ميني-دلع
13-06-2006, 08:09 PM
تبدأ بدعوى وجود راغب في الزواج وتنتهي بالاستيلاء على الأموال جرائم نصب وابتزاز تتم على أيدي الخاطبات وفتيات يقعن ضحية البحث عن زوج
أبها: يحيى باجابر
أفرزت عملية البحث عن زوج عن طريق الخاطبات التي تنتشر في كافة المدن السعودية مشكلات اجتماعية، بعد أن ظهرت حالات استغلال،وأصبح الأمر في بعض الأحيان تجارة تمتهنها الخاطبات، ليس ذلك فقط ،ولكنها أفرزت أيضا جرائم يعاقب عليها القانون، بعد أن ظهرت حالات تعدت الاستغلال والتكسب من أحلام الباحثات عن ابن الحلال،إلى النصب والاستيلاء على الأموال والابتزاز وأخيرا التهديد.
"س"فتاة من الرياض تروي مشكلتها وتقول:" اتصلت بي من أسمت نفسها الخاطبة (أم محمد)، وأبلغتني أن لديها شخصاً في مركز مرموق يرغب في الزواج مني يدعى"س"، فأبلغتها بشروطي والمواصفات التي أريدها،وكان في مقدمة شروطي أن يكون ممن يتقي الله".
وتضيف "عادت هذه الخاطبة،واتصلت بي لتبلغني بأن شروطي متوفرة في المتقدم،وأنه موافق على تلك الشروط ويقبلني بالشروط التي حددتها،وأنه يرغب في التحدث إليَّ ، فوافقت على التحدث معه عبر الجوال، وبالفعل اتصل بي،وزودته بعنوان والدي ورقم جواله حتى يخطبني منه،إلا أنه طلب مني الموافقة على أن يقوم بإرسال صور شخصية له على جوالي،وأن أرسل له بدوري صورة شخصية لي، وبالفعل بعث بثلاث صور شخصية له، وبعثت له بصورة شخصية لي وأنا محجبة، فعاد واتصل بي وأبدى رغبته في الحصول على صورة لجسمي دون حجاب، لأنه كما قال يريد الاقتناع بي،فرفضت طلبه وأوضحت له أنه يستحيل عليه مشاهدة أي جزء من جسمي قبل أن أصبح زوجة له".
وتتابع الفتاة"س" وتقول:"استمرت المحادثات بيننا بذريعة أنه يريد التعرف على أفكاري وثقافتي قبل التقدم لخطبتي، وبعد فترة طلب مني بإلحاح أن أقابله خلسة من أهلي فرفضت،وفي إحدى المرات قال لي إنه كان يختبرني،وإن رفضي لطلبه جعلني عنده في مكانة كبيرة تغريه بالزواج مني مهما كلفه الأمر، واستمر في الاتصال بي،ثم قال إنه يحبني، فبدأت بالميل إليه والشعور تجاهه بمشاعر الحب والأمل الكبير في أن يكون زوجا لي".
"كانت كل مكالماته ورسائله على جوالي مليئة بالحب،وواعدة بحياة زوجية كريمة، وفي إحدى المكالمات أوضحت له أن بقاءنا على التواصل الهاتفي قد طال،وأن عليه إذا كان صادق المشاعر أن يتقدم لخطبتي،فرد علي بأنه مشغول بإنهاء إجراءات افتتاح مقر جديد لشركته،وأنه مشغول أيضا بإنجاز بعض الصفقات التجارية، وأنه سيتقدم لخطبتي من والدي فور الانتهاء من هذه الأعمال قريبا، وأوضح لي أنه مستعجل جدا لإتمام الزواج،لكنه يرغب أن ينجز الأعمال المهمة حتى يتفرغ لسفرنا في شهر العسل".
