المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قلـــــــــوب معلقة



أنات حائرة
22-10-2008, 08:15 PM
( قلـــــــــوب معلقة )
هنا وهناك قلوب شتى .. وأرواح مختلفة ...

قلوب معلقة بالسماء وأهل السماء
وقلوب معلقة بالأرض وسفاسف الدنيا ..
وقلوب معلقة بين السماء والأرض فهي ليس إلى هولاء
ولا إلى هولاء ..!
فلم يجتذبها إلى السماء جاذب وربما لأن قطع طريقها إلى السماء قاطع ..!
وقلوب ربما أغواها زيف الباطل ..فتذبذبت ..واضطربت
فمن الثريا إلى الثرى .. ومن الحق إلى الباطل ..
ومن القمة إلى القاع ...!!




تسللّ الفجر إلى الدنيا بنسيمه العذب .. وفجرت الشمس أشعتها في السماء ..
وابتدأ عام دراسي جديد

(1)
تجلس على سجادتها تتمتم بأذكار الصباح ..
"يا ااه قبل أيام دخلت سن الثامنة عشر واليوم سأبدأ مشواري
طالبة الثانوية العامة ...
لازلنا على العهد ياسهى ..هذه السنة التاسعة ونحن معا "

( لمى فتاة خلوقة حباها الله نعمة الدين وأنعم عليها بوالدين
صالحين ربياها نعم التربية.,وعلاقتها بوالديها جيده )

جهزّت نفسها وحملت حقيبتها ثم خرجت لحجرة الطعام ...

****
سهى "يا آلله سنبدأ مشوار جديد أنا ولمى ..
أسأل الله أن لا يحرمنا من هذه الأخوة ويجمعنا على طاعته "

(سهى صديقة لمى المقربة ,فتاة ذات دين ..أسرتها محافظة كثيرا ..)

****
رهف تسمع نداء والدتها : أوووف بدأ (القلق )
تجهزت والدة رهف بحكم عملها وخرجت ...
وأودعت أطفالها الخادمة ..

(رهف فتاة من أسرة ثرية لكنها تفتقد الاطمئنان النفسي في منزلها وبين أهلها )...
***
التقت لمى بسهى وتعانقتا بفرح غامر
سهى :كيف حالك
لمى :أنا بخير ..الحمدلله التقينا بعد فراق دااام ..دام (وكأنها بدأت تحصي الأشهر)
فأجابت سهى وهي تبتسم :دام أربعة أشهر تقريبا ..
لمى: أتمنى أن نكون معا في شعبة واحدة ..
سهى : ياارب

***
رهف تلتفت إلى سهى :مابك صامته؟ لما لا تتحدثين ؟
سهى تنظر لها ثم تشيح بوجهها وتقول في نفسها "يا آلله كيف سأحتمل
عام كامل وأنا في فصل وهي في فصل !"


***
لمى تضع يدها على خدها "قدر الله وماشاء فعل , ياآلله تمنيت أن لا نفترق
ولكن!! قد تكن خيرة لي ولها "
تسلي عن نفسها قليلا ...ثم يعاودها الحزن ..

***
الفصل في ضجيج , هذه تحدث تلك , وتيك تقرأ , وأخرى تضحك ..
حالة الفصل في أوج الضجيج ..
أما سهى تسافر بنظراتها هنا وهناك ...ربما لم تعتد الابتعاد عن لمى !
رهف : أنتِ مملة , أوتبقين طوال العام هكذا ؟! لن أطيق الجلوس بجانبك .!
سهى تنظر لها ثم تعود لصمتها الذي صنعته ورضت به ..
رهف وهي تمط شفتيها : أكل هذا لأن صديقتك كما ادعيتي في فصل آخر ..أنه لأمر عجيب!
سهى بإنفعال:دعيني وشأني ..هلا انشغلت بأموركِ بدلا من التحدث في أمور الآخرين!
رهف بإستفزاز: أخيــــــــرا نطقتي , وليتك لم تفعلي ..هذا لأنني
أحاول أن أخرجك مما أنتِ فيه ..!
سهى :...............
****
(2)

وضعت حقيبتها بهدوء ..ومن ثم استلقت على السرير ...
يا آلله كم أتمنى أن تكون أختي سهى بجانبي دوما ..

والدة لمى وهي تطل برأسها من الباب :لمى عدتي !
لمى تجلس وهي تنظر لوالدتها :للتو يا أمي
بحثت عنك لم أجدك ..ظننت أنك خرجت ِ!
والدة لمى :لا ياابنتي كنت في (المستودع) أرتبه..
لمى تقبل يد والدتها ..
والدة لمى ونظراتها تتفحص ابنتها: لمى مابالك !هل أنت متعبة!
لمى : لا, أنا بخير
والدة لمى : أشعر أن أمرا ما يشغلك ..أخبريني ياابنتي !
لمى تنظر لوالدتها ثم تحتضن بنظراتها الأرض : افترقنا أنا وسهى
فهي في شعبة وأنا في ..
تقاطعها والدتها :حصل خيرا ياابنتي
ستلتقون في وقت الاستراحات ..والأخوة الصادقة
لايزيدها لقاء ولاينقصها غياب ..
فكونوا معا على الطاعة تستمر صداقتن وأخوتكن إلى الأبد .
لمى :صدقتي يا أمي .. لكن فراقها أحزنني كثيرا ..
والدة لمى : لابأس ياابنتي قد يكون خيرا لك ولها !
ثم تمسك بباب الحجرة وتقول : الغداء سيكون جاهز لاتتأخري ..

