المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصة اجتماعية واقعية للمتزوجات >>>>الزوجة الثانيــة



فتاة المراعي
28-11-2008, 08:02 PM
الزوجة الثانيــة





يعيش الاهالي في القرية في ألفة ومحبة, يعرفون بعضهم البعض, كُلاً يشارك اخاة في افراحة واحزانة ومشاكلة



وكان من بين اهالي القرية عائلة فقيرة مكون من زوج وزوجة وابنة اسمها اماني, يعيشون في غرفة صغيرة وقديمة وغرفة اخرى اصغر لتشعيل الحطب وطهي الطعام.



وكانت الزوجة تتمتع بالنشاط والذكاء من الناحية العملية اكثر وافضل من زوجها, فعزمت ان لا تعيش طوال حياتها تحت سقف دارِ قديم قد ينهار عليهم في اي لحظة, فقررت ان تعمل وتكد حتى تجني المال الذي تستطيع ان تبني منة دارا وفناء,فهي مازالت حديثة الزواج وتريد ان تنجب اطفالاً يعيشون في بيتِ تسودة الراحة والطمئنينة.



وكانت لدى هذة العائلة ثلاث اغنام, قامت الزوجة ببيعها وشراء اغناما اخرى بسعر ارخص,فكانت تبيع بسعر وتشتري بسعرِ اقل, حتى استطاعت ان تشتري بقرة, فبدأت تهتم بها وتطعمها ثم تحلب منها الحليب وتصنــع منة السمن واللبن وتبيعة, وهكذا حتى استطاعت شراء اغنام اخرى , فكانت تبقي من الذكر واحد ومن الانثى واحد حتى تنجب اغناما صغاراً فتبيع الاغنام الاكبر وتقبي من الصغار حتى تكبر وتتكاثر.



فأصبحت الزوجة مشهورة ببيع الاغنام والسمن, ورغم ذلك لم تبدا ببناء البيت بعد, فالبناء يتطلب الكثير من المال, وهي لا تحب ان تبدأ عمل شي من غير ان تنهية, فوضعت كل مالها وآمالها في شقفة ارضِ زراعية اشترتها لتبدأ بزراعتها قبل موسم الحصاد.



حملت ام اماني وهي لم تنتهي من حرث الارض, ورغم ان وحامها كان شديداً إلا انها لم تتوقف ولم تاخذ قسطا من الرائحة اثناء فترة حملها, وبعد مرور اشهر الحمل انجبت الولد, وفرحت كثيرا هي وزوجها, واصبح الجميع يناديها ام حمزة, ومع قدوم الولد ازدادت الام نشاطا وقررت ان لا تتاخر في بناء البيت, ففي المستبقل سيتزوج الولد وسيحتاج الى بيت يؤوية هو وزوجتة.



فجمعت ام حمزة كل مالها الذي جنتة من بيع السمن والحليب والاغنام ومحصول الزراعة, فأحضرت عاملين متخصصين في البناء وطلبت منهما ان يباشِرا العمل, فقسمت مالها على اجرة العاملين وعلى شراء لوازم البناء,فكانت تساعد في جمع وتحميل الحجارة وعمل الاسمنت حتى تخفف من دفع اجرة العاملين, وبالطبع لم تتوقف عن اعمالها الاخرى, فكانت تعمل لساعات متواصلة منذ ان تشرق الشمس حتى المغيب, وهكذا تمر الايام وهي بين اغنامها و ارضها واحجار بيتها, حتى انجبت الثالث والرابع وهي لم تنتهي من بناء البيت.



كان الجميع يتعجب من ام حمزة وخاصة الرجال, كانوا يحسدون الزوج(ابو حمزة) على زوجتة ودهائها وقوة عزيمتها, وهو بدورة يمدحها ويحبها .مع ان الحزن والعبوس يملئ وجهه كلما تحدث عنها.



كان الزوج والاطفال لا يظهرون للأن اي نوع من الحب والمودة, والسبب هو ان ام حمزة كانت حريصة على مالها وتبخل على نفسها وزوجها واولادها ,فكانت لا تشتري لهم الملابس الجديدة ولا تطعمهم الطعام الذي يتمنون تذوقة, فهي لا تريد ان تبعثر من مالها قبل انتهاء البناء, ولم تظن الام يوما ان هذا قد يؤثر على الزوج والاطفال.



انتهت ام حمزة من بناء البيت وهي على وشك ان تلد طفلها الخامس, وبعد مرور اسبوع وضعت ام حمزة بنت, وبسبب الجهد الذي كانت تقوم بة وهي حبلى والولادات المتتالية, اصيبت بنزيفِ حـاد, لم تستطع الحراك والاعتناء بالطفلة, ولا حتى الاستمتاع بالبيت الجديد, فكانت ملقية الفراش لمدة اسبوع داخل بيتها, بعدها اخذوها الى مستشفى القرية , وهناك صرفوا لهم ترخيص بالسفر الى المدينة فورا لتلقي العلاج لآن حالتها سيئة ونسبة الحياة لديها ضئيلة , ولكن ام حمزة رفضت السفر,واحست بأنها ستفارق الحياة فطلبت منهم ان يوعيدوها الى بيتها الذي لم تتهنى بالعيش فية بعد, وعادت الى بيتها يحمليونها على لوح خشبي وقد بدا على وجها الشحوب والاصفرار, وبعد ايامِ قليلة قرر اهل البيت ان يخرجوا ام حمزة ويتركوها على سطح البيت لان الدماء والنزيف لم يتوقف منها فأصبحت رائحة البيت كريهة بسبب الدماء المتعفنة,فأنهت مابقي من ايامها على سطح بيتها الجديد حتى فارقت الحياة بعد مرور 40 يوما من المعاناة, وبعدها بإسبوع توفت المولدة الصغيرة بسبب الدماء التي كانت تنزف من انفها.