تتابع الفتاة وتقول "بعد ذلك اتصل بي،وطلب وسيلة يوصل بها مبلغ خمسة آلاف ريال هدية لي،حتى أتمكن من شراء ما يلزمني استعدادا للنظرة الشرعية، وبعد إصراره أعطيته رقم حسابي، وبالفعل أودع فيه هذا المبلغ، وعندها أحسست بصدق مشاعره، وأصبحت صورته تشغل ذهني طوال الوقت، وتسابقت الأحلام تداعب مخيلتي،واستعرضت مناظر وأحداث الزواج،لتمتد من زوج المستقبل إلى منزل الزوجية إلى إنجاب الأطفال وتربيتهم، وشعرت بفرح لا مثيل له،شأني في ذلك شأن كل فتاة تتهيأ لعش الزوجية مع فارس أحلامها".
تقول الفتاة "في إحدى المرات اتصل بي،وأبلغني أنه مسؤول عن توفير كل طلباتي من الآن فصاعدا،بما في ذلك تسديد فاتورة جوالي،ورغم محاولاتي إقناعه بأن ما أريده هو الزواج منه،إلا أنه أصر وقام بدفع حساب فاتورة جوالي، وشعرت بأن هذا الإنسان رائع،وازدادت الأحلام والآمال حتى ملأت قلبي وعقلي، واستولى حب هذا الرجل على كياني".
"بعد حوالي ثلاثة أشهر من التواصل عبر الهاتف قطع اتصاله بي لمدة أسبوعين تقريبا وشعرت بقلق شديد عليه، ثم اتصل وكلمني بصوت مملوء بالحزن، ثم أجهش بالبكاء،ومن خلال صوته الذي تقطعه العبرات أبلغني أنه تعرض لخسارة مادية فادحة ذهبت بكل أملاكه،في الوقت الذي كان يتهيأ فيه لمقابلة والدي، وطلب يدي منه، وهذا ما اضطره إلى تأجيل الخطوبة،لأنه يرغب في تقديم مهري، وإقامة حفلة زواج تليق بمكانته في المجتمع،وتليق بحبه لي حسب تعبيره".
وتصف الفتاة الحالة التي أصبحت عليها وتقول "كانت هذه الخسارة بالنسبة لي كارثة مروعة جعلتني أغرق في البكاء معظم الوقت حزنا على معاناة هذا الرجل الطيب،وحزنا على تأخيره للزواج بسبب هذه الخسارة، وبخاصة أن هذه الخسارة وقعت في وقت كانت فيه الأسهم في ذروة انخفاضها، وكنت أتصل به لمواساته، وأطلب منه الهدوء وتقبل قضاء الله وقدره، وأبلغته أنني سأنتظره مهما طال الزمن،لأنني أريده هو وليس ثروته".
تقول الفتاة"س":"بعد هذه الخسارة اتصل بي وهو يبكي، وأبلغني أنه لا يحتمل استمرار بعده عني، وطلب مني الحصول على قرض من البنك على راتبي وتسليمه له كدين، بحيث يعيده لي وزيادة عليه بعد الزواج،وبعد أن تتحسن ظروفه، لأنه يريد جلب هدايا لي ولأسرتي عندما يأتي لمقابلة والدي،وكذلك المهر، وإقامة حفلة زواج كبيرة خطط لها،وأبلغ زملاءه بها قبل تعرضه للخسارة، وصدقته بدافع حبي الصــادق له،ورغبتي في الزواج منه وثقتي فيه والتي تولدت بعد تحويله لمبلغ خمسة آلاف ريال إلى حسابي، وتسديده لفاتورة هاتفي، وتحت وطأة هذه المؤثرات وافقت على تسليفه المبلغ الذي أراده، وكان قد طلب مني الحصول على أعلى قرض ممكن،لأنه يعتقد أن تكاليف الزواج ستزيد على ثلاثمئة ألف ريال".
