المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بحث عن العنف الأسرى



معجزة امل
22-11-2015, 11:45 AM
http://www.fbimages.net/image/img_1421751220_384.gif

العنـف الأســــري






يكتسب موضوع العنف (http://vb.elmstba.com/t205941.html) الأسري أهمية خاصة لدى المؤسسات الحكومية علـى مستوى العالــــم نظراً لتأثر المجتمعات به.
وقد عرفت البشرية العنف (http://vb.elmstba.com/t205941.html) الأسري من قديم الزمن عندما قتل قبيل آخاه هابيل فإن ظاهره العنف (http://vb.elmstba.com/t205941.html) الأسري لها أشكال عديدة فهناك العنف (http://vb.elmstba.com/t205941.html) الذي يتعرض له الأطفال سواء بالإهمال وسواء التربية أو الضرب والتعذيب وهناك العنف (http://vb.elmstba.com/t205941.html) المتبادل بين الآباء والأولاد وبين الآباء والأمهات وبين الأخــوة والأخوات بل وقد أمتد العنف (http://vb.elmstba.com/t205941.html) خارج نطاق الأسرة الصغيرة إلي الأقارب والأصهار من عــــداوة وعنف في ما بينهم وهناكالعنف (http://vb.elmstba.com/t205941.html) الذي تتعرض له الزوجات من الأزواج والمتمـــثل فـــــي سوء المعاملة والضرب والتعذيب وأن الأبواب المغلقة خلفها حكايات كثيرة وهذا النوع من العـــــنف يؤثر على الأولاد وبالتالي على المجتمع ككل. وقد طفت على السطح حديثاً ظاهرة العنف (http://vb.elmstba.com/t205941.html) الجنسي الذي تتعرض لها المحارم بارتكاب الفحشاء معهم. بل هناك ظاهرة خطيرة للعنف الأسري والمتمثلة في آيذاء كبار السن من الآباء والأمهات سواء بالضـــرب أو الأهانة أو بتركهم بدون رعايـة أو حمايـــــــــــــة.




الفصل الأول


تعريف العنف




للعنف مسميات وأنواع عده منها.

1- العنف اللفظي: والمتمثل في السب والتوبيخ.
2- العنف البدني: والمتمثل في الضـــــــــــــــــرب والمشاجــــــــــــرة والتعــــــــــــــــــــــــــــــــــــــدي.
3- العنف التنفيذي : والمتمثل في القتل والتعدي على الآخرين وممتلكاتهم بالقوة والعنــــــــــــــــــــــــــف.
غيران المفهوم العربي للعنف هو استخدام الضغط أو القوة استخدام غير مشروع أو غير مطابق للقانون من شأنه آيذاء الفرد وإنزال الأذى بالأشخــــــــــــــــــــــــــاص والممتلكـــــات.
وقد قام الكتاب والباحثون بتعريف العنف وتقسيمه إلي مسميات أنـــــــــواع.
فمثلاً قسم الكتاب (1),, علي ليله,, العنف إلي أربعة أنواع من العنف.

– العنف اللاعقلاني : أي غير المسئول الذي يفتقد إلي أيه أهداف موضوعية يثور ضدها.
ب – العنف العقلاني : وهو أكثــــــــــــــــــــر أنواع العنــــــــــــف نضجاً وفاعليــــــــــه.
ج – العنف الانفعالي : وهو نوع من الانفجار العاطفي الذي يعبر عن توترات ومشاعر متراكمة لها أسبابها.
ومما سبق من التعريفات السابقة يتضح أن للعنف علاقة قوية بالسلوك وهو نقل السلوك من النية إلي القصد.
ويشير العنف إلي مدى واسع من السلوك الذي يعبر عن انفعالية تنتهي بإيقاع الأذى أو الضرب بالآخر سواء كان الآخر فرداً أو شيئاً فهو يتضمن الإيذاء البدني والهجوم اللفظي وتحطيم الممتلكات وقد يصل إلي حد التهديد بالقتل أو القتل فعلاً.

وقد قامت (2)الكاتبة ,, شادية علي قناوي,, بتقسيم العنف إلي قسمين:
أ – العنف الرسمي.
ب – العنف المجرم غير الرسمي

أ – العنف الرسمي: وهو عنف غير مجرم ولا يعاقب عليه القانون مثل عنف الدولة في عدم تحقيق الحاجات الأساسية لأبنائها .

ب – العنف غير الرسمي : وهو نموذج يعبر عن رد فعل الآخر على أشكال العنف المقنن أو الرسمي الموجه إليه من قبل الطرف الأقوى كمظاهر العنف أو ردة فعل بعض أفراد المجتمع في رفضهم الواقع المجتمعي الذي وآد لديهم حقهم الإنساني في الحلم بالمستقبل أو حرمانهم من إشباع حاجتهم الأساسية.
وعلى هذا فأن العنف قد أرتبط بعدة متغيرات تتداخل معه مثل


أ – الغضب. ب – العدوان.
ج – القـــوة. د – الإيــذاء.
ولا يمكن دراسة العنف دون النظر والإشارة إلي هذه المتغيرات فمثلاً.

أ – العنف والغضب : إن الغضب الزائد له من كثير من الآثار السلبية على الشخص والأسرة والمجتمع حيث يؤدي إلي حدوث أضرار للفرد والآخرين وأتلاف الأشياء وإفساد العلاقات الاجتماعية بين الفرد وغيرة كما يعد العنف مظهر من مظاهر الغضب.

ب – العنف والعدوان : يرتبط العنف بالعدوان بتعمد الأذى والتخريب ، والتخريب في حد ذاته يعتبر عنف وعدوان.
ويعرف العدوان بأنه سلوك القصد منه أحداث الضرر الجسمي والنفسي بشخص ما أو يسبب التلف المادي لشيء ما.
كما أن العنف هو الجانب النشط من العدوان.

ج – العنف والقوة : القوة هي القدرة على فرض أرادة شخص ما والتحكم في الآخرين بطريقة شرعية أو غير شرعية.
وهي القدرة على التحكم في سلوك الآخرين برغبتهم أو بدون رغبتهم حتى وأن كانت هناك مقاومة من الآخرين.

