المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصة واقعية: القـــــدوات >>>> جدتــــي قدوتـــي



فتاة المراعي
30-11-2008, 05:09 AM
القـــــدوات





جدتــــي قدوتـــي







في زمانٍ يختلفُ عن زمانِنا الحالي, حيث العيش الزهيد والمال القليل والغذاء المحدود, ينشئ أُناسٌ حريصيــن على اموالهم وحصادهم, انُاسٌ قلوبهم قوية وشديدة, لا يحبون الكسل وانفاق المال على من هم من غير افراد الاسرة, كما ان البعض منهم يتمتع بالكرم وحسن الضيافة والصدقة على من هو محتاج, وكانت جدتي من هؤلاء الناس.





جـــدتي انسانة راائعة ومحبوبة من اهالي القرية, وكان الجميع يعرف من هي (فاطمة), كانت عملة نادرة في زمانها وفي زماننا الان, تحب الخير والانفاق على المحتاجين, رغم ان الوازع الديني لم يكن قوي في ذلك الوقت, فالبعض لم يكن يصلي ولا يصوم, ولكن صفة الكرم الشديدة كانت مزروعة في قلب جدتي, فقد تحرم نفسها من اجل ان تعطي غيرها, فكم من فقير مر من جانب بيتها فاسرعت لة بالطعام والشعير من غير ان يطلب منها.


جدي (زوجها) كان شديد الحرص على المال والمخزون, فلم يفكر يوما ان ينفق مما لدية او ان يشتري لزوجتة وأولادة مايشتهونة من اللبس والطعام, وهذا ماكان علية اغلب رجال القرية, ومع ذلك لم تسال جدتي زوجها يوما المال او ان تحاسبة على تقصيرة, فكانت تأخذ من المخزون المكون من الحب والشعير والقمح وتبيعة في سوق القرية او ان تبيع عجلاً, وبالمال الذي تحصل علية تشتري لها وللآولادها مالذ وطاب من الطعام وتلبس اولادها اجمل الملابس, ولم تنسى يُوما ان تُعطي مما اشترت لجيرانها ,و حتى زوجها تشتري لة رغم انه لا يعلم انها تاخذت من مخزون الشعيراو تبيع الاغنام والسمن من غير ان تحتفظ بالمال لوقت الحاجة, فقد كان مفتاح غرفة المخزون معها, وفي كل مرة تاخذ من المحصول من غير علمة, لإنة اذا علم سوف يمنعها, ولكن سبحان الله كان المخزون يتبارك في كل مرة تتصدق منة, فلم يلاحظ جدي يوما ان الحب والشعير قد نقصت كميتة, ولهذا وثق بيها وسلمها المفتاح ووكلها على المخزون وممتكلات البيت.





لم تكن جدتي كريمة وتحب الخير فحسب,بل كانت صبورة وسموحة ولا تحاسب الناس على اخطائهم, وتنسى كل من يُسيئ أليها ويعاتبها, اما من ناحية الصبر فقد صبرت على ماابتلاها الله بكل قوة وقناعة , صبرت ودعت ربها بان يرزقها الذرية فكانت تحمل وتجهض,لمدة سبع سنوات وبعدها حملت وانجبت ولداً معافى حسن الُخلق والخلق, وبعد خمس سنوات اخرى من الانتظار والصبر اجنبت ولداً أخر ولكن لم تكتمل فرحتها هي وجدي حتى مرض الولد الصغير ,,وبعد عناء المرض توفي في صباح ليلة باردة, بكت جدتي علية كثيرا,,وبعدما غابت الشمس مات الولد الاكبر وهو بكامل صحتة, فُجعت جدتي ومن هول الصدمة لم تستطع البكاء وبقيت شهراً في بيتها لم ترى نور الشمس, ورغم ان الكل كان حزينا عليها هي وجدي, إلا انها اجمعت قواها وحاولت النسيان, وذهبت هي للعمل بعد ان تعب جدي من فقدة اولادة, ولكنها شجعتة على الخروج والعمل وسوف يأتي رزق الله قريبا, وبعد معاناة اخرى من الاجهاض والانتظار,انجبت جدتي ولد وخمس بنات ولم تنسى جدتي ولديها المتوفيان حتى الان ولكنها تحاول ان تتناسى وتحبس دمعتها ولا تظهر ضعفها ودموعها امام أحد.





قامت جدتي بتربية بناتها تربية فاضلة وكان الكل يتسابق لخطبتهن, رغم ان جدي كان شديدا وسريع الغضب والكل يخاف منة, إلا ان الكل كان يتقدم لخطبة البنات بسبب حبهم واحترامهم لجدتي, فكل بنت من بناتها اخذت صفة حسنة من صفاتها وبالذات البنت الصغرى فقد اخذت الملامح واكثر الصفات الطيبة منها.



وهذة البنت الصغرى هي امــــــي,,فهي مثال للقدوة الحسنة التي ارجوا من الله العلي القدير ان يجعلني مثلها ومثل جدتي حتى استطيع ان اربى اجيالا وذرية طيبة تتمتع بالصفات الحسنة واكون لهم ولاولادهم قدوة طيب مثل ما جــــدتي وامـــي قـــــــدواتٌ لنـــــا.

قلب راض
29-09-2012, 09:33 AM
أسال الله أن يؤتي جدتك أجر الصابرين

ويرحمها في كل حين

شكرا لك أختي على القصة الهادفة