وتتابع "حصلت على القرض المطلوب، وطلب مني مقابلته وإعطاءه المبلغ نقدا، لأن حساباته في البنك بالسالب، وسوف يسحب البنك أي مبلغ يودع فيها، فرفضت المقابلة، وأبلغته أن عليه مقابلة والدي ووالدتي وطلب يدي منهما، وسوف أعطيه المبلغ أمامهما لأنني أحبه، وأثق فيه وهذا ما سأقنعهما به، فرد علي بأنه سيفكر".
"بعد مدة وجيزة اتصل بي وأبلغني أنه لا يستطيع مقابلة أهلي دون هدايا، وأنه لا يريد أن يعلم أحد بأنه استلف مهري وتكاليف زواجه،وأن الحل أن أودع المبلغ في حساب"ع"أحد زملائه في أحد البنوك، وعلى الفور أودعت في الحساب الذي حدده مائتي ألف ريال، وحتى فاتورة جواله طلب مني أن أسددها وفعلت ذلك، وبعد فترة أبلغني أنه أودع في حسابي عشرين ألف ريال لكي أشتري أنا وأسرتي ما يلزمنا استعدادا للخطوبة، ثم اتصل بي فيما بعد،وأفهمني أن المبلغ المتبقي لديه لا يكفي لإتمام الزواج،وأنه يريد مني تدبير مبلغ خمسين ألف ريال أخرى، فاقترضت من زميلاتي فوق مبلغ العشرين ألفاً التي أودعها في حسابي، حتى استطعت تجميع مبلغ ستة وثلاثين ألف ريال، وطلب مني أن أودعها في حساب زميل آخر اسمه "ع"في بنك آخر".
وتتابع الفتاة "بعد ذلك حدثت فاجعتي حين أرسل لي وقال إن هذه آخر رسالة يرسلها لي وإنه سوف يعيد ما استلفه مني على رقم حسابي، ولا تزال رسالته محفوظة على جوالي، ثم انتقل إلى التهديد رغم علمي بأنه لا يملك ما يهددني به سوى الصورة، اللهم إلا أن يكون قد سجل مكالماتنا الهاتفية،وهذا أمر هين، لأن تلك المكالمات كانت في الحدود الطبيعية".
تقول"عند هذا الحد أدركت أن مشاعره تجاهي كانت وهماً وسراباً خادعاً وأنني وقعت ضحية لجريمة نصب واحتيال أطرافها الخاطبة (أم محمد) وهذا الإنسان الذي غدر بي والمدعو "س" وزميلاه اللذان أودعت المبلغ في حسابيهما وهما "ع" و "ع"، وهنا قمت بإبلاغ والدي ومنحته وكالة شرعية للمطالبة بحقي، ومعاقبة كل من تورط في تنفيذ هذه الجريمة".
وتبدي الفتاة "س" أملها في الحصول على محام يتولى قضيتها، فكل الأدلة متوفرة لديها، كما أن فواتير الهواتف ستثبت تسلسل المكالمات ابتداء من الخاطبة،وانتهاء بما تتعرض له حاليا من تهديد، كما أنها تحتفظ بصوره وعدد كبير من الرسائل التي بعث بها إليها من جواله.
وحرصا على التحقق من الأمر، اتصلنا بالخاطبة أم محمد، بعد أن تقمصنا شخصية الباحث عن عروس، وتبين أن الخاطبة وزوجها وابنتهما يشكلون فريق عمل، فالخاطبة (أم محمد) من جنسية عربية تمارس هذا العمل منذ سنوات دون ترخيص بقصد الكسب المادي، أما زوجها (أبو محمد) من نفس الجنسية،فقد تفرغ من عمله للقيام بتوصيل زوجته إلى البيوت والمتنزهات لاصطياد الفتيات وإغرائهن بالزواج من أشخاص ذوي مكانة مهمة في المجتمع، بينما تقوم ابنتهما (أم زكي) بأعمال السكرتارية، فهي تستقبل المكالمات وتسجل الأسماء والمواعيد مع أمها الخاطبة.
