المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : .::: تضحية من نوع آخر :::.



رهف الروح
21-10-2008, 07:56 PM
تضحية من نوع آخر
الساعة 4 فجراَ
المكان : الغرفة 209 في جناح الولادة
محمد : حمداَ لله على سلامتكـِ حبيبتي سحر
سحر: سلمكـ الله ، أين طفلي يا محمد؟ أريد أن أراه
محمد ........ نظر في والدتها دون تعليق
سحر بصوت مرتفع : أين طفلي يا أمي ؟
يرتفع صوت جهاز ضربات القلب ، تدخل الممرضات بسرعة
الممرضة 1: من فضلكمـ ابتعدوا ، أرجوكم يكفي انفعال ..
سحر : أريد طفلي ، أرجوكم أحضروه أين هو؟
الممرضة 1: لا تقلقي هو الآن في الحضانة بسبب الولادة المبكرة ..
سحر : أمي أرجوكـِ أخبريني هل أصيب طفلي بمكروه ؟
الأم : بنيتي لا تقلقي سيكون بخير بإذن الله لكن اهتمي بصحتكـِ ..
فقدت سحر وعيها وارتفعت أصوات الأجهزة وهرع الأطباء إلى الغرفة ،،
نادى الطبيب : جهزوا غرفة العمليات وانقلوها هناكـ حالاَ..
الطبيب: أين ولي أمرها ؟
محمد: أنا ،، تفضل معي .. يجب إجراء عملية عاجلة ونحن بحاجة لتوقيعكـ عليها ..
وقع محمد على أوراق العملية ولا يعلم ما هي وما سبب إجراءها ..
وفوراَ تم نقلها للغرفة ودخل الأطباء..
مرت ساعة .. ساعتين .. ثلاث .. ست ساعات .. هاهو الطبيب يخرج الآن من الغرفة ..
ركض الجمع باتجاهه .. ما الأخبار يا دكتور ؟
الطبيب : لا تقلقوا خيراَ بإذنه تعالى .. محمد أريدكـ قليلاَ ..
ذهب محمد مع الطبيب..
في غرفة الطبيب :
محمد : أنا زوجها .. أرجوكـ أخبرني ما الذي حدث؟
الطبيب : لا أخفيكـ أمراَ فحالتها أصبحت حرجة للغاية .. وجدنا لديها انسداد في عدة شرايين بنسبة 100 % ونبض القلب ضعف للغاية ..
بحمد الله تمكننا من إسعافها لكن القلب لديها أصبح ضعيف ولا يحتمل أن تنجب مرة أخرى ..
محمد وضع رأسه بين كفيه ولم يستطع التعليق بكلمة ..
تابع الطبيب : عليكـ بالصبر يا بني .. فهذا ابتلاء من الله عز وجل ويجب أن تصبر وتحتسب ليعوضكـ الله خيراَ من ذلكـ ..
محمد : لا حول ولا قوة إلا بالله
هل يمكن علاجها ؟ .. هل تحتاج للسفر للخارج ؟ .. أنا على أتم الاستعداد لعلاجها في أفضل المستشفيات ..
الطبيب : علاجها متوفر لدينا ولا حاجة لسفرها
بإذن الله ستتماثل للشفاء لكن بعد فترة طويلة..
ربت الطبيب على كتف محمد مصبراَ إياه وخرج من الغرفة ومحمد لا يزال على حاله من هول الصدمة ..
سحر حبيبته لا تستطيع أن تنجب له أبناءاَ ..
سحر لن تستطيع أن تحقق حلمها الذي لطالما رددته على مسامعه ..
طيلة فترة الخطوبة كانت تبحث عن بيت كبير لتملأه بالأطفال ..
آآآآآه يا سحر ،، ليتني مت قبل أن أسمع عنكـِ هذه الأخبار ..
مضت نصف ساعة ومحمد على حاله يبكي ويتذكر أحلام سحر ..
عاد إليه الطبيب وخلفه الموظف ووضع أمامه كأس عصير الليمون ورفع الطبيب رأس محمد بيديه قائلاَ :تماسكـ يا بني فالأمل بوجه الله كبير ، لا تيأس ولا تقنط فرحمة الله واسعة ،، انهض يا بني فالحياة لم تتوقف عند هذا الحد ،، توضأ وصلي لله ركعتين حمداَ لله على سلامة زوجتكـ ،، وادع الله أن يحفظ طفلكـ رائد ويرده لعافيته فحالته بدأت تتحسن ،، انهض يا بني وابتسم للحياة لتبتسم لكـ ..
قام محمد وكله حزن على ما حل بزوجته لكنه مسح دموعه مرددا ونعم بالله ،،
اتجه إلى والدته ووالدة زوجته مطمئناَ إياهمـ وطالباَ الدعاء لرائد بالشفاء ..
ألحت عليه خالته بإخبارها بحالة سحر لكنه نفى إصابتها بأي مكروه ..
هاهمـ الأطباء يخرجون من الغرفة وهاهي سحر تخرج الآن ممدة على السرير الأبيض لا تشعر بشيء من حولها ..
