المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ( لحظة غفلة , واستيقظت)



أنات حائرة
22-10-2008, 08:20 PM
( لحظة غفلة , واستيقظت)


لابد للفجر وإن طال الليل من ظهور ...
ولابد للشمس وغن احتجبت تحت الغمام من طلوع ....!
ولابد للبحر أن يسكن وان زاد الموج في العلو ...
ولابد للنهر أن يجري وإن امتد الركود...
وفي كل لحظات الحياة تنقلب إن أذن رب البريات...
وثمة شخص في هذا الوجود لازال حيا رغم الممات..!
يوقظ بفضل الله قلوبا قد كانت في سبات ...!

السماء تبكي ..فتزرع في الصحاري ورودا !!
والبراكين تثور .. فتخصب الأرض ..!
والبحار تفيض .. فينفك سحرا ..!
ليس كل ضربة حصى تصيب بالعمى ..!




(1)

تتصفح المجلة بهدوء ..تتمتم" ياآلله ما أجملها هذه المطربه لطالما
أعجبتني فعلا لا احد يضاهيها.".
لولو تفتح الباب بعجل وتقول بصوت طفولي (لغد) ماما تريدك
رغد بتذمر :ماذا تريدـ؟! حسنا سآتي الأن

**
رغد: نعم .!؟
ام رغد : هلا سأعدتني في ترتيب المنزل؟!
رغد :أرجوك يا أمي ..لم يضعوا لنا إجازة الأسبوع لكي (نكرف )في المنزل..
ام رغد: ولكنك يا ابنتي منذ الصبح وأنت ِ تقبعين في حجرتك ..ولا أظن أن
عملا مفيدا فعلتيه منذ الصباح !
رغد: أخبرتك يا أمي جازة الإسبوع لا صنع ما شئت..
ام رغد : أصلحك الله يا ابنتي
رغد تمط شفتيها وتعود ادراجها الى حجرتها تمسك بالمجلة وتتمتم
(لا نسلم من الكرف حتى في إجازة الأسبوع)
ثم تحرك بأصابعها الصفحات

***
>>نشــرت الصحف الدنماركيه رسوما مسيئ للرسول صى الله عليه وسلم
وقد احتج المسلمون في كل مكان
تدخل رغد لحجرة التلفاز مسرعة...امي امي ضعي قناة (......)
الأن وقت المسلسل..!
ام رغد تنظر لها بحسرة :الا تسمعي مايقول؟!
رغد:المسلسل سيفوتني , لايهمني مايقول أرجوك !
ام رغد بأسى يشوبه شيء من الإنفعال : هذا ما جعلهم ينتقصون من شأن نبينا ويستخفون بدينننا
لأن امثالك لا هم لكم سوى المسلسلات الهاابطه والأغاني الماجنه واللهث خلف صرخات الموضة
رغد: بإنفعال: وماذا بيدي انا!
ام رغد تخفض صوتها : وهذا أشد فضاعه مما تصنعون وأشاحت بوجهها الى التلفاز
رغد يعلو صوتها: لنكن واقعيين دعونا من المثاليات الكاذبة بربك ماذا افعل ؟!ماذا بيدي ان اصنع ؟ّ!
ما انا الا واحدة في مليون من الملايين بل المليارات
ام رغد تخفض صوت التلفاز وتنظر الى رغد بنظرة كي تذيب جليد غفلتها ثم تقول: كل شخص من المليار
يقول ماذا بيدي انا؟! فأصبحت أمة المليار كلها ماذا بيدها؟!
ترتدي ملامح رغد انزعاجا شديدا
فتستأنف والدتها: اقل ما يمكنك فعله الأسى والحزن لما يحصل ونشر سنته بين الناس
للأسف لو نسأل الملايين عن اسمه كاملا لما أجابوا ولكن لو سُألوا عن مطرب او ممثل
لسردوا سيرته الذاتيه بل قصته منذ ولد حتى الان..!
رغد تقف وترفع خصلات شعرها بإنفعال: ليس عيبا ان نتابع الفن والإبداع..
وأتمنى ان اعلم متى تتوقف المحاضرات ..ثم تكمل بسخريه..اعتقد اني اكتفيت من الأساتذه
في الجامعه..وتستدير ذاهبه الى حجرتها...
ام رغد ودمعة تترقرق في عينيها : اسأل الله ان يصلحكـ...وجميع شباب وفتيات المسلمين..
لولو: ماما ما بال رغد تصرخ في وجهك..
ام رغد : علمتها الحياة يا ابنتي
*****
(2)
ضاقت الشوارع بما حوت من الفتيات..هذه تمشي مسرعه وتلك تمشي (بتمغنج) وتضحك بصوت عالي
وقد اسدلت الغطاء بشكل لافت...وتلك قد فتحت النقاب وقد استحمت في قارورة عطر..
وهاهي تلوح بيدها هنا وهناك ..(انظرن)..(انظرن)..لتلك وتلك وتلك كذلك ..
جميعهن محجبات بالحجاب الشرعي
لا ارى منهن موضع البنان فعلا لا زال في الأمة خير..
هاهي رغد تدخل من بوابة الجامعه وعباءتها كأنها فستان سهره
( تقول للا مبالي انظر لي )..
***
تجلس على الكرسي تراقب الفتيات وتراقب مجيئ صديقتها لمار..
رغـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــد
هكذا تهتف لمار..ثم تكمل : السلام عليكم منذ متى وانتي هنا ؟!
رغد: وعليكم ..قبل قليل ولكن هل كفيتي عنا ارعاجك ( يامُزعجه)
لمار وهي تضع حقيبتها على الطاولة: سامحك الله انا مزعجة؟!