وبسؤال الخاطبة عن الفتاة (س.س.هـ) والمدعو "س"،أوضحت أن الأخير تعرف عن طريقها على خمس فتيات، وأنها نفذت مئات عمليات التعارف بين الذكور والإناث بهذه الطريقة، وأن ما يهمها هو الحصول على "السعي" بغض النظر عن كل النتائج المترتبة على عملها غير المرخص به.
وبالبحث عن الخاطب المزعوم "س" تبين أنه من مواليد عام 1392هـ تقريبا، ويقيم في مدينة خميس مشيط، وتوجد اتصالات بينه وبين الخاطبة ثم بينه وبين الضحية "س" وضحايا أخريات، أما الشخصان اللذان حولت الضحية المبلغ على حسابيهما فيقيمان في خميس مشيط أيضا، وكان تحويل المبلغ في حسابيهما بناء على طلب الجاني من الضحية ثابت بأدلة قاطعة، وذلك على النحو الآتي:
ـ أودعت الضحية مبلغ مئتي ألف ريال في حساب المدعو "ع" في مصرف (.....)بتاريخ 4/12/1426هـ.
ـ كما أودعت الضحية مبلغ ستة وثلاثين ألف ريال في حساب المدعو "ع"في بنك (....) بتاريخ 25/3/1427هـ.
وبالاتصال بصاحبي الحسابين وسؤالهما عن الموضوع، ارتبكا،ثم عمدا إلى المراوغة والتهرب ومن ثم عدم الرد على الهاتف.
حول هذه القضية يقول قاضي المحكمة الجزائية بالباحة الدكتور محمد بن محمد الظافري"الإسلام لا يقبل مثل هذه التصرفات التي مع الأسف تتلاعب بعواطف النساء والراغبات في الزواج، بل إن الدين يعاقب مثل هؤلاء ممن يقومون بخداع الفتيات بمثل هذا الأسلوب أو غيره من خلال تعليماته، كما أن الله عز وجل سيحاسبهم".
وأضاف "بخصوص هذه الفئة من الشباب الذي يتلاعب بعواطف الفتيات ليتزوجوا بهن، ثم لا يتم الزواج، وخصوصا إن حدث نصب عليهن في المال أو غيره، هناك أحكام شرعية تتخذ في حقه منها السجن وغيره"، مطالبا الفتيات بالحرص والتأكد قبل الوقوع في مثل هذا الفخ.
وحول هذه القضية يقول المستشار القانوني يحيى الشهراني "من حق الفتاة رفع دعوى قضائية ضد المدعى عليه في محل إقامته، أو توكيل شخص آخر لرفع هذه الدعوى، ويعتبر ذلك مطالبة حقوقية ضد المدعى عليه، وعلى الفتاة جمع القرائن وإبرازها ضد المدعى عليه أمام القضاء، وتعتبر هذه القرائن بمثابة الفيصل في القضية".
وأضاف أنه من حق الفتاة أيضا المطالبة بتعويضات مالية عن الأعباء النفسية والأضرار التي لحقت بها جراء هذا الموضوع، كما أن لها الحق في رفع دعوى قضائية أخرى أمام القضاء ضد الشخصين اللذين أودعت المبالغ في حسابيهما.
اعتقد أن فيها من العبر الكثير لكل فتاة عاقلة مدركة للحكمة الإلهيه من ضرورة وجود ولي الفتاة عند الخطبة والمام وليها بتفاصيلها !!و كذلك ربط صحة عقد الزواج بموافقة ولي البنت حتى لايتم التلاعب بحياة ومشاعر الراغبات في الزواج من قبل ضعاف النفوس!! ولابد من طرق البيوت من أبوابها و تولي موضوع الخطبة والخطيب ولي الأمر ليسأل عن الخطيب وليكتشف مدى جيته في الخطبة ومن ثم يتفاهما على تفاصيل الزواج إذا تمت الموافقة!!!
لأن التصرف بعيد عن الأهل وعدم أخذ مشورتهم هي السبب وراء مثل هذه المصائب!!