***
رهف في حجرتها تنظر لساعة الحائط "الساعة الثانية ظهرا وأمي لم تعد بعد !"
تمط شفتيها " المدرسة مملة والمنزل أكثر مللا "
أخذت تسبح بتفكيرها وكأنما احتضنها النعاس لحظة من الزمن لتستيقظ
مفجوعة على صوت والدها
والد رهف : هل ستكون حياتنا بهذا الموال المزعج!
تأتين الثالثة ظهرا وتخرجين منذ الصباح الباكر ..لا إفطار تعدينه ولا غداء!
والدة رهف: أعتقد أن الخادمة موجودة إذا أردتم شيئا فاطلبو منها تجهيزه ..
والد رهف : هل سيكون على الخادمة كل شئ ..وأنتي تعلمين أني لا آكل من يدها ..
والدة رهف وهي تلملم عبائتها : المطااعم كثيرة
والد رهف يذهب لحجرته ..
رهف تنظر لوالدتها ..ولوالدها الذي صب جام غضبه على باب حجرته ..
ثم تتمتم : هذا أول يوم ! يالفرحتي سيتكرر موال أسرتنا السنوي ..
ثم تذهب لحجرتها ...

تقلب القنوات "ليس لي سواه أقضي عليه وقتي ,وأهرب من المشكلات التي لن تنتهي ..
فوالدي ووالدتي والحياة معهما لاتُطااق "
وهكذا تمر الأيام وظروف رهف تزداد سوءا فتلجأ للمعاصي كلما ساءت وتنغمس فيها
كلما ازدادت سوءا..

***
سهى بدأت تتأقلم مع أوضاع شعبتها ..ولمى كذلك ..
يلتقون فترة الاستراحة يتبادلون الأحاديث ,,وتسيل الأشواق ...
وتأخذهما الحيرة إذا ما التقتا , هل تتحدثا في أحوالهما ! أم تتدارسا شيئا من القرأن
سابق عهدهما ! أم يتحدثن في حنينهما لأيام مضت .!

****
(3)
سهى تجلس على كرسيها يغشاها هدووء وصمت طويل ...
احدى الطالبات بصوت عالي (بناااااات )
لتُسكب على ضجيج الفصل هدوءا لم نعهده من ذلك الفصل !
ثم تقول بنبرة البشرى :الأستاذة (......) غائبة ..
ليعود الضجيج مجددا..!

رهف تنظر لسهى :أسمعتي ماقالته !؟
سهى : نعم
رهف : تعالي لنذهب لمجموعة ساره ..ستعجبك الجلسة معهن ..

سهى بتردد :ممممم (ربما لأنها علمت سوء أخلاقهن)
رهف: هيا ..لايوجد حرج في ذلك ..فهن يرحبن بأي زميلة ..
سهى تقوم من مقعدها على مضض ..

(رهف ربما لاتنتمي لتلك المجموعة ولكن تحاول أن تندمج معهن
لتقضي معهن جل وقتها ولتهرب من واقعها )
*********
ساره :أهلا بسهى
سهى بخجل :سلمك الله
خديجه: ساره اكملي حديثك
ساره : حسنا حسنا ..
( هذا بالنسبه المسلسل الرومنــسـ ـ ـ.........)
سهى تنظر بتعجب وفي نفسها "ماالذي يتحدثون عنه !"
وتسهب ساره في حديث طويل اباحي قد استحفظته
من قناة إباحية تسهر عليها طيلة الليالي لتبث أخبارها على صويحباتها
ويتنافسن فيمن تأتي بالأفضل كما زعمن ؟!
سهى ضاقت بها الأرض بما رحبت فأستأذنت
خديجة : أعتقد أن حديثنا لم تستمتع به !
ساره : لاعليك .. سأجعلها تتقنه أكثر مني في يوم ما !
خديجه :لا أظن فهي ( مطوعه) ,,ثم تتبع كلامها بضحكة مزيفه .
ساره: أظنك لم تعرفي ساره بعد !

مرت الأيام وسهى تمتنع عن الذهاب لتلك المجموعة السيئة
ولكن ساره تجمع صاحباتها أوقات الحصص الفارغه وتجلس بجانبها ومن
ثم انتقلن بمقاعدهن خلفها تماما ..
بدأت الفتنة تتملك قلب سهى ... وقد أخطأت إذ أنها لم تحاول أن تجد لمشكلتها حلا ..
وكونت مع ساره علاقة صدااقة على المعصية ..
وبدأت تتغير على لمى ولا تلتقي بها إلا نادرا..
كلما بحثت عنها لمى وجدتها معهن
تعلّقت بتلك الأوهام التي تبثها من أنساج خزعبلات نسجها أعداء الدين ..

******
(4)
لمى:(ألم يأن للذين ءامنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله ومانزل من الحق ............)
بصوت ينساب عذوبة على أذنا والدها ..
والد لمى: حسْبك .. أحسنتِ يا ابنتي أتقنتي مراجعة هذا الجزء
ولكنك تأخرتي هذه المرة ..فقد مضى أسبوعين في جزء واحد ,
هل هناك من صعوبة في هذا الجزء ؟!
لمى تنظر للأرض وبحزن يشوب صوتها :لا ياأبي بل هو سهل جدا ..
والد لمى يضع يده على كتفها : لمى هل يضايقك أمرا ياابنتي !
لمى تصمت وتمتلأ عينيها بالدموع ..
يُدهش والد لمى : ...
لمى : أبي أنا بخير ..مرهقة ليس إلا ..سأذهب الأن لأنام ...
تقبّل رأسه ..
هل من خدمة أقدمها يا أبي ؟!
والد لمى : لا يا ابنتي , اعتني بنفسك فقط ..
ولاتهتمي كثيرا فالدنيا للزوال ..!

تبتسم .. : تصبح على خير يا أبي ..
***
والدة سهى :سهى ماالذي أصابك
طوال الوقت وأنت على التلفاز !
سهى:............
والدة سهى وهي تطفئ التلفاز :قومي بحل واجباتك ..