د – العنف والإيذاء: والإيذاء هو الاعتداء الجسدي على الأفراد رغماً عنهم والإيذاء له أشكال عديدة مثل الضرب أو القتل أو القهر الجنسي والاعتداء الجسدي أيضاً ويختلف الإيذاء باختلاف درجة وتأثيره على الآخرين.
ومما سبق يتضح لنا أن المقصود بجرائم العنف هي كل الجرائم التي تستخدم فيها القوة لترويج الآخرين لتحقيق أهداف شخصية أو سياسية غير مشروعه وغير قانونية ويدخل في ذلك أيضاً جرائم الحرابة كالسرقة بالأكراة أو السطو المسلح والاغتصاب والبلطجة والإرهاب كما تستوعب ممارسات العنف التربوي والعنف الأسري والعنف ضد المرأة وضد الطفل والعنف النفسي بجميع أشكاله.

فأن سلوك العنف لا يعني مجرد تسمية لشخص أعتدي على آخر سواء كان الاعتداء على أبيه أو أمة أو زوجته أو جدة أو أخيه بل الأمر يتوقف على الخبراء الاجتماعية والنفسية التي مر بها هذا الشخص.
وخلاصة القول أن العنف يعتبر ناتجاً لظروف اجتماعية تتمثل في الأوضاع العالية وظروف العمل وضغوطه وحالات البطالة والتفرقة بأشكالها المختلفة وغير ذلك من العوامل الاجتماعية والاقتصادية.
الفصل الثاني


العوامل الاجتماعية المؤدية إلي العنف الأسري



أسباب ظهور العنف الأسري داخل المجتمع.




إن سلوك العنف لا يعني مجرد تسمية شخص اعتدى على آخر بل الأمر يتوقف علـــــى الخبرات الاجتماعيــــة والنفسية التي يمر بها هذا الشخص وعلى ذلك تكون الأسباب المؤدية إلي العنف داخل المجتمع هي الظـــــروف الاجتماعية.
كما أن مرحله التنشئة الاجتماعية والذي يتضمن تعليم الصبية الخشونة والصلابة بحيث يمكنهم الاعتماد علـــــى أنفسهم.
وعندما يشب الصبية ويصبحون رجالاً يواجهون معظمهم مواقف تتطلب إما استجابة عنيفة أما شعوراً لا يمكــن الفرار منة وهو الفشل في أثبات رجولتهم.
كما أنه ناتج عن الإحباط الذي يصاب به الأفراد داخل المجتمع الواحد لعدم المساواة بين الفقراء والأغنيـــــــاء.
لذلك لايمكن التقليل من شأن الظروف الاجتماعية التي يمكن أن تشكل التعبير عن نوع معين من السلوك وتتعدد المداخل الاجتماعية والخبرات النفسية التي يمر بها الشخص.
كما أن العنف أحد إفرازات البناء الاجتماعي حيث يحدث العنف عندما يفشل المجتمع في تقديم ضوابط قوية على سلوك الأفراد مما ينتج عنه الإحباط الذي يصاب به الأفراد داخل المجتمع الواحد نتيجة عدم المساواة بين الأفراد
وعلى ذلك يكون العامل الرئيسي للعنف الأسري داخل المجتمع هي ظروف التنشئة الاجتماعية.

التنشئة الاجتماعية: هي عملية تعلم وتعليم وتربية وتقوم على التفاعل الاجتماعي.

وتهدف إلي اكتساب الفرد سلوكاً ومعايير واتجاهات مناسبة لأدوار اجتماعية معينة تمكنه من مسايرة جماعته والتوافق الاجتماعي معها وتكسبه الطابع الاجتماعي وتيسر له الاندماج في الحيــــــــــــــاة الاجتماعيـــــــــة .
وهي عملية تعلم اجتماعي يتعلم فيها الفرد عن طريق التفاعل الاجتماعي.
وهي عملية نمو يتحول خلالها الفرد من طفل يعتمد على غيرة متمركز حول ذاته لا يهدف في حياته إلا إلـــــي إشباع حاجاته إلي فرد ناضج يدرك معنى المسئولية الاجتماعية ويستطيع أن يضبط انفعالاته ويتحكم في إشباع حاجاته بما يتفق والمعايير الاجتمـاعية ويدرك قيم المجتمــــــــــــع ويلتزم بها.
وهي عملية مستمرة لا تقتصر فقط على الطفولة ولكنها تستمر مع المراهقة والرشد والشيخوخة ودائمــــــاً الفرد خلال مراحل نموه ينتمي إلي جماعات جديدة لابد أن يتعلم دوره الجديد فيها ويعدل سلوكه ويكتسب أنماط جديدة من السلوك .
فإذا كانت عملية التنشئة الاجتماعية لها الأهمية الكبرى في تحديد معالم الشخصية المبكرة للفرد ولكنها مقرونـة بعوامل آخري مؤثرة في التنشئة الاجتماعية.

العوامل المؤثرة في عملية التنشئة الاجتماعية:
1- الثقافة.
2- الأسرة.
3- المدرسة.
4- جماعة الرفاق والصحبة.
5- وسائل الأعلام.
6- دور العبادة.
وسوف نتحدث عن كل عامل من هذه العوامل بالتفصيل

الثقافة:هي مجوع ما يتعلم وينقل من نشاط حركي وعادات وتقاليد وقيم واتجاهات ومعتقدات تنظــــم العلاقة بين الأفراد.
ويتعلم الفرد عناصر الثقافة الاجتماعية أثناء نموه الاجتماعي من خلال تفاعله في المواقف الاجتماعية مـع الأفراد الأكبر منه سناً .
وتؤثر الثقافة في شخصية الفرد والجماعة عن طريق المواقف الثقافية المتعددة , وهكذا تحدد الثقافة السلوك الاجتماعي للفرد عن طريق التنشئة الاجتماعية.