فهم احرص الناس على مصالحها مهما كانت الامور
فماهو رأيكم فيما حدث؟؟
وماهو رأي كل فتاة في هذه القصة المؤلمه؟
أبها: يحيى باجابر
أفرزت عملية البحث عن زوج عن طريق الخاطبات التي تنتشر في كافة المدن السعودية مشكلات اجتماعية، بعد أن ظهرت حالات استغلال،وأصبح الأمر في بعض الأحيان تجارة تمتهنها الخاطبات، ليس ذلك فقط ،ولكنها أفرزت أيضا جرائم يعاقب عليها القانون، بعد أن ظهرت حالات تعدت الاستغلال والتكسب من أحلام الباحثات عن ابن الحلال،إلى النصب والاستيلاء على الأموال والابتزاز وأخيرا التهديد.
"س"فتاة من الرياض تروي مشكلتها وتقول:" اتصلت بي من أسمت نفسها الخاطبة (أم محمد)، وأبلغتني أن لديها شخصاً في مركز مرموق يرغب في الزواج مني يدعى"س"، فأبلغتها بشروطي والمواصفات التي أريدها،وكان في مقدمة شروطي أن يكون ممن يتقي الله".
وتضيف "عادت هذه الخاطبة،واتصلت بي لتبلغني بأن شروطي متوفرة في المتقدم،وأنه موافق على تلك الشروط ويقبلني بالشروط التي حددتها،وأنه يرغب في التحدث إليَّ ، فوافقت على التحدث معه عبر الجوال، وبالفعل اتصل بي،وزودته بعنوان والدي ورقم جواله حتى يخطبني منه،إلا أنه طلب مني الموافقة على أن يقوم بإرسال صور شخصية له على جوالي،وأن أرسل له بدوري صورة شخصية لي، وبالفعل بعث بثلاث صور شخصية له، وبعثت له بصورة شخصية لي وأنا محجبة، فعاد واتصل بي وأبدى رغبته في الحصول على صورة لجسمي دون حجاب، لأنه كما قال يريد الاقتناع بي،فرفضت طلبه وأوضحت له أنه يستحيل عليه مشاهدة أي جزء من جسمي قبل أن أصبح زوجة له".
وتتابع الفتاة"س" وتقول:"استمرت المحادثات بيننا بذريعة أنه يريد التعرف على أفكاري وثقافتي قبل التقدم لخطبتي، وبعد فترة طلب مني بإلحاح أن أقابله خلسة من أهلي فرفضت،وفي إحدى المرات قال لي إنه كان يختبرني،وإن رفضي لطلبه جعلني عنده في مكانة كبيرة تغريه بالزواج مني مهما كلفه الأمر، واستمر في الاتصال بي،ثم قال إنه يحبني، فبدأت بالميل إليه والشعور تجاهه بمشاعر الحب والأمل الكبير في أن يكون زوجا لي".
"كانت كل مكالماته ورسائله على جوالي مليئة بالحب،وواعدة بحياة زوجية كريمة، وفي إحدى المكالمات أوضحت له أن بقاءنا على التواصل الهاتفي قد طال،وأن عليه إذا كان صادق المشاعر أن يتقدم لخطبتي،فرد علي بأنه مشغول بإنهاء إجراءات افتتاح مقر جديد لشركته،وأنه مشغول أيضا بإنجاز بعض الصفقات التجارية، وأنه سيتقدم لخطبتي من والدي فور الانتهاء من هذه الأعمال قريبا، وأوضح لي أنه مستعجل جدا لإتمام الزواج،لكنه يرغب أن ينجز الأعمال المهمة حتى يتفرغ لسفرنا في شهر العسل".
