المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصة واقعية للتـــــائبـــات >>> توبــــة سعـــــاد



فتاة المراعي
24-10-2008, 11:00 PM
توبـــة سعـــــاد






سعاد فتاة عربية مسلمة. من عائلة طيبة وميسورة الحال, لها من الاخوات اربعة ومن الاخوة اثنان, وقد كانت فتاة طموحة وذكية وتحب الدراسة, ولكن ظروف المعيشة وحالة عائلتها المادية حالت بينها وبين اكمال دراستها, او حتى اكمال المرحلة الابتدائية, فأضطرت ان تعمل على ان تكمل الصف الثاني الابتدائي.



كانت سعاد تعمل في البيوت,الى ان بلغت سن الــ15 تقريبا, حتى تعرفت على عائلة عربية مسلمة من بلد الجوار, كانت هذة العائلة تطلب مربية للأعتناء بالام والاطفال, وقد كانت من شروطهم ان تسافر المربية معهم الى اي بلد يذهبون الية, وافقت سعاد على الفور بعد ان عرضوا عليها مبلغ من المال افضل من الذي تتقاضاة في عمل البيوت.



سافرت سعاد لاول مرة في حياتها على متن الطائرة الى دولة اجنبية غير مسلمة. وقد كانت سعاد لا ترتدي الحجاب, ولا حتى تفكر في وضعة على رأسها, مرت الايام والسنين ومازالت سعاد تعمل مربية مع هذة العائلة الطيب التي اعجبت بسعاد وبنظافتها وأخلاقها وطريقة تعاملها مع الناس, فكانت صاحبة البيت تحبها كثيرا ولا تبخل عليها بشي وتلبي لها كل طلباتها , وعندما سافرت العائلة الى كندا ,طلبت سعاد من صاحبة البيت ان تسمح لها بالذهاب الى المدرسة لتتعلم الانجليزية, فوافقت على طلبها ولم تمانع بتاتاً بل شجعتها على ذاك.



ذهبت سعاد لعدة ايام الى المدرسة, وهناك التقت برجل شكلة وهيئتة مثل الاوربيين , اعجب هذا الرجل بسعاد, ولم تكن تعلم انة رجل مسلم, بدأ هو بالتحدث والكلام والاقتراب من سعاد, ولم تمانع سعاد حينها من الكلام مع الرجال, فعلمت بعدها بإنة من اب مسلم وام مسيحية ومن دولة البوسنة.



طلب الرجل من سعاد ان يرتبط بها ولكنها رفضت بحجة انة ليس من دولتها ولا حتى من دولة عربية تكون قريبة في العادات والتقاليد من دولتها, ولكن اصر واستمر في محاولاتة حتى اقتنعت سعاد واحبتة واخبرت اهلها عن طلبة ولكنهم رفضوا قطعا, وحتى العائلة التي كانت تعمل لديهم مانعت من ذلك ونصحوها مراراً بأن تبتعد عنة وتنساة, ولكنها لما تستطع ذلك لانها فعلا احبتة. وبعد عدة اتصالات اقنعت سعاد اهلها بحجة انها فتاة كبيرة وعاقلة وهي تتحمل مسؤوليه قراراتها.



اخبرت سعاد الرجل بموافقتها بعد ان سالتة عن حياتة وعاداتة وشخصيتة, وهو بدورة قد اخبرها بكل شي ووعدها بأنة سيصلي ويصوم ويتوقف عن شرب الخمر والسهر الى انصاف اليالي, فتزوجا اولا زواجا اسلاميا في المسجد بحضور الشهود, وزواجا اخر كان في الكنيسة بناءاً على طلب ام الزوج المسيحية الاصل.



عاشت بسعاد بسلام مع زوجها الذي كان يلبي لها كل طلباتها, وبعد مرور ستة اشهر اكتشفت انها حبلى, فدخل الفرح والسرور قلبها وقلب زوجها, وانتظرا وصول طفلهم الاول بفارغ الصبر, ولكن فرحة سعاد لم تدم,فقد اكتشفت بإن زوجها عاد للعب القمار وشرب الخمر فبدأت بينهما المشاكل مما جعلها تكرة وتحقد على اهلة وخصوصا اخاة الاكبر لانة السبب الاول في جعل زوجها يعود للمحرمات.



انجبت سعاد مولودها الذكر في جو اسري مليء بالمشاكل, فأرادت سعاد ان تنفصل عن زوجها ولكنة وعدها بالصلاح , فقد كان الطفل نقطة ضعفة فلا يريد ان ينفصل عنها لِئلا تاخذ عنة ولدة.



