المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : توجيهات للفتيات حول فتى الأحلام



قلب راض
08-01-2014, 06:08 PM
http://forum.hawahome.com/clientscript/ckeplugins/picwah/images/extra5.png



أختي الحبيبة:

ما من شك أن كل امرأة تميل للاقتران برجل تجد معه المودة والرحمة التي جعلها الله آية من آياته؛ إذ قال سبحانه: وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً([1]).

فهذه فطرة الله التي فطر الأنفس البشرية عليها، وينبغي للمرأة ألا تكابر في الإقرار بهذه الحقيقة؛ لأنها إذا كابرت فهذا دلالة على كونها غير سوية ولا سليمة من الناحية النفسية أو التكوينية أو غيرها.
ولما كان من تمام نعمة الله على المرأة الاقتران برجل تجد في كنفه أسباب الحياة الكريمة والعيش الهنيء، أحببت أن أدلي بدلوي ببعض التوجيهات المختصة بجانب من هذا الأمر.
والحامل على كتابة هذه الصفحات أن بعض النساء يكون لديها بعض التصورات والتصرفات الخاطئة حيال هذه القضية؛ وخاصة الطرق التي يسلكها «فتى الأحلام» - إن صح التعبير – عندما يريد الاقتران – بزعمه – بإحدى الفتيات.
تلك الطرق التي يتملق من خلالها بعض الشباب بمعسول الكلام وزخرف القول والأماني الوردية والوعود النرجسية؛ ليتزلف من خلالها لإخراج تلك اللؤلؤة المكنونة من صدفتها – ألا وهي أنت أيتها الأخت الحبيبة – فإذا به يتابع مكالماته الليلية وطرقه الملتوية، فإذا ظفر بخروج فريسته معه، ونال منها ما شاء، صار يتململ من [صديقته] «سابقًا» وينظر إليها باعتبارها وردة شم عبيرها وتركها بعد أن ذبلت بين يديه، مع أن المسكينة قد تعلق قلبها به؛ فهي لا تزال في عالم تلك الوعود الهاتفية، والأماني التليفونية.
هذه النهاية البئيسة تتكرر كثيرًا لبعض الفتيات؛ مما يؤلم النفوس ويضيق الصدور، لذا أحببت أن أؤدي واجب النصح لأخواتي المسلمات؛ للحذر من هذه التصرفات البغيضة، فقمت بجمع هذه الرسالة المتواضعة، لتكون تنبيهًا وإرشادًا وتوجيهًا لأولئك الفتيات الحبيبات.
وآثرت تسميتها بـ «توجيهات للفتيات حول فتى الأحلام»، وأسأل الله أن ينفع بهذا الجهد، وأن يتجاوز عن تقصيري وزللي، وأن يصلح شباب المسلمين وشاباتهم ويوفق الجميع لكل خير، وأن يقينا شرور أنفسنا، وكيد أعدائنا، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

المكالمة الأولى

عند أول مكالمة تكون الأمور جميلة والعلاقة حميمة، والأحلام مع (فتى الأحلام) وردية، والوعود كثيرة؛ لأن فتى الأحلام كثير الوعود ويعدد المزايا ويصف نفسه بالوسامة وخفة الظل والعطاء، ويحكي عن مغامراته، وكأنه هو الذي كنت تحلمين به، يسمعك الشعر وقصص الحب، ويخدعك، وبعد مدة: تكتشف المسكينة أنها فقدت السيطرة على مقاليد الأمور، واستولى كذبه على عقلها وقلبها.
ومع الأيام يستمر في خداعها قائلاً لها: من زمن وأنا أبحث عنك. اكتشفت أن الحياة بدونك ليست بحياة. لقد كنت أبحث عن قلب يحبني، وعقل يفهمني، وإنسانة حنونة تنتشلني من الضياع..
مسكينة هذه الفتاة؛ لقد صدقت كل كلمة قالها، وهو بعد انتهاء المكالمة ذهب إلى ضحية «مسكينة أخرى».
فعند أول مكالمة ترد إليك من «معاكس» يجب أن تعرفي أن خنجر الذل والعار قد أشهر ليغرس في قلبك، فاتقي الله في نفسك؛ فإنك ترتكبين جرمًا عظيمًا عندما تسمحين لشاب أن يعاكسك، وجرمك الآخر عندما تقومين بمجاراته والتمادي معه.
وحينئذ يكون خطؤك كبيرًا وعظيمًا في حقك وفي حق مجتمعك الطاهر.