محمد : دكتور متى ستستيقظ سحر ؟
الطبيب: بعد 3 ساعات بإذنه تعالى ..
محمد : هل يمكنني الجلوس بجانبها؟
الطبيب:لا يا محمد ، المعذرة لكن سيتم نقلها لغرفة العناية المركزة لمدة 24 ساعة بعد ذلكـ سيتم نقلها لغرفة خاصة ،، لا عليكـ ستكون بخير بإذن الله ،، يمكنكـ البقاء هنا ورؤيتها وقت الزيارة ،،
محمد : أشكركـ يا دكتور ..
************
مرت ثلاث ساعات وكأنها عند محمد ثلاثة أيام ..
هاهو الطبيب والممرضة يدخلان غرفة سحر ..
خيراَ يا رب ( هكذا هتف محمد )
عندما خرجا كانت الابتسامة تعلو وجه الطبيب
محمد : كيف هي الآن يا دكتور ؟
هل استيقظت ؟
الطبيب: الحمد لله استيقظت ويمكنكـ الدخول لكن رجاءاَ التزم الهدوء ( وغمز لمحمد وذهب)
دخل محمد الغرفة ،، نظر للجسد الملقى على السرير ،، خنقته العبرة ولم يستطع إمساكـ نفسه ،، كف يحبس دمعاته وحبيبته سحر ترقد أمامه دونما حركة ،،
فتحت سحر عيناها ،، رأت محمد أمامها ،، نادته بصوتها الهادئ الرقيق ،، محمد اقترب مني ..
مسح محمد دمعاته والتفت إليها ،،اقترب وأمسك يدها ،، نظرت في عينيه ورأت الدموع ،، هتفت : كل هذا من أجلي يا محمد ؟
محمد: بل وأكثر،، أنتِ حبيبتي التي لمـ ولن أعرف غيرها ،، أنتِ زوجتي وأماَ لأبنائي ،، أنتِ كل شيء لي في هذه الحياة ،،
حبيبتي أرجوكـِ لا تجهدي نفسكـِ بالحديث ،،
سحر : أين رائد يا محمد ؟
محمد مشيراَ بيده على فمها : أنا هنا بجانبكـِ لا لأتحدث ،، أريد فقط النظر في عينيكـِ فهذا يكفيني ،،
ابتسمت سحر بألمـ وصمتت ،،
في غرفة الحضانة كانت الطبيبة تتابع حالة رائد باهتمام كبير ،، كانت تتمنى أن يكتب الله عمر لابن أختها سحر ،، فقد علمت بما حدث ولا تريد أن تعيش سحر بحسرتها بقية عمرها ،،ألحت بالدعاء له كما لو أنها تدعو لأحد أبنائها ،،
قطع عليها تفكيرها صوت طرق بالباب ،، كان الدكتور حازم (طبيب سحر )أتى للاطمئنان على حالة رائد ،،
حازم: كيف أصبح رائد يا ريم؟
ريم: الحمد لله في تحسن
حازم : أرجوكـِ يا ريم اهتمي به ..
ريم: لا تقلق يا حازم فكما أنه ابن أخيك فهو ابن أختي
لكن كيف أصبحت سحر ؟
حازم : لا تقلقي هي بخير ولله الحمد ،، للتو استيقظت ومحمد يجلس عندها الآن ..
ذهب الدكتور حازم لطمأنة محمد وسحر ..
طرق باب غرفة سحر ودخل ،، رحب به محمد وسأله عن حالة رائد
حازم : رائد حالته في تحسن ولله الحمد والمنة لا تقلقا ..
محمد : أشكركـ يا أخي العزيز ،، لن أنسى لكـ وقوفكـ بجانبي أبداَ ..
حازم : لا تقل هذا يا محمد فأنا أخوك مهما حدث ..
خرج الدكتور حازم من الغرفة ومحمد يبتسم ويعدد أفضاله ..
*****
في صباح اليوم التالي خرجت سحر من العناية المركزة وأتى الجميع لزيارتها في المشفى ،،
جلس محمد مع ريم ووالدتها خارج الغرفة للتحدث حول وضع سحر ،،
محمد : أرجوكمـ لا أريد أن يعلم أحد بما حدث مع سحر ،، حتى سحر سأخبرها أنا فيما بعد ،،
ربتت والدة سحر على كتفه مطمئنة إياه بتلبية طلبه ..
كانت سحر من أشد الناس سعادة بوجود أهلها وصديقاتها حولها ..
بعد انتهاء وقت الزيارة حضر الدكتور حازم للاطمئنان على سحر ،، وأمر الممرضة بإحضار رائد لأمه ،،
ما إن رأت سحر فلذة كبدها حتى قبلته بحرارة وأخذت تتفحص به وكأنه لعبة بين يديها ،،
أبحرت معه في سعادة غامرة وكانت ترضعه كل حنانها وطيبتها ،،
سحر لمحمد : رائد يشبهكـ كثيراَ ،، لكنه جميل مثلي تماماَ وغمزت له بعينها..
