المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ويتبدد السحاب



امة الاسلام
23-10-2008, 10:51 AM
ويتبدد السحاب


الجو مغيم والسماء تبدو متجهمة ذكرها هذا اليوم بوفاة والدتها التي كانت تملا حياتهم هي وإخوتها مجد وفهد وأختها وعد وغمرتهم بحبها وعطفها حتى لا يشعروا باليتم لكنها رحلت هي الأخرى تاركة وراءها آلام زارعة فيهم آمال بعيدة المدى تنهدت جهاد وتحرك في قلبها حنين لإخوتها مند مدة لم ترهم أخويها سافرا لإكمال دراستهما في الخارج ونيل شهادة الدكتوراه أما شقيقتها تقطن في أقصى جنوب البلاد مع زوجها الدى يعمل هناك .
قطع تفكيرها صوت زوجها وولديها ياسر ومعاذقد عادوا من عند جدتهم اى حماتها سلموا عليها بتثاقل وبدأياسر يتأفف ويسخط دون أدنى احترام لوالدته يبدو إن الشحنة هده المرة كانت ثقيلة ....لم تستطع جهاد السيطرة على أعصابها كالسابق ولم تتحمل شحن ولديها ضدها باستمرار طلبت من زوجها كالعادة أن يضع حدا لما يجرى من تحت رأس أمه ألم يكفها شحن ابنها ....حتى البراءة حولتها إلى بغض دفين بلا سبب ...لكن ككل مرة تختتم الجلسة بشجار وبعده مباشرة شعرت جهاد بضيق في نفسها فقدت بعده وعيها وانهارت المسكينة .....نقلها زوجها إلى المستشفى وطبعا اتصل بأمه واخبرها بكل ما جرى لايخفى عليها شيء صغيرا كان أم كبيرا .وبعد أن أفاقت المغبونة من غيبوبتها أشارت لزوجها أن يتصل بشقيقتها فهي بأمس الحاجة لمن يطفئ النار المتأججة في صدرها .........وبينما هم بالاتصال حتى رن هاتفه واذا
بأمه تدعوه أن يأتيها بسرعة مدعية المرض وتخشى أن تموت قبل أن تراه فهو الذكر الوحيد الدى أنجبت وهده الاسطوانة تستعملها دائما عند الحاجة المهم الاتتمتع به زوجته لأنها لم تختارها ولم تقبل بها ومصرة على هدا حتى بعد إنجاب الولدين اللذان تدعى أنها تحبهما .
اعتذر الزوج مرتبكا وخرج مسرعا غير مبال بهاا وبمشاعرها وبقت في سرير المرض تتصارع والقرار الدى أصبح اتخاذه شيء محتم خاصة بعد دخولها المستشفى . اتصلت بشقيقتها بهاتفها النقال وتوسلت إليها القدوم فالأمر لايحتمل الانتظار
وفى الغد وصلت أختها وجاءتها مباشرة للمستشفى فوجدتها وحيدة ممددة على سرير المستشفى كغريق في بحر السراب ....احتضنتها باكية وكأنها لمست معاناتها شعرت جهاد بحضن أختها الدافئ وتذكرت والدتها والحنان الدى افتقدته مند وفاتها وزوجها الدى ضنته نهر يتدفق حبا وحنانا قبل الزواج وانه سيعوضها ما افتقدته لكن ضعف شخصيته أمام والدته وكل المحيطين به جعل من الحياة معه مستحيلة ولم تنعم ولو بلمسة واحدة من الحنان فوالدته تسيطر على حياته وقراراته وحتى ولديها صارا كالخاتم في إصبعها يطبقان تعليماتها بحذافيرها لتنغيص حياتها وهدا ما اطفح الكيل وزاد من الطين بله ومحى كل أمل في استمرار العيش بهده الطريقة .استادنت وعد من الطبيب اصطحاب شقيقتها فوافق لكنه حذرها من اى قلق أو توتر .ذهبتا إلى البيت العائلي الدى لازال كما هو عليه عانقت عيونهما كل أركان البيت سابحتين مع ذكريات الطفولة ولم الشمل ومرت تلك الليلة وكأنه حلم جميل .وفى الصباح ألحت جهاد على أختها أن تاخدها معها للجنوب لترتاح أعصابها وتاخد القرار الصائب الدى لا تندم عليه يوما ما .
مرت أيام على سفر جهاد وزوجها لم تطاوعه نفسه أن يسأل عن صحتها ولو بالهاتف فأمه منعته من الاتصال بها متحججة بأنها مثلما غادرت تعود بإرادتها وكعادته وبلا نقاش طبق التعليمات مسلما ومكتفا مما وسع الفجوة أكثر وزاد إصرار ها على الانفصال وان كان ابغض الحلال فلم يتردد ولا لحظة ولبى بصمت معتاد .
