المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أحلام يتيمة



trolls2008
13-10-2008, 05:16 AM
بسم الله الرحمن الرحيم



أحلام يتيمة



تبلغ فاطمة 6 سنوات من العمر وتعيش مع أمها وأباها في بيتهم الصغير بهناء ورخاء فأم فاطمة نورا كانت يتيمه ليس لديها عائله وتزوجت من عبد الرحمن قبل 7 سنوات و أنجبت منه فاطمة وكبرت فاطمة و أصبحت في السادسة من عمرها, ولم يرزق الله نورا وعبدالرحمن بأبناء آخرين بعد فاطمة رغم محاولات عبدالرحمن ونورا وكانا يفكران بان يتبنوا طفل أو طفلين ليتربوا مع ابنتهم فاطمة ولم يعرفوا ماذا يقدم لهم هذا القدر .
وكان لدى فاطمة سته أعمام وخمس عمات ولم يكونوا مترابطين كثيراً فكانت فاطمة نادراً ما ترى أعمامها وعماتها ولا تعرفهم .
بينما احمد كان في عمله أتاه اتصال من أحد المستشفيات يخبره بان أخيه عبدالرحمن وزوجته قد توفاهم الله ولم يبقى ألا ابنتهم فاطمة فخرج احمد مسرعا من مكتبه إلى المستشفى وهناك تأكد من أن أخيه عبد الرحمن وزوجته توفيا واخبر إخوانه الباقين وحضروا للمستشفى وكذلك أخواته فرتبوا مع المستشفى انهم في الغد سيقومون بدفن عبد الرحمن و زوجته , وكانت الصغيرة فاطمة تعانى من كسور و رضوض بسيطة في جسمها ولم تعرف بخبر موت والديها فذهب احمد إليها ليراها وكانت فاطمة الصغيرة نائمة لأنها متعبة فنظر إليها احمد وهو يفكر يارب ماذا سيكون مصير هذه الفتاه الصغيرة وتوجه احمد بعد رايته لفاطمة إلى منزله واخبر زوجته رقيه بما حصل لأخيه عبد الرحمن وزوجته نورا و انه يفكر بمستقبل ابنه أخيه فاطمة فلا يوجد أحدا من أهل أمها ليربيها و لا اعتقد أن أحد أخواني أو أخواتي سيقوم بتربيه هذه الفتاه الصغيرة فبادرت زوجه احمد رقيه بالقول لزوجها احمد ولماذا هذا الكلام فلنأخذها نحن ونربيها مع أبنائنا فنظر احمد إلى رقيه وهو لم يستوعب ما قالت له فقال لها لماذا نأخذها ألا تعرفي أن مصروفنا بالكاد يكفينا نحن و أبنائنا فقالت لها رقيه أنها يتيمه وليس لديها أحد و أنت لست بغريب عنها أنت عمها وديننا الحنيف أوصانا بكفالة اليتيم وكيف إذا كان اليتيم من أقربائك فأنت أولى الناس بكفالتها قال الرسول صلى الله عليه وسلم ( أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا , وأشار بإصبعيه السبابة والوسطى وفرج بينهما ) ولكن احمد لم يعطى زوجته أي اهتمام واستلقى على فراشه ونام وترك زوجته و أفكارها , ففكرت رقيه بنفسها أنها ستجعله يكفل ابنه أخيه وأنها ستربيها في بيتها كما فعلت فاطمة بنت أسد زوجه عم رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا طالب بن عبد المطلب فهي من قامت بتربيه رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم بعد وفاه جده عبد المطلب , وكانت رقيه انسانه تحافظ على الصلاة ودائما ًتقرأ عن حياة الصحابيات وتحاول أن تقتدي بهن وكانت رقيه تحلم بالاقتداء بفاطمة بنت أسد لأنها استقبلت و أحبت الرسول صلى الله عليه وسلم كما لو كان أحد أبنائها رغم فقرها هي و أبا طالب وكان حلم رقيه قبل الزواج أن تكفل يتيم وتربيه مع أبنائها وهى تريد أن تحقق ما تصبوا إليه عبر زوجها احمد , وقبل أن تنام رقيه دعت الله أن ييسر أمورها وان يلين قلب زوجها احمد ويقبل بتربيه ابنه أخيه فاطمة مع أبنائه فهي تريد أن تأخذ الأجر من تربيه هذه الطفلة الصغيرة و لا تريدها أن تتربى مع غرباء لا يحسنوا معاملتها وان تقتدي بفاطمة بنت أسد .
