيابها ولكن كانت
ذات حزن وعيون ذابلة يحاول الكحل أن يخفي ألمها ...
وقفت غصة في حلقه " ابتسامتها أين رحلت "

وقفت غصة في حلقة ...... ابتسامتها أين رحلت ؟!
ها قد بدأ خالد يفقد أمور لم يلق لها بالا.. ولم يكترث بوجودها
ولكن حين افتقدها شعر بقيمتها في حيّاته ...

نظر للمائدة تحوي جميع الأصناف بلا نقصان تفاجأ ثم نظر في تغريد ولسان حاله
يقول ( أي امرأة أنتِ ) جلس .
رفعت خصلات شعرها المنسدلة .. وجلست...
وهكذا مرّت حياتها كما كانت ولكن أفقدته أشياء علمت عشقه لها ..لم يكن بإرادتها ..
ولم تكن تمنعه بتاتا بل تسلب لبه بابتسامتها حينا وليس كل حين ..
تتصل بأهله وكأن شيئا لم يحصل .. تسأل عن خالتها وأروى بين فترة وأخرى ..
وإن لم تخبره فهي لم تفعل ذلك خوفا منه بل لله ..
لعل الله يبارك في أولادها ...
عزى نفسه كثيرا بـ(لايهم فقط يجب عليها الطاعة , لا أريد ابتسامتها!)
كان يظلم نفسه بهذه الكلمات ويظلم قلبه ..
كان يثق أن في ابتسامتها طاقة تزيل الكثير من الآمه فإن لم يرتوي
صرخ بها ليلقي ببقايا الألام عليها !
بعد أيام دخل خالد للمنزل .. وكروتين جعلته في حياتها .. استقبلته ووضعت له العصير ..
والتفتت لتعود للمطبخ
خالد / تغريد
تغريد تقف بخطوة ثابتة ..
بدلال / ( نعم )
خالد / أريد أن أحادثك في موضوع ...
تغريد / حسنا سأجهز العشاء .. دقائق فقط ..
خالد / تغريد لا تفعلي ..
تغريد / لما ؟!
خالد / أعدّي نفسك ولنذهب إلى المطعم أو إلى الشاطئ ..
تغريد بداخلها ( ما الذي حصل لخالد )
/ أمتأكد من ذلك ؟!
خالد / لا أمزح ..
تغريد / ربما ..لم تفعلها منذ زمن!
خالد/ ولكني سأفعلها اليوم !

وقفت على الشاطئ .. واستنشقت بعمق !
آلله ما أجمل النسيم!

لم يكن على الشاطئ أحد .. لتأخر الوقت .. فصفا لهم الجو ..



جلست تغريد ومدّت ساقاها في البحر ليداعبها الموج ..
خالد / ما رأيك أن تأتي للعشاء .
تغريد / لا أريد شيئا .
خالد / لا أستطيع أن آكل بدونك ..
تغريد في نفسها خلفه أمر ما ..
قامت من مكانها وذهبت له ...