***

تغمض عينيها " يا آلله يادموعي لقد خذلتني أمام والدي .. لم أتمنى أن تراقي أمامه!
" وتتنهد بعمق "كيف يهنأ لي بال وسهى تبتعد عن الصلاة ..
القرأن ...سهى تتغير أمامي ولا أستطيع فعل شئ !
يجب أن أواجهها ! "
****

ساره : هناك من هو سارح بفكره بعيدا ...
(اللي ماخذ عقلك يتهنئ به)
رهف تهز كتف خديجه
خدييجه : مــ...ا ماذا بكن؟
ساره : ماذا بكِ أنتِ؟
بالتأكيد لقد حادثك "سلطان "بالأمس ؟! أليس كذلك !
خديجه تبتسم: تقريبا , لكن ليس كمـ...
تقاطعها ساره وهي (تغمز) : (علينا ؟!)
***
(5)
سهى : من هو سلطان ؟ هل هو خطيبها ؟!
ضحك الجميع على (سذاجة) سهى كما زعموا
ثم قالت ساره: تقريبا , وبالأصح هو صديق !
كأن حواجب سهى بدأت ترتفع فتابعت ساره : لما لا تتخذين لك صديق
تحادثينه وتفضين له بهمك !
سهى وكأن الحديث لم يعجبها
ساره: صدقيني ,حينما تصاحبين من الجنس الأخر ستكون صداقتك
رائعة .. وجميع البنات هنا لهن أصدقاء ..
ثم أخرجت من حقيبتها رقم : حادثي هذا الشخص ..
فهو صاحب صديقي ...

سهى لازالت متردده فوضعت ساره الرقم في حقيبتها : إن احتجته فهو لديك ..

****
توزع بعض النشرات ..
رأت سهى مع تلك المجموعة ...
حزنت على ماضي أيامهما ... هاقد بدأ ابتعاد القلوب والأرواح...
هاقد بدأ الصدود .. هاقد بدأ الجفاء وقسوته ..
"آه كل ذلك لايهم , لو أنها ثببت على دينها!!"
تصرخ بصوت عالي يتردد صداه في جوفها ويهتز له
جميع جوارحها" :سهــــــــــــــــــــى : أرجوك ..افتحي عينيك لتري جيدا"
هاهو شعور يخالجها كل مرة تراهنّ مجتمعات ..
هل هو حنين للماضي , أو حزن لحال جهلت ماهو إلا انها قد تغيرت !

****
تقف عند باب الفصل ..
تمشي وبجانبها سهى
لمى : سهى لقد أتيت أردت لو نقضي الاستراحة معا ..
سهى وكأن الانزعاج بادٍ على وجهها : حسنا , ولكن لماذا لانقضيها مع البنات !
لمى : البنات !
سهى : أعني ساره وصديقاتها ..
لمى تقف ..تبتسم: لنصلي الضحى أولا ..
ثم نفكر نجلس مع من !
مع أنني أريدك أنتِ وأنتِ فقط ..
سهى : دائما ونحن معا ..معا ..!
لمى"أتمنى أن لو نبقى معا للأبد":لنذهب نصلي أولا!
سهى: لا , أنا مشغولة قليلا ..سأصليها فيما بعد ..
لمى: سهى , مابالك أصبحتي تبتعدين عـ...
سهى تقاطعها : أرجوك يالمى , هل لديك حديثا غير هذا !
لمى بدهشة : حسنا كما أردتي ,
***
سهى تسند رأسها إلى الجدار
نفسها" هكذا هي لمى الحياة لديها عمل وعمل , كل شئ جاد لديها .."
الروح الإيمانية تستغيث "سهى أنت في طريق الخطأ ,فعودي وتدراكي نفسك قبل فوات ...."
فتقطع حديثها لمى التي تنادي ..
لمى : هيا لنجلس ..
سهى: مع ساره و...
لمى: أوليس معي !حسنا هيا ..
سهى: أحقا ماتقولين !
تتحرك لمى ببطئ ,,"سأرى ياسهى أي نوع هن هولاء البنات !"

****
سميه : ماشاءلله لمى بيننا لانصدق ذلك !
رهف : فعلا
لمى تبتسم: لما لا تصدقن!
رهف: لأنك ملتز...لالا أقصد شيئا ..
لمى: أتقصدين أني ملتزمة ..وهل في جلساتكم مايعيق ذلك!
ساره : دعيك منها فهي لاتحسن الحديث !
امتقع لون رهف وانزلت برأسها
خديجه: بنات دعوكم من ذلك كله ..لأبدأ الحديث ..
ساره: نحن نسمع
سهى: هل ستكملين (حديثنا) بالأمس !
خديجه: لا لقد انتهيت منه قبل قليل ..
سهى تنظر للمى : أسمعتي !.؟
ماذا يمكنك أن تعوضيني به !
لمى تضع يدها على كتف سهى وبهمس: سأسمع أولا ماهو!, وسأعوضك بما فاتك لا حقا .
وقد بدأ شريط عفن كتلك التي هي ديدن جلساتهم ..
فامتقع وجهه لمى لمحارم الله ..فأستأذنت ..وهمست "ماهكذا يفعلن حفيدات عائشة وخديجة"
طلبت سهى ..فاعتذرت سهى بغلظة ..وادارت ظهرها مباشرة !!
***

(6)
الساعة تشير للخامسة عصرا ..
رهف تضع وجهها بين يديها : آآه ..أمي كعادتها خرجت لصديقاتها ..
ياآلله إلى متى أعيش هكذا؟!
ضياع وشتات وحيرة !
ساره وصديقاتها يحتقرنني ..ولايهتمون لأمري إلا إن كان هناك مايريدونه مني ..
وفي المنزل لا أحد يستمع إلي ..
استلقت على السرير وأخذت تقلب في القنوات ثم أغلقت التلفاز وألقت بـ (الريموت)
بعيدا ..