وفى اليوم الثاني من وفاه عبد الرحمن وزوجته نورا قام احمد وأخيه خالد باستلام الجثمان والذهاب بها إلى المقبرة لغسل الجثمان وتكفينها وستقام عليهم صلاه الميت بعد صلاه العصر وحضر إلى دفن عبد الرحمن وزوجته نورا أناس كثر من أصدقائهم وجيرانهم فقد كانوا محبوبين وسباقين إلى الخير وحتى الفقراء الذين يساعدهم عبد الرحمن وزوجته حضروا للتعزيه واحمد بنفسه لم يصدق أن أخيه عبدالرحمن رحمه الله يعرف كل هؤلاء الأشخاص وبعد دفن جثمان عبد الرحمن وزوجته نورا توجه الجميع إلى منزل عبد الرحمن لاستقبال بقيه المعزين وفى بيت عبد الرحمن أتى رجل في الأربعينيات من عمره واتى يعزى احمد وخالد وقال لهم اسمعوا يا أعمام فاطمة بنت عبد الرحمن أن مستعد لتربيه الصغيرة فاطمة مع أبنائي ولن اقصر معها بشيء فرسولنا الكريم أوصانا باليتيم و فاطمة طفله يتيمه و أنا أريد تربيتها لان أباها عبد الرحمن كان من اعز أصدقائي فهو أخي في الإسلام فقال سعد وهو الأخ الأكبر لعبد الرحمن لا, فاطمة ستتربى في بيت أعمامها وهى الحمد الله لديها سته أعمام وهم أولى بتربيتها فقال الرجل وهو يدعى محمد الحمدالله على وجود أعمام يهتمون بتربيه ابنه أخيهم الوحيدة , فقال خالد لاحمد لا اصدق بان هذا كلام أخينا الأكبر سعد فهو دائماً يشتكى من قله المصروف الشهري فكيف سيتكفل بابنه أخينا عبد الرحمن رحمه الله فقال احمد وكيف لي أن اعرف ولكنى متأكد بأنه لن يتكفل بها , سيلقى علينا إحدى مواعظه وسيقول أن لا أستطيع أن أربيها لكثره أبنائي وكثره مصارفيهم فقال خالد بالطبع سيقول هذا الكلام فسأل خالد احمد هل تعرف ما اسم ابنه عبد الرحمن رحمه الله وكم تبلغ من العمر فقال احمد اسمها فاطمة ورايتها في المستشفى وتبلغ السادسة من عمرها فسمعهم ابن احمد عمار فقال أبى فقال له احمد نعم فقال ومن يزور فاطمة الصغيرة فهي مؤكد تشعر بالخوف لأنها ستستيقظ في مكان غريب و أمها وأباها ليسا بجانبها فسكت احمد وأخيه خالد لأنهم لم يفكروا بهذا الأمر و أصر عمار على أن يعطوه أجابه على سؤاله فقال احمد حسناً يا عمار بعد قليل سنذهب أنا وأنت لزيارة فاطمة ففرح عمار فقال حسنا أبى لا تنسى ذلك وإذا نسيت سأذكرك , وفى تمام الساعة السابعة مساء كان احمد وابنه عمار في المستشفى لزيارة فاطمة ودخلا عليها وكانت فاطمة خائفة من هذا الرجل وتنظر إليه باستغراب من هذا الرجل الذي مع ابنه فاقترب عمار بسرعة من فاطمة واخذ يدها وسلم عليها وهو يبتسم وقال لها أن عمار ابن عمك احمد وهذا أبى احمد وهو عمك فقالت فاطمة ببراءة عمى فقال احمد نعم يا فاطمة أنا عمك وأنا أخ أبيك فقالت فاطمة ببراءة الطفولة لماذا لم أرك من قبل إذا كنت أنت عمى وأين أبى هو سيخبرني إذا كنت أنت فعلا عمى فسكت احمد ولم يقل لفاطمة أي شئ وكان عمار ينظر إلى أبيه فبدأت فاطمة بالبكاء والصراخ وهى تنادى أمها وأباها فكان عمار يحاول تهدئتها فاتت الممرضة و كانت تحاول أن تهدئ من صراخ وبكاء فاطمة إلى أن نامت فسألت الممرضة احمد فقالت هل قلت لفاطمة شيئاً ضايقها فقال احمد لا إنما قال لها أبني عمار بأني عمها ولكنها لم تصدق فقالت الممرضة