المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الحياة مع زوج فقير



ام سارة**
02-09-2015, 09:57 AM
http://forum.hawahome.com/clientscript/ckeplugins/picwah/images/extra5.png


الحياة مع زوج فقير



من الحقائق التي يستطيع كلُّ ذي لبٍّ أن يتوصَّل إليها أن مفهومَ الفقر والغنى هو مفهوم بالِغ النسبيةِ، وإن كان الرائج والسائد، والذي يتبادر للذهن، هو الفقرَ المالي والاقتصادي.


عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((أتدرون ما المُفلِس؟))، قالوا: المفلس فينا مَن لا درهم له ولا متاع، فقال: ((إن المُفلِس مِن أمتي يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي قد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيُعطَى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيتْ حسناتُه قبل أن يُقضَى ما عليه، أُخذ من خطاياهم فطُرحت عليه ثم طُرح في النار))؛ رواه مسلم.

والذي لا شكَّ فيه أن هناك عَلاقةً قوية بين الإدراك المعرفي لحقيقة الفقر، وبين القدرة على التعايش مع الظروف الاقتصادية القاسية.

كان هناك رجلٌ حكيم يعيش حياة زاهدة، وعندما يقدَّر له أن يدخل السوق ويشاهد البضائع المتنوعة التي تملأ أرفف الباعة، يقول: ما أكثرَ الأشياءَ التي لا يحتاجها الإنسان!

وحديثُنا سوف ينصبُّ على هذا النوع من الفقر؛ أي: الفقر المالي والاقتصادي، وماذا تفعل المرأة التي تزوَّجت من رجل فقير، خاصة إذا كانت تعيش في بيتِ أسرتِها حياةً مرفَّهة؟

في البداية، هل يمكنُنا القول: إن الفقر يعوق الزواج؟

لعل الفقر هو أحدُ أهمِّ الأسباب التي تعوق الزواج في وقتِنا الراهن، إن لم يكن أهمَّها على الإطلاق؛ قال - تعالى -: ﴿ وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴾ [النور: 32]
فالله - سبحانه وتعالى - يقول لنا: زوِّجوا الصالحين، وإن كانوا فقراء، فالفقر هو العقبة الكؤود، التي لا ينبغي أن تقف في وجه الصلاح والإحصان.

لذا كان الواجبُ على الفتاة الخيِّرة العاقلة، ووَلِي الأمر الذي يبغي الخير لابنته، ألا يجعل فقر الرجل عَقَبة في طريق الزواج، ولكن بحيث لا يصل الفقر لمرحلة الرجل المُعدِم؛ كمَن لا يعمل وليس له دخلٌ، فالزواج من مثله فتنة، وهناك فارق بين الفقير والمُعدِم؛ فالفقير لديه دخلٌ ضعيف، أما المُعدِم والذي لا مال له، فهذا أمر آخر.



تقول الصحابية فاطمة بنت قيس - رضي الله عنها -: لما حللتُ ذَكرتُ له - تعني للنبي صلى الله عليه وسلم - أن معاوية بن أبي سفيان وأبا جهم خطباني، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((أما أبو جهم، فلا يضع عصاه عن عاتقه، وأما معاوية، فصعلوك لا مال له، انكحي أسامة بن زيد))؛ رواه مسلم.


لكي تنجح تلك الزوجةُ التي رَضِيت بالحياة في كَنَف زوج فقير، فإن عليها الانتباه لعدد من الأمور:


• هي بحاجة للشحن المستمر لطاقتها الإيمانية؛ حتى لا يلبِّس عليها إبليس، ويُشعِرها بالندم على اختيارها.

• ترفض منهج المقارنة السطحي بينها وبين مثيلاتها ممَّن يَعِشن في ظروف اقتصادية منعمة مرفهة.

• تتذكَّر باستمرار نعمةَ الله عليها أنْ منحَها مثل هذا الزوج الصالح الشريف.

• التكرار ثم التكرار للنفس والغير برضاها وسعادتها؛ لأن التكرار يؤكِّد المعاني في النفس ويرسخها؛ لذلك فهناك الكثير من المعاني التي تكرَّرت في القرآن الكريم، وأحيانًا بنفس اللفظ، وليس التكرار دليلاًَ على اهتزاز الثقة؛ وإنما هو لتحصين النفس من الوسوسة الخافتة التي قد تتسرب إليها.

• مراعاة مشاعر الزوج، فلا تمتنُّ عليه بصورة مباشرة أو غير مباشرة، ولا تقارنه بغيره.

• مراعاة مشاعر أهل الزوج، وتحمد الله أمامهم على زوجها، وعلى أسرته الطيبة الكريمة، وحتى لو أساؤوا إليها تتغافل عن ذلك؛ فالنفوس الكبيرة لا تلتفت لصغائر الأمور.

• ليس معنى أن زوجها فقير أن تستسلم للنقص في أي منحى من مناحي حياتها، بل تسعى دائمًا للكمال، فطعامُها متكامل شهي مزيَّن بطريق جميلة.. وبيتها نظيف مرتَّب فيه لمسات ناعمة.. وأولادها متأنِّقون على بساطة ملابسهم، حريصة على تعليمهم بنفسها تعليمًا متميزًا، يقضي على آفات التعليم الموجودة في المدارس.. ومنزلها مليء بالصناعات المنزلية التي تُتقنها، ولا تشتريها جاهزة فتمنح بيتها ميزانية إضافية غير مدفوعة الأجر.

• حريصة على الصَّدَقة مهما كانت صغيرة، فعن عَدِي بن حاتم - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - ذكر النار، فأشاح بوجهه، فتعوَّذ منها، ثم ذكر النار فأشاح بوجهه فتعوذ منها، ثم قال: ((اتَّقُوا النار ولو بشقِّ تمرة، فمَن لم يجد فبكلمة طيبة))؛ رواه البخاري ومسلم، فمهما كانت الظروف المادية ضعيفة، فإن الصدقة الصغيرة تبارك فيها.

• لا تَنسَى ذكر اسم الله عند كل عمل، فيبارك الله لها فيه، وتحرصُ على ذكرِ طرفي النهار وقبل النوم، وتوقن أن الله لن يضيِّعها وسيبارك لها، وعندما تعيش في ظلال البركة، فلن تشعر بأي فقر.

أ - فاطمة عبد الرؤوف

زهور 1431
02-09-2015, 01:56 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ،،

الله المستعان أصبحت الماديات اليوم والفشخرة بين الأسر تطغى على كل جانب من جوانب الحياة -الا من رحم الله - حتى تراكمت الديون على الأسر وكثرت المشاكل بينهم ،،

شكر الله لك هذا الانتقاء القيم ونفع به ،،، وأجزل لك ياغاليه وللكاتبة الأجر ،،

نون.كووم
06-09-2015, 10:26 PM
بصراحة أعجز عن شكرك أختي الحبيبة
مووع رائع وجميل وياليت كل البنات والزوجات يستفيدو منه

ليدي الامورة
10-03-2018, 01:10 AM
يعطيك العافية

بسمات المدينة
25-03-2018, 04:56 PM
https://forum.hawahome.com/clientscript/ckeplugins/picwah/images/extra11.gif