قصة الخروج إلي...!!

لم يبخل أهلها عليها بشيء يومًا ما؛ بل إنهم يغدقون عليها المال؛ طلبًا لسعادتها؛ لكنها كانت – كأي فتاة – تطمح للاقتران برجل يضفي على حياتها المودة والرحمة..
وفي إحدى الليالي تمتد يدها لجهاز الهاتف لتجيب رنينه، فإذا بها تسمع صوت رجل أتقن الاحتيال عليها، وفي تجاذب أطراف الكلام معها، فأطار السهاد من عينيها.
كانت تتمتم في الكلام لأنها لم تعتد مثل هذه التصرفات، وما كان من ذلك الرجل إلا وأن نصب الشباك وأعد الفخ لهذه الفتاة وأعطاها رقم هاتفه إذا رغبت هي في الاتصال، ثم أغلق سماعة الهاتف!!
هكذا يختل توازن تلك الفتاة بسبب ما لديها من ضغوط نفسية وبسبب شدة احتيال ذلك الشاب عليها ومكره بها.
وفي ليلة الغد ترفع سماعة الهاتف بنفسها، ويدها ترتعش لدى ضرب الأرقام، وما إن سمعت صوت ذلك الشاب وسمع صوتها حتى أيقن بأنها قد وقعت في شباكه.
وبدأ يمنيها ويعدها ويمدح نفسه بماله وجاهه، ثم ماذا؟
أريد أن أرى وجهك!! هكذا وبكل تبجح يطالب هذا اللص.

لكن لم تتقدم لخطبتي ولم.. ولم.. وأخاف.. ويمكن، بهذا العبارات البريئة الساذجة تجيب الفتاة..
لكن ذلك المتلصص يحذرها بأنه لن يخاطبها مرة أخرى إذا لم تلب رغبته خلال يومين، ثم يغلق السماعة.
كانت الفتاة تلك قد تعلقت به، وظننت أنه أملها المرجى، فحزنت لأنها لم تجب طلبه.. وفي الغد تمسك الفتاة بسماعة الهاتف تخاطب «صديقها» لتلبي رغبته، ولكن من وراء نافذة المنزل، ولم يمانع ذلك المتلصص؛ لأنه قد أعد «طعما» آخر يصطادها به، فلما حقق مطلبه، طالبها بالخروج معه، وإلا فإنه سيقطع علاقته بها ويفضحها بهذه العلاقة معه.. ثم يبحث عن شريكة صادقة وجريئة لحياته غيرها، هكذا يتبجح، ومع تردد الفتاة وخوفها وانخداعها و.. و.. و.. تخرج معه وأين تخرج إلى الهاوية؟
نعم.. إلى الهاوية، بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى!



* * * *

خضوع المرأة بقوله وترقيق صوتها
حكمه، وأثره في استمالة النفوس

ما من شك أن الإسلام نهى عن السفور والتبرج ونهى عن التفرنج والتغنج والخنوع والخضوع بالفعل أو القول للرجال الأجانب، حفاظًا وصيانة للنساء عن الفتنة والفساد وقد قال تعالى:يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفًا([2]).
في هذه الآية: ينهاهن الله حين يخاطبن الأجانب من الرجال أن يكون في نبراتهن ذلك الخضوع اللين الذي يثير شهوات الرجال ويحرك غرائزهم ويطمع مرضى القلوب ويهيج رغائبهم.
ومن هن اللواتي يحذرهم من الله هذا التحذير؟!
إنهن أزواج النبي r وأمهات المؤمنين، اللواتي لا يطمع فيهن طامع، ولا يرف عليهن خاطر مريض فيما يبدو للعقل أول مرة.
وفي أي عهد يكون هذا التحذير؟!
في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وعهد الصفوة المختارة من البشرية في جميع الأعصار.

