المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : .قصص النوم للأطفال>>>الأميرة السعيدة



هبة الله حسن
23-10-2008, 02:37 AM
قصص النوم للأطفال:

قصة خيالية توضح للأطفال النعم التي يملكونها ولا يشعرون بها.

الأميرة السعيدة

هناك خلف التلال البعيدة.. البعيدة..وجدت مملكة صغيرة سعيدة، وفي قصر جميل بحديقة واسعة؛ عاشت أميرتنا الصغيرة..كانت الأميرة جميلة ولطيفة؛ لها ابتسامة رائعة كابتسامة الملائكة، وعندما كانت تخطر في ثوبها الوردي؛ كانت الجميع يهتف: "يا لها من أميرة جميلة سعيدة"..وفوق هذا كانت ذكية لماحة تستطيع أن تحل أصعب الألغاز واعقدها، وعندما كانت تتحدث بطلاقة وبراعة؛ كان الجميع يهتف "يا لها من أميرة ذكية سعيدة"..لكن الأميرة الجميلة الذكية لم تكن سعيدة..كان هناك شيء ما يجعلها لا تشعر بالراحة أو السعادة أبدا؛ شيء ينقصها؛ لم يستطع أحد أن يعرف أبدا ما هو..صارت تبكي كثيرا ولا تضحك أبدا..كان والداها الملك مستعدا لفعل أي شيء ليسعدها..أحضر المهرجين والمضحكين من جميع أنحاء المملكة بل ومن خارج المملكة لكن الأميرة لم تضحك، ولم تبتسم حتى..كانت تزداد كآبة وانطواء..حزن الملك، وحزنت الوصيفات، وحزنت أزهار الحديقة، وحزن طائر الكركي الذي يقف أمام نافذتها..لقد حزن الجميع لأن الأميرة حزينة..وحزنت الأميرة أكثر لأنها لم تستطع أن تجعل أحدا يفهم لماذا هي ليست سعيدة.. وذات مرة كانت الأميرة تقف ساهمة وحدها في الحديقة؛ عندما لمحت طائر الكركي صديقها الذي تحبه..فقالت تخاطبه:
- "آه أيها الكركي..أنا حزينة جدا.."
وهز الكركي رأسه ببطء كأنه يجيبها..وواصلت الأميرة كلامها:
- "أنت الوحيد الذي يمكنه أن يفهم سبب حزني؛ لأنك تطير إلى أماكن بعيدة وجميلة بينما أنا حبيسة هذا القصر الممل..آه أيها الكركي..يا لي من فتاة تعيسة.."
وهز الكركي رأسه ببطء من جديد ثم فرد جناحيه، ودار في الهواء دورة واسعة..وشعرت الأميرة كأنه يريد أن يخبرها بشيء؛ لكنها لم تفهم ما هو..وعاد الكركي يحلق في دورة واسعة ولكنه هذه المرة ابتعد طائرا تجاه بوابة القصر قبل أن يعود إليها ثانية ويقف أمامها وينتظر:
- "هل تريدني أن أطير معك أيها الكركي؟..لكن هذا مستحيل.."
هكذا قالت الأميرة في دهشة..لكنها فجأة شعرت بنفسها تصغر وتصغر؛ حتى أصبحت أصغر من طائر الكركي الواقف أمامها..نظرت الأميرة إلى نفسها في ذهول؛ غير مصدقة ثم نظرت إلى الكركي فوجدت يحني رقبته تجاهها؛ لقد كان يدعوها لتركبه..وبلا وعي اتجهت الأميرة إلى الكركي، وركبت على ظهره ،وحلق الكركي في السماء البعيدة طائرا بالأميرة إلى مكان لا تعرفه..
***
كانت الأميرة خائفة..الهواء البارد يلفحها، والخوف من السقوط يجعلها تتمسك أكثر برقبة الكركي النحيلة..لكنها كانت تشعر بالانبهار من هذه التجربة الغير عادية..أغمضت عينيها والطائر يتجه بسرعة نحو الأرض..لقد شعرت أنها ستسقط من على ظهره وتتحطم إلى قطع..لكن شيئا من هذا لم يحدث..لقد فتحت الأميرة عينيها لتجد نفسها في وسط غابة واسعة؛ ممتدة بلا نهاية..نزلت في حذر من على ظهر الكركي وتلفتت حولها قائلة:
- "أهذه غابة حقا؟..هذا رائع أيها الكركي..أنا لم أر أي غابة من قبل.."
كانت تتطلع إلى كل شيء حولها بانبهار؛ ثم فطنت فجأة إلى أن الكركي لم يعد يقف بجوارها:
- "أيها الكركي أين أنت؟"
قالتها ثم نظرت إلى السماء ونادت ثانية:
- "أيها الكركي..أنا خائفة..أرجوك لا تتركني وحدي هنا..أيها الكركيييييييييييييييييييييييي.."
لم يجبها أحد..زاد بداخلها الشعور بالخوف والوحدة؛ وفجأة رأت الأميرة الأشجار الطويلة تقصر أمام عينيها..يا الهي ما الذي يحدث؟..لكنها اكتشفت أن الأشجار لم تكن تقصر ولكنها هي من كانت تكبر؛ لقد كانت تعود إلى حجمها الطبيعي قبل أن تصغر لتركب على ظهر الكركي..قل شعورها بالخوف لكنها ظلت تتلفت حولها بحثا عن الكركي لعله كان يمزح معها ويختبئ في مكان قريب، وفجأة شعرت الأميرة بجسد يصطدم بها، وسقطت الأميرة على الأرض..رفعت رأسها لتجد صبيا صغيرا في مثل عمرها له شعر أحمر منفوش، ويرتدي ملابس واسعة باهتة الألوان، وسمعته يتمتم:
- "آسف.."
- "هل أنت أعمى؟"
- "آسف.. آسف جدا.."
- "لماذا كنت تجري مسرعا هكذا؟..ما الذي يستدعي السرعة.. هه.."
كانت الأميرة غاضبة، وزادها اختفاء الكركي عصبية فصبت كل غصبها على ذلك الفتى المسكين..لكنه أجاب في هدوء:
- "آسف..لقد كنت أطارد فراشة لكنها أفلتت.."
وفي لحظة نست الأميرة كل شيء عن الكركي..وأسرعت تسأل الفتى:
- "فراشة..وهل هناك من يطارد الفراشات؟"
وأجاب الفتى:
- "نعم..أنا.."
- "كيف تطارد الفراشات.."
بدت الدهشة على وجه الصبي وسألها:
- "ألم تطاردي الفراشات من قبل؟"
- "كلا"
- "لا تقولي أيضا أنك لم تصنعي فخاخا للأرانب من قبل.."
- "كلا..لم أفعل.."
- "كل الفتيات لا يعرفن كيف يفعلنها..ولكن ألم تحضري كذلك عسلا بريا من قبل؟"
سألها السؤال الأخير في فخر..لقد كان سعيدا لأنه يعرف أشياء كثيرة لا تعرفها هي..وأجابت الأميرة:
- "عسل بري..لم أكن احضره..لقد كان يأتي لي وحده.."
- "كيف كان يأتي وحده..هل كان يسير هكذا مثلا؟"
قالها وهو يمشي بطريقة مضحكة..وشعرت الأميرة بالغيظ من تصرفه فقالت:
- "هل تسخر مني؟"
- "آسف..لقد كنت امزح فقط.."
عاد الصفاء بسرعة إلى وجه الأميرة، وابتسمت وهي تسأله:
- "والآن..هل تعلمني كل ما تعرفه؟"
- "نعم..ولكن لنصبح أصدقاء أولا.."
ثم رسم بإصبعه علامة في الهواء..فسألته الأميرة:
- "ما هذا؟"
فأجاب ببساطة:
- "إنها علامة الصداقة.."
- "حسنا..أنا لا أعرفها..ولكنني سأفعل مثلك لنصبح أصدقاء.."
وهكذا أصبحا أصدقاء، وسارت معه الأميرة في حماس ليريها كل تلك الأشياء العجيبة التي لم ترها من قبل..والأميرة السريعة النسيان نسيت كل شيء عن الكركي المختفي، ولم تعلم أبدا انه كان يراقبها وينتظر..