تتابع الفتاة وتقول "بعد ذلك اتصل بي،وطلب وسيلة يوصل بها مبلغ خمسة آلاف ريال هدية لي،حتى أتمكن من شراء ما يلزمني استعدادا للنظرة الشرعية، وبعد إصراره أعطيته رقم حسابي، وبالفعل أودع فيه هذا المبلغ، وعندها أحسست بصدق مشاعره، وأصبحت صورته تشغل ذهني طوال الوقت، وتسابقت الأحلام تداعب مخيلتي،واستعرضت مناظر وأحداث الزواج،لتمتد من زوج المستقبل إلى منزل الزوجية إلى إنجاب الأطفال وتربيتهم، وشعرت بفرح لا مثيل له،شأني في ذلك شأن كل فتاة تتهيأ لعش الزوجية مع فارس أحلامها".
تقول الفتاة "في إحدى المرات اتصل بي،وأبلغني أنه مسؤول عن توفير كل طلباتي من الآن فصاعدا،بما في ذلك تسديد فاتورة جوالي،ورغم محاولاتي إقناعه بأن ما أريده هو الزواج منه،إلا أنه أصر وقام بدفع حساب فاتورة جوالي، وشعرت بأن هذا الإنسان رائع،وازدادت الأحلام والآمال حتى ملأت قلبي وعقلي، واستولى حب هذا الرجل على كياني".
"بعد حوالي ثلاثة أشهر من التواصل عبر الهاتف قطع اتصاله بي لمدة أسبوعين تقريبا وشعرت بقلق شديد عليه، ثم اتصل وكلمني بصوت مملوء بالحزن، ثم أجهش بالبكاء،ومن خلال صوته الذي تقطعه العبرات أبلغني أنه تعرض لخسارة مادية فادحة ذهبت بكل أملاكه،في الوقت الذي كان يتهيأ فيه لمقابلة والدي، وطلب يدي منه، وهذا ما اضطره إلى تأجيل الخطوبة،لأنه يرغب في تقديم مهري، وإقامة حفلة زواج تليق بمكانته في المجتمع،وتليق بحبه لي حسب تعبيره".
وتصف الفتاة الحالة التي أصبحت عليها وتقول "كانت هذه الخسارة بالنسبة لي كارثة مروعة جعلتني أغرق في البكاء معظم الوقت حزنا على معاناة هذا الرجل الطيب،وحزنا على تأخيره للزواج بسبب هذه الخسارة، وبخاصة أن هذه الخسارة وقعت في وقت كانت فيه الأسهم في ذروة انخفاضها، وكنت أتصل به لمواساته، وأطلب منه الهدوء وتقبل قضاء الله وقدره، وأبلغته أنني سأنتظره مهما طال الزمن،لأنني أريده هو وليس ثروته".
تقول الفتاة"س":"بعد هذه الخسارة اتصل بي وهو يبكي، وأبلغني أنه لا يحتمل استمرار بعده عني، وطلب مني الحصول على قرض من البنك على راتبي وتسليمه له كدين، بحيث يعيده لي وزيادة عليه بعد الزواج،وبعد أن تتحسن ظروفه، لأنه يريد جلب هدايا لي ولأسرتي عندما يأتي لمقابلة والدي،وكذلك المهر، وإقامة حفلة زواج كبيرة خطط لها،وأبلغ زملاءه بها قبل تعرضه للخسارة، وصدقته بدافع حبي الصــادق له،ورغبتي في الزواج منه وثقتي فيه والتي تولدت بعد تحويله لمبلغ خمسة آلاف ريال إلى حسابي، وتسديده لفاتورة هاتفي، وتحت وطأة هذه المؤثرات وافقت على تسليفه المبلغ الذي أراده، وكان قد طلب مني الحصول على أعلى قرض ممكن،لأنه يعتقد أن تكاليف الزواج ستزيد على ثلاثمئة ألف ريال".
وتتابع "حصلت على القرض المطلوب، وطلب مني مقابلته وإعطاءه المبلغ نقدا، لأن حساباته في البنك بالسالب، وسوف يسحب البنك أي مبلغ يودع فيها، فرفضت المقابلة، وأبلغته أن عليه مقابلة والدي ووالدتي وطلب يدي منهما، وسوف أعطيه المبلغ أمامهما لأنني أحبه، وأثق فيه وهذا ما سأقنعهما به، فرد علي بأنه سيفكر".
