المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الصبر



sara&zara
13-10-2008, 02:16 PM
من قصص القدوات




الصبر





عاشت طوال عمرها في خدمه أهلها فقد تركت الدراسة في سبيل إعطاء أخوتها و أخواتها فرصة التعلم و نيل أعلي الشهادات و الحصول علي أرقي الوظائف كافحت من أجلهم حتى أنها أخذت تبحث عن عمل لمساعدته والدها و المساهمة في مصروف البيت ولم تشتكي يوما أو تتكلم لماذا أنا قمت بالتضحية فقد كانت راضية بما تقدمه و أخذت تساهم في مصروف البيت حتى بعد وفاة والدها أصبحت هي المعيل الوحيد لهم في هذه الحياة فقد كانت تصرف علي أخوتها و أخواتها و تقوم بكل مستلزمات البيت و كل هذا حبا بهم و مع ذلك لم يقدرها أحد فبعد حصولها علي وظيفة جيدة في إحدى الشركات ظلت تصرف عليهم حتى إنها تعمل ساعات إضافية لتوفير لقمة العيش و لكن لم تتلقى أي كلمة شكر من أحد فقد كان الكل يعاملها كالخادمة و كان الكل يكرها رغم أنها أختهم و لكن هذا طبعهم من يعاملهم بالحسنى يعاملوه بالإساءة و حوتي عندما تنهاهم عن شيء يتشاجرون معها لأتفه الأسباب و يسمعونها أقسى الكلمات حتى وصل لدرجة أنهم قاموا بطردها من البيت و لكن هي لم تترك البيت و اعتبرت هذه ألط ردة بمثابة كلمه يتفوه بها الإنسان في لحظة غضب و تمر السنوات و لا تزال تصرف عليهم و تزوجت و لكن ظلت هي المعيل الوحيد لهم فقد قامت بمساعدة و إعانة إخوانها الشباب علي الزواج و شراء سيارة له و مع ذلك لم تشكر بل كان الكل يقول لها أنت لم تفعلي لنا شيئا و نحن لسنا صغار و كذلك الأم أسمعتها كلمات جارحة و قالت لها والدهم لم يتوفي وهم صغار لقد توفي وهم شباب وشابات و أنت لم تفعلي لهم شيئا هنا حز هذا الكلام في قلبها و تألمت و لكنها صبرت لأنها تعلم بأنها لو تركتهم لن يستطيعوا العيش و من أين لهم المصروف فمعاش والدها التقاعدي لا يكفيهم و مع ذلك تحملت و أخذت تزورهم يوميا و تقضي جميع متطلباتهم رغم كل شيء و رغم أنه أصبح لديها بيت ثاني و أطفال ترعاهم رغم أن أطفالها ليسوا محبوبين من قبل والدتها جدتهم و لا تعاملهم معاملة جيدة مثلما تعامل أحفاد أولادها الباقيين و لكن كانت صابرة علي هذه المعاملة و حتى عند حدوث أي مشكلة تقع علي رأسها رغم أنه لا دخل لها بالموضوع و كلما حدث لهم سوء و متاعب و خسارة أموال يعزا الأمر إليها و لكن لم تكن تسمعهم يتكلمون هذا الكلام أمامها تسمعه من أقاربها عندما تزورهم فقد كانت بارة بوالدتها و تصل الأرحام و هناك تسمع ما يقوله أهلها عنها و حتى عندما تحتاج لشيء تلجأ إلى ربها ولم تنتظر منهم أي مساعدة حتى في أوقات الأعياد فكانت هي و أولادها لا ينظر إليهم فقط ينظرون كم كبر ؟ و ماذا يلبس؟ و هذا ما يهم و رغم ذلك كانت تجلب أولادها لصلة الأرحام رغما عنهم و عندما يأتي وقت الغداء يجتمع الكل و رغم أن أولادها لا يأكلون فقد كانوا متهمين بأنهم يأكلون كل شيء و كانت تسمع الكلام مباشرة منهم ولكن لم تعره أي انتباه و كانت صابرة كالجبال لا تهزها كلمه و عندما تقرر العائلة قضاء يوم و القيام برحلة كانوا رغم كرههم لها بدون سبب تقوم بكل تجهيزات الرحلة و كل المصاريف عليها فقط عليهم الحظور و مع ذلك كانوا يأكلون الأكل و لا يعطون أبناءها إلا القليل جدا جدا رغم أنه من مال والدتهم و عندما يشتكي الأولاد لها كانت تقول لهم لا عليكم المهم نحن مجتمعون مع بعض لا يهم الأكل و خير مثال