محمد مجيباَ إياها : يا حبيبتي أنتِ الأجمل في عيني ..
دوت ضحكة قوية في أرجاء الغرفة ..
***********
مرت الأيام وخرجت سحر من المشفى وبصحبتها ابنها رائد ..
كان رائد كل يوم أفضل مما قبله

******
مضت الأعوام وأصبح رائد في السنة الثانية من عمره
كان لا يفتر من الإفساد في المنزل
وكانت سحر في قمة السعادة كلما أتلف شيئاَ تمسكه وتقبله على رأسه بحبها وحنانها ..
بعد مرور ست سنوات دخل رائد المدرسة ..
كانت سحر تبذل كل جهدها لتجعل منه طالباَ متميزاَ ..
كانت تقضي معظم وقتها معه وكانت في أشد سعادتها لكن كان يعكر عليها تغير معاملة محمد لها ..
تغير بشكل ملحوظ في معاملته ..
أصبح يقضي وقتاَ طويلاَ خارج المنزل ..
حتى طعامه أصبح يتناوله في الخارج بعض الأحيان ..
وكان يتهرب حتى من اتصالاتها ..
ومع مرور الأيام تطور الأمر فأصبح يتأخر في الليل إلى ما بعد انتهاء الدوام بساعات عديدة ..
كانت سحر تتجاهل سؤاله حتى لا يغضب منها وكانت دائماَ تسمعه أجمل العبارات رغم تقصيره الشديد بحقها ..
ذات يوم عندما عاد محمد من الخارج كانت سحر بانتظاره
سحر : حمداَ لله على سلامتكـ حبيبي محمد هل أنت متعب ؟
محمد : جداَ يا سحر ولا أريد سوى النوم.
سحر : هل أحضر لكـ طعام العشاء ؟
محمد: لا ،، تناولته مع أصدقائي في العمل ..
سحر : محمد حبيبي هل حدث مكروه في العمل دعاكـ للتأخر ؟
هنا ضاقت الدنيا بمحمد وصرخ في وجهها لأول مرة منذ زواجهما
محمد: أنا لا أحب التدخل في أمور عملي الخاصة ،، ليس من حقكـِ سؤال عنها ..
ولف وجهه عنها ..
صمتت سحر واعتذرت له وخرجت بسرعة من الغرفة ..
أحس محمد بخطيئته لكنه لم يبالي ..
جلست سحر تطعم رائد في المطبخ
سألها رائد : أمي ، لماذا والدي لا يأكل معنا ؟
سحر : والدكـ متعب قليلاَ يا بني وعندما يتحسن سيأكل معنا بإذن الله ..
**********
في اليوم التالي طلبت سحر من محمد أن يوصلها لزيارة بيت والدها ..
جهزت نفسها وخرجت معه بسرعة ..
نزلت واستأذنته بالمكوث عندهم طوال الليل..
جلست الجدة تلاعب رائد بشوق كبير ،، وضعته في حضنها ومر شريط الذكريات الأليمة أمامها وكأنه شريط فيديو ،، حمدت الله أن استجاب دعاءها وكتب له الحياة من جديد ..
جلست سحر مع أختها دلال لشرب القهوة وكانتا تتبادلان أطراف الحديث ..
نظرت دلال في عيني سحر وقالت ..
سحر أرى في عينيكـِ حزناَ غريباَ لم أره من قبل هل أصيب محمد بمكروه؟
سحر : لا يا دلال ليس هناك شيء فقط بعض الإرهاق ..( وتنهدت بعمق)
دلال: لا يا سحر هذا ليس إرهاقا ،، وهذه التنهيدة تحمل وراءها الكثير ..سحر ماذا دهاك؟
سحر : لا غاليتي بعض المشاكل وستحل قريبا لا تنشغلي.

أتى رائد مسرعاَ إلى حضن أمه وأخذت تقبله ..
أمسكته خالته دلال
دلال : تعال يا رائد ،، ما هي أخبار والدك؟
رائد ببراءته الطفولية : أبي يتأخر عن المنزل ولم يعد يأكل معنا ،، لم نعد نراه إلا قليلاَ ،، وأمي تقول أنه متعب وسيتحسن بإذن الله ،،
دلال : أهااااا (ونظرت في سحر) ،، وهل أنت متفوق في دراستك ؟
رائد: نعم كنت الأول هذا العام ..
دلال : إذن تستحق الهدية ( وأمسكت رأسه مداعبة إياه )
سحبت دلال حقيبتها وأخرجت مبلغاَ ووضعته في جيبه ودفعته للعب مع ابنتها شهد ..
دلال مخاطبة سحر : هكذا إذاَ ،، ولماذا هذا التغير يا سحر ؟
سحر وقد أجهشت بالبكاء من حديث رائد : لا أعلم يا دلال لا أعلم ،، كلما سألته عن شيء أو خاطبته تحدث بعصبية وصرخ في وجهي ..
دلال : سحر حبيبتي لأول مرة أراكـِ بهذه الحالة ،، لا تقلقي يبدو أنه ضغط عمل وبإذن الله سيزول قريباَ ..

