المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصة واقعية للمراهقـــات >>>> مريم ونظرات الاعجاب



فتاة المراعي
30-11-2008, 05:09 AM
مراهقـــات





مريم ونظرات الاعجاب








يشعُر الاطفال بالملل من الجلوس في البيت, فيُفضلون الذهاب مع والدهم الى اي مكان خارج المنزل على المكوث فية والعب في فناءة الصغير.


هنا شعرت سارا بالملل فقررت هي واخواهاا الذهاب مع والدهم الى المقرر الذي يُبنى فية منزلهم الجديد, فكانت هذة زيارتها الاولى لترى ان المنزل لم يجهز كلياً فمازال يحتاج من الوقت والجهد الكبير لإكمالة, وهذا ماكانت تلاحظة على والدها من علامات التعب والارهاق والنهوض باكراً,فقررت هي واخواها سالم واحمد مساعدتة, ولكن الاب شكرهم على ذلك وطلب منهم اللعب بعيداً عنة حتى لا يُعيقوا عملة.


ذهب الاطفال ليستكشفوا ماحول البيت على امل ان يجدوا مكاناً مناسباً للعب,فلم يجدوا غير جبل صغير من الرمل الناعم الذي يستخدم في البناء.


مرت ساعة كاملة وهم يلعبون في الرمل, حتى اقتربت منهم فتاة تبدوا في سن سارا, , رحبت بها سارا ودعتها للآنظمام معهم واللعب بالرمل , فلم تمانع الفتاة ابدا بل بدت سعيدة وبدأت باللعب معهم وكأنها لم ترا ولم تلعب مع اطفال قط, مر الوقت سريعا حتى بدأت الشمس بالمغيب, فنادى الوالد سارا والاولاد بالعودة, فودعت سارا صديقتها بعد ان سألتها عن اسمها , ثم ركض الاطفال الى والدهم فوجدوة يتحدث مع صديقة, فتعرف الاطفال علية وعلموا انة سيسكن بالمنزل المجاور لمنزلهم وانة صديقتهم الجديدة هي ابنتة , فرحت سارا كثيرا, وعندما عادت الى امها اخبرتها بإنها التقت بفتاة اسمها (مريم) وانها قد اصبحت صديقتها وسوف تذهب كل يوم مع والدها لتراها وتلعب معها.





مرت الايام وسكنت عائلة سارا ومريم كُلاٌ في منزلة الجديد, وما كان الفاصل بينهم غير جدار واحد, وهذا مازاد العلاقة بين سارا ومريم, فبمجرد ان تنهض سارا من النوم تضرب الحاط, فإذا كانت مريم مستيقظة ترد عليها, وهكذا حتى اصبحتا صديقتين حميمتين في الحي وفي المدرسة, فكُنا في نفس المرحلة الدراسية ولكن في صفٍ مختلف.


بلغت سارا ومريم سن الـثالث عشر وبدأت علاقتهما تخف شيئا فشيئا خصوصا بعد ان انضمنت مريم الى شلة اصدقاء من بنات فصلها, وتُعرف هذة الشلة في المدرسة بالانفتاح والجراءة وأخلاق غير التي تربت عليها سارا ومريم, فلم تدري مريم إلا وهي بين تلك الشلة تفعل مايفعلن وتنفذ مايقلنة بينهن البين.





لم تشعر مريم انها تمر في سن المراهقة,وانها مرحلة خطيرة لا تستطيع الفتاة خلالها السيطرة على مشاعرها وافعالها, فكانت تسمع من عضوات شلتها قصصا تشعر بإنها اروع القصص التي يرتاح لها العقل والقلب والفكر,تسمع صديقتها تحكي عن مدى اعجاب ولد عمها بها والعكس, والثانية تحكي عن موقف حصل لها مع ابن الجيران ماجعلة يحبها ويعجب بشخصيتها, وتلك تضحك على الشاب الذي أُعجب بصوتها وضحكتها والطريقة التي تمشي بها فصار يلاحقها ويتربصها كل يوم بعد انتهاء المدرسة,,مواقف وقصص كثيرة سمعتها مريم من الفتيات,وكانت تظن انها حقيقية ,بينما هي من خيال واحلام الفتيات المراهقات ينسجنها من تفكيرهن الخاص, فتمنيت انها تمر بمثل هذة المواقف.


