المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل تساوي حياتك ثمن بقائها



sho3a3
25-06-2006, 02:53 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .........


أحبتي في الله : قرأت هذا الموضوع ووجدت فيه مايشدني لقرأته أكثر من مرة لوجود قيم ومعاني سامية فيه .. كل

المتعة والفائدة أرجوها لكن ....


وقف عماد يتأمل المناظر الطبيعية الخلابة التي تظهر له من على ظهر السفينة الضخمة التي يستقلها مدعوًّا لرحلة

ترفيهية مع صديقه المقرب كريم، وبينما هو مستند على حاجز السفينة وقد بهرته روعة تلك المشاهد الخلابة التي

تنطق بعظمة الخالق المبدع سبحانه وتعالى، أغراه جمال المنظر أن يميل بجسده أكثر إلى الأمام ليتمكن من رؤية

السفينة وهي تمخر عباب البحر.

وفجأة جاءت موجة عنيفة اهتزت معها السفينة اهتزازًا شديدًا فاختل توازن عماد … وحدثت المصيبة… سقط عماد في

قلب المحيط، وتعاظمت المصيبة فعماد لا يحسن السباحة، صرخ عماد طالبًا النجدة حتى بُحَّ صوتُه، وظل يصارع الموج

بدون جدوى، فرآه رجل كبير في الخمسين من عمره كان مسافرًا معه على ظهر تلك السفينة، وعلى الفور أشعل

الرجل جهاز الإنذار ثم رمى بنفسه في الماء لإنقاذ عماد.

وبسرعة دبت الحركة في جميع أركان السفينة، هرول المسئولون وتجمع المسافرون على ظهر السفينة يرقبون

المشهد ويبادرون بالمعونة والمساعدة، ألقوا بقوارب نجاة إلى المياه، وتعاونت فرقة الإنقاذ مع الرجل الشهم على

الصعود بعماد إلى ظهر السفينة، وتمت عملية الإنقاذ بعون الله تعالى، ونجا عماد من موت محقق، وتلقفه صديقه كريم

معتنقًا إياه، ثم انطلق يبحث حوله عن ذلك الرجل الشجاع الذي جعله الله تعالى سببًا في إنقاذ حياته، فوجده واقفًا في

ركن من أركان السفينة يجفف نفسه، فأسرع إليه عماد واعتنقه وقال: لا أدري كيف يمكنني أن أشكرك على جميلك

معي، لقد أنقذت حياتي. فابتسم الرجل إليه ابتسامة هادئة ونظر إلى الأفق متأملاً، ثم التفت إلى عماد وخاطبه

قائلاً: 'يا بني، حمدًا لله على سلامتك، ولكن أرجو أن تساوي حياتك ثمن بقائها'.

كانت هذه الكلمات بمثابة الشرارة التي أشعلت فتيل الإرادة والتحدي في نفس عماد، استقرت الكلمة في عقله

ووجدانه بعمق، وأصبح همه في الحياة أن يجعل لها قيمة عالية حتى تساوي ثمن إنقاذها، ومضى عماد يحقق الآمال

تلو الآمال والنجاح يعقبه النجاح، وكلما مرت به الصعوبات وقابلته التحديات تذكر كلمات الرجل: 'أرجو أن تساوي حياتك

ثمن بقائها' فتشحذه الكلمة بالإرادة والعزيمة فيتغلب عليها بإذن الله تعالى وعونه، حتى قارب عماد على الستين من

عمره وقد حقق لنفسه وأهله ودينه وأمته إنجازات عظيمة'.

زهرة... ماذا لو كنت مكان ذلك الشاب عماد وسألناك ذات السؤال، هل حقًّا حياتك تساوي ثمن بقائها؟

إن الله تعالى كرم الإنسان عمومًا، قال تعالى: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ

وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً} [الإسراء : 70]
فما أعظم قيمة حياتك عند خالقها: فهو الذي سوَّاك ونفخ فيك من روحه، وأسجد لك ملائكته، وطرد من أجلك إبليس

من الجنة، وسخر لك الأرض بما عليها، وكل هذا وأنت ما زلت في صلب أبيك آدم، فإذا كانت حياتك بهذه القيمة العظيمة

فاعلمي أن بإمكانك أن تحافظي على هذه القيمة، وأن تستطيعين السعي لرفع سعرها باستمرار،

زهرة ..ترى ما الذي يرفع قيمة حياتك؟ وما الذي يرخص من قيمتها؟

إذا نظرت إلى خيرية هذه الأمة المباركة، تجديها ارتبطت:

1- الإيمان بالله تعالى والفاعلية العالية ...

