اوراق الورد
19-06-2006, 12:15 PM
كثير من العائلات أثلج قلبها الأمر الملكي الذي يقضي بإنشاء محاكم تعنى بمشاكل العنف الأسري، خاصة بعد أن تكاثرت الأحداث المؤسفة التي يتعرض لها أفراد الأسرة من الأطفال والنساء بالدرجة الأولى ومن أقرب المقربين منهم، والمفترض أن يكونوا من أكثر الناس حرصا عليهم.
أن تكون محاكم الأسرة المزمع إنشاؤها حلاً يخفف من حدة هذه الظاهرة التي تنتشر، مع الأسف، في معظم البلدان، أنه لا يمكن معالجتها إلا بالإفصاح عنها كما فعلت بعض المجتمعات التي شهدت محاكم من هذا النوع ومؤسسات ومراكز تعمل لإنقاذ ضحايا العنف الأسري والعناية بهم.
بعد حادثة العنف التي تعرض لها الطفل يوسف الوزان العام الماضي وما تعرضت له الطفلة رهف قبل أشهر وغيرها من الحالات التي كانت لها أصداء واسعة في تحريك الرأي العام، كان لنا لقاء مع ثلاث فتيات يقمن في أحد مستشفيات الرياض بعد أن تعرضن للعنف من قبل آبائهن.
(نورة) والدة اثنتين من الفتيات الموجودات في المستشفى لتلقي العلاج، هما دارين وآلاء، ولم يكن من السهل عليها أن تتحدث خاصة أنها لا تزال خائفة من والد الفتيات رغم أنها «خلعته»!
«قبل عشر سنوات تقريباً طلبت الخلع من هذا الزوج بعد فترة زواج قصيرة أنجبت خلالها ابنتين أذاقني فيها صنوفاً من الضرب والإيذاء الجسدي والنفسي وزيادة الشك، ومع ذلك صبرت وتحملت من اجل ابنتيّ حتى أنني لم أكن أخبر أهلي بمعاناتي وحياتي البائسة خاصة بعد أن عثرت على بعض الوصفات الطبية بين أوراقه والتي أثبتت أنه مريض نفسياً ويتعاطى علاجاً لذلك تعرضت على يديه للضرب العنيف حيث أمسكني من رأسي وأخذ يرطمه بحوض الحمام بكل قسوة مما تسبب في إحداث جرح عميق في الرأس قرر الأطباء التدخل السريع وخياطته، وعندما علم أهلي بما حصل لي وبمعاناتي في صمت أثار ذلك غضبهم خاصة أنني كنت حاملاً في ابنتي الثالثة. المشكلة أنه بعد أن أنجبت ابنتي الثالثة تنكر لنسبها ورفض إضافتها للأوراق الرسمية، مما دفعني لرفع قضية تراجع بعدها عن موقفه بعد أن هدده القاضي بالعقوبة التي قد تلحق به إن هو استمر على إنكاره، وبالفعل اعترف بابنته وأضافها رسمياً إلى بطاقة العائلة ولكن باسم مريم وليس باسمها الذي اطلقته عليها، وهو (أثير).. فقط من باب العناد، وبعد ذلك الموقف تزوج بالزوجة رقم ثلاثة التي لم تستمر معه كثيراً وبعد فترة امتنع عن إحضار البنتين لرؤيتي وقام بتغيير مكان السكن وانقطعت بذلك الأخبار، وسعيت للسؤال عنهما في كل مكان مما اضطر أخي لرفع قضية ضده بسبب امتناعه عن إحضار الفتاتين ولكن هددنا بدوره برفع قضية في المقابل لحضانة ابنتي الصغرى أثير.
العثور على البنتين
وأصبحت أعيش في حالة نفسية سيئة لخوفي من أن يقوم والدهما بأي تصرف تجاههما من ضرب أو حتى قتل إلى أن أخبرتني زوجة أخي التي تعمل كمعلمة بالتحاق البنتين للدراسة في نفس المدرسة التي تعمل بها، ولا أخفي عنكم سعادتي بالعثور على ابنتيّ وهما على قيد الحياة، وأصبحت بذلك زوجة أخي هي من تنقل لي أخبارهما من الاختصاصية الاجتماعية.
المستشفى
قبل أيام تلقيت اتصالاً هاتفياً من أحد المستشفيات عن وجود الفتاتين مع أخت لهما بعد تعرضهن للضرب والعنف بواسطة آلات حادة من قبل زوجة أبيهن، وكل ذلك من باب الافتراء لأن ذلك هو أسلوب والدهن الذي اعتاد على التعامل بهذا الأسلوب، والمستشفى بدوره وبعد اشتباهه في حالة الفتيات تقدم بخطاب رسمي لأمارة منطقة الرياض بالتدخل وإنزال العقوبة على الأب وسحب حضانة البنات، والى أن يتم الرد، أعيش في حالة لا يعلم بها إلا الله من أي تصرف قد يقوم به هذا الزوج المريض.