2- الأسرة: والأسرة هي متمثلة الثقافة أو هي المرآة التي تنعكس عليها الثقافة التي توجد فيها بما تحتويــه من قيم وعادات واتجاهات فمن الأسرة يتعلم الطفل الصواب والخطأ وكذلك يتعلم الطفل من الأسرة ما علية من واجبات وماله من حقوق.
والأسرة تحدد إلي حد كبير أن كان الطفل سينمو نمواً نفسياً سليماً أو أن كان سينمو نمواً نفسياً منحرف وهي مسئولة إلي حد كبير عن سمات الشخصية التي يدخل فيها عنصر التعلم كالعدوان والاكتفاء الذاتي والانبساط والانطواء وغير ذلك من السمات المكتسبة .

3- المدرسة:وتحدثنا عن تأثير الأسرة في شخصية الطفل وعلى الرغم من أن آثر الأسرة على الشخصية مهم جداً.
إلا أنه هناك مؤسسات اجتماعية آخري تؤثر في شخصية الطفل ومنها (( المدرسة )).
ففي المدرسة يصبح المدرس بديل الوالدين في علاقته مع التلاميذ.
ومن الممكن أن بنقل المدرس إلي تلاميذه مشاعره الخاصة من عدم استقرار , وتوتر , وعداء والسلـــــوك الانطوائي والخجل وغيرها من نواحي الشذوذ.
وكذلك يمكن للمدرس أن يغير ثقافة الطفل ويقلل من المشاعر العدائية لدى الطفل الذي يبدي مشاعر عدائيـة في سلوكه.
ولكي يتيسر للمدرس النجاح مع الأطفال ينبغي أن تكون لديه الرغبة في العمل مع الأطفال والحساسيـــــــــة لمشاكلهم وانفعالاتهم.

4- الرفاق والصحبة: قوم الصحبة أو الجماعة من الرفاق والأقران بدور مهم في عملية التنشئة الاجتماعية
وفي النمو الاجتماعي للفرد فهي تؤثر في قيمة وعاداته واتجاهاته.

5- وسائل الأعلام:تؤثر وسائل الأعلام المختلفة من إذاعة وتليفزيون وسينما وصحف ومجلات وكــــتب وإعلانات........... الخ بما تنشره وما تقدمه من معلومات وحقائق وأخبار ووقائع وأفكار في عمليـــــة تنشئة الفرد اجتماعيا.

6- دور العباده:تقوم دور العباده بدور كبير في عملية التنشئة الاجتماعية لما تتميز به من خصائص فريدة أهمها أحاطتها بها له من التقديس وثبات وايجابيه المعايير السلوكية التي تعلمها للأفراد.
وعلى ذلك تكون التنشئة الاجتماعية مسئوله مسئولية مباشرة عن سلوك الفرد الاجتماعي .
وسلوك الفرد الاجتماعي في حد ذاته لا يمكن أن يقال عنه أنه سلوك منحرف أو غـــــير منحرف سوي أو مرضي ولكن الذي يصفه بهذه الصفة أو تلك هو تقويم المجتمع له في ضوء مدى التزامه أو خروجه عن المعايير الاجتماعية .
ويعرف العنف الأسري بأنه سلوك منحرف هدام ويعتبر مشكلة اجتماعية تهدد أمن الفرد والجماعـــــــــة.
و العنف الأسري يعتبر سبب رئيسي في إفراز أشخاص منحرفين في سلوكياتهم ويمثلون خطر على حياه الآخرين ويكونون عنصر قلق واضطراب قد يعرضون حياة الآخرين للخطر .
وهم في نفس الوقت يمثلون خطر على حياه أنفسهم لأنهم نتيجة لانحرافهم يقاومهم المجتمع مما يجعلهـــــم عرضه لاضطرابات نفسية أقلها القلق.
والمنحرفون يمثلون مشكلة اجتماعية واقتصادية خطيرة فهم فاقد بشري بالنسبة لعملية بناء المجتمـــــــــع .

ومن أمثلة الانحرافات المتسبب بها العنف الأسري .

1- الانحراف نحو الإدمان:ويشمل تعاطي المخدرات والكحوليات وتعاطي العقاقير والأفيون والكوكايين ومشتقاته.

2- الانحراف نحو الأجرام:ويشمل الأعمال الغير قانونية الشائقة في عالم الرذيلة والأجرام مثل الغش والخداع والتزوير والنصب ولعب الميسر والاتجار في السوق السوداء والاختلاس والرشوة وابتزاز الأموال والنشل والسرقة والجاسوسيــــــة والدجل والشعوذة والقتل .

3- الانحراف نحو الجنس:ويشمل السعي للحصول على الإشباع الجنسي بطرق غير شرعيه , وتجارة الجنس والدعارة في أسواق البغاء والنوادي الليلية وسائر الأماكن التي تقدم فيها الخدمات الجنسيــــــة في عالــــــم الانحــــــــراف.
والمغامرات الجنسية المتواصلة غير المسئولة والاستهتار والاستسلام الجنسين والجنسية المثليـــــــــة
(( اللواط والسحاق )) وجماع الأطفال ولبس ملابس الجنس الآخر والتشبه بهم . الخ.........................
الأمثلة كثيرة للآفرازات التي يخلفها العنف الأسري على الشخصية وتشمل أيضاً أعراض الكذب المزمن والسرقة والنشل والنصب والاحتيال.

وعلى ذلك تكون الأسباب الرئيسية المؤدية إلي انحراف الشخص هي التنشئة الاجتماعية وعملية التنشئة الاجتماعية تتم داخل الأسرة أو من خلال الثقافة الفرعية أو الثقافة ككل.

