أزهار عبدالرحمن
10-10-2013, 05:51 AM
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بـســم الله الـــرحـمــن الرحيـــــم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إخواني حجاج بيت الله الحرام : المسلمون بخير ما تناصحوا وتواصوا
بالحق وتواصوا بالصبر وتعاونوا على البر والتقوى، ولذلك فإني أذكر
إخواني حجاج بيت الله الحرام، بأنهـم في أيام فاضلة وأماكن مباركة ،
وأنهــم قـدموا من ديار بعيــدة وتحمـلــوا مشقات كثـيــرة استجابـة لله
ولرسوله صلى الله عليه وسلم ، وقياماً بواجـب عظيم ، وعمـل صالح
جليل، أمرهم الله تعالى به حيـث قال { وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ
اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ}آل عمران97
وهذا يقتضي منهــم أموراً ينبغي المحافظة عليها والعناية بهــا حتــى
يكون حجهم مبروراً وسعيهم مشكوراً، وذنبهم مغفوراً بتوفيق من الله
وعون ، فالحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة . ومن هذه الأمور :
أولاً : يجب على الحاج وغيره أن يخلص نيته وقصده لله تعالى فيجعل
عمله خالصاً لوجهه الكريم حتى يقع أجره على الله وينال ثوابه ، قال
تعـالــى { وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا
الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ } البينة5 ، وقـال تعالى { فَمَن
كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً }
الكهف110
ثانياً : يجب على الحاج وغيره أن يكون العمل الذي يتقرب به إلى ربه
مما شرعه الله تعــالى لعباده وأن يقتدي في أدائه بنبيه صلى الله عليه
وآله وسلم القائل "خذوا عني مناسككم" رواه مسـلم ، والقائل "صلوا
كما رأيتموني أصلي" رواه البخاري . وقد قال الله تعالى {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ
فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَـــــرَ
اللَّهَ كَثِيراً } الأحـــزاب21 . فالعمــل مهما كان صاحبه مخلصاً فيه لله
ولم يكن متابعاً فيه لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فهو مردود
عليـه لا يقبله الله للحديث الصحيح الذي يقـول فيه الرسول صلى الله
عليه وآله وسلــم " من عمــل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد " رواه
مسلم . والله عز وجل يقول لرسـوله صلـى الله عليــه وسلم { قُلْ إِن
كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ
غَفُورٌ رَّحِيمٌ } آل عمران31
ثالثاً : يجب على الحاج وغيره أن يكون على علم وبصيرة بأمور دينه
حتـى يقــوم بهـا قياماً صحيحاً ، ويؤديهـــا أداءً سليمــاً عــلى الوجــه
المشروع ؛ فقد قال تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم { قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي
أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَـــنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ
الْمُشْرِكِينَ } يوسـف108 ، وقــد أمرنا الله تعالى أن نسأل أهــل العلم
فيما أشكل علينا من أمور ديننا ، فقال سبحانـــه { فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ
إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ } وفي الصحيحين عن رسول الله صلى الله عليــه
وآله وسلم قال " من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين " وإنك أخـــي
الحاج ستجد بعـون الله في مكة المكرمة ، والمدينة النبوية ، وفــــي
المشاعر المقدسة وفي مؤسسات الطوافة بمكة ، والأدلاء بالمدينة ،
علماء عينتهم الدولة -حرسها الله - للإجابة عن أسئلة واستفسارات
الحجاج فيما أشكل عليهم من أمـــور حجهم وعمرتهم خاصة ، ومن
أمور دينهم عامة وذلك ممــا يسره الله تعــالى للحجــاج بفـضل منـه
سبحانه .. حتى يكون الحجاج علـــى علـم ومعرفة بالحق والصواب
فيما يفعلون وفيما يتركون. فلا تتردد يا أخي في سؤالهم والاستفادة
منهم حتى تكون على بينة مــن أمرك قــال تعــالى { قُلْ هَلْ يَسْتَوِي
الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ } الزمــر9
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ومن سلك طريقاً يلتمس
فيه علماً سهل الله به طريقا إلى الجنة " رواه مسلم
رابعاً : يجــب على الحاج وغيره أن يعلم أن ما شرعه الله لعبــاده من
طاعات وقربات، وما أحل لهم وحرم عليهم من أقوال وأفعال إنما هي
لتزكية أنفسهم وصلاح مجتمعاتهم ، وعلـــى حســب إخــلاصهم له ،
وصدقهم فــي العمل مــعه يكـــون انتفاعهم بذلك في الدنيا والآخرة ،
وثواب الله خير وأبقى قــال الله تعالى { قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّى، وَذَكَرَ اسْمَ
رَبِّهِ فَصَلَّى ) وقــــال تعـالــى { وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا ، فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا
وَتَقْوَاهَا ، قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا ، وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا } وقـــال تعـــالى
{ مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُـوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً
وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْـرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ }
والحج -أخي الحاج- من أعظم ما فرض الله على عباده لتزكية أنفسهم
وسلامتها من العداوة والبغضاء، والشح والإيذاء ، ورغبتها فيـما عند
الله وتذكيرها بلقائه يوم الدين ، لما فيه من بذل الجهد ، وإنفاق المال
وتحمل المشاق والصعاب ، ومفارقة الأهل والأوطان ، وهجر الأعمال
الدنيوية، والإقبال على الله بالطاعة والعبادة، والاجتماع بالإخوان في
الله الوافدين مــن سائر أنحاء الأرض { لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُــرُوا
اسْـمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ } فليحرص الحــاج على مـا يرضي ربه ،
ويكثر من تلبيته وذكره ودعائــه والتقـرب إليــه بالمواظبة على فعــل
الطاعات ، والبعد عن السيئات ، وفي الحديث الصحيـح أن رسول الله
صـلى الله عليـه وآله وسلـم قال " إن الله تعـالى قال : مــن عادى لي
ولياً فقـد آذنته بالحرب ، وما تقرب إلـي عبــدي بشـيء أحب إلي مما
افترضته عليه ، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبـه . . "
مــن حديث رواه البخاري ، وولي الله هو المؤمن بالله ورسوله صلى
الله عليه وآله وسلم، المستقيم على دينه بامتثال أمره واجتناب نهيه،
كما قال سبحانه { أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ ،
الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ} ومن أهم ما ينبغي أن يحرص عليه الحاج
وغيــره المحافظة على أداء الصلوات المفروضة جماعة فــي أوقاتها
وفـي المــساجد التــي أذن الله أن ترفع ويُذكر فيها اسمه ، ولاسيـمــا
المسجــــد الحرام والمسجد النبوي الشريف فــإن لهمــا ميزة عظيمة
علـى سائر المساجد والله يضاعف فيهما أجر الصلاة ، فعــن جابــــر
رضــي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال " صلاة
في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام ،
وصلاة فــي المسجـد الحرام أفضـل من مائة ألف صلاة فيما سواه "
أخرجه أحمد، وابن ماجة رحمهما الله بإسناد صحيح . وأخرج الإمام
أحمد مثله عن ابن الزبير وصححه ابن حبان وإسناده صحيح . وهذا
خير جزيل وفضــل من الله عظيم ينبغـي العناية بـه والحرص عليه
يقول الله تعالى { وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنّــَةٍ عَرْضُهَا
السَّمَـاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ }
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بـســم الله الـــرحـمــن الرحيـــــم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إخواني حجاج بيت الله الحرام : المسلمون بخير ما تناصحوا وتواصوا
بالحق وتواصوا بالصبر وتعاونوا على البر والتقوى، ولذلك فإني أذكر
إخواني حجاج بيت الله الحرام، بأنهـم في أيام فاضلة وأماكن مباركة ،
وأنهــم قـدموا من ديار بعيــدة وتحمـلــوا مشقات كثـيــرة استجابـة لله
ولرسوله صلى الله عليه وسلم ، وقياماً بواجـب عظيم ، وعمـل صالح
جليل، أمرهم الله تعالى به حيـث قال { وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ
اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ}آل عمران97
وهذا يقتضي منهــم أموراً ينبغي المحافظة عليها والعناية بهــا حتــى
يكون حجهم مبروراً وسعيهم مشكوراً، وذنبهم مغفوراً بتوفيق من الله
وعون ، فالحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة . ومن هذه الأمور :
أولاً : يجب على الحاج وغيره أن يخلص نيته وقصده لله تعالى فيجعل
عمله خالصاً لوجهه الكريم حتى يقع أجره على الله وينال ثوابه ، قال
تعـالــى { وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا
الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ } البينة5 ، وقـال تعالى { فَمَن
كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً }
الكهف110
ثانياً : يجب على الحاج وغيره أن يكون العمل الذي يتقرب به إلى ربه
مما شرعه الله تعــالى لعباده وأن يقتدي في أدائه بنبيه صلى الله عليه
وآله وسلم القائل "خذوا عني مناسككم" رواه مسـلم ، والقائل "صلوا
كما رأيتموني أصلي" رواه البخاري . وقد قال الله تعالى {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ
فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَـــــرَ
اللَّهَ كَثِيراً } الأحـــزاب21 . فالعمــل مهما كان صاحبه مخلصاً فيه لله
ولم يكن متابعاً فيه لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فهو مردود
عليـه لا يقبله الله للحديث الصحيح الذي يقـول فيه الرسول صلى الله
عليه وآله وسلــم " من عمــل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد " رواه
مسلم . والله عز وجل يقول لرسـوله صلـى الله عليــه وسلم { قُلْ إِن
كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ
غَفُورٌ رَّحِيمٌ } آل عمران31
ثالثاً : يجب على الحاج وغيره أن يكون على علم وبصيرة بأمور دينه
حتـى يقــوم بهـا قياماً صحيحاً ، ويؤديهـــا أداءً سليمــاً عــلى الوجــه