****
خالد / الحمدلله
تغريد تغسل يديها بصمت ... وتعود للشاطئ ..
يتبعها ويجلس بجانبها .. . .تلتفت وترفع حاجبها ولسان حالها
يقول ماذا بعد هذا ؟!
خالد / أحببت أن أغيرّ أجوائي معك ! ..
تغريد / ولما ؟!وخاصة معي ؟!
خالد / لأنك زوجتي وحبيبتي
تغريد / ( صمت طويل )
خالد / تغريد صعب على الرجل أن يقولها لكنني سأقولها ..
أنا آسف ..
تغريد/ على ماذا ؟!
خالد / على ....
تقاطعه تغريد / تقصد تلك الصفعة !!
خالد بخجل / نعم .
تغريد تمط شفتيها / لا عليك ..
وصمت يسود المكان سوى من الإمواج التي تغشا ساقا تغريد ..
أخذت تخطط على الرمال..!
خالد / تغريد هل لا زلتي غاضبة !؟.
توقفت يد تغريد عن التخطيط ورفعت نظرها لخالد وبنظره تهز مكامن رجولته
/ هل لي بسؤال ؟!
خالد / تفضلي ..
تغريد / هل قصرت في شئ حتى تتأسف ؟! أن أردت شئ فأمرني به دون
أن تكسر رجولتك كما أسلفت .. وسأقوم به ..
خالد بصوت منخفض / لا لم تقصري في أي شئ .. وهذا ما يذهلني حقا ...
تغريد / أذن لا داعي للأسف .. تعامل مع المواقف بعقل لا بطيشات الغضب
وتعامل مع الأنوثة برجولة تحميها ,,لا برجولة تفضح ضعفها ...
..فلتأمرني بما أردت ..دون آسف لأمور مضى عليها أسابيع ..
فالرجولة لا يكسرها الأسف بل يهشمها الاعتداء على الأنوثة
فلا داعي للأسف على امور قد مضى عليها اسابيع ...
ألجمت خالد بذلك الكم الهائل الذي فجرته في وجهه ليتلقاه بجليده المعهود فيذوب في
غمرة نارها ....
تتحرك أصابع تغريد مجددا لتُعيد تخطيطها على ذلك الشاطئ ...
ليأتي الموج ويحذف كل معلم لرسمتها .. ويحيل الشاطئ إلى مساحة يتلاعب بها لوحده
تستدرك بحزن: كل مايرهقني أنك ظلمتني .. واستمعت لطرف واحد ولم يكن لديك
وقت لتسمع مني ويرهقني أكثر أنني أنثى !!! وفوق ذلك يقظ مضجعي أنك ...........
ثم صمتت برهة وخالد مازال منصتاً ( تحمس أكثر لكلمتها الأخيره )
تخلل صوت الموج صوت أنثوي ساحر جعل الموج يخجل من هديره
: أنك " جنتـــــــــــــــي ونـــــــــــــاري "..
وأخذت تحرّك يدها في طيات الموج وهو ساكن لايتحرك , صامت لاينطق !!
دُهش من كلماتها .. وأعيته عباراتها ..
نظر إليها وهي تتلاعب با لماء بين أصابعها ..
ضم ركبتيه واحتضنها بيديه ..
وربما بدأ يهرب ككل مرة يقسو فيها عليها !
***
وقفت ... مشت خطوات .. هاقد ابتعدت قليلا عنه ..
تغريد " لابد أن يعلم أنني لست بقوة رجل ولا بصمود إحساسه "
***
أخذ يخلل أصابعه في شعراته ... مستسلم لتفكير طويل ...
**
(8)
تغريد تقف على الشاطئ تنزل جلبابها على كتفيها لتتطاير خصلات شعرها ..
تجمعه بين أصابعها ثم تطلقه مرة أخرى ...
تستنشق الهواء العليل بهدوء .. تغمض عينيها ثم تزفرهـ بقوة لتخرج ماتراكم في جوفها ..
***
خطوات تقترب منها ..
خالد بحزم : لماذا ابتعدتِ ؟.. هيا سنعود الآن ..
تغريد: حســ...
خالد: انسي مادار بيننا !
تغريد : أي أنك تراجعت عن اعتذارك!
خالد: شيئا من هذا القبيل !
تغريد وهي تتلاعب بجلبابها : هكذا اذن , لكن لتعلم أن الاعتذار الحقيقي هو
إصلاح الخطأ.!
نظرإليها .. التقت نظراتهما ...فهربت عيونها إلى الأرض !
خالد : تغريد يبدو أن منحت الأمر أكبر من حجمه !
ثم تقدمها إلى السيارة ..
ابتسمت بسخرية " ألم تستطع اكمال جميلك!
أهذا هو كبريائك كرجل!؟!"
استلقى خالد على السرير واستدار إلى الجهة الأخرى .. وغط في نوم عميق!
تجاهلت أن رد اعتذار الرجل كسرا لكبريائه !وربما يجعله يتمادى في جفائه
دون أدنى اهتمام !
بحجم تلك الحروف في ميزان الرجل (آسف)بحجمها بنت حاجز في قلبه لم يكن بحاجة إليه !
يكفيه جموووده !
***
صلى .. عاد للنوم
تغريد : والعمل؟!
خالد: لن أذهب اليوم ..!
تغريد : هل تشكو من شئ ؟!
خالد :ارهاق ليس إلا ولكن هلا أرحتني من التحقيق قليلا !
****
على مائدة الطعام
خالد: الحمدلله
تغريد: كيف تشعر الأن ؟
خالد : أنا بخير ..للمرة المئة !
تغريد بصوت منخفض : مابك منفعل؟!
خالد :تغريد أرجوك لاتفقديني أعصابي !
أخذت تجمع بقايا الطعام ...وهي تقول : أين وضعت السلم ؟!
خالد: لماذا ؟!
تغريد : احتاج لتغيير بعض الأنارة في المطبخ .. فهلا غيرتها لي !
خالد : السلم في (المستودع) لا أظن أنها تحتاج خبير غيريها بنفسك
سأذهب لأنام ..
***
تقف على السلم ..
أووه لا , السلم أوشك على السقوط..
هاهو يترنح .. تغريد تحاول أن تتشبث به !
فتســـ....قط ووتقط الأنارة عليها وتتناثر فتصرررخ (آآآآه)