علي صبرها عندما طردت شر طرده من قبل إحدى أخواتها الأصغر منها و هذه ألط ردة جرحت مشاعرها بل أصبحت كالسيف الذي هوى عليها من السماء و قطعها إربا إربا و كان الطرد لسبب تافهة و ذلك عندما دافعت عن أبناءها بأنهم لا يؤذون أحدا لم يضربوا في حياتهم شخصا و كانت هذه بداية صبرها الذي أصبح شديدا بعدما أصبح الكل يتنكر لها و انقلب عليها الحال حتى من قبل أقربائها أصبح الجميع لا يطيقها رغم أنها لم تعمل لهم شيئا و كل ذلك بسبب أن أبنائها حولها و يلبون طلباتها و يساعدونها منذ صغرهم و قد أعمتهم الغيرة لأنها أنجبت أطفال وسماء و كل ما يفعلون و يلبسون يليق بهم و حتى أنهم يغارون من أطفالها بسبب تفوقهم في الدراسة و يسمعونها كلمات تفطر القلب كيف تستطيعين مجاراتهم و تعليمهم و هم كثر و لكنها قابلت الكلام بصدر رحب و صبر جميل و حتى أنهم وجهوا الأنظار نحو راتبها الذي تصرف منه عليهم و كان الكل يقول لديكي مال كثير ماذا ستفعلين به و كانت تقول لهم و هي صابرة لدي خير و الحمد لله فقد كانت تشكر الله علي النعمة رغم راتبها القليل إلا أن الله قد طرح فيه البركة لأنها كانت صابرة و تصرف علي أهلها و لم تقصر معهم في يوم من الأيام رغم معاملتهم السيئة لها رغم أنها ضحت في سبيل اخوتها و أخواتها و فتحت أمامهم الفرصة لاستكمال تعليمهم حتى أصبحوا في أعلي المناصب و لكن رغم الأموال أل طائلة لديهم إلا أنهم يشتكون من أن المال لا يبقي عندهم بل يجري كل الماء ولا يتبقى لديهم شيء في آخر الشهر و لكنها كانت بفضل صبرها و حكمتها يفيض القليل من المال و تقوم بتوفيره لوقت الحاجة حتى جاء يوم قررت التقاعد وعندما استلمت حقوقها أخذ الجميع يطلق عليها أل أشاعت بأنها إست لمت ستة ملايين و لكنها صبرت رغم محاولاتها إفهامهم أنها إشاعة و لكن الكل لم يصدقها و يقول أنت تتسترين علي نفسك لاتريدن أن يعلم أحد عن مالك حتى لا يطالبك أحد بمال و صبرت رغم معاشها التق اعدي القليل وأخذت تجمع المال الفائض كل شهر علي جنب و لكنها كانت تصرف علي من تبقي من أفراد عائلتها من الذين لم يتزوجوا و حتى عندما تزوج الجميع لم تترك والدتها رغم المعامل السيئة حتى أن والدتها أحيانا لاترد علي الهاتف عندما تعلم أن المتصل هي و كانت الأم تشتكي منها بأنها لا تكلمها و لا تمرها و لكن كانت تحاول بشتى الطرق الوصول لها و عندما تجدها تسمعها كلمات جارحة كالسكين حارقة كالهلب و لكن صبرت و لم تتفوه بكلمها لأنها هي والدتها و شاءت قدرة الله أن تستثمر أموالها التقاعدية و جزء منها في العقارات و بدأت تدر عليها الأموال و أصبحت تملك أموال و خير كثير و ذلك بفضل صبرها و المعاملة الحسنة فقد وسع الله عليها في رزقها و كل هذا بسبب إقتدائها بسيدنا أيوب علية السلام و كيف أنه صبر علي الابتلاء الذي بلى فيه علية السلا م و قد عرفت بين أهلها أقاربها بشدة صبرها حتى أشد و أقوي المواقف و خصوصا عندما توفي والدها و أخذت علي عاتقها مسؤوليات أهلها حتى أنها تخلت عن طموحها لتحقيق طموح و أحلام اخوتها و أخواتها و صبرت في سبيل أخذ الأجر و حتى بعد تنكرهم لها ظلت صابرة و هي تعلم في قرارة نفسها أن الصبر مفتاح الفرج و ذلك عندما صبرت عوضها الله خيرا و فتح أبواب الرزق و فرج همها و هنا دعوة لكل من أبتلى بلاء عظيما أن يصبر و أن الصبر مفتاح الفرج مهما كانت المشكلة .

لؤلؤة2005
29-09-2012, 05:22 AM
بارك الله فيك