سحر : أتمنى يا دلال أتمنى ..
***********
بعد شهر ..
كان محمد في الغرفة وكانت سحر في المطبخ تجهز الطعام ..
سحر : الحمد لله انتهيت .. سأذهب لمحمد لإيقاظه ..
اقتربت من باب الغرفة لتسمع صوت محمد يتحدث بالهاتف ..
محمد : (صوت ضحكة مدوية ) لا يا عزيزتي لن تشعر ،، هي مشغولة بطفلها ودراسته ،، وأنا معظم وقتي خارج المنزل ،، لا تقلقي لن تشعر بشيء ..
وقفت سحر صامته ،، تجمدت قدماها وفتحت فمها من هول الصدمة ..
أيعقل أن يكون محمد قد تزوج بأخرى ؟
لماذا ؟
ما الذي ينقصه؟
يا الله ما هذا الابتلاء الشديد ؟
لا ،، لا يبدو أنه يحادث إحدى أخواته ..
طرقت الباب عدة طرقات قبل أن تدخل ،، سكت محمد وأنزل الهاتف بارتباك كان واضحاَ عليه ،،
سحر : أصبح الغداء جاهزاَ يا عزيزي ..
محمد: حسناَ ،، سأنهي اتصالي وأتي ،، لن أتأخر ..
سحر : أنا بانتظارك..
محمد بعد خروج سحر : حبيبتي ،، سأذهب الآن ولي اتصال آخر معكـِ ،، وداعاَ ..
على مائدة الطعام لم تتفوه سحر بكلمة واحدة ،، أما محمد فقد كانت نظراته تائهة وكأن أمراَ يشغل تفكيره ..
محمد: سحر ،، منذ مدة لم تزوري أهلكـِ ،، أليس كذلكـ ؟
سحر : أجل ،، بالأمس اتصلت بوالدتي وطلب رؤية رائد ..
محمد: هل أوصلكـِ لهم مساء اليوم؟
سحر : كما أردت ..
محمد : استعدي الساعة الخامسة بإذن الله ..
سحر : بإذن الله ..
اتصلت سحر بدلال لتلقاها في بيت الأهل واتصلت بريم أيضاَ لأنها كانت تريد سؤالها عن أمر ما ..
في بيت الأهل :
دلال : أهلاَ سحر ،، كيف حالكـِ ؟
سحر : الحمد لله بخير وعافية ،، ما هي أخبار شهد؟
دلال : هاهي كل يوم تتلف شيئاَ جديداَ ..
وارتفع صوت ضحكهما ..
دخلت ريم المنزل
وضحكت على صوت دلال وسحر
ريم: خير إن شاء الله ،، أضحكوني معكمـ
دلال : لا - إنه أمر خاص ووكزت سحر
ريم أعطتهم ظهرها وخرجت من الغرفة وصوت ضحك دلال وسحر يملأ المكان ..
ركضت سحر خلف ريم ورمت ما بيدها على دلال منادية إياها
دلال لا تلحقي بي أريد ريم بكلمة بسيطة .
صعدت سحر لغرفة ريم في الأعلى وطرقت باب غرفتها ودخلت
كانت ملامح وجهها غريبة بعض الشيء بالنسبة لريم
ريم: سحر عيونك تحمل سؤالاَ لي ،، هل لي أن أعرفه ؟
سحر : ريم حبيبتي هل لي أن أعرف لماذا لم أنجب أنا إلى الآن رغم العلاج الذي أتلقاه ؟
ريم وقد أعطت سحر ظهرها : حبيبتي سحر لا أريد أن أخفي الأمر عليكـِ أكثر لكن أتمنى أن تتفهميه جيداَ واعلمي أنه قضاء وقدر،،
سحر : ريم تحدثي بسرعة أنا منصته لكـِ ،، أرجوكـِ
ريم : سحر أنتِ لا يمكنكِ الإنجاب ثانية إلا بعد انتهاؤك من العلاج وهذا قد يستمر سنيناَ طويلة ،، والعلاج الذي تتلقينه ليس للإنجاب وإنما لعلاج مشاكل القلب التي تعرضتِ لها فترة حملكـِ برائد ،،
غاليتي قلبكـِ ضعيف وهو ما قد يؤثر عليكـِ ،، حملكـِ الآن فيه خطر كبير عليكـِ ..
أتمنى أن تفهمي الوضع ..
نظرت ريم إلى سحر ،، كانت سحر متجمدة أمام ما تسمعه ،،
ريم: سحر ماذا دهاكـِ ؟
سحر سالت دموعها دون أن تنطق بحرف واحد ..
ريم: سحر أرجوكـِ احمدي الله أن عدتِ لنا بالسلامة وكتب الحياة لرائد..
لديكـِ رائد بالدنيا كلها ..
مسحت ريم دموع سحر وسمعتها تتمتم : الآن عرفت السبب الآن فقط..
ريم: ماذا يا سحر ؟
سحر لا- لا كنت أتحدث مع نفسي ..
هيا ننزل للأسفل ..
نزلت سحر تتبعها ريم وملامح سحر تبدو واجمة ..
