المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : دروب كتب لنا أن نمشيها



ترانيم الحب
26-10-2008, 03:24 AM
دروب كتب لنا أن نمشيها

مبارك عليك الزواج يا ليلى .
ليلى: الله يبارك فيكم.
أم ليلى : الله يحفظك يا بنتي , إن شاء الله حياتك سعادة وهناء , أحفظي الله يا بنتي يحفظك..

تذكرت ليلى تلك الليلة التي كانت الأفراح فيها غامرة البيت بأكمله , تذكرت نفسها وهي تزف إلى عريسها وهي في أشد الخجل , تذكرت ابتسامة عريسها وهي مقبلة عليه , آه آه.

تذكرت ضحكاتهما وهما يأكلن في ذلك المطعم الفاخر , تذكرت كلمات الحب التي كان زوجها يغرقها بها ,
السهرات الرومانسية , الاتصالات من العمل ليطمئن عليها .

آه , كل ذلك هوى في مهب الريح , غادر مع ذرات الغبار الطائرة في الجو , لتنتقل إلى مكان آخر .

ما به اليوم يعاملني بجفوة , يأتي ليأكل ويشرب وينام , وقد يرمي بكلمات جارحه غير مبالي بما أحدثته في قلبي من كدمات.

يا ترى ما به ؟؟!!
لما أبدل كلمات الحب بالكره.
لما أبدل الحنين والشوق بالغياب والبعد.
لما أبدل نظرات العطف والحنان بنظرات الغضب والكراهية.

يارب رحماك..
آه يا أمي تمنيت لو كنت بجواري أضع رأسي على صدرك , أخرج ما في قلبي من آلام اكتويت بها , لم تخبريني أن الزواج هكذا .
لم تخبريني بأنه قاسي , آه يا أمي رحمك الله , عزائي أن ألتقي بك في حلل الجنان..

مضت ليلى بخطوات مثقلة ثم توضأت وذهبت إلى مصلاها .
كبرت ليلى فلم تستطع القراءة من كثرة الدموع , بكت كطفل بين عالم قد أضاع أمه , بكت وهي كسيرة الطرف حزينة , بكت وهي تناجي مولاها كم قصرت في الطاعات وارتكبت الذنوب.
أخذت تدعي يارب يا رحمن أغفر لي و أرحمني أنت أرحم بي من أمي , يا ربي قد أثقلتني ذنوبي فلم أستطع المسير , يارب رد إلي زوجي رداً جميلاً.

هكذا مضى الليل على ليلى وهي تبكي وتدعي , ثم اختتمت صلاتها , فا أخذت المصحف بجانبها وأخذت تقرأ منه ما شاء الله لها أن تقرأ ..

ذهبت ليلى لتنام فقد طال عليها الليل فوقفت أمام الشباك تنتظر عودة زوجها , فعادت بها الذكريات , أخذت
تتأمل الأجواء , الهدوء يعم المكان , والناس في منازلهم نيام , آه كم تحتوي تلك البيوت على أفراح وأتراح ,أجل يا ليلى لست أنتي الوحيدة , هذه هي الدنيا (طبعت على كدر وأنت تريدها صفواً من الأقذار و الأكدار)
قطع عليها تفكيرها صوت فتح الباب , ركضت مسرعه وغسلت وجهها حتى لا يرى دموعها..

أتجه هو إلى السرير لينام وكأن البيت لا يوجد به روح ينتظره .

أسمعي جهزي لي شنطة سفري غداً سأسافر مع أصدقائي , ولا تزعجيني أريد أن أنام حتى أستعد للسفر.

مضى وتركها خلفه لا يبالي بها.
هنا كادت ليلى أن تسقط فالجروح أثقلتها ولكنها عزمت أن لا تضعف أبدا وستظل تكافح من أجل إسعاد نفسها ولن تبالي بأحد .
وتذكرت هذه الأبيات::

حكم المنية في البرية جار … ما هذه الدنيا بدار قرار

بينا ترى الإنسان فيها مخبراً … حتى يرى خيراً من الأخيار

طبعت على كدر وأنت ترومها … صفواً من الأقذار و الأكدار

ومكلف الأيام ضد طباعها … متطلب في الماء جذوة نار

والعيش نوم والمنية يقظة … والمرء بينهما خيال ساري

والنفس إن رضيت بذلك أو أبت … منقادة بأزمة المقدار

فاقضوا مآربكم عجالاً إنما … أعماركم سفر من الأسفار

وتركضوا خيل الشباب وبادروا … إن تسترد فإنهن عوار

وقالت: حقاً دروب كتب لنا أن نمشيها..


..انتهت..

قلب راض
29-09-2012, 10:21 AM
جميل جدا من استطاع تجاوز همومه والكدر ..

بارك الله فيك