ولكن الله الذي خلق الرجال والنساء يعلم أن في صوت المرأة حين تخضع بالقول وتترقق في اللفظ ما يثير الطمع في قلوب، ويهيج الفتنة في قلوب، وأن القلوب المريضة التي تثار وتطمع موجودة في كل عهد، وفي كل بيئة، وتجاه كل امرأة، ولو كانت هي زوج النبي الكريم، وأم المؤمنين، وأنه لا طهارة من الدنس، ولا تخلص من الرجس حتى تمنع الأسباب المثيرة من الأساس.
فكيف بهذا المجتمع الذي نعيش فيه في عصرنا المريض الدنس الهابط الذي تهيج فيه الفتن، وتثور فيه الشهوات وترف فيه الأطماع، كيف بنا في هذا الجو الذي كل شيء فيه يثير الفتنة ويهيج الشهوة وينبه الغريزة ويوقظ السعار الجنسي المحموم؟ كيف بنا في هذا المجتمع، في هذا العصر، في هذا الجور، ونساء يتخنثن في نبراتهن، ويتميعن في أصواتهن، ويجمعن كل فتنة الأنثى، وكل هتاف الجنس، وكل سعار الشهوة، ثم يطلقنه في نبرات ونغمات؟!
وأين هن من الطهارة؟ وكيف يمكن أن يرف الطهر في هذا الجو الملوث، وهن بذواتهن وحركاتهن وأصواتهن، ذلك الرجس الذي يريد الله أن يذهبه عن عبادة المختارين؟!([3]).

وعلى هذا كوني على حذر؛ فمن دعاك من شياطين الإنس إلى ممارسة عادة «المعاكسات» ذلك المرض الشنيع، فلا تستجيبي لتلك الدعوة المهلكة لك ولغيرك من بنات الإسلام العفيفات، دعوة أتتك من أناس خانوا الله ورسوله r وخانوا أمانتهم وخانوا مجتمعهم المسلم، ولا ريب أنهم أعداء لك؛ لأنهم يدعونك إلى السقوط في الهاوية، يدعونك إلى الوقوع في المستنقعات الوبيئة من حيث لا تشعرين.. فقولي قولاً يسجله لك التاريخ، قولي بصراحة وشجاعة: لا سمع ولا كرامة ولا طاعة لمن يدعو إلى أسباب الشر والفساد.


* * * *

تدنيس الشرف وإهدار الكرامة!!

أيتها الأخت الحبيبة: لو كنت زوجة فهل ترضين لزوجك أن يتغزل بأخريات غيرك؟ ولو كنت غير متزوجة فهل تصدقين أحدًا من الشبان يدعي أنك محبوبته الوحيدة؟
قد تزخر مفكرة شاب ما بعشرات الأرقام الهاتفية لفتيات، فيقال له ذكيًا ورجلاً على حد تعبيرهم.. أما أنت ففكري قبل الوقوع في مهاوي الردى؛ يقولون بأنك قادرة على مقارعة الخطوب ويمجدونك حتى إذا تمكنوا منك قتلوك، يمتدحون جمالك حتى إذا نالوه قالوا: «عاهرة» يقولون: ملكة جمال فإذا حال الحول قالوا: قبيحة!!
أقول لك يا أختاه.. إن الهاتف في البداية عند بعض الفتيان وبعض الفتيات وسيلة للتسلية كما يزعمون، لكن رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة واحدة، وخطوة قد تكون مسلمة لديك، خطوة واحدة فقط مكالمة هاتفية أو محاولة أو تفكير أو شيء من هذا القبيل وبعد ذلك ينتقل بك إلى خطوة أخرى، والذي بدأ الخطوة الأولى يصعب عليه في الغالب أن يتوقف عن الخطوة الثانية ولهذا قال عز وجل: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ([4]).
والشيطان طويل النفس، يبدأ مع الفتاة بقضية «أحلام الزواج»، ويقنعها أن الشاب (الذئب) يريد أن يتزوجها، ولكي تحظى عنده هي بالقبول وتحصل عليه وتحقق هذا الحلم الذي وقع في خاطرها وهو الزواج به، فيجب عليها أن تجامله ولا تعكر عليه مزاجه ولا ترد له طلبًا؛ لأنها تخشى أن يغير رأيه فيها، فتسعى إلى إرضائه حتى يتزوجها فعلاً، فإذا طلب منه شيئًا لبت، وإن طلب منها أن تتحدث في أمر من الأمور أجابت، وإن طلب أن يراها استجابت، بأسلوب أو بآخر، ودون علم أهلها بالطبع، وهناك حالات كثيرة جدًا يترك الشاب فيها البنت بعد أن أخذ أعز ما لديها، وبعدما لطخ سمعتها، ودنس كرامتها، ثم يتخلى عنها ويتركها باكية حسيرة كسيرة، وهو يضحك لينتقل منها على غيرها..
أختاه: ماذا ترجين منهم؛ هؤلاء الشباب الذين هذا سلوكهم! إنك في بيت والدك وبعد ذلك إن شاء الله في بيت زوجك ملكة غير متوجة، وبين أولادك مربية وموجهة لأجيال الغد المشرق.
لو أوصدت بابك وسماعة هاتفك أمام (الذئاب) الذين يمرغون كرامتك لحفظت نفسك وربيت بناتك على الطهر والعفاف.



