المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصص المتزوجات : سنين من دقائق و دقات



miss ghada
24-10-2008, 08:25 PM
سنين من دقائق و دقات






للمرة السادسة بنهار هذا اليوم المنتظر تقفز من مقعدها، و يقفز قلبها ليسبقها لتفتح الباب الذي لم يطرق....جرت إلى الباب خلف قلبها الحائر تريد أن تلحق به حتى ترد إليها روحها إذا وجدت في لقاءه ما تتمناه.
و للمرة السادسة و العشرين تمتد يديها السمراء لتداعب شعرها المسدل على كتفيها في غير كلفة، ليظهر بسواده الكالح وجهها الخمري و كأنه قمر كامل. و بينما تتحسس أصابعها الرقيقة خصلات شعرها، تحوم روحها و تسبح بخيالها.....تسمع دقات قلبها المسرعة تجري وراء أمل اللقاء بعد الغياب.... تعلو دقات القلب في دنيا الأشواق..... و تصحو عليها و كأنها طرق الباب..... تقفز و يقفز قلبها كالعادة.... لكنها سرعان ما تتدارك ذاتها، و لا تبرح مكانها، و لا تغادر مقعدها الوثير الذي لا تحتل منه إلا أقل من نصفه.
يعلو الصوت بداخلها "تك ... تك... تك...تك"، تشك بأن الباب يطرق فعلا، تبرح مقعدها الذين عشقها إلى شيء أكبر من كل الأشياء من حولها، تقترب من الباب في شك حتى تسمع نقراته، ترى و جهه و تتخيله في أقل من الثانية. وفي أقل من الثانية أيضا يتحول وجهها من قمر كامل إلى شمس أصيل... حينما تتصافح عيناهما، و تتلاقى دموع الأشواق في محيط واحد.
يقفز من فوق الأرض و يحملها، يدور و تدور معه الدنيا و الذكريات، يتذكر مر الغربة المشئوم و كل ما لاقاه من صعوبات، و يتذكر أول لقاء لهما، و يوم زفافهما. و يتذكر فجأة أنهما لازالا بالباب، وأنه لازال يدور و يحملها في أعماق قلبه قبل كل شيء ينسى كل ما يعرف من كلمات، و ينسى الحروف و العبارات، لكن عيناه تتكلم تبكي في شوق يحرق كل الكلمات و الحروف و العبارات.
تتساقط دموعه كي تطفئ هذي النار فتشعلها هي بدموعها الغزيرة، تطير شعراتها على وجهه، فتنطقه:"حقا افتقدتك حبيبتي" أما هي فتحولت كل مسام جسدها إلى آذان تصغي إلى ما حرك به شفتاه، إنها حقيقة، كثيرا ما سمعت صوته و هي جالسة وحدها يطلب منها شيئا، و عندما تذهب لتفعله فورا كعادتها، تلتفت فلا تجد مصدرا للصوت، و حينها فقط تتذكر أن بينهما كم هائل من اليابسة أسموه قارات، و كم آخر من الماء أسموه محيطات، و تتذكر أنه يوما سيعود لينير عشه الهادئ الصامت في انتظاره.

تذكرا أنهما لازالا بالباب دخلا، و تذكرا يوم لمست أقدامهما أرض هذا المكان لأول مرة، و تمنيا أن يعمرا عمرا آخر يعيشاه بطريقة مختلفة لا يفصلهما شيء إلا الموت.

قلب راض
30-09-2012, 03:51 PM
ما شاء الله عليك

قدرة عالية على التحليق بالخيال

حتى صرنا كأننا نرى الأحداث

مشكورة وتمنيتي لك بالتوفيق