والتي من أبرز صورها الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وكلما حقق الإنسان من الإيمان والفاعلية ارتفعت قيمة

حياته لتنال السعادة والنجاح ورضا الله في الدنيا وسكنى الجنان في الآخرة، والعكس صحيح أيضًا ... فكلما قل نصيب

الإنسان من الإيمان والفاعلية ضاعت قيمة حياته فعاش تعيسًا فاشلاً في الدنيا وباء بالخسران في الآخرة.

نحن أمة الفاعلية أوجب الله تعالى على أفراد هذه الأمة أن يكونوا على قمة هرم الإنجاز والفاعلية حتى تستطيع الأمة

أن تقوم بعبء هذه الأمانة الثقيلة.

ولعل ذلك هو سر حرص النبي صلى الله عليه وسلم على أن يزرع في صحابته حب الإنجاز والعمل، وكراهية العجز

والبطالة والكسل، فكان صلى الله عليه وسلم يعلمهم أن يقولوا في كل صباح ومساء: 'اللهم إني أعوذ بك من العجز

والكسل' رواه البخاري.
ومنهج الإسلام يحوي في ثناياه كل عوامل الإنجاز والفاعلية في تفرد ليس له نظير بين المناهج الأرضية، يقول بريغولت

في أحد كتبه الشهيرة، وهو كتاب [بناء الإنسانية Making of Humanity ]: 'إن ما يدين به علمنا للعرب ليس فيما قدموه

إلينا من كشوف مدهشة لنظريات مبتكرة، بل ندين لهم بوجوده نفسه، فالعالم القديم لم يكن للعلم فيه وجود، وقد

نظم اليونان المذاهب، وعمموا الأحكام ووضعوا النظريات، ولكن أساليب البحث في دأب وأناة، وجمع المعلومات

الإيجابية وتركيزها والمناهج التفصيلية للعلم، والملاحظة الدقيقة المستمرة، والبحث التجريبـي، كل ذلك كان غريبًا

تمامًا على المزاج اليوناني'.

وها هو الرازي يشتهر بعلوم الطب والكيمياء ويجمع بينهما، وتحقق من أثر العوامل النفسية في العلاج؛ حيث أكد

قائلاً: 'إن مزاج الجسم تابع لأخلاق النفس'.

ملكنا هذه الدنيا قرونا وأخضعها جدودٌ خالدونا
وسطرنا صحائف بيضاء فما نسى الزمان ولا نسينا

مصابيح على درب الفاعلية:

الرسالة البخارية:

يقول الإمام البخاري رحمه الله: كنت عند إسحاق بن راهويه فقال بعض أصحابنا: 'لو جمعتم كتابًا مختصرًا لسنن النبي

صلى الله عليه وسلم، فوقع ذلك في قلبي، فأخذت في جمع ذلك الكتاب'.

خدمة سنة النبي صلى الله عليه وسلم رسالة نذر البخاري نفسه لها منذ العاشرة من عمره، ومن ثم فقد رزقه الله

تعالى برؤيته في هذا المجلس المبارك، رؤية انطلق يحققها على بساط الحياة يجوب الأرض منطلقًا من مسقط رأسه

بخارى، يجمع أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، ثم رحل إلى بلخ ثم مرو ثم نيسابور ثم قدم العراق وتنقل بين

مدنها، ثم انطلق إلى مكة فالمدينة ثم أكمل رحلته فعرج على مصر ثم الشام.

يقول رحمه الله: 'صنفت الصحيح في ست عشرة سنة'، ويقول: 'أخرجت هذا الكتاب من زهاء ستمائة ألف حديث'.