**
سارة تقوم بتركيب شاشة العرض ..لقد انتهيت والحمدلله
ثم تستأنف: نورة سأذهب دقائق فقط واعود..إن سأل عني
احد اخبريه بعودتي..
لن اطيل بحول الله..
نورة : حسنا..
****

(3)
سارة هي ابنة خالة رغد..فتاة ملتزمة التحقت بجماعة المصلى منذ ان دخلت الجامعة
وهي في مستوى رغد
ولكن افكارهن تختلف ومبادئهن تتضاد..
بل ان سارة نموذج للداعية المسلمة...
..
لمار : رغد انظري..سارة تتجه نحونا..
رغد: اين هي؟!.فعلا هاهي..
ساره : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
لمار ورغد :وعليك السلام ..
ساره تصافح "رغد ولمار" و وجهها يشرق بالإبتسامه : كيف حالكما..
رغد : الحمدلله..
ساره : رغد كيف حال خالتي..
رغد: في خير
لمار بدأت نظراتها تتجه يمنة ويسره وكأنها تريد ان تخرج من دائرة الحديث
رغد : ما هذه الخرق ..آآآعني الوشاحات التي ترتدينها؟!
ساره: رغد هذا ما جئتك لأجله..فلدينا برنامج سنقيمه لمدة اسبوع بأذن الله عن نصرة
الرسول والدفاع عنه
والتعريف شخصه صلى الله عليه وسلم..فلا تفوتيه عليك فهو يخص اغلى من نملك
فأنتي تعلمين ما حصل مؤاخرا
تقاطعها رغد لكي لا تكمل سارة حديثها: نعم نعم اعلم ما حصل..بأذن الله سأتي
ثم صمتت ..ثم اردفت قائله : إن كنت متفرغة
ساره: حياك الله ..ولا تنسي أن تخبري صاحباتك...
رغد:حسنا..
ساره: تمنيت لو أجالسك قليلا لكن لدي شغل لم انجزه بعد..ويجب أن اذهب..
رغد: وفقك الله..
لما وهي تشير لفتاه ترتدي الوشاح: ماهذه الوشاحات ؟!رأيت الكثير يرتدينها..
ثم تقول ضاحكه : ربما تكن موضة ونحن آخر من يعلم !
رغد وهي تشير بسبابتها بمعنى النفي: لا يمكن ذلك..فنحن مراسلات الجامعه في صرخات الموضه..
ثم تكمل بأستخفاف إنها وشاحات يرتدونها طالبات المصلى ..لقد قالت لي ساره ان حملتهم عن النبي
و....ماذا قالت؟!!
لمار بغفلة قد تمكنت من روحها : بإختصار (حقت نبيهم) وهذا المهم..
لا عليك اكملي ما كنا نتحدث فيه قبل قليل ..
رغد ببرود اكتسى بذرة الإيمان في قلبها تكمل الحديث.....


****

(آه..بسم الله الرحمن الرحيم
بسم الله... بسم الله.. يالله ما هذا الكابوس ؟!)
يا آلهي أرق يقتلني وإذا احتضنني النوم استلمني القلق والكوابيس..