قصص مؤلمة
غصون وماء النار
طفلة ذهبت ضحية للتعذيب الجسدي، فقد لفظت أنفاسها على يد والدها بمشاركة زوجته التي اعترفت أنها كانت تسكب ماء النار على جسدها، بينما والدتها التي طلبت الطلاق بسبب قسوة زوجها قالت: «أخذ غصون بالقوة رغم رفضها، وعندما علمت بتعذيبه لها قدمت شكوى للشرطة التي اكتفت بأخذ تعهد منه، حتى أن عمها تقدم بشكوى لجمعية حقوق الإنسان التي حضرت للمنزل، ولكن الأب اتهم أخاه بالتدخل في شؤونه وهدده بالشرطة، وعندما تدهورت حالتها، حاول خنقها ثم نقلها إلى المستشفى، وهناك لفظت أنفاسها وادعى بأنها سقطت من المرجيحة، وبعد التحقيق ألقي القبض عليه مع زوجته وأنا أطالب بضرورة القصاص منهما».
محمد الصخيري
والحرق بالملعقة
هو طفل سعودي في السابعة من عمره، انتزعه والده مع شقيقته آلاء من أحضان والدتهما المطلقة واصطحبهما إلى تبوك، وهناك تعرض محمد للعنف الجسدي من قبل زوجة أبيه التي أحرقته بملعقة ساخنة في المنطقة الخلفية من جسده، ولم يستطع معها الجلوس، فأرسله والده إلى والدته التي تقدمت بشكوى رسمية للشرطة بعد أن أثبتت التقارير الطبية إصابته بحرق في جسده.
سارة وتعذيب من الأب
«لم أستطع حماية أحفادي من العنف بعد انفصال ابنتي عن زوجها قبل سبع سنوات». هذا ما عبرت عنه جدة سارة بأسى وقالت: «عندما هرب أكبر الأبناء كشف عن مسلسل التعذيب الذي يعاني منه هو وإخوته في منزل والده، فرفعت قضية بموجبها خيّر الابن الأكبر فقط بين البقاء مع والده أو العيش مع والدته ولم يتم النظر إلى بقية الأبناء. فاضطرت الأم إلى الاحتفاظ بابنتها سارة عندما قدمت لزيارتها بعد أن هالها ما رأته من آثار تعذيب على جسدها كما أثبتت التقارير الطبية».
أن تكون محاكم الأسرة المزمع إنشاؤها حلاً يخفف من حدة هذه الظاهرة التي تنتشر، مع الأسف، في معظم البلدان، أنه لا يمكن معالجتها إلا بالإفصاح عنها كما فعلت بعض المجتمعات التي شهدت محاكم من هذا النوع ومؤسسات ومراكز تعمل لإنقاذ ضحايا العنف الأسري والعناية بهم.
بعد حادثة العنف التي تعرض لها الطفل يوسف الوزان العام الماضي وما تعرضت له الطفلة رهف قبل أشهر وغيرها من الحالات التي كانت لها أصداء واسعة في تحريك الرأي العام، كان لنا لقاء مع ثلاث فتيات يقمن في أحد مستشفيات الرياض بعد أن تعرضن للعنف من قبل آبائهن.
(نورة) والدة اثنتين من الفتيات الموجودات في المستشفى لتلقي العلاج، هما دارين وآلاء، ولم يكن من السهل عليها أن تتحدث خاصة أنها لا تزال خائفة من والد الفتيات رغم أنها «خلعته»!