أصدقاء حادثنا ..قنوات تابعنا ..أزياء نافسنا ..
لكن مع ذلك أشعر بأن هناك لم يكن في مكانه الصحيح ..
أشعر بأني لم أصل للسعادة والطمأنينة ..
هي الشئ الذي لم أجده بعد!

***
تردد لاحول ولا قوة إلا بالله ..
:أشعر بحرقة من أجل سهى ..يا آلله يسرها للخير ويسر الخير لها ..
وردها للحق ردا جميلا ..
***
سهى تتصفح المجلة ..: أووه (طفش) للمرة المليون أتصفحها !
ماذا أفعل ؟!
نسيت صديقة تبكي الدمع بحرقة من أجلها ...وكأن قلبها في لحظة تحول
إلى صخر ...

تذكرت الرقم الذي وضعتـــــــــه ساره في حقيـ,...
" صحيح ..سأبحث عنه "
أخرجته ترددت كثيرا ...
رفعت هاتفها ..ضغطت بعض أزراره ثم ألقته ..

دخلت والدتها وهي في حيرتها
والدة سهى : سهى هل قمتي بحل واجباتك واستذكار دروسك ؟
سهى: نعم فعلت
والدة سهى: مابالك هذه الأيام وكأن هناك شيئا تغير .؟
سهى : لم يتغير شئ ..
والدة سهى: أتمنى ذلك .. وخرجت

أمسكت سهى بهاتفها وقامت بالضغط مجددا !!
...:( آلو )
سهى :.....
...:( آلو )
سهى تغلق الخط وخوف يتملكها
اتصل بها صاحب الرقم
ترددت طويلا ثم
...: (آلو )
سهى: نعــ.... نعـ...ـم
...:وردني اتصال من هذا الرقم
سهى: عذرا , لقد أخطأت
...: على العموم تشرفت بسماع صوتك
سهى تغلق الخط وهي تتصبب عرقا ..
ثم ألقت بنفسها على السرير
إذ بهاتفها يرن ..اهتز كيانها
وارتعدت فرائصها ..نظرت لهاتفها إذ بهـ..!!

***
والد لمى:أين لمى لم أرها اليوم
والدة لمى: لم تخرج من حجرتها .. فلم أشأ أن أزعجها ..!
والد لمى: أنا متأكد أنها ليست على مايرام !
والدة لمى: صمتها يتعبني , دائما ماتفضفض لي
ولكن هذه المرة منذ ان ادخل لحجرتها إلى أن أخرج لاتتكلم بحرف واحد..
وفي الفترة الأخيرة لم تعد تأكل !لا أعلم ماالذي أصابها!
والد لمى: سأذهب لها ..سأرى إن كان بإمكاني إخراجها مماهي فيه ..!
***
تتنهد بعمق "أووف لمى ماذا تريد هذه المرة ؟!
بالتأكيد كعادتها!



***
(7)

سهى بنبرة حادة : نعم
لمى: السلام عليم ورحمة الله
سهى: وعليكم .
لمى : كيف حالك ياسهى !
سهى: بخير
لمى : هل أنت بخير فعلا !
سهى: .........
لمى : هل لي من وقتك بدقائق .؟
سهى: ماذا تريدين ؟! ألا يكفيك مافعلته ..أحرجتني أمام
ساره وصديقاتها ..
لمى: ماكان يجب علي أن أستمع لما لايرضي الله ..
سهى: ألا تشعرين بأنك متشددة ومتعنته؟
لمى: ماكنتِ تقولين عن اتباع الله ورسوله تعنتا!!
"وبنبرة عتاب" :سهى هل افتراق كل منا بـ(شعبة)
يعني أن تفترق قلوبنا ... أهدافنا .. مبادئنا .. أسلوبنا ... أخوتنا .!!
سهى : وماذا بعد !
لقد تحدثتي كثيرا ,,
لمى بأسى: لقد تغيرتي كثيرا ياسهى ..
سهى بإنفعال : نعم الأن يمكنني فعل ما أردت
أظنني اخترت طريق الصواب .. فأنا مازلت في بداية شبابي
لأمرح وألهو ومن ثم ....
لمى :ثم ماذا؟
تتوبين! وهل سيستئذنك ملك الموت ليقبض روحك!
لن ينفعنا سوى عملنا الصالح ..وإن لم نعمله في شبابنا
فلن نؤدي ماعلينا بشكل جيد في كبرنا !
سهى بإنفعال: كل ماهنالك أنني بدأت أرفه عن نفسي قليلا
لمى : لايحرم ديننا الترويح عن النفس ولكن بشرط الترويح بالمباح!
وهل ترين أن ماتفعلونه مباحا !!
سهى بسخرية : ماشاءلله أراكِ مُنحتي (إجازة) الأفتاء ..
لمى: سهى كل ماهنالك أني أخااااف عليك !!فلما تسخر..
تقاطعها سهى: تخافين علي!
لا, بل تريدين أن انصاع لأوامرك وتوجيهاتك
أظن أنني عاقلة أعلم الصواب من الخطأ
فلا شأن لكِ بي !

لمى بحزن: أسأل الله أن يردك إلى الحق ردا جميلا ..
بإنتظار عودتك في أي وقت .. السلام عليكم
وغاب صوتها ...
ألقت بهاتفها .. وضمّت ركبتيها .. وأخذت تشد بيدها على بطنها ..
لألم يعاودها كلما غضبت ..
سقطت دمعة على خدها الذي لم يستقيها ..فهو من دموعها قد ارتوى ..
" أرجوك ياسهى عودي ,,ارجوووك استيقظي"
طُرق باب حجرتها .. مسحت دمعاتها المتناثرة ..