تغمض عينيها علها تحظى بفرصه جيده مع النوم...
هاقد غاصت في النوم مجددا..
لولو وهي ترفع الغطاء عنها: لغد لغد هيا الصلاة
رغد تدفع لولو بيديها وتعيد الغطاء عليها..
لولو تعبث في حجرة رغد..فهذه فرصتها الوحيدة لتشبع فضولها..
اسقطت العطر على الأرض..
فصرخت رغد بغضب : لولو اخرجي وإلا..
تقاطعها لولو ببراءاه: ماما تقول استيقظي فقد مضى وقت الصلاة
رغد : اوووووف لولــــــوووووو
لوو تمسك بعروستها التي لطالما صاحبتها في كل مكان تستدير وتخرج من الحجرة..
رغد : يالله عندما استلذيت النوم ازعجتني..ياآلهي ..ألا استطيع الراحة حتى في نومي..
ليتهم يفهمون !~ ان الصلاة لن تطيـر..~!

تمسك بيدها مقدمة رآسها وتظغط بقوة ياآلهي ماهذا الصداع الفظيع.؟!
تقف بصعوبة ..وتتجه لباب حجرتها
***
(4)

يا آآلله اكتئاب مع الصداع (اكتملت)..هكذا اخذت تتمت رغــد
فلقد غزى روحها الإكتئاب وغزى نومها القلق وحاصر قلبها الوحشية
والظلمة..جثم على صدرها ضيق لو وزع على اهل الأرض لو وسعهم
وصل بها الإكتئاب الى قمته فأرداها الى قاع الحزن...
..
تغطي وجهها بكلتا يديها
ام رغـد تطرق الباب وتدخل..تنظر لرغد
وبحنان : رغد بنيتي مابالك ِ لم تخرجي من حجرتك هل انت ِ متعبه؟
رغد لم ترفع رآسها واكتفت : اتركوني لوحدي
ام رغد وبقلق: هل انت ِ متعبة ؟!
سأكلم ابن خالتك ليوصلنا الى المشفى ..
رغد بإنفعال اكثر: هلا تركتموني لوحدي ...
خرجت من حجرة رغد وهي قلقة بشأن ابنتها...
***
ازدادت حالة رغد سوء فأخذت تتصل بطبيب نفسي ليعالج ارقها وقلقها
والإكتئاب الذي داهمها ..
فأصبحت تأكل الوان شتى من الدواء..
تغيبت عن الجامعه

****
رن هاتفها ... نظرت اذا بها لمار
ترددت هل ترد ام تدعها
رغد بصوت متهالك: نعم
لمار: السلام عليكم
رغد : وعليكم
لمار : كيف حالك ؟! مابالك غائبة؟! لما لم تخبريني !
رغد: كنت متعبه قليلا
لمار: متعبه أو شيء من التغلي ؟!
رغد:........
لمار:رغـد لدي بشارة ستعجبك حتما ..
رغد ببرود : ماهي؟
لمار : لقد نزل البوم فنانتك المفضلة
رغد:..........
لمار: رغد مابك ؟!
رغد: لاشئ!
لمار: انت ِ لست كعادتك ..اشعر انك لا مباليه اخبريني هل حصل لك شي؟!
رغد: لا..
لمار: إن كنت ِ متعبه لما لا تذهبي للمشفى؟!
رغد : ومن قال اني متعبه الأن؟!
لمار: صوتك الذي يخبرني.
رغد : اعتذر الأن لا استطيع ان اكمل المحادثة معك
لمار لتلطف الجو : بالتأكيد ستذهبين لشراء الألبوم ؟!
رغد : مع السلامه...وتغلق الخط
لمار مندهشة لما تفعل هذا؟! انها فعلا مزاجية...
لن اتصل بها مرة اخرى ..اعتقد بأن اتصالي ازعجها..
هكذا هي رغد .. مغرورة وتريد أن استمر خلفها !

****

(5)
اغلقت هاتفها تماما واستلقت على السرير : ياآآلهي لما الحياة مرة الى هذه الدرجة ؟!

***
ام رغد: كيف صحتك اليوم؟!
رغد : بخير
ام رغد : سنذهب لخالتك
رغد : لن اذهب معكم
ام رغد : ولما ؟!...لا شك ان سارة بإنتظارك..
رغد : قلت لن آآتي معكم...اخبريها اني مشغولة
ام رغد : اجل سأدعهم يأتون !
رغد : لن اخرج من حجرتي..هلا تركتموني لوحدي ؟!
ام رغد بقلق : مالذي اصابك ؟!
رغد : لا شيء ,, دعوني لوحدي..