معجزة امل
22-11-2015, 11:47 AM
الفصل الثالث

العوامل الأسرية المؤدية للعنف الأسري على مستوى الأسرة


يشير العنف إلي السلوك الذي يتضمن الاستخدام المباشر للاعتداء الجسدي ضد أحد أفراد الأسرة رغماً عن إرادة.
فالعنف الأسري له أشكال عديدة ومتنوعة مبنية على عدة عوامل فيها طبيعية والمتسبب فيه.
فهناك العنف ضد الأطفال والمرهقين وسوء معاملتهم والعنف ضد الزوجة والإساءة التي تتعرض لها على يد زوجها , فالعنف ضد الأبناء من قبل الآباء سواء كانت رعاية أو تغذية أو علاج أو خلافه , العنف المتبادل الأولاد بعضهم البعض, والعنف من الأولاد لآبائهم وأمهاتهم في إساءة التعامل معهم خاصة في مراحل السن المتقدمة للآباء.
ولقد أظهرت العديد من الدراسات أن الأفراد اللذين يعيشون في آسر يسودها العنف أكثر قابلية لأن يكونوا هم أنفسهم عدوانيين في تصرفاتهم.
وقد وجد الباحثون أن الأزواج الذين يشبون في آسر يسودها العنف يكون احتمال ضربهم لأولادهم وزوجاتهم عشر أضعاف الرجال الذين يشبون في آسر لا يسودها العنف .
وعلى ذلك يتضح أن الأطفال يتأثرون أكثر بالسلوك العدواني للآباء والأمهات ويكتسبون العنف أكثر من تأثرهم بالنصائح التي توجه إليهم بعدم ممارسة العنف مع الآخرين.
فكلما تعرض الأطفال للعنف سواء من جانب آبائهم أوأخوانهم أو من آخرين كانوا أكثر عنفاً.
ولقد أظهرت العديد من الدراسات أن الأطفال الذين يتعرضون للآساءة يكونون أكثر ميلاً لأن يصبحوا أطفالاً يسيئون للآخرين(( بالمر 1960 )).
وأن من الأسباب الرئيسية المؤدية إلي العنف داخل الأسرة هو نمط الحياة اليومي بما في ذلك نظام التربية من الآباء والأمهات مضاماًعليها الظروف الاقتصادية والثقافية وطرق التغذية والنوم والعلاقات الجنسية بين الأزواج ورعاية المنزل والأطفال.
فمثلاً إن كان الرجل في مكان المسيطر بطريقة خطأ كأن يحول زوجته إلي خادمه وعشيقة له ويحول المنزل إلي فندق للإقامة فيه فأنه مع الوقت أن لم تلتزم الزوجة على ما هو معتاد عليه يتحول الزوج إلي رجل عنيف.
وأن من العوامل الأساسية المؤدية للعنف داخل الأسرة هي عدة علاقات منها:
1- العلاقة بين الوالدين.
2- العلاقة بين الأخوة والأخوات.
3- العلاقة بين الوالدين والأبناء.


1- العلاقة بين الوالدين:

كلما كانت العلاقة بين الوالدين منسجمة , أدى ذلك إلي جو يساعد على نمو الطفل في شخصية متكاملة متزنة أما الخلافات والتشاحن بين الزوجين والتي يشعر بها الطفل تعتبر من العوامل المؤدية إلي نمو طفل غير سليم نفسياً وعقلانياً.
ولاشك أن من الخبرات القاسية ذات الأثر النفسي الغير سليم على نمو الطفل وشعوره بما يوجد بين والديه من انعدام الحب والتعاطف وما تحويه علاقاتهما من خلاف وتشاحن , وخلاف الوالدين يمثل بالنسبة إليه صراعاً نفسياً ويترك آثاراً قد تهدد إشباع حاجته من الحب والحنان , وينتج عن ذلك توتر نفسي يؤدي إلي سلوك عدواني وسلوك معادي للمجتمع.


1- العلاقة بين الأخوة:
كلما كانت العلاقة منسجمة وكلما خلت من تفضيل طفل عن آخر وما ينشأ عن ذلك من أنانية وغيرة .
كلما كانت هناك فرصة لكي ينمو الطفل نمو نفسياً سليماً.

2- العلاقة بين الوالدين والأبناء:
فإن العلاقات الخاطئة بين الوالدين والطفل من خلافات واحتكاكات بين الوالدين والطفل يؤدي إلي سوء التكييف وهو سلوك يهدد أمان الطفل ويتركب للشعور بالشك وبأنه وحيد ويجعل الطفل في حاله خوف من هؤلاء الذين يكونون عالمه وأنهم بدل من أن يقفوا إلي جانبه فهم يعادونه وعلى استعداد للتحلي عنه أو تحقيره فعاله أذاً عالم خطر لا يتسامح.

فيبدأ الطفل بالسلوك العدواني والعصيان والشعور بالاضطهاد , التبرم من السلطة والكذب والتهتهه والتبول الإرادي والسرقة.
وقد نجد من الآباء من لا يهتم بالأشراف على أطفاله أو العناية بهم والعطف بهم والعطف عليهم .
وقد يرجع ذلك إلي عدم قدرتهم على تعليم الطفل احترام السلطة وأتباع القواعد الاجتماعية وقد يرجع هذا الموقف في بعض الحالات إلي موت أحد الوالدين أو الطلاق بحيث أن الآباء لا يزودون الطفل بالعناية الكاملة.
فإذا ما كان الطفل المهمل يعيش في أحياء موبوة من المدن فإنه قد يلجأ إلي الانحراف وإلي تحدي السلطة ولا يقبل اللوم على سلوكه ويميل دائماً إلي العدوانية في سلوكه.

وقد نجد سيطرة الوالدين مصدر آخر من مصادر سوء التكييف عند الأطفال.

فبعض الآباء المتشددون جداً والذين لا يقبلون أي تفاهم حول أنواع الطعام الذي يتناوله أطفالهم ولا مواعيد وجباتهم بحيث يصاب الطفل بالقلق إلي حد كبير وقد يصبح الطفل المتوتر قليل الشهية فتتهمه أمة بأنه عنيد.

فتعود روح العداء المتزايدة عند الأم إلي جعل الطفل أكثر توتراً وعدوانية.

وكذلك فإن الآباء يقابلون مص الأصابع وقضم الأظافر والتبول في الفراش وكلها نتيجة القلق.
يقابلونها بالتهديد والحرمان ويؤدي العقاب والسخرية أو استخدام القوة إلي زيادة القلق والتوتر لدى الطفل.
وفي بعض الأحيان يعتبر الآباء الفاشلين أطفالهم وسيلة لتحقيق ما فشل من آمالهم بالتعويض وهم يريدون أن يعيشوا حياتهم مرة آخري بطريقة ناجحة خلال وظائف أطفالهم .

وبهذا يسقطون عليهم آمالهم في العمل ورغبتهم في التعويض عن فشلهم المهني بدون مراعاة لرغبات الطفل.
وقدراته مما يؤثر على الطفل من الناحية النفسية .