ومع كل هذة المشاكل والضغوط التي مرت بها سعاد, وفي كل مرة تلجأ الى الله بالدعاء والصلاح لزوجها بإن يبتعد عن المحرمات,و لم تفكر بنفسها وبإن ترك الحجاب حرام,



بعد ان بلغ طفل سعاد السنة انتقلت الى بيتٍ اخر, وصادف بأن جيرانها في البيت الجديد من دولة مسلمة عربية وتتقارب الى حد ما بالعادات والتقاليد لدولتها, وبدأ التعارف بينهما حتى زادت العلاقة واصبحت علاقة اهل واكثر, بعدها بدأت الجارة تطلب من سعاد ان تستر جسدها وتغطي راسها, فكانت تتعذر بإن زوجها يمنعها من لبسة وانة لا يريدها ان تظهر بمظهر مختلف عن امة واختة وزوجة اخية, ورغم ان سعاد كانت لا تصغي لزوجها اذا طلب منها عمل شي من المحرمات وكانت تمنعة من عملها, إلا انها وافقتة بعدم ارتداء الحجاب لانة لم تكن لديها الرغبة نهائيا في لبسة.



مرت الايام ومازالت الجارة تنصحها بالحجاب حتى اكتشتفت سعاد بانها حامل مرة اخرى, وعندما اخبرت زوجها قال : الذي في بطنك ليس طفلي وليس مني , يجب عليك اجهاضة.



صدمت سعاد من كلامة, وحزنت حزناً شديدا , وعندما اخبرت جارتها وصديقاتها نصحنها بأن تنفصل عنة لانة هتك عرضها ومس شرفها, وان الزوج الذي يشك في زوجتة وخيانتها لة دليل على انة يخونها مع غيرها وبالتالي يشك بزوجتة وكل من حولة .



مرت الشهور وانجبت سعاد بنتاً جميلة , ولولا ان البنت اخذت من والدها الشبة الكبير لكان شك بأنها فعلا ليست ابنتة ومن صلبة , وماهي إلا اياما معدودة حتى امتزجت فرحة سعاد بالحزن والقهر, لانها تأكذت بأن زوجها يخونها مع فتاة من نفس جنسيتة وبلدة, وصدمت الصدمة الثانية عندما صارحها هو بالحقيقة فعلاقتة مع صديقتة الجديدة بدأت من شهورٍ عدة , ولم تدري سعاد إلا في نهايتها وقد اخبرها زوجها بإن الفتاة سوف تعود الى وطنها بعد عدة ايام ومن يومها وهو ينام خارج بيتة ولم تعد تراة سعاد ولا حتى تسمع عنة ,فغضبت سعاد واغتاضت كثيرا, وذهبت الى غرفة نومها وجمعت كل اغراض وملابس زوجها في اكياس المخصصة للقمامة واخذتها الى بيت امة و رمتها بجانب الباب واخبرت الام بإن ابنها لن يراها ولن يرا ولدة بعد الان , وهناك علمت سعاد باليوم المحدد الذي ستسافر فية صديقة زوجها.



فقررت سعاد بأن تذهب الى المطار للتتأكد بإن زوجها مع صديقتة, وطلبت من جارتها بإن تعيرها عبائتها وحجابها ونقابها الاسود حتى اذا رأها زوجها في المطار لن يعرفها, وخرجت سعاد من بيتها وللآول مرة ساترةً جسدها ووجهها وشعرها باللون الاسود وانطلقت بسيارة اجرة الى المطار وكلها امل بان لا ترا زوجها مع امرأة اخرى .



وصلت سعاد للمطار ودقات قلبها تتسابق وتنبض بقوة وكأنها قطعت المسافة مشياً على الاقدام, ولم تلبث إلا دقائق من بحثها, حتى صدمت بالصدمة الثالثة, رأت زوجها في منظر يدمي لة قلب الزوجة المخلصة التي افنت ايامها في خدمة زوجها, فقد رأتة وهو يحتضن صديقتة ويودعها بالقبلات والدموع على خدية, وحاولت هي ان تتماسك انفاسها وعبراتها , وكانت تمر من جانبهم مراراً وتكراراً, حتى سمعت زوجها وهو يقول لصديقتة انظري الى تلك المرأة ,تبدو بمنظرها هذا متخلفة ومضحكة, فأقتربت سعاد منهم اكثر واكثر حتى احس الزوج بإن التي امامة هي سعاد زوجتة وقالت لة سعاد: اذا انت ترا بإن مظهري هذا متخلف ومضحك بعينيك, فماقولك بمظهرك هذا امام الله سبحانة وتعالى, ومن غير ان تعطية فرصة للرد سالت صديقة زوجها وقالت: كيف تتجرأين بإن تاخذي رجل متزوج من امرأتة ومن بين اطفالة, فقالت لها الفتاة: لقد اخبرني هو بأنك مريضة وانك لا تعطية حقة الشرعي وانك ايضا قد اذنتي لة بذلك, انذلك دارت الارض من تحت سعاد من هول الصدمات التي تلقتها, فلم تكن تتوقع بإن يتكلم عنها زوجها هكذا امام احد.



لم تستطع سعاد بإن تنطق باي كلمة فخرجت من المطار مسرعة, فستأجرت سيارة للعودة الى البيت , وهناك اخبرت جارتها بكل ماحدث وكل مارأت, فقالت لها جارتها , القرار الان بيدك فلن اتدخل بينكم, في تلك اللحظة طلبت سعاد من جارتها بأن تمنحها عبائة من عبائتها وحجاب لتغطية الشعر, فقد قررت بان تستر عوراتها بعد اليوم, خصوصا بعد ماسمعت زوجها يقول عن منظرها متخلف ومضحك .