***

قلقت ام رغد بشأن ابنتها ..
فأعتذرت من أختها لكن اختها اصرت ان يأتو وطمئنتها أن رغد ستكون بخير
فذهبت لأختها وقلبها يتقطع من اجل ابنتها التي جعلت قلبها يتقلب في نااار لا يعلمها سوى الله ...

***
ساره : كيف حال رغد ..لماذا لم تأتي ياخالتي
ام رغد : لست ادري ما اقول يا ابنتي لكن رغد هذه الأيام لا تخرج من حجرتها
واذا دخلنا لنطمئن عليهت صرخت اخرجووا..لا اعلم مالذي اصابها ؟!

ساره: لا تقلقي ياخالتي..ربما هناك امر متضايقة منه..ولكن عليك بالدعاء لها
ستكون بخير بأذن الله

**
ربما خفّ الألم قليلا ..
خرجت من حجرتها جلست امام التلفاز امسكت بـ(الريموت) : يا آآلهي مالذي اصابني
ظننت اكتئابي من اجل المسلسل الذي فاتني لكني شاهدت اعادته فما الذي تغير؟!
أصبحت تبحث علل عن همها .. حزنها ..اكتئابها ..!


****
لمار : لقد مضى يومان ولم تفكر ان تتصل وتعتذر ..يالهذه الـ(رغد) إنها مغرورة..
اشعر اني ارحمها ليس إلا!
ولو ادخلتها لرأسي لدبرت لها مكيدة
تجعلها تكره لمار والمكان الذي جمعها بها ...وستعرف من انا؟!

***
اخذت تقلب في القنوات فرست على قناتها الغربية المفضلة وقد كانت تحوي
برنامج حواريا ...
رجعت للوراء قليلا ووضعت رأسها على الحائط وتنهدت وهي تنظر لشاشة التلفاز
بدأت المذيعة بالحديث ويتُرجم كل كلمة تتطرق لها ..وكأنها تمثل تحديا..
المذيعة : من هذا الذي (اقامو الدنيا وما اقعدوها ) من اجله..؟!
كما بلغني انه نبي مختار لدى المسلمين ..ثم تأتي بمقطع لتظاهر المسلمين
وتعود لتقول : ايستحق كل هذا..؟!
ام ان المسلمين كما عهدناهم فقط يحبون الإزعاج وإثارة البلبلة
فقد بلغنا من مصادر موثوقة ان المسلمين لا يتبعون هذا الرسول المختار.!
هنا رغد جحظت عيناها وشهقت من شدة جرأة هذه المذيعه
وكأنما وقع في نفسها.. يستهزوءن لإستخفافنا نحن به كما ذكرت امي تماما
ثم اخذت تتابع بحرص...

(6)
***
اردفت المذيعة : ومنهم من يبحث عن السعادة وهم يقولون ان من يتبع كتابهم وسنة نبيهم
وجد السعادة وارى انهم ابتعاد عنه..
وقد قمنا ببعض الإحصائيات فوجدنا ان كثيرا من المسلمين متابعون للمسلسلات والأفلام
وما يسمونه بالملهيات..فعلا ان المسلمين اشد تناقضا..
هنا امسكت رغد برأسها ..آه.. رأسي يكاد ينفجر
ثم تمتمت "يالهذه الحمقاء تتكلم وكأنها دكتورة في الديانات "
تكمل المذيعه قائله: ومن المضحك فعلا لقد تم مقاطة المنتجات الدنماركية
انا متأكده تماما انهم سيعودون لها قريبا لن يصمدوا طويلا..
رغد: قبح الله وجهكـ
اخذت تظغط على ازرار الريموت مجددا...
{ تبقى بذرة الإيمان في قلوب المسلمين مهما اذبلتها المعاصي وجففتها الآآثام
تبقى الغيرة على الدين وعلى نبي الهدى لتوقظ بذرة الإيمان الغافلة ! }

ارست على قناة أخرى واستدارت لتذهب لحجرتها فستوقفها صوت القارى
وهو يبكي( ومن اعرض عن ذكري فأن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة اعمى...)
فأخذ يهتز بدنها وتقشعر صدرها فتسمرت خطواتها ..
شعرت ان الكون كله على كاهلها..وشعرت بأن روحها ازهقت من سفاسف الدنيا..
شتات ينثرها في كل لحظة من لحظات الألم !
****
دخلت حجرتها ..وهرعت الى حبوب الأرق ..فتناولت جرعة منها واسلمت نفسها للنوم
هروبا من التفكير وهروبا من الشتات الذي بدأ يحتويها
وهروبا من النفس اللوامه والنفس الأمارة بالسوء..

