المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الشجرة و الزهرة



emerald_touch
27-09-2008, 07:35 PM
الشجرة و الزهرة

في إحدى غابات أوروبا الواسعة كانت تعيش شجرة تفاح ضخمة يانعة الخضرة و كانت تجذب الجميع في الأجواء المشمسة ليحتموا بها من أشعة الشمس الحارقة و كانت الأزهار تحيط بها من كل مكان و تنعش الجو برائحتها العطرة فكانت كالحديقة الغناء و كانت الشجرة سعيدة بما توفره لزوارها من راحة و أمان و ظلال و لم يكن هناك صديق لهذه الشجرة إلا زهرة صغيرة تحت الشجرة و كانت الشجرة و الزهرة نعم الأصدقاء وكانوا يتعاونون في كل شيء لتوفير الراحة و الاسترخاء للزوار و مع الأيام و اقتراب العطلة الصيفية أصبح الزوار يأتون بكثرة للجلوس تحت الشجرة و كانوا يمتدحون الشجرة و منافعها و عطائها و ثمارها اليانعة فقد كانت شجرة تفاح أحمر تفاحها شديد الحمرة و اللمعان فقد كان الزوار يستظلون بها و يأكلون منها وقد أحزن هذا المدح الزهرة و أخذت تقول في نفسها ألست أنا زهرة جميلة تنعش الجو بعطرها الأخاذ و منظرها المبهج و مع ذلك لم تخبر الشجرة بما في نفسها و قد لاحظت الشجرة الحزن علي صديقتها الزهرة و قالت لها الشجرة ماذا بك؟ يا صديقتي: لم كل هذا العبوس و الحزن علي وجهك لم أرك هكذا من قبل فقالت:الزهرة ليس هناك شيء هذه بسبب تغيرات الجو فكما تعلمين فنحن علي أبواب الشتاء فقالت لها الشجرة صحيح أنت محقة بكلامك ففي كل فصل يعترينا التغير بسبب الجو و تقلباته و يمضي كل شيء علي خير و يأتي فصل الشتاء و ينتهي و يأتي الصيف من جديد بعد ركود دام شهرين ففي الشتاء يقل السواح و الزائرين و تستقبل الشجرة و الزهرة الصيف بقلب فرح فهذا فصل الازدهار عندهم و يبدأ موسم السفر و السياحة من جديد و تستقبل الشجرة الزوار بصدر رحب كعادتها و الزهرة كذلك و في يوم أتي الكثير من الزوار للاستجمام و الاسترخاء تحت ظلال الشجرة و أخذ الجميع يثني علي الشجرة و وحزنت الزهرة و حز هذا في خاطرها و تمر الأيام و تزداد الزهرة حزنا و يكاد ينفطر قلبها من شدة الحزن و فجأة تنفجر في وجه صديقتها الشجرة قائله أيتها الشجرة لماذا؟ كل هذا المديح و كل هذا الثناء لك وحدك و لماذا؟ أنا الزهرة لم يثني علي أحد أبدا أبدا مع أن رائحتي منعشة و عطري يعبق في كل مكان و أخذت الزهرة و الشجرة تتعاركان و قد سمعتهم إحدى النحلات و قالت ما بالكما تتشاجران فقصا عليها القصة و قالت: لهما النحلة أكل هذه المشاجرة لأن الزوار قد أمتد حوا الشجرة و لم يمتدحوا الزهرة فالناس أذواق و لا نستطيع أن نملي عليهم ماذا يفعلون أو يقولون و لكل واحدة منكم منافعها فأنت أيتها الشجرة توفرين الظل و الثمار و ترطبين الجو في الأيام الحارة و أنت أيضا أيتها الزهرة لما كل هذا الحزن فنحن النحلات لا نستغني عنكم أيتها الزهرات و إلا كيف كنا سنصنع العسل أليس من رح يقكم ومن ينعش الجو لنا و يعطر المكان عليك أن تفخري بما تقدمين من خيرات و بما تمتازين به فكل مخلوق قد ميزة الله بميزة عن غيرة ليكون مميزا بشيء فلولا هذا الاختلاف لأصبح الجميع متشابها في كل ما يفعلونه و يقدمونه وقالت الزهرة لقد فهمت الآن قصدك أيتها النحلة المهم فيما نقدمه و ليس بما يقولة الغير و يمتدحه فأنا آسفة أيتها الشجرة عن كل ما بدر مني من كلام و قد قبلت الشجرة الاعتذار و عاشا في سعادة .

-----------------------------------------------------------------

لؤلؤة2005
30-09-2012, 08:13 AM
بارك الله فيك