والد لمى: هل يمكنني الدخول!
لمى وهي تفتح الباب: تفضل
والد لمى : هل يمكنني أن أحادثك قليلا
لمى: بالطبع يا أبي ..
يجلس والدها على السرير ويشير لها
أن تجلس بجانبه ..
نظر والدها إلبها .. قد بلت عيناها ..بدأ على وجهها الأرهاق
واكتسى لون الشحوب ..
: لمى ياابنتي هيا لنذهب إلى المشفى
لمى: .. ماالداعي لذلك! أنا بخير
والد لمى: صحتك في تدهور منذ أسابيع ..هلا أخبرتني ما الذي يضايقك !
وضعت وجهها بين يديها وأخذت تبكي ..
احتضن رأسها : اذكري الله ياابنتي
ثم قال وقد علم حبها لسهى : هل سهى بخير ؟
وهنا تنفرط في البكاء مجددا ..ويعلو صوتها ..ويعلو
ثم تصمت فجأة ..ويهدأ جسدها في لحظة واحدة..
نظر والدها ..حركها ..
صُدم .. ماالذي حصل !
أخذ يردد لاحول ولا قوة إلا بالله ..


***

رهف تشعر بأنها سُتقتل من الضياع الذي حاصرها ..
والضيقة التي ملأت قلبها .. حادثتها سهى وأبلغتها بما حصل معها (مع ذلك الرقم)
فازداد شتاتها ..
"جربت كل شئ ولم أشعر بالسعادة .. وكنت أظن أن لمى وسهى
سعيدتان ,,فأردت أن أسير في طريقهما .. ولكن لما تركت سهى هذا الطريق
بسهولة !
آه يالهذا الضياع الذي أعيشه!!
ربما أنا السبب في جعلها تترك ذلك الطريق !
ولكن لو أنها سعيدة لما تركتــ....
آه يارأسي "
******
(8)
أجهزة هنا وهناكـ .. سرير أبيض رغم بياضه الكل يمقته !
ثمة رجل يضع يده على رأسي ويقرأ
علي بصوت عذب يمدني بطاقة ونشاط ينافس المغذيات والاسجين
التي بصمت لي على كل عضو بصمة ..

لا أرى جيدا ..الصورة مشوشة أمامي .. كل ما أراه رجل يجلس بجانبي
ذو لحية ..

تمتد يدها لتمسك بيد والدها التي علت جبينها ..
فكبّر والدها : حبيبتي هل أنتِ بخير؟
لمى وهي تدير عيناها في السقف: الحمدلله ..أين أنا !
والد لمى: في المشفى ..لاترهقي نفسك ..

تذكرت حينما كانت تحدث والدها ثم أنها لاتذكر بعد ذلك شيئا..
***
الطبيب: لم نتوصل بعد ماالسبب لإغمائتها المفاجئة
سنعيد التحاليل مجددا وإلى ذلك الحين لابد أن تلازم السرير ..

والد لمى : لاحول ولا قوة إلا بالله
أسأل الله أن يشفيها ويخفف مابها ..
جزاك الله خيرا يادكتور ..

***
هذا يوم آخر ورهف في ضياعها ..
وسهى في طريق منحدر!
ولمى في طيات الألم !
وثمة أشخاص هناك .. يبصمون بأصابعهم الشر
في كل مكان! لن يكونو هم فقط في جحيم المعصية !!

هاقد أطلت الشمس على هذا المبنى الذي ضم بين جوانحه
أناس وأناس ..
لقد فقدت الأرض خطوات ثابتة, متيقنة , صادقة ,
أين هي ياترى !؟
المعلمة : هيا إلى فصولكنّ!
فراغ خلفته تلك الفتاة ..
والد لمى : كيف أنتِ ؟
لمى : بخير ..والدي أخرجني من المشفى !
والد لمى: أيام قليلة وستخرجين , لاترهقي نفسك ..
الطبيب يطرق الباب : دقائق من فضلك ..
والد لمى: خيرا ان شاءلله
الطبيب : الحمدلله على كل حال .. ابنتك مصابة بمرض
القلب وهذا هو سبب اغمائتها المفاجئة ..
والد لمى شعر بأن مركز الدنيا فوق رأسه : إنا لله وإنا إليه راجعون
الطبيب: تحتاج للرااحة ..للراحة فقط ..

***
(9)
بعد منتصف الليل ..استلقت على سريرها ..
رن هاتفها .. إذ به (صاحب الرقم)
ترددت قليلا ..ثـ..م
سهى: نعـ..م
......: "بخبرتي الطويلة في هذا المجال هي مبتدئة ..
سهى: نعـ...م
....:صباح الورد
سهى: ....
.......: (سمعنا صوتك ياحلو)
سهى: .....
...: أريد أن أتعرف أكثر
سهى: وهل تعرفني من قبل!
....:نعم , أنتِ سهى أليس كذلك !
سهى : وكيف عـ..
يقاطعها :عرفت بطريقتي الخاصة
"يالهذه ال ساره لقد سرد ت معلقة كاملة عنك ..!"
سهى: ومن أنت ؟
....:أنا شخص أحببتك منذ أن سمعت صوتك
سهى:..........
.....: إن كنتِ متخوفة من التحدث معي ,فلاتتحدثي ولكن اسمعي
مني , هذا ما أرجوه منك ..
سهى:...........
.....: سأتحدث عن نفسي أولا .. أنا بدر ..عمري 26 عاما
أعمل في أحد الشركات الكبرى ..

