زهور 1431
07-04-2015, 01:19 PM
http://forum.hawahome.com/clientscript/ckeplugins/picwah/images/extra6.png
كتب الأطفال وأزمة الانتقاء قبل الاقتناء!
كثيراً ما تدور في مجالس الأمهات تساؤلات عن الكتب المناسبة لأطفالهن، والمكتبات التي توفر قصص الأطفال الجذابة، وتكاد الأمهات يتفقن على أن نسبة كبيرة جداً من الكتب المخصصة للأطفال لا تخلو من محاذير ومخالفات وأفكار مسمومة، إلى حدٍ يجعل العثور على كتب تربوية سليمة من الشوائب، مراعيةً للمرحلة العمرية، يشبه البحث عن إبرةٍ في كومة قش؛ فالقصص العالمية الشهيرة لا تخلو من الدجل والخرافات والأساطير، والحب والسحر والجريمة.
أمام هذه المشكلة التربوية انقسمت الأمهات إلى فريقين: أمهات يحذرن عند انتقاء مايقدمن لأطفالهن ، ويتكبدن المشقة في البحث عما يناسب، وأمهات استسلمن لهذه المشكلة، وفتحن لأطفالهن الباب في قراءة ما يجذبهم من أغلفة أو عناوين.
لم أكتب هذا المقال لأوجه صرخة استغاثة للأدباء و الكتاب القادرين على الكتابة للطفل المسلم، سداً للفراغ الكبير في مكتبته. ولا لأوجه مقترحاً للمكتبات ودور النشر والمؤسسات المهتمة بالطفولة، لتبني مسابقات في أدب الطفل؛ لتحفيز الراغبين في الجوائز على تقديم قصص تستحق النشر.
بل أكتب هذا المقال للأمهات اللواتي تركن مشقة الانتقاء، وابتعدن عن الحذر في اختيار كتب الأطفال، حجتهن في ذلك أن هذا هو الموجود، ولا بد من قراءة الطفل لكتب تنمي ملكة الإبداع الأدبي عنده، والتذوق الفني، والخيال العلمي، أما ما فيها من تجاوزات وسموم فلنترك الطفل يتعرف عليها ويختار الطريق بنفسه.
العجيب أن هذه النوعية من الأمهات تحيط أبناءها بحماية صحية، ووقاية من الأمراض، ولا أشك في حرصهن على اكتمال تطعيمات أبنائهن، و في تعويدهم على قواعد النظافة وتجنب العدوى، وهذا مما يشكرن عليه بلا شك، لكن نقاء العقيدة أولى، وسلامة الفكر أهم، و صحة المباديء و الأخلاق أوجب. والطفل الغض أجدر بحماية فكره بمساعدة أسرته لعجزه عن نقد الأفكار و اكتشاف الزلل و رفض الساقط من الأفكار و الأخلاق.
إن التساهل في إيصال هذه الأوبئة والسموم إلى عقول وأرواح النشء، لهو أمرٌ يتنافى مع أمانة الرعية ومسؤولية التربية. كما لو أن أماً تركت السجائر في متناول طفل صغير؛ بحجة أن تتركه يستكشفها بنفسه، و يرفضها باختياره لما وصفت بالحكمة!أو لو خلطته بمرضى مصابين بمرضٍ معدٍ مؤلمٍ، بحجة تقوية مناعته لما وصفت بالرحمة! و لو أهملت تغذيته و تركته يلتقط الطعام المكشوف، و يأكل ما انتهت صلاحيته و فاحت رائحته؛ بحجة أن يميّز ما يؤكل و مالا يؤكل لما وصفت بالعقل!
إن البعد عن الافكار الدخيلة الفاسدة واجب على الكبير، فما بالك بالصغير الذي لم تزل شخصيته تتشكل، و ما تزال تتشرب ما يصل إليها بسهولة.
عن عمران بن حصين رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال: "من سمع بالدجال فلينأ عنه، فوالله إن الرجل ليأتيه وهو يحسب أنه مؤمن، فيتبعه مما يبعث به من الشبهات، أو لما يبعث به من الشبهات" رواه أحمد، و أبو داوود وغيرهما، وصححه الألباني.
و ليعلم كل مؤمن أن أخطر ما على إيمانه هو أن يثق بقوته إلى حدٍ يجعله يعرّض نفسه للشبهات والشهوات والفتن وفاسد الأفكار معتقدا انه قادرا على الثبات ,,
فالفكرة الفاسدة التي تعرض على عقله قد يرفضها المرة الأولى، و يستغرب منها الثانية، ثم يقلّبها في الثالثة، و قد يقبلها في الرابعة و الخامسة.
إذا لم نجد لتنمية خيال أطفالنا إلا تلك الكتب، فلا نريد هذا الخيال! وإن لم نجد سبيلاً لتقوية ملكاتهم و تذوقهم الأدبي إلا هذه القصص، فلا حاجة لنا بالتذوق الأدبي! تبقى عقائدهم أغلى، وأمانة حمايتها أعلى ..