*****
عادت ام رغد ..وهرعت الى حجرة رغد فوجدتها مغلقة..
رفعت يديها ودعت والدموع تعانق الأجفان
***

جلست على سريرها ..
:يا آلـهي أ أذهب ام لا؟!
وقفت في حيرة شديدة فيه تشعر بتهشم داخلها ..
هل ستذهب ولا ينال قلبها نصيبه من اشراقة الشمس على الأرض
ونصيبه من اطلالة الأمل الى الدنيا..
ام تبقى لتنســى كل ذلكـ وتعيش حالة الهروب؟!
**
ام رغد : صباح الخير ابنتي
رغد دون ن تنظر لوالدتها: صباح النور
ام رغد: هل ستذهبي للجامعه ام كعادتك ؟!
نظرت رغد لوالدتها وقالت: لست طفله..اعلم ما علي فعله
ثم انه شي يخصني..هلا اغلقت الباب..!
ام رغد: خشيت ان تحرمي من بعض المواد..
رغد: امي هل تركتني لوحدي..؟!
ربما سبب نفور رغد من والدتها اصطدامها الدائم لتغيرافكارهما
فأم رغد تنصح وترشد
ورغد لا تتقبل وتسخر..!
بل أن رغد تشعر أن هذه الفئة أمثال والدتها
مزعجون !!

(7)
****
جلست على الكرسي وضعت "النظارات الشمسيه" لتخفي حزن عينيها الطويل
ولتدفن في ملامح وجهها قصة اكتئاب طويل...
يدها تحت خديها ..تراقب الفتيات هنا وهناك..
تقف امامها مباشرة وتبتسم...الحمدلله على سلامتكـ...وتمد يدها
فوقفت رغد لتسلم على سارة ..
سارة : كيف حالك طمنيني عن احوالكـ؟!
رغد : بخير ولله الحمد
سارة: لما كل هذا الغياب ..اتصل بهاتفكـ مغلق ..واتصل بهاتف المنزل
فتقول لي خالتي انك لا تفتحين لهم باب حجرتكـ..لما كل هذا الغياب هل انت ِ بخير؟!
رغد: الحمدلله..
سارة لمحت تغير في وجه رغد وكأنما زهرة ذبلت ..وربما هي المرة الأولى
التي تستغني فيها رغد عن المكياج ...
لم تشأ سارة ان ترهقها أكثرفابتسمت: على كلٍ يا رغد اذا احتجتي امرا
فأنا في الخدمة يا غالية
فرج الله عنك ما اهمك..
وصافحتها واستدارت وهي تقول : سأعود لك لاحقا ...فلتكوني بخير..
رغد تحدث نفسها.."يالساره هذه ؟! فتاة منشغلة طوال الوقت ومع ذلك لا تنفك ابتسامتها عن شفتيها
واشعر بأنها هنا وقلبها يحلق مرحا في السماء...ما سر سعادتها؟!..آآآآآه ليتني املك القليل..
الأن لمحت لمــار ..أووهـ ..لمــار..
اتت لما ووقفت امام الكرسي تفاجأت بوجود رغد..فرجعت للخلف خطوات ثم استدارت ورحلت..
رغد: لمــااار....ماذا بها لمار فعلت ذلك..!
حملت حقيبتها واخذت تجري خلفها..
لماااار..
نظرت لها : من انتِ ؟! انا لا اعرفك
رغد: لماار هلا تركتي عنك هذا المزاح السخيف!
لمار وبنظرة القوة تدفع رغد من كتفها : اعتقد اننا لا نعرف بعض..
(احذفي لمار من قاموسك)..وولت تسعى بين الفتيات..
رغد تقف واجمه لا يتحرك فيها ساكن..
ولا يسعى في اوردتها قطره ..
واجمه ..ضاقت بها الدنيا بما رحبت..
وسُكب في فؤادها حزن جديـد...واغلق عليها كل باب..
سقطت حقيبتها ..
الفتيات هنا وهنا يأتين افواجا ويحركنها قليلا..
وكأنما موج يعصف بها ولكن رغم ذلك ازداد الجمود ..واستيقضت
على صوت احداهم ...(لو سمحت ِ لا تقفي في الطريق!)
فنظرت لها وعانقت الارض بنظراتها ثم خطت خطوات لا تدري اين المسير؟!
ليست على ما يرام
لا يمكنها تحمل اي محاضرة ستلقى ..
عادت الى الكرسي وجلست ..اسندت ظهرها الى ذلك العمود الحديدي..
واحتضنها عالم الدموع الطويل..
****
سارة: رغد؟!
رغد تكفكف آثار الدموع في عينيها وعلى خديها..
ساره: رغد هل انت بخير؟!
رغد :بخير
ساره: رغد اذكري الله
رغد :.............
ساره: اين صاحباتك؟!
رغد : اعتقد انهم في القاعة!
ساره : وانت الن تحضري محاضراتك
رغد:لا؟؟فأنا متعبه قليلا..
ساره وهي تضع يدها على كتف رغد: ما رأيك ان تذهبي معي للمصلى؟!
رغد:...
ساره : سترتاحين هناك بأذن الله..خاصة ان المصلى الأن لايوجد فيه الكثيرمن الطالبات
*****
جلست وبجانبها ساره..
ساره" رغد هل آتيك بمصحف تقرئي فيه ..
رغد:........
ساره شعرت بعدم استطاعتها حتى القرآه..فأمسكت بالمصحف وبدأت تقرأ
بصوت مسموع يهتز له رووح رغد..