المشروع ؛ فقد قال تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم { قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي
أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَـــنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ
الْمُشْرِكِينَ } يوسـف108 ، وقــد أمرنا الله تعالى أن نسأل أهــل العلم
فيما أشكل علينا من أمور ديننا ، فقال سبحانـــه { فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ
إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ } وفي الصحيحين عن رسول الله صلى الله عليــه
وآله وسلم قال " من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين " وإنك أخـــي
الحاج ستجد بعـون الله في مكة المكرمة ، والمدينة النبوية ، وفــــي
المشاعر المقدسة وفي مؤسسات الطوافة بمكة ، والأدلاء بالمدينة ،
علماء عينتهم الدولة -حرسها الله - للإجابة عن أسئلة واستفسارات
الحجاج فيما أشكل عليهم من أمـــور حجهم وعمرتهم خاصة ، ومن
أمور دينهم عامة وذلك ممــا يسره الله تعــالى للحجــاج بفـضل منـه
سبحانه .. حتى يكون الحجاج علـــى علـم ومعرفة بالحق والصواب
فيما يفعلون وفيما يتركون. فلا تتردد يا أخي في سؤالهم والاستفادة
منهم حتى تكون على بينة مــن أمرك قــال تعــالى { قُلْ هَلْ يَسْتَوِي
الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ } الزمــر9
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ومن سلك طريقاً يلتمس
فيه علماً سهل الله به طريقا إلى الجنة " رواه مسلم
رابعاً : يجــب على الحاج وغيره أن يعلم أن ما شرعه الله لعبــاده من
طاعات وقربات، وما أحل لهم وحرم عليهم من أقوال وأفعال إنما هي
لتزكية أنفسهم وصلاح مجتمعاتهم ، وعلـــى حســب إخــلاصهم له ،
وصدقهم فــي العمل مــعه يكـــون انتفاعهم بذلك في الدنيا والآخرة ،
وثواب الله خير وأبقى قــال الله تعالى { قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّى، وَذَكَرَ اسْمَ
رَبِّهِ فَصَلَّى ) وقــــال تعـالــى { وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا ، فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا
وَتَقْوَاهَا ، قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا ، وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا } وقـــال تعـــالى
{ مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُـوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً
وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْـرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ }
والحج -أخي الحاج- من أعظم ما فرض الله على عباده لتزكية أنفسهم
وسلامتها من العداوة والبغضاء، والشح والإيذاء ، ورغبتها فيـما عند
الله وتذكيرها بلقائه يوم الدين ، لما فيه من بذل الجهد ، وإنفاق المال
وتحمل المشاق والصعاب ، ومفارقة الأهل والأوطان ، وهجر الأعمال
الدنيوية، والإقبال على الله بالطاعة والعبادة، والاجتماع بالإخوان في
الله الوافدين مــن سائر أنحاء الأرض { لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُــرُوا
اسْـمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ } فليحرص الحــاج على مـا يرضي ربه ،
ويكثر من تلبيته وذكره ودعائــه والتقـرب إليــه بالمواظبة على فعــل
الطاعات ، والبعد عن السيئات ، وفي الحديث الصحيـح أن رسول الله
صـلى الله عليـه وآله وسلـم قال " إن الله تعـالى قال : مــن عادى لي
ولياً فقـد آذنته بالحرب ، وما تقرب إلـي عبــدي بشـيء أحب إلي مما
افترضته عليه ، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبـه . . "
مــن حديث رواه البخاري ، وولي الله هو المؤمن بالله ورسوله صلى
الله عليه وآله وسلم، المستقيم على دينه بامتثال أمره واجتناب نهيه،
كما قال سبحانه { أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ ،
الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ} ومن أهم ما ينبغي أن يحرص عليه الحاج
وغيــره المحافظة على أداء الصلوات المفروضة جماعة فــي أوقاتها
وفـي المــساجد التــي أذن الله أن ترفع ويُذكر فيها اسمه ، ولاسيـمــا
المسجــــد الحرام والمسجد النبوي الشريف فــإن لهمــا ميزة عظيمة
علـى سائر المساجد والله يضاعف فيهما أجر الصلاة ، فعــن جابــــر
رضــي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال " صلاة
في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام ،
وصلاة فــي المسجـد الحرام أفضـل من مائة ألف صلاة فيما سواه "
أخرجه أحمد، وابن ماجة رحمهما الله بإسناد صحيح . وأخرج الإمام
أحمد مثله عن ابن الزبير وصححه ابن حبان وإسناده صحيح . وهذا
خير جزيل وفضــل من الله عظيم ينبغـي العناية بـه والحرص عليه
يقول الله تعالى { وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنّــَةٍ عَرْضُهَا
السَّمَـاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ }
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