كانت والدتها تجلس بالقرب من الدرج
نزلت سحر مسرعة وارتمت في حضنها وهي تبكي
همست ريم لأمها : أخبرتها بما حدث ،، دعيها تفرغ ما بها أرجوكـِ ..
ضمت الأم سحر بحرارة وكانت تبكي معها ..
بعد ساعتين خرج الجميع من الغرفة وبقيت سحر مع دلال
دلال : سحورة ما هي أخبار زوجكـِ؟
سحر : يا الله يا دلال ،، صدقيني لا أعلم ماذا أقول
اليوم كئيباَ من بدايته ..
سمعته اليوم يحادث واحدة لا أعلم من تكون ،، أهي أخته أم أنه تزوج بأخرى
كان الحديث الذي سمعته يبدو وكأنه علي ،، كان يتحدث عن انشغالي برائد وكان يردد لن تشعر بي ..
أنا خائفة يا دلال خائفة ..
ضمتها دلال إلى صدرها مطمئنة إياها ومهدئة من روعها ..
دلال : سحر تصرفي بطبيعتكـِ ،، ولا تتعجلي في الحكم عليه ،، خذي الأمر لصالحكـِ ،، ولا تقصري في واجباتكـِ ولا في حقوقه ،، كوني زوجة مثالية واتركي الباقي ،،
سحر: ماذا أفعل أكثر مما أفعله يا دلال ،، لم أقصر يوماَ في حقه وواجباتي أقوم بها على أكمل وجه ،، ما الذي ينقصني ،،
دلال أرجوكـِ أخبريني ،،
دلال : لا يا سحر ،، حقيقة أنتِ زوجة مثالية ،، لا شيء ينقصكـِ ،، حاولي التأكد من الأمر أولاَ ثم تصرفي بحكمة وعقل واحرصي ألا يشعر بأنكـِ علمتِ شيئاَ من أمره ،،
وقضى الجميع تلك الليلة في بيت الأهل ،،
في الصبح اتصل محمد بسحر ليخبرها انه قادم لاصطحابها ..
بسرعة جهزت سحر نفسها وبمجرد اتصاله خرجت بسرعة ..
***********
في المساء قبل موعد عودة محمد من عمله ارتدت سحر فستانها الجميل الذي أهادها إياه في ذكرى زواجها وأعدت له أشهى الأطباق وجلست بانتظاره ،،
مرت ساعة ،، ساعتين ،، ولم يأتِ ..
خافت سحر من مضايقته بالاتصال عليه ..
لكن من شدة قلقها قامت بالاتصال به
محمد: السلام عليك
سحر : وعليكـِ السلام ،،
محمد:ماذا هناك؟
سحر : ما هي أخبارك؟
محمد: الحمد لله ،، هل رائد بخير
سحر : الحمد لله ،، نحن بانتظاركـ على العشاء ،،
محمد: لا تنتظروني سأتأخر هذه الليلة ..
سحر: لماذا؟
محمد: لدي اجتماع طارئ وسأسهر إلى ما بعد الفجر ..
سحر بحزن: مثلما أردت .
وأغلقت الهاتف ..
جلست سحر تبكي حظها مع محمد ،، فقد أصبح هذا ديدنه كل يوم ..
***********
في الجهة المقابلة كان يجلس محمد مع حبيبته سندس ،، كانا يضحكان بصوت مرتفع للغاية ،،
محمد: سأقضي هذه الليلة معكـِ ولن أغادر إلا بعد شروق الشمس
ما رأيكـِ ؟
سندس بتمايل: حقيقة أم كالعادة؟
محمد: أنا وعدتكـِ ولن أخلف وأنتِ الحكمـ ..
محمد: بعد أقل من 48 ساعة سنتزوج ونصبح في بيت واحد ولن يفرق بيننا أحد ..
سندس : وزوجتكـ ،، هل ستتركها؟
محمد: بالتأكيد لا ،، فهي أم طفلي ولا غنى لي عنها ..
قطع حديثهم رنين هاتف محمد ،، كانت سحر هي المتصل،، نظر محمد في الهاتف وأحسك سندس بارتباكه ،، نظر فيها محمد فبادرته سائلة ،،
سندس : لماذا لا ترد ؟؟ من المتصل؟
محمد: أوووه لا عليكـِ سأغلق الهاتف ..
حاولت سحر الاتصال به مرات عديدة لكن الهاتف مغلق بطبيعة الحال ولا وسيلة اتصال أخرى ..
كانت سحر تجلس وأعصابها في قمة التوتر ،، قلبها يخبرها أن هناكـ أمر ما لكنها كالعادة لا تريد الإفصاح عما بداخلها ،،
اتصلت بأختها دلال وأحست دلال أن هناكـ قلقاَ بنبرة صوتها ،، لكن سحر أنكرت كل ذلكـ وأغلقت الهاتف ..
*****
أشرقت الشمس وعاد محمد إلى المنزل وهو في قمة سعادته ،، أما سحر فقد كانت تجلس على كنبة بجانب الباب بانتظار زوجها محمد ..