"بعد مدة وجيزة اتصل بي وأبلغني أنه لا يستطيع مقابلة أهلي دون هدايا، وأنه لا يريد أن يعلم أحد بأنه استلف مهري وتكاليف زواجه،وأن الحل أن أودع المبلغ في حساب"ع"أحد زملائه في أحد البنوك، وعلى الفور أودعت في الحساب الذي حدده مائتي ألف ريال، وحتى فاتورة جواله طلب مني أن أسددها وفعلت ذلك، وبعد فترة أبلغني أنه أودع في حسابي عشرين ألف ريال لكي أشتري أنا وأسرتي ما يلزمنا استعدادا للخطوبة، ثم اتصل بي فيما بعد،وأفهمني أن المبلغ المتبقي لديه لا يكفي لإتمام الزواج،وأنه يريد مني تدبير مبلغ خمسين ألف ريال أخرى، فاقترضت من زميلاتي فوق مبلغ العشرين ألفاً التي أودعها في حسابي، حتى استطعت تجميع مبلغ ستة وثلاثين ألف ريال، وطلب مني أن أودعها في حساب زميل آخر اسمه "ع"في بنك آخر".
وتتابع الفتاة "بعد ذلك حدثت فاجعتي حين أرسل لي وقال إن هذه آخر رسالة يرسلها لي وإنه سوف يعيد ما استلفه مني على رقم حسابي، ولا تزال رسالته محفوظة على جوالي، ثم انتقل إلى التهديد رغم علمي بأنه لا يملك ما يهددني به سوى الصورة، اللهم إلا أن يكون قد سجل مكالماتنا الهاتفية،وهذا أمر هين، لأن تلك المكالمات كانت في الحدود الطبيعية".
تقول"عند هذا الحد أدركت أن مشاعره تجاهي كانت وهماً وسراباً خادعاً وأنني وقعت ضحية لجريمة نصب واحتيال أطرافها الخاطبة (أم محمد) وهذا الإنسان الذي غدر بي والمدعو "س" وزميلاه اللذان أودعت المبلغ في حسابيهما وهما "ع" و "ع"، وهنا قمت بإبلاغ والدي ومنحته وكالة شرعية للمطالبة بحقي، ومعاقبة كل من تورط في تنفيذ هذه الجريمة".
وتبدي الفتاة "س" أملها في الحصول على محام يتولى قضيتها، فكل الأدلة متوفرة لديها، كما أن فواتير الهواتف ستثبت تسلسل المكالمات ابتداء من الخاطبة،وانتهاء بما تتعرض له حاليا من تهديد، كما أنها تحتفظ بصوره وعدد كبير من الرسائل التي بعث بها إليها من جواله.
وحرصا على التحقق من الأمر، اتصلنا بالخاطبة أم محمد، بعد أن تقمصنا شخصية الباحث عن عروس، وتبين أن الخاطبة وزوجها وابنتهما يشكلون فريق عمل، فالخاطبة (أم محمد) من جنسية عربية تمارس هذا العمل منذ سنوات دون ترخيص بقصد الكسب المادي، أما زوجها (أبو محمد) من نفس الجنسية،فقد تفرغ من عمله للقيام بتوصيل زوجته إلى البيوت والمتنزهات لاصطياد الفتيات وإغرائهن بالزواج من أشخاص ذوي مكانة مهمة في المجتمع، بينما تقوم ابنتهما (أم زكي) بأعمال السكرتارية، فهي تستقبل المكالمات وتسجل الأسماء والمواعيد مع أمها الخاطبة.
وبسؤال الخاطبة عن الفتاة (س.س.هـ) والمدعو "س"،أوضحت أن الأخير تعرف عن طريقها على خمس فتيات، وأنها نفذت مئات عمليات التعارف بين الذكور والإناث بهذه الطريقة، وأن ما يهمها هو الحصول على "السعي" بغض النظر عن كل النتائج المترتبة على عملها غير المرخص به.