وبقي يتحدث قرابة الربع ساعه ..ثم قال: أحببتك منذ أن سمعت صوتك ..
سهى:..........
صمت غشيهما دقائق
بدر:الساعه الواحده إلا ربع ..سأتركك لتنامي ..
فأنت لديك مدرسة بالغد أليس كذلك؟
أم أنك تلميذة مهملة !
سهى : حسنا
وتغلق الخط ..

بدر" يالهذه الفتاة الثقيلة ..ليس علي (التثقل) ياسهى !
لم تعلمي من هو بدر بعد!"

***

في المدرسة

....... تسرح بعيدآ ..... سارة أظن أن بعض الناس قد عشقوا ...
ثمّ تقرّب فمّها لأذن سهى ( أليس كذلك !؟)
سهى : .....
سارة : لقد حدثّته قبل الأمس وحدّثته عنك ..
سهى : ولكن !
سارة : لاتخافي .. فهو ليس كالشباب المخادعين بل هو صادق
فقدت سهى اتصالات لمى .. ونصائحها ... (غريب لم تتصل ؟! ولم ألاحظها اليوم في المدرسة ..)
صحيح لقد سألتني اليوم عنها ليلى ثم انقطع تفكيرها : قد تكون في المصلى كعادتها
يرّن هاتفها ..( بدر )
سهى : نعم
بدر : صباحك فلّ
سهى : ....
بدر : كما أسلفت في مكالمتي الأولى لك أن تصمتي وأنا سأتحدّث
سهى : .......
وأخذ يتحدّث عن نفسه وعن بطولاته الزعومة وعن عشقه المزيّف لها منذ سماع صوتها وعن
احترامه لها منذ معرفة أخلاقها من سارة
وهكذا .. حتى أصبحت الساعة 2 صباحاً فصرخ وأعتذر لها .. وقال لها اهتمّي بدراستك واستذكري
دروسك جيداً .. سأوقضك الصبح أن أردتي ..(سأتصل بك )
سهى بخوف وتردد : لا . لا ..... لاحاجة لذلك
********* (10)
سارة : سهى أريدك في موضوع ما ؟!
سهى : وهي تمسك بذراع سارة ويبتعدان عن مجموعتهما : ماذا ؟
سارة : بالأمس أرسل لي بدر رسالة أحزنتني كثيراً فأنتي لاتلقين له بالاً بل تجعلينه كالمريض
يتحدّث لنفسه
سهى بدهشة : هو قال يمكنني ذلك!
سارة : قال ذلك ليجرئك على محادثته لكن أصبحت طول الوقت صامته وما أن
ينهي حديثة تغلقين الخط مباشرة .. دون أدنى اعتبار
سهى .. بدر يحبّك بصدق وحبّه طاهر لازيغ فيه
سهى : وماذا أفعل ؟!
سارة : ربما سيتحدث إليك اليوم .. فتحدثي معه .
سهى : حسناً
سارة : سأبلغه أن يتصل بك .. وأخبره إنك لا تقصدين تهميشه كما يظنّ
سهى بإنفعال : نعم أرجوك اخبريه

...........
سهى : نعم
بدر : صباحك فلّ
سهى : صباحك .....
بدر : جوري .. بضحكة ( عنك )
واستمرت محادثتهم إلى الساعة 3 صباحاً مابين خضوع في القول وفحش في الكلام
كلام ليس له مبتدأ إلا تعدي على الحرمات وأما خبره فدعه للأيأم !
***
في المدرسة
نسرين : ليلى هل تعلمين لماذا لمى قد تغيبت عن المدرسة ؟!
ليلى : لقد سألت سهى فقالت لي أنها لا تعلم
نسرين : لها ثلاثة أيام وهاقد تغيبت اليوم كذلك
ليلى : صحيح لدي رقم هاتف المنزل .. سأتصل بها
نسرين : طمئنيني سأنتظرك
ليلى : حسنا
****
(11)
ِأم لمى : حياك الله ياسهى
ليلى : خالتي انا ليلى وأريد سهى من فضلك
أم لمى : هي مترقدة في المشفى وستخرج اليوم بحول الله
ليلى : لا بأس طهوراً إن شاء الله .... ولكن ماذا أصابهـا ؟
أم لمى : لا أعلم إنما أغمي عليها فجأة
ليلى : مأجورة بإذن الله سنزورها بالغد في المنزل طالما انها ستخرج اليوم
أم لمى : حياك الله وستسرّ برؤيتك

****
رهف أصبحت تعيش حالة من الضياع فقلبها لا إلى السماء وأهلها إلى الأرض وأهلها
قد عُلق في الافق فهو ليس إلى هؤلاء وإلى هؤلاء
اعتزلت رهف ساره ومجموعتها وبل اعتزلت العالم بأسرهـ ..

وأسرتها كما أسلفت أشخاص همتهم المظاهر .. فلم يلقوا لها بالاً بل ان والدتها اعتبرت
ان هذا دلال زائد ..
فقد غفلوا الدين والمشاعر وصبوا جام اهتمامهم في الدنيا وزخرفها ..

******
ها قد أتت ليلى ونسرين وبعض الزميلات
لمى : مستلقية على السرير ... تنظر في وجوهـ الزميلات .. تفتقد بين الوجه وجها
يمتلأ قلبها بالشجن ! وتشعر بفراغ بحجم ماكان يجمعهما !
للحزن في عينها قصة تطول فصولها .. لن يعلم أي شخص معنى تلك الحرقة
إن لم يذق حلاوة الحب في الطاعة
استأذنت الزميلات وخرجن ...
*******
أزدادت علاقة سهى ببدر .. أصبحت تمضي في محادثته الساعات الطوال
بل أنها أحيانا تذهب للمدرسة وهي لم تنم .. تدنى مستواها الدراسي .
لم يلحظ الأهل تغيّرها وأن كانت الأم لحظت ذلك إلا أنها تجاهلت هذا الشعور ..

