المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عصابة شريفة



شجون حائرة
14-08-2008, 07:58 PM
عصابة شريفة

كان الفجر قد بدأ يتسلل على الكون بنوره الوهاج على الناس ليحثهم على العمل الدوؤب لكسب الرزق الحلال بكد الجبين ، خرج طلاب العلم يجدون السير في طلب العلم لاتخاذه سلاح فعال ينصرهم في معركتهم مع الحياة ويساعدهم على تخطئ العقبات و، وتجاوز الحواجز في دروب المستقبل الغامضة التي لا يعرفهم إلا الله ما تخبئه من أقدار . وغير هؤلاء الكادحون الجادون خرج مجموعة من الشباب الطائش يبحثون عن فريسة يتمتعون بها ساعات يومهم ويطفون فيها شهواتهم الشيطانية ولذاتهم العفنة.
وراحوا يتفسحون في طريق خالي كثير ما رآوا بعض الفتيات يقطعنه في طريقهن إلى معهد للمعلمات ليتخرجن بعد ذلك فيحملن الرسالة ويبلغن الأمانة ويعلمن الأجيال ويثقفن النشء ويهذبن نفوسم ويغرس في قلوبهم محبة دينهم ووطنهم ويعلمنهم كيف يجتازون الصعاب دون عون من أحد بل بالعزيمة والمثابرة والصدق والارادة والشجاعة تربط كل هذه الصفات الحميدة في قلوبهم عقيدة ثابتة وإيمانا صادق وعزيمة لا تلين وبذلك تسود المحبة وتعم الفضيلة ... لكن هؤلاء الشباب الضالون لم يفكروا في كل هذه المبادئ العظيمة والقيم الفاضلة وظلوا ينتظرون فريستهم وكلهم شوق إلى أن تكون جميلة حتى لا يملون منها .. وكأن القدر كان متفق معهم ويساهم في خطتهم القذرة بقدر كبير من المساعدة ولكنه على كل حال ليس القدر الذي تهيئه الملاكة بل الشياطين . فقد أقبلت من طرف الشارع الهادي فتاة رائعة الحسن بديعة الجمال لبساها تزينه الحشمة والوقار ،، تسير في جد وثقة ساعية إلى معهدها حيث تتم سنتها الأخيرة فيه لتتخرج بعد ذلك معلمة تربي الجيل الجديد وتكون أما صالحة لرجال الغد . أعترض الأشرار طريقها كذئاب جائعة وجدت حملا وديعا رأت فيه خير طعام ليومها ، لكن الفتاة لم تأبه لهم وأنطلقت جوارحها في دعاء مستمر لله سبحانه وتعالى ليحميها ويحفظها ويقيها شر هؤلاء المفترسين ، وأسرعت خطاها ، فأسرع الوحوش إليها ووضع أحدهم يده على كتفها وقال بصوت أجش يكمل ما في شكله من قبح ورذيلة : على مهلك أيتها الحسناء الفاتنة إلى أين تسرعين هكذا ، ألا تودين أن تقضي يومك هذا في أحضان دافئة فتنعمين بيوم رائع ..
نظرت إليه الفتاة نظرة امتزج فيه الغضب بالاحتقار وأزاحت يده عن كتفها بخشونة وقالت : ابعد يدك القذرة عني حتى لا تدنس طهارة الابرياء بقذارة الشياطين . فضحك ضحكة مجلجة وقال بسخرية : ياللبرأة أتظنين بأنك ستخدعينني بإدعائك البراءة فندعك تذهبين في حال سبيلك ، هيا فليس وقت نضيعه فزجاجات الشمبانيا قد ثلجت بما فيه الكفاية أرأيت أننا على مستوى راقي حتى أن خمرنا من أرقى الأنواع وأجودها فهيا تمنعي معنا وبعد ذلك نعيدك بعد تزويدك ببعض الهدايا القيمة حتى تتذكري جمال حياتنا فتعودي إلينا بملء إراداتك .. صرخت الفتاة وقح اشرار قبح الله هذا الصباح الذي رايتكم فيه ، وحاولت أن تنسل من بينهم فأعترضوها . رفعت حقيبة كتبها في غضب وضربت أحدهم ضربة قوية ترنح على أثرها حتى أنغرست في وجهه بعض أشواك التين الشوكي الذي يحد الشارع من الجانبين فغضب غضبا شديدا وأمر أصحابه أن يقبضوا عليها ودافعت المسكينة عن نفسها دفاعا مستميتا بقدميها ويديها وصرخت تطلب النجدة من الناس لكن ليس يوجد أحد يسمع استغاثتها فاشارع خال تماما من المارة كتفوها وكممو فاها وألقوا بها في سيارة بيجو خيمة من الخلف وجلي بجوارها ستة وأقفلوا الخيمة وركب الأثنان من الأمام حيث تولى أحدهما قيادة السيارة وأنطلقوا بفريستهم إلى البيت الذي اتخذوه وكرا للفساد .