استقبلته وبقيت بجانبه إلى أن خلد لنومه لكنها لم تستطع النوم من التفكير ،،
أمسكت بهاتفه وأخذت تقلب الأرقام فيه والمكالمات ،، إلى أن وجدت اسم:" حبيبتي س "
ظنت أنه رقمها لكن عندما كشفت عنه وجدته مختلف ،، كادت تجن وتفقد أعصابها ،، لكنها أرادت التصرف بعقل وحكمة تجاه هذا الأمر بالذات ..
***********
في اليوم التالي :
استيقظ محمد باكراَ على غير عادته وأيقظ سحر لتجهز له إفطاره ،،
نهضت من فراشها ولم تتفوه بشيء سوى بسؤاله عن سبب الاستيقاظ المبكر فأخبرها أنه على موعد مع أحد موظفي الشركة ،،
رن هاتفه لكنه لم يجب ،، فأحست سحر أن في الأمر شيء ..
خرجت وأغلقت الباب ..
سمعته يتغنى بكلمات جميلة ،،
وبعد أن انتهى من ارتداء ملابسه سمعته يتحدث بالهاتف قائلاَ :
غداَ هو موعدنا يا زوجتي الحبيبة ،، غداَ هو يوم عيدي معكـِ ،، وسأنتظره بفارغ الصبر ،،
انهارت سحر ووقعت مغشي عليها أمام الباب ،،
سمع محمد صوت النحيب خارج الغرفة فخرج مسرعاَ ليجد سحر ملقاة على باب الغرفة في حالة يرثى لها ،،
محمد: سحر ،، سحر ،، ماذا هناك؟
سحر أجيبيني أرجوكـِ ..
سحر: ...............
حاول محمد إفاقتها لكنه لم يفلح ،، فقط كانت تبكي وهي فاقدة لوعيها ،،
اتصل بالإسعاف وتم نقلها للمشفى بسرعة ،،
وهناكـ أخبره الطبيب أنها تعرضت لصدمة عصبية قوية ..
محمد: لا حول ولا قوة إلا بالله..
اتصل محمد بحازم بسرعة وأخبره بتفاصيل ما حدث ،
حازم: أنت المذنب يا محمد ،، سحر تحبكـ وتقدركـ ولا تستطيع الاستغناء عنكـ ،، وكذلكـ هي لم تقصر يوماَ ما بحقكـ ،، سامحك الله يا رجل ،،
محمد: حازم أرجوكـ يكفي عتاب ،، أريد أن أعرف الآن كيف سأخبر أهلها ؟
حازم: اعذرني فأنت المخطئ ولابد أن يعلم أهلها بالحقيقة ،،
سأتصل بريم لتحضر وأخبرها وهي ستوصل الخبر لأهلها ،،
محمد: لكن ......
قاطعه حازم : لا جدال ..
توجه حازم لغرفة الطبيب ليطمئن على حالة سحر ،،
الطبيب: لا أخفيكـ فالصدمة كانت قوية جدا وهناكـ خطر على جنينها ،، قمنا الآن بما يجب لتلافي الخطر ،، لا تقلق ..
حازم: ماذا؟ سحر حامل ؟ منذ متى ؟ وكيف حدث هذا؟
الطبيب: منذ شهرين ونصف لكن أرجوكـ لا أريد أن يعلم أحداَ بذلكـ ،،
حازم: لماذا ؟
الطبيب: هذه هي رغبة الدكتورة ريم وأختها سحر ..
حازم: لا حول ولا قوة إلا بالله ،، سامحك الله يا أخي ..
لم يستطع حازم الاتصال بريم ،، فطلب من الطبيب الاتصال بها وإخبارها ..
************
وصل خبر وجود سحر في المشفى لأهلها ،،
أتوا مسرعين لرؤيتها ومعرفة السبب ..
كانت سحر تبكي بشدة ،،
بادرتها دلال بالسؤال : سحر حبيبتي ما الذي حدث؟ أرجوكـِ أخبريني ..
سحر: ..........( لا تجيب)
والدتها : بنيتي سحر لماذا لا تردي ،،
سحر: لقد فعلها يا دلال لقد فعلها ..
دلال : من هو ؟؟ من .. أتقصدين محمد ؟
هزت سحر برأسها ..
دلال : لا يمكن ،، محمد يحبكـِ يا سحر ،، لا يمكن ..
طرق محمد الباب ودخل ،،
سحر بمجرد رؤيتها له أخذت تصرخ " اخرج لا أريد رؤيتكـ ،، اخرج من هنا " وازداد صوت بكاؤها ..
خرج محمد وتبعته دلال ..
دلال: محمد لماذا فعلت ذلك؟ هل قصرت سحر في حقك؟ هل آذتك يوماَ ما ؟ كانت لك الأم والزوجة والأخت ،، لم ترفع عينها يوماَ فيك ،، كانت تعاملك وكأنك طفلها المدلل ،، لم تتفوه معك بكلمة رغم اهاناتك المتكررة لها في الفترة الأخيرة ،، لماذا يا محمد ؟؟ لماذا؟
محمد: ....... ( لم يستطع التعليق ..)