لاحمد إذا هي لم تتعرف عليك ربما هي مصابه برأسها سأستدعى الطبيب فقال احمد لا إنما هي لا تعرفني لأنها للمرة الأولى تراني فاستغربت الممرضة فقالت لماذا لا تعرفك وأنت عمها فقال احمد للممرضة مشاغل الحياة فطلبت الممرضة وهى من بنات هذا الوطن من احمد بان يمر على الاستقبال ويعطيهم بعض المعلومات عن فاطمة أنهم يحتاجون إليها لملفها الطبي فخرج احمد مع ابنه من غرفه فاطمة الصغيرة وتوجه إلى الاستقبال وقال لهم بأنه عم فاطمة فأسالوه عن رقم يتصلون به عند الطوارئ فاحتار احمد فأعطاهم رقم أخيه الأكبر سعد وأعطاهم رقمه أيضا وسألوه من هو ولى أمر فاطمة فقال أخي سعد وقالوا لاحمد في الاستقبال أن فاطمة ستخرج من المستشفى بعد 3 أيام فقال احمد اتصلوا بسعد وهو سيأتي لأخذها وبعدها خرج من المستشفى مع ابنه عمار وتوجه إلى منزله, وفى المنزل اخبر احمد زوجته رقيه بما حصل في المستشفى وأخذت زوجته رقيه تبكى لأنها تخيلت هذا الموقف ولا تريد أن يحصل مثل هذا الموقف ل أحد أبنائها وأصرت هذه المرة على زوجها احمد أن يتكفل بابنه أخيه فاطمة فهي طفله صغيره ويتيمه وهى تعرف أن زوجه سعد لن تهتم بها ولكن احمد رفض وقال سأظلمها إذا أخذتها فأنتي تعرفين أننا بالكاد يكفينا مصروفنا فكيف نحضرها لتتربى هنا فقالت له زوجته رقيه أنت لا تعرف الأجر الكبير في كفالة اليتيم وكيف يكون الأجر في كفالة ابنه أخيك فتركها احمد وقال لها لا تجادليني .
وبعد مرور 3 أيام على ذهاب احمد للمستشفى لزيارة فاطمة اتصل المستشفى بسعد واخبروه أن يحضر للمستشفى لاستلام ابنه أخيه عبد الرحمن فاطمة فقال سعد حسنا بعد ساعة سأحضر لاستلامها واغلق سعد الهاتف وهو غاضب واخبر زوجته بالأمر فغضبت منه وقالت له أنها لا تريدها هنا في بيتها وطلبت منه آخذها إلى أحد إخوانه أو أخواته ولكن سعد فكر انه يجب عليه استلام ابنه أخيه وبعدها سأعرف من قام بإعطاء المستشفى رقمي فأنا لا أريد الناس أن تتكلم بي بأني تركت ابنه أخي وأني لاأريد أخذها فانطلق للمستشفى وهناك ذهب إلى الاستقبال واخبرهم انه أتى لاخذ ابنه أخيه فاطمة عبد الرحمن فقاموا بإعطائه بعض الأوراق ليوقع بأنه استلم فاطمة منهم وطلب منهم أن يخبروه من قام بإعطائهم رقمه فقال انهم لا يعرفون من ولكن يوجد لديهم رقمه هو و أخيه احمد فعرف سعد أن أخيه احمد هو من قام بإعطائهم رقمه واخذ فاطمة وخرج وفاطمة كانت تبكى لأنها لا تعرف عمها ولكن الممرضة قامت بتهدئتها و أخبرتها بأنه عمها و سيأخذها إلى بيته وتعيش مع أبناءه وبناته وتلعب معهم وهدئت قليلا وخرجت مع عمها , إلى أن وصلت إلى منزل عمها سعد وادخلها إلى منزله ونادى سعد زوجته امينه وقال لها هذه فاطمة ابنه عبدالرحمن فصرخت امينه بوجه سعد بأنها لا تريد هذه البنت في بيتها وان يتصرف اليوم معها فقال سعد لها هي ستبقى ربما ليوم أو ثلاثة أيام بعدها ستذهب إلى بيت آخر وكانت فاطمة تسمع عمها سعد وزوجته وبعدها أتى أبناءه وبناته من المدارس واخذوا يسألون أبيهم عن هذه الفتاه الصغيرة فقال هذه ابنه عمكم عبد الرحمن الذي توفى منذ أيام وقالوا لماذا هي هنا في بيتنا فقال أنها هنا