«قبل عشر سنوات تقريباً طلبت الخلع من هذا الزوج بعد فترة زواج قصيرة أنجبت خلالها ابنتين أذاقني فيها صنوفاً من الضرب والإيذاء الجسدي والنفسي وزيادة الشك، ومع ذلك صبرت وتحملت من اجل ابنتيّ حتى أنني لم أكن أخبر أهلي بمعاناتي وحياتي البائسة خاصة بعد أن عثرت على بعض الوصفات الطبية بين أوراقه والتي أثبتت أنه مريض نفسياً ويتعاطى علاجاً لذلك تعرضت على يديه للضرب العنيف حيث أمسكني من رأسي وأخذ يرطمه بحوض الحمام بكل قسوة مما تسبب في إحداث جرح عميق في الرأس قرر الأطباء التدخل السريع وخياطته، وعندما علم أهلي بما حصل لي وبمعاناتي في صمت أثار ذلك غضبهم خاصة أنني كنت حاملاً في ابنتي الثالثة. المشكلة أنه بعد أن أنجبت ابنتي الثالثة تنكر لنسبها ورفض إضافتها للأوراق الرسمية، مما دفعني لرفع قضية تراجع بعدها عن موقفه بعد أن هدده القاضي بالعقوبة التي قد تلحق به إن هو استمر على إنكاره، وبالفعل اعترف بابنته وأضافها رسمياً إلى بطاقة العائلة ولكن باسم مريم وليس باسمها الذي اطلقته عليها، وهو (أثير).. فقط من باب العناد، وبعد ذلك الموقف تزوج بالزوجة رقم ثلاثة التي لم تستمر معه كثيراً وبعد فترة امتنع عن إحضار البنتين لرؤيتي وقام بتغيير مكان السكن وانقطعت بذلك الأخبار، وسعيت للسؤال عنهما في كل مكان مما اضطر أخي لرفع قضية ضده بسبب امتناعه عن إحضار الفتاتين ولكن هددنا بدوره برفع قضية في المقابل لحضانة ابنتي الصغرى أثير.
العثور على البنتين
وأصبحت أعيش في حالة نفسية سيئة لخوفي من أن يقوم والدهما بأي تصرف تجاههما من ضرب أو حتى قتل إلى أن أخبرتني زوجة أخي التي تعمل كمعلمة بالتحاق البنتين للدراسة في نفس المدرسة التي تعمل بها، ولا أخفي عنكم سعادتي بالعثور على ابنتيّ وهما على قيد الحياة، وأصبحت بذلك زوجة أخي هي من تنقل لي أخبارهما من الاختصاصية الاجتماعية.
المستشفى
قبل أيام تلقيت اتصالاً هاتفياً من أحد المستشفيات عن وجود الفتاتين مع أخت لهما بعد تعرضهن للضرب والعنف بواسطة آلات حادة من قبل زوجة أبيهن، وكل ذلك من باب الافتراء لأن ذلك هو أسلوب والدهن الذي اعتاد على التعامل بهذا الأسلوب، والمستشفى بدوره وبعد اشتباهه في حالة الفتيات تقدم بخطاب رسمي لأمارة منطقة الرياض بالتدخل وإنزال العقوبة على الأب وسحب حضانة البنات، والى أن يتم الرد، أعيش في حالة لا يعلم بها إلا الله من أي تصرف قد يقوم به هذا الزوج المريض.
قصص مؤلمة
غصون وماء النار
طفلة ذهبت ضحية للتعذيب الجسدي، فقد لفظت أنفاسها على يد والدها بمشاركة زوجته التي اعترفت أنها كانت تسكب ماء النار على جسدها، بينما والدتها التي طلبت الطلاق بسبب قسوة زوجها قالت: «أخذ غصون بالقوة رغم رفضها، وعندما علمت بتعذيبه لها قدمت شكوى للشرطة التي اكتفت بأخذ تعهد منه، حتى أن عمها تقدم بشكوى لجمعية حقوق الإنسان التي حضرت للمنزل، ولكن الأب اتهم أخاه بالتدخل في شؤونه وهدده بالشرطة، وعندما تدهورت حالتها، حاول خنقها ثم نقلها إلى المستشفى، وهناك لفظت أنفاسها وادعى بأنها سقطت من المرجيحة، وبعد التحقيق ألقي القبض عليه مع زوجته وأنا أطالب بضرورة القصاص منهما».
محمد الصخيري
والحرق بالملعقة
هو طفل سعودي في السابعة من عمره، انتزعه والده مع شقيقته آلاء من أحضان والدتهما المطلقة واصطحبهما إلى تبوك، وهناك تعرض محمد للعنف الجسدي من قبل زوجة أبيه التي أحرقته بملعقة ساخنة في المنطقة الخلفية من جسده، ولم يستطع معها الجلوس، فأرسله والده إلى والدته التي تقدمت بشكوى رسمية للشرطة بعد أن أثبتت التقارير الطبية إصابته بحرق في جسده.
سارة وتعذيب من الأب
«لم أستطع حماية أحفادي من العنف بعد انفصال ابنتي عن زوجها قبل سبع سنوات». هذا ما عبرت عنه جدة سارة بأسى وقالت: «عندما هرب أكبر الأبناء كشف عن مسلسل التعذيب الذي يعاني منه هو وإخوته في منزل والده، فرفعت قضية بموجبها خيّر الابن الأكبر فقط بين البقاء مع والده أو العيش مع والدته ولم يتم النظر إلى بقية الأبناء. فاضطرت الأم إلى الاحتفاظ بابنتها سارة عندما قدمت لزيارتها بعد أن هالها ما رأته من آثار تعذيب على جسدها كما أثبتت التقارير الطبية».