* * * *



يتبع بإذن الله

قلب راض
08-01-2014, 06:11 PM
فتى الأحلام!!

أختاه: أنت – كغيرك من النساء – تتطلعين إلى زوج أو شريك لك في الحياة في المستقبل، ولن يحدث زواج عن طريق الهاتف مهما حدث، ومهما قال لك؛ لأن أي شاب يعلم يقينًا أن من العار عليه أن يقترن بأم أولاده عبر هذه الوسيلة الدنيئة ومن خلال هذا الطريق الموبوء، والمرأة المؤمنة حق الإيمان لا يمكن أن تتجرأ على سلوك هذا الطريق الشائك الموحش.
وقال تعالى: }وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ{([5]).
فالحذر الحذر من الهاتف قبل أن يوقع بك في مرادي الهوى ومزالق الحضيض، وكم من فتاة قتلت عفتها، وشينت سمعتها ووقارها، ودنست عرضها، ففقدت عقلاً يصونها، بسبب كلمات بالهواء طائرة وعبارات في أدراج الرياح مبعثرة- ندمت أن تكلمت بها، وتمنت أنها لم تسمع يومًا رنين جرس هاتف في حياتها، فاحذري رعاك الله من تدنيس نفسك بما يسوؤك في يومك وتسألين عنه في غدك، وكفاك مهانة فأنت لست سلعة للبيع، أنت إنسانة كرمها الله وأعزها، ويجب أن تعلمي أن غاية المكالمات عند الشباب لم تكن للبحث عن شريكة الحياة؛ ولكن للبحث عن موقعة يعبثون وينتصرون فيها عليك وعلى أمثالك من بنات المسلمين، حفظك الله وحفظ المسلمات من هذه الذئاب. آمين.


* * * *

مقاصد دنيئة.. ونهايات مؤلمة

أختي الحبيبة: اعلمي أن الشباب المنحرف عندما يرون امرأة في أي مكان فهم ينظرون إليها ويضحكون أمامها وكأنها أجمل امرأة، وغرضهم هو أن يضحكوا عليها ويأخذوها لحمًا ويرموها بعد ذلك عظمًا.
فاعلمي أختي الغالية: أن هدف هؤلاء هو الاستمتاع بتلك المرأة لدقائق معدودة، ثم يذهب هو ويبقى العار – والعياذ بالله – تحمله هذه المخدوعة أبد الدهر.. يشتركان في لذة لثوان: ثم ينسى هو، وتظل هي تتجرع ألم هذه اللذة المحرمة، والعار الذي يجعل كل من حولها يشيرون إليها بأصابع الاحتقار والازدراء.. تحترق ألمًا في الدنيا، وما أدراك ما ينتظرها في الآخرة من العذاب، إن لم يمنن الله عليها بتوبة قبل الممات.
وأما حال الرجل بعد أن يسرق من الفتاة حياءها وعفتها وجوهرة قلبها فإنه ينساها، ويذهب للبحث عن «مغفلة» أخرى ليسرق منها عرضها، أما هي فتتألم من ثقل الحمل في بطنها، والهم في نفسها ووصمة العار في جبينها، والمجتمع قد يسامح الرجل مهما عمل من المعاصي إذا تاب منها ونسي جميع أعمالها السابقة؛ ولكن الفتاة إذا غلطت فإنها قد تبقى سجينة هذه الغلطة طول عمرها، ولا ينسى المجتمع لها ذلك، حتى ولو تابت، وينظر الناس لها نظرات سيئة طول العمر، وتمتد هذه النظرات إلى الأولاد إذا كان لها أولاد.