لأيام وستعيش لاحقا في بيت أحد أعمامكم أو عماتكم وبعدها تناول الجميع وجبه الغداء وبعد الغداء اتصل سعد بأخيه احمد واخذ يتجادل معه لأنه أعطى المستشفى رقمه وقال لها بان يأتي لاخذ الطفلة لأنه لا يريدها لديه وانه يكفيه أبناءه وبناته وهدد سعد أخيه احمد بأنه إذا لم يأتي لاخذ الطفلة انه سيرميها في بيته فقال احمد أنت الذي قلت في عزاء أبيها بأنك ستتكفل بها فقال انه مجرد كلام وانت لديك بيت كبير وأنا بيتي صغير ولديك راتب اكثر من راتبي فقال له احمد الله يهديك ويسامحك وان شاء الله أنا أغنى منك والحمد الله واغلق سعد الهاتف لأنه ينتظر أخيه احمد لأنه أعطاه مهله ساعة فقط وان لم يحضر سيحضرها بنفسه لمنزله وقال له سعد وإذا لم تكن تريدها اطلب من إخوانك وأخواتك أخذها ولكن أنا لا اهتم فاخذ احمد يفكر بكلام زوجته عن كفالة اليتيم ولكن فكر وتردد بان يكفل ابنه أخيه فقال سآخذها و سأطلب من أخواني وأخواتي الاجتماع فربما أحدهم يريد أخذها مع أنى لا اعتقد ذلك , وخرج من عمله وتوجه إلى بيت أخيه سعد وسلم عليه واخذ فاطمة منه وسعد لم يطلب من أخيه احمد بالتفضل بالدخول مع انه للمرة الأولى يحضر إلى منزله ولكن احمد لم يهتم اخذ فاطمة وتوجه إلى بيته وعند دخول احمد إلى منزله استقبله أبناءه وبناته بفرح وسرور وبعدها أتت زوجته رقيه لتستقبله ورحبت بزوجها وشاهدت بان معه طفله صغيره فقالت مؤكد هذه الطفلة هي فاطمة فقال احمد نعم هذه فاطمة ففرحت رقيه لأنه و أخيرا قرر احمد أن يتكفل بابنه أخيه ولكنها لم تكن تعلم بأنه سيجتمع بإخوانه وأخواته فرحبت زوجه احمد بفاطمة وللمرة الأولي لم تبكى فاطمة وعرفتها على بناتها وابنائها وطلبت من ابنتها رؤى بان تأخذها معها إلى غرفتها لتلعب معها ففرحت رؤى و أمسكت يد فاطمة وقالت لها هيا بنا لنلعب في غرفتي , وبذهاب فاطمة مع رؤى سألت رقيه احمد كيف اقتنع أخيرا بإحضار الطفلة فقال أنا لم اقتنع ولكن سعد أخذها من المستشفى ولم يردها لديه فهددني إما أن أخذها منه أو سيحضرها بنفسه للبيت وأنا الآن سأتكلم مع أخواني وأخواتي وسأطلب من أحدهم أخذها لتتربى لديه فردعته رقيه عن هذا العمل ولكنه لم يهتم لكلامها واخذ جواله واتصال بإخوانه الواحد تلو الآخر وجميعهم رفضوا وكذلك أخواته رفضوا فغضب لأنه لم يتوقع هذا الرد منهم فدخلت عليه رقيه وسألت لماذا هو متضايق فاخبرها فقالت له رقيه أنت لاتعرف الأجر الكبير لكفالة اليتيم وكيف باليتيم من أقاربك اكفلها يا احمد وان شاء الله سييسر الله أمورنا وسيفتح لنا الله أبواب الرزق وسنقدر على مصاريفنا ومصاريف هذه الفتاه الصغيرة بإذن الله لان النبي صلى الله عليه وسلم أوصى باليتيم والله سبحانه وتعالى أوصانا بهم فأتركها معنا لنربيها مع أبنائنا كما لو كانت ابنتنا وصمتت رقيه لبرهة من الزمن وكأنها أحست بان زوجها احمد بدأ يقتنع فقال لها الآن سأذهب لصلاه العصر وان شاء الله سأفكر بالأمر وسأكفلها ففرحت زوجه احمد برد احمد لأن احمد تذكر قول الله سبحانه وتعالى في الأيتام في الآية الكريمة {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا} (النساء/ الآية 36).
