المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصة للتائبات >>>>> وعادت مريم



الدمعة الحزينة*
25-10-2008, 12:09 AM
وعادت مريم







في هدأة الليل .. وغسق الدجى ...



ونور السحر قد أضاء الكون ,,



حبيب الطائعين ومتنفس المذنبين التائبين ..



حيث الكل نيام ..



افترشت سجادتها والسكينة تعمر قلبها



إنها تعيش في روحانية لطالما فقدتها ..



وسعادة وطمأنينة ..



قلبت كيانها ..



من يصدق أن هذه هي ذاتها مريم ..



استفاقت بعد وقت طويل في المعاصي



ولجج الآثام



قادها المركب إلى شاطئ لا مرسى له ,,,



غير العذاب والضياع ...



عشرون سنة أمضتها بعيده عن الله كل البعد ,,,



كان لها مطلق الحرية في كل شئ ..



حظيت عند والديها فًدللت أيما تدليل ...



بحكم أنها وحيدتهم ,,



أخطأتهم الثقة العمياء والجهل ,,



فلم تكن لثقتهم أهلا ,,



ولا لودهم راعيه ,,,,



انقضت طفولتها كأي طفولة بريئة ..



ممتعه ’’



ثم دخلت على أعتاب المراهقة وبعدها بزمن



انقلبت لتصبح فتاة أخرى



نعم هي أنثى ,,, بكل كيانها ... بكل ما فيها



لكنها ما رعت أنوثتها ...



حجاب مبتذل ,,وسفور متهتك ,,



رائحة عطرها تملأ المكان ,,,



وقبل ذلك تهاون بالصلاة ,,, لدرجة قد تمر عليها فروض لا تصليها !!



كم من مرة أغرت شاباً بسفورها ,,



كم عين نظرت إليها فباءت بإثمها ,,,.



شعارها في الحياة ( إنما خُلقنا لنستمتع )



لكنها رغم ذلك تًحِس بشعور خانق يخنقها ... دوماً ..



ملل ,, ضجر ,, لم تعد تستمع بشئ ,,



نقصاً تشعر به لا تدري ما كنهه !!



تتساءل قد توفر لي كل ما أريده ..



فلم ذلك ؟!!



قالت لها صديقتها حنين بعدما شكت لها هذا الشعور



( ربما لأنكِ لم تجربي الحب .. جربيه .. عيشي دقائقه وانعمي بالأنس .. مع من يحبكِ )



ووقعت في الحب الأعمى هي حقاً كانت وقتها تشعر بسعادة حينما يغمرها ذالك الذئب البشري بوابل من كلمات الغزل والثناء ...



لكن مازال الملل يبعثرها .. فتنزوي باكيه .. حتى أنها تمنت الموت ..فلا حياة طيبة ولا أنُسا ..



ضاق حال والديها لحالها .. فليس يسرهما أن يريا ابنتهما قد مالت في طريقها .. ودب الخوف في قلبيهما ..



وكلمات ناصحة لها بين الحينٍِِ والآخر .. فتصم آذانها عن سمعاهما .. فتصطحبها دعواتٍ ضارعة أن يحفظ الله فلذة كبدهما ... ويهديها لهداه ,,



حتى أتي ذلك اليوم المقدر .. حيث كان لها مع الهداية موعداً ..



تخرجت من دراستها لتصبح ممرضة في أحدى المستشفيات ..



.



اعتادت على منظر الدماء والكسور والجراح بحكمٍ طبيعة عملها في أقسام الحوادث ..



.



.



وفي تلك الليلة التي لم تغب عن بالها ..



تابعت هي وفريقها الطبي تلك الحالة ..



فتاة في مقتبل العمر .. في ريعان الصبا ..



أًَصيبت هي وأخوها في حادث مروري ..



دهشت مريم حينما رأت الفتاة المصابة ..



لم يظهر منها شئ لكمال سترها ..



هالة نور تشع من وجهها ..



تنظر إليهم مبتسمة رغم أنينها ..



وتتكلم بصوتٍ ضعيف .. رويدكم ليس بيدكم من الأمر شئ .. قد قضى الله أمره ..



وبعد صمتٍ قصير ..



نطقت ..



اللهم انك تعلم إني اشتقت إلى لقاءك .. فلا تحرمني لذة النظر إلى وجهك الكريم ..



ذهول أحاط الطاقم الطبي ودموع تجمعت في محاجرهم ..



وحينما أراد الطبيب أن ينظر لحالتها ... رفضت إلا أن يغطوا وجهها ..



وبعد لحظات ..



أنصتوا لحديثها .. فإذا هي تقول (( من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيب ولنجزينهم أجرهم بأحسنٍ ما كانوا يعملون ))



..



ثم.. تشهدت وفاضت روحها لباريها ..



مشهد مبكي ...



ذرفت دموعهم ,,,



أما مريم فكان لها شأن آخر ..



فقد بكت كما لم تبكي من قبل ..



وعجبت أي همة هذه وأي علو ..



تردد صدى الآية الكريمة في قلبها ..



ووقع موقعاً عظيماَ ..



واهاً .. أين أنا من هذه الآية .. الحياة الطيبة في ذلك الدرب المضئ ..



أصرت على أن تقابل أهل الفتاة ..



لكي تعرف ما الذي كانت هذه الفتاة تفعله في حياتها ..



وكانت الإجابة .. بأنها مصلية .. متمسكة بحاجبها .. ذاكرة لله ..



لم تلهها الملهيات رغم شبابها ..



وحداثة سنها ..



وبعد هذا الموقف ..



عزمت مريم على التوبة إلى الله من أدران الذنوب وأوحال الخطيئة ..



نبذت كل ماضيها خلف ظهرها ..



وافتتحت صفحة جديدة ..



في سجل حياتها ...



فكانت للخير مشعلاً ..



سعادة وطمأنينة تغمرها ..



وصفاء نفسي ..



هي ينفسها تتعجب كثيرا من حالها وتغيرها .. وربما كان موت تلك الفتاة وخاتمتها الحسنة .. سببا في يقظتها بعد نوم طويل ..



لم تستطع إن تكمل دوامها في ذلك اليوم طلبت الآذن



صلت بين يدي الله بقلب .. تائب منيب ..



كم من الحسرات أطلقتها والد موع سكبتها ..



وهي تقرأ ((من عمل صالحا من ذكر وأنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون))

قلب راض
29-09-2012, 09:29 PM
قصة مؤثّرة وواعظة

جزاك الله خير على الطرح الهادف