لاحظت سارا التغير الذي ظهر على مريم من ناحية اللبس والمشي والنظرات, فحزنت كثيرا, ومع ذلك لم تقطع علاقتها بها كلياُ, وذات يوم طرقت مريم باب سارا في الصباح لتذهب معها الى المدرسة ففرحت سارا كثيراً ظنن منها ان مريم قد عادت الى طبيعتها, وبينما هما في طريقهم الى المدرسة بدأت مريم تتكلم عن بنات شلتها ومواقفهن الظريفة والغرامية نوعاً ما, حتى وصلت الى الحديث عن نفسها وعن نظرات الاعجاب التي تراها ممن حولها من الشباب سواءٍ من الخارج او من شباب العائلة, ولكن رن جرس المدرسة فلم تستطع مريم إنهاء حديثها فوعدت سارا انها سوف تنتظرها في نهاية الدوام لتعود معها الى البيت, و حتى تُفرغ لها كل مابجعبتها من مواقف وقصص عنها وعن صديقاتها.


لم ترتح سارا لكلام مريم وشخصيتها التي تغيرت رأساً على عقب,فقد كان كل اهتمامها من قبل هو بالدراسة وحل الواجبات والخوف المترقب من الامتحانات وحتى البكاء لحصولها على درجات ناقصة, ومع ذلك فقد وافقت على مصاحبتها عند انتهاء الدوام, فكانت مريم تتحدث كثيرا حتى وصلت الى النقطة التي يتمركز فيها شباب الحارات, هناك توقفت مريم عن الكلام وبدأت ترفع نظراتها بطريقة سريعة لترى كم فتى مُعجب بها, ولكن سارا اسرعت في المشي وكانت لا تنظر إلا الى الاسفل او الى الامام, وعندما لاحظت مريم ان سارا تركتها مسرعة حاولت ان تلحقها وقد احست بالخجل من فعلتها, وقبل ان تصل سارا عند باب البيت نادتها مريم وقالت, اتمنى ان نلتقي غدا ايضا فمازال لدي الكثير لآحكيةُ لكِ, فردت عليها سارا قائلة : تغيرتي كثيرا يامريم.


لم تستطع سارا اخفاء ماحدث بينها وبين مريم لآمها, لانها كانت تسُرّ لإمها بمايحدث معها, فطلبت منها ان تنصحها بترك شلة السوء وان تهتم بدراستها, فقالت سارا احتاج الكثير من الوقت فأنا لست جريئة بطبعي ولا أُوريدها ان تبتعدي عني الى الابد, فوافقتها الام على ذلك, وفجأة دخل احمد وهو اخو سارا الاصغر, وتبدوا على وجة علامات الغضب,صـــرخ في وجة اختة قائلا: رايتك اليوم تماشين ابنة الجيران مريم, قالت سارا نعم, قال احمد: ولماذا عُدتَ للسير معها, قالت سارا: لقد طلبت مني ذلك, وما المانع من مسايرتها, قال احمد: من الان وصاعدا لا تمشي معها ولا تكلميها ولا أُوريد ان يتكلم عنك اولاد الحي بسببها, صمتت سارا لبرهة ولم تستطع الرد والدفاع عن صديقة الطفولة , فهي تدري تماما مايعنية اخاها, فتأثرت بشدة للحال التي وصلت لها مريم.





مرت ايام قليلة والتقت سارا بمريم في ساحة المدرسة, وكانت تبدوا على مريم ملامح الحجل والندم, فترجّت صديقتها سارا ان تعود العلاقة فيما بينهما مثل قبل واكثر, لم تشأ سارا ان ترد مريم خائبة, فطلبت منها ان تزورها في بيتها لتحكي لها ماتريد, وفعلا في نفس اليوم اتتها مريم ودخلتا الغرفة لوحدهما وبدأت مريم بالكلام , ثم سألت مريم سؤالاً غريباً وقالت : ياسارا هل سبق وان احببتي شابا او إعجبتي بة؟ , ابتسمت سارا وقالت : كيف لي ان اشعر بهذا وانا لم انظر الى فتىً قط, قالت مريم: ليس من الشرط ان يكون من الخارج ,,ماذا عن اولاد عمك او خالك او احد اقاربك؟ , قالت سارا: اولاد عمي في دولة اخرى واخر مرة التقينا بهم عندما كنت في سنة العاشرة, واولاد خالي زيارتنا تكون محدودة بين النساء فلا ارى داعي من ان اظهر على اولاد خالي او خالتي , أما اولاد عمتي فقد تربينا سوية فاشعر انهم مثل اخوتي.