قائمة الخسائر!

لا أدري هل أذكر لك قائمة الخسائر في الحياة من جراء مكالمات المعاكسات الهاتفية؟ أم أذكر لك خسارتك في الآخرة؛ فبعد السقوط في الهاوية وضياع الشرف والعرض، هل تستطيع تلك الفتاة المخدوعة أن تنام بالنهار أو الليل؟
فهي في أرق باستمرار، ودموع وندم وضياع، والأهل وما أدراك ما الأهل.. الأهل الذين أعطوها كل الثقة، وذلك مقابل أن تكون جديرة بها، ما ذنبهم بما اقترفت، لقد أنت لهم بالذل والخزي والعار.
وكل هذا من أجل شاب كان يتسلى ويتمتع بها، وبعد ذلك تركها وذهب إلى غيرها، وكان الثمن الضياع ونفور الناس منها ومن أهلها، وسمعة رديئة للأسرة بأسرها. فيجب على كل امرأة قبل أن يحدث ذلك أن توصد الباب أمام أي طارق يحاول هتك العرض والشرف، وأن تجعل لها سياجًا واقيًا، وأن تتنازل عن المكالمات قبل أن تتنازل عن أشياء أخرى ليست بالحسبان.





إن الرجال الناظرين إلى النساء




مثل السباع تطوف باللحمان




إن لم تصن تلك اللحوم أسودها




أكلت بلا عوض ولا أثمان










* * * *
لا تصدقي.. واحذري..([6])
أختي الكريمة.. إن كنت عاقلة – ولا أظنك إلا كذلك – فاستمعي إلى هذه النصائح:
لا تصدقي..
لا تصدقي أن زواجًا سوف يتم عن طريق مكالمات هاتفية عابثة، ولو تم فإن مصيره إلى الضياع والفشل والشك والندم.
لا تصدقي أن شابًا – مهما تظاهر بالصدق والإخلاص – يحترم فتاة تخون أهلها وتحادثه عبر الهاتف، أو تتصل به، أن تخرج معه، مهما أظهر لها من الحب، وألان لها من القول؛ فهو إنما يفعل ذلك لأغراض دنيئة لا تخفى على عاقل.
لا تصدقي ما يردده «أدعياء التقدم» أو ما يسمى «بتحرير المرأة» من أنه لا بد من الحب قبل الزواج؛ فالحب الحقيقي لا يكون إلا بعد الزواج وما سواه، فهو في الغالب حب مزيف، مؤسس على أوهام وأكاذيب لمجرد الاستمتاع بقضاء الوطر، ثم لا يلبث أن ينهار فتنكشف الحقائق ويظهر المستور.
احذري..
احذري المكالمات الهاتفية؛ فإنها تسجل عند الله تعالى وتكتب سيئة في صحائف أعمالك، تتمنين زوالها يوم العرض عليه سبحانه ويسجلها شياطين الإنس (أدعياء الحب) فيسخدمونها سلاحًا للضغط عليك، أو النيل من سمعتك وعرضك.
احذري التصوير بشتى أنواع، فهو من أخطر الأسلحة التي يستخدمونها «ذئاب البشر» لإرغام الضحية وتهديدها وافتراسها، إذا أعيتهم الفتاة برفضها الخروج معهم.
احذري كتابة الرسائل الغرامية؛ فهي أيضًا من وسائلهم في التهديد والضغط.
احذري المجلات والروايات الهابطة؛ فإنها تحمل بين صفحاتها الملونة وأوراقها المصقولة السم الزعاف والأفكار المنحرفة.
احذري المسلسلات والأفلام الهابطة المضللة التي تقتل الحياء، وتقضي على الفضيلة وتسبب هدم الأخلاق والقيم، وخاصة ما يبثه أعداء المسلمين من اليهود والنصارى وغيرهم ليخرجوك عن إيمانك وعفافك.
احذري التبرج والسفور وكثرة الخروج إلى الأسواق وغيرها من غير حاجة مما يعرضك للفتن ودواعيها.
احذري رفيقات السوء الضالات المضلات؛ فإنهن يعدين كما يعدي المريض الصحيح.
احذري جميع المعاصي والذنوب؛ فإنها سبب للشقاء والتعاسة وزوال النعم وحلول النقم ونزول المصائب.