***
أتى على صوت صراخها مسرعا ...!
اندهش حينما رأها والدم قد غطى بعض ملامح وجهها ...!
حاولت النهوض لكنها تئن من الألم .!
جلس بالقرب منها يرفع شظايا الزجاج المتناثر على جسدها !
استندت عليه ووقفت ..!
غسلت يدها ..وجهها ..
ثم أخذت تلملم بقايا الزجاج وهي تقول : دعه أنا سألملمه ..
ينظر لها وهي تمسح قطرات الدم
جلس على الكرسي : كان عليك أن تثبتي السلم جيدا
قبل أن تصعدي !امتلأت عينيها من شدة الألم !
خرج من الطبخ وهويقول :بدلي ملابسك ..كأنك (نُقعتي) في بركة من الدماء !
أوقفت يدها عن مسح الأرضية ونظرت له وهو يخرج !
" ربما هكذا تكون مواساتك "ضمدت جروحها ..ساعدها ينزف بشدة
" يجب أن اذهب للمشفى , اعتقد لابد له من خياطة"
***
في العصر
: أصدقائي سيأتون الليلة للعشاء عندي..فأعدي العشاء !
تغريد وهي تنظر إليه ثم إلى ساعدها : حسنا
خالد: سأوصلك إلى المشفى فيما بعد !
****
استندت على طاولة الطعام وقد أخذ منها التعب مأخذه
" اووه, هاقد بدأت تنزف مجددا"
غيرت ضمادها .. وأخذت تكمل ترتيب مطبخها ..!
****
الساعة تشير العاشرة صباحا ..
تذكرت أن خالد بالأمس كان يكلم أروى ويبدو من كلامه
أن والدته متعبه
قالت سأتصل لاطمئن عليها ..
تغريد : السلام عليكم ورحمة الله
أروى : وعليكم .
تغريد : كيف حالك ؟!
أروى : الحمدلله
تغريد : كيف خالتي ؟!
أروى : بخير
تغريد : سمعت بانها متعبه !
أروى : ليس كثيرا ..
تغريد : شفاها الله
أروى : صحيح ألم تحملي بعد!؟!
تغريد : ليس بعد
أروى : ألا تشعرين أنك تأخرتي ..لكم الأن سنه ونصف !
صدمتها جرآة أروى وتعديها على حقوق خاصة وخاصة جدا ..
وبإنفعال : أرى أنه ليس من شأنك ! ..
أروى بغضب : كيف لا ؟! وتستأنف كلامها بسخرية
أذكّرك خالد أخي قبل أن يكون زوجك ..
تغريد : وهل قلتُ شئيا حيال ذلك .
أروى : هو من سيخبرني .. أنت كما عهدناك تكذبين لتخفـ..
تغريد لتقطع كل هذا الهراء ..: لو سمحتٍِ اتصلت من أجل خالتي فهلا كلمتني ..
أروى: ومن قال لك أني كنت انتظر اتصالك !
تغريد: ...............
كلمت خالتها ثواني واغلقت الخط ..
ثم أرسلت لأروى ( احذري الظلم )!
*****
(9)
لم يأتي خالد من دوامه إلا بعد العصر...
جهزت القهوة والحلى ..
خالد : لما كلمتي أروى وجرحتها ؟!
تغريد بسخرية : جرحتها !!لماذا أخبرتك بشئ ؟!
خالد بصوت مرتفع : تغريد اتركي عنك التجاهل مالذي حصل ؟!
تغريد : مادام أنك سمعت من أروى مالداعي لان أذكر الموقف مجددا .. وأعتقد أنني لو ذكرته لك
ستأخذ بكلام أروى ..
خالد : تغريد ما النهاية معك ؟!
تغريد : أنت تسأل ما النهاية لم أعلم أنني أقحمتك بمشوار طويل من المعاناة !!
بما أنني أتعبتك كثيراً .. فأعيدني لأهلي ..
خالد يرفع حواجبه وبدهشة : أشعر أن "لسانك" طالت قليلا ..
تغريد :................
خالد : سؤالي لما كلمتيها ؟! دعيها وشأنها .؟!
تغريد : ليس لأجلها .. لأجل خالتي فلها حق علي كما والدتي ولم تقصر معي في شئ ..
خالد يقاطعها : تغريد رجاء لاتكلميها مرة ثانية إن احتجتِ مكالمتها سنتصل معا ..
تغريد : لكن للأسف أنت مشغول طوال الوقت ..ولا تتصل إلا نادرا
.. ووالدتك أشد حاجة لك الآن من قبل ..
خالد : أنت تعلمينني ... هلا سكتِ ؟!
صمتت تغريد بعد جدال طويل أتعبها .. "يا إلهي إلى متى حياتي هكذا خالد لايريد أن يسمع من كلامي
شئ وللأسف يسمع ماقيل فيّ ..
ولو سمع لم يلقي لكلامي بالاً .."
يقطع تفكيرها :لما لم تخبريها بعدم حملك ؟!
تغريد : أجبتها على سؤالها ولكن تعدت حدودها قليلا فيما هو خاااص جدا!
خالد : ليس على أهلي خاص ..
تغريد : خالد هذا أمر بيننا فما الذي تستفيده أروى لو علمت ؟!!
خالد : هل تشعرين بشئ في نفسك عقم أو من هذا القبيل .!.
تغريد صرخت : لم أفكّر في هذا الأمر مطلقا
خالد : لاعليك سأتزوج إن كان ....عجلي بالكشف لأفرح بزوجة ثانية !
تغريد صمتت بحزن عميق ..