أدخلوا ضحيتهم ورموها في صالة واسعة حلوا وثاقها وأحضر أحدهم زجاجات الخمر وراح يسكبها في الاكواب وقال كوكو ، فوفو ، جامبو ، شعبة دوركم في الليل أخرجوا الأن ودعونا نحن الأربعة خرج الأربعة الذين ناداهم بأسماء الدلع .. وأقترب أحدهم من الفتاة وقدم لها كوب خمر أمسكت بالكوب وقذفته به على وجهه فتناثر الخمر عليه وقالت بحزم : أقسم أنكم لن تلمسوا شعرة من بدني ماداما في قلبي نبض وفي روحي نفس ابتعدوا عني خيرا لكم لأنني لن أرضى أن يلمسني أحدكم بإصبعه وأفضل أن أموت ألف مرة أن أموت طاهرة شريفة على أن أرضخ لأهوا شياطينكم الملعونة . رد أحدهم إنك تزدادين جمالا في ثورانك ولا صبر لي على أن أنتظر أكثر ،،، وتقدم الوحوش منها وهي تتقهقهر إلى الوراء مهددة تارة ومتوسلة أخرى ووقعت على الأرض عدة مرات ثم وقفت وأسندت ظهرها إلى الحائط وهي تلهث وكانت تتطلع حولها بخوف ورعب وهم ينظرون لها مستتمعين بخوفها وفجأة وقعت عيناها على سكين مطوي موضوع فوق رف بقربها فألتفتت إليه وأخذته بسرعة وفتحته كان حاد النصل لمع نصله عندما أنكسرت عليه أنوار المصابيح التي تضئ الصالة المغلقة النواقذ والستائر وكأنها عثرت على كنز ثمين فقالت بصوت مضطرب لكن فيه تصميم : لو أقترب أحدكم مني فسأقتله .. ولكنهم ضحكوا منها ومن حماقتها وكأنهم يشاهدون فليما مسليا وقال أحدهم يبدو انه زعيمهم وانه أشدهم شراسة ووحشية والجميع يأتمرون بإمره : ألقيالخنجر من يدك فلن يفيدك في شئ يا شاطرة فلقد انتهى وقت اللعب ولكنها قالت لا لن ألقيه حتى أمزق كل من يقترب مني شر ممزق ، فأخرج الزعيم مسدسا وقال والأن ما رائك لا أظنك تفضلين أن أزيل أحد عينيك أو أشوه جمالك على قضاء وقت ممتع معنا فصرخت الفتاة أقتلني اقتلع عيني أرجوك فهذا اهون مما ستفعلونه بي ثم لان صوتها وظلت تستعطفه : أرجوك يا أخي أليس عندك أخوات أفرض أنني أختك فهل ترضى بأن يحصل لها ما يحصل لي أتوسل غليك اتركون اذهب ولن أخبر أحد بما حدث .. فصرخ بها : ليس عندي أخوات ولن تسدري عطفي بتوسلاتك ، فرردت أرجوكم ألا تخافون الله ألا تخشون عقابه في يوم لن ينفعكم فيه أحد ولن ينجيكم من عقابه أحد ، فضحك الزعيم : لقد أرتكبنا من الجرائم الكثير ولن يضيرنا أن نرتكب المزيد فلقد أقفلنا باب التوبة هيا لا تغضبيني أكثر فألتصقت أكثر بالجدار حسنا لم تتركوا لي خيار سامجني يارب وأغفر لي ووجهت الخنجر إلى صدرها وطعنت نفسها طعنة قوية أمام ذهول ودهشة الجميع وبكل ما تبقى لها من قوة أستلت الخنجر من بين ضلوعها والدماء تتدفق من صدرها بقوة والقت به إليهم وهي تقول خذوه خذوه لتبقى الدماء العالقة به رمزا على خستكم ونذالتكم خذوه لعلى دمائي تكون سببا في توبتكم وعودتكم لجادة الصواب فاستريح في قبري لقد كان العرب يغيثون الملهوف وينجدون المستغيث ويحمون الشرف والعرض كما حدث حين استغاثت المرأة العربية المسلمة بالمعتصم بالله ومعتصماه فسمع نداءها وأجاب استغاثتها و أنقذها ممن حاول تدنيس شرفها ولكن للأسف هل من معتصم جديد يجيب النداء العرب كانوا يدفعون حياتهم للدفاع