المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تعاني وزوجها من مشاكل مالية منذ أن تزوجا !!



دموع التوبة
29-09-2012, 10:56 PM
السؤال : منذ أن تزوجت ، وأنا وزوجي نعاني من مشاكل مالية ، فليس هناك بركة في الأموال التي نحصل عليها ، فهل من نصيحة ؟



الجواب :



الحمد لله



أولا :



يجب أن يعلم أن أعظم سبب لحصول البركة في الدين والدنيا : تقوى الله جل جلاله ، بفعل ما أمر الله ، واجتناب ما نهى الله عنه وزجر ؛ فإن من شؤم المعصية أن يظهر أثرها على حياة العبد كلها ، وكل ما له صلة به ، حتى في عمله ، وبيته ، وسيارته ، كما قال بعض السلف : " قَالَ بَعْضُ السَّلَفِ : " إِنِّي لَأَعْصِي اللَّهَ فَأَعْرِفُ ذَلِكَ فِي خُلُقِ امْرَأَتِي وَدَابَّتِي " .




قال ابن القيم رحمه الله :



" ومن عقوباتها [ أي: عقوبات المعاصي ] : أنها تمحق بركة العمر ، وبركة الرزق ، وبركة العلم ، وبركة العمل ، وبركة الطاعة .



وبالجملة : أنها تمحق بركة الدين والدنيا ؛ فلا تجد أقل بركة في عمره ودينه ودنياه ممن عصى الله ، وما محقت البركة من الأرض إلا بمعاصي الخلق ... ، وإن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه ... " انتهى من "الداء والدواء" (58) .




وإن من بركة التقوى أن يظهر أثرها في حياة العبد كلها ، في بيته ، وأهله ، ومن حوله . قال الله تعالى : ( وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) الأعراف/96 .




قال الشيخ السعدي رحمه الله ـ في تفسيره (298) ـ :




" لما ذكر تعالى أن المكذبين للرسل يبتلون بالضراء ، موعظة وإنذارا، وبالسراء استدراجا ومكرا ، ذكر أن أهل القرى لو آمنوا بقلوبهم إيمانا صادقا صدقته الأعمال ، واستعملوا تقوى اللّه تعالى ظاهرا وباطنا ، بترك جميع ما حرم اللّه : لفتح عليهم بركات السماء والأرض ، فأرسل السماء عليهم مدرارا ، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم ، في أخصب عيش وأغزر رزق ، من غير عناء ولا تعب ، ولا كد ولا نصب ، ولكنهم لم يؤمنوا ويتقوا { فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ } ؛ بالعقوبات والبلايا ، ونزع البركات، وكثرة الآفات ، وهي بعض جزاء أعمالهم ، وإلا فلو آخذهم بجميع ما كسبوا، ما ترك عليها من دابة"انتهى .




فالواجب عليكما ـ أنت وزوجك ـ أول شيء ، أن تصلحا شأنكما بالتوبة النصوح إلى الله جل جلاله ، ومداومة ذكره واستغفاره ، فإن ذلك من أعظم أسباب القوة ، وتحصيل البركة .




كما قال نبي الله هود لقومه : ( وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ ) هود/52 .




وقال نبي الله نوح لقومه : (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا ) نوح/10-12 .




قال ابن كثير رحمه الله :



" أي : إذا تبتم إلى الله واستغفرتموه وأطعتموه ، كثر الرزق عليكم ، وأسقاكم من بركات السماء ، وأنبت لكم من بركات الأرض ، وأنبت لكم الزرع ، وَأَدَرَّ لكم الضرع ، وأمدكم بأموال وبنين ، أي : أعطاكم الأموال والأولاد ، وجعل لكم جنات فيها أنواع الثمار ، وخللها بالأنهار الجارية بينها " انتهى .
"تفسير ابن كثير" (8 / 233)




ثانيا :



كما أن من أعظم أسباب البركة هي تقوى الله في كل أمر ، فتقواه سبحانه في أمر الرزق هي من أعظم الأسباب تعلقا بذلك ، وهي أوجب ما ينبغي على العبد تعلمه وعمله في أمر رزقه ، وذلك بأن يتحرى في ماله : من أين اكتسبه ، وفيم أنفقه ؛ فلا يطلب الرزق إلا من الحلال الخالص ، فيدع الحرام ، وما اشتبه عليه أمره ، وفي الحلال غنية وكفاية وبركة إن شاء الله .




قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( َإِنَّ الرُّوحَ الأَمِينَ [ يعني : جبريل ] نَفَثَ فِي رُوْعِي ، أَنَّهُ لَيْسَ مِنْ نَفْسٍ تَمُوتُ حَتَّى تَسْتَوْفِيَ رِزْقَهَا ، فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَجْمِلُوا فِي الطَّلَبِ ، وَلاَ يَحْمِلْكُمَ اسْتِبْطَاءُ الرِّزْقِ عَلَى أَنْ تَطْلُبُوهُ بِمَعَاصِي اللهِ فَإِنَّهُ لاَ يُنَالُ مَا عِنْدَ الله إِلاَّ بِطَاعَتِهِ ) .
رواه ابن أبي شيبة في المصنف (13/227) وغيره ، وصححه الألباني .





ثالثاً :



من الأمور المهمة في مثل ذلك أن ينظر الإنسان فيما يأتيه من الرزق ، فيقتصد فيه ، ويعيش بقدر ما يمكنه من ذلك ، وليس عليه شيء بما حوله ، ومن حوله ، بل كل إنسان على نفسه بصيرة ، ينفق بقدر ما فتح الله عليه من رزقه ، كما قال الله تعالى : ( لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا مَا آتَاهَا سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْراً) الطلاق/7 ؛



فليس من العقل ، ولا من الحكمة ، بل ولا من الشرع في شيء : أن ينظر الفقير ، أو من يشبهه إلى حال الأغنياء وعيشهم ، ويسعى لأن تكون نفقته كذلك ، بل ينبغي عليه أن يراعي ما فتح عليه من الرزق في ذلك .




وليعلم أن الاقتصاد في المعيشة والاعتدال في النفقة ، هو من أهم أسباب التوفيق في الحياة ، والشعور بالبركة في الرزق . قال الله عز وجل : ( وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا ) الإسراء/29 .




قال ابن كثير رحمه الله :



" يقول تعالى آمرًا بالاقتصاد في العيش ذامّا للبخل ناهيًا عن السَّرَف : ( وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ ) أي : لا تكن بخيلا منوعًا ، لا تعطي أحدًا شيئًا ، ( وَلا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ ) أي : ولا تسرف في الإنفاق فتعطي فوق طاقتك ، وتخرج أكثر من دخلك ، فتقعد ملومًا محسورًا " انتهى .
"تفسير ابن كثير" (5 / 70) .




ولذلك قيل : الاقتصاد نصف المعيشة .




رابعا :



عليكما بالصبر إن وجدتما ضيقا أو شدة في العيش ؛ فإن الفرج مع الصبر ، وأبشرا ؛ فإن مع العسر يسرا ، إن مع العسر يسرا !!




قال الله عز وجل : ( لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا ) الطلاق / 7 .



قال السعدي :


" هذه بشارة للمعسرين ، أن الله تعالى سيزيل عنهم الشدة ، ويرفع عنهم المشقة " انتهى .
"تفسير السعدي" (ص 871)



والله أعلم .



الإسلام سؤال وجواب

الصبر زادي
30-09-2012, 03:08 AM
إن الفرج مع الصبر ، وأبشرا ؛ فإن مع العسر يسرا ، إن مع العسر يسرا.........جزاك الله خير

زهور 1431
30-09-2012, 11:37 AM
جزيتي الجنة ومن تحبين اخيتي على طرحك القيم

علمتني الحياة @
30-09-2012, 11:56 AM
جزاك الله خيرا

**أم فيصل**
30-09-2012, 07:54 PM
جزاك الله كل خير وحفظك ومن تحبين من كل شر