المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : النظر الدائم للغير و نهايته



sara&zara
11-10-2008, 02:49 PM
النظر الدائم للغير و نهايته









كأي فتاة كنت أحلم بمستقبل مشرق و واعد فأنا من أسرة متوسطة الحال و والدي يهتم بنا و يتعب من أجل توفير لقمه العيش و بما أنني كنت أكبر أخوتي و أخواتي كنت أتنازل عن أشياء كثيرة لهم و كان والدي فخورا بي و كنت سعيدة بما كتبه الله لنا فكنت أرضي بالقليل ولو على حساب نفسي و لم أكن أطلب الكثير حتى لا أثقل كاهل والدي و لست كباقي الفتيات التي يطلبن الكثير ولا يرتحن إلا عندما يحصلون علي ما يريدون و يجب أن يكون علي الموضة ولا يهتمون بدراستهم بقدر ما يهتمون بالموضة و تمر الأيام و بسبب نظرات الجميع تغيرت نفسيتي و قلت لماذا أنا؟ لماذا هذه النظرات؟ لماذا هم يطلبون و تلبي طلباتهم و توجه لهم الهدايا الفاخرة من ذويهم و كل يوم تلبس ملابس جديدة و على الموضة لماذا آنا لا أحصل علي كل هذا؟ و هنا بدأت بتوجيه الكلام لوالدي لماذا الفتيات يلبسن ما يردن و كل شيء علي الموضة و أنا لا و هنا بدأت أطلب و كان والدي ينفذ ما أطلبه و أصبحت مثلهم أجاري الموضة في كل شيء و كلما نزل زي علي الموضة كنت أول من يشتريه و أصبحت أتنافس مع غيري علي الموضة ومن يلبس ملابس أفضل من غيرة و أصبح همي الموضة و متابعة عروض الأزياء و أهملت دراستي و كرست جل وقتي في متابعة عروض الأزياء و فوق هذا كله أصبحت طلباتي لا تطاق ففي يوم وجهت لي دعوة لحضور إحدى الحفلات التي أقيمت لفتاه تدرس معنا و كانت عائلتها من الأغنياء و من العوائل المعروفة و ذات نفوذ و مال و مركز و سمعة فقلت سوف أذهب رغم معارضه والدي لذلك و و اشتريت ملابس جديدة و أس تعددت للذهاب و عندما و صلت ذهلت مما رأيت فكأنني أصبحت في حلم فالبيت عبارة عن قصر كبير جدا فمشيت حتى و صلت إلى القصر و دخلت و أرشدتني إحدى الخادمات للقاعة التي بها الحفلة و ذهلت مما رأيت فالقاعة كانت ملكية و كأن الملكة سوف تتوج الليلة و استقبلتني الفتاه صاحبة الحفلة و جلست علي إحدى المقاعد الفاخرة و أمتلئت الصالة بالفتيات و بدأت الحفلة و رقص الجميع و كنت أنظر لهم فأنا رغم أناقتي لم أصل لمستواهم في اللبس فملابسهم فاخرة و تستورد من الخارج من أشهر المصممين و أنا ألبس التقليد لأي مصمم و هنا بدأت الأفكار تذهب و تجيء و لكنني أبعدتها و بعد انتهاء الحفلة أصبح وقت تسليم الهدايا و فتحها و هنا بدأت الفتاه بفتح هدايا والديها فتحت هدية والدتها و والدها و كانت عبارة عن طقم ألماس فاخر لأشهر المصممين الفرنسيين و عندما رأيت الألماس قلت ليتني مكانها لأحظى بما لديها من أملاك و أخذت تفتح الهدايا الواحدة تلوا الأخرى و كل هديه أفضل من غيرها فكلها عبارة عن أطقم ألماس أساور خواتم و حلق و غيرها و بعد انتهاء الحفلة عدت للبيت و الأسئلة تدور من حولي و تريد الأجوبة لما هي لما كل ما تريد تحصل علية لما لا أحصل علي القليل منه و هنا تكمن المشكلة فقد قمت بتفجير القنبلة التي بداخلي وقلت لوالدي لم أتلك الفتاه تملك مالا أملكه أنا لما كلما أقيمت لها حفلة حصلت علي الهدايا الفاخرة فأنا أريد مثلها أريد أن أحصل علي أشياء مثلها بل أفضل منها هنا خرج الوالد من صمته و قال أين تلك الفتاه التي ترضى بما تملك أين ذهبت الفتاه المجتهدة؟ و التي تحلم بوظيفة بعد التخرج أين ذلك المستقبل ؟ألا ترين إلى ماذا أو صلتينا ؟أنا و أخوتك و أخواتك و و والدتك لقد تراكمت علينا الديون بسبب طلباتك التي لا تنتهي و كل هذا بسبب الموضة و توابعها استيقظي يا ابنتي و كفاك حلما و عليك عيش الواقع و عدم النظر للغير فكلما نظرت للغير و أردت مثلما يملكون لن تنتهي مشاكلك بل سوف تزيد لأنكي لن تتوقفي عن النظر و تقليد الغير و هنا استيقظت علي كلمات والدي و أدركت الوضع الذي هم فيه و كيف أني أثقلت كاهل عائلتي بسبب التقليد الأعمى لكل ما أراه و هنا قررت عدم النظر للغير بعد اليوم و أنني لست الوحيدة التي تنظر للغير فأنا أنظر لغيري و هم ينظرون إلي حتى الغني و الفقير كل منهم ينظر للأخر و الأغنياء ينظرون لبعضهم البعض و كذلك الفقراء و الكل يتمني أن يكون مكان الآخر و كل شخص يملك ميزة ميزة الله بها عن الغير و هنا أقول و عن تجربة المثال القائل من طالع الناس مات هما.

لؤلؤة2005
29-09-2012, 10:08 PM
من طالع الناس مات هما.

بارك الله فيك .