غريب مايحصل ! أنا سليمة !
آه , لا قد يكون ...!؟!
لن أرهقه بذلك ... سأرى وقت مناسب لأخبره
أن يجري الفحوصات ..
*****
خالد : تغريد اتصلت عليّ أروى تقول الوالده متعبة كثيرا ...
جهّزي لي حقيبة السفر ..
تغريد : سأذهب معك معك لأرى خالتي ..
خالد : لاداعي .
تغريد : خالد فكر جيدا أنا أعيش لوحدي بمفردي هنا ..ومن ثم لم أرى أهلي منذ فترة
خالد يوافق على مضض : حسنا حسنا جهزي نفسك !
تغريد فرحة جدا .. ستلتقي أخيراَ بأهلها ..
خالد : تغريد ... تغريد ... يرفع صوته تغريــــد
تغريد : نعم
خالد : ألم تسمعي ؟! .. جهزت كل شئ؟!
تغريد : نعم .
خالد : جيد الرحلة لم يبقى عليها سوى ساعة ..
******
ابتسمت تغريد .. أخيرا استنشقت عبقك بعد سنة من استنشاقي بغبار الحنين
وصلوا لمنزل أهل خالد..
خالد طرق الباب ..
فتحت أروى وعانقت خالد
أما تغريد فسلمت عليها سلاما باردا ..
سلم خالد على والدته وكذا تغريد وجلسا بالقرب منها ..
خالد : سلامتك يا أمي
أم خالد : سلمك الله يابني - لما طول الغياب يابني ؟!
خالد :الدنيا يا أمي مشاغل ... انشغلت بالشركه كثيرا ..
أم خالد : تغريد وفقها الله لم تقاطعني وتسأل عني بأستمرار .
تغريد : أهم شئ سلامتك يا خالة ..
أم خالد : سلمك الله يابنتي ..
خالد ليغيظ تغريد : بتزوج الثانية يا أمي ..
أم خالد: لن تجد أفضل من تغريد
أروى تنظر نظرة الأنتصار : أنا سأبحث لك عن فتاة جيدة وجميلة !..خالد يستغرب جرأة أروى وفضاضة أسلوبها !
تغريد تلوذ بالصمت الطويل ..
وتلتفت إلى خالتها : خالتي كيف أنتِ الآن ؟!
أم خالد : والله يابنيتي متعبة جدا ..
تغريد : كتب الله أجرك ياخالتي " إن الله إذا أحب عبدا إبتلاه "
خالد يلتفت لتغريد : أتذهبين اليوم لأهلك ؟!
تغريد : لا غدا بإذن الله ولن أطيل , ساعتني بخالتي ..
أروى : اذهبي أن أردتي ... أعتقد أنني لازلت موجودة
خالد ينظر لأروى .. يستغرب أسلوبها الغير مهذب !..
ثم يقول : لندع أمور غداَ لغدا ..
******
ذهبت تغريد لأهلها دخلت ودخل خالد خلفها ..
أم تغريد شهقت : تغريد
تغريد ابتسمت وجرت لحضن والدتها وعانقتها طويلا وأخذت تبكي بكاء مرا ...
خالد يقف خلفها فقد طال الغياب لم يستغرب حرارة اللقاء سلم على خالته ..
: سأخرج وأعود بعد قليل ..
أم تغريد : لا لتدعها يومين أو ثلاثة ..!
تغريد تنظر لوالدتها : والدتي إن سمحتِ لي سأذهب لأعتني بخالتي فهي متعبة جدا..
وإن أصبحت بخير عدت
إليك ..
أم تغريد : مادام ذلك فلا تتأخري عليها .. ولكن أين أروى ؟! لما لاتعتني بها ؟!
تغريد : تعلمين يا أمي لازالت فتاة لا يعتمد عليها ..
*****
تغريد بالقرب من أم خالد تحاكيها وتسليهّا ..
أروى لها ساعات طويلة على الأنترنت ولم تلتفت لوالدتها ..
تغريد : " أي قسوة هذه !! "
أم خالد : تغريد أريد ماء باردا يابنيتي .
تغريد : حاضر يا خالتي ..
يحثت لم تجد في المطبخ ماء .. ذهبت الحجرة أروى .. طرقت الباب
أروى : نعم
تغريد : أين الماء ؟!.. خالتي تريدا ماء باردا ..
أروى : لايوجد بارد.. اسقيها من ماء الصنبور ..
تغريد : وفي هذا الحرّ؟!! ..
أروى : رجاء تغريد لاتتدخلي فيما لايعنيك ..
تغريد أحضرت الماء .. وضعت بعض مكعبات الثلج
دخلت ... لتجد أن وجه خالتها قد أزرق .
اتصلت بخالد وهي تماسك عبراتها
خالد : مابك ؟!
تغريد : خالد أسرع الوالدة أغميّ عليها
خالد يقطع الطريق بسرعة البرق ..
****