وعند عوده احمد وابنه عمار من صلاه العصر في المسجد جلس احمد أمام التلفاز ليشاهد الإخبار وبناته الصغيرات يلعبون مع فاطمة وكان يسمع ضحكاتهن فاتت رقيه ومعها الشاي والقهوة وقدمت لزوجها احمد فنجان من القهوة وسألت كيف غيرت رأيك في تربيه ابنه أخيك فاطمة فقال احمد لزوجته في الحقيقة أني كنت في سيارتي عند أحد الإشارات الضوئية فأتى بقرب نافذتي شاب صغير و أعطاني أحد الاشرطه الإسلامية وطلب منى الاستماع إليه فشكرته واستمعت إلى الشريط الإسلامي وكانت محاضره لاحد المشائخ جزاهم الله خيراً وكان يقول قصه عن الأيتام و أثرت بي هذه القصص فطلبت منه زوجته أن يخبرها القصص التي يتذكرها و أثرت في نفسي كثيراً فقال احمد :قال بعض السلف : كان رجل سكيرا مكبا على المعاصي , فشاهد يوما يتيما فأكرمه كما يكرم الولد بل أكثر , ثم نام فرأي في المنام الزبانية أخذوه أخذا مزعجا إلى جهنم وإذا باليتيم قد اعترضني , فقال دعوه حتى أراجع ربي فيه فأبوا . فإذا النداء خلوا عنه فقد وهبنا له ما كان منه بإحسانه إليه , فاستيقظ وبالغ في إكرام اليتامى من يومئذ.
ومنها ما روي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: "أتحب أن يلين قلبك وتدرك حاجتك؟ ارحم اليتيم وامسح رأسه وأطعمه من طعامك يلن قلبك وتدرك حاجتك"وذكر الشيخ قصصاً كثيره وقد تأثرت بها والحمد الله الذي هداني وفكرت بابنه أخي وقلت لو كانت هذه الفتاة ابنتي فأنى لا أريد أن يحصل لها ما حصل لفاطمة والحمد الله على كل حال فقالت رقيه الحمد الله الذي هداك فأنت ونعم الرجال والحمد الله الذي رزقني بزوج مثلك وبمرور الأشهر تعودت فاطمة على بيت عمها احمد وعلى زوجه عمها رقيه وعندما كانت تنام في كل ليله تحلم بان تصبح مثل زوجه عمها رقيه , وتأقلمت مع خبر وفاه أمها وأباها واعتبرتها رقيه زوجه عمها احمد كما لو كانت ابنه لها ولم تفرق بينها وبين بناتها واصبح احمد في مرتبه عاليه في عمله وقد رزقه الله بالأموال والخير الكثير .
وبمرور السنوات كبرت فاطمة و أصبحت مدرسه دين وتزوجت من ابن عمها احمد عمار وقد رزقها الله ب اثنا عشر من الأبناء , سته أبناء و سته بنات ولكن ليس جميع أبناءها وبناتها من لحمها ودمها فكانت فاطمة تقتدئ بديننا الحنيف ثم برسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ثم بزوجة عمها احمد رقيه ,أمها التي ربتها وكانت مع كل طفل تنجبه تتبنى طفل يتيم وترضعه وتربيه مع أبنائها وتهتم بهم لأنها أمهم وكان زوجها عمار يساعدها على فعل الخير وبتربيه الأبناء فهذه هي قصه فاطمة الصغيرة التي فجاءه أصبحت يتيمه وعندما كبرت اهتمت بالأيتام اهتماماً كبيراً وهى لم تتوقف عن هذا العدد من الأبناء بل تريد أن تزيد من عدد أبنائها وتحقق حلمها عندما كبرت , فكان الله بعونك و أثابك يا فاطمة بنت عبد الرحمن .

لؤلؤة2005
29-09-2012, 05:28 AM
بارك الله فيك .