دلال : إذا فعلتها حقيقة ؟؟
محمد: غداَ .... ( ولم يستطع الإكمال )
دلال : لم أتوقعها منك إطلاقاَ ..
محمد: الحقيقة أنا كغيري من الرجال أريد الأطفال ،، وكما تعلمين سحر لا تستطيع ....
قاطعته دلال : لا تقلها يا محمد
كان بإمكانك أن تفعلها لكن بعد استشارتها ،، وأنا متأكدة سحر لن تمانع ،،
سحر يا محمد كانت ستضحي بحياتها من أجل إسعادك .. سحر كانت تفكر بهذا الأمر وكانت تريد أن تنجب لك طفلاَ آخر ولو على حساب حياتها ،، فقط يا محمد لأنها تريد إسعادكـ ،، أنت لا تعلم ذلك ،، هي أخبرتني به قبل فترة لكن يبدو أنك لا تستحق تضحيتها ،،
أتى الطبيب مقاطعاَ حديثهم: محمد من فضلكـ نريد إجراء بعض التحاليل لسحر ..
محمد : أمرك ،، أعطني الورقة ،،
بعد الانتهاء من التحاليل أتى الطبيب زافاَ الخبر السار إلى محمد :
الطبيب : محمد زوجتكـ حامل في شهرها الثالث ،،
صعق محمد من هذا الخبر ،،
محمد: هل أنت متأكد يا دكتور ؟
الطبيب : نعم مباركـ لك ..
دلال : أرأيت إلى أي درجة سحر مستعدة للتضحية بنفسها ..
ذهبت دلال وتركت محمد تائهاَ مع نفسه ..
كثيراَ تمنى سماع هذا الخبر لكن ،، سحر ،، وحالتها ،،
وقف محمد واجماَ ثم دخل الغرفة مسرعاَ ،، نظر إلى سحر ودموع الندم تملأ عينيه ،، هتف : سحر أنتِ حامل ..
نظرت إليه سحر والتفتت عنه بوجهها ..
محمد: سحر أرجوكـِ انظري إلي ،،
أتت دلال وأخذت والدتها وأخواتها خارج الغرفة ،،
محمد: سحر لماذا فعلتِها ؟
نظرت إليه سحر بعيون حزينة ذابلة ،، وردت: من أجلك يا محمد ومن أجل إسعادك ،،أردت إسعادك ولو على ....
قاطعها محمد : ولماذا لم تخبريني ؟
سحر : لماذا لم أخبرك!! ،، منذ مدة وأنت لاهِ معها ولا تطيق الحديث معي ،، واتصلت بك يوم أن علمت مراراَ لكنك لم تعرني اهتمامك..
محمد: لكن يا سحر ..
سحر : محمد أرجوك أريد إنهاء علاقتنا ..
محمد: لا يا سحر لا يمكن ..لا أستطيع الاستغناء عنك ..
سحر : محمد أرجوك يكفي تزييفاَ .. فقط أترك لي طفلاي لأعيش لهما ..
محمد : لكن يا سحر ......
رن هاتف محمد ،، نظر لجهازه وتجاهل رنينه ،،
سحر : لماذا لا ترد ،، إنها بانتظارك ،، اذهب لها ..
محمد: لا أريد ،، خرج مسرعاَ وأعطى جهازه لحازم ليقوم بالرد على المتصل ..
حازم: نعم..
المتصل: معك رجال الأمن ..
حازم: خيراَ إن شاء الله ؟
المتصل : عظم الله أجركم .. لقد توفيت زوجتكـ سندس في حادث صباح اليوم ..
حازم: إنا لله وإنا إليه راجعون ..
وأغلق الهاتف ..
دخل حازم لغرفة سحر لإخبار محمد..
حازم: المعذرة يا سحر لكن أريد إخبار محمد بأن خطيبته سندس قد توفت في حادث هذا الصباح ..
محمد: .........
أجهشت سحر ببكائها ..
وقفت دلال بجانب سحر مهدئة إياها وهامسة في أذنها :
لقد نصركـ الله يا سحر ،، زوجكـ نادم على فعلته .. واحمدي الله على ما حدث ..
اجعليه في طي النسيان وابدئي حياتكـِ من جديد ..
سحر ......( لا تعليق )
خرج محمد متوجهاَ إلى الطبيب..
محمد: دكتور هل يمكن لسحر إكمال حملها أم أنه سيشكل خطورة عليها ؟؟
الدكتور: حالتها تحسنت كثيراَ ولله الحمد والآن ستبقى تحت رعايتنا وسنتابعها أول بأول ..
محمد: حقاَ يا دكتور ؟
الدكتور: نعم يا محمد ،، بإذن الله سترزق بالأطفال من جديد ..
محمد: أشكرك من أعماقي يا دكتور .. متى ستخرج سحر من المشفى ؟
الدكتور : غداَ بإذن الله لكن بشرط ،، ألا تتعرض لأي انفعال ..
محمد: لا عليكـ يا دكتور ،، اعتمد علي ..