أنات حائرة
22-10-2008, 08:11 PM
يتبع

(10)
هل أخبر أروى أم أنها لاتبالي؟!
سأدعها لتشعر بنفسها بفقد الأم ..!
دخل خالد مسرعا .. حمل والدته وذهبت معه تغريد ..
********
في المستشفى وتحت الأجهزة و المغذيات
خرج الطبيب : لاحول ولا قوة إلا بالله فشل كلوي ..
خالد اهتز كيانه ولم يعد يستطيع حمل أثقاله ..
ساندته تغريد وقالت : اذكر الله ..ياخالد اذكر الله ..
*****
خرجت أروى من حجرتها لم تجد أحدا في المنزل فأستغربت ..
بحثت عن والدتها لم تجدها ...
اتصلت بخالد سألته ...
خالد بصوت متحشرج : تعبانه قليلا وهي " متنومة" في المشفى ..
*******
عادت خالد تغريد وخالد للمنزل .. وجدت أروى تجلس واضعه يدها تحت خدها ..
تغريد : الحمدلله على سلامة الوالدة
أروى بإنفعال :لاسلمك الله ..
من أتيتي وحياتنا ليست بخير .. وأي مكان تذهبين له تحدثين لأهله المصائب ..
وقفت تغريد واجمة ..وتذكرت كلمات خالد " منذ أن تزوجتك وحياتي من دمار لدمار..."
خالد : أروى احترمي وقوفي هنا .. والزمي الصمت ..
أروى : كل هذا لأننا تحدثنا على ( حبيبة القلب )
هي السبب في كل مايحصل
جعلتك تنتقل ..!
وهاهي غيرتك علينا ..!
خالد مد يده ...فرفعت تغريد يدها لترد يد خالد !
فوقعت يد خالد على يد تغريد !
وكأنما صب كل طاقاته في تلك الضربه !
أروى : أتريد أن تضربني يا خالد!!؟
ماذا ستفعل لو حصل لوالدتي شيئا .!
خالد بإنفعال باد على وجهه : أروووووى الزمي الصمممت
خرجت أروى وهي تبكي
تغريد تزيل الدماء من يدها فقد انفتح الجرح مجددا..
جرح غرسته الأيام .. وأودعه خالد للأيام ليبرئه !
>لم يريد أن يجعل تغريد تشعر بتحيزه لها
:ليس لدي سوى أروى وتغريد !
تغريد تضع يدها على كتف خالد
يدفعها بغلظة ..
نظرت تغريد لخالد : اصبر يا خالد .. أعلم أنك متعب من أجل الوالدة ...
والله أنه لأمر يحزننا جميعا لكن أصبر أرجوك ..
تهاوى خالد فلم يستطيع حمل أثقاله فوقفت تغريد أمامه وحضنته ..وبدأت تذكر الله وترقيه
حتى هدأ...

جلست على الأريكة .. أحضرت له كوبا من عصير الليمون ..
اسقته إياه .. نظرت له .. خالد استلقى ليرتاح ..
خالد : لا أستطيع .. سأذهب للمشفى ..
تغريد : خالد لن تستفيد شيئا .. الوالدة مرقدة .. وغدا سيقررون العملية إذا حصل مطابقة لدمها ..
خالد : يطرق برأسه ..
فقد حوى هم ثقيل بعظمة الجبال "ياوالدتي أرجوك تماسكي"
الساعة العاشرة تدخل تغريد على خالد
تغريد : هل أنت بخير ؟!
خالد : أشعر أني أفضل ..
تغريد :أروى لم تخرج من غرفتها !!
خالد : دعيها .. سأراها لاحقا .. شغلي الشاغل أروى وتغريد !!
تغريد : هلا أوصلتني لاهلي..
خالد : هيا تجهزي ..