ومن يومها لم يعد احد يرا عورات سعاد عدا وجهها, لانها تعيش في بلد اجنبي حيث ان النقاب يلفت الانتباة والفتنة , ولكنها وعدت نفسها بان ترتدي النقاب اذا عادت الى وطنها, واصبحت سعاد تهتم بشراء الحجاب والملابس الساترة بدلا من البناطيل والتنانير القصيرة, وداومت على حضور حلقات للقران والتجويد وجاهدت نفسها على التعلم فهي اميّة ولم تدرس في بلدها إلا الصف الاول الابتدائي.



وفي يوم من الايام حدث ماقلب حياة سعاد وقلبها كليا, فقد توفي زوج جارتها المقربة إليها, مات بنوبة قلبية وهو في كامل صحتة , لم تصدق سعاد الخبر فذهبت الى جارتها وكامل جسدها يرتجف , كانت اطراف يديها وقدميها وشفتاها ترتجف بقوة ودموعها تسكب من غير توقف, فكانت تفكر لو ان الموت جائها على غفلة منها وهي لم تلبث على ايمانها إلا اسابيع قلة لم تعوض فيها تقصيرها الذي حصل منها تجاة ربها ودينها.



فمرت الايام وهدأت نفسيتها من هول الفاجعة, فبدأت تتعلم القران والدين اكثر, ولم تتوقف سعاد على تعليم نفسها , فقد كبرا ولدها وكانت كل يوم تأخذة الى المسجد ليتعلم القران واصول الاسلام , اما ابنتها فكانت ترسلها كل يوم الى بيت جارتها منذ ان كان عمرها شهور حتى تتعلم العربية, لان ولدها الاكبر لا يتكلم العربية بسبب ان سعاد وزوجها قررا منذ ان ولد بإن يتكلموا معة الانجليزية وهي لغة البلد التي يعيشون فيها, ولهذا اصرت بإن تتعلم ابنتها العربية, وبدات تعلم اولادها الصلاة وقواعد الاسلام , فكانت تسأل لتتعلم هي وتعلم اطفالها في نفس الوقت.



ومن شدة مادخل الايمان والخوف من الله في قلبها كانت تطبق كل شي تسمعة من صديقاتها عن واجب المرأة المسلمة تجاة ربها ودينها وبيتها, فكانت تتقرب من الله بالطاعات , وتبر اهلها اكثر واكثر, حتى زوجها فإنها سامحتة وعادت تلبي لة طلباتة وتقوم بكل واجباتها الشرعية تجاهه بمجرد انها سمعت بإن من تعطي الزوج حقة لها الاجر فية , فقد اصبحت تبحث عن كل شي فية الاجر والمثوبة من اجل ان تعوض كل يوم وساعة فاتت من عمرها وهي على معصية.



لقد تابت سعاد توبة صادقة نابعة من القلب, ورغم ان الكل نصحها بأن تبتعد عن زوجها حتى لا يفسد من ايمانها وتوبتها, فحاولت ان ترضي ربها وزوجها في آن واحد, فصبرت وتحملت وسايرتة في مايرضي الله, حتى احبها زوجها وبادلها كل الاحترام والتقدير, واحب الحجاب والستر, فكان يخاصمها اذا رأ بعضا من شعرها قد بان من تحت حجابها. وليس هذا فحسب, بل انه يمدحها كثيرا اذا كان بين اهلة واصدقائة, فلم تعد زوجتة الطباخة الماهرة والزوجة المطيعة فحسب, بل انها اصبحت الامرأة العفيفة المتسترة التى لا تمد يدها لتصافح الرجال ولا حتى تتكلم معهم مثل باقي النساء من اهلة واصدقائة .



وهاهي سعاد الان ام لثلاثة اطفال وحبلى بالرابع ولها ولداً بالرضاعة ارضعتة لانها تخاف اذا حصل لها مكروة واخذ الاب اولادها وعاشوا معة في بيئة اهلة فقد ينسوها وينسوا حقوقها عليهم, لذلك قامت بإرضاع ولد ابنة جارتها ,فمن يدري قد يتذكرها بدعاء الولد الصالح لآمة وهي في قبرها.



وقد طلب الزوج من سعاد ان تنجب لة من الابناء والبنات ستة, ولم تمانع بشرط ان يساعدها على تربيتهم وان يصبح اباً صالحة وزوجا مخلصة يخاف الله فيها وفي اولادة, فطلب منها بإن تدعو الله ان يهدية ويصلح من شأنة, وهي بدورها لم ولن تتوقف عن الدعاء لة ولها , ولولا ان زوجها متعلق كثيرا بأمة واهلة , لكان الان رجلاً صالحاً.



(انك لا تهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء)

قلب راض
29-09-2012, 09:10 AM
حقّا
(انك لا تهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء)

مشكورة على هذا الطرح

جزاك الله خيرا