صمتت مريم لبرهه,, ولكن سارا فهمت مقصدها وقالت لها: يامريم لقد حدثتني امي وعمتي اننا في سن يسمى سن المراهقة, واننا في هذا السن قد نفعل اشياءاً لا إرادية مصدرها القلب وليس العقل, تعجبت مريم من كلام سارا, وقالت كم انتي محقة, فأنا اشعر اني اقوم بعمل ماهو غير صائب ولكن قلبي يقودني ويحثني على عملة, فقد كنت انظر الى الاولاد فإذا رأيت احدهم ينظر أليّ كنت اظن انة معجب بي, فيمُرّ يومي وانا احلم وافكر فية واتخيل لو اني فعلتُ كذا لكان أُعجب بي اكثر, واذا كنت عند اقاربي فإني اتعمد ان اظهر محاسني وبالذات اذا كنت متزينة وانيقة ,,فإذا علمت ان احد اقاربي من الشباب في غرفة او مكان معينة اتظاهر انني لا اعلم بوجودة فأحول العبور او الظهور حتى يراني وينظر الى شكلي ويعجب بي ,واظل طول يومي اتخيل انة يحبني ويتمنى ان يرتبط بي, تعجبت سارا وابتسمت من كلامها ثم سالتها : يامريم هل سبق وان احببتي شابا او إعجبتي بة؟





ضحكت مريم وقالت : يوووووة الكثييير وليس شاباً واحداً ,, ولا تساليني كيف ولماذا, فلا استطيع ان اتحكم بإفعالي وتصرفاتي ,قالت سارا : بالعكس سهل جدا جدا جدا, كل ماعليك هو ان تهتمي بدراستك وان تتركي شلة السوء وان لا تنظري الى اي شابا ,والاهم من ذلك لا تنسى ان الله يرااك وان ماتفعلينة لا يجوز. وعدت مريم سارا بإنها سوف تتغير وان تعمل بنصيحتها وتعود مريم مثل ماكانت وافضل.





ولم ينتهي الشهر حتى أتى احمد ليُخبر سارا بإن مريم تغيرت كثيرا وان شباب الحي لم يعودوا يذكرونها بسوء, فعادت الفرحة والثقة في قلب سارا من ناحية مريم, فكانت اول مناسبة تحضرها سارا ومريم بعد انقطاع دام سنوات كان حفل عقد قران صديقة سارا وعضوة من شلتها, والذي خطبها كان من شباب الطرقات, أُعجب بها لانها لم تكن ترفع رأسها من على الارض وهي تمشي ولم يسمع صوتها وضحكتها يوما, فلحق بها يوماً وتتبعها حتى علم ببيتها وعائلتها وطلب يدها للزواج.





هذا مايحصل في الحقيقة, فالشاب يحب الفتاة المستورة المصونة فيتشجع على خطبتها ليكتشف هو بنفسة مابداخلها وتبقى جوهرتها لة لوحدة, أما التي لا تهتم بأخلاقها وتظهر محاسنها عمدا فلا ينظر اليها احد ولا يتشجع احد الى الارتباط بها لانها اصبحت سلعة رخيصة ومكشوفة للكل من غير ساتر ولا عازل.


وقد يكون السبب الذي جعل مريم تنحرف الى ذلك الطريق هو قلة الوازع الديني ولانها لم تلقى الانسان الذي ينصحها ويذكرها بعواقب هذا السن والعمــر,عكس سارا فقد كانت امها وعماتها وبنات خالتها يقمن بالحديث معها ونُصحِها, كما ان الاخوة لهم دور كبير في النصح والمنـــع والتخويف,ومريم كانت الاخت الاكبر والفرق كبير بينها وبين اخاها الاصغر.





اجتهدت مريم في دراستها اكثر من ذي قبل, انشغلت سارا بخطبتها من ولد عمها الذي كان يتذكرها بإخلاقها منذ ان كانت صغيرة, وايض انشغالها بالسفر الى بلد اجنبي فسافرت قبل ان تنهي الثانوية,, ومرت السنوات ومازالت سارا ومريم على اتصال, لم ترتبط مريم حتى الان برغبة منها, فهي تريد ان تُثبت وجودها اولاً, فحصلت على وظيفة مرموقة وهي لم تنتهي من دراستها الجامعية فكانت تدرس وتعمل في ان واحد, واصبح الجميع يتحدث عنها ويشهد لها بذكائها وحسن تعاملها مع الناس.

قلب راض
29-09-2012, 09:15 AM
نسأل الله الستر لكل بنات المسلمين

وأشكرك على القصة وما فيها من تجارب