وقد يؤدي شعور أحد الزوجين بعدم الآمان في علاقته العاطفية بالزوج الآخر إلي النقمة من الأطفال.
وعلى ذلك يتضح لنا آساءة معاملة الطفل المبكرة مما يؤدي إلي نشأته نشأه عدوانية مما تؤدي إلي انحرافه بحيث تجعله يتصرف بعنف تجاه المواقف الاجتماعية المختلفة.

وعلى ذلك تكون الأسباب المؤدية إلي انحراف الشخص بحيث تجعله يتصرف بعنف تجاه أسرته وتجاه المواقف الاجتماعية التي يتعرض لها تنحصر في مشكلات الأسرة من الخلافات والانفصال أو الطلاق بين الوالدين وموت الوالدين أو أحداهما ورجعية الوالدين والشعور بالبعد عن الوالدين في الميول وعدم القدرة علي مناقشة الموضوعات الشخصية مثل المسائل الجنسية مع الوالدين واللوم والتأنيب والتقريع والعقاب بالضرب وغيره ومناوئة الوالدين والضغط عليهم وعدم القدرة على اعتبار الوالدين كصديقين له وزيادة رقابة الأسرة ومعاملة الطفل والتفرقة بين الأخوة والنزاع الدائم بخصوص النقود وقله المصروف وعدم حرية أبداء الرأي والشعور بالحرمان وعدم ضمان الخصوصية مما يسبب القلق والتوتر والانقباض وعدم السعادة وعدم القدرة على تحمل المسئولية والتبرم من الحياة والرغبة في التخلص منها.

وفيما يلي:
سوف نلخص بعض مشاكل الشباب المؤدية للعنف الأسري.

1- قد تكون الأسباب عميقة الجذور وترجع إلي مرحلة الطفولة.
2- قد يعني المراهق من الصراعات مع نفسه وهو يحاول التوافق مع جسمه الذي يتغير ودافعه التي تتطور ومطامحه التي تتبلور.
3 - الإحباطات المتعددة ومطالب البيئة أو نقص إمكانياتها.
4- صعوبة إشباع الحاجات النفسية والاجتماعية.
5- نقص الخبرات الجديدة اللازمة لتطبيق القدرات والمهارات الجديدة.
6- عدم وجود فلسفة واضحة للحياة , وعدم الرضا عن الروتين اليومي والمواقف الرتيبة في الحياة اليومية مما قد يدفع المراهق إلي الاندفاع والمخاطرة ومخالفة القانون والعرف أحياناً.
7- الرغبة القوية للارتباط برفاق السن قد يؤدي إلي تكوين شلل , مما قد يتعارض مع المسؤوليات في المدرسة والأسرة.
8- إشباع الدافع الجنسي قبل الزواج ., والحمل قبل الزواج وهذا يتعارض مع المبادئ الدينية والخلقية.
9- الضغوط الأسرية والاجتماعية قد يقابلها ثورة وعقوق من جانب المراهق.
10- قد يرفع المراهق درع الدفاع عن النفس بحيله المعروفة مثل التبرير والنكوص والكبت والعدوان .



الفصل الرابع


العنف الأسري ( عرض حالات )


حالات العنف الأسري كثيرة ومتنوعة وتحدث باستمرار وبين أعضاء عائلات تنتمي لمختلف فئات المجتمع , وأول ما يتبادر إلي الذهن عند ذكر حادثة عنف عائلي أن زوجاً اعتدى على زوجته أو على أبنائه , فالأمــــر المتوقع هو وجود معتد قوي وضحية ضعيفة , لكن العنف العائلي وخصوصاً في المجتمع العربي , أكـثر من اعتداء زوج على زوجته , فمحيط العائلة أوسع من محيط الأسرة , ويتسع ليشمل أخوة وأخوات , وأعمامـــاً وعمات, وأخوالاً وخالات , وأبناء عمومة وأبناء خئولة...... وغيرهم. كما أن الضحية ليست دائماً الزوجـــة والأبناء فقد يكون الزوج أو رجلاً آخر , وقد يكون المعتدي الزوجة والأبناء , ونستعرض في الجزء التالـــي
عينة لحالات العنف العائلي تعكس في هذا المجال.

الحالة رقم ( 1 ):
أسرة تتكون من زوج وزوجة وثلاث بنات وولد, تسكن في شقة عمارة سكنية في مدينة كبيرة , الزوج موظــــف ومتعلم أما الزوجة قد حصلت على تعليم بسيط , وهي متفرغة لخدمة بيتها , تعيش الأسرة حياه أسرية وعاديـــــة ويسكن في نفس العمارة بعض أعضاء أسرة الزوجة , تبدأ أحداث حالة العنف بذهاب الأم وأطفالها وبصحبة أمها وعدد من أخواتها لحضور احتفالات الزفاف الخاصة بطريق الأسرة , تخلف الزوج عن الحضــــور لانشغالـــــه ببعض واجبات وظيفته, قضت الزوجة وأطفالها الليلة في منزل الفرح , رجعت إلي منزلها اليوم الثاني فعنفهـــــا الزوج ولامها على قضاء الليلة خارج المنزل وأتهمها بالخيانة الزوجية نفت التهمة ورضت عليه بعنف تواصـــل الشجار في صباح اليوم التالي وكان الأطفال نيام ثم طلب إليها إحضار كوب ماء وأثناء ذهابها لإحضار المـــــاء استيقظت البنتان الصغيرتان وكانتا تؤمين وآخذتا تصرخان فما كان للأب إلا وحمل أحداهما وألقى بها إلـــــــــي الشارع من الدور السادس , وآخذ الثانية وبدأ يقذفها بقوة على قطع الأثاث وإذا حاولت الأم تخليصها من قبضته هددها بالقتل أسرعت تنقذ أبنتها وأبنها محاولة الهرب بهما وهي تصرخ تمكنت والأنبه الكبرى من الفرار بينمــا كان الذبح مصير الابن في الحمام .