بدأت جهاد حياتها الجديدة في الجنوب الجزائري حيث تختلف طبيعة الحياة ونوعية البشر ومكثت شهرين في بيت أختها إلى أن وجدت عملا محترما يليق بشهادتها المعتبرة وراتبا وفيرا مكنها من كراء منزلا ليس بعيد عن شقيقتها رغم رفض هده الأخيرة ه التي حذرتها من كلام الناس فسكان الجنوب يختلفون عن الشمال فهم محافظين ويرفضون عيش امرأة بمفردها وخاصة المطلقة لكن جهاد وقد تحملت 5سنوات دلا وتألما لم تأبه لأحد وعاشت حياتها مقفلة أدنيها متمسكة بربها أكثر من اى وقت مضى وفرضت احترامها على الجميع لأخلاقها الفاضلة وسيرتها الطيبة ..
مرت الأيام ......جاء اليوم الدى لم تكن تتوقعه حين بعث إليها زميلها في العمل خالته لتخطبها له اندهشت كل الدهشة فهو شاب وسيم تتمناه اى فتاة واصغر منها سنا دو منصب مرموق ...قطعت عليها الخالة دهشتها وأخبرتها انه متيم بها لدرجة انه حلف أن لا يتزوج غيرها عندما رفضت أمه هدا الزواج غير المتكافئ في نظرها فكل بنات الحي مغرمات به وهو اختارك أنت رغم انك مطلقة ولك ولدان .....ترددت جهاد في البداية خاشية أن تتكرر معها نفس المأساة وطلبت مهلة للتفكير لتتعرف عليه أكثر وتختبر مدى قوة شخصيته .وتعلقه بها .....وطالت مدة التفكير والعاشق الولهان في انتظار القبول على أحر من الجمر .....وفى هده الأثناء جاءها اتصال هاتفي من أخاها الأكبر يدعوها لزيارته ويراها قبل إجراء عملية جراحية على القلب..اخدت إجازة وسافرت رفقة شقيقتها وعد وهى تدعو الله أن يشفى أخاها لقد جمعهم القدر في ظروف صعبة فرب ضارة نافعة ..وصلت الأختان وكلهما قلقا ممزوجا بفرح اللقاء وتعانقوا جميعا ودموعهم تغسل القلوب من بطش الشوق والحرمان ثم صلوا داعين الله الصحة والسلامة لشقيقهم ...وفى اليوم الموالى أجريت العملية بنجاح وعمت الفرحة الجميع واحتفلوا في المستشفى وزعوا المشروبات والحلوى على الكل شكرا لله ..لما امتثل أخاها للشفاء فاتحته في الموضوع بحضور إخوتها لتصبح الفرحة فرحتين فوافق الجميع وشجعوها على المضي لللامام لعلها تعوض ما فاتها من سعادة قبل فوات الأوان .وبعدها اتصلت بالخالة وردت عليها بالإيجاب. ولم تمض 15د حتى رن جرس الهاتف وادا به هو انه عمر ما أجمل هدا الاسم وكم تحبه لقد قرأت عن عمر بن الخطاب كثيرا وانبهرت بشخصيته الفريدة التي تجمع بين القوة والسلاسة بين الحزم واللين قد يكون عمر هدية إلهية لما كانت تختلجنها من امانى في الرجل الدى سلب كيانها وتمنت مثله ولما لا فالله كريم ويجزى الصابرين خير جزاء كان صوته مليئا بالابتهاج والسرور وطلب منها تحديد موعد الزفاف وفى اى مكان تختاره فردت عليه تمزح .-أريد أن أتزوج هنا في سورية بين اخوتى فوافق دون تردد وظنته يمزح هو الآخر .....حتى جاءت اللحظة التي رأته فيها واقف أمامها بين إخوتها فتزوجا مثل ما تمنت ورجعا محملين بورود الربيع ولحن الحياة وبداية الأمل الدى كان في أول المطاف رفض وتعنت من أهله للكنه لم يدم طويلا ومع مرور الأيام ذاب الجليد وهم يرون السعادة تغمر ابنهم واستطاع عمر بشخصيته القوية أن يقنعهم ويفرض رأيه الصائب وبرهانه في ذلك الرسول صلى الله عليه وسلم ونجاح زواجه من السيدة خديجة حيث كانت أحب زوجاته رغم فارق السن .
شعرت جهاد وكأنها تتزوج لأول مرة وسعدت بالتوافق الدى يزين حياتها وبلاسرة التي ستكونها على أساس متين وقوام صلب يسوده رجل مسوؤل يتكل عليه .وضحكت لها الدنيا من جديد بعد عبوس طويل وتبدد السحاب الدى كان كلما رأته يذكرها بالحزن والغربة والافتراق .

قلب راض
30-09-2012, 04:53 PM
كثيرا ما تكون تقلبات الأحداث سعيدة..

وهنا نهاية فيها بهجة..

أسعد الله قلبك ..

زهور 1431
30-09-2012, 09:51 PM
قصة رائعه ونهاية جميله بوركتي وبوركت يمينك اختي الكريمه