****
ساره : كيف أنت الأن
رغد وهي ترتدي عبائتها : أشعر بتحسن !
ساره: الحمدلله , أذن مارأيك أن تذهبين معي ..محمد سيأتي بعد قليل !
رغد:لا , لاحاجة لذلك ,سأذهب مع الباص
ساره: حسنا انتبهي لنفسك
استودعك الله

لم تعلم أن الأقدار تختبئ في كل ثانية ... فلكل ثانية قدرها !!

****
توقف الباص وعجلة الأقدار لم تتوقف نزلت رغد وفتاة في نفس الحي
رغد والفتاة ..خطوة..خطوة..تتسابق اقدامهما ليقطعها الشارع..
فمنزلهما في الشارع المقابل..خطوة ..خطوة..
توسطا الشارع...وفي ثوان معدودة ..ماهي الا كلمح البصر..
حتى ارتطت السياره وطاااار الجسد وسقط..

(8)

***
لحظات وأصبح الشارع في هرج ومرج وصراخ..
اتت سيارة الأسعاف ولتنقل الفتاة المصابه..
ورغد لا تزال واقفة..
غير مصدقة ..وليست مستوعبه..
مايحمل امامها سوى حلم ..نعم حلم..
اخذت تضرب على رأسها بشده كي تفيق ولكن هيهات هيهات
انى تفيق من عالم هو الواقع الغير متوقع..
ونى تفيق وهي في قلب الحدث..
بل كانت ستكون إحدى ابطاله..
الرجال يصرخون ..ابتعدي
>: هلا رجعتي للوراء
>: اختي اين منزلك
اقترب منها شاب حتى اصبح بجانبها..
وقال ونظراته لاتفارق الأرض: رغد اذكري الله ..واذهبي للمنزل..
..ياجماعه جزاكم الله خير هلا افسحتم الطريق..

***
القت بحقيبتها واستلقت على السرير مباشرة..واغمضت عينيها..
ام رغد تدخل مسرعه: رغد ابنتي هل انتي بخير.؟!
رغد:............
ام رغد: الحمدلله على سلامتك ...فخرت ساجدة شكرا لله وهي تبكي بكاء مرا...
فتحت رغد عينيها لتجد امها ساجده فهز كيانها موقف والدتها