***
صارت الأميرة أكثر حيوية ومرحا مع صديقها الجديد..كانت لها طريقة مضحكة في الانبهار بأبسط الأشياء..و لكنها بدأت تشعر أنها تحسده قليلا وكانت تفكر في نفسها: "إنه ولد فقير لكنه سعيد..أما أنا فأميرة ولكني تعيسة..وعندما يعود الكركي سيكون عليّ أن أعود ثانية إلى حياة القصر الكئيبة المغلقة..ووالدي الملك ووالدتي الملكة اللذان ليس لديهما وقت ليفهما أو يشعرا بما أحسه.. يا له من فتى سعيد..ليتني كنت مثله.."
وبعد فترة طويلة من اللعب والمغامرات..فوجئت الأميرة بصديقها يقول:
- "عليّ أن أذهب الآن..إلى اللقاء.."
- "إلى أين؟"
كانت الأميرة خائفة لأنها ستعود وحدها ثانية، ولم يظهر الكركي بعد..ورد صديقها:
- "عليّ أن أعيد البقرة إلى الحظيرة الآن..إن أمي مريضة جدا اليوم ولن تستطيع أن تفعل.."
وسألته هي ببساطة:
- "ولكن أين والدك؟..لمَ لا يعيد هو البقرة إلى الحظيرة؟"
- "والدي.. والدي إنه لم يعد موجودا.."
- قالها واحتشدت الدموع في عينيه..وألقى بجسده على العشب وأخفى وجهه بين كفيه..وفهمت الأميرة ما يقصده..واقتربت تربت على كتفه قائلة:
- "آسفة..لم أكن أعرف.."
لكنه واصل البكاء قائلا:
- لقد كان والدي طيبا..كان يشتري لي أشياء جميلة ويعلمني أشياء كثيرة، لكنه.. لكنه....................."
وتعالى نحيبه من جديد..فأسرعت الأميرة تقول:
- "وأنت ما زلت تعلم الأشياء الجميلة التي علمك أياها، وتعلم أشياء أخرى..ألست تستطيع صيد الفراشات..وعمل فخاخ للأرانب، وجلب العسل البري..ولديك بقرة جميلة.."
مسح هو دموعه، ورفع رأسه إليها قائلا:
- "حقا..لقد نسيت أنه ترك لي كل هذه الأشياء الجميلة..شكرا لك.."
ثم نهض من مكانه، ولوح لها بيده في مرح قبل أن يبتعد..وفي تلك اللحظة فقط تذكرت الأميرة أنها وحدها تماما؛ لقد كانت متأثرة بموقفها مع الصبي حتى أنها نسيت هذه الحقيقة؛ أن الكركي لم يعد بعد..أين هو؟..وفي تلك اللحظة التفتت لتجد الكركي يقف بجوارها:
- "يا الهي..أين كنت أيها الكركي الماكر؟"
هكذا سألته الأميرة..لكنه لم يجب فقط نظر لها تلك النظرة التي بدأت بعدها تشعر أنها تصغر وتصغر ثم حنى رأسه لها..ومن جديد تسلقت لتستقر على ظهره وتحتضن رقبته قبل أن يعود بها إلى القصر..
وعندما عادت الأميرة إلى القصر؛ وجدت الجميع يبحث عنها؛ احتضنها والدها الحنون في لهفة، وأمطرتها والدتها بالقبلات..لم تستطع أن تحكي لهم حكاية الكركي..لكنها قالت لهم أنها قامت بجولة قريبا من القصر..وابتسمت في سعادة مستمتعة بحنانهم..ولم يهتم احد سوى بأن الابتسامة المشرقة قد عادت إلى الأميرة..وإن لم يستطيعوا أن يفهموا أبدا لمَ عادت السعادة فجأة إلى الأميرة.
تمت بحمد الله

قلب راض
30-09-2012, 09:58 PM
ما من إنسان إلا ويتمتع بأنعم حُرِم منها غيره

تشكري علىى القصة الهادفة


جزاك الله خيرا