وكان رحمه الله آية في قوة الحفظ والذكاء يقول عن نفسه: 'أحفظ مائة ألف حديث صحيح ومائتي ألف حديث غير

صحيح'.

نفرة بلا قعود:

أبو الخيرات محمد الفاتح: 'عن قريب سيكون لي في القسطنطينية قبر أو يكون لي فيها عرش'

بهذه الكلمات اختتم السلطان العثماني أبو الخيرات محمد بن مراد الفاتح مفاوضاته التي انتهت إلى طريق مسدود مع

الإمبراطور قسطنطين لتسليم القسطنطينية.

شابٌّ في الثانية والعشرين من عمره يمتلك هذا الإصرار وذاك الثبات، تُرى من أين نشأ ذلك؟

هيا معنا إلى الوراء قليلاً: الشاب ذاته في السابعة من عمره يوقفه شيخه 'آق شمس الدين' على الساحل المطل

على أسوار القسطنطينية ثم يشير بيده وهو يقترب بفيه من أذنه فيلقي على سمعه بهذه الكلمات النبوية الجليلة:

(لتفتحن القسطنطينية ، فنعم الأمير أميرها ، ونعم الجيش ذلك الجيش )

ويتكرر ذلك المشهد حتى يترسخ في عقل وقلب الأمير الشاب هذا الأمر، حلم القسطنطينية فيبدأ في إعداد العدة

العسكرية عبر جمع الأسلحة اللازمة، وبناء المدافع الكبيرة، ثم الاهتمام بالأسطول حتى بلغ عدد سفنه 400 سفينة.

وعلى صعيد آخر عقد المعاهدات مع جيران القسطنطينية من أعدائه ليأمنهم عند الحرب ـ وإن كانوا قد قاموا بنقض العهد حين بدأ القتال ـ ثم كان الهجوم على القسطنطينية الذي سخر له كل الطاقات والإمكانات، فيفتح الله القسطنطينية على يديه وتتحقق النبوءة النبوية فيه.

ويستمر في السعي لتحقيق أهدافه، فلما بلغ من العمر خمسًا وعشرين سنة كان قد فتح بلجراد، وفي سن السابعة

والعشرين أتم فتح أثينا وبلاد اليونان، وفي سن الثامنة والعشرين أكمل السيطرة على شبه جزيرة المورة، ولما أتم

الحادية والثلاثين ضم رومانيا إلى الإمبراطورية العثمانية، ثم أتبعها بالبوسنة في السنة التالية.

كوني فنانة لا فرشاة وألوانًا

بعد أن سمعنا سويًا هذه السيرة العطرة عن هؤلاء العظماء مصابيح الفاعلية والإيجابية لما لا تكوني على دربهم

وتسيري في طريقهم. فتصبحين فعالة وتصبح لحياتك قيمة وتصنعين نفسك بنفسك.

كوني أنت الفنانة وارسمي شكلك وشخصيتك ولا تكوني مجرد فرشاة وألوانًا تستخدم في رسم شخصيتك.

ألم تسمعي قول النبي صلى الله عليه وسلم 'المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف'فلا تسمحين لنفسك بالضعف وكوني قوية نافعة لنفسك وأهلك ودينك.

دعوة إلى رحلة .. فهل تقبلين.

في هذه الرحلة تصنعك طائرة التغير والتي تمر بخط طول البناء وخط عرض الفاعلية للوصول إلى زهرة المؤمنة الفعالة

صاحبة البصمات الواضحة في أسرتها في عائلتها في مدرستها في أولادها في الأمة بأثرها.

لكن ... للاشتراك شروط:

1- قناعة في التغير: فلابد يا أخيتي أن تشعرين بحاجتك إلى التغير ومدى السعادة والرضا التي تعود عليك في الدنيا

والآخرة من الفاعلية والإيجابية.

2- همة عالية: لابد أن تجمعين همتك وتحفزين نفسك فإن الهمة تصعد بك إلى القمة، والكسل لا يجلب إلى العجز

والفشل.

3- كوني واثقة بنفسك فإن لديك قدرات هائلة وإمكانيات رائعة تجعلك فعالة ونشطة.



منفول من مفكرة الإسلام........