******
في منزل أهلها تستخير وتطلب الله العون ...
تغريد : والدتي أريد أن أحادثك بأمر
أم تغريد : تفضلي يابنيتي .
أسّرت لها أمرا وخرجت : ادعي لي بالثبات
والدة تغريد مترددة فمهما يكن فتغريد ابنتها..
تغريد : والدتي لن يصيبنا إلا ماكتب الله لنا ..
والدتها : أصبتِ .
***
خالد في المنزل يفكر ... خرجت أروى للمطبخ ..
تذكر الموقف الذي حصل
شعر بأن أروى هي المخطئة وبالرغم من ذلك تغريد لم ترد عليها!
تذكر " أنا سأختار لك زوجة ,, لا سلمك الله منذ أن أتيتي ! لماذا تكره تغريد ؟
شعر بان هناك أمرا يعيده للماضي
تذكر تلك الصفعة هل يمكن أن لأروى يد فيها!
آه يارأسي .. مرض أمي أرقني وهاتان شيبتاني !
ربما حنان تغريد الذي تغدقه إلى آخر لحظة أذاب شيئا من جموده
" يجب أن أتحدث إليها)
خالد : أروى
التفت أروى : نعم
خالد : أريدك بأمر ما .
اروى : لاتتأسف عما حصل .
خالد : أمر أكبر من ذلك .
أخبرها أن مافعلته خطأ بحق زوجة أخيها
أروى :أنت تدافع عنها .
خالد : لا لو أخطأت عليك سيكون عقابها أشد
وفي نفسه " من أجلك صفعتها وجرحتها "
أروى : أشك في ذلك .
خالد بحزم وجدية أكثر :وحتى أن أخطأت عليك أن تحترميها لانها أكبر منك, وإن لم تقدريها فقدريني أنا ..

خالد لم يحدد شعوره اتجاه تغريد .. يصدّق أخته دوما ولكن هذه المرة كأنه مال إلى تغريد فأروى
من بدأت بالتهجم عليها بالكلام ,, وكأنه شعر بأن أمورا تحصل خلف مسرح الواقع !

***********
(11)
الساعة الثامنه صباحا تجهزت تغريد وخرجت مع أخيهاإلى المشفى ..
وهناك أجرت الفحوصات
وأصبح دمها مطابق لدم والدة خالد رفعت تغريد رأسها للسماء
: ياآلله كما يسرت لي أن أقدم الخير فوفقني وثبتني وارزقني الأخلاص .
الطبيب : يمكنك دخول غرفة العمليات فالمريضة بحاجة للكلى بأسرع وقت .
تغريد دخلت غرفة العمليات .. نظرت لأخيها
: لو حصل أمراً أخبر الجميع أن يسامحوني وإن تيسرت بعون الله فلا تخبروا أحد بما جرى ...
***********
الطبيب : تمت العملية بنجاح الحمدلله على السلامة
تغريد رغم تعبها تؤمي برأسها سجود شكر لله ..
وخرجت من المشفى على مسؤوليتها وعادت لمنزل أهلها
ربما تبرعت لها ,, لأنها من كان يعينها على الحياة مع هذه الأسرة
فخالد ينافس الجبال في صلابتها .. وأروى شخص تضمر لها الكثير!
فقط هذه الأم هي من كانت تدافع عنها ,, ترد على من يلتحقها بالأذى !
******
استيقظ خالد الساعة الثانية عشر "لقد تأخرت"
ارتدى ملابسه وخرج
***
خالد دخل المشفى ..
راه الطبيب فأشار له وابتسم أتى له مسرعا :ما أخبار الوالدة ؟!
الطبيب : الحمدلله على سلامتها أجريت العملية بنجاح ..
خالد بذهول : من تبرع ؟؟!
الطبيب : أراد أن يكون فاعل خير
خالد : جزاه الله عنا خير الجزاء .
ذهب ليطمئن على والدته .. لازالت مخدره لم تستيقظ ..

دخلت الممرضة
خالد : هل لي بمعرفة من تبرع بالكلى ..
الممرضة : سأرى إن كان يمكنني ..
خالد : انتظرك
دخلت الممرضة هي فتاة عمرها 26 .. اسمها تغريد ..
ذَهل خالد لم يصدق تغريد ؟!!
يا لهذه الأنثى أي نقاء يحمل روحها ..
**********

