المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصة القدوات >>>>> المعلمة فاطمة



الدمعة الحزينة*
25-10-2008, 12:09 AM
( قصة القدوات )








المعلمة فاطمة












إذا وصلنا برب الكون أنفسنا ... فما الذي في حياة الناس نخشاهـ





.





.





ابتسمت بعذوبة حينما سمعت هذا البيت فلقد ذكرني بمعلمتي الغالية فاطمة ,,





حينما كنت في المرحلة الثانوية أتت ألينا المعلمة فاطمة لتدرسنا مادة الأحياء ..


من أول يومٍ لها اكتشفنا أنها دمثة الأخلاق وعلى جانب كبير من الالتزام ,,,,


كانت تربطنا في كل درس في الأحياء بالله سبحانه وتعالى ..


إن شرحت لنا عن جسد الإنسان ووظائفه تعقب قوله تعالى ( يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم الذي خلقك فسواك فعدلك في أي صورة ما شاء ركبك ) سورة الانفطار...








وهكذا في كل درس ندرسه لا يفوتها إن تربطنا بالله .. وتعمق الأيمان في قلوبنا !





كانت نشيطة جداً في المجال الدعوي فلها محاضراتها وندواتها في مدرستنا


بدأت بعقائدنا الإيمانية ثم انتهت إلى مظاهرنا الخارجية من التبرج والسفور وفعل المحرمات في أجسادنا,,,





وفي الحقيقة كان لها من الأثر الشئ الكثير ..


أحببنها الطالبات والمعلمات حباً لله وفي الله ....


وقد نالت منا أنا وصويحباتي الكثير من الاستهزاء والسخرية


وكنا نناديها با الشيخة !!!


وقد صبرت على مضايقاتنا وقابلتها بالابتسام دوماً .. في وجوهنا بل إن تغيبت إحدانا أو حصل لها ظرف طارئ تفقدتها وسألت عنها وكأن هناك أموراً لم تحدث ,,


وفي إحدى ندواتها أحضرت سلة مليئة بالحلوى ووضعت بينهن واحد مكشوفة ووزعتها بيننا نحن الطالبات حتى نفدت الحلوى وبقيت المكشوفة


وكان تصرفا ذكيا منها إذ قالت : أرأيتن يا أخواتي كيف هي المتبرجة .. السافرة ... إنها كمثل هذه الحلوى المكشوفة لا يلتفت إليها احد بينما المتحجبة كل يرغب بها ,,,





وكان لهذا الموقف دوياً في نفسي .. ومن بعدها ذهبت إليها شاكرة و معتذرة عما بدر مني ومعلنه لها بصدق التزامي بالحجاب الشرعي ,,,,


كانت لطالبتها بمثابة قدوة لهن فالحجاب الكامل واللبس المحتشم والأخلاق العالية والتفاني في خدمة الغير ...


ولم تكتفي بذلك بل اختارت من الطالبات من ترى فيهن الخير الكثير ليلقين ندوات متفرقة في أيام محددة في الشهر ....


ما أعجبني حقاً أنها بدأت بالمديرة والإداريات ثم بالمعلمات فنصحت من ترى منهن على منكر بأسلوب جميل ومؤثر ليس فيه تجريح أو إهانه


ثم عرجت على الطالبات وكان لها أثراً أيما أثر ,,,


ربما صدقت الله فصدقها الله ,,


كنت سابقاً على حياة من تهاون بالصلاة وبالحجاب إلى انغماس في المنكرات ,,


والآن تبدل كل شئ وتغير ولست أنا فقط بل هناك طالبات كن كمثل حالي فتغيرن .. إلى الأفضل ..








وما أدهشني حقاً تلك الطالبة التي سلكت طريق الالتزام وبعد أسبوع اختارها الله لجوار ه !!





والآن على الرغم من مضي تخرجي من المرحلة الثانوية ثلاث سنوات


إلا أنني مازلت متمسكة بذلك الطريق الذي اخترته ..


طريق الجنان ..


وكم صحبت معلمتي فاطمة دعواتي لها ...


ومازالت خير قدوة لطالبات تلك المدرسة





ونما إلي أنها بنت مسجدا هي وطالبات ومعلمات المدرسة في دولة إسلامية فقيرة ....








ولو وجُدت القدوات الحسنة لكان تأثيرها عظيم وخيرها عميم ...لكن مجتمعنا يشتكي من غياب أدوار هذه القدوات ,,,

قلب راض
29-09-2012, 09:44 PM
ويبقى للمعلم أثر لا يستهان به على من يتتلمذ على يده...

الله يكثّر من أمثال بطلة القصة

ويجازيك خير الجزاء