الأميرة الحسنآآآء
25-06-2006, 05:35 PM
أخيتي الغالية // شعااااااااااااااااع

يعطيك العافية على هذا النقل الرااا ئع

والقيم.. أثابك الله الجنة وشكر لك جهودك

1- قناعة في التغير: فلابد يا أخيتي أن تشعرين بحاجتك إلى التغير
ومدى السعادة والرضا التي تعود عليك في الدنيا
والآخرة من الفاعلية والإيجابية.

2- همة عالية: لابد أن تجمعين همتك وتحفزين نفسك فإن الهمة تصعد بك
إلى القمة، والكسل لا يجلب إلى العجز والفشل.

3- كوني واثقة بنفسك فإن لديك قدرات هائلة وإمكانيات رائعة تجعلك فعالة ونشطة.

كلااااام جمييييييل .....

وفقك الله ورعااااااااااااك

==================================================
اللهم إني أسألك بأسمائك الحسنى وصفاتك العليا أن تشفي أبي الحبيب ،
وأن تشفي والد أحبتي في الله ، وتشفي كل مريض،وتعافيهم ، وتلطف بحالتهم،
وانت تعلم يا الله ضعفهم وعجزهم برحمتك أجرهم وكن عونا لهم واجعلهم من الصابرين
المحتسبين في الدنيا و الآخرة.. آآآآآآآآآمين ياااااااااااااااارب

nonna
26-06-2006, 06:00 PM
نحن أمة الفاعلية أوجب الله تعالى على أفراد هذه الأمة أن يكونوا على قمة هرم الإنجاز والفاعلية حتى تستطيع الأمة أن تقوم بعبء هذه الأمانة الثقيلة


فلتكن اعيننا متطلعة دائما نحو الاعلى السامي الرفيع
نحو الاهداف النبيلة بهمة عالية قوية


وقد قيل رجل ذو همة يحيي به الله أمة

غاليتي شعـــــاع

بوركت جهودكِ موضوع قمة يحتاج إلى علو همة لكي نرتقي هذه القمة
بارك الله فيكِ

وجزاكِ الله خير

شموووخ الرياض
26-06-2006, 08:48 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

بداية اشكرك اختاهـ الغاليه على ماطرحتيه لنا من موضوع في قمة الرووعه ..

بارك الله فيك ..


فكلما قل نصيب الإنسان من الإيمان والفاعلية ضاعت قيمة حياته فعاش تعيسًا فاشلاً في الدنيا وباء بالخسران في الآخرة.


نعم والله ضاعت حياته وقيمته
وذات الفتى والله بالعلم والتقى ------ فإن لم يكونا لا اعتبار لذاته

جزاك الله الف خير ..

والى الامام دوما

مودتي

sho3a3
26-06-2006, 10:15 PM
أشكر مروركن الكريم أخواتي الكريمات .......

وأسأله عزوجل أن يبارك فيكن ويرزقكن فردوسه الأعلى أنه على كل شيء قدير ........

melaf
28-06-2006, 10:54 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

استاذتي الغالية شعــاع لقد نقلت اناملكِ اجمل ما قرأت من مواضيع

سلمت يمناكِ على هذا النقل الموفق الجميل

جزاك الله خيرا

ورزقك الله به جنة تجري من تحتها الانهار..

والى الامام دوما

sho3a3
28-06-2006, 11:56 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ......


حياكِ الرحمن أختي الحبيبة ميلاف ........

اللهم آآآآآآآآمين غاليتي ...


تقبل الله دعائكِ وجعلنا جميعاً أنا وأنتِ وكل المسلمين من أهل الجنة يارب العالمين .......


والجميل غاليتي أن الموضوع أعجبك ِ .. وهذا شيئ يفرحني كثيرا ... الله لايحرمني تواجدكِ وحضوركِ الدائم في


مواضيعي .......

وفقنا الله وأياكِ لما يحبه ويرضاه من الأقوال والأفعال ......


أختك المحبة لكِ دوما .. شعـــــــــــــــــــاع


http://www.uaekeys.com/fwasel/www.uaekeys.com0013.gif

هنـــد
02-07-2006, 08:39 AM
جزاكِ الرحمن خيراً أخيتي شعاع