وأخيرًا.. احذري ملك الموت إذا جاء لقبض روحك؛ بالاستعداد للآخرة؛ بالتوبة النصوح والأعمال الصالحة؛ فإنك لا تدرين متى يهجم عليك.
وبعد هذه النصائح اعلمي – وفقك الله – أن باب التوبة مفتوح للتائبين؛ فإن كنت قد ألممت بشيء من الذنوب فبادري بالتوبة النصوح قبل أن يغلق الباب ويعلوك التراب، فلا ينفع الندم حينئذ.




ولو أنا إذا متنا تركنا




لكان الموت راحة كل حي




ولكنا إذا متنا بعثنا




ونسأل بعدها عن كل شيء














يتبع بحول الله

قلب راض
08-01-2014, 06:12 PM
* * * *

الخـاتـمة
وفي خاتمة هذا الموضوع:
لا يسعني إلا أن أوصيك بتقوى الله عز وجل والتزام حدوده، كما أذكر بثناء الله عز وجل على عباده المؤمنين في معرض وصفه لهم في كتابه الكريم، وقد ذكر من أوصافهم اقتصارهم على ما أحله لهم من متعة الفرج؛ حيث يقول تعالى: }وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ{([7])، والمعنى: أن من أوصاف المؤمنين الصادقين أنهم حفظوا فروجهم عن الحرام؛ فلا يقعون فيما نهاهم الله عنه من زنا أو غيره من محرمات، ولا يقربون سوى أزواجهم التي أحلها الله لهم، وما ملكت أيمانهم من السراري، ومن تعاطى ما أحله الله له فلا لوم عليه ولا حرج، ولهذا قال تعالى: }فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ{، }فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ{ أي: غير الأزواج والإماء، }فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ{ أي: المعتدون.
فليحذر كل مسلم ومسلمة أن يخطأ الطريق، فإن الله قد أحل الزواج وباركه، بل قد حثَّ نبيه محمد صلى الله عليه وسلم عليه إذ قال: «يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، فمن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء» [متفق عليه] ومن كان صادقًا – من ذكر أو أنثى – في إحصان نفسه فليبشر بالخير والفرج، وقد صح عن النبي r أنه قال: «ثلاثة حق على الله عز وجل عونهم: المكاتب يريد الأداء، والناكح يريد العفاف، والمجاهد في سبيل الله» وقال تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ ([8]).
وليحذر كل مسلم ومسلمة من الفاحشة أو ما يسببها من الخلوة المحرمة، أو تبرج المرأة وسفورها وخضوعها بالقول، أو إطلاق البصر وتوجيه النظر إلى ما حرم الله تعالى، أو أنواع الاتصال المشبوه بين الرجال والنساء، أو غير ذلك مما يؤدي إلى الفاحشة– والعياذ بالله؛ فقد توعد الله سبحانه من ارتكبها بالخزي والهوان في الدنيا والآخرة.

وما شرع حد الزنا إلا قطعًا لدابر هذه الفعلة الشنيعة.