عن العرض والشرف واليوم اليهود في فلسطين يغتصبون نسائها ويلوتون أعراضهم فمن ينقذهن . أنا فتاة مسلمة طاهرة أسير في كل خطوة معتمدة على إيماني بالله وحرصي على نيل رضاه حبيبي محمد صلى الله عليه وسلم ومنهاجي القرأن الكريم وسنة نبينا الكريم فهل أسمح لكم بتلويثي لا وألف لا أعرف أن الله سبحانه وتعالى حرم قتل النفس ولكن رحمته أوسع من كل شئ ولابدا أنه سيغفر لي... وبأت قواها تخور وصوتها يرتجف وهي تردد أرجوكم عودوا إلى الله فباب التوبة لا يقفل إلا بقيام الساعة عودوا إليه قبل فوات الأوان ، ثقل جفناها وخارات قواها فسقطت على الأرض وهي تتمتم : الحمدلله الذي قواني حتى حافظت على شرفي وتمسكت بفضيلتي أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمد رسول الله ،، ثم أسلمت روحها الطاهرة النقية إلى الملائكة ليأخذوها إلى حيث عالم البرأة والطهارة عالم المحبة والصدق والايمان وتجمدت دمائها الزكية والاربعة واقفوان مذهولون وقد لحق بهم اصحابهم الأخرون فشاهدوا ما حدث وسمعوا ما قالت ،، فوقفوا جميعهم في خشوع وإجلال وكأنهم إما جثمان ملاك طاهر من ملائكة السماء أو قديس من قديسون الأرض . ولدهشة الجميع ركع زعيمهم على ركبتيه وظل للحظات ليست بالقصيرة جاثيا أمام جثمانها الطاهر وكأنه في صلاة خاشعة لله عزوجل ثم نهض فكسر كل زجاجات الخمر وامسك السكين وقال أقسم بهذه الدماء الطاهرة التي عليك بأنني نذرت نفسي للدفاع عن الشرف والفضيلة ولن أعود إلى السرقة وسلب عفاف الفتيات ماحييت ثم أنفجر باكيا فصرخ الجميع في نفس واحدة إننا تائبون معك على مقربة من هذا الجثمان الطاهر وندعو الله أن يتقبل توبتنا ويغفر لنا ما قد سبق ، فقال الزعيم بعد أن هدأ قليلا هيا نغتسل ونتوضأ لنصلي على هذا الجثمان الطاهر ثم نحفر لها قبرا وندفنها بثيابها تكريما لها لأنها في منزلة الشهداء ، ونجعل من قبرها مأونا المقدس الذي نلجأ إليه كلما أخطأنا ليعننا الله ويهدينا للصلاح سيكون قبرها رمزا للسلام والأمن أنها لجديرة بأن تكون ولية من أولياء الله الصالحين وأغتسل الجميع بنية التوبة وتضأواثم صلوا بخشوع لله عز وجل راجيين منه أن يهديهم إلى خير السبيل ويغفرلهم ثم صلوا على جثمانها صلاة الجنازة ثم صساروا بخشوع في موكب جنائزي ووراوا جثمانها التراب وكتبوا على ثم بنوا القبر وكتبوا عليه هنا ترقد فتاة طاهرة قتلت نفسها لتبقى شريفة طاهرة وتمسكت لآخر لحظة في حياتها بأذيال الشرف والفضيلة هنا فتاة صالحة فمن يمر بهذا القبر أرجو أن يقرا عليه الفاتحة ويدعو لها بالرحمة والغفران ، ثم عادوا إلى مقرهم وقال زعيهم سننسى أسماء الدلع وسنكون من اليوم يدا واحدة لندافع عن الشرف والفضيلة ونتربص بكل من يحاول تدنيسهما وأرجوا من الله أن يوفقنا ويغفرلنا ما قد سلف من جرائم سوف نكون دعاة للخير والصلاح ... وهكذا انتهت هذه القصة التي أرجو أن تنال إعجابكم وتقديركم وفقنا الله جميعا لما فيه خير أمتنا وصلاحها

لؤلؤة2005
30-09-2012, 08:32 AM
بارك الله فيك .

بنت منصور
18-10-2012, 01:28 PM
جزاك الله خير

بنوتة مزيزنة
02-11-2012, 01:35 PM
جزاك الله خير
أختي الحبيبة قصتك واضح المقصد الطيب منها
ولكنها بها مخالفات شرعية واضحة . مثل قتل النفس وجعل القبر مأوى مقدس
فياليت تنقحيها لتكون أكثر توافقا مع شرعنا القويم
بارك الله فيك ونفع بك