المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لم يعد صوتها يطربني !!!



أحلى من السكر
02-08-2008, 11:39 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
- لم يعد صوتها يطربني !! –
اعتاد سالم أن يجوب أرجاء منزله على كرسيه المتحرك ذو العجلات , لم يعد يشعر بذلك الضيق الشديد الذي كان يجثم على صدره حين اضطر إلى استخدام هذا الكرسي لأول مرة منذ أربع سنوات بعد أن من الله عليه و على والده بالنجاة من حادث سير فظيع انتهى بإصابة و والده بكسور في ساقيه
و إصابة الطفل سالم بكسر خطير في العمود الفقري أدى إلى إصابته بالشلل و قد أصبح الكرسي ذو العجلات علامة مميزة له و بات يتقن مهارة استخدامه أثناء اللعب مع أقرانه و أخوانة و أبناء عمه و في هذا اليوم بالذات استيقظ سالم نشيطا على أصوات هرج و مرج تنبعث من ساحة المنزل اطل برأسه من النافذة فرأى أخوانة علي و عبد الله و محمد مع أبناء عمهم حمد و راشد متأهبون للذهاب إلى المدرسة لاستلام (الشهادة)نعم هي الشهادة التي تحمل نتيجة العام الدراسي ها هم ينادونه : هيا يا سالم لقد تأخرنا ..!
-أجاب سالم و هو يرقبهم من النافذة
-اذهبوا من دوني .. و احضروا شهادتي معكم فانا سأبقى هنا بانتظاركم ..
و ابتسم ابتسامة هادئة و تمتم في سره :هناك مفاجأة كبيرة بانتظاركم !!

انطلق سائق السيارة مع الأطفال إلى المدرسة . توجه سالم نحو خزانة الملابس فاخرج منها كيسا صغيرا اصفر اللون فيه كرات صغيرة ملونة و أعواد ملونة تشبه أعواد الكبريت الصغيرة لها خيط قصير يتدلى من احد أطرافها .إنها مفرقعات من النوع الذي يعبث به الأطفال أيام العيد و المناسبات و يسمونه (باللهجة العامية الإماراتية (شلق)) كيس المفرقعات هذا كان قد أخفاه عن والديه بعد أن استخدم منه قطعة واحدة فقط يوم العيد .يومها نهره والده و عنفته أمه فلم يجرؤ على استخدام الباقي ..
طرقات خفيفة على الباب جعلته يخفي الكيس و راء ظهره ..
- سالم .. سالم هيا لتناول الفطور الحليب جاهز و الخبز الذي تفضله ..
- حاضر يا أمي أنا قادم شكرا لك أمي ..
تأكد من أن الكيس و راء ظهره أدار عجلات كرسيه و انطلق نحو المطبخ .. اجو حار جدا و لكن رائحة الخبز شهيه سآخذ قطعة خبز و كوب الحليب و انتظر في ساحة المنزل عودة الأحبة .
أخذ جرعة من كاس الحليب .. آه انه ساخن سأنتظر يبرد قليلا مد يده إلى الكيس الذي أخفاه و راء ظهره ساعد القطع و اقسمها بالتساوي و لنلعب جميعا بها فانا أحب صوت المفرقعات هكذا قال في سره :واحدة .. اثنان ثلاثة .. تدحرجت الرابعة و تلتها الأخريات انحنى ليلتقطها من الأرض و لكن إحدى الكرات جاءت بجانب (التنور)..صوت مرتفع :بوم طق بوف بوم ,
السنة لهب المشهد مخيف صوت المفرقعات بتتابع ما هذا ... صراخ صوت ارتطام كرسيه بالباب سالم .... أمي !!! المشهد لا يحتاج إلى تفسير حريق ... النجدة ... باسم الله ...... يا لطيف .... صوت أمه و صوت الخادمة ... لم يعد يميز شيء... بضع ثوان كونت هذا المشهد الفظيع .. دوت صفارات الإنذار في مركز الإطفاء في المدينة و مكبرات الصوت تردد : الفريق الأول التوجه نحو منطقة الإنذار العنوان (.............) .
رجال الإطفاء بملابسهم الصفراء و خذهم اللامعة يسرعون إلى سياراتهم .. و قائد الفريق الضابط (سالم) يتقدم الركب ..
و يقدم خدماته بهمة و نشاط .. خراطيم المياه توجه إلى منطقة الحريق .. يخلى المنزل من السكان .. تقطع أسلاك الكهرباء عن المنزل و الرجال يحاصرون النار و يسيطرون عليها .
سيارة الإسعاف تنقل بعض الأشخاص .. و سيارة أخرى .. لم تتضح الرؤية بعد .. ما الذي جرى ؟ أين المصابون ؟!
فتح سالم عينيه : أين أنا .. سرير ابيض و وجوه غريبة لا ليست غريبة هذا هو أبي بلا شك ..!!
- ما .. ما ماذا حصل .... يا أبي ..!!!!
- أمي ... أين ؟ أين أمي ...؟!
- بسيطة يا بني الحمد لله مرت الأمور بسلام خسائرنا مادية فقط .. الحمد لله الحمد لله الحمد لله .أمك بخير .. تعاني من بعض الحروق الخفيفة في يديها ... حاول أن يتحرك .. ألم ما هذا يداي ملفوفتان بالشاش و القطن ..!!
- أشكرك يا أبي لقد أنقذتني ..
- لا تشكرني يا بني فمن يستحق الشكر رجل الإطفاء هذا الذي هو بجانبك الآن الضابط الذي خاطر بنفسه مع فريقه لإنقاذكم فانا لم أكن موجودا في المنزل ..
رجل يستلقي على السرير المجاور يداه ملفوفتان بالشاش أيضا تبدو على وجهه آثار تعب و ألم و لكن ابتسامته المشرقة شجعت سالم على الكلام .
-شكرا لك يا عمي .. أشكرك من كل قلبي ..!
-لا شكر على واجب يا (.......), ما اسمك ؟؟
-أنا سالم .
- و أنا الضابط سالم ....!!!!!!!
ضحك الموجودون جميعا هذا سالم و هذا سالم !!!!!!!!
فقال الأب : سبحان الله ... بطلان .... و سالمان ...!!! فقهقه الجميع .
و في هذه اللحظة دخل أخوة سالم و أبناء عمه يحملون بيدهم شهادة سالم و أقبلوا عليه بكل الحب و الإشفاق على ما أصابه ..
- هذه شهادتك يا سالم ... لقد كنت الأول في صفك .. و أحببنا أن تكون هذه أجمل مفاجأة نقدمها لك .
- رد سالم بصوت ضعيف : أنا آسف ... آسف جدا أردت أن أهيئ لكم مفاجأة جميلة و لكني لم أدرك خطورتها ... صدقوني لم يعد صوتها يطربني و أعاهدكم جميعا أمام الله أبي .. أمي ز رجال الإطفاء و الأطباء .. كلكم على أني لن اعبث بها مرة أخرى .. بل لن اقترب منها أبدا .

لؤلؤة2005
30-09-2012, 08:41 AM
بارك الله فيك