ومن عذاب الله في الآخرة لمن باشر ذلك الذنب العظيم ومات من غير توبة وتطهير منه: ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم عندما رأى أقوامًا يعذبون – في قبورهم – إذ قال: «فأتينا على مثل التنور أعلاه ضيق وأسفله واسع، يوقد تحته نار، فإذا فيه لغط وأصوات، قال: فاطلعنا فيه: فإذا فيه رجال ونساء عراة، وإذا هم يأتيهم لهب من أسفل منهم، فإذا أتاهم اللهب ضوضوا»؛ أي صاحوا وارتفعت أصواتهم، وذكر أن أولئك هم الزناة والزواني.
وليتذكر ذلك العار الكبير الذي يجره من وقع في الفاحشة – من ذكر أو أنثى – على أهله وأسرته، إنه لطخة سوداء في صفحات تلك الأسرة، يتعدى شؤمها وخزيها إلى أفراد الأسرة وأجيالها المتعاقبة.
وحين ينكشف المستور ويظهر المخبوء يتمنى ذلك المخطئ الأثيم أو المخطئة الأثيمة لو أن الأرض انشقت فابتلعتهما من خزي يرونه وألم يحسون به..
والآن.. نرجع بك أختي المسلمة من تلك النهاية البئيسة التي يؤول إليها من أوقع نفسه في تلك الفاحشة البغيضة– نرجع لبيان الوسيلة الطاهرة الشريفة التي شرعها الإسلام لمن أراد إحصان فرجه وتكوين الأجيال الطاهرة الزكية، من خلال الزواج الذي شرعه الله ورسوله، وجعل له من التشريعات والأحكام والآداب ما يقيم كيانه، ويحفظه ويحميه، في جو من المشاعر المؤنسة والرحمة والود المتبادل بين الزوجين، يرفرف فوق ذلك معرفتهما لحقوق كل منهما والغاية التي ينشدانها؛ ألا وهي: إيجاد الأسرة المسلمة المتحابة التي هي المحضن الزكي للأجيال المؤمنة على طريق العبودية لله وحده لا شريك له سبحانه.

وأخيرًا:
نسأل الله الجواد الكريم أن ينفعنا جميعًا بما قرأنا، وأن يؤلف بين قلوب المسلمين والمسلمات على الهدى، وأن يبعدهم عن أسباب سخطه ويجنبهم معاصيه، وأن يوفق الجميع لما يحبه ويرضاه.
والله تعالى أعلم، وصلى الله على خير خلقه نبينا محمد، وعلى أزواجه وآله الطيبين الطاهرين، وعلى أصحابه الغر الميامين، وأتباعهم بإحسان إلى يوم الدين.


([1]) سورة الروم، الآية: 21.

([2]) سورة الأحزاب، الآية: 32.

([3]) ينظر «في ظلال القرآن» للأستاذ سيد قطب [تفسير سورة الأحزاب، الآية: 32].

([4]) سورة النور، الآية: 21.

([5]) سورة الطلاق، الآيتان: 2، 3.

([6]) استفدت هذه الفقرة من إحدى المطويات الإرشادية الصادرة عن إدارة التوعية والتوجيه بفرع رئاسة هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالرياض.

([7]) سورة المؤمنين، الآية: 7.

([8]) سورة الطلاق، الآيتان: 2، 3.










بقلم: سعاد محمد فرج

بنت المساعيد
08-01-2014, 07:16 PM
همسآت لكل أنثى هادفة وبمحلها والله
ربي يحفظنا ويحفظ جميع بنآت المسلمين من مصائب هذا الزمآن
اشكرك لكل كلمة نافعة وضعتيها لنا
في ميزآن حسنآتك يا الغاليةة

زهور 1431
08-01-2014, 10:01 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ....

طرح جميل جدا وتنبيهات مهمه للفتاة الحريصة على شرفها وحيائها وحشمتها .. نفع الله به ..
الله يستر علينا وعلى المسلمات ويردنا الى الحق ردا جميلا ...
اسعدك ربي يالغﻻ على اﻻنتقاء القيم والمفيد وبلغك اعلى المنازل في الدارين ومن تحبين ...

دموع التوبة
09-01-2014, 12:02 AM
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته










موضوع هام و خطير جدا نسأل الله السلامة و العفو و العافية و ان يستر علينا و على بناتنا و بنات المسلمين من مثل هؤلاء الذئاب ,فالابناء امانة لدينا و لابد من الاحسان لهم بالصغر و ان نرعاهم حق الرعاية من زرع القيم الاسلامية فيهم و حثهم على ما هو خير لهم حتى يشغلوا انفسهم بما يرضي الله و لا يجعلوا للشيطان منفذ يتلاعب بهم ,فزيادة مساحة الحرية لدى الشخص و خاصة اذا لم يكن هناك ظوابط تحكمه لن ينتج عنه الا الفساد و الويل و الخسارة,سلمت يمناك غاليتي على هذا الانتقاء و حاولت ان اقيم لكن ميزانك عاند معي.

ليدي الامورة
18-10-2016, 12:03 AM
يعطيك العافية