خرج خالد بأقصى سرعته إلى منزل تغريد وفي طريقه مّرعلى ذهنه شريط ذكرى حياته
تذكر تلك الصفعه .. تذكر ذلك الجفاء .. تذكر البعد عنها .. تذكر جبروته عليها ... ورغم كل هذا
وقفت معه في محنته وتبرعت لوالدته في حين أن أبنائها لم يفكروا في ذلك ..
استقبلته والدتها : حياك الله
خالد : خالتي هل لي برؤية تغريد
والدتها: لازالت نائمة ..
خالد : سأنتظرها حتى تستيقظ..
شكتّ والدة تغريد في معرفة خالد بالخبر
جلس على الأريكة وهو يفرك أصابعها ,, يبدو عليه القلق ,,!
***
والدة تغريد: خالد تفضل
فتحت له باب حجرتها ..
وإذا هي مستلقية على السرير ..
التفت تغريد : خالد !!
خالد دخل أغلقت والدة تغريد عليهما الباب وتمتمت
"كان لابد أن يعلم وهاقد عرف بطريقته .."
خالد يقترب خطوة .. خطوة .. ونظرات تغريد لاتبتعد عنه ..
جلس على السرير بهدوء ..
صمت رهيب يسود الحجرة..
خالد يمسك وجه تغريد بكفه : تغريد لما لم تخبريني ؟!
تغريد نظرت له ثم هربت بنظراتها إلى ألا شئ ! ...
وبصوت ذا عبرة : فضلا عن أنها والدتك هذا أقل شئ أقدمه لمريض محتاج
وأقل شئ أقدّمه لترتاح من همك
أشعر بإنك متعب وقلق على والدتك ..

خالدأبعد يده عنها ,, أسدل الشماغ على وجهه ودمعت عيناه ..
تغريد : خالد أرجوك اهدأ..
خالد : رغم أنني قسوت عليك ولم أهتم لمشاعرك لكنك لم تتخلي عن تضحياتك وعن وقفتك معي ..
تغريد بإبتسامة: تبرعت بالكلى لأن خالد لم يعد بحاجتي .. سيتزوج الثانية ..
صمت خالد ثم قال :أوبعدك ثانية !!!
أنت امرأة أولى وثانية وثالثة ورابعه ولن أتزوج غيرك ولو كنتِ عقيم ..
تغريد أدخلت يدها لحقيبتها التي بجانبها وأخرجت الكشف ..
استنار وجه خالد: أنتِ سليمة !!
ثم تملكه خوف أن يكون .....!!!
خالد : تغريد سامحيني أرجوك..
تغريد وهي تضع يدها على كتفه : اذهب لوالدتك قد تكون استيقظت ...
*****
خرجت أم خالد من المشفى وقام خالد بعمل وليمة كبيرة لسلامة والدته وزوجته ..
تغريد : الوليمة لخالتي فقط ..
خالد : وأنتِ كذلك ..
تغريد : أسألك بالله أ ن تحفظ ذلك سرا ولايعلم بذلك أحد حتى أموت ..
وتكبر تغريد في عين خالد ..
*********
خُطبت أروى لأحد أقاربها وتمّ زواجها وبدأ شريط الحياة ينعاد عليها مع أخت
زوجها ..
أروى تجلس على الأريكة تتابع التلفاز في حجرتها ..
دخل محمد والشرر يتطاير من عينيه: أروووووى
أروى وهي تلتفت عليه : نعم ؟!
محمد : ماذا فعلت ِ بسمر؟!
أروى : ماذا فعلت .؟!!
محمد: أروى دعي عنك استغفالي سمر تبكي وأخبرتنا أنك السبب!
أروى : لم أفعل لها أي شئ !!
صوت سمر يأتي من خارج الحجرة ..
: محمد أنت لم تفعل لها شئيا فأنت تحبها أكثر منّا ..
لماذا تتكلم عليّ وتسخر مني . .حتى أنها ترفع صوتها على أمي ؟!
محمد يرفع يده ليلطم أروى ويخرج من الحجرة ويصفع الباب بقوة
أروى استلقت على السرير ودموع عينيها تتسابقا .. لماذا ظلمتني ؟!!
ويتبادر إلى ذهنها مباشرة رسالة تغريد " احذري الظلم "
فأزدادت دموعها وأخذت تحدث نفسها لقد عاقبني الله بسب ظلمي لتغريد ..
تغريد لا أنكر أنها خلوقة وطيبة القلب ولكن حسدي وغيرتي جعلاني أظلمها ورغم ذلك لم تتفوه
عليّ بكلمة ..
فها أنا أذوق ماذاقته وأعيش ماعاشته وها أنا أسطر بدمعي " كما تدين تدان "
***********
هند : نعم
تغريد : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هند : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
حيا ك الله ياغالية..