*****
مر يوم ورغد لا تخرج من حجرتها،،،
ساره: خالتي كيف صحتها اليوم
أم رغد: لازالت مصدومه منذ الامس
أم ساره: هوني عليك .. ستكون بخير
ساره: موقف عصيب..أسال الله ان ينسيها اياه
ام رغد: آآميــن
ساره: فجعت بذلك ,لقد تأخر علي محمد فعندما أتى سألته فقال لي انه اتاك وعندما خرج
وجد الناس مجتمعون فلما رأى مالخطب وجد فتاة تقف في وسط الناس واخرى صريعة
فتبين له انها رغد
ام رغد: بارك الله فيه لم يقصر وربي لقد دخل واخبرني وهدأ من روعي
ام سارة: واجبه يا أم رغد
ساره: إن تسمحي لي خالتي سأذهب لها في حجرتها
ام رغد : لازالت نائمه..
ساره: لا عليك
دخلت ساره بحذر لكي لاتزعجها..اقتربت منها وضعت يدها على رأسها..
وبدأت تقرأ لتستفيق رغد على صوتها العذب..
ساره اقتربت منها قبلت جبينها : الحمدلله على سلامتك ..
رغد تنظر يمنة ويسرة ثم تتذكر ما حصل وتسرح بعيدا
بدأت ساره تطمئنها وتذكرها بالله وبنعمته إذ انه لم يختارها بل اختار من بجانبها(
وارجوا ان يكون محبة لك منه سبحانه)

(9)
****
تحسنت رغد وتعافت تلك الصدمه..
أما ساره فقد وقفت بجانبها طوال تلك المدة..
***

ساره: لقد اتيت اليوم لأرى كيف انت ِ..ولنفرح بسلامتك
رغد : سلمتي ياسارهـ...لم تقصري
ساره: واجبي
رغد: ساره
ساره : نعم
رغد: أريـــــد
ساره (أمرك , مالذي تريدينه!)
رغد : أريــ....ــد ان اتوب ولكن ,لقد ارتكبت الكثير من المعاصي ولقد فرطت
ساره وهي تريد ان تصرخ من الفرح: بااب التوبة مفتوح هيا ولا تقنطي من رحمة الله
رغد: شكرت الله كثيرا أنني لم اكن تلك التي اصطدمت بها السيااره
ساه : الحمدلله

****
أرسلت للمار رسالة ..
" لقد تركتيني في اشد حاجتي إليك ولكن لا يهمني ذلك الأن..كل مايهمني أن تختاري معي
طريق الهداية..أم سنفترق للأبــد "!
..
واخذت تتحدث نفسها سيتعبني لو اختارت الفراق..كما أتعبني تركها لي في
حاجتي لها! ولكن لايمكنني ان ابتعد عن الله اكثر
فأنا الأن اكثر راحة وأشد سكونا وطمأنينة..
منذ ان بدأت اواظب على الفروض..واقوم الليل لم يعاودني القلق والأرق..
.
والأن بعد شهر من توبتي راحة عجيبة تسري في كياني..ها أنا أجد الراحة
التي لم أجدها من قبل رغم امتلاء جوفي بالمسكنات والمهدئات إلا أن قلبي
لم يهدأ ولم يسكن سوى مع الله وبالله !!

****
ساره ورغد تجلسان في المصلى..
ساره: لابد ان تتجهي لطلب العلم الشرعي..ليكون لديك رصيد يمكنك الدعوة به..
رغد: بالطبع..ولكن بعد ان....؟!
ساره : بعد ماذا.؟!
رغد وهي تضحك : لن اخبرك..لدي شغل كثيـر؟!
ساره: يالك من فتاة؟!
رغد : سأفاجئك به والله..
ساره وهي تبتسم ابتسامه عريضة : هيا اخبريني ..وإلا سأعرف بطريقتي الخاصة..
رغد : سأهتم الأن بأمر لم يهز قلبي في ايام معصيتي وغفلتي سواه..
بل ربما يكون تسبب في ذوبان جليد المعاصي في داخلي وثوران براكين النفس المؤمنه بداخلي..
ساره تستمع بانتباه : ماهو ؟! هذا الامر الذي اثر فيك لهذه الدرجة..
رغد : اتعلمين لم يكن يحرك في داخلي ايام المعصيه شيء رغم كثرة نصح والدتي حفظها الله
وجزاها الجنة ..لكن هذا الأمر صور لي حقيقتي؟!
ساره بشوق: ماهو؟!
رغد : سبّ الرسول صلى الله عليه وسلم
سارة فتحت عيناها من الدهشة
رغد: أعني سأحفظ سيرته واعمل بسنته وسأنشرها بين الناس..
فهذا أقل ما أقوم به لنصرة رسولي الذي
هدى الأمه كلها..
رغد تنظر لساره :هيا بنا لنبدأ منذ الأن ..

ا0هـ

......

لؤلؤة2005
29-09-2012, 04:44 AM
بارك الله فيك .