المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هذا أنا!..فمن أنتِ..؟! (الجزء الأخير)



أبو خالد
15-08-2003, 11:16 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
نكمل القصة

وبدأت حياة العروسين في نجوة عن أعين الناس وخلوة..تزفها رعاية الله..الذي جمع بهديه بين قلبين ما كان لهما أن يجتمعا على أنس وود إلا كذلك!
ونظر فالح في وجه عروسه كان كالقمر في ليلة البدر..تغشاه سحابة تجعل أشعته الفضية كالإكليل المحيط به من حوله..يزيده فتنة جذابة وجمالا ناضرا..كما تغشاها سحابة من الحياء..
ونظرت في وجهه فغلبها الحياء..فأطرقت برأسها واحمرت وجنتاها..ثم سدد إليها نظره مرة أخرى..حتى نظرت إليه فقال لها:
أحقا أنتِ الزهراء بنت الزعيم؟!!
فسكتت..
فقال لها: فهل تعرفين من أنا..؟!!

هل تعرفين من أنا..؟!

فسكتت ولم تجب..لقد عقد لسانها الحياء..وجلل وجهها الضياء الذي يزيده فتنة وبهاءً!
وعندما لم تجبه بشيء ..انطلق فالح يهدر بكلامه قائلا:
أنا سائح في الكون يطلب الحقيقة!..وباحث في نفسه..وفيما حوله عن سر سعادته وفوزه!
عبد مدنف واله..ملكت عليه الآخرة شغاف فؤاده..فهانت في عينه حظوظ الدنيا..وأعرض قلبه عما فيها..يعتصر الخوف من أهوال الآخرة أهواء نفسه..وينغص عليه طيب طعامه وشرابه..ولذة منامه..فلا يعرف لذاذة في عيشه
ولا يدري كيف تقضى له دنياه..؟
عبد أدرك عظمة ربه..وحق إلاهيته على عباده..فهو ولها لا يدري كيف يقوم بحقه؟..
وكيف يستطيع الخلاص من ذنبه؟..
يسعى جاهدا لفكاك رقبته من النار..ولا يدري متى ينادى به للرحيل عن هذه الدار..ولا يدري أيبلغ مناه فيما قدم فيكون من الناجين؟..أم يرد ويوبق بذنبه فيكون أهون على الله من أتفه المخلوقين؟..مضى شيخي في هذا السبيل..ولا أدري ما يفعل بي ؟!!
مستأنس بالحق..مستوحش من الخلق..يشفق عليهم من نار تلظى..لا يصلاها إلا الأشقى..الذي كذب وتولى..
أحب الله وأخشاه..وأرجو رحمته..وأشفق من عذابه..إياه أعبد..وله أصلي وأسجد..وإليه أسعى وأحفد..
ترى أيختم لي بالحسنى؟..أم قضى في سابق علمه غير ذلك..فما تنفعني شفاعة الشافعين؟..
فاللهم رحمتك أرجو!فلا تكلني إلى نفسي..ولا إلى أحد من خلقك طرفة عين..ولا أقل من ذلك..
وأصلح لي شأني كله..لا إله إلا أنت..
هذا أنا! ..فلا يغرنك ما يقول قومك عني!..فقد قالوا عني:مجنون!..وقالوا:مسكين مأفون!..وقالوا:رجعي متخلف.!
وقالوا:مختل!مصاب بإنفصام في شخصيته!وقالوا وقالوا!..وأنا بحمد الله تعالى معافى من كل ما قالوا!
هذا أنا!..فمن أنتِ..؟!
واغرورقت عيناه بالدموع..وسكت..
ثم رفع رأسه ونظر في وجهها..
فرآه يتهلل بإشراقة نور..
تكشف صفاء روحاني في باطنها..ما كان يحسبه ولا يتوقعه..!
وثبت نظره في وجهها..فرفعت رأسها..ونظرت إليه في خفر..قد جلل كيانها كله..وكأن كل ذرة من كيانه كانت تحثها..وتستثير مشاعرها أن تجيبه ولا تتلكأ..!
وانطلق فمها العذب يهدر كما كان يهدر بحديثه فالح..واخترق حجاب الصمت والحياء..
وجلجل بكلماته التي كانت أكبر من الحياة التي عرفتها كلها..واخترق حواجز حياتها الضيقة بأشيائها وتوافهها..
وقالت تلك الفتاة الناعمة..العروس العذراء..التي لم تعرف من قبل تلك اللغة ولم تألفها:

-أنا ما اخترتك إلا لأكون كما أنت..!
أنا ما اخترتك إلا لأكون كما أنت..!

الخزامى
15-08-2003, 11:56 PM
الحمد لله اخيرا ارتاح فالح:)

بارك الله فيك اخي الكريم
ماشاء الله تبارك الله اسلوب جميل وفكر يحمل بين طياته مخافة الله والشوق الى لقائه..............

اسأل الله ان تكون ممن يظلهم الله في يوم لاينفع ظل الاظله سبحانه وتعالى.

نسيبه
16-08-2003, 04:53 PM
الله يبارك فيك على هذه القصه الاكثر من رائعه ....

همس
17-08-2003, 12:24 AM
يعطيك الف عافية على القصة الرائعة

أبو خالد
18-08-2003, 12:01 AM
الخزامى
اللهم آمين..ولك بمثل أختي الكريمة
أشكرك على دعواتك الطيبة التي كان لها وقع في قلبي
بارك الله فيك..وأسأله سبحانه ألا يدع حاجة في صدرك إلا قضاها لك..

أبو خالد
18-08-2003, 12:03 AM
صوت الأمل
وبارك فيك أختي الكريمة
ورزقك الفردوس الأعلى..

أبو خالد
18-08-2003, 12:04 AM
همس
بارك الله فيك
ووفقك لكل خير..وسدد خطاك على طريق الحق...

أبوعبدالله
25-08-2003, 10:02 AM
جزاك الله خير الجزاء على القصة الطيبه ...

أبو خالد
27-08-2003, 01:40 AM
أبوعبدالله
وجزاك خير الجزاء أخي الحبيب..

moslema
05-03-2008, 02:20 PM
جزاك الله خيرا علي القصة

صدى الأحرف
24-01-2009, 04:55 PM
الصراحه حلوه مره مشاء الله جزاك الله خير