تغريد : كيف حالك ؟!
هند : بخير والحمدلله .. ماهذه المفاجأة الرائعة ..
تغريد : أنا الآن في منزل أهلي .... وسأعود بعد أربعة أيام .. فأحببت أن أزورك قبل أن أرحل ..
فلا أعتقد أن عمل خالد سيعود هنا ..
هند : يا آلله لما لم تخبرني بوجودك ؟!
تغريد : "هنودتي" ظروفنا صعبة قليلا وتعبت خالتي ولذلك لم أستطع التحدث إليك ..
هند : يسر الله أمركم ..انتظرك الغد ..
ياللخسارة تمنيت لو تحضرين زواجي ..
تغريد : وأنا تمنيت و لكن لانستطيع أن نبقى هنا طويلاً..!
*******
عادت من السوق تحمل أكياسا كثيرة ..
تحدّث نفسها ماذا أفعل الآن سأريهم أغراضي .. سيعتقدون أني لا أريد أن أريهم كالمره السابقه
أوأني أتكبّر عليهم فنثرتها في الأرض وأرتهم إياها .
سمر : أروى تريدين أن تغيظينا بأغراضك هذه ؟!
أروى دُهشت ورفعت حاجبها .. لو دخلت بها لحجرتي لقالت لا أريد أن أريها ...
وها أنا أُريها أني أغيضها ؟!
سمر : أمي ألا ترين ماتفعله بنا أروى .. أنها تريد أن تغيضنا ..
والدة محمد : سيذهب بك والدك للسوق ..
سمر : لايهمني السوق ولكن لماذا تفعل هذه الحركات ؟!
وتخبرنا أنهاقد ابتاعات من (الماركات الغالية) لتغيضنا ؟!
أروى : لم أقصد ذلك ؟!
سمر : بلى تقصدين .. أنت ِ تفرحين بمرتب محمد العالي وتغيضينا بما تشترين ...
فقاطعتها أروى : خذي من أخيك مالا .. فلن يردّك ..
سمر وهي تصرخ : أنها تسخر مني ..
خرج محمد من حجرته على صوت سمر ..
محمد : ما الذي حصل ؟!
سمر : محمد أنت تعطيها المال لتغيضنا بما تشتريه ..!

محمد نظر لأروى وجدها تلملم الأغراض وتضعها في الأكياس ..
محمد : لا حول ولاقوة إلا بالله ما المصيبة التي جنيتها على نفسي ؟!
أم محمد: محمد لاتدعها تعرض أغراضها مرة أخرى ..
أروى : خالتي أنا لم أقصد ذلك ولكن حتى لاتتضايق سمر كالمرة السابقة ..
محمد يأخذ الأكياس من أروى وهو يتمتم ( سأريح رأسي ) ويضعها في سلة المهملات...
ثم نظر لهما: أصبح شغلي الشاغل سمر وأروى ..
سمر تنظر لأروى وترفع حواجبها وتبتسم لتغيظ أروى ..
تجر حزنها الطويل وتذهب لغرفتها ..
تستلقي وتغوص في بكاء طويل .. وتتذكر (احذري الظلم ) احذري الظلم ...
************
حاول خالد في والدته أن تذهب معهم وبعد محاولات عديدة وافقت أن تذهب معه ..
فعاد خالد ووالدته وتغريد معا .....
****
لازال يرواد خالد قلقا عظيما فذهب للمشفى لإجراء الفحص الطبي ..
عاد للمنزل فرحاً..
تغريد : عسى سعادتك دائمة
خالد : أين والدتي ؟!
تغريد : تناولت عشاءها ..ونامت ..
خالد : هلا تجهزتي ونخرج لنتعشى على الشاطئ ..
تغريد : ووالدتك ؟!
خالد : لاعليك لن تصحى قبل الصباح
*******
على الشاطئ
تغريد :يا آلله .. ما أجمل الموج!
خالد : لا شئ أجمل في الوجود منك لدي ..
تغريد احمرت وجنتيها
خالد : أريد أن أقول لك شئيا ..وقبل أن أخبرك سامحيني على كل مابدر مني أرجووك ..
تغريد بدلع : أفكر ..
خالد يهز كتفها : أرجوك
تضحك تغريد :سامحتك .. أخبرني ما الذي أردت قوله ؟!!
خالد : أجريت الفحوصات وأنا سليم ..
تغريد وهي تبتسم :ليس أمراً جديداً ..
خالد يرفع حواجبه : لمـ..أذا؟! كيف عرفتي ؟!
تغريد : لأنني ...... حــامــل ..
وهكذا صبر سنتين مرت وتضحياتها وجدتها في النهاية ...
أصبح خالد أرق رجل عرفته تغريد وذلك لأنها كانت تفعل لله ..
وتحتسب الآجر.. فوجدت ثمرة صبرها ..
وهناك ثمة امرآة لم تحاسب على أفعالها .. أصبحت تدور بها الدوائر ..
ووتتقاذف على رآسها هدايا قد جهزتها في يوم من الأيام ..ومكائد دبرتها
بإتقان فوجدتها تسدّ عليها منافذ الطرق !!

ا.هـ

لؤلؤة2005
29-09-2012, 03:38 AM
بارك الله فيك