الكاتبة / منال عبدالعزيزالسالم - وفقها الله -
كتب الأطفال وأزمة الانتقاء قبل الاقتناء!
كثيراً ما تدور في مجالس الأمهات تساؤلات عن الكتب المناسبة لأطفالهن، والمكتبات التي توفر قصص الأطفال الجذابة، وتكاد الأمهات يتفقن على أن نسبة كبيرة جداً من الكتب المخصصة للأطفال لا تخلو من محاذير ومخالفات وأفكار مسمومة، إلى حدٍ يجعل العثور على كتب تربوية سليمة من الشوائب، مراعيةً للمرحلة العمرية، يشبه البحث عن إبرةٍ في كومة قش؛ فالقصص العالمية الشهيرة لا تخلو من الدجل والخرافات والأساطير، والحب والسحر والجريمة.
أمام هذه المشكلة التربوية انقسمت الأمهات إلى فريقين: أمهات يحذرن عند انتقاء مايقدمن لأطفالهن ، ويتكبدن المشقة في البحث عما يناسب، وأمهات استسلمن لهذه المشكلة، وفتحن لأطفالهن الباب في قراءة ما يجذبهم من أغلفة أو عناوين.
لم أكتب هذا المقال لأوجه صرخة استغاثة للأدباء و الكتاب القادرين على الكتابة للطفل المسلم، سداً للفراغ الكبير في مكتبته. ولا لأوجه مقترحاً للمكتبات ودور النشر والمؤسسات المهتمة بالطفولة، لتبني مسابقات في أدب الطفل؛ لتحفيز الراغبين في الجوائز على تقديم قصص تستحق النشر.
بل أكتب هذا المقال للأمهات اللواتي تركن مشقة الانتقاء، وابتعدن عن الحذر في اختيار كتب الأطفال، حجتهن في ذلك أن هذا هو الموجود، ولا بد من قراءة الطفل لكتب تنمي ملكة الإبداع الأدبي عنده، والتذوق الفني، والخيال العلمي، أما ما فيها من تجاوزات وسموم فلنترك الطفل يتعرف عليها ويختار الطريق بنفسه.
العجيب أن هذه النوعية من الأمهات تحيط أبناءها بحماية صحية، ووقاية من الأمراض، ولا أشك في حرصهن على اكتمال تطعيمات أبنائهن، و في تعويدهم على قواعد النظافة وتجنب العدوى، وهذا مما يشكرن عليه بلا شك، لكن نقاء العقيدة أولى، وسلامة الفكر أهم، و صحة المباديء و الأخلاق أوجب. والطفل الغض أجدر بحماية فكره بمساعدة أسرته لعجزه عن نقد الأفكار و اكتشاف الزلل و رفض الساقط من الأفكار و الأخلاق.
إن التساهل في إيصال هذه الأوبئة والسموم إلى عقول وأرواح النشء، لهو أمرٌ يتنافى مع أمانة الرعية ومسؤولية التربية. كما لو أن أماً تركت السجائر في متناول طفل صغير؛ بحجة أن تتركه يستكشفها بنفسه، و يرفضها باختياره لما وصفت بالحكمة!أو لو خلطته بمرضى مصابين بمرضٍ معدٍ مؤلمٍ، بحجة تقوية مناعته لما وصفت بالرحمة! و لو أهملت تغذيته و تركته يلتقط الطعام المكشوف، و يأكل ما انتهت صلاحيته و فاحت رائحته؛ بحجة أن يميّز ما يؤكل و مالا يؤكل لما وصفت بالعقل!
إن البعد عن الافكار الدخيلة الفاسدة واجب على الكبير، فما بالك بالصغير الذي لم تزل شخصيته تتشكل، و ما تزال تتشرب ما يصل إليها بسهولة.
عن عمران بن حصين رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال: "من سمع بالدجال فلينأ عنه، فوالله إن الرجل ليأتيه وهو يحسب أنه مؤمن، فيتبعه مما يبعث به من الشبهات، أو لما يبعث به من الشبهات" رواه أحمد، و أبو داوود وغيرهما، وصححه الألباني.
و ليعلم كل مؤمن أن أخطر ما على إيمانه هو أن يثق بقوته إلى حدٍ يجعله يعرّض نفسه للشبهات والشهوات والفتن وفاسد الأفكار معتقدا انه قادرا على الثبات ,,
فالفكرة الفاسدة التي تعرض على عقله قد يرفضها المرة الأولى، و يستغرب منها الثانية، ثم يقلّبها في الثالثة، و قد يقبلها في الرابعة و الخامسة.
إذا لم نجد لتنمية خيال أطفالنا إلا تلك الكتب، فلا نريد هذا الخيال! وإن لم نجد سبيلاً لتقوية ملكاتهم و تذوقهم الأدبي إلا هذه القصص، فلا حاجة لنا بالتذوق الأدبي! تبقى عقائدهم أغلى، وأمانة حمايتها أعلى ..
الكاتبة / منال عبدالعزيزالسالم - وفقها الله -