الحالة رقم ( 2 ).:

تتكون الأسرة من الزوج والزوجة وأبنائها السبعة وأبنه الزوجة من زواج سابق , تسكن الأسرة في حي فقير في مدينة كبيرة الزوج أمي ويعمل في وظيفة في أدنى السلم الوظيفي تزوج عن كبر ويكبر زوجته بسبعة عشر سنة أدخر مبلغاً بسيطاً من المال احتفظت به الزوجة قامت بزيارة إلي أسرتها في مدين آخري وبعدما رجعت أخبرت زوجها بأن المبلغ المدخر سرق منها في محطة الحافلات حزن الرجل على ضياع مدخراته وبدأ يعاقر الخمــــــر وساءه علاقته بزوجته التي أخذت تتطاول عليه وتطرده من البيت وتجبره على المبيت مع أقاربه شجعت الزوجة أبنها الفاشل في الدراسة على الإساءة لوالدة ولم يمر وقت طويل حتى لاحظ الجيران أن الابن أصبح يضرب أباه وبعد مشادة حامية تعاونت وهي والزوجة وأبنها على توجيه مختلف الأهانات للزوج خرج فاراً من المـــــــــنزل لتصدمه على الناصية سيارة مسرعة فمات في الحال,.



الحالة رقم ( 3 ):
تتكون الأسرة من زوج متعلم وزوجته أميه وثلاث أطفال , تسكن الأسرة في قرية جبليـــــــــة , تعود الزوج على ضرب زوجته منذ الأيام الأولى للزواج كما تعود على ضرب أطفاله وكان يضرب الزوجة أمام أطفالها على أتفه الأسباب وتعلم في الأشهر الأخيرة عاده شد شعر رأس زوجته بقوة حتى تسبب في سقوط جزء كبير منه في أحدى الأمسيات أنهال عليها ضرباً ولكماً وتسبب في سقوط أحدى أسنانها ثم حبسها وأطفالها في حجرة وأغلق الباب بالمفتاح وغادر المنزل قررت أن تضع نهاية لهذه المأساة فأدلت بالأطفال من النافذة إلي الشارع وخرجت هي الأخرى بنفس الطريقة وذهبت إلي شقيقها الذي يقيم في نفس القرية وطلبت الطلاق .

الحالة رقم ( 4 ):
تبدأ أحداث حالة العنف هذه بزواج رجل في الريف بالقرب من مدينة كبيرة من ثلاث زوجات لم تعش الزوجات معه فكل زواج جديد يحدث بعد انتهاء السابق أنجب الرجل عدد كبير من الأبناء كما أن للزوجة الثالثة أطفالاً من زواج سابق توفي الرجل بعد أن أصبح جداً لأكثر من عشرين حفيد دخل الأخوة في صراع طويل بسبب وصية
خصص فيها الأب جزء من الأرض التي تركها لبعض أطفاله وصلت بعض أحداث صراع الأخوة حول تقسيم الميراث إلي القضاء , أحدى بنات الرجل المتوفى لم توفق في زواج أثمر عن ولد وبنت فقضت فترة من حياتها متنقلة مع طفليها بين منازل أخوتها وعند وقوع هذه الحادثة كانت تقيم في منزل أخيها الذي تم التحفظ عليه في مناسبة سابقة وبعد أحدى جلسات النقاش الحاد بين الأخوة حول الميراث ينهال الأخ الذي تقيم معه الأخت المطلقة
عليها بالضرب المجرح حيث لم يعجبه الموقف الذي اتخذته أثناء جلسه النقاش الحاد لم يترك الطفلان أمهما تعاني الألم وحدها فتدخل لينالوا نفس المصير طردت الأم وطفلها من منزل أخيها وانتهى الأمر بها إلي حظيرة الحيوانات المتهالكة المقامة في أحدى زوايا المزرعة المتنازع عليها.

معجزة امل
22-11-2015, 11:48 AM
الباب الخامس

حول نظريات العنف



حاول عدد من الذين اهتموا بدراسة أشكال العنف تفسير أسبابه والبحث عن العوامل الظاهرة والمختفية التي وراء هذه الأشكال , نتج عن هذه المحاولات عدد كبير من النظريات , ولن نحاول مراجعة جميع النظريات والمقارنة بينها , ولكننا سنستعرض في عجالة تطور المحاولات النظرية , ثم نولي عناية خاصة بالتصور النظري الذي نراه يناسب هذه الدراسة.
عدد لا بأس به من النظريات العنف تهتم بتفسير العدوان , والذي تعتبره هو الأساس , وبعض النشاط البحثي الذي تمحور حول العدوان , وخصوصاً الذي وظف تقنيات النهج التجريبي , أعتمد على عينات من الحيوانات , والسبب الرئيسي وراء هذه الإستراتيجية هو سهولة ملاحظة تجليات العدوان في شكل سلوك العنف عند الحيوانات , وتقبل التجريب على الحيوان وصعوبة فعل الشيء نفسه مع الإنسان , وسنستثني من نقاشنا هذا الجزء من النشاط البحثي , اللهم إلا ذلك الذي وظف في نفس الوقت عينات من البشر كالدراسات التي أجريت على عينات من الأطفال الصغار , كما لا نستعرض جميع الأعمال التي بلورت في هذا المجال, ونستعرض ثلاثة اجتهادات نظرية ذات وجهات نظر مختلفة منها في تطوير نموذج نظري يصلح لتوجيه الدراسة وتنتسب هذه الاجتهادات إلي مدارس : التحليل النفسي , والسلوكية , ومدرسة التنشئة الاجتماعية.







1- مدرسة التحليل النفسي.