وبالبحث عن الخاطب المزعوم "س" تبين أنه من مواليد عام 1392هـ تقريبا، ويقيم في مدينة خميس مشيط، وتوجد اتصالات بينه وبين الخاطبة ثم بينه وبين الضحية "س" وضحايا أخريات، أما الشخصان اللذان حولت الضحية المبلغ على حسابيهما فيقيمان في خميس مشيط أيضا، وكان تحويل المبلغ في حسابيهما بناء على طلب الجاني من الضحية ثابت بأدلة قاطعة، وذلك على النحو الآتي:
ـ أودعت الضحية مبلغ مئتي ألف ريال في حساب المدعو "ع" في مصرف (.....)بتاريخ 4/12/1426هـ.
ـ كما أودعت الضحية مبلغ ستة وثلاثين ألف ريال في حساب المدعو "ع"في بنك (....) بتاريخ 25/3/1427هـ.
وبالاتصال بصاحبي الحسابين وسؤالهما عن الموضوع، ارتبكا،ثم عمدا إلى المراوغة والتهرب ومن ثم عدم الرد على الهاتف.
حول هذه القضية يقول قاضي المحكمة الجزائية بالباحة الدكتور محمد بن محمد الظافري"الإسلام لا يقبل مثل هذه التصرفات التي مع الأسف تتلاعب بعواطف النساء والراغبات في الزواج، بل إن الدين يعاقب مثل هؤلاء ممن يقومون بخداع الفتيات بمثل هذا الأسلوب أو غيره من خلال تعليماته، كما أن الله عز وجل سيحاسبهم".
وأضاف "بخصوص هذه الفئة من الشباب الذي يتلاعب بعواطف الفتيات ليتزوجوا بهن، ثم لا يتم الزواج، وخصوصا إن حدث نصب عليهن في المال أو غيره، هناك أحكام شرعية تتخذ في حقه منها السجن وغيره"، مطالبا الفتيات بالحرص والتأكد قبل الوقوع في مثل هذا الفخ.
وحول هذه القضية يقول المستشار القانوني يحيى الشهراني "من حق الفتاة رفع دعوى قضائية ضد المدعى عليه في محل إقامته، أو توكيل شخص آخر لرفع هذه الدعوى، ويعتبر ذلك مطالبة حقوقية ضد المدعى عليه، وعلى الفتاة جمع القرائن وإبرازها ضد المدعى عليه أمام القضاء، وتعتبر هذه القرائن بمثابة الفيصل في القضية".
وأضاف أنه من حق الفتاة أيضا المطالبة بتعويضات مالية عن الأعباء النفسية والأضرار التي لحقت بها جراء هذا الموضوع، كما أن لها الحق في رفع دعوى قضائية أخرى أمام القضاء ضد الشخصين اللذين أودعت المبالغ في حسابيهما.
اعتقد أن فيها من العبر الكثير لكل فتاة عاقلة مدركة للحكمة الإلهيه من ضرورة وجود ولي الفتاة عند الخطبة والمام وليها بتفاصيلها !!و كذلك ربط صحة عقد الزواج بموافقة ولي البنت حتى لايتم التلاعب بحياة ومشاعر الراغبات في الزواج من قبل ضعاف النفوس!! ولابد من طرق البيوت من أبوابها و تولي موضوع الخطبة والخطيب ولي الأمر ليسأل عن الخطيب وليكتشف مدى جيته في الخطبة ومن ثم يتفاهما على تفاصيل الزواج إذا تمت الموافقة!!!
لأن التصرف بعيد عن الأهل وعدم أخذ مشورتهم هي السبب وراء مثل هذه المصائب!!
فهم احرص الناس على مصالحها مهما كانت الامور
فماهو رأيكم فيما حدث؟؟
وماهو رأي كل فتاة في هذه القصة المؤلمه؟