المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : للأطفال °ازرع تحصد °



امة الاسلام
21-10-2008, 09:33 AM
للأطفال
ازرع تحصد
آلاء وريحان بنتان جميلتان تحبان بعضهما حبا كبيرا لدرجة أن الواحدة منهما لا تستطيع الذهاب إلى أي مكان دون الأخرى كانا والديهما في قمة السعادة وهما يريا في هذا الحب العميق
بين الأختين فلا غيرة ولا شجارات بينهما.
هما تلعبان دائما في هدوء وسكينة في غرفتهما المتميزة والتي كانت ريحان الأخت الكبرى تشرف على تنظيفها وترتيبها باستمرار وبمساعدة أختها الصغرى حيث كانت تعلمها أن تجلب لها أدوات التنظيف وتعلمها أيضا كيف ترتب سريرها عد الاستيقاظ من النوم وترددان معا أذكار الصباح والمساء والأدعية المأثورة .
وفي أحد الأيام أصيبت الأم بوعكة صحية أمرها الطبيب أن تلتزم الفراش ولا تتحرك من سريرها لأن إحدى فقرات العمود الفقري قد تحركت من مكانها .
طبقت الأم تعليمات الطبيب وكللها قلق على أعمال البيت وشؤونه وأحوال بنتيها.....الخ
هدا أب ريحان من روع زوجته وأن الأمور ستسير على مايرام فالمهم أن تلتزم بما أمرها به الطبيب والباقي على الله إلى أن تشفى وترجع إلى سابق عهدها .
كانت ريحان ترى ما يحدث وشعرت بالمسؤولية في التدخل لمساعدة الأب في أعباء البيت هي وأختها وأن لا يتغيب عن العمل و في تلك الأثناء تقوم بكل أعباء البيت بمساعدة آلاء .
رفض الأب ما اقترحته ريحان وأخبرها بأنها صغيرة على تحمل كل هذه المسؤولية وأوصاها أن تهتم بدراستها وبأختها الصغرى .
لكن ريحان أجهشت بالبكاء غاضبة وأصرت أن تتحمل كل هذه المسؤولية مساعدة لوالديها
فتوسلت إليهما على أن يجرباها يوما واحدا......
تشاور الأب مع زوجته وفي الأخير وافقا على اقتراح ريحان وكللهما قلق عليها .
دخلت ريحان غرفتها فرحة وبدأت بوضع مخطط تعمل به في الغد منذ استيقاظها في الليل فالغد جمعة يوم عطلة وهي متفرغة تماما وهذه فرصتها كي تبرهن لوالدها أنها قادرة على المساعدة والقيام بواجبها نحوهما في وقت الشدة .
نهضت ريحان باكرا وأختها على غير عادتهما وكلفت أختها ببعض المهام الصغيرة كمسح الغبار وترتيب الأفرشة وقامت هي بالباقي مع الاهتمام بوالدتها ومتطلباتها من دواء وماء ...الخ
جاء موعد طبخ الغداء فدخلت ريحان المطبخ وفتحت كتاب الطبخ واستعانت بأختها في جلب اللوازم واستعانت بالله وحضرت ماتحبه أمها فقد كان طجين خضار ولما سمعت أباها عائدا من السوق خرجت مسرعة وأخبرته على المفاجأة التي هيأتها لهم وفعلا كان انبهار والديها عظيما بالمائدة المزينة والصحون المرتبة مثل ماتفعل أمها تماما عانق الأب ريحان وتعاونا لإنشاء جدول يتداولان فيه على شؤون البيت دون غيابه عن العمل أو هي من الدراسة وهكذا مرت الأيام والأم تتحسن نفسيا وجسميا وكل شيء على مايرام فحتى الطبيب تفاجأ من التحسن السريع في صحة الأم وأدرك أن الحالة النفسية الجيدة ساعدتها على المثول للشفاء في وقت قياسي والفضل يعود لله أولا ثم لبنتيها اللتين جنت نتيجة تربيتهما الصالحة بالحب والتعاون والإيمان والاعتماد على النفس منذ نعومة الأظافر .

لؤلؤة2005
29-09-2012, 04:50 AM
بارك الله فيك .