عند ذكر مدرسة التحليل النفسي , لابد من الإشارة إلي فرويد فهو الذي وضع أسس هذه المدرسة , ويكون العدوان أحد أهم جوانب نظريته العامة لتفسير السلوك البشري , ولأنه تأثر كثيراً بالنظريات التي كانت تسيطر على التفكير العلمي في عصره فإن الداروينية بارزة في أعماله , غلب فرويد العوامل البيولوجية الوراثية في شكل سيطرة الغرائز والدوافع والحاجات .لكن لابد من الإشارة أن تطورات كثيرة حدثت في مجال التحليل النفسي يقلل بعضها من قوة تأثير الخصائص الوراثية ويفسح المجال لتأثر عوامل من البيئة.تتمثل جوانب القوة في نظريات التحليل النفسي للعدوان بأنها تقدم تفسيراً واضحاً للعنف , فالعدوان خاصية تمتد جذورها إلي الطبيعة البشرية. وهي بذلك موجودة في وضع كمون , وتثار إذا أعترض نشاط الفرد أو حتى الحيوان , المتمثل في سلسلة من الاستجابات الموجهة نحو هدف معين , وعندما تستثار نزوة العدوان فإنها تأخذ أشكالاً متعددة من بينها العنف , وفي هذه الحالة يصبح العنف استجابة طبيعية كغيرها من الاستجابات الطبيعية للفرد.
فالقول بأن العدوان لا تحركه إلا دوافع غريزية يجعلنا نتوقع نفس الاستجابة من مختلف الأفراد الذين يتعرضون لنفس المثيرات.
وهذا لا يحدث في الواقع , وبنفس المنطق يتوقع أن يعبر الفرد بنفس الاستجابة كلما تعرض إلي إحباط , ويصبح رد الفعل عن استجابة آلية وكأن الفرد لا يفكر ولا يقدر.



2- المدرسة السلوكية:




كما أكدت نظريات التحليل النفسي على عوامل الوراثة , سلطت النظريات التي تنضوي تحت ما يمكن تسميته بالمدرسة السلوكية على المتغيرات الموجودة على البيئة , وبالطبع تشغل العوامل الاجتماعية حيزاً كبير منها , تطورات نظريات هذه المدرسة كأحد ردود الفعل على ما تدعو إليه نظريات التحليل النفسي , لذلك فإن المحاولات الأولى لتطوير نظريات المدرسة السلوكية قامت على توجيه النقد لمدرسة التحليل النفسي وبيان جوانب ضعفها.
نظراً للمكانة التي تحتلها المدرسة السلوكية في مجال العلوم الاجتماعية فإن النظريات التي اهتمت بالعنف كثيرة ومتنوعة , لن يسمح المجال هنا باستعراضها جميعاً , بل سنكتفي فقط باستعراض ومناقشة أهم مقولات نظرية الإحباط والعدوان التي تقدم فروضاً مفيدة لشرح أسباب العنف ومسيرة تطوره.
لعل الغرض الذي يجمع ما بين الإحباط والعدوان من أشهر المحاولات النظرية التي تناولت مظاهر السلوك العدواني , وارتبطت بفريق من الباحثين في علم النفس موجود في جامعة ييل , وسلطت الضوء على الإحباط. ويمكن تلخيص الغرض الرئيسي بالشكل التالي : كل شكل من أشكال العنف تسبقه حالة عدوان , وكل شكل من أشكال العدوان يكون مسبوقاً بحالة إحباط.(Dollard,Doob,Miller,Mowrer,and Sears, 1939:1-3).

ومن الفروض الهامة التي تقترحها هذه النظرية فرض يربط ما بين عدد حالات الإحباط ودرجة قوة نزوة العدوان , فحتى الأحباطات غير الهامة إذا تكررت فإنها ستؤدي إلي إثارة النزوة العدوانية وإلي تقويتها
( Dollard, et al .,: 31), ويعني هذا أن مصادر الإحباط قد تتعدد , وأنها تقبل الزيادة , فتتجمع , وفي تجمعها قوة وتؤدي بالتالي في وقت لاحق إلي إثارة نزوة العدوان , وتكمن أهمية هذا الغرض في إيجاد تفسيراً لما يمكن أن إليه بـــ ( القشة التي قصمت ظهر البعير ).
وأقترح بوركويتز أيضاً أن درجة الإحباط تتأثر بما إذا كان الفعل الذي تسبب في الإحباط متوقعاً أم لا , فكلما كان الفاعل يتوقع الفعل كلما كانت درجة الإحباط أضعف , والشيء نفسه يمكن أن يقال بالنسبة لأنماط السلوك المتنوعة من الآخرين والتي يمكن أن تتسبب في الإحباط.
فالإحساس بالإهانة أو الألم الذي قد ينتج من شخص لم يتوقع منه مثل هذا النمط من السلوك , ويفرض المركز الذي يحتله الفرد أدوراً معينة تتناسب والحقوق والواجبات المترتبة والمرتبطة بالواقع الفعلي للفرد الذي صدر عنه الفعل بقدر ما ترتبط بالواجبات التي يفرضها المركز , فالخيانة الزوجية غير مقبولة حتى في المجتمعات التي يتساهل أفرادها حيال العلاقات بين الجنسين.


3- مدرسة التنشئة الأجتماعية:



حظيت نظرية الإحباط والعنف بانتشار واسع بين الذين اهتموا بدراسة العدوان والعنف , لكن النظرية لا تصلح لتفسير بعض مظاهر العنف , مما حفز الباحثين على اقتراح فروض من نوع مختلف , تساءل كثيرون ما إذا كان للتعليم من دور؟ ألا يمكن أن يتعلم العنف؟ وهل يمكن أن نتعلم من مراء إثارة مثل هذه الأسئلة وجود مجتمعات تخلو من مظاهر العنف , كما توجد ثقافات تتضمن تحذيرات ضد العنف , وأخرى تشجع عليه , تنتشر في وسائل الاتصال الجماهيرية أخبار العنف , و يمجد بعض هذه الوسائل بعض أشكاله في شكل أشرطة تلاقي قبولاً واسعاً.
تقدم برامج التدريبات العسكرية دليلاً واضحاً لما يمكن أن يفعله التعليم لتقوية المواقع المثيرة للعنف , إذا تستقبل الأكاديميات العسكرية الشبان الصغار من مختلف فئات المجتمع , ولاتجري لهم في العادة اختبارات لقياس استعدادهم للعدوان , ويعرضون جميعاً لبرامج لبناء صورة معينة للعدو ولتطوير اتجاهات سلبية نحوه ولإثارة كراهيته في نفوسهم وتهيئتهم للانقضاض عليه بقوة وتدميره بسرعة , وتوفر حالات الصدام المسلح بين الجيوش والفرق المسلحة دليلاً واضحاً لنجاح هذا النوع من البرامج التعليمية , كما أن مشاعر التمييز العنصري أوالد يني لا تولد مع المرء , ولكنه يتشربها خلال عملية التنشئة الاجتماعية , وأجريت تجارب كثيرة حول هذا الجانب خصوصاً في بعض المجتمعات التي لها تاريخ طويل مع الأشكال المتعددة للتمييز والتعصب.
يلاحظ أن مظاهر العدوان والعنف توجد بشكل واضح في بعض الثقافات الفرعية وتكاد لا توجد بتاتاً في ثقافات أخرى , وقد لفتت الحقيقة انتباه الباحثين في علم الإناسة , فقد أندهش الكثير منهم والذي جاء من ثقافات غربية بالدرجة العالية من المسالمة والهدوء وضبط النفس التي يتمتع بها أعضاء القبائل التي سموها البدائية وكانت تسكن الجزر والمناطق الداخلية في الغابات , وفي نفس الوقت أكد عدد من الباحثين أن خاصية العنف ترتبط بالطبقات الاجتماعية الدنيا , فقد أثبت بعض الباحثين في المجتمعات التي بها معدلات الجريمة عالية , وحيث تحتل جرائم العنف نسبة كبيرة من مجموع الجرائم , إن بعض الثقافات الفرعية في نفس المجتمع مسئولة عن غالبية أحداث العنف فيه , بحيث تتضمن الثقافة الفرعية قيماً كثيرة تمجد العنف وتحض عليه , فيشب الصغار وخصوصاً الذكور وقد تسلحوا بكمية هائلة من التبريرات المؤيدة للعنف , تسهل عليهم مهمة توظيفه في الأنشطة اليومية و لذلك ينضمون بسهولة إلي العصابات التي تستخدم العنف وترتكب مختلف أعمال التخريب.(Trasher, 1927,: Yablonsky, 1966).
يقود الإحباط إلي التوتر , وهذا يقود إلي إثارة العدوان , وتخرج بعض حالات العدوان في شكل أفعال عنف , لكن هذا النمط من العلاقات يعتمد على نشاط متغيرين آخرين هما الدافع للتعبير عن الإثارة والرغبة لكبحها , بحسب نظرية التحليل النفسي الدافع وراثي و ولا يمكن للمرء أن يفعل شيئاً حياله , لكن نظرية التنشئة الاجتماعية تقترح إمكانية تقوية عامل الكبح على حساب دافع التعبير وأن الأمر يكمن في برامج التنشئة الاجتماعية , فهذه البرامج يمكن أن توجه نحو تقوية الرغبة لدى الفرد لحجب أو إعلاء أو كبح مؤشرات أو مكونات التوتر الذي يقود إلي إثارة العدوان.
تستثار نزوة العدوان عندما يحدث شيء ما يحول بين الفاعل وبين وصوله إلي الهدف , فيصاب الفرد بالإحباط , وكلما قويت حالة الإحباط كلما ارتفعت درجة احتمال حدوث الاستثارة التي تقود إلي العدوان.
وأن قوة الاستثارة تعتمد على ثلاثة عوامل:
1- قوة الإعاقة الناجمة عن حدوث تدخل حال بين الفاعل وبين حصوله على الإشباع من وراء وصوله إلي الهدف.
2- درجة صعوبة تغيير المسار للوصول إلي الهدف.
3- عدد المحاولات الفاشلة للوصول ألي الهدف.
يصاب الفرد بالإحباط كلما سدت الطريق أمامه للوصول إلي الهدف و لكنه لا يستسلم للفشل بسهولة و بل يستمر في البحث عن البدائل.
وقد تتكرر حالات الإحباط ولا تزول أو تنسى , وإنما تتراكم فيحدث العدوان والعنف أيضاً , وقد يظهر وكأنه سلوك فجائي , حدث على حين غرة .
إن أهداف الفرد كثيرة ولكنها في العادة يمكن أن تلخص في الحصول على الحاجات الضرورية والتي تتمحور حول حياه مستقرة وصريحة وآمنة.
وبالطبع تترجم هذه الحاجات إلي عدد كبير من الأهداف الأكثر تحديداً ووضوحاً , لكن هذه الحاجات عن طريق الوصول إلي جميع الأهداف أمر ليس متيسراً للغالبية , ولذلك فإن الحياة اليومية تزود الفرد بشعور الإحباط ليس له نهاية , إلا أنه من المتوقع أن أغلب الإحباطات التي يتعرض لها الفرد أثناء مزاولته لأنشطته اليومية يتم كبتها , أو إعلانها , بشكل أو بآخر , وتقدم الثقافة الميكانزمات الرئيسية للكبت وللإعلان , إلا أن صعوبات الحياة المحيطة أصبحت كثيرة ومتشبعة , وتضع على كاهل الفرد ضغوطات مرهقة , مما يؤدي إلي ارتفاع معدلا التوتر بين أفراد المجتمع.


وعلى ضوء ما تقدم يمكن اقتراح الغرض الرئيسي الذي يلخص العلاقات بين أهم المتغيرات التي يمكن أن تقدم تفسيراً للعنف العائلي.

(( العنف العائلي )):

الشدة والاستقرار وكمية ونوعية الأضرار التي تسببها .
والعنف العائلي يحدث نتيجة حالة أو حالات إحباط تثير درجة عالية من التوتر , تتطور إلي عدوان يعبر عنه في شكل فعل من أفعال العنف , ومصادر الإحباط في المجتمعات المعاصرة كثيرة ومتنوعة , ويمكن تصنيفها إلي الفئات العامة التالية:
1- عوامل شخصية وتتضمن:
أ‌- صفات عامة : النوع والسن والتعليم والمكانة الاجتماعية.
ب‌- التوازن النفسي – الاجتماعي.
2- عوامل مجتمعية تتعلق بالمحيط ويمكن أن تقسم إلي:
أ‌- المحيط المباشر – القريب الأسرة والعمل.
ب‌- المحيط المباشر – البعيد الحي والمدينة.
ج – المحيط غير مباشر – القريب المجتمع والدولة.
د- المحيط غير المباشر – البعيد الوضع الدولي.
__________________