توفيت ام حمزة وتركت قصةِ كان الجميع يتحدث عنها, فقد كانت المرأة التي كافحت وتعبت وحرمت نفسها وزوجها واولادها من كل شي, فلم تتهني ببيتها ولم تذق طعم الراحة بعد,وبعد مرور شهرين انخطبت البنت الكبرى اماني,فأضطر الاب الى ان يتزوج من ثانية حتى تعتني بباقي الاطفال,ولم تنتهي ثلاثة اشهر من وفاة ام حمزة حتى تزوج الاب والبنت.



دخلت الزوجة الثانية على بيت جديد وكأنها هي صاحبة المنزل الاولى, فكان كل شي مُعدٌ لها(زوجٌ وبيتٌ وأطفال)(ارضٌ وأغنامٌ وابقار), وكان جميع اهل القرية يظنون بانها لن تفعل افضل مماعملتة ام حمزة, فمرت الايام وإذا بحال الزوج يتغير, بدأ يبتسم كثيراً, يهتم بمظهرة, وصحتة في حالاً افضل, وكأنة عاد عشر سنوات الى الوراء, حتى الاطفال تغير لبسهم واخلاقهم ومظهرهم, حتى نظرتهم للحياة تغيرت, وكل اهالي القرية لاحظوا الفرح والسرور على بيت ام حمزة, حتى تجرأ احد رجال القرية بسؤال ابو حمزة عن زوجتة الجديدة, فكان رد الزوج ان قال: ليتها معي من اول زماني, تعنى ان لو انة تزوجها منذ البداية, فأنتشر الخبر في القرية بإن ابو حمزة قد نسي زوجتة الاولى والجميل الذي قامت بعملة من اجلة هو واولادة, فحزنت بعض صديقات ام حمزة, واغتاضت بعض النساء من كلامة لانة يعد كالزوج الخائن الذي لم يقدّر العشرة والكنز الثمين الذي اهدتة ام حمزة قبل رحيلها وهو (البيت).



لم يتفهم اهالي القرية موقف الزوج ولم يلتمسوا لة العذر حتى اقتربوا من الزوجة الثانية اكثر وعاشروها اكثر وأكتشفوا بإن الزوج والاطفال معذورين كل العذر, فهذة الزوجة قد جمعت مابين صفات الزوجة الاولى من النشاط والعزم والتنفيذ,وصفات لم تكن موجودة في الزوجة الاولى مثل,الكرم والانوثة والابتسامة الدائمة.فأكملت الزوجة الثانية مشوار ام حمزة فأهتمت بالابقار والاغنام والارض والمحاصيل الزراعية, وفي نفس الوقت لم تنسى الاهتمام بالزوج والاولاد والاهتمام بنفسها قبل كل شي,وقد خصصت من المال ماهو للبيت وللآطفال ولها ولزوجها,فكانت تدلل نفسها وتدلل زوجها اكثر ولا تبخل على الاطفال من ناحية المأكل والمشرب,فاحبوها الاطفال اكثر من امهم ,واحبها الزوج اكثر واكثر فكان لا يستطيع ان يفارقها او يمكث في البيت من دونها,فكان يذهب معها الى الحقل ويساعدها في الحرث والزرع, وحتى في البيت كان يعاونها ,وهي بذكائها لم تكن تتخذ اي قرار قبل ان تستشير زوجها فكانت تكبر في عينة يوما بعد يوم مما جعلتة يثق في نفسة وشخصيتة, وبالتالي كبر في أعيُن اهالي القرية,عكس الزوجة الاولى,لم تاخذ راية يوما ولم تستشيرة قط.



هكذا سرقت الزوجة الثانية قلب الزوج وتفكيرة,بدلالها ورقتها ونعومتها التي تستخدمها مع الزوج حتى في اثناء العمل خارج البيت, فالزوج المسكين لم يسمع كلاما معسولا من قبل ولا لمسةُ يدِ حانية ولا حضن دافي يلمة في برد الشتاء القارس, فكان اسيرا بين يدي زوجتة الثانية.



مهما كان الزوج شديداً في التعامل, بخيلا في المشاعر ,إلا انة يحب الدلال والاهتمام من ناحية الزوجة بإلاضافة الى الحرص على مالة وبيتة,فهذا هو طبع الرجل( عاش طفلا صغيراً بين احضان أمــة,وسيعيش طفلا كبيرا بين احضان زوجتة).



مـرت 30 سنة الى الان, ومازال اهالي القرية يتذكرون قصة ام حمزة والزوجة الثانية, خاصة النساء, فمنهن من يأخذ موقف غضب من الزوج بسبب نسيانة لماعملتة زوجتة لة ولأولادة, ولكن الكثيرات منهن من ياحولن الجمع بين صفات ام حمزة والزوجة الثانية, فبذلك تبقى ذكراها عطرة خالدة في قلب الزوج وذاكرتة.

قلب راض
29-09-2012, 09:11 AM
ومن القصص والأحداث ما فيها جميل العبر

تشكري على هذا الطرح

نفع الله بك