****
(12)

اليوم ستحضر لمى للمدرسة بعد أن تغيبت لمدة أسبوع
الكل رحبّ بها .. وحمد الله على سلامتها المعلمّات .. والطالبات ..
والكل حتى العاملات في المدرسة فرحن بقدومها فلها في كل مكان بصمة ..
ولها في كل ممشى أثر ..
التقت لمى بسهى بساحة المدرسة فصافحتها بحرارة وسألتها عن أخبارها
سهى : بخير
لمى في نفسها أرجوا أن تكوني بخير
لمى : هلاّ جلستي معي .. سنتحدث سويّا
سهى : عذراً أنا منشغلة قليلا .. ثم استدارت ورحلت
لمى تنظر سهى ... لخطواتها .. للأرض التي تحملها .. للدنيا التي غيرتها ..
كل ذلك يتنازع في نظرها بين الطيف والصوره التي امامها ..
وضعت يدها على صدرها .. فضغطت بقوّة .. ها قد عاودها الألم
( يا إلهى أنقذني ممّا أنا فيه )

****
هاهي سهى تحادث بدر . قد مضى لهما ساعتان ونصف تقريباً
بدر : سهى هل لي بطلب
سهى : (آمر وتدلّل )
بدر : سلمتي .. أريد أن نلتقي بالغد
سهى : بدر أخبرتك بأن هذا محال فأنا لا أخرج من المنزل ..
وقد وعدتني ألا تفتح هذا الموضوع مجدداً
بدر : صحيح وعدتك ولكن !؟ لم أستطع أن احتمل فأنا بشوق لرؤياك
سهى : لكن لايمكن ذلك .. فأنا خروجي من المنزل للمدرسة فقط ..
بدر : يكفينا ذلك
سهى : كيف !؟
بدر : سآخذك من أمام باب المدرسة وأعيدك الظهر ..
سهى :آآآ....
بدر : لاتعتذري الآن فقد رتبت كل شيء كل ماعليك أن تفعلي ما أقوله لك ..
ولاتنسى هاتفك لنتواصل به
سهى : آهـ .. إنك شخص عنيد
بدر بمكر : وفي هذه بالذات !
***
أنزلها والدها قريبا من المدرسة لكثرة الزحام .. ورحل ..
وقفت بجانب مبنى المدرسة واتصلت به وأتى ..
هاقد تم كل شيء كما خطط له ..
إلا أنّ رجلاً ما أتى ليوصل ابنته شعر بريبة ...
شعر بأن هناك شيئا يتحرك عكس التيار!

نظر لتلك السيارة ... وبحكمه مدير لتلك الفئة ..
أتصل بالقسم مباشرة ..بلّغ على السيارة اخبرهم
ان يكونوا بالقرب ..لحالما يتأكد ..!
فالأمر مريب حقا مايريب منه فهو رأى
الفتاة تصعد للسيارة وليس هناك منازل بجانب المدرسة !!
فأنزل ابنته ولحق بهم ...!

(13)

الساعة الثامنة صباحاً
هاقد توقفت المرور هناك للتفتيش !
ليس هناك معبر يخرجان منه !سوى أن يمران من عند
نقطة التفتيش !
سهى : أخشى ان يكشفوا أمرنا ؟! وبدأت تحاول أن تكتم أنفاسها !
بدر : لا عليك , سأتدبر الأمر !

فمــــــــرّ بسلام ..
بدر : ألم أقل لك إهدئي ..وثقي بي !

بين الفينة والأخرى ينظر للمراية
سهى : ماذا هناك..؟
بدر: هناك سيارة تطاردنا من وقت طويل
سهى : مـ ـ ـ ـ ـاذا ؟!
يسرع ويسرع وتشتد سرعته ..!
وسهى ازداد خوفها وأصبحت تبكي وهو يصرخ بها اصمتي..

الرجل لازال يتبعهم ,, ومماساعده أنه بسيارته الخاصة وليس بسيارة العمل !

تبعهم وتبعهم وبدر يزداد
سرعة ..
إلى ان انتهو الى طريق مسدود من أجل الصيانة ...
فازداد بكاءها ..وعلى نحيبها..
نزل الشيخ من السيارة وصافح بدر..:من فضلك الى أين انت ذاهب
بدر:ومأشأنك أنت!
الشيخ بحيلة ذكية : أراك منذ اليوم وأنت تجوب الشوارع..يبدو أنك لست من اهل هذه البلد..!
بدر: نـعـ...نعـ...نعم
الشيخ : تريد مدرسة ماذا؟!
بدر : الثانوية الرابعة عشر
الشيخ : الثانوية الرابعة عشر؟!!
" لقد وقعت في شر صنيعك ..الفتاة صعدت من عند هذه المدرسة .."
: يابني ..اتق الله..اترضاها في اهلك..؟!أمك ..! أختك!

ثم اقترب من السيارة وقال : لن تنفع الدموع الأن !
أتسكبين" القاز " في فوهة فيها شرارت النار وتنتظرين أن يخرج لك
من الفوهة ماء!
أتمشين في طريق وحينما تصلين إلى طريق مسدود تبكين !
لاتنفع الدموع إن لم تعودي إلى رشدك !
***
في المركز


ادخل سهى في مكتبه وسألها ..
الا تخافين من هذا الذئب المخادع..
هل تعلمين لماذا أخرجك معه!
سهى :لأنه ...
الشيخ :ماذا ؟! أخبريني بسبب مقنع
سهى: صديقي !
الشيخ : لا ,ليس كماتظنين !
لا يريد سوى شرفك !وبعدها
سهى: لا , أنه صادق ,,
الشيخ:سأثبت لك انه يريد استغلالك فقط..
ادخل الشاب....
الشيخ : هل ترضى أن يكن لأختك صديق !
بدر: لا..أختي طاهرة عفيفة ..لاتتخذ صديقا
الشيخ: مارأيك أن نعقد عليها !
بدر: لا اتزوج فاجرة خائنة...خانت اهلها..