***************
في اليوم التالي خرجت سحر من المشفى لكنها طلبت الذهاب إلى منزل أهلها ..
أوصلها محمد ونزل معها إلى أن أوصلها إلى غرفتها ،، لكنها لم تتحدث معه إطلاقاَ ..
محمد: سحر أرجوكـِ أنا معترف بخطئي وها قد عوقبت من الله .. أرجوكـِ يكفي .. أعدكـِ يا سحر ألا أفعلها مرة أخرى ..
كان يتحدث وسحر لا تجيبه ..
جلس بجانبها بعد أن يئس من الحديث معها ،،
دخلت والدة محمد ووالدة سحر معاَ لمحاولة الإصلاح بينهما ،،
سحر: أمي أرجوكـِ أريد الجلوس وحدي ..
والدة محمد: لكـِ ما أردتِ يا ابنتي ..
خرج الجميع وبقيت سحر وحدها تبكي ..
بعد قليل دخلت دلال الغرفة ومعها طعام خفيف ..
دلال : سحر كيف حالكـِ الآن ؟
سحر : أتمنى أن أراه يا دلال ..
دلال : هههههههههه ولماذا رفضتِ التحدث معه ؟
سحر : أنا أحبه لكنه جرحني بتصرفه ،، حرق قلبي ..
دلال : حبيبتي ،، خطأ وندم عليه وكلنا نخطئ ولا أحد معصوم منه ،، وها قد عاد إليكـِ تائباَ ،، فهل ستسامحينه ؟
سحر : ضحكت واحمرت وجنتاها من الخجل .
لكنها استطرقت قائلة : لكنه طعنني بسكينه يا دلال ،، قلبي لن ينسى ما فعله بي ..
دلال : سحر حبيبتي لتفكري بعقلكـِ ،، ما فعله محمد كان خطأ وهو معترف به ،، الآن انتهى كل شيء وهو نادم على فعلته ويريدكـِ بحق ،، سحر أنتِ الآن أم لطفل في السابعة وطفلكـِ الآخر سيخرج للنور بعد فترة وجيزة ،، ه تريدين لهما الشتات ؟ ،، هل ترضين أن يعيشا بين أب وأم منفصلين ،، أرجوكـِ يا سحر فكري بكلامي ولن أستعجل ردكـِ ،،
سحر : معكـِ حق يا دلال لكن ........
دلال : إذا خذي هذه مني من أجل الطفل ،، وليس من أجلكـِ ههههههههه..
ضحكت سحر أخيرا ..
خرجت دلال وبقيت سحر تفكر بما قالته دلال ..
ما قالته دلال صحيح ،، ماذا سأقول لرائد إذا سأل عن والده ؟؟ وما ذنب الطفل الآخر أن يولد بلا أب ؟؟
لكنه أوشك على خيانتي ..
لا هو ما زال يحبني ولا يريد الابتعاد عني ..
لكنه فكر في غيري وتجاهلني فترة طويلة ..
يا الله ألهمني الصواب ..
*************
كان محمد دائم الزيارة لسحر ،،
أتى بعد يومين من لزيارتها كالعادة ،، وقبل مجيء سحر تحدثت معه دلال وأخبرته بما دار بينهما من حديث وجدال وأوصته بالتحدث معها بلطف ومسايرتها ،،
أتت سحر ،، كانت تتحدث مع محمد بعقل وبدون عناد ،،
سحر: فكرت كثيراَ بمستقبل طفلاي لكن قبل أن أتحدث أريد أن أسمع منك أولاَ ..
محمد: سحر أنا نادم أشد الندم على ما فعلت وأعدكـِ ألا أعود أو أفكر به مرة أخرى ..
سحر: وماذا عن سهركـ خارج المنزل إلى الصباح ؟
محمد: أعدكـِ ألا أتأخر دقيقة بعد انتهاء وقت الدوام ..
ابتسمت سحر في وجه محمد وانطوت تلك الصفحة السوداء بكل ما فيها من ذكريات مؤلمة من حياتهما وعادت سحر لمنزلها وعاد محمد لما كان عليه في بداية حياتهما ..
*************
بعد ستة أشهر وضعت سحر مولودتها وعمت الفرحة أرجاء المنزل ..
كانت تكبر كل يومـ عما قبله ..
بعد عدة أشهر ها هي رهف تخطو أولى خطواتها ،، تتعثر تارة وتكمل خطوتها تارة أخرى ..
بدأت تمسك بما حولها وتتلف التحف الواحدة تلو الأخرى ..
********
في الصالة :
كانت تجلس سحر ومحمد مع رائد
كانت سحر تساعد رائد لحل واجباته تارة ويتضاحكون على رهف تارة أخرى ..
أمسكت رهف بالساعة من على الطاولة وسحبتها بقوة فارتطمت برأسها بقوة..
فبكت رهف بشدة ،، وكان محمد يعلق عليها " على نفسها جنت براقش "
ودوت ضحكة عالية في أرجاء المنزل ..
/

/
تـمـتــ

لؤلؤة2005
29-09-2012, 04:51 AM
بارك الله فيك .