فبكت سهى واصبحت تطلب الشيخ الستر عليها..
اخرج بدر من المكتب..
لتعلمي يابنتي ان أغلب القضايا في الهيئة يتم الستر عليها..
لتعلمي ان الشباب يريدون استغلال الفتيات لحاجتهم الشخصية فلو كان يحبك
حبا صادقا لاتى للبيوت من ابوابها..
ولما أردا لك ان تتحدثي معه وهو غريب عنك..
ثم قال الشيخ : لازمي صحبة رفيقات الخير فهن خير معينات لك لتخطي الفتن
في هذا الزمن ...
صمت قليلا .. وأخذ يكتب في بعض الأوراق لديه على المكتب !
لمحت سهى الأسم الذي على المكتب..( محمد عبدالله)
وصرخت في اعماقها انه والد لمى...
فكررت
استر علي يا شيخ..
الشيخ : سأنتظر للظهر وسأوصلك للمدرسة وسيتم مراقبتك لكيلا يأتيك ذاك الشاب مرة اخرى..
وهذا رقم الهيئة ان عاود ازعاجك فغالب الشباب هكذا فاتصلي بنا وسنتصرف واياك والتهور..!!

****

اتصل بالمدرسة وأخبرهم انه أن سهى قد تغيبت لظرف طارئ..!
****

القت نفسها على السرير واخذت تبكي بكاء مراً ..جعلتها المعاصي في ظلمة لانور فيها..
تذكرت شريط حياتها ..تذكرت ان قلبها كان لربها ..تذكرت صحبتها ..
حنّت لسجادتها ومصلاها..
حنت لقرآنها ..حنت لعمل الخير ..حنت للذة الطاعة ..حنت..
وفي ذهنها يُعاد شريط اليوم بما حوى من مرارة حزن ودموع..رفعت يديها للسماء
وقالت : يارب كما سترني في الدنيا فاستره يوم لا ينفع مال ولا بنون..
غاصت برآسها في وسادتها وازدادت دموعا ً وآلما ..
تصدع جسدها من الخوف كما تصدع قلبها من المعاصي والذنوب ..
رفيقات السوء ..الفتن من حولها..عدم اهتمام اهلها بالمشاعر جعلتها تتعمق في بحار سواحل لها..
ولم يكن اي منها مبررا ً لتركب بحارا ً قد كسرت مجاديف قواربها..
عزمت للعودة من جديد , عزمت على التوبة ..
هاقد عادت لمصلاها..لمصحفها ..ستهجر المعاصي..,رفيقات السوء..
غدا سيكون يوما ً مميزا لها..ستلتقي بلمى وتصالحها ...وتعود كما كانت..
وسيمضيان في طريق الدعوة معا ً...
"هاقد حاولت تنقذني .. فأبيت ,, فأنقذني والدها !"
*****
رهف ابتعدت عن الدنيا تماما .. أخيرا عرفت الطريق الصحيح ...
علقت قلبها برب السماء .. وقطعت حبال وصلها بالدنيا ..
اطمآنت لمصلاها .. مصحفها ..
هاقد وجدت السعادة .. الراحة .. السكينة .. الوقار
صحيح لم يتغير الواقع .. ولم تتحسن أوضاع أسرتها ..
ولكن إيمانها جعل منها ثباتا لاتزلزله المحن !
وهاقد بدأت تحاول التغيير في أهل بيتها ..
انتسبت مؤخرا لجماعة المصلى ..!

***
(14) والأخير

الكل في ضجيج ..هذه تتحدث ...وتلك تضحك..وتلك تستذكر واجباتها..وتلك تراقب الممر..
فـ...............


****
تمشي في الممرات والأمل يكسو محياها..والسعادة تحدو خطواتها
" سأضع حقيبتي وأذهب لفصل لمى "
دخلت الى الفصل : السلام عليكم
هدوء يغشى الفصل ..وحزن يبدو واضحا ً في جنباته..لا همس .. ولا صوت..
وقفت ..نظرت للطالبات أوجههن تحكي مأساة عظيمة
مابكم لاتردون السلام ؟!

الطالبات ينظرن لبعضهن ثم يلقين بنظراتهن في الأرض..
سهى : ما بكم ؟! اجيــــبوووني؟!
والطالبات في صمت عميق..
سهى تتنفعل وترفع صوتها : اجيــبوني..اجيبوني ..
تنظر لها رهف : لـ ـ ـ ــــــــ ـمى..!
سهى تقترب من رهف وتهزها : ماذا بها لمــى ؟!
رهف :؟!
سهى تهز رهف : انطقي ما بها لمــى ما بــــــها؟!
رهف : مــــاتــ ـ ـت...
سهى : ماذا ؟!
رهف وهي تبكي: لمـــــــى مـــــــــــــــاتـــــــــــــــــــت
سقطت حقيبتها :..ماذا؟!

سهى تجري في الممرات متجه لفصل لمى وتصرخ: لمـــــــــــــــــــــــــــــــــى ..لمـى ..لمى
لمى لقـــد عدت أرجوك يالمى اسمعيني سنبقى معا ..لمى اجيبيني أرجوك !!!
دخلت فصل لمى ..وقفت على الباب .. نظراتها تسمرت على مقعد لمى
ثقل جسدها ,,ثم اغمــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــي عليها...


ا0هـ

لؤلؤة2005
29-09-2012, 03:39 AM
بارك الله فيك